إطلالة على العدد السابع عشر من مجلة "البوابة"
الإثنين 30/مارس/2015 - 11:43 م
طباعة
صدر اليوم الاثنين 30 مارس 2015، العدد السابع عشر من مجلة "البوابة" الأسبوعية التي حمل عنوانها الرئيسي "خامنئي.. إمام المتآمرين اليمن مقبرة المرشد " التي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.
يقول د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: "خامنئي.. إمام المتآمرين اليمن مقبرة المرشد" بعد نجاح الثورة الإيرانية ١٩٧٩ انتخب على خامنئى المرشد الأعلى الحالى للثورة، عضوًا في الدورة الأولى للمجلس الاستشارى الإسلامى، أول برلمان في عهد الثورة، وظل جزءًا من النظام السياسي منذ ذلك الحين، حيث أسس الحزب الجمهورى الإسلامى بالاشتراك مع آية الله محمد بهشتى، وعلى أكبر هاشمى رفسنجانى وآية الله موسوى أردبيلى.
ومن موقع وكيل وزارة الدفاع الذي تولاه عام ١٩٧٩ م، إلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والمرشد العام للثورة الإيرانية عام ١٩٨٩م، اشتهر خامنئى بالتحايل والتآمر، حيث وصل للمنصب الأخير بعد تعديل دستورى يجيز للمجتهد تولى الزعامة بعد أن كانت حكرًا على الفقيه.
المرشد الأعلى للثورة في إيران هو المرجعية والأساس في رسم السياسة الخارجية، وله قوة روحية وسلطوية كبيرة في الدولة، وسياسة خامنئى المعادية للعرب مرتبطة إلى حد كبير بأوهام وأحلام الإمبراطورية الفارسية، لذا، كانت إيران حاضرة، وبقوة، في العديد من الملفات في المنطقة، في لبنان من خلال حزب الله الذي يقوم دائمًا بالحرب بالوكالة عن طهران، سواء مع إسرائيل أو في الداخل اللبنانى. وفى العراق عبر حزب الدعوة الذي كان يرأسه نورى المالكى، والذي لعب الدور الأكبر في تمزيق المكون السياسي والمذهبى والعرقى في العراق. وفى فلسطين من خلال حركة المقاومة حماس، حيث استغلت طهران الحركة في عمليات شق الصف الفلسطينى المتتالية. الأمر الذي نجح في النهاية في تقطيع الدولة إلى نصفين ترأسهما حكومتان، حكومة شرعية بقيادة الرئيس المنتخب محمود عباس، وحكومة انفصالية تقودها حركة حماس.
وأخيرًا في اليمن السعيد، الذي تحول بفضل التدخل الإيرانى المباشر عبر جماعة الحوثيين، إلى اليمن التعيس.
الطموحات الفارسيّة تتجاوز حدود الهلال الشيعى المزعوم، وتتسع لتصل حتى الهيمنة على أجزاء طريقى الحرير الشمالى الصيفى والجنوبى الشتوى، اللذين يمران عبر منطقة الشرق الأوسط وسواحل أفريق
ومعروف أن طريق الحرير الشمالى، يمرّ من الموصل في العراق وصولًا إلى حلب في سوريا، لذا فإن الحرب تدور على أشدها في هذه المناطق، تلك الحرب التي يشرف عليها بشكل مباشر قاسم سليمانى قائد فيلق القدس، وترى إيران أن تلك الحرب ستحدّد مستقبل استراتيجيتها في المنطقة. وإذا كان ظهور تنظيم داعش قد ساعد على كثافة التواجد الإيرانى في كل من الموصل وحلب، فالكثير من الاتهامات كانت وما زالت موجّهة إلى إيران في صناعة هذا التنظيم المُريب.
وما إعلان مصر والسعودية والمغرب والبحرين والكويت واليمن والإمارات عن كشفها خلايا تجسس تعمل لمصلحة إيران، إلا دليل آخر على نيّتها في توسيع نفوذها، خاصة أن قادة إيران الذين خرجوا من التقيّة إلى العلنيّة في تصريحاتهم، لا يتردّدون في الإعلان عن أن صنعاء تعد رابع عاصمة عربيّة تصبح تحت هيمنة بلادهم بعد بيروت ودمشق وبغداد، رغم أنها في الواقع خامس عاصمة عربية باحتساب الأهواز العربيّة.
وبعد احتلالها كامل الساحل الشرقى للخليج العربى، حيث الجزر الإماراتية وبعض الجزر العُمانيّة، وخاصة تلك الواقعة في مضيق باب السلام (هرمز)، سيطرت إيران على أهم ممرّات طريق الحرير البحريّة، حيث احتلت ميناء عصب اليمنى المطلّ على البحر الأحمر، واستأجرت جزيرتى فاطمة ونهلقة الإريتريتين لتوسع نفوذها في مضيق باب المندب.
