في عدد مايو من "آفاق سياسية": قراءة في نتائج مؤتمر "مستقبل مصر"
الخميس 14/مايو/2015 - 05:49 م
طباعة
في العدد السابع عشر " مايو 2015"، تناولت مجلة "آفاق سياسية" الصادرة عن المركز العربي للبحوث والدراسات، عددًا من القراءات والرؤى حول: "نتائج مؤتمر مستقبل مصر "
وألقي رئيس تحرير المجلة السيد يسين، الضوء في هذا العدد على مؤتمر "مصر المستقبل" الذى انعقد في شرم الشيخ نهاية الشهر الماضي، وشاركت فيه وفود سياسية وملوك ورؤساء عرب وأجانب.
وقال يسين في كلمته إن هذا المؤتمر الذى خططت له وزارة المهندس إبراهيم محلب تخطيطًا متقنًا كان مناسبة عاملة للاعتراف الدولي بشرعية ثورة 30 يونيو، وبالموافقة على خارطة الطريق التي أعلنت يوم 3 يوليو والتي تبعها إصدار دستور جديد وتنظيم انتخابات لرئاسة الجمهورية فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمعدلات قياسية، وتبقي الخطوة الثالثة والاخيرة في إجراء الانتخابات البرلمانية حتي تستكمل مصر بناينها الكامل.
ولفت رئيس التحرير إلي جماعة الإخوان الإرهابية شرعت بعد أن أسقطها الشعب في 30 يونيو شن حملات سياسية في الداخل والخارج زاعمة أن ما تم كان انقلابا عسكريا ولم يكن ثورة شعبية فقد أثرت هذه المقولات الزائفة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت متحالفة مع الجماعة الأرهابية وكذلك دول الاتحاد الاوروبي.
وذكر يسين في دراسته أن انطلاق المسيرة الوطنية والسياسية والتنموية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تمثلت أساسا وبرزت للوجود على المستوي العالمي في مؤتمر "مستقبل مصر" في شرم الشيخ كان اعترافا دوليا واسع المدي بثورة 30 يونيو من ناحية وبجدارة الرئيس السيسي لقيادة مصر بعد أن وصل إلي منصبة عبر انتخابات شفافة.
وتحت عنوان "صورة مصر في كلمات ضيوفها"، حلل الدكتور محمود أحمد عبدالله خطاب المؤتمر في 5 رؤي، أولهم الرؤية العربية: بلاغة عاطفية، قائلا: رسمت الرؤية العربية صورة للواقع بأنه واقع متأزم يحتاج لتضافر الجهود العربية والدولية، وأن مجمل الكلمات أكدت رفضها للإرهاب، والثانية هي: الرؤية الإفريقية، وقال إن الكلمات التي جاءت من جانب الدول الإفريقية تنوعت وكان أبرزها السودان التي جاءت كلمتها هجينًا من الحس القومى العربي الإفريقي المؤكد على الطابع الحضاري المصري. موضحًا أن موضوع الإرهاب كان حاضرًا في الخطاب الفلسطينى نظرًا لطبيعة الأوضاع الفلسطينة مما تتعرض له أراضيه ومواطنوه من قصف واعتداء على الكرامة والحقوق الانسانية الاساسية.
فيما لفت عبدالله، إلي أن الرؤية الثالثة تتمثل في بلاغة السوق الكبير، والتي تتجلي في الخطابيين الأمريكى والأوروبي، الأول جاء بزلة لسان بالمعني الفرويدى للكلمة بإحلال اسرائيل "حلم الحداثة الأمريكية البوتستانتي" اذا بدلا من حماية أمن مصر تصبح العبارة حماية أمن اسرائيل.
وأشار إلي أن الرؤية الرابعة تتمثل في المؤسسات الدولية: العقلانية الباردة، مشيرًا إلي أن هذه النقطة في خطابين أولهما البنك الدولي والثاني صندوق النقد وكلاهما مؤسستان مهمتان في التنمية الاقتصادية العالمية.
ويري عبدالله أن ابن راشد يعلمنا التاريخ بأن مصر عندما تكون قوة فإنها قادرة على بث الحياة في الامة وتجديد نهضتها وقيادة مسيرتها، واقرؤوا عن انكسار الغزاة على اعتابها وحركات التنور الثقافي التي خرجت من أرضها.
أشار إلي الرؤية الخامسة هى موضوعات غائبة، تتمثل في إن تشكيل صورة مصر في الخطابات المتنوعة المنظورة تستوجب النظر في مجموعة وحزمة الموضوعات التي غابت وطمست ملامحها تماما وهي موضوعات غائبة لأن الخطاب المهمش عن عمد وقصد أو دون وعي في إطار احتفالي وداعم ودافع للتطوير.
واختتم عبدالله رؤيته في أن كل الخطابات التي تناولها المؤتمر لا تستطع أن تقدم صورة أخري لمواجهة الإرهاب سوي المواجهة الأمنية ولم تستع أيضا أن تبحث عن الجذر الأصيل له وهو الاستعمار، مستثنيا الخطاب الفلسطينى الذي وضع عمق للموضوع باعتبار الاستعمار تجسيد رمزى ومادى لإرهاب.
