الإنترنت قدم لتنظيمات الجهاد الأعضاء الجدد والمقابر الإلكترونية
الخميس 13/أغسطس/2015 - 02:08 م
طباعة

اسم الكتاب – الإرهاب عبر الشبكة العنكبوتية
التأليف – الدكتورة – هديل مصطفى الخولي
الناشر – مكتبة الأسرة – القاهرة – 2015
صفحات هذا الكتيب الصغير-72 صفحة – تشير إلى قضية خطيرة تظهر جلية عند النظر إلى طرق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" في ضم أعضاء جدد له من حول العالم عن طريق الإنترنت؛ لذلك يغوص الكتاب في هذه المعادلة الصعبة بين الحداثة والموت من خلال استعراض تاريخي بسيط، ويحاول أن يلقي الضوء على بعض الحلول لتلك المشكلة التي دعت عددًا من الدول الأوروبية لتكوين شرطة إليكترونية متخصصة لمطاردة الإرهاب عبر الإنترنت.
بداية الإنترنت

بدأ الإنترنت في نهاية الستينيات من خلال شبكة وكالة المشروعات البحثية المتقدمة (Advanced Research Projects Agency) APPA-net وشبكة الدفاع للولايات المتحدة US defense network، والتي وافقت على أول اتصال دولي من خلال الشبكة عام 1973، وفي بداية التسعينيات ومع وجود شبكات المعلومات الرقمية؛ وصلت المعلومات بسرعة حول العالم، وتم تقديم الشبكة الدولية للاتصالات (World Wide Web) بواسطة المركز الأوربي للبحث الذري (European Center for Nuclear Research) CERN عام 1991، واستطاع كثير من الدول الأجنبية في العام نفسه أن يتواصل من خلال شبكة المؤسسة الأمريكية الوطنية للعلوم (US National Science Foundation) NSF-net، وأصبح البنك الدولي على الخط في السنة التالية، تبع ذلك البيت الأبيض في الولايات المتحدة عام 1993، ونمت وانتشرت الشبكة العالمية واستخداماتها التجارية بشكل كبير في كافة مجالات الحياة.
وقد مكن الإنترنت الأفراد والمنظمات من استخدام أشكال جديدة تماماً من التفاعل والأنشطة والتنظيم الاجتماعي؛ وذلك بفضل ميزاته الأساسية مثل قابليته للاستخدام على نطاق واسع والوصول لشرائح اجتماعية عديدة بفضل الشبكات الاجتماعية، ومن أمثلة هذه الشبكات فيس بوك (Facebook)، وتويتر (Twitter)، وماي سبيس (Myspace)، وهذه المواقع قادرة على إضافة مدى واسع ومتنوع من المعلومات عبر صفحات الويب، بالإضافة للتواصل مع الآخرين، ومواقع مثل لينكدين (Linkedin) التجارية لتعزيز الاتصالات التجارية، ويوتيوب (youtube)، وفليكر (Flickr)، متخصصون في أشرطة الفيديو والصور الفوتوغرافية للمستخدمين، وقد أتاحت الصداقات التي تتم عبر تلك الشبكات الاجتماعية الحفاظ على رأس المال الاجتماعي (social capital)، لإتاحتها التفاعلات الاجتماعية بين طوائف عديدة من البشر المتمايزين، والذي قد لا يجمعهم أي نقاط مشتركة؛ لتلعب دوراً حاسماً أمام مشكلات الاستبعاد الاجتماعي، ونقص شبكات الأمان الاجتماعي.
ورغم قيمة هذه التفاعلات الاجتماعية وأهميتها، إلا أنه ظهرت لها بعض الجوانب السلبية، حيث أسئ استغلالها في مجالات عدة أخلاقية وسياسية واقتصادية، إلا أن أسوأ استغلال لها كان في مجالات الإرهاب، وكل ما يرتبط به من نشر للأفكار الإرهابية والتجنيد حتى وصل الأمر إلى تكتيكات الإرهاب وآليات تصنيع أدواته.
تعريف الإرهاب

يأتي اصطلاح الإرهاب Terrorism من الفعل اللاتيني Terrere وتعني التخويف والذعر، وفي العصر الحديث يشير إلى قتل الأبرياء. وفي تقرير الأمم المتحدة نوفمبر 2004 وصف الإرهاب بأنه أي عمل يتسبب في الوفاة أو الضرر الجسدي للمدنيين بهدف ترويع المجموعات السكانية، أو إرغام حكومة أو منظمة دولية القيام بعمل ما أو الامتناع عن القيام بأي عمل، ويمثل الإرهاب شكلاً من أشكال الحرب غير المتكافئة تستخدم – في كثير من الأحيان – عندما لا يصلح الحل السياسي أو الحرب التقليدية للوصول لنتائج واضحة وحل أنواع الصراع، مثال ذلك:
1- الانفصال عن إقليم لتشكيل دولة ذات سيادة جديدة، أو أن تصبح جزءاً من دولة مختلفة.
