متابعة احداث اليمن بالصحف العالمية .. 28 ابريل 2015
الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 07:47 م
طباعة
دويتش فيله الالمانية بن عمر: حظر السلاح على الحوثيين قد يعيق دخول المساعدات لليمن
حذر المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر بأن أي حظر للسلاح على الحوثيين من شأنه أن يعيق دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن والتي تقول المنظمات الإغاثية أن البلاد بأمس الحاجة إليها بعد أن بات الوضع كارثيا.
في إفادته الأخيرة كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى اليمن حذر جمال بن عمر، من أن أيّ حظر جديد على السلاح يستهدف المسلحين الحوثيين قد يتسبب في عرقلة تسليم مساعدات إنسانية تشتد إليها الحاجة في البلد العربي الفقير، متحدثا إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي قال بن عمر إنه يأسف لأن المجلس المؤلف من 15 دولة لم يبادر إلى اتخاذ إجراءات قوية عقب تحذيراته من "عرقلة منظمة" لعملية السلام. وكان مجلس الأمن قد فرض في وقت سابق حظرا على السلاح يستهدف المسلحين الحوثيين وجنود الجيش الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الموالين لهم.
الدبلوماسي المغربي الذي سيخلفه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، الموريتاني إسماعيل ولد شيخ، أبلغ الصحفيين عقب جلسة مجلس الأمن بأن "تنفيذ حظر السلاح الجديد... قد يقيد بشكل غير مقصود تدفق السلع التجارية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في اليمن بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية". ويأتي ذلك مع مواصلة طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قصفها لمواقع في اليمن، رغم الإعلان عن توقف "عاصمة الحزم" وبداية العملية الإنسانية، حسب ما أعلن عنه مسؤولون سعوديون في وقت سابق.
وضع إنساني كارثي
في المقابل، اشتدت تحذيرات منظمات الإغاثة من تفاقم الوضع الإنساني إلى مستوى كارثي بسبب نقص حاد في المواد الطبية والوقود. ووفق أرقام الأمم المتحدة فإن 12 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة.
وقال البرنامج العالمي للأغذية التابعة للأمم المتحدة إن نقص الوقود يمنع التجار من نقل الغذاء إلى الأسواق، بينما صرح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أسعار الوقود ارتفعت حتى وصلت إلى عشر دولارات للتر البنزين وإنه لا يوجد من الوقود إلا ما يكفي لاستمرار إدارة المستشفيات لمدة أسبوع واحد آخر وإطالة أمد العمليات الإنسانية المنقذة للحياة أسبوعين. وقالت الأمم المتحدة إن ناقلة نفط تجارية تنتظر خارج المياه الاقليمية اليمنية منذ 21 من الشهر الجاري للإذن لها بالرسو.
واشنطن تلقي المسؤولية على الحوثيين
على صعيد آخر، ألقت الولايات المتحدة باللوم على المقاتلين الحوثيين في تجدد القصف الجوي الذي تقوده السعودية واتهمتهم باستغلال هدوء نسبي في الضربات الجوية لمواصلة تحقيق تقدم في ساحة المعارك بدلا من المساعدة في تهيئة الساحة أمام محادثات سلام. واتهم كيري ومسؤولون أمريكيون آخرون الحوثيين بالسعي إلى تحقيق مزيد من المكاسب منذ إعلان الرياض الأسبوع الماضي عن إنهاء حملة القصف الجوي التي بدأت قبل حوالي خمسة أسابيع، على ان تستمر عمليات القصف في الأماكن التي يتقدم فيها الحوثيون.
وأبلغ كيري مؤتمرا صحفيا في نيويورك بأن "التحول السعودي... استند إلى فرضية بأن الناس لن يتحركوا من أماكنهم"، مستدركا أن ما حدث هو أنهم "استفادوا من غياب الحملة الجوية وتحركوا ليس فقط في أجزاء إضافية في عدن بل هم أيضا يتحركون في أجزاء أخرى". وتباحث جون كيري أمس الاثنين في نيويورك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الوضع في اليمن، وذلك في إطار بحث الاتفاق الذي سيوقع نهاية يونيو المقبل حول البرنامج النووي الإيراني.
