البابا شنودة الثالث صاحب الكاريزما الخاصة
الخميس 14/نوفمبر/2024 - 09:33 ص
طباعة
حسام الحداد
البابا شنودة الثالث (وُلِد باسم نظير جيد روفائيل) (3 أغسطس 1923 - 17 مارس 2012) ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثاني (1946 - 1956)، وهو من الكتاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وكان ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة.
دراسته
التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليريكية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرساً للتاريخ، حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً واستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.
كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الأحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الأحد، ثم ضابطاً برتبة ملازم بالجيش.
انخراطه في العمل الديني
كان نظير جيد (اسمه الحقيقى) كان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات.
رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
باباويته
وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. حاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.
خلافه مع السادات
لعل النقطة التي حظي منها البابا شنودة على مكانة البطولة في قلب الاقباط قد تمحورت من فترة الاعتقال – أو التحفظ – بدير الأنبا بيشوي، والتي استمرت من 5 سبتمبر 1981 وحتى 5 يناير 1985، حيث واقعيا لم يعتقله السادات إلا نحو 31 يومًا فقط، فقد اغتيل السادات في أكتوبر 1981، وظل البابا باقي المدة في فترة تولي الرئيس مبارك وجعله اخر المفرج عنهم في هذه الفترة لدرجة أن الأساقفة الـ8 والـ24 قسيسًا الذين تم اعتقالهم في نفس الفترة خرجوا قبل البابا !!
والمهم أن ندرك أنه طوال سنوات ثورة يوليو لم يحدث احتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كانوا وحدهم الذين نجوا من حملات الاعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينات والستينيات وطالت كل التيارات والاتجاهات بما فيها الشيوعيون والاخوان المسلمون، ولم يكن الامر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها فلم يكن للأقباط- كتجمع ديني- أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع باقي التيارات الأخرى التي اصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الامر اختلف في السبعينيات بعد أن اعتلى السادات وخلفه البابا شنودة قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب.
الاصطدام لم يأت مبكرًا، وبخاصة أن السادات لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا، وبعد أن ازاح ما يعرف بمراكز القوى الناصرية كان لابد وأن يلملم ولا يفرق، لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لاسترداد الأرض، وبعد نصر اكتوبر عام 1973 بات السادات اكثر ثقة في نفسه واكثر انفرادا بالقرار فكان قراره الاخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الاسلامي- دون قيد- في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان ان تحقق له هذا بالفعل.
وعلى الرغم من انه لا يوجد توثيق دقيق وحصر واضح لأسباب اشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر وخاصة ان الاسباب المتداولة توحى بتعدي مسلمين على اراض مخصصة للكنيسة تبدو على خطورتها قابلة للاحتواء.. إلا ان النار قد التهبت وكان لابد من ان يكون للبابا شنودة رأي فيما حدث.
قبل هذا كان البابا شنودة قد رفض زيارة الأقباط للقدس كنوع من التطبيع، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية ساداتية تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يناطحه أحد في قراراته بعد الحرب، فما بالك إذا كان هذا الأحد هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟!
بات الصدام وشيكا.. وفي ظل اتهامات متزايدة من الاقباط بان الدولة تغذى العنف تجاههم من قبل الجماعات الاسلامية، وعندما قام الرئيس السادات بزيارة الى امريكا كان الصدام.. إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة للسادات رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بانه اضطهاد وهو بالقطع ما اضر بصورة السادات كثيرا فطلب من معاونيه ان يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن السادات بان البابا شنودة يتحداه، فكان ان اصدرت اجهزة الامن قرارا للبابا بان يتوقف عن القاء درسه الأسبوعي، الأمر الذى رفضه البابا، ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارًا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة سنة 1980، وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.
بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيها البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر، ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.. أصبحت القطيعة بين السادات والبابا شنودة هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام السادات الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1536 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وانما كان تحديد الاقامة في الدير بوادي النطرون، ولعل السادات فعل ذلك درءًا لرد فعل مضاد من قبل الأقباط، وجدير بالذكر ان البابا يعد بليغ وفصيح هذا العصر حتى انه عندما القى كلمة امام السادات قبل الاعتقال قال: عندما سمح السادات بانتشار الجماعات الإسلامية علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني وكان يقصد بها الاخوان المسلمين ولكن السادات لم يفهم المغزى منها وسار على دربه الذى أودى بحياته على يد الإسلاميين.
