تاريخ القرآن الجغرافي في كتابٍ يتهم مصدر مادته الأول بالتحريف
الخميس 30/يوليو/2015 - 06:47 م
طباعة

• اسم الكتاب – التاريخ الجغرافي للقرآن
• الكاتب - سيد مظفر الدين نادفي
• الناشر – وزارة الثقافة – القاهرة - 2015
أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤخرًا كتاب ( التاريخ الجغرافي للقرآن) للكاتب سيد مظفر الدين نادفي، ترجمة دكتور عبد الشافي غنيم، مراجعة حسن محمد جوهر وتقديم دكتور اشرف السعدي.
وأهمية الكتاب بشكل علمي ترجع لجمعه بين خدمته للدراسات الدينية خاصة الإسلام (القرآن) بالتدليل على صحة ما ورد عن المعالم الجغرافية والقصص التاريخي في القرآن الكريم من المصادر العلمية، الاثرية اليهودية والكلاسيكية وكذلك خدمة الدراسات الجغرافية والتاريخية فهو كتاب علمي إذًا، ولكن الغريب في الأمر أن الكاتب الكريم يصف مصدره الأول والذى يعتمد عليه في وصف بلاد العرب وهو التوراة بالتحريف والخرافة – وهنا من منطلق علمي بحت وبعيدا عن العقيدة – وبعيدًا عن أي اتهام أو التوهم بمنزلق طائفي يبقى سؤال علمي بحت لهذا الكتاب: كيف يتم الاعتماد على مصدر وتتهمه بالخرافة في مضمونه الاول والاساسي الذي هو العقيدة وتصدقه في أمور يعتبرها ثانوية؟! كما جاء بالكتاب صفحة 8 بالنص
(حصل المسلمون على بعض المعلومات الجغرافية التي تعرض لها القرآن في العهد القديم، الذي ذكر عدداً من القبائل العربية في بلاد العرب كما ذكر غيرها في بقية أجزاء العالم، ومما هو جدير بالملاحظة هنا أن التوراة – بوضعها الحالي – لا تعطينا في كثير من مواضيعها، أخبارًا صحيحة تدعو إلى الإطمئنان والثقة، وبعض الأحاديث التي ذكرتها لا يعدو أن يكون خرافة أو وهم)، ومع ذلك يعتبرها المؤلف من الأدب اليهودي لا الوحي ويشرحها في صفحتي 10 و11قائلا.
الأدب اليهودي:
منذ عهد موسى حتى مجيء الإسلام في القرن السابع الميلادي، ظهر عدد من الكتب بعضها سماوية، وبعضها بشرية، ولما كانت الفكرة الرئيسية واحدة في القرآن والكتب اليهودية، كانت الحقائق والأحداث مشتركة في كل منها.
والأدب اليهودي يشمل المؤلفات الآتية:
أولا: التوراة التي نزلت على موسى وتتضمن خمسة كتب (يطلق عليها مجموعة الأسفار الخمسة)
(أ) سفر التكوين Genesis الذي تعرض لخلق الكون كما تحدث في إيجاز عن آدم ونوح وابراهيم واسماعيل ويعقوب ويوسف.
(ب) سفر الخروج Exoaus الذي يحكى قصة موسى وفرعون Moses and Pharaoh وخروج بني اسرائيل من مصر سنة 1491ق.م.
(ج) سفر الأحبار (اللاويين Leviticus الذي يتضمن القوانين ومبادئ العقيدة، ويوضح الخير من الشر والحلال والحرام.
(ء) سفر العدد Numbers الذي يذكر عدد بني اسرائيل عند خروجهم ن مصر ويتعرض لحروب سيدنا موسى، وبعض مبادئ ديانته.
(هـ) سفر تثنية الاشتراع Deucteronomy الذي يتضمن إعادة أحاديث موسى، والقوانين التي ذكِرَت في سفر الخروج Exodus.
ثانياً: الأنبياء Nebbiem وينقسم إلى مجموعتين.
(أ) الأنبياء السابقين مثل يوشع Joshus وصمويل Samnel وغيرهم.
(ب) الأنبياء اللاحقين، مثل عيسى ( لا يوجد اي سفر بالكتاب المقدس يحمل اسم عيسي وغالبًا يقصد اشعياء) وحزقيل Kzekeil وغيرهم.
ثالثا: المدونات Kethubiu الذي يتضمن المزامير والأمثال وانشودة سليمان واستر ودنيال الخ.
رابعا: الترجمة الأرامية وتفسير التوراه والأنبياء.
خامساً: المدراش Midrash وهو يتضمن التقاليد اليهودية.
سادسا: التلمود Talmud وهو مجموعة شرائع وسنن وتقاليد اليهود.
وعلى هذه المصادر "التي يتهمها المؤلف بالتحريف"، يقدم أولى فصوله المهمة تحت عنوان جزيرة العرب في ضوء العهد القديم 2500 وحتى 500 قبل الميلاد محتل الصفحات من 62 وحتى 68) شارحا منها
اسم الجزيرة العربية:
كان أول اسم عرفت به بلاد العرب بلاد الشرق ثم سميت بعد ذلك "بلاد الجنوب" وقد استعمل هذين الاسمين نبي الله ابراهيم ولقد استوطنت القبائل الآتية شمال بلاد العرب منذ عهود سحيقة، الأدميون والموابيون والعمونيون والعموريون والميدينيون والعمالقة، ورغم أن العبرانيين قد عرفوا شيئاً ما عن شمال بلاد العرب المجاورة لهم، فإنهم لم يستطيعوا أن يطلقوا عليها اسما معينا، ومن أجل ذلك كانوا يسمون كل بقعة من هذه البلاد باسم القبائل التي تقطنها.
وحين غادر بنو إسرائيل مصر في زمن موسى إلى بقعة بعيدة في شمال بلاد العرب، عَبْرَ البحر الأحمر، وجدوا أن تلك البقعة صحراء فسيحة، ومن ثم أطلقوا عليها لفظة حورب (Horeb بلاد العرب). بينما ظلت بعض الأجزاء الأخرى من الجزيرة تعرف باسم سكانها كما كان الأمر من قبل.
بلغ العبرانيون أوج مجدهم أثناء عهد سليمان، فقد ورد في الإنجيل أن الملك سليمان قد بنى أسطولا من السفن في "ازيون حيبر" Exiongeber التي تقع بالقرب من إيلات Eloth على شاطئ البحر الأحمر، في بلاد إدُمْ وقد ذهبوا إلى أوفير Aphir وجذبوا ذهاب مقداره أربعمائة وعشرين وزنه Talent وأعطوها للملك سليمان.
وقد غلب العبرانيون على كل الأقاليم الشمالية وبعض الأقاليم الجنوبية (مثل سبأ) في بلاد العرب، ومن أجل ذلك فقد أصبحوا ملمين بالحدود الطبيعية لبلاد العرب وهكذا أطلقوا كلمة الجزيرة العربية على البلاد كلها.