الأم تريزا ... "أنا أعطي إذن أنا موجود"
الخميس 05/سبتمبر/2024 - 10:30 ص
طباعة
روبير الفارس
الجوع إلى المحبة أعظم من الجوع إلى الخبز ... لو لا تستطيع أن تطعم مائه شخص، فأطعم واحد فقط .... أخطر الأمراض هو أن تكون لا أحد لأي أحد .... هذه بعض من مبادئ الحياة التي سارت عليها الأم تريزا رمز العطاء في العالم كله. والأم تريزا هي الراهبة ذات الأصول الألبانية والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979 م. التي توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 م بعد مرض عضال.
اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو ولدت في 26 أغسطس 1910 م في قرية سوكجية من عائلة متدينة للغاية مهاجرة إلى يوغسلافيا أصلها من ألبانيا كانت تعمل في الفلاحة، تعلمت في بداية حياتها في مدرسة لليسوعيين في الرهبانية اليسوعية اليوغسلافية. وعندما كانت في سن العاشرة توفى أبوها فازدادت تعلقًا بالإيمان. في نوفمبر 1928 م أرسلت إلى دبلن في أيرلندا للدراسة والتأهيل الديني وفي عام 1929 م أرسلت للبنغال لتعمل في دير لوريتو.
في عام 1931 م دخلت آغنيس في سلك الرهبنة واتخذت اسم الأخت تريزا لها، وفي عام 1937 م نذرت نفسها وأصبحت الأم تريزا.
في عام 1948 م اهتمت الأم تريزا بالعناية بالأطفال المهملين وعلى أثر ذلك خلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق على كمية الذي عرفت به فيما بعد، حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يعني بالعناية الطبية والتمريض، وكذلك لم ترض توجهاتها مسئولي الدير فاعتمدت على نفسها في البداية، ثم جاءتها المعونة من متبرعات أخريات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950 م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.
في عام 1957 م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963 م خاصة بالرهبان، وهي في الخامسة والسبعين من العمر ذهبت للحبشة لمساعدة المنكوبين هناك وأغاثتهم من الجوع والتشرد. إلا أن عمل الأم تيرزا العظيم لم يخلو من أن يجابه بانتقادات عديدة منها أن فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب، وأيضًا أن الأساليب المتبعة في العناية الطبية لم تراع المعايير الطبية مثل استخدام الحقن عدة مرات وبدون تعقيم، كما أن عدد الذين تمت العناية بهم قد تم التشكيك به كثيرًا. وكان رد الأم تيريزا على بعض تلك الانتقادات هو أن النجاح ليس المقياس بل الصدق والأمانة والإخلاص في العمل هي المقياس.
لم تهتم الأم تريزا بالمال يومًا ما فقد عرفت برفضها للمال والتبرعات المالية حيث كانت تصر على المساعدة والمشاركة الشخصية.
في الهند
و في كلكوتا حولت الأم تريزا جزءًا من معبد كالي (إلهة الموت والدمار عند الهندوس) إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والعناية بهم في أيامهم الأخيرة لكي يموتوا بكرامة، ويحسوا بالعطف والقبول بدل البغض والرفض من مجتمعهم، وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأم تريزا، فأقامت "القلب النقي" (منزل للمرضى المزمنين أيضًا)، و"مدينة السلام" (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية). ثم أنشأت أول مأوى للأيتام. وبازدياد المنتسبات إلى رهبنة "الإرسالية الخيرية"، راحت الأم تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة في طول الهند وعرضها لرعاية الفقراء ومسح جروحاتهم وتخفيف آلامهم، والأهم من كل ذلك لجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون ومحترمون كبشر. وقد اختارت الأم تريزا لرهبنتها ثوبًا بسيطًا هو عبارة عن ساري أبيض اللون ذي إطار أزرق مع شارة الصليب على الكتف الأيسر، لكي يصير بإمكان المحتاجين معرفة الراهبات.