وتناول الدكتور محمود صدقي باحث في الشئون العربية، دراسته تحت عنوان " التأثيرات السياسية والاستراتيجية لمؤتمر دعم الاقتصاد، في عدة نقاط، أولها التأثيرات السياسية والاستراتيجة: وحدة الدول العربية والتي تتمحور في بعدين أساسيين فينصرف البعد الأول لإدراك عربي جمعي من الدول المركزية في النظام العربي لحالة النظام العربي في ضوء المشروعات البديلة لهذا النظام وينصرف البعد الثاني للتفاعلات الثنائية العربية كمعزز لهذا التعاون الجمعى.
وذكر صدقي أن التوجهات الجماعية للنظام العربي: الأهداف المركزية تتبدى التأثيرات السياسية والاستراتيجة المحتملة للمؤتمر الاقتصادى في تبلور قيادة للنظام الإقليمي العربي من بعض الدول المركزية في النظام الإقليمي.
واختتم صدقي دراسته، بأن مبادرة الدول العربية التي حضرت مؤتمر شرم الشيخ بطرح وثيقة عهد وتضامن جديدة تتضمن تعهدًا بتعديل شامل لميثاق جامعة الدول العربية يضمن تنظيم وتنسيق الأنشطة والمؤسسات العربية .
وفي دراسة لدكتورة إيمان رجب، خبير وحدة الدراسات الأمنية ورئيس تحرير دورية "بدائل" مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجة، تحت عنوان "ماذا يعني المؤتمر الاقتصادي بالنسبة لوضع مصر في إقليم الشرق الأوسط؟"، قالت إنه على الرغم من الطابع الاقتصادي لمؤتمر تنمية الاقتصاد المصري فإنه يحمل العديد من الدلالات السياسية الخاصة بوضع مصر في إقليم الشرق الأوسط والحديث عن هذه الدلالات بعد امتداد لظاهرة ترسخت بعد ثورة 25 يناير 2011، وتتعلق بأن الدعم الاقتصادى الذى تحصل عليه مصر من الدول الرئيسية في الإقليم يتأثر عادة بتقييمات الدول لمن يحكم مصر.
وتختتم الدراسة قائلة: تظل حقيقة أن المال يأتي بشروطه مهمة في تحليل تداعيات المؤتمر الاقتصادي على وضع مصر في الإقليم حيث ستضع قيود سياسية على حركتها الخارجية.
في قراءة في أوراق مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، قال الدكتور هشام إبراهيم، استاذ التمويل والاستثمار إن هناك رؤية استراتيجة بدأت تتبلور من خلال رغبة الدخول في شراكات حقيقية مع دول العالم لا سيما العظمي منها اقتصاديًا وتقوم هذه الشراكات على الندية والتكافؤ والتكامل أكثر مما تقوم على الضغط والتأثير.
ويري إبراهيم، إنه من غير المنطقي أن يتقدم الاقتصاد المصري وأن تتمكن الحكومة من القيام بالدور الأساسي لها في ظل استمرار ما يزيد علي ثلاثة أرباع الموازنة العامة للدولة لا تخدم على هذه الوظائف الأساسية.
واختتم قراءته للمؤتمر، بقوله إن حجم الدعم على الجزء الثالث من الموازنة العامة للدولة يستحوذ بقيمة تخطت حاجز المائتي مليار جنيه وهو ذلك الملف الذى لم تجرأ أى حكومة سابقة على فتحه والتعامل معه من قبل.
وتحت عنوان "مستقبل مصر .. نتائج المؤتمر الاقتصادي"، قال محمد سليم باحث اقتصادي متخصص في سوق الأوراق المالية، إن القانون الجديد للاستثمار في مصر أقر الفصل بين الشخصية الطبيعية للمنشأة أو الشركة والمسؤول عن الإدارة الفعلية في الجرائم التي ترتكب باسم الشخص الاعتباري.
ولفت إلي أن استحداث وزارة مختصة بالتعليم الفني والتدريب المهني لأول مرة في تاريخ مصر يوضح الإدراك الذى جاء متأخرًا بأهمية التعليم الفني والتدريب المهني لخلق كوادر فنية مؤهلة ومدربة لسد العجز الذى يعانى منه الاقتصاد المصري.
واختتم بأنه لا شك أن قطاع السياحة من القطاعات التي سوف تنعكس عليها نتائج المؤتمر بشكل كبير بسبب حجم الاستثمارات التي سوف تضخ في هذا القطاع من خلال انشاء أكثر من 40 ألف غرفة سياحية.