"نيويورك تايمز" الأمريكية: أزمة اليمن تلقي بظلالها على اجتماع كيري مع ظريف
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء(28 ابريل 2015) إن أزمة اليمن “ألقت بظلالها على اجتماع وزير الخارجية الامريكية جون كيري بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف يوم امس الإثنين في منزل السفير الإيراني في نيويورك”.
وأشارت الصحيفة التي تصريح لكيري قبيل الاجتماع قال فيه بانه “متأكد من ان أزمة اليمن ستُطرح في الاجتماع” المخصص للبحث في وضع اتفاق نهائي بين ايران ومجموعة 5+1 حول برنامجها النووي وقبل حلول الأول من شهر يوليو المقبل.
وأضاف كيري قائلا” إن مستقبل اليمن يحدده اليمنيون وليست القوى الخارجية”.
وأشارت الصحيفة الى أن أمريكا تقف الى جانب السعودي في حربها على اليمن بعد” فشل المفاوضات مع الحوثيين” على حد زعمها.
وأضافت ” تتباعد مواقف الولايات المتحدة وايران إزاء العديد من قضايا المنطقة , الا انهما تتشاطران القلق حيال تنظيم الدولة الإسلامية”. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني فقد أعرب كيري عن امله بالتوصل الى اتفاق تاريخي بشأنه، فيما تشير الأنباء الى ان الاجتماع كان (إيجابيا).
ويذكر ان السعودية قادت تحالفا من عشر دول لشن حرب ضد اليمن ولمدة 4 أسابيع قبل أن توقف العمليات , لتعلن بدء عمليات عسكرية جديدة تحت اسم “استعادة الأمل”. وخلف العدوان السعودي دمارا كبيرا في اليمن مع سقوط آلاف الضحايا بين صفوف المدنيين, فيما نجحت حركة انصار الله والجيش اليمني في السيطرة على معظم المحافظات اليمنية.
واشنطن بوست الأمريكية: أزمة اليمن تزيد من معاناة الصومال
تبدل الوضع، فبعد أن كانت اليمن هي من تستضيف نحو ٢٣٦ ألف لاجئ صومالي فروا من الحرب الأهلية في بلادهم منذ اندلاعها عام ١٩٩٠، أصبحت الصومال هي قبلة بعض اليمنيين النازحين، فالأوضاع اليمنية المتردية تزيد من معاناة الصومال الذي لا طاقة له على تحمل أعباء مواطنيه أصلا، عدا عن تفشي “حركة الشباب الصومالية” في أنحائه، وانتشار إرهابها في أغلب المناطق الصومالية.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن اللاجئين اليمنيين نزحوا إلى دولة الصومال رغم التحديات الكافية للبلد الأفريقي في الفترة الأخيرة، مما يصنع أزمة جديدة تلوح في الأفق، موضحة أن الصومال تعاني من الإرهاب بسبب حركة الشباب المتطرفة، والتي تشكل تهديدا على شريان الحياة في البلاد خاصة المالي، كما أنها لاتزال تعاني من الفقر المدقع، فواحد من بين سبعة أطفال يموتون قبل بلوغ العام الأول، الصومال التي تعاني من الحرب الأهلية والانهيار السياسي منذ أوائل التسعينات، عانت من مجاعة كارثية على مدى السنوات القليلة الماضية والتي تسببت في مقتل 260 ألف شخص، ولكن الآن وفقا لوزير الخارجية الصومالي “عبد السلام عمر” فإن التحدي الأكبر للصومال هو اليمن.
