"خليل الحامدي" تلميذ "المودودي"
السبت 27/يونيو/2015 - 12:22 م
طباعة
ولد خليل بن أحمد الحامدي في يوم 23-6-1929م بقرية "حامد" الواقعة في محافظة "فيروزبور" الهندية.
تعليمه
حفظ القرآن الكريم في طفولته، ثم التحق بالمدرسة الأعظمية في مدينة "كرنال" وتخرج فيها سنة 1945م، وكان من مشايخه والده فتح محمد، والمحدث الكبير الشيخ أنور شاه كشميري.
انضمامه إلى التنظيم الإخواني
التحق بالجماعة الإسلامية بالهند الذراع الإخواني لجماعة الإخوان المسلمون في الهند في فترة مبكرة من عمره؛ حيث كان طالباً لم يتجاوز الرابعة عشرة، وشارك في كافة أنشطتها المختلفة من سنة 1943م، ثم ازداد نشاطه، وكثرت مشاركاته لاجتماعات الجماعة الإسلامية سنة 1945م، وبعد أربع سنوات، أي في عام 1949م أصبح عضواً عاملاً في الجماعة، ولازم منذ ذلك الحين الشيخ أمين أحسن إصلاحي، أحد رموز الجماعة الإسلامية ومن قبله الشيخ محمد علي، أمير الجماعة الإسلامية بمدينة "فيروزبور" وفي سنة 1955م، اختير الحامدي مساعداً لمدير دار العروبة للدعوة الإسلامية، ثم صار مديراً لها بعد ثمانية أعوام.
مارس العمل الدعوى لصالح الجماعة من خلال خطب الجمعة بالمساجد ومعظم خُطبه مقتبسة من كتاب المودودي "خطب الجمعة"، حيث كان يحفظ الكثير منها عن ظهر قلب في شبابه، كما أنه عمل واعظاً بالسجن المركزي بمدينة لاهور لمدة عام، وكان يصلي بهم صلاة الجماعة ومعهم مدير السجن الذي كان يحب تلاوة القرآن الكريم.
مشايخه
تعلم على يد العديد من العلماء والمشايخ الذين أخذ منهم العلوم كثيرون، منهم: فتح محمد، الشيخ أمين الدين، الشيخ مظهر الدين، الشيخ ظريف أحمد، الشيخ محمد علي، الشيخ عبدالعليم القاسمي، الشيخ عبدالحليم القاسمي، السيد أبوالأعلى المودودي، الشيخ محمد أمين المصري، الشيخ محمد عاصم الحداد، وكان مقربًا من قيادات الجماعة بالهند أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية، ثم خليفته من بعده الشيخ ميان طفيل محمد، ثم الأمير الحالي للجماعة الأستاذ قاضي حسين أحمد، وكان له دور كبير في نشر أفكار التنظيم في أوروبا وأمريكا وإيران والفلبين والكويت التي ألقى بها العديد من المحاضرات والكلمات في جمعية الإصلاح الاجتماعي والتجمعات الإخوانية في الكويت.
وكان تربطه علاقات وثيقة بحركة تحرير مورو الإسلامية وقام برحلة إلى جنوب الفلبين، وأطلع على معسكرات تدريب المجاهدين بها، والتقى رئيسها السابق سلامات هاشم وقام برحلة إلى إيران بعد سقوط نظام الشاه، وكان معه من الإخوان سعيد حوى وجابر رزق ومحمد عبدالرحمن خليفة وآخرون والتقى المسئولين هناك وعلى رأسهم الخميني.
واتفق معه على ضرورة العمل على وحدة المسلمين، والبعد عن النزاع والشقاق ومواجهة أعداء الإسلام كأمة واحدة تحت راية واحدة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونبذ التعصب المذهبي والطائفي، ووقف التسلط الذي تمارسه بعض الحكومات على المسلمين والدعاة والحركات الإسلامية.
