دويتشه فيله: " السلطان" أردوغان - شريك مزعج لأوروبا لكن لا غنى عنه
السبت 07/نوفمبر/2015 - 10:17 م
طباعة
بعد فوز حزبه الساحق بالانتخابات البرلمانية، أصبح أردوغان داخليا الرجل القوي بلا منازع، بيد أن هذا الانتصار يثير قلق الأوربيين في أن يواصل أردوغان استخدام ورقة اللاجئين لابتزاز المزيد من الامتيازات من الاتحاد الأوروبي.
من كان يشك من قبل في أن أردوغان هو الرجل القوي في تركيا، فسرعان ما تبين له - بعد فوز حزبه حزب العدالة والتنمية الكاسح في الانتخابات البرلمانية - أن الرئيس التركي سياسي محنك وذو نفس طويل: فبعد أن كان سجينا سياسيًا، عندما كان يشغل منصب عمدة اسطنبول بسبب تصريح استخدم فيه صورا دينية، ها هو اليوم يثبّت رئيسا للبلاد وحزبه يحكم بلا منازع، ومن غير المستبعد أن يحوّل كذلك النظام البرلماني في تركيا إلى نظام رئاسي يكون هو على رأسه، ليقترب من تحقيق حلمه، على ما يقول ناقدوه، في أن يكتب اسمه بخطوط عريضة في تاريخ بلاده، وأن يكون إلى جانب مصطفى كمال أتاتورك – مؤسس الدولة التركية الحديثة – قائدا عظيما في عيون الأتراك.
الصحف الأوروبية، والألمانية على وجه الخصوص، ترى فيه الآن "سلطانا" على خطى السلاطين العثمانيين في أوج قوتهم، ولكن هذا النصر الانتخابي لحزب أردوغان يثير المخاوف في أوروبا، ففي سياق متصل، علقت صحيفة نورد فيست بريسه في عددها الصادر مطلع هذا الأسبوع قائلة: "لقد نجحت المهمة: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو بلا منازع الفائز بالانتخابات البرلمانية في تركيا. (بيد أن) أردوغان ضعيفاً على الصعيد السياسي الداخلي كان من شأنه أن يشكل البديل الأفضل (لأوروبا)، "ذلك أن مراقبين يرون أن انتصار أردوغان قبل أسبوعين من قمة مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا التركية سيزيد الضغوط على الحلفاء الغربيين، الذين هم بحاجة إلى تعاونه في عدة ملفات أهمها ملف اللاجئين وملف مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية". ويبدو أن قلق الغربيين مبرر، ذلك أن أردوغان لم يظهر دائما تعاونه، بل كان مفاوضا قويا، وتعاون فقط عندما كان الأمر يصب في مصلحته مثلا من خلال السماح للأمريكيين باستخدام قواعد جوية على الأراضي التركية لضرب داعش. جاء ذلك فقط بعد العملية الانتحارية، التي نسبت لتنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة سروج التركية وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلاً.
نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت تتوقع أن يكون لفوز حزب أردوغان بالانتخابات التشريعية عواقب سلبية على الاتحاد الأوروبي في أزمة اللاجئين. ففي حوار مع إذاعة "دبليو دي آر 5" (WDR5) مطلع الأسبوع قالت روت، المنتمية لحزب الخضر الألماني المعارض، إنها تعتقد أن الرئيس التركي سيُملي على الاتحاد الأوروبي شروطه في المستقبل.
كما انتقدت روت المستشارة الألمانية التي كانت أجرت محادثات مع أردوغان في إسطنبول قبل الانتخابات التشريعية المبكرة بأسبوعين، بحيث قالت: "أعتقد أن ميركل ارتكبت خطأ سياسيا كبيرا من خلال سفرها قبيل الانتخابات إلى أردوغان - إلى سياسي يفكر في كل شيء ماعدا الديمقراطية".
لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي إلمار بروك اعتبر زيارة ميركل إلى تركيا في محلها، مشيرا إلى مدى دور تركيا، التي إلى جانب أنها تستضيف نحو مليونين ونصف المليون من اللاجئين، أغلبيتهم الساحقة من السوريين، تعد دولة عبور نحو أوروبا. وفي تصريحات لإذاعة إر.بي.بي، الألمانية قال بروك: "سوف لن نتمكن من حل أزمة اللاجئين بدون تركيا. ولذلك، فإن أردوغان في موقف القوي. يتعين علينا في كل الأحوال أن نتحدث معه إذا ما أردنا وقف سيل اللاجئين"، مضيفا: "الكثير يتعلق بمدى منة أردوغان علينا."
تكلفة تعاون أردوغان باهظة جدا للأوروبيين
فهل سيستخدم أردوغان ورقة اللاجئين لابتزاز المزيد من الامتيازات لبلاده من الاتحاد الأوروبي الذي ترك أبوابه موصدة أمام انضمام الأتراك إليه رغم المفاوضات المستمرة منذ عام 1999؟ صحيفة ميتلبايرشه تسايتونغ (Mittelbayrische Zeitung) لا تستبعد ذلك، حيث كتبت في عددها الصادر نهاية الأسبوع قائلة: "لقد أدرك الأوروبيون وبشكل متأخر وضع العديد من اللاجئين، فيما تجاهلوا الحرب والمعاناة في سوريا.(...) والكل بما ذلك يونكر (رئيس المفوضية الأوروبية) و(المستشارة الألمانية) ميركل يرفضان إقامة أسوار على الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي كحل (لمشكلة تدفق اللاجئين)، لأن ذلك من شأنه أن يبرهن على فشل أوروبا.
بدلا من ذلك، يريدان حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي تحت شعار: بعيد عن العيون، بعيد عن القلب." وتضيف قائلة: "ولكن أردوغان جعل راحة الضمير لأوروبا أمرا مكلفا للغاية: فإلى جانب المليارات لبناء مآو جديدة للاجئين، طالب باستئناف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وبتسهيلات على سفر المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي"، وشددت الصحيفة في الوقت نفسه على أن "أوروبا ستستجيب لمطالبه ضد كل مثاليات الديمقراطية وضد كل مفهوم لسياسة المصالح الواقعية."
رأي تشاطرها إياه صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه (Frankfurter Allgemeine) التي علقت في عددها الصادر مطلع هذا الأسبوع على تداعيات فوز حزب أردوغان بالانتخابات البرلمانية قائلة: "تركيا تعد منذ زمن طويل دولة مفتاحا ما بين أوروبا والشرق الأوسط. فهي تؤثر على النزاعات في منطقة الجوار العربية، وتؤثر كدولة عبور للطاقة على رخاء أوروبا، ولكنها كدولة عبور للاجئين أصبحت تركيا تتحدى أوروبا. (...) وبالتالي، فإن تركيا شريك لا يمكن الاستغناء عنه، ولكنها شريك غير مريح." وأن ينظر إلى تركيا كشريك هو في الواقع مكسب لأردوغان في حد ذاته، على ما يقول أنصاره، الذين اعتبروا أنه جلب لهم الاحترام في أوروبا، حتى وإن كان ذلك احتراما تحت ضغط الحاجة إلى تعاونه في ظل تواصل سيل مئات الآلاف من اللاجئين على أوروبا.
"لابد من لغة القوة مع أردوغان"
ولكن البعض يحذر من ترك زمام الأمور بيد الأتراك. ففي سياق متصل، كتبت صحيفة نوردفيست بريسه في عددها الصادر مطلع هذا الأسبوع قائلة: "من الخطأ التعامل مع هذا النظام بحركات خنوع وخضوع. ذلك أن أردوغان لا يعرف إلا لغة القوة." وأضافت معلقة: "من الصواب دفع أموال للأتراك لكي يبقى اللاجئون في المنطقة ويحظوا بمعاملة إنسانية، ولكن يجب المطالبة بمقابل مناسب لذلك ومراقبة كيفية صرف الأموال. من مصلحة أوروبا ألاّ تخضع لابتزازات أنقرة، حتى وإن اقتضى الأمر أن يقوم الاتحاد الأوروبي بحماية حدوده."
ولكن ورغم كل التحفظات إزاء أردوغان وسياسته التي يغلب عليها الطابع القمعي، إلا أن تركيا قد تلعب دورا مهما بالنسبة لجيرانها العرب، على ما ترى صحيفة فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونغ، التي كتبت في قائلة: "فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات سيكون له إشعاع في العالم العربي. فالتركي أردوغان كان في عام 2011، عام الثورات العربية، بطل الشارع العربي وخاصة بطل الإخوان المسلمين. (وفوزه) سيدعم المحور السني مع السعودية. وقد تتحول تركيا إلى ملهم للجيران العرب، إذا ما سمح أردوغان في بلاده بما يتوق إليه العرب: ألا وهو الحرية."
دي فيلت الألمانية: الشرطة الألمانية تلقى القبض على أسلامى بتهمة الانتماء لـ"داعش
ألقت الشرطة الألمانية القبض على مواطن ألمانى عند وصوله إلى مطار ميونخ بناء على أمر اعتقال صادر من الادعاء العام الألماني بتهمة انتمائه إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأعلن الادعاء العام في مقره بمدينة كارلسروه الألمانية أن هناك أمر اعتقال صادر بحق الألماني البالغ من العمر 31 عاماً من قاضي التحقيق في المحكمة الاتحادية.
وبحسب بيانات الشرطة، فإن المتهم المنحدر من برلين سافر إلى سوريا في ديسمبر الماضي وانضم هناك إلى "داعش" للمشاركة في القتال. وأضافت السلطات أن المتهم ظل يعمل في إدارة تنظيم "داعش" حتى مايو وكان يتولى رعاية الوافدين الجدد.
كما تولى المتهم بعد ذلك مهمة تفخيخ أماكن المتفجرات والمرافقة المسلحة لإحدى قوافل إمداد التنظيم الإرهابي.
دير شبيجل:داعش يطلق صراح ميسيحيين أشوريين
أفرج تنظيم داعش اليوم السبت (السابع من نوفمبر) عن 37 مسيحيا آشوريا، معظمهم من النساء، كان قد خطفهم قبل أكثر من ثمانية أشهر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وفق ما أكدت منظمات آشورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، في بريد الكتروني إن التنظيم الإرهابي "أطلق سراح 37 شخصا كان قد اختطفهم يوم 23 فبراير الماضي أثناء اجتياحه للقرى والبلدات الآشورية على نهر الخابور في محافظة الحسكة".
وأفاد مصدر في المرصد الآشوري لوكالة فرانس برس بأن المفرج عنهم "27 امرأة وعشرة رجال، معظمهم من كبار السن، وقد وصلوا صباحا إلى بلدة تل تمر الآشورية قادمين من مناطق تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الحسكة"..
تضارب حول سبب إطلاق سراحهم
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نبأ الإفراج عن المخطوفين. وبحسب المرصد الآشوري، يأتي إطلاق سراح المخطوفين السبت "نتيجة جهود ومفاوضات حثيثة تقوم بها أسقفية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية ومقرها مدينة الحسكة". لكن مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن قال لوكالة فرانس برس إن الإفراج عن المخطوفين جاء بعد "دفع مبالغ مالية كبيرة بموجب وساطة تولاها شيوخ عشائر عربية في سوريا والعراق". ونقل عبدالرحمن أن "التنظيم أبلغ المفاوضين أن كل من يثبت أنه لم يقاتل ضده من المخطوفين سيتم الإفراج عنه مقابل مبالغ مالية".
وتتضارب أرقام الجهات المعنية حول عدد المخطوفين، الذين لا يزالون رهائن لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" بين 140 أو150 خصوصا بعد تقارير أفادت بإقدام التنظيم على قتل ثلاثة منهم بالإضافة إلى العثور على جثث ثلاثة مخطوفين آخرين.