ويري بعض المحللين أنه في خلال تلك السنوات التي سبقت قرار السادات السبتمبري بعزل البابا شنودة، تكونت عدة اسباب مهدت للسادات طريقا يصل بغضبه الى ذروته ويمكن تلخيصها في الآتي
- موقف البابا الرافض لزيارة الأقباط للقدس زيارة دينية.
- مظاهرات أقباط أمريكا ضد السادات اثناء زيارته لأمريكا.
- زيارة البابا للولايات المتحدة سنة 1977 ولقاؤه الخاص مع الرئيس كارتر.
- رفض البابا استقبال القيادات السياسية للتهنئة بأعياد القيامة.
- رفض اذاعة الاحتفال بالأعياد في اجهزة الاعلام كما جرت العادة وقتها.
ويذكر محمد حسنين هيكل في كتابه "خريف الغضب" ان المسرح كان مهيا لدور يقوم به رجل يستطيع ان يتحمل مسئولياته، وكان شنودة يملك الكثير من المقومات اللازمة فهو كان شابا ومتعلما وكاتبا وخطيبا متمكنا وكانت شخصيته قوية الى جانب كثير من صفات الزعامة وقوة احتمال ومثابرة لاشك فيها).
هذه الكاريزما التي تحدث عنها هيكل وحالة النشاط التي تمتع بها البابا شنودة، ومواجهته الدائمة للرئيس السادات من اجل مطالب الاقباط، بل وتحدى السادات في الكثير من الاوقات كانت السبب الأقوى في ذلك الصراع لأن الرئيس السادات وقتها كان خارجًا من معركة اكتوبر منتصرا واكثر ثقة في نفسه، واكثر رغبة في الانفراد بالقرار ولم يكن يتخيل ان يتحداه احد او يرفض له طلبا.
السادات كان يرى في تصرفات البابا معه تحركات استفزازية فقرر ان يتبع معه نفس الاسلوب، وقد حكى هيكل في كتابه "خريف الغضب" ان السادات كان في زيارة للكنيسة ونظر الى ساعته اثناء اجتماعه مع البابا واعضاء المجمع المقدس وقال موجها كلامه الى البابا شنودة لقد حان موعد صلاة الظهر واريد سجادة صلاة، واسرع شنودة بنفسه الى غرفة مجاورة وجاء بسجادة صغيرة فرشها وسط مكتبه للسادات وخرج الكل من القاعة، ولكن شنودة لم يخرج وانما وقف بعيدا وقد شبك يديه امام صدره في خشوع وانتظر السادات حتى اتم صلاته، كان السادات ينظر الى البابا ويحاول تقدير ردة فعله، فهو حاول استفزازه، لكن شنودة كما روى السادات كان "ناصح وغويط" طبقا لنص كلامه، ومع ذلك فقد وافق السادات للبابا شنودة على ضعف عدد الكنائس التي اتفق عليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع بابا الاقباط السابق كيرلس، وعندما لاحظ السادات دهشة المستمعين اليه، رد بقوله:
"شنودة ظل طول الوقت يقول لي انت رئيسنا وانت زعيمنا وانت رب العائلة".
