مجلة "لوبوان" الفرنسية: استراتيجية "تنظيم الدولة" الاخطبوطية
السبت 11/يوليو/2015 - 04:45 م
طباعة


سوف يسجل تاريخ الحركات الجهادية تلك الغزوات، التي تشنها داعش للاستيلاء على الأراضي. فعلى الصعيد العسكري، اكتسبت هذه الجماعة أبعادًا لم تقترب منها أي من الجماعات السابقة. فقد قامت القاعدة بالعديد من الأعمال المذهلة، ولكنها لم تتمكن من الاستيلاء على مثل هذا المساحة من الأراضي التي سيطرت عليه داعش، كما أنها لم تهدد وجود دول بأكملها، كما فعل تنظيم" البغدادي" في كلٍ من العراق وسوريا، وبصورة أقل اتساعًا، في ليبيا.
وقد تمكن الجهاديون من تحقيق أهدافهم- وهي إقامة دولة، تتمتع بكل مقومات السيادة، من الأرض إلى العملة الخاصة، حيث سعوا- في المقام الأول- لامتلاك جميع الإمكانات العسكرية اللازمة. فقد حصلوا في البداية على الأسلحة الخفيفة من ممالك الخليج، ثم استولوا على الترسانات العراقية والسورية، التي خلفتها القوات المنهزمة أمامهم، والتي اشتملت على دبابات، وصواريخ، ومدفعية ثقيلة، ومركبات حربية، وهكذا، لم يعد ينقصهم سوى الطائرات.
إلا أن المعدات لا قيمة لها بدون الرغبة الحقيقية في استخدامها، كما يثبت الجيش العراقي يوميًا. فمن وجهة نظر " جون بيير فيليو"، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس، " لا تعرف الدول الغربية كيف تسير الأمور، ففي قلب داعش، هناك مقاتلون تدربوا على الحروب لعشر سنوات، أثناء مقاومتهم للجيش الأمريكي، ومن بين هؤلاء، الفرنسي التونسي "أبوبكر الحكيم"، المقاتل الشرس. ويمتلك هؤلاء الرجال خبرة، تفتقر لها القوات التي تحاربهم."
وقد أقر الجيش الفرنسي بذلك مؤخرًا في مذكرة سرية جاء فيها: " انتقلت داعش من استراتيجية الهجوم الخاطف التي تُتبع في حرب العصابات إلى امتلاك قدرات هجومية عالية، تمكنها من غزو مزيد من الأراضي". والواقع أن التنظيم يستخدم كلا الأسلوبين في الوقت الحالى. في حين يؤكد الكولونيل" جون لوى دوفور"، الأستاذ في معهد "سانت سير"، أن داعش تستطيع التنسيق بين عدة عمليات في نفس الوقت، فقد شنت في الخامس والعشرين من يونيو هجومين متزامنين على كل من "الحسكة " و"كوباني"، بينما تبعد كل من المدينتين عن الأخرى بنحو 300 كم، ويرى هذا الخبير أن "الخطة كانت معدة بصورة غاية في الدقة، حيث تم الاستيلاء على "الحسكة " بالاستعانة بقوات ضخمة، في نفس الوقت، الذي شن فيه فريق من الكوماندوز غارة على "كوباني"، وقام بالتخطيط لكل ذلك ضباط سابقون في جيش "صدام حسين" كان الأمريكيون قد فصلوهم من الخدمة". علاوة على ذلك، يشير الجنرال "فإنسان ديبورت"، المدير السابق لكلية الحرب، إلى أن قادة التنظيم يعرفون كيف ينسحبون إذا لزم الأمر، "لقد استولوا على "الرمادى، و"تدمر"، بينما انسحبوا من "تكريت" دون قتال، وهكذا، يظن خصمهم أنه انتصر في الوقت، الذي يهاجمونه فيه في منطقة أخرى، إنهم في غاية الخبث!!!"
ويعلق "إيف تروتينيون"، المحلل المختص بشئون الجماعات الإرهابية، في أحد مراكز الدراسات الاستراتيجية في باريس، قائلاً: " لم نر مثل هذا التنظيم منذ قرون، فإن لديهم تفكيرًا عقلانيًا حقيقيًا، ومهارة حربية، حتى عندما يلجأون للإرهاب، علاوة على قدرتهم على زرع أقصى درجات العنف لدى مقاتليهم، الذين يجندونهم من كل مكان". وطبقا لنظرية "كلاوزفيتز" العسكرية القديمة، فإن الحرب هي امتداد للسياسة بوسائل أخرى. وما تقوم به داعش هو نوع من السياسة، فهى تقوم بالتخلص من الحدود القديمة، التي وضعتها اتفاقيات "سايكس بيكو" عام 1916، تلك الاتفاقيات، التي سمحت لإنجلترا وفرنسا باقتسام بقايا الإمبراطورية العثمانية، فنحن نشهد الآن نهاية فترة "ما بعد الاستعمار".
ويتابع "إيف تروتينيون" قائلاً: إننا كمجتمع دولي، ندافع عن خطوطنا فحسب، لا نتراجع، ولا نتقدم، بل نكتفى بالحفاظ على الوضع القائم، الأمر الذي يجعلهم يسخرون منا". بينما يلخص "فإنسان ديبورت" الموقف قائلاً:" استراتيجيتهم هي الرابحة، وليس أسلوب اللاستراتيجية الذي ننتهجه".
لوغاريتمات الفيسبوك
من ناحية أخرى، أدخلت داعش تحديثًا بالغ الأهمية، بلجوئها لشبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد أشار الباحث "مارك هيكر" في تحليل لافت، نشره "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية" حول "مواقع التواصل الاجتماعي والتنظيمات الجهادية" إلى أن "نشر داعش لتوجهاتها الاستراتيجية الكبرى، يفيدها في الإعلان عن أهدافها، وربما أيضًا في توجيه تعليماتها لأفرادها أو المتعاطفين معها". هذا، ويعتبر تجنيد أفراد جدد أحد الأمور الضرورية لأى جيش، إلا أن داعش أجرت تحديثًا على هذه المهمة باحتكارها جميع وسائل الدعاية المتاحة، بما في ذلك "تويتر" و"فيسبوك". فطبقا "لهيكر"، "يعمل فيسبوك بحيث يقترح لوغاريتم الموقع- عندما يبدأ شاب ما إبداء اهتمامه بالحرب الدائرة في سوريا، أو بالإسلام- جميع الصفحات ذات الصلة بموضوع اهتمامه ". والواقع أن داعش تتعامل أيضًا كجيش تقليدى يعتبر الدعاية عاملاً مساعدًا للمعارك التي تدور على الأرض.
غير أن هناك حلاً عسكريًا لمواجهة هذه الأعداد الضخمة من الراغبين في الالتحاق بداعش، وما يتسمون به من عدم وعى، يصل بهم لدرجة الانتحار، هذا الحل هو إرسال قوات برية وبأعداد كبيرة. غير أن الدول المعنية، وهي العراق، وسوريا، وليبيا، تتقدم بتراخ شديد، في حين أن الدول الغربية لا ترغب في إرسال أي مقاتلين على الأرض- باستثناء بعض فرق القوات الخاصة . كما ترفض الدول العربية أيضًا هذا الحل.
ويوضح أحد الخبراء الفرنسيين أن تدفق الأشخاص الراغبين في الالتحاق بداعش من جميع أنحاء العالم يعد أحد المزايا المهمة، التي يتمتع بها التنظيم، "فإن هذا العدد الكبير من المقاتلين والمتعاطفين يمثل تحديًا غير مسبوق، وبالرغم من انتمائهم جميعًا للتيار الإسلامي المتطرف، فإن دوافعهم أكثر تعقيدًا من ذلك . ففي الشرق الأوسط، تعتبر الحرب الطائفية التي تشنها داعش على الشيعة أكثر جاذبية لهؤلاء من مشروع إقامة الخلافة، وتجد فكرة محاربة الشيعة صدى واسعًا في كل من السعودية، واليمن، والبحرين".
ويرسل التحالف، الذي يحارب داعش، وعلى رأسه الولايات المتحدة وفرنسا، طائرات مقاتلة لقصف المواقع الخاصة بداعش، في ظل عدم وجود قوات برية على الأرض. وتعد الطائرات سلاحًا فعالاً إذا ما تعلق الأمر بمنع هجوم واسع النطاق، إلا أنها تكتفى في هذه الحرب بقصف سيارات "البيك أب"من ماركة "تويوتا"، التي لا يزيد ثمنها عن عشرة آلاف دولار بصواريخ يفوق ثمنها ثمن تلك السيارة عشرين أو ثلاثين مرة!!!. وعليه، يؤكد" جون لوى دوفور" قائلاً: "بدون قوات برية، واستخدام عدد ضخم من الطائرات لن نصل إلى حل، فنحن نراهن على انهيار داعش، غير أن لا شىء ينبئ بذلك، لقد بتنا في وضع بالغ السوء".

تنظيم داعش يمد نشاطه إلى بلدان كثيرة، ولكن ما مدى تأثيره خارج سوريا والعراق؟.عندما أعلن "أبو بكر البغدادى" عن إقامة دول
قد أعلنت جماعات، تحمل اسم تنظيم الدولة، مسئوليتها عن حادث إطلاق النار على السياح في "تونس"، فضلاً عن تفجير مسجد للشيعة في "الكويت" في يوم السادس والعشرين من شهر يونيو. وحسبما يذكر مسئولون فرنسيون فأن التنظيم قد يكون ذا صلة أيضًا بحادث قطع رأس أحد الأشخاص بمدينة "جرنوبل" الفرنسية في ذات اليوم. كما أعلن التنظيم أنه وقف وراء تفجير مسجد في العاصمة اليمنية "صنعاء"، في حين تكهن البعض أنه كان ضالعًا أيضًا في الانفجار، الذي راح ضحيته المستشار "هشام بركات"، النائب العام المصري في "القاهرة". (إلا أن تنظيم الدولة لم يعلن مسئوليته عن هذا الهجوم، ولكنه كان قد هدد السلطة القضائية في مصر في وقت سابق)، وفي يوم التاسع والعشرين من شهر يونيو. وانتزع التنظيم بلدة في "أفغانستان"، وبعد ذلك بيومين، شنت جماعة ذات صلة بالتنظيم عملًا دمويًا ضد الجيش المصري.
ويمتلك تنظيم الدولة روابط في الشرق الأوسط وما وراءه، ولكن العلاقات الخاصة تربط بينه وبين قادته في "سوريا"، و"العراق"، ممن يحملون أسماء أخرى متنوعة ومبهمة. ففي 11 بلدًا، بما فيها "اليمن"، ومؤخرًا "روسيا"، اعترف التنظيم بوجود جماعات تابعة له. وفي أماكن أخرى، على سبيل المثال، في "الهند"، تُعلن إحدى الجماعات انتماءها للتنظيم، ولكنها لم تحصل على موافقة "البغدادى" بعد. وفي "تونس" قد يكون المسلح الذي شن الهجوم على أحد الفنادق مؤخراً ببساطة قد لبى نداء دعوة التنظيم لتنفيذ الهجمات، ورغم أن الجماعة تعهدت بالولاء لتنظيم داعش، إلا أن التنظيم لم يعترف بانتمائها له.
وبمجرد أن يقبل "البغدادى" البيعة أو الولاء، سيُعلن إقامة الـ"ولاية" الجديدة للخلافة. ولكن وفقًا لما ورد بمجلة "دابق"، وهي المجلة الإلكترونية لتنظيم الدولة الإسلامية، التي تصدر باللغة الإنجليزية، يضع التنظيم معايير صارمة على كل فرع من الفروع التابعة له. وبغية الحصول على فرصة لاجتذاب التأييد، يتعين عليه تعيين حاكم، وأن يؤسس مجلساً للحكم لتنفيذ الصيغة الخاصة بالحكم الإسلامي للتنظيم. ويجب أن يضع ثمة خُطة لاحتلال الأراضي. وفي ظل مزاعمه بأنه دولة، ينأى التنظيم بنفسه عن أي تنظيم إرهابي آخر.
وقد شددت مجلة "دابق" على ضرورة التواصل، وتبادل المعلومات، ولفتت إلى أن الجماعات، التي تحظى بقبول التنظيم، تحظى بالدعم. ولكن بالنسبة للجزء الأكبر منها، يبدو أنه حتى هذه الفئات، التي اعترف بها التنظيم، يكون التواصل بين العناصر الجاهزة للعمل مع قادة "سوريا" و"العراق" محدودًا، بل إن الجماعة التي في "ليبيا" فقط هي الجماعة ذات الارتباط الوثيق بهم. فقد تأسست تلك الجماعة في شمال شرق ليبيا في بلدة "درنة" في أواخر عام 2014 من مجموعة من السكان المحليين، مِمن قاتلوا في صفوف التنظيم في "سوريا" و"العراق". وبدأت بفظائع ذبح 21 قبطيًا مصريًا في شهر فبراير العام الجارى، وهو ما يتماشى مع الأعمال الوحشية، التي حدثت في "العراق"، و"سوريا"، مرورًا بالملابس البرتقاليّة، التي يرتديها الضحايا، والفيديو الذي يصور جرائم القتل، الذي بثه الجهاز الإعلامي الخاص بتنظيم الدولة.
جدير بالذكر أن هناك جماعات أخرى تتبنى شعار التنظيم، إلا أنها لم تحاول السيطرة على الأراضي، أو السعى للحكم. فقد نفذت جماعة تابعة للتنظيم في "الجزائر" هجومًا بقطع رأس سائح فرنسي، وحدث ذلك قبل أن يقبل "البغدادى" أداءها يمين الولاء. كما بثت جماعة "بوكو حرام" النيجيرية الجهادية فيديو، ظهر به علم التنظيم في أسفل الصورة منذ انضمامها في شهر مارس الماضي، واستنسخت طريقة التنظيم الوحشية المُتبعة في القتل بقطع الرءوس، وبدأت نفس الدعوة بإقامة "مقاطعة غرب إفريقيا" إلا أن شيئًا لم يتغير. ويذكر "ويل ماكانتس"، من معهد "بروكنجز"، وهو مؤسسة بحثية، قائلاً: "إن قيادة جماعة "بوكو حرام" ليست عربية، ولن تكون معلومة على نحو جيد لدى تنظيم الدولة".
ما الصلات المالية بين تنظيم الدولة وأفرعه فغير واضحة. وقد لا يكن لدى التنظيم الكثير من الأموال للإنفاق، وليكون لديه فائض وذلك منذ قيام قوات التحالف بهجمات ضده، تستهدف مصادر التمويل، ولا سيما النفط. كما بات نقل الأسلحة بين مناطق الخلافة والمناطق غير الخاضعة له ضربًا من المستحيل. ويبدو أن مَن شنّ الهجوم بـ"تونس" قد تلقى تدريبه في "ليبيا" بدلاً من "سوريا"، أو "العراق" رغم ما يقع تحت سيطرة التنظيم من مساحات شاسعة هناك. وربما تكون الاتصالات الأساسية صعبة للغاية أيضًا.
ومع ذلك، قد يكون لتنظيم الدولة قدرة على الاستمالة، حيث ينخرط المجندون في القتال، وهو ما يفسر لِمَ تقلّص العدد الكبير من التونسيين الذاهبين إلى "سوريا" و"العراق". ولِمَ يتوجّه أجانب أكثر الآن إلى "ليبيا"، أو البقاء في أوطانهم لتنفيذ هجمات.وتلجأ أفرع التنظيم إلى اتباع الأساليب المتنوعة. ففي الخليج، استهدف أعضاؤها مساجد الشيعة من أجل تأجيج الفتنة الطائفية، وفي أماكن مثل "اليمن" و"أفغانستان"، يسعى التنظيم إلى تقويض الفروع القوية التابعة لتنظيم القاعدة، منافسها في الجهاد. وفي مكان آخر، تتجدد مشاهد مثيرة للهجمات المروعة، مثل المذبحة التي وقعت في مدينة "سوسة"، فقد ساعدت التنظيم ليرقى للمعنى، الذي يحمله شعار التنظيم، وهو "البقاء والتوسع"، وذلك بتحويل الانتباه عن الخسائر، التي تكبدها التنظيم ليس فقط في "سوريا" و"العراق" بل لأبعد من ذلك على أرض الواقع. حيث تم طرد مقاتلي مدينة "درنة" في "ليبيا" من قِبل جهاديين منافسين، ويحاول التنظيم الآن أن يثبت ذاته في مدينة "سرت". كما اعتادت جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا السيطرة على مساحة من الأرض بقدر مساحة "بلجيكا" حتى استطاع هجوم مضاد في فبراير الماضي طردها من جميع تلك الأراضي.
