مجلة دير شبيجل: جندي ألماني يفرّ من الخدمة للقتال ضد "داعش" / دويتشه فيله: منطقة البلقان ـ الهدف الجديد لتنظيم "داعش"؟
السبت 20/يونيو/2015 - 01:08 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يوما بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم السبت 20/6/2015
مجلة دير شبيجل: جندي ألماني يفرّ من الخدمة للقتال ضد "داعش"
أشار تقرير لمجلة دير شبيجل وموقع تسايت أون لاين إلى فرار جندي في الجيش الألماني وكتابته رسالة إلى شقيقه يقول فيها إنه سينضم إلى القوات التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق. والجيش الألماني يؤكد بدء التحقيق في تغيبه عن الخدمة.
يجري الادعاء العام الألماني تحقيقات بشأن جندي بالجيش الألماني، كان يؤدي خدمته في ولاية تورينجن الألمانية، للاشتباه في هروبه من الخدمة بغرض القتال في سوريا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلامياً باسم "داعش".
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية الجمعة (19 يونيو/ حزيران 2015) بدء الادعاء العام تحقيقات بشأن هذا الجندي للاشتباه في تهربه من الخدمة. وأضاف المتحدث أنه لا تتوفر حتى الآن معلومات عن مكان الإقامة الحالي للجندي، الذي لم يسجل عودته إلى الخدمة في السادس عشر من يونيو الحالي.
وبحسب بيانات مركز الإعلام والمعلومات التابع للقوات البرية في مدينة شتراوسبرغ بالقرب من برلين، فإن الجندي المشتبه به ضابط صف في كتيبة المهندسين 701 بمنطقة غيرا. وطبقا لتقرير دير شبيجل، ينحدر الجندي من ولاية سكسونيا الألمانية وكان يعمل خبير شئون عاملين.
وأضافت دير شبيجل أن الجندي كتب لشقيقه خطاباً أوضح فيه أنه يريد الانضمام للقتال ضد "داعش". وباستثناء هذا الخطاب، لا يوجد أي دليل على دافع سياسي وراء تهرب الجندي من الخدمة.
دويتشه فيله: منطقة البلقان- الهدف الجديد لتنظيم "داعش"؟
يعيش ملايين المسلمين في منطقة البلقان منذ القدم. بيد أن التقارير الإعلامية تتحدث عن محاولات التنظيمات الإرهابية التغلغل بين صفوفهم في تلك المنطقة أيضا. فهل تصبح منطقة البلقان الهدف المقبل لتنظيم "الدولة الإسلامية"؟
يدعي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي والمعروف إعلاميا بـ "داعش" في دعايته الموجهة لمنطقة البلقان "أن تاريخ المسلمين في هذه المنطقة خلال المائة سنة الأخيرة كان عبارة عن تسلسل زمني لأعمال القمع ضد المسلمين"؛ ولذلك فإن الجهاد هو السبيل للكفاح ضد الشيوعيين والصليبيين أو اليهود، حسب وصفه. ويدعو أحد الفيديوهات المسلمين في البوسنة والهرسك وفي صربيا وكوسوفو ومقدونيا بقتل الجيران "الكفار".
"ضعوا المتفجرات تحت سياراتهم والسم في أكلهم واتركوهم يموتون"! هذا ما ينادي به أحد الشباب باللغة البوسنية. وقد أطلقت ألقاب على الإرهابيين بالفيديو، في إشارة إلى أصلهم، مثل البوسني والألباني أو الكوسوفي.
دعاية مبالغ فيها؟
الدعاية حققت هدفها: فالإعلام المحلي تحدث على مدى أيام عن رغبة التنظيم الإرهابي في استهداف منطقة البلقان. وبذلك خدم هذا الإعلام مصالح المتطرفين، كما ينتقد الخبير في قضايا الإرهاب فلادو أزينوفيتش، ملاحظا في حديث مع دويتشه فيله أن تنظيم "داعش" يرسل أسبوعيا أكثر من 200.000 رسالة قصيرة عبر التويتر. وهي تتضمن تهديدات بلغات مختلفة. ولذلك فإنه من الخطأ الاعتقاد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستهدف التركيز على منطقة البلقان بشكل خاص؛ ولذلك يرى الخبير أن نظرية استخدام البلقان كبوابة للجهاديين هي عبارة عن دعاية إعلامية.