وتابع أنه في حرب واشنطن ضد الإرهاب في أفغانستان، كانت واشنطن في حاجة إلى مساعدة إيران في المراحل الأولى من الحرب، ولذلك سعت إلى حوار معها بكل الطرق وخاصة على المستوى الأمنى، ولعبت بريطانيا دور الوسيط في ذلك الحوار. من هنا وبالرغم من الإدانة الإيرانية للغزو الأمريكى لأفغانستان، وذلك على لسان خامنئى «أننا نشجب الإرهاب بكل أشكاله ونعارض الحملة الأمريكية على أفغانستان، ونرفض الدخول في أي تحالف تقوده أمريكا» منتقدًا أولئك الذين يدعون إلى محادثات معها قائلًا «وإن كانوا غير سيئى النية فإنهم غافلون عن أن هذه المحادثات تنفى القبول بتحقيق المصالح الأمريكية» لقد قامت إيران بتقديم الدعم الميدانى للولايات المتحدة، حيث وافقت في أكتوبر ٢٠٠١ على المساهمة في إنقاذ أي قوات أمريكية تتعرض لمشاكل في المنطقة، كما سمحت للولايات المتحدة باستخدام أحد موانيها لشحن القمح إلى مناطق الحرب في أفغانستان، وشاركت في الدعم العسكري لقوات التحالف الشمالى، حتى سيطرت على كابول.
وشدد على انه منذ الاحتلال الامريكى للعراق يلعب آل الحكيم الدور الأكبر في التنسيق بين واشنطن وطهران، كما تقول تحركاته المكوكية.. السرية والعلنية.. بين هاتين العاصمتين وفقًا لتقاسم (كعكة العراق) بينهما.. وليس المالكى ومن قبله علاوى.. سوى (ديكور) فقط لآل الحكيم الذين يملكون ميليشيات مسلحة على الأرض، وهى التي تعاونت مع القوات الأمريكية في حرب القتل والخطف والتدمير والاعتقال في العراق.
ووفقًا للغة المصالح فإن تدمير بغداد.. كان هدية «إستراتيجية» أمريكية للإيرانيين..الذي شكل العراق (عقدة) تاريخية أمام الإيرانيين للاندفاع نحو الغرب العربى.. وهو المجال التوسعى الوحيد للإيرانيين لكى يلعبوا دورًا إقليميًا في المنطقة.. خاصة أن (الورقة) المذهبية هي الورقة الوحيدة التي في يدهم ليلعبوا بها.
ولقد كان لخامنئى الدور الأكبر فيما حدث في العراق، وهذا ما فضحته المراسلات السرية التي تم كشفها مؤخرًا التي جرت بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما وخامنئى، والتي تظهر كم الغزل السياسي والصداقة المقربة بين الرجلين. أول من كشف عن تلك المراسلات كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» استنادًا إلى مصدر دبلوماسى إيرانى رفض كشف اسمه، أشار إلى أن آية الله خامنئى أرسل رسالة إلى أوباما ضمنها احتراماته، حيث مثلت تلك الرسالة جوابًا متأخرًا بعض الشيء على رسالة الرئيس الأمريكى التي أرسلها له في شهر أكتوبر ٢٠١٤ بشأن التعاون في مكافحة «الإرهاب»، في حال التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووى، وهو ما ظهر جليًا في زيارة أوباما مؤخرا للسعودية لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبد الله، حيث حث السعوديين على التفاهم مع إيران.
وأشار الى ان علاقة إيران بتنظيم القاعدة غامضة، وفيها مفارقات عديدة. فرغم أن هذا التنظيم التكفيرى يمثل العدو الأيديولوجى الأشد للشيعة، الذين يفترض أن إيران تمثل دولتهم الكبرى في العالم، لكن علاقة هذا التنظيم السنى المتطرف بتشكيلات الحرس الثورى الإيرانى (باسداران) وبخلايا المخابرات الإيرانية (الاطلاعات) تبدو إيجابية للغاية.
علاقة إيران والقاعدة برعاية خامنئى قديمة ففى ١٩٩٨، حيث قدمت إيران الدعم للقاعدة لمساعدتها في القيام بتفجيرات نيروبى ودار السلام، بحسب حيثيات الحكم الصادر عن محكمة في واشنطن عام ٢٠١١، وقد جاء في الحكم، أن عددًا من أعضاء القاعدة البارزين وضمنهم سيف العدل، المسئول السابق للجناح العسكري في التنظيم، وعددًا من العناصر المرتبطة بتفجيرات نيروبى، قد تلقوا تدريبات في معسكرات حزب الله في جنوب لبنان.