ويكمل هيكل كلامه:
أفصح السادات في جملته الأخيرة هنا عما يريده من البابا شنودة، ولكن البابا شنودة لم يفهم ذلك أو ربما تفهم جيدًا، ولكنه لم يصغ او لم يعجبه ان يسير مع السائرين في ذيل السلطان، فقرر السلطان أن يقضى على الرجل الذى تجرأ وقرر مواجهته، وتشويه صورة حكمه، بدعوى اضطهاد الأقباط وهى الصورة التي لم يكن السادات يسمح بانتشارها خارجيًا بعد ان وضع نفسه في إطار الزعيم الملهم، وبعد أن أطربه مديح الإعلام الغربي عقب اتفاقية السلام، ولم يكن مستعدًا ان يسمع من أحد، حتى ولو كان البابا شنودة، أي انتقاد، كما أنه لم يكن على استعداد لان يتحمل مجرد التفكير ان بمصر زعيما اخر غيره حتى ولو كان بابا الاقباط يتزعم شعب كنيسته، فاصدر قراره في 5 سبتمبر 1981 بنفي البابا واعتقال 1536شخصًا
البابا في فترة الاعتقال
وحول ذكريات البابا شنودة في فترة الاقامة بالدير قال قداسته للكاتب الصحفي محمود فوزى "كتاب حوار محظور النشر صفحة68 ما يلى:
"إنني بطبيعتي أحب الدير وحياة الهدوء والسكون، وحينما صرت راهبًا لم يدر بخلدي إطلاقا أنني سأنزل مرة أخرى لأتولى عملا في العالم وكنت أود ان انمو في حياة الوحدة لكى اصل الى اعماقها والرهبنة كما اعرفها هي انحلال من الكل للارتباط بالواحد.. والواحد هو الله واتذكر اخر قصيدة كتبتها وانا في طريقي الى الدير وهى تأمل في درجة من درجات الرهبنة وهى درجة السواح الذين يعيشون تائهين في البراري والقفار الذين لا يعرفون اين هم، ولا يعرف العالم عنهم شيئا فيتفرغون كلية الى الله وقد قلت في هذه القصيدة:
أنا في البيداء وحدي وليس لي شأن بغيري
لي جحر في شقوق التل قد اخفيت جحري
وسأمضى منه يوما ساكنا ما لست ادرى
تائها اجتاز في البيداء من قفر لقفر
ليس لي دير فكل البيداء والآكام ديري
لا ولا سور فلم يرتاح للأسوار فكرى
انا طير في الجو لم اشغف بوكرى
انا في الدنيا طليق في إقامتي وسيرى
فكنت أهدف إلى حياة من هذا النوع يعيش فيها الانسان في وحدة مطلقة وفي صلة كاملة بالله ولكن لم يسمح الله لي بهذه الحياة، فحينما سمح لي الرئيس السادات بان اقضى الاربعين شهرا في الدير كانت فرصة جميلة لي رجعت فيها الى حالة الهدوء. ولو على الغم منى ولكنى كنت اشعر بلذتها وقد أثمرت هذه الفترة عن نشر 16 كتابًا لي فكانت فترة هدوء وتحصيل وانتاج فكرى وانا باستمرار لا أحاول أن تكون المشاكل داخلي بل تقف خارجا وارى ان الانسان ينبغي أن يحتفظ بسلامة القلب والا يسمح بالمشاكل ان تغلبه او تنتصر عليه بل هو ينتصر عليها بالإيمان، وبالهدوء، بالتسليم الى الله، بالاستفادة من المشكلة الى اخر الطرق الروحية. واحيانا كنت اقول للناس في تعريف الضيقة سميت بالضيقة لان القلب قد ضاق لان يتسع لها فالضيق هو في القلب وليس في السبب الخارجي، اما اذا اتسع القلب فلا تكون هناك ضيقة أبدًا.. ألفت 16 كتابا جديدا ولم تكن العزلة تتعبني لأنني راهب.. أحب حياة الوحدة والهدوء وانا دائما احصل على سلامى الداخلي من الداخل وليست من الظروف الخارجية. فاعتبرت نفسى إنني عدت الى حياة الوحدة التي ترهبنت من اجلها وكان كل الذين يقابلونني لا يجدون منى الا وجها مبتسما بشوشا يهدى حتى المتعبين منهم".
اما الــــ16 كتاب التي قام البابا بتأليفها في تلك الفترة هي:
1- الله...وكفي
2- الوجود مع الله
3- يستجيب لك الرب
4- تأملات في خميس العهد
5- تأملات في الجمعة العظيمة
- 6 اليقظة الروحية
7- السهر الروحي
8- الرجوع الى الله
9- سنوات مع اسئلة الناس (الجزء الأول)
10-كيف نبدأ عاما جديدا
11- من وحى الميلاد
12- روحانية الصوم
13- حياة التوبة والنقاوة
14- سنوات مع أسئلة الناس
15- حياة الإيمان
16- حروب الشياطين
حكم مبارك
تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في 1985 بالإفراج عن المعتقلين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض "البابا شنودة"، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس "مبارك" تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس "السادات" بحكم منصبه كنائب له.
وفاته
أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً.
وأضاف في بيان رسمي:
"المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع."
تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة, وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد سيد طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن, إذ دفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر.