حمادة امام.. مخابرات الجماعة اخوان وجواسيس
الإثنين 13/يوليو/2015 - 05:14 م
طباعة

•اسم الكتاب: مخابرات الجماعة
•المؤلف: حمادة امام
•دار النشر: دار كنوز للنشر والتوزيع
•سنة النشر: 2015
يكشف الكتاب أسرار اتصالات جماعة الإخوان بالمخابرات الأمريكية والبريطانية، ويحتوي علي سبعة فصول ترصد كيفية استخدام المخابرات الغربية الجماعة للتجسس لصالحها في الداخل المصري وكذلك في الحرب ضد الروس.
الكتاب يبدأ بمقدمة تناولت التحقيق الذى جرى في الولايات المتحدة الأمريكية مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ومديرة مكتبها "هما عابدين" المسلمة الأصل ذات الجذور الإخوانية والتي لعبت دور الوسيط بين الإدارة الأمريكية وجماعه الإخوان والتي انتهت بوصول مرسى للحكم.

وكشف الكاتب عديد من الأسرار الجديدة منها قصة أول لقاء بين حسن البنا ومندوب المخابرات البريطانية والذى تم داخل قسم شرطة ويكشف لأول مرة أن سعيد رمضان زوج بنت حسن البنا التقى داخل البيت الابيض في لقاء خاص جمع مديرات المخابرات الامريكية والرئيس الأمريكي في عام 1953 وأن هذا اللقاء انتهى بتسليم الإدارة الأمريكية لصهر البنا شبكه "فون" والتي أسسها هتلر أثناء الحرب العالمية من الجنود المسلمين في الجيش الروسي من الجمهوريات الإسلامية.
وجاء الفصل الأول تحت عنوان "صلاة الجواسيس داخل البيت الأبيض"، وهو الفصل الذى يرصد آخر الاتفاقيات بين الاخوان والمخابرات الأمريكية والتي انتهت بوصول مرسى للحكم.
أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان "عملية أم خالد"، وتناول محاولة الإخوان والأمريكان اغتيال عبد الناصر في سوريا وهى العملية التي تحولت أموالها لتمويل بناء برج القاهرة.
الفصل الثالث تحت عنوان اتفاقية الكعبة"، وهو فصل تناول قصة عودة الإخوان المسلمين لمصر في السبعينيات بعد رحيل عبد الناصر، الفصل الرابع تحت عنوان "حوارات تحت سيطرة المخابرات"، ويرصد الكاتب فيه مذكرات قادة المخابرات الغربية حول اتصالاتهم مع الاخوان ويتناول في فصل آخر "خطه التمكين عند الاخوان"، أما الفصل الخامس بعنوان "قيام ثورة"، وهو فصل تناول مقدمات يناير ويأتي الفصل السادس تحت عنوان "الدعم مقابل أمن اسرائيل"، والفصل السابع فجاء تحت عنوان "مرسى في القصر."

يستعرض الكاتب قصة الكشف عن التنظيم السرى المسلح لأول مرة في الاحتفال بعودة فاروق لمصر في الإسكندرية عام ١٩٣٦ وقيام التنظيم السرى بتنفيذ الاغتيالات والأعمال الإرهابية ومنها اغتيال محمود فهمى النقراشي، رئيس وزراء مصر في الأربعينيات، وأيضاً طبيعة العلاقة العضوية البيولوجية بين تنظيم الإخوان والحركة الوهابية في السعودية، وهى العلاقة التي أخذت شكل التعاون المالي والأيديولوجي والمخابراتي برعاية أمريكية وهى العلاقة التي مازالت تلقى بظلالها على كل ما يحدث في الوطن العربي من خراب حتى الآن.
وبين رفض حسن البنا للإعلان عن مصادر التمويل وإحكام قبضته عليها وانشقاق العديد من القيادات الإخوانية كانت السعودية تشهد أزهى عصور الرخاء وبداية الطفرة البترولية.
ففي هذه الفترة وقع عبد العزيز آل سعود العديد من عقود التنقيب عن البترول مع شركات أمريكية، كما أنه ألغى الامتيازات التي كانت ممنوحة للشركات البريطانية وتصارعت الشركات الأمريكية على التنقيب عن البترول.