وقال كان قيام الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩ بقيادة الخميني دافعًا قويا لنمو حزب الله، وذلك للارتباط المذهبى والسياسي بينه وبين القادة الجدد في طهران، رغم أنه سبق الوجود التنظيمى لحزب الله في لبنان، والذي يؤرخ له بعام ١٩٨٢ وجود فكرى وعقائدى يسبق هذا التاريخ، هذه البيئة الفكرية كانت لمحمد حسين فضل الله دور في تكوينها من خلال نشاطه العلمى في الجنوب.
فالعلاقة بين حزب الله وخامنئى يتداخل فيها البعد السياسي والدينى، فبعض اللبنانيين الشيعة الذين يمثلون كوادر حزب الله، تربطهم بالمرجعيات الدينية الإيرانية روابط روحية عميقة، ويعتبر خامنئي أكبر مرجعية دينية بالنسبة لهم. ويطلق على أمين عام حزب الله حسن نصر الله «الوكيل الشرعى لآية الله خامنئى».
والحزب يتلقى كل الدعم السياسي والمالى من خامنئى، الأمر الذي يدل على أن الحزب هو حزب إيرانى على أرض لبنانية ليمثل حزب الله، في النهاية، الورقة الرابحة بيد إيران التي يستطيعون استخدامها وقتما يشاءون في الضغط على أمريكا وإسرائيل لتحقيق مآربهم.
و اختتم مقاله بقوله "السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، بعد هذا العرض، إذا كان على خامنئى، وعلى الرغم من مضى أكثر من ثلاثة عقود على انتصار الثورة الإيرانية لا يتجرأ على النزول إلى الشارع والتواصل مع شعبه، فكيف يحق له تنصيب نفسه «وليًا لأمر المسلمين»؟ وإن أوهام خامنئى في الزعامة ومؤامراته في السيطرة على المنطقة ستزول حتمًا، وسيصحو على كابوس مرعب، بداية فصوله، ما يحدث الآن في اليمن.
وفي مقال لرئيس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز، والذي جاء تحت عنوان " كل الطرق تؤدى الى ايران راس الافعى اليمن مقبرة المرشد الاعلى " أكد على ان ايران التى تتحدث عن عدم شرعية ضرب الحوثيين وتدافع عن حقهم في الثورة على نظام غير شرعى هى نفسها التى ترسل قواتها لتتعاون مع امريكا في الحرب على داعش في العراق وسواء دخلت ايران الحرب او لم تدخل فانها دخلت في مواجهة واضحة مع العرب واننا امام حرب سياسية تسعى فيها ايران الى السيطرة على اليمن ستكون مفتاحها للسيطرة على المنطقة
وفى ملف تحت عنوان يوميات عاصفة الحزم رصدت المجلة تطور العمليات في الحملة على الحوثيين وان العمليات ركزت على قطع الامداد الداخلى والخارجى للمتمردين الحوثيين وضرب مخازن الذخيرة والاسلحة التى يمكن ان يستخدموها وفى ملف اخر ترصد المجلة نشأة الحوثيين باعتبارهم ذراع ايران التى قطعتها عملية عاصفة الحزم وانه لايستطيع احد ان ينكر الدور الايرانى في دعم الحوثيين جتى وان لم تكن هى التى خططت في البداية لظهورهم فعلى اقل تقدير تحاول استغلال الاوضاع لنشر مشروعها الطائفى وان هناك علاقات حوثية ايرانية متبادلة تمثلت في اقامة بدر الدين في "قم" بطهران بعد خلافه مع عدد من علماء المذهب الزيدى حيث حدث تبادل زيارات تضمنت لقاءات سرية مع جماعات مرتبطة ب"اتحاد الشباب المؤمن "وان الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة التى تعيشها اليمن ادت الى الى التعاطف الجماهيرى النسبى من أهالى المنطقة مع حركة التمرد حتى وان لم يميلوا الى فكرهم
هذا كما تناولت المجلة عددا من الموضوعات المتفرقة جاءت بعناوين:اسار وتفاصيل القمة الاخطر في تاريخ العرب وطبيب تركى يفضح تردى حالته فأحيل للمحاكمة " اردوغان.. مريض نفسيا" والحركات الشبابية من الميدان الى النسيان و6 ابريل حليفة الارهابية وتمرد مقبرة الاخوان
وفي الحلقة الـ17 لسلسة دراسات "الانتهازيون .. الإخوان والصعود نحو الهاوية" يتناول د.عبدالرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير " الديمقراطية الفريضة الغائبة عند الجماعة ؛ حيث أكد على أنه ليس من المقبول ان تدعو الجماعة الى ان تحترم الدولة حرية الفرد والجماعة بينما لاتحترم هى حرية الفرد او حرية الجماعات الاخرى وان الفاصل بين الدين كأمر ربانى والتنظيم كأمر بشرى لم يعد واضحا بالنسبة للقاعدة العريضة من الاتباع فأختلاط هذا الامر اضفى على التنظيم اللبوس الدينى بحيث يشعر العضو بالاثم لو خالف امر تنظيميا