وتضيف الصحيفة الأمريكية أن الغارات الجوية التي شنتها السعودية ضد اليمن منذ أواخر شهر مارس الماضي، دفعت الكثير من المدنيين للفرار إلى الصومال من خلال البحر، ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة وصل أكثر من ألف شخص إلى الصومال، وحاليا تتأهب البلد الإفريقي لاستقبال المزيد، مشيرة إلى أنه منذ الانهيار السياسي للصومال في عام 1991، بدأ الكثير من الصوماليين طلب اللجوء إلى اليمن، ووصل عددهم إلى 250 ألف لاجئ، ومع الحرب اليمنية الحالية ربما يعودون إلى الصومال حاملين أفكار تنظيم القاعدة وداعش، وهو التحدي الأكبر للصومال.
وفي نداء استغاثة أطلقه رئيس الوزراء الصومالي، حذر من أن النزاع في اليمن يشكل تهديدا للاقتصاد والأمن في بلاده، مشيرا إلى تدفق للاجئين، واحتمال أن تغتنم حركة “الشباب” المعارك الدائرة هناك، وقال “عمر عبد الرشيد علي شارمركي”: “لا يمكن لاقتصادنا أن يتحمل هذا التدفق للاجئين اليمنيين”.
وقد اجتاز أكثر من ألفي لاجئ خليج عدن، ووصلوا حتى الآن إلى سواحل منطقة أرض الصومال الشمالية، ومنطقة بونتلاند للحكم الذاتي (شمال شرق)، كما ذكرت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، والتي تحدثت عن إمكان وصول ١٠٠ ألف شخص في غضون ستة أشهر.
الإندبندنت: قريبا.. حرب اليمن أزمة أوروبية
ى الكاتب الأيرلندي باتريك كوكبيرن أن الحرب الحالية في اليمن ستمثل مشكلة كبرى للقارة الأوروبية في القريب العاجل، مشيرا إلى أن النتيجة الأساسية للحملة الجوية، التي تقودها السعودية، ستكون الإرهاب والقوارب المحمّلة بالمهاجرين اليائسين لأوروبا.
ويقول كوكبيرن في تقريره بصحيفة الإندبندنت البريطانية "إن اليمن يفتقد لعدة أشياء، ليست الأسلحة أحدها، حيث يوجد على أراضي اليمن بين 40 و 60 مليون قطعة سلاح وفقا لتقرير خبراء من الأمم المتحدة نُشِر العام الماضي، وهذا الكم كاف لعدد سكان اليمن البالغ 26 مليون نسمة".
ويتابع "ومهما يحدث فإن الحرب في اليمن لن تنتهي لأن جميع أطرافها لديهم المزيد من السلاح، أما السياسة اليمنية فمن المعروف عنها التعقيد لاسيما مع تغير التحالفات التي يتحد فيها الأعداء السابقون والأصدقاء القدامي ويبذلون جهودا مضنية ليقتلوا بعضهم البعض.
ولكن ذلك لا يعني أن الحرب في اليمن، ليست لها علاقة ببقية العالم، ففعليا تسببت الاضطرابات هناك في جعل اليمن أرضا خصبة لهجمات تنظيم القاعدة مثل التي وقعت على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية العام الماضي.
وانهيار الدولة ودخولها في حالة حرب دائمة سيتسبب في إرسال قوارب تحمل مهاجرين تجاه غرب أوروبا حيث يجدون مأوى هناك بعيد عن الحرب والدمار، ومن العبث أن يتظاهر القادة اﻷوروبيون بأنهم بفعلون شيئا حيال الإرهاب أو غرق اللاجئين في البحر المتوسط، بينما يتجاهلون الحروب التي هي الأسباب الرئيسية لهذه الأحداث.
وحتى اﻵن فإن حرب اليمن متروكة للسعوديين والممالك الخليجية، مع محاولات غير فعالة للولايات المتحدة لإنهاءها، لكن حقيقة ما يحدث في اليمن يختلف عن الظاهر، فالسعوديون يزعمون أنهم يسحقون ميليشيات الحوثي الشيعية المدعومة من إيران التي استولت على اليمن بهدف إعادة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي إلى سدة السلطة.