ويمكن للتوسع في التنظيم أن يكون نقيصة. فقد اكتشف تنظيم القاعدة أنه تقوّض بفعل أفرع التنظيم، التي كانت لها أهدافها الخاصة. فتنظيم الدولة في "العراق" وهو سلف القاعدة، الذي انفصل فيما بعد عنها القاعدة، كان أكثر وحشية، وبذل محاولاته للتخريب من أجل التودد لكسب قلوب وعقول المسلمين. ويبدو أن التنظيم لا يعتريه القلق من اعتقاد الناس أنه يتسم بالتطرف المفرط، ولكنه لا يرغب في أن يظهر بمظهر الضعف. وحال أن كانت أفرعه التابعة لا يمكنها حيازة الأراضي، فذلك يقوض من علة وجود التنظيم، ويبدو أنهم في الوقت الراهن ليس في مقدورهم ذلك.
دويتشه فيله: الحكم بسجن زعيم جماعة "فرسان العزة" بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة فرنسية على زعيم جماعة "فرسان العزة" الإسلامية المحظورة في فرنسا بالسجن تسع سنوات مع التنفيذ بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب، وهي التهم التي نفاها المتهم الذي قال إن الهدف كان فقط الدفاع ومكافحة "الإسلاموفوبيا".
حُكم على محمد الشملان، زعيم جماعة "فرسان العزة" الإسلامية المحظورة في فرنسا، بالسجن تسع سنوات اليوم الجمعة (العاشر من يوليو 2015) عقب إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب بعد أن كشفت مداهمات للشرطة عن أسلحة وقائمة بأهداف يهودية في ملفاته الشخصية.
وقد أرفقت محكمة باريس حكمها بمنعه من حقوقه المدنية طوال خمس سنوات.
وحوكم الشملان و13 شخصاً آخرين أمام محكمة في باريس بتهم "التأمر الجنائي المقترن بمخطط إرهابي". وكان المتهمون قد أحيلوا إلى المحاكمة بعد مداهمات لمنازل أعضاء جماعة "فرسان العزة"، التي تم حظرها في عام 2012. وعثرت الشرطة على أسلحة خلال المداهمات، كما عثرت على ملف يعود للشملان ضم قائمة أهداف بينها سلسلة متاجر يهودية.
وصدر الحكم بعد ستة أشهر على قيام إسلاميين متشددين بقتل 17 شخصاً في هجمات على صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة ومتجر للأطعمة اليهودية في باريس، الأمر الذي دعا فرنسا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول المناطق الحساسة، مثل المعابد اليهودية ومحطات القطارات.
وتأسست جماعة "فرسان العزة" في 2010 بهدف معلن هو وقف انتشار الخوف من الإسلام لكن الحكومة حظرتها في مارس 2012 بعد نشر دعاية جهادية في موقعها على الإنترنت.
ونفى الشملان (37 عاماً) الذي أُدين من قبل في قضايا متصلة بأسلحة وعنف أي خطط لتنفيذ هجمات، وقال إن هدف الجماعة ببساطة هو "توحيد الشباب المسلم". ورفض أن تكون منظمته "تستوحي المبادئ الإرهابية" ويؤكد أنه أراد فقط الدفاع عن "إسلام غير معقد" ومكافحة "الإسلاموفوبيا".
وخلال توجيه التهمة إليه في حزيران/يونيو، نسف المدعي مزاعم الشملان، واعتبر أنه على رأس "مجموعة صغيرة منظمة حول الجهاد المسلح" مشيرا إلى "التدريبات ذات المنحى العسكري" والأسلحة التي كانت في حوزة أعضائها.
وعوقب الثلاثة عشر الآخرون بالسجن لفترات تتراوح بين عام مع إيقاف التنفيذ وست سنوات
الأمم المتحدة: التونسيون الأكثر انضماما للجماعات الإرهابية
توصل فريق عمل من خبراء الأمم المتحدة إلى أن التونسيين هم الأكثر انضماماً إلى التنظيمات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق، فقد زاد عدد هؤلاء عن 5500 شاب. ودعا المسئولون تونس إلى منع التحاق مزيد من مواطنيها بهذه التنظيمات.
قدر خبراء في الأمم المتحدة الجمعة (العاشر من يوليو 2015) عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية وخصوصاً في ليبيا وسوريا والعراق بأكثر من 5500 شاب، داعين تونس إلى منع التحاق مزيد من مواطنيها بهذه التنظيمات.