من جهتها ذكرت صحيفة " فيلت أم سونتاغ" الألمانية أن متطرفين إسلاميين يقومون بإنشاء شبكات تدريبية للجهاديين، مشيرة في ذلك إلى تصريحات لعاملين في قطاعات الأمن الألمانية. حيث إنهم تحدثوا عن أوضاع مقلقة، وذكروا أن هذا الموضوع كان في جدول مناقشات اللجنة البرلمانية المختصة وكذلك داخل قمة الدول الصناعية السبع الأخيرة.
أما الباحث بمعهد الدراسات السياسية في بلجراد فيليب إجدوس فقد صرح أنه "من الضروري أخذ تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية على محمل الجد". ولكنه قال في نفس الوقت إنه لا يعتقد بإمكانية قيام التنظيم بتأسيس فرع له في البلقان ولكنه يتخوف من قيام الإرهابيين بهجمات في أوروبا. "وقد يصبح البلقان فريسة سهلة بسبب الأوضاع غير المستقرة هناك". ويجب على النخبة السياسية أن تفهم أنه بدون تعاون قوي مع الديمقراطيات الغربية لا يمكن التوصل إلى جواب على التهديدات الإرهابية، كما يضيف الباحث فيليب إجدوس.
من الوضع الاقتصادي الصعب إلى "الجهاد"
في البوسنة أيضا حدثت أيضا هجمات دموية ذات خلفية "جهادية. ففي شهر أبريل قام مشتبه فيه من أتباع تنظيم "الدولة الإسلامية" بقتل شرطي وجرح شخصين في مدينة تشفورنيك، غير أنه لم يتضح ما إذا قام بالتنسيق مع قيادة التنظيم الإرهابي أم لا.
ورغم اختلاف مواقف الخبراء حول مدى خطورة تهديدات التنظيم الإرهابي في منطقة البلقان، فمما لاشك فيه هو أنه يقوم بتجنيد عدد من مؤيديه الجدد من هذه المنطقة. كما تحدثت تقارير عن وجود 250 مقاتلا من كوسوفو يحاربون إلى جانب التنظيم. وهو عدد كبير في أوروبا مقارنة بعدد السكان. كما توجد البوسنة والهرسك في مرتبة عليا على قائمة عدد الجهاديين المجندين، حيث يتعلق الأمر بشباب غير متعلم ومهمش اقتصاديا ومجتمعيا، حسب الخبير أتسنوفيتش في لقائه مع دويتشه فيله.
ويضيف الخبير أن التطرف لا يتم فقط بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية في الأوطان ولكن أيضا بسبب الأوضاع العامة وبارتباطات موضوع الهوية. فهم يسافرون إلى مناطق حروب يجهلونها كاملا للمشاركة في حرب لا يفهمون مغزاها، وفقط لأنهم يعتقدون أنهم يقومون بتنفيذ "تعاليم رب العالمين" من خلال ذلك.
تمويل خليجي
ويشير الخبير إجدوس أيضا إلى أن الحروب التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي اتسمت أيضا بنزاعات دينية جمعت بين الصرب الأرثوذكس والمسلمين البوسنة والكرواتيين الكاثوليك. آنذاك حارب "مجاهدون" إلى جانب مسلمي البوسنة. وبعد انتهاء الحرب بقي التفسير المتشدد للإسلام سائدا، كما أن المساجد مازالت تمول من خلال مساعدات خليجية.
نفس الأمر ينطبق على كوسوفو، كما يؤكد إسماعيل حسن الباحث في سوسيولوجيا الأديان بالعاصمة بريشتينا. وقال في حديث مع دويتشه فيله هناك بعض الأئمة الذين درسوا في منطقة الشرق الأوسط ويقومون بنشر الشروح التقليدية للإسلام. غير أن تلك الشروح المتشددة "لا يتم الترحيب بها في البلقان وأنا متيقن أن مصير مثل تلك الشروح الزوال سريعا"، حسب المتحدث. وهناك من يتحدث بإحكام مسبقة عن البلقان ويعتبر أن الناس هنا يودون قتل جيرانهم. ولكن تلك الأوضاع تغيرت الآن كما يؤكد الباحث حسن.