فرانكفورتر ألجماينا: لجنة برلمانية تحذر كاميرون من الحرب فى سوريا
اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أن بريطانيا يجب ألا تنضم إلى حملة الضربات الجوية في سوريا ما لم تكن هناك استراتيجية واضحة لهزم تنظيم "الدولة الإسلامية" وإحلال السلام في هذا البلد.
قالت لجنة برلمانية بريطانية إن بريطانيا لا يجب أن توسع ضرباتها الجوية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" لتشمل سوريا حتى يكون هناك استراتيجية واضحة لهزيمة المتشددين، ليوجهوا ضربة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وكان كاميرون قد قال إنه يريد أن يفعل المزيد للتصدي لتنظيم "داعش" وإنه يأمل في الحصول على موافقة البرلمان لتنفيذ هجمات في سوريا. وتشارك بريطانيا بالفعل في قصف أهداف في العراق وساعدت الحلفاء بعمليات استطلاع فوق سوريا.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان في تقرير لها: "نعتقد أنه ينبغي ألا يكون هناك أي توسيع لعمل عسكري بريطاني ليشمل سوريا ما لم يكن هناك استراتيجية دولية متماسكة لديها فرصة واقعية لهزيمة تنظيم ’الدولة الإسلامية' وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا".
وأضاف تقرير اللجنة: "في غياب مثل هذه الاستراتيجية يظل القيام بأي عمل لتلبية الرغبة في فعل شيء أمر غير متسق".
ويمثل التقرير انتكاسة لكاميرون الذي يحاول حشد التأييد داخل الحزب لتوسيع نطاق الضربات الجوية، كما أنه يريد تجنب تكرار ما حدث في 2013 عندما رفض البرلمان خططاً لتوجيه ضربات جوية بريطانية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت اللجنة برئاسة أحد أعضاء حزب المحافظين الحاكم الذي يتزعمه كاميرون، إن الحكومة يجب ألا تسعى إلى موافقة البرلمان حتى تقدم تفاصيل خططها، داعية إياها أيضاً إلى شرح كيف أن إشراك بريطانيا من شأنه تحسين فرص نجاح التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد.
دويتشه فيله: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد استخدام أسلحة كيميائية في سوريا
في تقرير سري أرسلته إلى الدول الأعضاء، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن غازي الخردل والكلور السامين قد استخدما في سوريا خلال العام الحالي، وذلك قرب إدلب وحلب، دون تحديد المسؤول عن استخدامهما.
أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس الجمعة (السادس من نوفمبر أن غاز الخردل استخدم في سوريا في أغسطس ، مضيفة أن سلاحاً كيميائياً آخر هو غاز الكلور قد استخدم "على الأرجح" في مارس في إدلب شمال غرب البلاد.
وقالت المنظمة في بيان إن "الفريق تمكن من أن يؤكد بأكبر قدر من الثقة أن شخصين على الأقل تعرضا لغاز الخردل ومن المرجح جداً أن تكون آثار هذا السلاح الكيميائي قد تسببت بوفاة طفل". وكان خبراء المنظمة الدولية قد أكدوا أيضاً استخدام غاز الخردل في معارك بين فصائل معارضة بمدينة مارع في محافظة حلب، دون تحديد المسؤول عن استخدام هذا الغاز السام.
وأرسل تقرير سري إلى الدول الأعضاء في المنظمة، التي ستعقد اجتماعاً في مقرها بلاهاي أواخر الشهر الحالي. ويؤكد هذا التقرير ما قاله ناشطون ومنظمات غير حكومية طبية أواخر أغسطس من أن الهجوم بالأسلحة الكيميائية أصاب عشرات الأشخاص في هذه المدينة. كما أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها عالجت أربعة مدنيين من عائلة واحدة.
ووفقاً للمرضى الذين عولجوا في مستشفى تابع للمنظمة في حلب، فإن قذيفة هاون أصابت منزلهم و"بعد الانفجار، ملأ غاز أصفر غرفة الجلوس". وبحسب ناشطين في المكان آنذاك، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أطلق أكثر من 50 قذيفة هاون في ذلك اليوم على المدينة.
"الباييس" الإسبانية :مصنع الجهاديين
لماذا تنتج بعض الدول الأوروبية جهاديين أكثر من دول أخرى ؟
فى عام 2010 أى قبل بدء الحرب الأهلية فى سوريا بعام ، كان يعيش فى العالم حوالى مليار ومائتا مليون مسلم. وبالكاد يعيش 1.25%منهم فى أوروبا الغربية. ومع ذلك يشكل القادمون من أوروبا على الأقل 20%من 25000 و30000 الذين سافروا لسوريا للانضمام لتنظيم الدولة وجبهة النصرة وتنظيمات جهادية أخرى.
ومن ثم ، توجد أحد القواعد الأساسية لهذا الحشد الجهادى الذى لا سابق له والذى يبلغ مداه كافة أنحاء العالم فى أوروبا الغربية ، وحتى عندما يكون المحاربون الجهاديون الأجانب بوجه عام من الذكور ـ وإن كانت الأقلية من النساء من الناحية الإحصائية كبيرة ــ وجموع الشباب المسلم فى هذه المنطقة منخفضة جدًا عن أى منطقة أخرى فى العالم.
ولكن هذه الظاهرة لا تحدث بشكل منتظم. فالدول الأكثر تضررًا هى تلك التى يغلب عليها المسلمون من الجيل الثانى ، المنحدرون من مهاجرين قدموا من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. ويوجد من بين هؤلاء دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ، لكن توجد دول صغيرة أيضًا مثل بلجيكا والدنمارك وهولندا ، أو السويد. ويوجد فى إسبانيا ، أو إيطاليا عدد كبير من السكان المسلمين ، لكنهم من الجيل الأول من المهاجرين ويسجلون أعدادًا منخفضة جدًا فى الحشد الجهادى.
وكل هذا يكشف عن أن حكومات دول أوروبا الغربية لديها مشكلة خطيرة وهى وجود المسلمين من الجيل الثانى داخل المجتمعات الأوروبية المتعددة. فلا تعدد الثقافات البريطانى ، ولا التجانس الفرنسى يمكن تقييمهما بشكل إيجابى.
ومن جانب آخر يكشف المحاربون الإرهابيون الأجانب القادمون من غرب أوروبا عن تنوع ملحوظ فى خصائصهم الاجتماعية. وهذه المعلومة وكونهم منبثقين من دول بها سكان مسلمون تشكلوا بشكل رئيسى من الجيل الثانى يعطي احتمالاً لأن يكون الحشد الجهادى هو عبارة عن أزمة هوية بين الشباب المسلمين.
وهذه الحجة لا تطبق بنفس الدرجة على النسبة القليلة ، من المحاربين الإرهابيين الأجانب فى سوريا والعراق القادمين من غرب أوروبا.
وأحيانًا يتمسك الأشخاص المنحدرون من مهاجرين مسلمين بثقافتين وينتابهم القلق من الهوية المرتبطة بوضعهم كجاليات. ولا يبدي الكثير منهم تعاطفًا مع الدولة التى ولدوا وتربوا فيها ولا تمسكًا بدول آبائهم الأصلية أيضًا.
وهم عرضة لخطر الدعاية للجهاد من خلال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى ومن خلال الاتصال وجهًا لوجه مع عملاء التطرف النشطين فى البيئات المحلية ، وفى كثير من الحالات يجدون حلاً ــ ليس الحل الممكن الوحيد ، بل الأكثر تطرفًا ــ لصراع الهوية. وهو حل فى مرحلة حساسة من دورة حياة الأشخاص القابلين للاختراق.