وفي دراسة تحت عنوان "اقتصاد الدولة ينتصر على اقتصاد المواطن والمعركة ضد الجمود البيروقراطي تقترب، يري إبراهيم نوار، إن رؤية الدولة انطلق من هموم اقتصادها، مثل تقليل فجوة التمويل وتنفيذ مشروعات عملاقة يمكن أن تتباهي بها الحكومة بينما رؤية الناس انطلقت من هموم اقتصاد المواطن الذي يحاول تقليل العناء في ميادين الحياة العملية.
ويوضح نوار أن من أهم المشاريع الجديدة التي تم تناولها في الاتفاقيات أو في مذكرات التفاهم مشروع إنشاء القطار الكهربائي الإسكندرية – أبو قير ودراسة مشروع القطار فائق السرعة بين القاهرة والإسكندرية.
واختتم نوار دراسته قائلا: تعتبر قضية مكافحة الفقر من القضايا العاجلة التي تضغط على أصحاب الدخول الدنيا والمتوسطة بعد أن سقط في مصيدة الفقر ما يقرب من 23 مليون مصري.
وفيما يخص البعد الثقافي والإعلامي للمؤتمر، جاءت دراسة للدكتور شريف درويش اللبان استاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تحت عنوان " الصورة الإعلامية للمؤتمر الاقتصادي ما بين دعم الصورة الإيجابية ومحاولات التشوية"، رأى أن نقل فاعليات المؤتمر الاقتصادي من خلال أغلب وسائل الإعلام الدولية، يعد أكبر دعاية مجانية وأفضل من محاولة شراء دقائق على تلك القنوات بملايين الدولارات للترويج لمصر.
وأوضح اللبان، أن الدكتور إبراهيم العساف قال إن استقرار مصر وسيرها على طريق التعافي والنمو الاقتصادي المستدام يمثل أهمية كبري ليس فقط لمصر وشعبها وإنما للمنطقة بأسرها والعالم أجمع.
وألقي اللبان في دراسته، الضوء على عدد من الآراء حول المؤتمر الاقتصادي، وقال إن رجل الأعمال السعودي صالح كامل قال: إن مؤتمر قمة تنمية مصر حقق نجاحات لافتة النظر، وسيكون له تأثير مميز على دفع عجلة التنمية في مصر، وقالت وكالة اسوشيتيدبرس إن رجال الأعمال من كل انحاء العالم متفائلون بشدة إزاء فرصهم الاستثمارية في مصر.
واختتم اللبان، قائلا: في الوقت الذى أشادت صحف ووسائل الإعلام العالمية وعلي رأسها الروسية والأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية بالمؤتمر ، هاجمته صحف تركيا وقطر بسبب عدم دعوة بلدانهم إلي المشاركة فيه.
وتحت عنوان " الثقافة.. القطاع الغائب في شرم الشيخ" تناول صبري سعيد باحث في العلوم الاجتماعية دراسته، قائلا: شارك أكثر من ألفين وخمسمائة شركة ومستثمر إضافة إلي ثلاثين منظمة اقتصادية دولية وإقليمية وتوقيع ما يزيد علي 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم للاستثمار.
وتناول سعيد أن التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية قال : إن الصناعات الثقافية في الأقطار العربية تكاد لا تحظي باهتمام يذكر ومركزها في الاقتصاد القومي ضعيف والعائدات منها ليست كبيرة ولا توجد قاعدة بيانات ولا احصائيات دقيقة للدخل القومي منها.
وكان "لقاء حول: العاصمة الإدارية الجديدة"، عنوان الدراسة الذى تناولها الدكتور أبو زيد راجح، الرئيس الأسبق لمعهد التخطيط العمراني، وقال إن التخطيط العمراني هو شأن ثقافي في المقام الأول طالما أن التخطيط يقوم على المعطيات والاحتياجات الحقيقية المباشرة والملموسة للسكان المحليين بحيث تكون التنمية ممارسة ديمقراطية تحترم الحاجات المعيشية والثقافة السائدة.
وأضاف: لم يعد مقبولا في الفكر العمراني أن تتم عملية التنمية الجزيئية بل لابد أن تنبثق المشروعات في إطار تنموي شامل يتحدد فيه المستقرات البشرية واحجامها ووظائفها ومراحل التنفيذ.
واختتمت المجلة رصد آراء عدد السياسيين عقب المؤتمر الاقتصادي، وقال السيد يسين: إن المؤتمر مثل اعترافا واضحا من قبل المجتمع الدولي بشرعية نظام ما بعد 30 يونيو.
فيما قال الدكتور محمد السعيد إدريس، إن المؤتمر جاء بعد عدة خطوات قامت بها الحكومة المصرية خاصة على المستوي الخارجي من خلال هندسة العلاقات الدولية والاقليمية للدولة المصرية من خلال إرادة مصرية خاصة.
فيما أكد الدكتور يسري العزباوي: إن المؤتمر بنجاحه فرض تحديات تمثلت في رفع ثورة التوقعات لدى المصريين ومن ثم يتوجب على الإعلام بالعمل بدوره في توعية المواطنين بنتائج المؤتمر وآليات تنفيذ تلك المشروعات.