دوره في التنظيم الدولي
كان له دور هام في التنظيم الدولي حيث كان همزة الوصل بين الجماعة الإسلامية بباكستان والحركات الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية، وسافر إلى السعودية برفقة الإمام المودودي وقابل الملك سعود سنة 1960م بناءً على طلبه لتقديم مشروع الجماعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد رحب الملك سعود بالمودودي، وكان مع المودودي بالإضافة للشيخ الحامدي السيد غلام محمد، فقدم المودودي خطته المقترحة للجامعة إلى الملك سعود الذي شكل لجنة لمناقشتها مؤلفة من الإمام المودودي والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، وأبوالحسن الندوي، ومحمد علي الحركان، فوافقوا على الخطة بعد إدخال تعديلات بسيطة عليها.
وقد بقي المودودي وغلام محمد وخليل الحامدي عشرة أيام بمدينة الرياض، حيث ألقى الإمام المودودي كلمة في قصر الملك بالناصرية، وفي معهد العاصمة النموذجي للأنجال، ثم سافر الحامدي مع المودودي لمكة المكرمة للعمرة، ثم إلى المدينة المنورة لزيارة مسجد الرسول، وزاروا المكان المخصص للجامعة، حيث تم إنشاؤها في وادي العقيق قرب قصر سلطانة.
وفي سنة 1962م سافر الحامدي مع المودودي للحج وكان الملك سعود دعا لمؤتمر إسلامي في موسم الحج لمواجهة فتنة الإلحاد والفساد في صورة الشيوعية والاشتراكية التي كان يتبناها بعض الحكام العرب، وقد تمَّ عقد هذا المؤتمر وانبثق عنه تأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وكان من أبرز مؤسسيها:
أبوالأعلى المودودي، أبوالحسن علي الندوي، محمد أمين الحسيني، مكي الكتاني، عبدالله القلقيلي، عبدالرحمن الأرياني، البشير الإبراهيمي، حسنين مخلوف، علال الفاسي، عبدالله كنون، الطاهر أبوعاشور، محمد ناصر، مفتي محمود، الشيخ إبراهيم السنغالي، محمد فال الموريتاني، أبوبكر جومي، محمد بن إبراهيم، عبدالله بن حميد، عبدالعزيز بن باز، محمد علي الحركان، وغيرهم.
كما أن الحامدي كان المترجم لكلمات ومحاضرات ودروس وكتب المودودي مؤسس الجماعة وأميرها الأول. وقد أسهم الحامدي في ترجمة مؤلفات المودودي مقتفياً أثر الأخوين قبله: مسعود عالم الندوي، ومحمد عاصم الحداد.
كما قام بترجمة الكثير من مؤلفات حسن البنا وسيد قطب وزينب الغزالي وغيرهم، بالإضافة إلى بعض الكتب الأخرى مثل: البوابة السوداء، دور الدول الاشتراكية في بناء إسرائيل، الوابل الصيب من الكلم الطيب، معالم في الطريق، أيام من حياتي وقد تولى الأستاذ الحامدي مهمة الإشراف على معهد المودودي لطلبة البعوث الإسلامية بباكستان، والإشراف على دار العروبة للدعوة الإسلامية، والمجلس التعليمي الإسلامي، ومجمع المعارف الإسلامية، كما كان عضواً في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن.
مؤلفاته
بالإضافة إلى الكتب التي ترجمها من العربية إلى الأوردية، ومن الأوردية إلى العربية، فإن له مؤلفات عديدة، منها:
1- الإمام أبوالأعلى المودودي.
2- الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة.
3- بر الأمان.
4- حول تطبيق الشريعة الإسلامية في العصر الحاضر.
5- ختم النبوة في ضوء القرآن والسنة.
6- المبادئ الأساسية لفهم القرآن.
وفاته
توفي يوم 21-5-1415هـ الموافق 25-11-1994م، إثر حادث مروري بباكستان وحضر الجنازة من الإخوان أحمد العسال من إخوان مصر، وعلي شفق من حزب الرفاه بتركيا، والسفير عبدالملك الطيب من اليمن، والطيب زين العابدين من السودان، وعنصر علي من بنجلاديش وغيرهم كثيرون.