دويتشه فيله: مدينة الرقة السورية- يوتوبيا "داعش" وجحيم للآخرين
كانت تدعى ساحة "النعيم" لكنها في عصر" داعش" باتت تُعرف بساحة " الجحيم"؛ لأن التنظيم ينفذ إعداماته العلنية في محيط هذه الساحة. ومنذ أن أعلنت " الدولة الإسلامية" خلافتها باتت" الرقة" عاصمتها، وتحولت إلى مدينة الخوف.
"تُعرض الرءوس المقطوعة مثبتة فوق قضبان معدنية على محيط الساحة، كما تخفق الأجساد المصلوبة معروضة على محيط الميدان لأيام متعاقبة لترويع السكان المحليين"، بهذا التعبير وصف أبو إبراهيم الرقاوي أوضاع مدينته. وأبو إبراهيم هو أحد سكان الرقة وناشط ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش".
"منذ سيطرته على الرقة، تبنى "داعش" سياسة نشر الرعب وإرهاب الناس، من خلال عمليات الإعدام، وضرب الأعناق، وقطع الأيدي والأقدام، ومشاهد الصلب"، كما أكد الرقاوي، الذي يتخفى تحت اسم مستعار، متحدثا إلى وكالة الأنباء الفرنسية. وينشط أبو إبراهيم في مجموعة "الرقة تُذبح بصمت" السرية، التي توثّق فظائع "داعش" في المدينة الواقعة شمال سوريا، وفي المناطق المحيطة بها.
شرطة المدينة- الحسبة للرجال وكتائب الخنساء للنساء
الناشطون تربعوا على رأس قائمة أهداف "داعش" في الرقة، لكن الرقاوي ومعه مجموعة ناشطين استمروا في عملهم، ليوفروا نافذة نادرة، يطل منها العالم على الحياة في إحدى حصون ما يسمى بالـ"الدولة الإسلامية".
كانت الرقة أولى مراكز المحافظات، التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، حين احتلها الثوار في مارس 2013. لكن تنظيم "داعش" سرعان ما طرد الثوار من المدينة ليحولها خلال أيام إلى "المدينة النموذجية"، حسب تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، كما قال الباحث والكاتب هشام الهاشمي، مضيفا أنّ التنظيم يسعى "أن تكون الرقة مقرا لحكومته المركزية، لذلك أقام فيها نظاما للشرطة، وللقضاء، والتربية".
بدأ تنظيم "داعش" يغير كل مستويات الإدارة المدنية، فأعاد كتابة المناهج الدراسية، ونشر المحاكم الإسلامية، وأنشأ جهاز "الحسبة"، وهو جهاز شرطة عناصره من الرجال، كما أنشأ في المقابل "كتائب الخنساء"، وهو جهاز شرطة عناصره من النساء، والجهازان يعملان على تطبيق الشريعة الإسلامية، كما يفهما التنظيم المتطرف.
ركز "داعش" بشكل كبير على التربية، فأغلق مدارس المدينة وجامعاتها لعام كامل، وضع خلاله مناهج دراسية جديدة. وعلى لائحة هذه المناهج ما زالت مادتا اللغة الإنجليزية والرياضيات موجودتين، غير ذلك، لم يبق من مفردات المناهج القديمة شيء يذكر. وفي المقابل أضيفت مواد الحقوق والجهاد والقرآن إلى المنهج الجديد.
"الرقة اليوم نموذج حي لأرض التمكين"
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعدم التنظيم 2618 شخصا في سوريا في الفترة الممتدة من إعلان "الخلافة" في 28 يونيو 2014 حتى 28 مايو 2015، وهناك أحكام أخرى تتراوح بين الجلد والغرامة والسجن.
المرأة التي لا يُخفي نقابُها كل تفاصيل وجهها وجسدها، تجلد أربعين جلدة، وقد تطال العقوبة من يرافقها. أما من تظهر عيناها من خلال النقاب، فتدفع غراما من الذهب. ويتوجب على كل رجل يضبط وقد حلق لحيته أن يدفع غرامة بقيمة مئة دولار.