2- الهيمنة على الأراضي أو الموارد حسب المجموعات العرقية المختلفة.
3- فرض نمط معين من السلطة وحكومة جديدة.
4- الحرمان الاقتصادي للسكان.
5- المعارضة للحكومة.
6- التعصب الديني.
وقد عبرت المادة (86) من القانون المصري عن التعريف القانوني للإرهاب بأنه كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع، يلجأ إليه الجاني تنفيذ لمشروع إجرامي فردي أو جماعي؛ بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
ويأخذ الإرهاب عديداً من الصور، تبدأ باستخدام القوة والعنف لتتطور إلى التهديد بالضغط على إرادة إنسان ما وتخويفه مثل الاختطاف أو هتك العرض ثم الترويع وهو أعلى درجات الخوف، ويخلق جوًّا عامًّا لدى مجموع أفراد المجتمع بأنهم يعيشون في رعب وخطر دائمين، ومن أمثلته تسميم مياه الشرب أو وضع متفجرات في الأماكن المزدحمة بالسكان.
إرهاب الإنترنت

تقول الدكتورة هديل مؤلفة الكتاب: إن إرهاب الإنترنت لا يختلف في معناه عن الإرهاب التقليدي، وإن اختلف عنه في الوسيلة وبعض الأهداف، واستغلال الإنترنت بخدماته المتنوعة بفضل طبيعة الاتصالات التي تتجاوز الزمان والمكان، وزيادة فرص البحث السريع ونشر الوثائق والمنشورات الجماعية في أقل وقت وجهد. ويعبر إرهاب الإنترنت عن استخدام الإنترنت بوصفه وسيلة، يمكن من خلالها شن هجوم، واختراق لأنظمة الأمن والشبكات، أو توزيع فيروس كمبيوتري قوي واختراق شبكات الأمان للدول، وينظر كولمان (Colman) إلى إرهاب الإنترنت بأنه ببساطة طلب للإرهاب على الإنترنت، ويعتبر باري كولن (Barry Collin) هو المسئول عن وضع اصطلاح إرهاب الفضاء المعلوماتي للتعبير عن إرهاب الإنترنت، وهي تسمية ذات دلالة تميزه عن الإرهاب التقليدي الذي يقوم على استخدام القضاء الفيزيقي المحسوس، ويعرف بأنه القدرة على اختراق شبكات الإنترنت لتحقيق أهداف عدوانية ذات طابع سياسي في الأغلب، وإن خلف وراءه آثارا سلبية تنال كثيراً من جوانب الحياة الأخرى.
ويعتمد إرهاب الإنترنت في كثير من الأحيان على افتراض مفاده إمكانية التسلل للشباب أو الأفراد في أي مجتمع، من خلال عرض مبادئ عامة للمجتمعات؛ لتعبر عن صالح هذه المجتمعات من خلال قيم إنسانية في ظاهرها تدعم مبادئ أخلاقية إنسانية فيما يسمى مجتمع المجتمعات Community of Communities، وفي باطنها تعمل لصالح بعض الجماعات أو الأفراد أو الحكومات ضد أخرى / مستخدمة في ذلك وسائل الانتشار السريع مثل الإنترنت أو وسائل الاتصال الجماهيري في عمومها؛ لتستخدم بوصفها أسلحة تخدم المخططات الإرهابية العالمية International Terrorism، وتؤثر على المجتمعات والدول القومية، والتي تحاول البقاء – بوصفها أداة للضغط والتأثير في الخطط والسياسات.
ومن صور الإرهاب المنتشرة على الإنترنت الإرهاب الديني وهو الإرهاب الذي تقوم به جماعات أو أفراد، تحت غطاء ديني، وطوال قرون؛ كانت الأعمال الإرهابية التي تجري على أسس ظاهرها ديني تحاول أن تنتشر بفرض نظام مؤيد لوجهة نظر المعتقد أو الرأي الديني. ونشر دين معين في حد ذاته لا يمثل بالضرورة إرهاباً ولكن يتمثل الإرهاب في تبني وجهات نظر تعادي وجهة نظر دينية معينة أو رأي بلا أسس منطقية أو حوار للرأي والرأي الآخر، ووجهة النظر تلك لا تلقي الاتفاق والاجماع الديني، وإنما يتبناها عادة فرد أو جماعة محددة.