وينتهى الحال بآلاف الشباب المسلم من الجيل الثانى فى غرب أوروبا لأن يكون مستقبلاً لفكرة أن الأمة الوحيدة التى ينتمى لها فى الواقع هى"أمة الإسلام" من المنظور الذي يحثهم عليه تنظيم الدولة وتطلعه للخلافة مثلما يفعل تنظيم القاعدة. وهكذا يرتبطون بالهوية والإرهاب.
وفى العدد الأخير لمجلة "دابق" الصادرة عن تنظيم الدولة وهى تقدم التنظيم بشكل رصين فقد جاء بها" يعد إحياء الخلافة لكل مسلم كيانًا محددًا وملموسًا لإشباع رغبته الطبيعية للانتماء لشىء أكبر"، وهناك بدائل أخرى ممكنة وهى الانتماء لتنظيم القاعدة.
وعلى الرغم من وجود برامج وطنية لمكافحة التطرف واستراتيجية للاتحاد الأوروبى، تعجز دول غرب أوروبا عن إقناع آلاف الشباب المسلم من الجيل الثانى بأن هويته الدينية تنسجم مع هويته ـ أو هوياته المتعددة ــ كمواطن فى مجتمع مفتوح. وبينما يستمر الحشد الجهادى فى غرب أوروبا فسوف يسهم فى دعم الجهاد فى سوريا والعراق من جانب. ومن جانب آخر يزيد من تصاعد الإرهاب الداخلى.
"لوفيجارو": علاقة سوريا بإيران تبعية شبه كاملة
حولت الحرب المستمرة في سوريا منذ أربع سنوات الشراكة الاستراتيجية بين دمشق وطهران إلي علاقة تبعية شبه كاملة من "بشار الأسد" لحليفه الإيراني القوي. وقبل وقت طويل من التدخل الروسي ، كان الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه إيران لسوريا يُعد المصدر الأساسي للمساعدات التي يحصل عليها النظام الذي كان يمر بفترة حرجة. وبالتالي ، فقد سمح هذا الدعم "لبشار الأسد" وجيشه بالبقاء إلي حد ما في غربي البلاد ،وفي دمشق في مواجهة المتمردين. ولكنه جعل أيضًا من النظام في سوريا مجرد تابع لطهران. ووفقًا لبعض المحللين المقربين من المعارضة السورية ، قد يكون المستشارون الإيرانيون هم الذين يتخذون القرارات الخاصة بالعمليات ، بل إنهم قد أصبحوا السادة الحقيقيين لهذه الحرب.
وقد أصبحت الميزانية السورية تعتمد بشكل كبير علي المساعدات المالية التي تقدمها إليها إيران ، الأمر الذي أكد علي علاقة التبعية من قِبل دمشق لإيران . وحصل البنك المركزي السوري رسميَا علي اعتمادين من إيران بقيمة مليار دولار. ولكن وفقَا للمعارضة السورية ، فقد بلغت قيمة المساعدات المالية التي قدمتها طهران لدمشق عام 2014 خمسة عشر مليار دولار .
وجدير بالذكر أن "بشار الأسد" خلف والده في التحالف الاستراتيجي والإقليمي ،الذي عقده الوالد مع السلطة الشيعية الجديدة ، والتي تولت الحكم في طهران في بداية الثمانينيات. وقد اعتمدت الروابط بين "حافظ الأسد" والإيرانيين آنذاك علي العداء المشترك للعراق ، حيث إن البعثيين السوريين كانوا يكنون مشاعر الكره ضد نظرائهم العراقيين. ثم ترسَّخ هذا التحالف في لبنان مع نشأة "حزب الله" في عام 1982، وهو منظمة سياسية عسكرية وشيعية تدين بالولاء لإيران ، وتقدم الرعاية لدمشق.
وتعود هذه المعادلة الثلاثية بالنفع علي كل أطرافها. فبفضل "حزب الله" ؛ تمكن النظام السوري من إحكام قبضته علي لبنان ، ومحاربة إسرائيل بشكل غير مباشر. كما أنه بفضل سوريا طوَّر "حزب الله" جهازه العسكري سعيًا منه لأن يصبح أفضل قوة مقاتلة في العالم العربي، أما عن طهران ، فتسعي هي الأخري إلي توسيع نفوذها الإقليمي مع الحفاظ علي قدرتها علي ردع إسرائيل.
