المخطوطات الممنوعة من النشر للشيخ الصعيدي في "عالم الكتاب"

الأربعاء 13/مايو/2015 - 04:52 م
طباعة المخطوطات الممنوعة روبير الفارس
 
مفاجأة فكرية سارة يقدمها عدد مايو الصادر اليوم الأربعاء من مجلة عالم الكتاب تخص الشيخ المجدد عبد المتعال الصعيدي (عبد المتعال عبد الوهاب أحمد عبد الهادي الصعيدي عالم لغوي من علماء الأزهر الشريف وعضو مجمع اللغة العربية وواحد من أصحاب الفكر التجديدى بالأزهر، ومن المنادين بالمنهج الإصلاحي في التعليم والفكر والتجديد الديني. 
ولد عام 1894 وتوفي في عام 1966 حيث نشرت المجلة ملفًّا حول الشيخ ومذكراته ومخطوطاته الممنوعة من النشر، فلا يمكن أن يذكر تجديد الفكر الديني دون ذكر الشيخ عبد المتعال ابن المؤسسة الأزهرية المجدد من داخلها، فقدم الصعيدي العديد من الاجتهادات، وخاض الكثير من المعارك، ودفع ثمن هذه المواقف، والتي منها:
معركة الحدود 
في سنة 1937 خاض الشيخ عبد المتعال معركة حول الحدود في الإسلام إذ توصل إلى غير ما كانت الفتوى عليه في الأزهر.. كتب الشيخ ست مقالات في جريدة السياسية الأسبوعية وكان يرى أن الأمر الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية بالعقوبات المنصوص عليها في هذين الحدين من الجلد والرجم والقطع وغيرها من العقوبات إنما هو من قبيل الواجب المخير لا المعين، وأن هذه العقوبات إنما ذكرها باعتبارها أقصى العقوبات، فيمكن أن يكون لها عقوبات أخرى غير الرجم والجلد والقطع، ففي الزنا جواز الجلد فقط وجواز الحبس، وهذا الرأي جعل الأزهريين يقومون عليه، وشكلت لجنة لمحاكمته وعرض عليه الشيخ محمود شلتوت والشيخ الزنكلوني وغيرهما التراجع عن أفكاره في مذكرة، فوافق على ذلك ويقول الشيخ الصعيدي في مذكراته: "قد اطلعت على محضر لجنة المحاكمة، فوجدت أنها اختلفت في أمري، فكان الشيخ اللبان يرى أني أستحق أقسى عقاب؛ لأني كفرت عنده بهذا الرأي، ويجب استتابتي منه، كما يستتاب المرتد، وكان رأي الشيخ الفحام أني لا أستحق هذا العقاب؛ لأني لم أرد إلا تخفيف أمر الحدود الإسلامية لأدفع ما يطعن به عليها أعداء الإسلام".

كيف منع الاجتهاد؟
نشرت المجلة ثلاث مقالات نادرة للشيخ عبد المتعال، منها مقالة (كيف منع الاجتهاد )وقد سبق نشرها في مجلة الرسالة يوليو 1943، وقد أكد فيها على أن منع الاجتهاد لم يتم إلا في عصور الظلم، وبأن قصر الناس على المذاهب الأربعة حدث بوسائل غير مقبولة من القهر والإغراء، وفي يقيننا أنه لو أتيح لغير هذه المذاهب ما تيح لها من تلك الأوقاف والرواتب لكان حظها من البقاء مثل حظها، ولبقيت معروفة مقبولة ممن يجهلها اليوم أو ينكرها، وقد استخدمت هذه الوسائل لإلزام الناس بهذه المذاهب قبل هذه العصور فلم يرض بهذا المسلمون حتى أصحاب هذه المذاهب.. روى أبو نعيم في الحلية عن مالك ابن أنس أنه قال: "شاورني هارون الرشيد في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، فقلت: لا تفعل فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان وكل مصيب. فقال: وفقك الله تعالى يا أبا عبد الله". ويختتم الصعيدي مقاله، قائلا: فنحن إذن في حِل من أمر هذه المذاهب التي فرضت علينا فرضًا، وفي حِل من ذلك الحظر على الاجتهاد في أحكام ديننا؛ لأنه أتى بطريق القهر ولم يتم برضا المسلمين وتشاورهم، وإنما أمر المسلمين كما حكم الله تعالى شورى بينهم. وتضمن الملف مقالًا نادرًا عن الحجاب في الإسلام خلص فيه الشيخ عبد المتعال إلى أن حكم الإسلام في الحجاب والنقاب وخلاصته أنه يرى ترك أمرهما لحكم العرف والعادة، وما يرضاه كل من الرجل والمرأة على وجه يصونها من الفساد ويحفظ ما له عليها من حقوق. 

الكنوز
في ظل مطالبات متكررة بتجديد الفكر والخطاب الديني يعد من الغريب تجاهل تراث الشيخ عبد المتعال الصعيدي– غير منشور- حتى الآن، وقد رصد الملف 18 كتابًا مخطوطًا لا يهتم أحد بنشرها، وهذه هي بعض عنوان هذه الكنوز المجهولة. 
(أضواء على فلسفة ابن خلدون)، (الحدود الإسلامية): (حياة مجاهد في الإصلاح)، (رسالة في التصورات)، (في ميدان التجديد)، (مع الأزهري التقدمي من الشيخ السبكي إلى فولتير) و(النهضة الأدبية قبل الإسلام)، وغيرها. 

شارك