ويروج البعض لعمليات تحريف القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال شبكة America online، بإضافة تفاسير مغلوطة ومغرضة، وتقديم معلومات خاطئة عن الإسلام، ويستخدمون الصور التي تشوه صور الإسلام، وإهانة رموز هذا الدين من الأنبياء والصحافة وقادة الإسلام وعلمائه ودعاته، وتشكيك المسلمين في عقيدتهم.
والإرهاب المسيحي هو الإرهاب الديني المسيحي من الطوائف أو الأفراد، من خلال بعض التفسيرات والتأويلات الفقهية الخاطئة لبعض نصوص الكتاب المقدس والتعاليم الأخرى، وهي تعتمد في كثير من الأحيان على هذا التفسير لتبرير الأنشطة السياسية العنيفة.
والإرهاب الديني اليهودي هو الإرهاب الديني الذي يرتكبه أتباع الديانة اليهودية، بدوافع لدى بعض المتعصبين والمتشددين في تفسير العقائد اليهودية، وفي بعض الأحيان ربط المذاهب اليهودية والنصوص بالدعوة للعنف، فضلاً عن القوانين التي تتطلب القضاء على الشر، وذلك باستخدام وسائل عنيفة في بعض الأحيان، موجودة في التقاليد اليهودية. وقد استخدمت التعاليم الدينية والنصوص اليهودية على مر التاريخ لتعزيز العنف من قبل المتعصبين.
وأكثر صور العنف وضوحاً العنف السياسي الصهيوني والذي يشير إلى أعمال العنف التي يرتكبها الصهاينة لأسباب سياسية، وأشهرها فرض الحماية الذي فرضه اليهود في دولة الانتداب البريطاني في فلسطين، عبر تنفيذ الإجراءات التي كانت من قبل الأفراد والجماعات شبه العسكرية اليهودية مثل الإرجون Irgunthe واللي The Lehi، والهاجانا haganahthe والبلماها the Palmah، بوصفه جزءاً من الصراع بين السلطات الصهيونية والبريطانية مقابل المقيمين العرب، فيما يتعلق بالهجرة والأراضي، والتطلعات الوطنية اليهودية، بالهجوم على الممتلكات المنزلية والتجارية، والحكومة، والبنية التحتية، والمادية، ووقوع العديد من الضحايا.
والإرهاب الإسلامي هو مصطلح يتناول أعمال الإرهاب، التي يرتكبها مسلمون لغرض تحقيق أهداف متفاوتة سياسية و/أو الدينية، دون الرجوع للإجماع الديني والمجتمعي حولها، والمنظمات الإرهابية ذات الغطاء الإسلامي موجودة في جميع أنحاء العالم، ونفذوا هجمات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة على الأقل منذ عام 1970. ومثال ذلك المنظمة المعروفة باسم القاعدة، بما تقوم به إعلان عن هجمات انتحارية وعمليات الخطف والإعدام، وتجنيد أعضاء جدد من خلال شبكة الإنترنت.
ولتوضيح معنى إرهاب الإنترنت ينبغي، أولا التفريق بين تعريف إرهاب الإنترنت، والجريمة المعلوماتية التي تعبر عن كل عمل يأتيه الإنسان بواسطة نظام معلوماتي معين إما اعتداء على حق أو مصلحة أو أية بيانات معلوماتية يحميها القانون، وإما الإضرار بالمكونات المنطقية للحاسب ذاته أو بنظم شبكات المعلومات المتصلة به، وتعرف كذلك بأنها كل أشكال السلوك غير المشروع أو الضار بالمجتمع، الذي يرتكب عن طريق الحاسب، وهي كل نشاط إجرامي تستخدم فيه تقنية الحاسب الآلي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كوسيلة أو هدف لتنفيذ الفعل الإجرامي المقصود.
ويكون محل الاعتداء في جرائم الإنترنت هو المال أو الاشخاص، وأخيرا يمكن أن تكون الحقوق الذهنية كالاعتداء على حقوق المؤلف، ومنها جرائم النصب والسب والقذف وبيع الأطفال والمخدرات (بتحديد الزمان والمكان وطريقة الدفع)، وجرائم الفتنة الطائفية التي ترتكب في غرف الحوار والمحادثة داخل شبكة الإنترنت، ويديرها في الغالب أشخاص، مأجورين من قبل دول أو جماعات إرهابية لها ميول عدوانية، تحض على الكراهية بين الأديان وتفكيك أسرة المجتمع، وبث أفكار مخلوطة بين مجتمع الشباب.