لكن في حقيقة الأمر، إن استيلاء الحوثيين على الكثير من أراضي اليمن لاعلاقة له بإيران، بل له علاقة بتحالفهم مع العدو القديم "الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح" الذي لايزال يسيطر على الكثير من وحداث الجيش، ما مكّن الحوثيين من الاستيلاء على صنعاء بسهولة في سبتمبر الماضي، على الرغم من أن خبراء أممين أشاروا إلى أن العاصمة كانت مؤمنة بأكثر من 100 ألف من قوات الحرس الجمهوري وقوات الاحتياط، ومعظمهم موالون لصالح.
وتهدف الحملة الجوية السعودية لإلحاق الضرر البالغ بوحدات الجيش اليمني الموالية لصالح، بشكل أكبر من إضعاف الحوثيين، أما ميليشيات الحوثي فهم من المقاتلين ذوي الخبرة والمهارات العسكرية ولديهم قدرة على الصمود أمام الهجوم الجوي، حيث تم صقلهم في الفترة ما بين عامي 2004 و 2010، عندما وقفوا أمام ست هجمات لقوات صالح وقت وجوده آنذاك في السلطة، إلا أنه بعد الإطاحة به من منصبه في عام 2012 تصالح مع الحوثيين.
الهدف من الحرب السعودية هو كسر هذا التحالف بين الحوثيين والوحدات العسكرية التي يسيطر عليها صالح، وذلك من خلال تدمير القواعد العسكرية والأسلحة الثقيلة، وكلما زاد تسليح الحوثيين كلما أصبح استهدافهم جويا أكثر صعوبة، لكن دون دعم أو حياد الجيش النظامي، سيمتد نفوذهم بشكل أكبر في المحافظات جنوب صنعاء، وفي عدن فهم يقاتلون الانفصاليين الجنوبيين الذين يرغبون في إبطال اتفاق الوحدة، الذي أبرم عام 1990.
اليمنيون يصرون على أن مجتمعهم غير منقسم على أسس طائفية بين الزيدين الشيعة (يمثلون ثلث السكان) و السنة (ثلثي السكان)، لكن ذلك من الممكن أن يتغير سريعا حيث يندمج الصراع اليمن في مواجهة حربية إقليمية أوسع بين تحالف سني تقوده السعودية وآخر شيعي تقوده إيران.
وثمة سبب آخر يجعل بقية دول العالم ينتابها القلق حيال اليمن وهو أنه يمر بنفس الظروف الحالية في العراق وسوريا وأفغانستان وليبيا والصومال حيث يحكم أمراء الحرب في خضم الفوضى، وتغدو تلك الدول طاردة للمزيد من السكان، الذي سيخاطرون للهروب، وهذه الكارثة هي التي تدفع لامتلاء القوارب والطوافات بالمهاجرين اليائسين الذين يتجهون صوب أوروبا عبر البحر المتوسط.
وتلك الأزمة تحديدا تضر باليمن بشكل كبير، لأن البلد كانت في أزمة فعلية قبل الصراع الحالي، فوفقا لوكالات الأمم المتحدة فإن سوء التغذية في اليمن مساو تقريبا لكثير من الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى ونصف السكان فقط يمكنهم الحصول على المياه النظيفة.
وما يزيد من الأزمة هو عدم دخول سفن إلى البلاد لاسيما مع حصار الموانئ نتيجة القتال وعلى أي حال فمن الصعب نقل المواد الغذائية بسبب النقص المزمن في الوقود فضلا عن نقص الكهرباء الذي يؤثر بطبيعة الحال على إمكانية تخزين الأدوية في المستشفيات.
هذه المشكلة ليست قصيرة الأمد، فاليمن يسقط في نهاية الأمر، لكن ربما يستغرق ذلك وقتا ما يعني أنه سيكون هناك فراغا في السلطة، وهو ما يستغله فعليا تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى، ولم تفلح الغارات الأمريكية "بواسطة طائرات دون طيار" في الحيلولة دون استحواذ التنظيم على مناطق بأكملها.