ومنذ أن قدَّم الأمريكيون هدية استراتيجية كبيرة للإيرانيين ، والتي تمثلت في إرساء سلطة شيعية في العراق ، فإن هذا "المد الشيعي" من طهران إلي بيروت ، قد سمح لإيران بنشر نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط . أما في دمشق ، فينظر الإيرانيون إلي المظاهرات التي اندلعت ، والمناهضة للنظام السوري في ربيع عام 2011 ، علي أنها مجرد محاولة لزعزعة استقرار حليفتهم من قِبل أمريكا ودول الخليج ، وقد شاركت مؤخرًا عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني ،و"فيلق القدس"، وهي وحدة مكونة من صفوة العناصر المكلفة بالقيام بالعمليات السرية فيما تحول سريعًا إلي حرب ضد المتمردين. ومما يُذكر أن "قاسم سليماني" ، الزعيم القوي لفيلق القدس قد تزايد ظهوره في دمشق ، وأصبح يتمتع بسلطات واسعة. وقد صرح "رياض حجاب" ، رئيس الوزراء السوري السابق بعد تخليه عن النظام في شهر أغسطس من عام 2012 قائلاً : "إن سوريا محتلة من قِبل إيران ،وإن الشخص الذي يدير البلاد ليس بشار الأسد ، ولكنه قاسم سليماني".
وبرز تورط إيران المتنامي في الحرب التي أصبحت بمثابة نزاع إقليمي ، عقب وفاة الضابط الإيراني ، العميد "حسن شاطري"، وهو من كبار المسئولين في "فيلق القدس" في لبنان ، والذي قُتل أثناء الهجوم الذي استهدف موكبه علي الحدود بين دمشق ولبنان بعد عودته من مهمة سرية. وفي هذا الشهر أيضًا ، قُتل لواءان إيرانيان آخران في سوريا.
الورقة الرابحة
ومما يُذكر أنه بعد أن أصبحت النكسات التي تعرضت لها قوات النظام السوري. مثيرة للقلق ، يتعين علي إيران أن تلعب ورقتها الرابحة ، ففي ربيع عام 2013 ،تم الزج بحزب الله اللبناني في معركة "القصير"، وهي بلدة صغيرة ذات موقع استراتيجي ، تسمح للمتمردين في حمص بالحفاظ علي خط الإمدادات مع لبنان. كما لجأ الإيرانيون أيضًا إلي الميليشيات الشيعية العراقية ، التي أُنشئت أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق ، والتي تشارك بدورها في سوريا مثل كتائب "حزب الله" ، و"عصبيات أهل الحق ". كما أن إرسال هذه الكتائب الدولية العربية الشيعية للتصدي للثوار ، الذين يبدون أنهم جميعًا من السنة قد غذى وعمقَّ ـ شيئًا فشيئًا ـ البعد الديني للحرب السورية. وجدير بالذكر أن ضريح السيدة "زينب"، وهو قبر ابنة الإمام "علي"، والذي يُعد أحد الأماكن المقدسة للشيعة في ضواحي دمشق ، قد أصبح رمزًا للحشد الشيعي في حربه ضد عدوه السني الأزلي .
ورغم إصرار إيران علي إنقاذ "بشار الأسد" بأي ثمن إلا أنها تولي أهمية أكبر لبناء "حزب الله" اللبناني ، الذي يٌعتبر ورقتها الرابحة في مواجهة إسرائيل . وعلي الجانب الآخر ، يُراهن الإيرانيون علي تشكيل ميليشيات شيعية سورية ، يمكنها الاستمرار في خدمة المصالح الإيرانية في حال سقوط "بشار الأسد" ،وتفكك الدولة السورية.