في المقابل، تفيد التقارير النادرة من الرقة أن من يلتزم بقوانين "الدولة الإسلامية" يعيش بشكل طبيعي، ويستفيد من خدماتها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أبو إبراهيم الرقاوي، وهو شاب عشريني وطالب سابق في كلية الطب، القول "إذا تقيدت بقوانين داعش ومشيت وجهك إلى الأرض، فلن يتعرض لك أحد".
ويرى الكاتب، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي أنه "يمكن القول إن الرقة اليوم نموذج حي لأرض التمكين". وهي التسمية التي يطلقها التنظيم على الأراضي التي يسيطر عليها بالكامل، مثل الرقة ومدينة نينوي العراقية، وهي "عمليا أرض الأحكام الشرعية والمؤسسات". وتظهر أشرطة فيديو أنتجها التنظيم شوارع تعج بالسيارات في مدينة الرقة ومحالاً تجارية مليئة بالزبائن.
"الأفضلية للمقاتل الأجنبي"
وبموجب قوانين "الدولة الإسلامية"، يقدم سكان الرقة معلومات عن ممتلكاتهم ويدفعون الزكاة، وتلزم المؤسسات والمحال التجارية بإغلاق أبوابها خلال أوقات الصلاة. وأخضع التنظيم الأطباء والصيادلة والمدرسين والمهندسين وسائقي سيارات الأجرة (التاكسي) لـ"دورات شرعية". وفي "أرض الخلافة"، يحظى "المهاجرون" أو المقاتلون الأجانب القادمون من خارج سوريا بمعاملة متميزة. ويقول هشام الهاشمي إن مؤسسات التنظيم "تعطي أفضلية للمقاتل الأجنبي، أما عامة الناس فتعتبرهم درجة ثانية أو ثالثة ".
في السابع من يونيو، نشر موقع "إصدارات" الإلكتروني، التابع للتنظيم شريط فيديو يروي فيه شاب يقدم نفسه باسم أبو سلمان الفرنسي نشأته في عائلة فرنسية مسيحية، ثم اعتناقه الإسلام والتحاقه بالتنظيم .
ويقول الشاب، ذو العينين الفاتحتين واللحية الطويلة الخفيفة، بالفرنسية إنه طلب من زوجته الانضمام إليه في الرقة "بعدما شعر بالأمان التام في الدولة المباركة"، ويضيف: "أعطتنا الدولة الإسلامية منزلا وما احتجناه لتجهيزه، والحمد لله، راتبا كل شهر".
ويقول الرقاوي متحدثا إلى وكالة الأنباء الفرنسية: "أجبر التنظيم الأهالي الذين يملكون أكثر من منزل على الاحتفاظ بواحد وتقديم منازلهم الأخرى لمقاتلين أجانب"، مشيرا إلى أن هؤلاء "يعيشون إجمالا في أحياء راقية ولا يدفعون رسوما".
وفي أحد الأشرطة المصورة الدعائية للتنظيم، يقول رجل حليق اللحية يقدم نفسه بأنه الطبيب أبو يوسف الأسترالي: "الحمد لله، هاجرت من أستراليا إلى دولة الإسلام للعيش في ظل الخلافة"، مضيفا باللغة الإنجليزية: "الوضع هنا ارتقى إلى توقعاتي تماما".
صحيفة التايمز: أطفال انتحاريون
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للصبية الذين يعيشون تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية لا يوجد سوى واحد من خيارين: التدرب على القتال ليصبح جهاديا أو التدرب على أن يكونوا مفجرين انتحاريين.
ومان محمد (15 عاما) من الذين اختاروا أن يصبحوا جهاديين بينما اختار شقيقه الأكبر (19 عاما) التطوع في قائمة الراغبين في الشهادة.
ويقول محمد: إن نحو 500 صبي كانوا في الانتظار لكتابة أسمائهم في القائمة وإن الكثيرين منهم كانوا من الأجانب.
ويضيف محمد: لماذا الانضمام لقائمة المفجرين الانتحاريين؟ لأنها "أسرع وسيلة لدخول الجنة "، ولكنه يضيف أنه لم يرد الانضمام إلى أخيه.
وتقول الصحيفة: إن محمد وصديقه خليل (14 عاما) يبدوان في عمر أقل من عمريهما، ولكنهما يتحدثان مستخدمين الشعارات الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية.