وقالت إلزبييتا كارسكا التي ترأس فريق عمل أممي حول استخدام المرتزقة في بيان إن "عدد المقاتلين الأجانب التونسيين هو من بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج مثل سوريا والعراق". وقام الفريق الأممي بزيارة لتونس استمرت ثمانية أيام التقى خلالها بـ"ممثلين للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وجامعيين، وممثلين لمنظمات مجتمع مدني، بينهم عائلات أشخاص انضموا إلى مناطق نزاع في الخارج".
وخلال هذه الزيارة، تم إعلام فريق العمل بـ"وجود 4000 تونسي في سوريا، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن" وأن "الـ625 العائدين من العراق إلى تونس هم موضع ملاحقات عدلية"، وفق البيان.
ومنذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف جماعات جهادية مسلحة قتلت حتى اليوم عشرات من عناصر الأمن والجيش، و59 سائحا أجنبياً سقطوا خلال هجومين في آذار/ مارس وحزيران/ يونيو الماضيين.
ومنعت السلطات التونسية نحو 15000 شاب تونسي من مغادرة البلاد والالتحاق بجهاديين في الخارج، بحسب ما أعلن ليل الخميس الجمعة رئيس الحكومة الحبيب الصيد أمام البرلمان.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات منع 12500شاب يشتبه بأنهم كانوا سيلتحقون بتنظيمات جهادية في الخارج، من مغادرة البلاد. كما أعلنت وضع 500 آخرين عادوا إلى تونس تحت المراقبة. لكن، ومن جانب آخر فقد أعلنت الداخلية التونسية الأربعاء الماضي "اختفاء" 33 شخصاً "أغلبهم" من "المتشددين" في رمادة جنوب البلاد، في حين عبرت عائلاتهم، وفق وسائل إعلام محلية، عن خشيتها من انضمامهم إلى جماعات جهادية متطرفة في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.
وبحسب فريق العمل الأممي فإن "اغلب التونسيين الذين يسافرون للانضمام إلى مجموعات متطرفة في الخارج، شبان تراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً". وأضاف بيان فريق العمل: "بعض هؤلاء الشبان يتحدرون من أوساط اجتماعية واقتصادية فقيرة، ولكن أيضاً من الطبقة المتوسطة وطبقات عليا من المجتمع".
ودعا الخبراء الحكومة التونسية إلى "اعتماد خطة استراتيجية وطنية" لمنع الشبان التونسيين من الانضمام إلى التنظيمات الجهادية "مع الحرص على التوازن بين الإجراءات العقابية والاجتماعية والتأكد من اعتماد المعايير الدولية لحقوق الإنسان".
هذه الأرقام المرعبة لانخراط الشباب التونسي في الشبكات الإرهابية أوضحتها أيضاً نتائج استبيان أجراه مؤخراً الاتحاد العام لطلبة تونس في الجامعة التونسية كشفت عن أن نحو 1300 طالب تونسي أغلبهم من الاختصاصات العلمية منخرطون في التنظيمات الجهادية خارج تونس، في سوريا والعراق وبدرجة أقل في ليبيا. وقال كاتب عام اتحاد الطلبة رياض الدزيري: "الأرقام مفزعة. إذا انخرطت نخبة المجتمع التونسي في مثل هذه الممارسات فالأكيد أن النتائج ستكون أكثر كارثية في الأوساط الأقل تعليماً".
لكن من جانب آخر أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة الماضية في بيان بعنوان "تونس: قيود تعسفية على السفر" أن "السلطات التونسية مارست التعسف في منع المواطنين من السفر خارج البلاد منذ مارس 2015 على الأقل، وقد استهدفت الأشخاص دون الخامسة والثلاثين في المقام الأول".
وقالت المنظمة الدولية: "استناداً إلى تصريحات رسمية، يأتي هذا الإجراء كجزء من الجهود الرامية لمنع الأشخاص من الالتحاق بالجماعات المسلحة المتطرفة في الخارج. إلا أن منع المواطنين من السفر بدون أمر من النيابة أو القضاء هو من قبيل التعسف، وينتهك القانونين التونسي والدولي".
دويتشه فيله: وزير الخارجية الإيطالي: تفجير القنصلية في القاهرة لن يخيفنا

وزير الخارجية الإيطالي يرد على هجوم بسيارة مفخخة استهدف قنصلية بلاده في القاهرة بأن هذا الهجوم لن يخيف إيطاليا، مشيراً إلى عدم وجود إيطاليين بين ضحايا الهجوم، الذي دمر أجزاء من مبنى القنصلية وأسفر عن مقتل شخص.
أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني صباح اليوم السبت (11 يوليو 2015) أن الاعتداء الذي استهدف قنصلية بلاده في القاهرة "لن يخيفنا"، موضحاً أنه لم يسفر عن ضحايا إيطاليين. وقال الوزير على حسابه في "تويتر": "استهدفت قنبلة قنصليتنا في القاهرة. لم يقع ضحايا إيطاليون. نحن إلى جانب الأشخاص المصابين وموظفينا. إيطاليا لن تخاف".
وكانت مصادر إعلامية قد أفادت أن شخصاً لقي حتفه وأصيب سبعة آخرون، بينهم شرطيان، تم نقلهم إلى المستشفي لتلقي الإسعافات اللازمة، وذلك في الانفجار الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح السبت بالقرب من مبنى القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة.
وذكر التلفزيون الرسمي المصري أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة، مضيفاً أن الانفجار تسبب في انهيار أجزاء من مبنى القنصلية وإلحاق أضرار بعدد من المباني المجاورة لها، إضافة إلى إلحاق أضرار بعدد من السيارات.
يأتي هذا الانفجار بعد مرور أقل من أسبوعين على مقتل النائب العام المصري هشام بركات في تفجير سيارة مفخخة. ويشار إلى أن الهجمات التي يشنها متشددون إسلاميون في مصر قد ازدادت وتيرتها منذ عزل الرئيس المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، عام 2013. واستهدفت تلك الهجمات بشكل خاص قوات الأمن، وتبنتها جماعات تقول إنها تتحرك انتقاماً للقمع الدامي لأنصار الإخوان المسلمين.
الإندبندنت: العشائر السورية تجتمع سرا في جنيف لبحث التصدى لداعش

اجتماع سري لممثلي العشائر السورية في جنيف مع القوى الغربية ودول الخليج في جنيف، لبحث التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية"، وتفوق تنظيم "الدولة الإسلامية" على "القاعدة"، وقرب إبرام اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، من أبرز العنوانين التي تناولتها الصحف البريطانية.
وانفردت صحيفة الإندبندنت بنشر تقرير لمراسلها كيم سينغوبتا في جنيف يلقي فيه الضوء على اجتماع سري جمع بين أرفع ممثلي العشائر السورية والقوى الغربية ودول الخليج لبحث سبل التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال مراسل الصحيفة إن "جميع الأطراف المجتمعين في جنيف عازمون على عدم مواجهة بعضهم البعض".
وأضاف " إن العشائر السورية المؤثرة في الشارع السوري، شكلت ائتلافاً جديداً بينها وعقدت اجتماعات سرية في جنيف من أجل إنقاذ بلادهم من الحرب الأهلية التي تعصف بها".
وأشار المراسل إلى أن " زعماء العشائر التقوا وزراء من السعودية ودول الخليج ومناصرين لهم من المعارضة، كما أنهم من المقرر أن يجتمعوا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني".
وأوضح سينغوبتا أن " زعماء تلك العشائر شاهدوا بأعينهم أبناء بلدهم يذبحون، ومجتمعاتهم تعيش في حالة من الرعب، كما أن الإرهاب متعمق في مجتمعاتها، إضافة إلى تدمير أهم معالم بلادهم الأثرية".
وأردف المراسل أن ممثلي العشائر السورية ليسوا جزءاً من الائتلاف السوري الوطني في المنفى أو يسعون إلى الحلول مكانه، فالبعض منهم ما زال يعيش في سوريا، وبعضهم اضطروا إلى العيش في المنفى إما بسبب النظام السوري أو تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويرتاب زعماء العشائر في نوايا واشنطن التي تطالبهم بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ قال أحد شيوخ هذه العشائر، ويدعى الشيخ اياد أنهم "كانوا وما زالوا يحاربون هذا التنظيم من دون الدعم الأمريكي ومن دون أي غطاء جوي مؤمن لهم".
وختم بالقول "لماذا يؤمنون دعماً جوياً للأكراد والمقاتلين الشيعة في العراق ولا يؤمنون هذا الغطاء لنا"، مشيراً إلى أنهم طالبوا الأمريكيين بتوفير هذا الغطاء الجوي لهم ومعاملتهم بالمثل مع أقرانهم.