مهمة الرهبنة
وكانت مهمة الرهبنة، كما حددتها الأم تريزا لدى تلقيها جائزة نوبل للسلام عام 1979(العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم أو محرومون من العناية والمحبة. أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئا عليهم فيتجنبونهم). وفي عام 1965 م منحها البابا بولس الثاني الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروبًا ونزاعات. فعملت في إثيوبيا المهددة بالجوع إلى جيتوات السود المقفلة في جنوب إفريقيا، إلى ألبانيا مسقط رأسها بعد سقوط الشيوعية، ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات. ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون أن تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها.
معاناة الأم تريزا
أصيبت بذبحة قلبية عام 1985 فيما كانت في روما. وأخرى عام 1989 كانت أخطر وكادت تودي بحياتها، ما اضطرها إلى أن تخضع لعملية جراحية جرى خلالها زرع منظم للنبض، عام 1991 كانت في المكسيك وأصيبت بمرض ذات الرئة فأثر ذلك على عمل القلب، عانت من مرض الملاريا والتهاب الصدر وخضعت لعملية جراحية في القلب عام 1996، توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 م.
اقوال الأم تريز
- أنا قلم رصاص في يد الرب الذي يكتب رسالة محبه للعالم
- عندما تكون مرفوضا ومكروها ومهملا ومنسيا من الجميع . فان هذا جوع اعظم وفقر أكبر من جوع أي إنسان ليس لديه ما يأكله .
- لا تعتقد أن المحبة ولكي تكون أصيله يجب أن تكون خارج المألوف, ما نريد هو محبه بلا ملل
- لا تنتظر من يقودك لعمل الخير , اعمل الخير لوحدك وللآخرين مباشرة
- كل واحد منهم (وتعني الفقراء) هو يسوع متنكر
- كلما ابتسمت لأحد ما فأنك عملت عمل للمحبه هديه لذلك الشخص .
- أعمال الخير:هي حلقات تكون سلسله المحبه
- أنا لا اصلي للنجاح ,بل لاكتمال أيماني
- لو أحببت حتى تتعب فلن يكون هناك تعب أكثر بعد, بل حب أكثر
- أنا اعرف أن الرب لن يحملني ما لا اقدر أن احتمل . تمنيت لو انه لا يثق بي كل هذه الثقة
- لو ليس هناك سلام , فذلك لأننا نسينا أننا أخوه لبعضنا البعض
- أن اردت لرسالة المحبه ان تسمع فلا بد ان تنشر . مثلما لكي تبقى المشكاة ( الفانوس) مشتعله ,يجب أن نملأها بالزيت
- لو لا تستطيع أن تطعم مائه شخص ,فأطعم واحد فقط
- لو انك تنتقد الآخرين ,فلن يكون لديك الوقت لتحبهم
- في هذه الحياة لا نقدر أن نعمل أشياء عظيمة , نقدر أن نعمل أشياء صغيره بمحبه عظيمة
- انه حقا لفعل عظيم أن تساعد من سقط
- مارس المحبة في بيتك,لانه في البيت يجب أن تبدأ محبتنا للآخرين
- يسوع قال احبوا بعضكم بعضا ,هو لم يقل احبوا كل العالم
- الفرح شبكه من المحبة بها تصطاد النفوس
- الكلمات الطيبة قصيرة وسهله التعبير ,ولكن صداها باق للابد
- لنقابل بعضنا البعض بابتسامه , لأن البسمة هي بداية المحبة
- اخطر الأمراض هو ان تكون لا أحد لأي أحد
- البشر غير عقلانيين وغير منطقيين وأنانيين .أحببهم رغم هذه الصفات كلها
- الجوع إلى المحبة اعظم من الجوع إلى الخبز
- الاعجوبه ليست في ما نعمل ,بل في سعادتنا ونحن نعمله
- الكلمات التي لا تعطي نور المسيح تزيد الظلام.