صحيفة الفاينانشيال تايمز: "داعش" تضرب حصار اقتصادي على المعارضة المسلحة
تقول الصحيفة: إن تنظيم الدولة الإسلامية يحظر بيع النفط إلى شمال سوريا، حسبما يقول نشطاء، مستخدما النفط كسلاح اقتصادي قد يتسبب في نقص في الغذاء وفي إغلاق المستشفيات وقد يقوض قتال المعارضة المسلحة ضد الجهاديين.
وقال الناشط طارق عبد الحق من محافظة إدلب شمال سوريا: "نواجه خطر المجاعة إذا استمر انقطاع إمدادات الوقود. الكهرباء والمياه والمزارع كلها تحصل على الطاقة الآن من المولدات".
وتضيف الصحيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر الآن على المناطق الغنية بالنفط شرقي سوريا وتقول المعارضة المسلحة: إن التنظيم يستخدم النفط لإضعاف قدرتها على قتال التنظيم والحد من تقدمه في حلب.
مجلة ناشيونال انتريست: واشنطن الحائرة بين إيران ودول الخليج
يقول الكاتب نقلا الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” في الشهر الماضي إنه “لا يوجد حل عسكري” للصراع السورى. ويبدو وقع هذا التصريح صحيحا بيد أنه عند النظر إلى الميليشيات التي تهيمن على سوريا يبدو من المستبعد على قدم المساواة أن تتفاوض هذه الميليشيات بغية التوصل إلى حل للصراع.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزه المتمردون في زحفهم في الجنوب مؤخرا والمكاسب التي تم تحقيقها ضد النظام السوري في الشمال في شهري مارس وأبريل هذا العام فإنه لم يتضح بعد ما إذا كان نظام الأسد سوف يسقط من عدمه بيد أنه إذا سقط فإن القتال الذي سوف يندلع بين المعارضة المنقسمة على نفسها لملء الفراغ في السلطة سيكون وحشيا ومن المستبعد أن يسفر عن إحلال الاستقرار أو ايجاد حل للصراع.
وأشار الكاتب إلى أن ما يحدث في سوريا الآن لا يمكن فحصه بمعزل عن الأحداث الأخرى في المنطقة، فعلى الرغم من أن الحرب بدأت في درعا ودمشق فإن الصراع تطور إلى صراع أكبر بين دول الخليج وإيران.
وتابع الكاتب يقول إنه على خطى سوريا فإن اليمن يجد نفسه عالقا في القتال الإقليمي ذاته. ويرى الكاتب أنه مع التدخل الأجنبي الرئيسي في كلا الصراعين فإن الحل له لا بد أن يكون أكبر في مجاله ويجب أن يكون نتاجا لتوازن قوى أكبر في الشرق الأوسط يتحدى الوضع الحالي الذي يعتمد اعتمادا رئيسا على العلاقة مع السعودية.
ويعتقد الكاتب أنه لن يتم التوصل إلى حل عبر التفاوض على المستوى المحلي في سوريا، فالصراع في سوريا واليمن هو صراع أكبر بين دول الخليج وإيران.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أنه من الصحيح أن هناك أبعادا داخلية للصراعين وأن النزاعات الداخلية هي من فجرتهما في المقام الأول فإن الخليج وإيران يتحملان المسئولية إلى حد كبير عن إشعال وإذكاء الصراعين من خلال التدريب والتمويل والتسليح للقوات بل أنهما يشاركان في القتال.
ويرى الكاتب أن وصف النزاع الشديد بين دول الخليج وإيران على أنه بين السنة والشيعة ليس دقيقا ويعد مفرطا في التبسيط ذلك أن العوامل الاقتصادية والاستراتيجية تعد رئيسية في هذا الصراع.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن علاقة السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية تدخل في الحسبان أيضا ففي الوقت الذي تحسن فيه الولايات المتحدة الأمريكية علاقتها بالتدريج مع إيران تتضاءل القيمة الاستراتيجية للسعودية وهو ما يشعر السعوديين بالقلق على نحو آخذ في التزايد حيال ظهور ديناميكية سياسية جديدة أكثر توازنا.
ويرى الكاتب أن الهرع لإقامة علاقة مع إيران من شأنه التضحية دون داعى بالنفوذ والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وأن على الولايات المتحدة أن تحدث التوازن في علاقتها مع السعودية وتقاربها الحالي مع إيران.