وهناك العديد من الجرائم التي ترتكب على الإنترنت بعضها تقيدي وبعضها مستحدث، والتقليدي منها ينقسم إلى جرائم ترتكب على الإنترنت، وجرائم ترتكب بواسطة الإنترنت؛ ليصبح مجرد أداة، والنوع الأخير يساعد في تحليل مفهوم إرهاب الإنترنت فيستخدم الإنترنت باعتباره وسيلة لارتكاب الجرائم التقليدية ( وهي جرائم موجودة من قبل وتطورت مع دخول التكنولوجيا) وهي نوعان أحدهما له طابع سياسي ويقصد بها الجريمة الإرهابية والآخر له طبيعة جنائية وهي الجريمة المنظمة، ويقصد بها الجريمة المستحدثة المرتبطة بتكنولوجيا الإنترنت ونظم المعالجة الآلية للمعلومات.
وتلخص المؤلفة جرائم الإنترنت فيما يلي:

1- كثير من الجرائم التقليدية كالسرقة والنصب والمخدرات وجرائم الجنس والتجسس والاستغلال غير المشروع وحتى الجرائم الجنائية يمكن أن تمثل جرائم معلوماتية إلكترونية، إذا استخدم الإنترنت في القيام بها أو ارتكبت من خلاله.
2- هناك جرائم مستحدثة نتيجة دخول التكنولوجيا واستخدام شبكة الإنترنت بخدماتها المتنوعة، مثل تعطيل نظم التشغيل وإتلاف نظام التشغيل للحاسبات الآلية وإتلاف البرامج والمعلومات.
3- يمكن أن تكون جرائم الإنترنت جرائم إرهابية، إذا اقترفت تحقيقا لأهداف إرهابية، مثل بث أفكار متطرفة سواء كانت سياسية أو دينية أو عنصرية، بما يعرض سلامة المجتمع وأمنه للخطر أو يضر بالنظام العام.
أهداف الجماعات الإرهابية

وتستخدم الجماعات الإرهابية الإنترنت لتحقيق ثلاثة أهداف:
1- اتخاذ الشبكة وسيلة من وسائل فك الحصار عن هذه الحركات لا سيما في جانبها الإعلامي.
2- توظيف شبكة الإنترنت لتقديم صورة الدين كما تتبناها هذه الحركات.
3- تقوية هذه الحركات ونشر رسالتها، وخلق التواصل مع عدد أكبر من الناس على مختلف الأطياف والأوساط.
كما ظهرت المقابر الإلكترونية عبر الإنترنت من خلال تمجيد أبطال العمليات الانتحارية، مما يزيد قيمة هذه العمليات ويعتبر حافزاً للانتحاريين، وتخصص مواقع غطاء إسلامي على الإنترنت عدداً متزايداً من المقابر الإلكترونية، تمجد ما يسمى "بالمجاهدين" المنفذين للعمليات الانتحارية.
أسباب انتشار الظاهرة، وكيفية مواجهتها:
* أدى انتشار التكنولوجيا إلى سقوط الأمن تحت وطأة الشعور بالظلم والإحباط والكيل بمكاييل مختلفة؛ ولذلك ظهر الإرهاب وشاع العنف وظهر ما يسمى "الحرب الموازية" التي تستخدم كل الأساليب التكنولوجية في سرعة الحركة والمفاجأة والتفكير، فيما لا يمكن التفكير فيه مما لا يحكمه قيد أو حد، ولا يؤدي إليه العلم أو توازن القوى مهما كانت دقة العلم وحساباته.
وجدير بالذكر أنه من الممكن مواجهة أخطار الإرهاب، وذلك بالوصول للأمن المعلوماتي للسيطرة على كافة أنواع المعلومات ومصادرها وحمايتها من السرقة والتشويه والابتزاز والاستخدام غير المرخص.
وبالرغم من آلاف المواقع المحجوبة التي لجأت لها بعض الدول مثل السعودية وتونس وسوريا، فقد ظهر للنور مقابل هذه الأعداد الضخمة آلاف من المواقع الجديدة، التي يطرح الكثير منها نفس أفكار المواقع المحجوبة نفسها، بل تتجاوزها في شدة النقد وغزارة المعلومة.
وبذلك يواجه التقدم في أساليب المقاومة والمكافحة للمواقع الإرهابية تقدماً مضاداً في التكنولوجيا، وأساليب التغلب على أساليب المقاومة بما يطلق عليه (التكنولوجيا والتكنولوجيا المضادة)، وظهرت مصطلحات جديدة تعبر عن هذه الحالة، مثل: حرب المعلومات أو حرب الشبكات أو الإرهاب الرقمي أو الحروب التخيلية، وغير ذلك من المصطلحات، التي تنم عن مدى الفزع والنظرة المتشائمة للمستقبل، وهي حروب بلا دماء ولكن آثارها التدميرية والتخريبية هائلة.