وأصبح عبد العزيز في وضع يسمح بأن يرسل الهدايا الذهبية إلى ملك مصر، وتحولت السعودية من دولة تتلقى المعونات إلى دولة تمنح المعونات، وجاء الإعلان عن خروج الفكر الوهابي من طور الكمون إلى طور الحركة على لسان مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإمام حسن البنا، عندما قال قولته المشهورة: "إن المصلح الاجتماعي إن رضى لنفسه أن يكون فقيهاً مرشداً يقرر الأحكام ويرتل التعاليم ويسرد الفروع والأصول وترك أهل التنفيذ يشرعون للأمة ما لم يأذن به الله ويحملونها بقوة التنفيذ على مخالفة أوامره فإن النتيجة الطبيعية أن صوت هذا المصلح سيكون صرخة في واد ونفخة في رماد".. وكان هذا التصريح من جانب حسن البنا بمثابة الإعلان الصريح عن دخول الحركة الوهابية "الإخوانية" المعترك السياسي، حيث تميزت المرحلة الأولى، والتي حمل عبء نشرها رشيد رضا، بالاكتفاء بالدعوة إلى فكرة الدولة الإسلامية والحكومة الإسلامية وتجنب الصدام سواء مع بريطانيا أو ملك مصر.
ومع صدور أول جريدة للإخوان المسلمين أعلن حسن البنا في الافتتاحية الأولى لها نفس مبادئ رشيد رضا والتأكيد على نفس الخطوات التي بدأها رشيد رضا، وإن استطاع هو أن يخرج الأفكار الوهابية من طور الكمون إلى طور الثورية والحركية ويعلن ذلك صراحة من خلال توصياته إلى الجماعة فيقول: متى تكون خطوتنا التنفيذية؟! أيها الإخوان المسلمون: نحن هنا في مؤتمر أعتبره عائلياً يضم أسرة الإخوان المسلمين وأريد أن أكون معكم صريحاً للغاية فلم تعد تنفعنا إلا المصارحة، إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد غير ميدان الجهاد الخاطئ، يسهل على كثير أن يتخيلوا ولكن ليس كل خيال يدور بالبال يستطاع تصويره أقوالاً باللسان، وإن كثيرين يستطيعون أن يقولوا ولكن قليلين من هذا الكثير يثبتون بالعمل، وكثير من هذا القليل يستطيعون أن يعملوا ولكن قليلاً منهم يقدرون على حمل أعباء الجهاد الشاق والعمل العنيف، وهؤلاء المجاهدون وهم الصفوة القلائل من الأنصار قد يخطئون الطريق ولا يصيبون الهدف إن لم تتداركهم عناية الله.. وفى قصة طالوت بيان لما أقوله، فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة والاختبار الدقيق وامتحنوا بالعمل.

وبإعلان حسن البنا الدخول في الحياة السياسية والشروع في إقامة مشروع الدولة الإسلامية خرجت جماعة الإخوان من إطار الدعوة الدينية إلى نطاق الحركات السياسية وأصبحت تطبق عليها جميع قواعد اللعبة السياسية، حيث تختفى لغة الفرسان في التعامل وتظهر المبادئ الميكافيلية، وبدأت الدعوة الوهابية ممثلة في الإخوان المسلمين تخطو الخطوة الثانية في مرحلة الثورية أو الحركية، حيث يقوى التنظيم السرى ويزداد عدده وبالتالي حدته في الخطورة عليه من جهة كشفه بمعرفة السلطة وشرعت بالتالي قيادة الإخوان في التهيؤ للخروج من باطن الأرض إلى السطح رافعة سلاح التحدي في وجه السلطة السياسية المنافسة لها.
وظهرت التشكيلات العسكرية للإخوان بشكلها المنتظم أثناء استقبال الملك فاروق من الإسكندرية لتولى الحكم.
ويكشف الكتاب عن دور الإخوان المسلمين التاريخي، والذي لم يتغير في العمالة الصريحة للاستعمار والعمل على خدمته ومصالحه وأهدافه. واستمرارهم في أداء هذا الدور المشين في خدمة المخابرات البريطانية ثم الأمريكية، وفي التآمر على الحكم الوطني في مصر بدءًا من جمال عبد الناصر وحتى السيسي، كما يكشف هذا الفصل من الكتاب عن الغباء نفسه في الفهم والتعامل مع القيادة الوطنية، وروح الغرور التي تتملك قادة الجماعة دون مبرر؛ وهو ما يؤدي إلى خطأ فادح في الحسابات، يؤدي تلقائيًا إلى النهاية المرة المحتومة، ففي ١٩٥٣ و١٩٥٤ كان الغرور يسيطر على قادة الجماعة وتأكيداتهم للإنجليز والأمريكان أن مجلس قيادة ثورة ٢٣ يوليو لا يستطيع الاقتراب منهم؛ لأنهم الأقوى والأفضل تنظيمًا وأكثر سيطرة على الشارع، وأن الهزيمة مصير كل من يتحداهم وهو النهج نفسه الذي اتبعوه مع السادات وقضوا عليه، ومبارك وخاف منهم، وأقام معهم تحالفات عديدة، ثم السيسي الذي تصدى لهم، وقام بسحقهم بما يستحقون وبنهج جمال عبد الناصر نفسه، كما يكشف هذا الكتاب عن دور مهم للزعيم الإخواني عثمان أحمد عثمان، الذي عرفناه مهندسًا ومقاولاً ورئيسًا لنادٍ رياضي ونسيبًا لأنور السادات، ولكننا نعرفه على وجهه الحقيقي أحد أبرز وجوه الإخوان، وكانت شركة المقاولون العرب إحدى واجهات الإخوان الاقتصادية والمالية.
ففي يونيه عام١٩٥٢ صدر تقرير عن الخارجية البريطانية تحت عنوان «مشكلة القومية»، رصد مخاطر المد القومي على المصالح البريطانية، وبعد شهر من صدور هذا التقرير، انطلقت ثورة يوليو أو ثورة جمال عبد الناصر، الذي شكل تهديدًا لبريطانيا، خاصة بعد تبنيه سياسة عدم الانحياز، وقد وصفت الخارجية البريطانية سياسته بفيروس القومية العربية، وفي محاولة للتصدي له سعت بريطانيا لاستغلال العناصر الدينية متمثلة في الإخوان المسلمين للقضاء عليه.
كان قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ سببًا في إحداث نقلة نوعية في حياة التنظيم دون أن يقصد ثوار يوليو، ذلك بعد أن تسببت حملتها ضد الجماعة في انتشارها عالميًا وزيادة تنظيماتها خارج مصر، فقد هاجر عدد من قياداتها هربًا من ملاحقة النظام الناصري، واستقر عدد منهم في لبنان، والكويت، والمملكة، ودول الخليج الأخرى، وأسسوا جمعيات وشركات كانت القاعدة، التي تأسس عليها التنظيم الدولي الذي لم يكن قرارًا فوقيًا اتخذته القيادة الإخوانية، قدر ما كان تجميعًا لتنظيمات ومؤسسات موجودة فعلاً، فقد دعمت هذه القيادات الهاربة، وبعضها كان له ثقل تاريخي، مثل: سعيد رمضان، وكامل الشريف، وزير الأوقاف الأردني الأسبق، وسعد الوليلي وغيرهم، دعمت تنظيمات الإخوان في الأقطار التي استقرت بها وأنشأت شبكة علاقات واتصالات، كان التطور الطبيعي لها؛ هو التنظيم الدولي بصورته التي استقر عليها، وكان سعيد رمضان، صاحب جهد كبير في هذا الصدد، فقد تمتع بعلاقات قوية مع عدد من أنظمة المنطقة.
وأسهم في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، كما ازداد دوره بعد هجرته إلى أوروبا واستقراره في سويسرا فهناك حصل على الجنسية السويسرية وأصدر مجلة «المسلمون» الشهيرة، كما أسس المركز الإسلامي في جنيف، الذى مارس تأثيرًا على مسلمي أوروبا ونجح في نشر الفكر الإخواني فيها، بل وامتد إلى أمريكا حتى طال عددًا من الشخصيات المعروفة مثل الأمريكي مالكوم إكس الذي تأثر كثيرًا بعلاقته بسعيد رمضان.

مركز جنيف الذي كان أول قاعدة للإخوان في أوروبا، ومنه انتشرت شبكة المراكز والمؤسسات الإخوانية، وأهمها على الإطلاق المركز الإعلامي في لندن والمركز الإسلامي في ميونيخ بألمانيا، الذى شهد المراحل الأخيرة لإعلان التنظيم الدولي الرسمي للجماعة في ١٩٨٢.
أما الكيفية والوسائل التي استخدمتها السعودية والمخابرات الأمريكية في تسهيل تهريب الإخوان من مصر إلى الخارج، فقد كانت عن طريق شركة المقاولون العرب المملوكة لعثمان أحمد عثمان، أحد العناصر الإخوانية النشطة في ذلك الوقت، ولا توجد وثيقة أو دليل لكشف حقيقة الدور الذى لعبته السعودية والمخابرات الأمريكية في تهريب الإخوان وتمويلهم، سوى اعتراف «عثمان أحمد عثمان» في مذكراته التي رواها في كتابه «تجربتي» لعثمان أحمد عثمان، أحد العناصر الإخوانية النشطة في ذلك الوقت، حيث يقول عثمان أحمد عثمان وهو يحكي قصة علاقاته بالإخوان: نشأت في الإسماعيلية، حيث كان حسن البنا أستاذي في المدرسة الابتدائية، وكان يحضر يوميًا إلى منزل خالي المرحوم الشيخ محمود حسين، وأن أول دعوة للإخوان خرجت من بيتنا بالإسماعيلية، ويضيف عثمان أنه كان عضوًا في جماعة الإخوان وظل يسدد الاشتراكات طوال حياته، ولم ينفصل عنها كتنظيم وظل مقتنعًا بمبادئها، وكقيم ارتبط بها، وسار على نهجها من يومها وحتى الآن.
ويضيف عثمان أن دعوتنا الإسلامية ضربت مرتين مرة عام ١٩٥٤ ومرة عام ١٩٦٥، وعن تهريبه للإخوان يقول: كان ارتباطي الروحي بالإخوان المسلمين وبحكم نشأتي الدينية سببًا في أن أترك لهم باب شركتي مفتوحًا على مصراعيه لكل من يريد منهم أن يعمل معي، وعن قصة تهريبه للقيادات الإخوانية من مصر يحكي عثمان العديد من الحكايات حول تهريبه للقيادات، منها قصة القيادي الإخوانية عبد العظيم لقمة.