* يتيح الإنترنت بخدماته المتنوعة، مثل غرف الدردشة والمحادثة فرصاً لنشر الفكر المتطرف وتنسيق هجمات الإرهابيين وتجنيد الأفراد، وتم استغلال بعض المواقع لتقديم الدروس لصنع القنابل اليدوية واستخدام الصواريخ وإطلاق النار، وتوسيع الشبكات الجهادية، والتي تستغل في الكثير من الأحيان من تنظيم القاعدة كنوع من الإعلام الجهادي، لعرض أفكار بعض الحركات الدينية واتخاذ الشبكة وسيلة من وسائل فك الحصار عن تلك الحركات، ويعتبر الإنترنت وسيطا افتراضيا لتمرير فكر هذه الحركات، ليكون الإنترنت بذلك مصدرًا للحرب النفسية أو العنف الموجه ضد الأفكار والعقول، ويكون أشد من العنف التقليدي الموجه ضد الأشخاص والممتلكات.
ويستطيع الإرهابيون الاستفادة من مزايا الإنترنت في الآتي:
1- استخدام الإنترنت في جمع الأموال من خلال التبرعات أو التدريب، أو أخذ مشورة الخبراء أو المساعدة في عمل وثائق مزورة أو تبادل الأسلحة.
2- السعي إلى حشد التأييد من قبل بعض المنظمات والوكالات الأخرى.
3- قد يرتبط الإرهاب ببعض الجرائم الأخرى، مثل: غسيل الأموال والمخدرات، واستخدام هذه الأموال غير المشروعة في تمويل الأنشطة الإرهابية العدوانية ودعم أعمال الوحشية والعنف ضد الضحايا الأبرياء.
4- يستخدم الإنترنت باعتباره وسيلة يغر مكلفة لتنظيم وتنفيذ أنشطة جمع الأموال بشكل مباشر من خلال غرف الدردشة والمكاتبات الإلكترونية لجمع الأموال من مؤيديهم، أو يستخدم بشكل غير مباشر من خلال الوصول لمستخدمي الإنترنت، وطلب تبرعات لقضاياهم بإقناع أو بعنف.
5- استغلال الجمعيات الخيرية ومواقع التجارة الإلكترونية لجمع الأموال بشكل خفي، لكسب ثقة المتعاطفين مع القضايا الإنسانية؛ بالاستغلال المباشر وتحويل الأموال مباشرة للحركات الإرهابية أو التسلل عبر فروع الجمعيات الخيرية وجمع الأموال خلسة، ويمكن التسلل للجمعيات المشروعة واستغلال قاعدتها التمويلية؛ لتمويل عمليات إرهابية عن طريق الإنترنت.
6- حقق الإنترنت أهمية جديدة باعتباره أداة سياسية في الحملات الانتخابية، وطلب التبرعات، واستخدم من خلال العديد من الجماعات السياسية لتحقيق طريقة جديدة؛ لتنظيم صفوفهم من أجل تنفيذ مهماتهم، واستخدم من قبل بعض الحكومات، مثل: إيران، وكوريا الشمالية؛ للدفاع عن مواقفها السياسية وجذب المؤيدين لها، ونشر فكرهم السياسي والديني؛ مما أدى إلى الرقابة على الإنترنت من قبل بعض الدول، ويحمل الإنترنت العديد من الرسائل السياسية عن أهمية العمل الفوري للإصلاح السياسي للدول، وتعبئة الشباب للعمل داخل مجموعات المصالح، ورمز وأداة لسياسات ما بعد الحداثة.
7- يؤثر الإنترنت على سلوكيات الأفراد اليومية وأسلوب حياتهم وتشكيل وعيهم؛ حيث إن زيادة وتطور وسائل الاتصال والتفاعل في المجتمع المصري يغير بشكل مطرد السلوكيات والأنماط الاجتماعية في المجتمع وهذا التغير المستمر إذا لم تصادفه آليات وسياسات تربوية، تساعده على المضي في طريقه وتقويمه، يمكن أن ينحرف عن المسار ويخترق تقاليد وعادات المجتمع، ويتحول تدريجياً ليصبح معوقاً للتنمية في المجتمع، ويصل لأقصى انحرافه ويأخذ أشكالاً جديدة من الإرهاب والتطرف.