روبرت فيسك فى"الإندبندنت" : كلنا دواعش

الأربعاء 25/نوفمبر/2015 - 11:13 م
طباعة روبرت فيسك فىالإندبندنت
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الاربعاء الموافق 25 نوفمبر 2015

روبرت فيسك فى"الإندبندنت" : كلنا دواعش

روبرت فيسك فىالإندبندنت
مع الأعمال الوحشية فى سيناء، وبيروت، وباريس (ولنحافظ على الترتيب فى هذا الصدد، بما أن هناك ضحايا أبرياء فى جميع هذه الحالات، من الروس، واللبنانيين، والفرنسيين، وكلهم سواء، إخوة وأخوات لنا)، بدأت أفكر فى أن مشاعرنا تفقد صوابها، تمامًا كمرتكبى تلك الجرائم. "هذه حرب"، ولا بد أن يكون الرد "بلا رحمة"، هكذا جاء رد الفعل الفرنسى مستمدًّا بشكل مباشر من قاموس داعش.
بعد مذابح باريس مباشرة، نشدت المنطق، والوضوح، والحكمة لدى رجل قضى أربعة أعوام ونصف العام بين أيدى مختطفين مسلمين ـ أربعة وخمسين شهرًا قضاها معصوب العينين، فى انتظار الموت كلَّ لحظة.
كان "بريان كينان" محتجزًا لدى مسلمين شيعة موالين لحزب الله فى لبنان. ولو أنه كان مختطفًا من قبل داعش فى سوريا أو العراق، لكان بوسعنا الآن أن نشاهد نحر عنقه فى فيديو، لكن الرجل حافظ على سلامة عقله إلى أن كتب العمل الأدبى الوحيد الذى وضعه غربى من ضحايا الاختطاف فى بيروت فى ثمانينيات القرن الماضي، وأعنى كتاب "مهد آثم" An Evil Cradling الذى سيبقى لمائة عام رمزًا للإنسانية وسط المعاناة.
ارتشف كينان قهوته فى وِستبورت المطيرة فى أقصى غربى أيرلندا ـ وهو المولود فى بلفاست ـ ومضى يتكلم ببطء، وربما بنزعة فلسفية، وهو نادر الإدلاء بالحوارات، لم يكن قد مضى على مجزرة باريس أكثر من ست عشرة ساعة. قال :"لقد انفك أسر العدوى. شخص ما يخطط لذلك كله منذ وقت طويل. هناك قدر كبير من التنظيم، ولكن قتل الناس ليس بحاجة إلى كثير من الالتزام. أنا لم أندهش مما جرى. ما أدهشنى هو أن ما جرى فى بيروت [قبل 24 ساعة] قد انتقل بهذه السرعة إلى باريس. كأنما ثقافة ذبح الأضحيات المنتشرة فى الشرق الأوسط قد وصلت إلى مستويات جديدة، مضفية هالة من الشرعية على أسوأ الأهوال".
ليس صعبًا أن نتبيّن بعض التسرب من تجربة كينان الشخصية إلى حججه، مضفية عليها سمتًا غامضًا، وآنية مرعبة. فهو يتكلم وكأنه لايزال حبيس قبو بيروت.
"ما الذى ينبغى القيام به؟ على المستوى العالمى، علينا جميعًا أن نتحمل قدرًا من المسئولية عن هذا. أفكارى الخاصة ـ بعد أربعة أعوام ونصف العام من الأسر ـ هى أنه لا بد من الاعتراف بالغضب والتشرد. لابد أن نقدم لأولئك الناس ما هو أكثر من الانتقام أو الحرب المقدسة. لقد رأيت مرات كثيرة خريطة الشرق الأوسط تتغير، فلا أهمية الآن لكثير من الحدود [بين الدول)".
"ما يثير قلقى هو أن الحدود القديمة و"المناطق الدولية" تختفى، وتحل بدلاً منها "الحواجز الأمنية" كحدود جديدة. رأينا هذا فى الشرق الأوسط ونراه الآن يقوم أمام أعيننا فى أوروبا. وهذا ما يثير قلقى أكثر من "الإرهاب". فهى تخلق هذا النوع من الخرائط المفاهيمية، هى ليست مجرد سور، بل هى سور يحدد الكثير من المفاهيم والمعتقدات الثقافية الخاطئة. نحن ندمر أنفسنا بهذه الأسوار. ندمر قدرتنا على التفكير، قدرتنا على الإبداع".
كينان رجل صلب. رجع أربع مرات إلى لبنان ـ بمفرده ـ منذ أطلق المختطفون المقنَّعون سراحه ليكتشف ما يسميه "القصص الملقاة على قارعة الطريق فى بيروت تنتظر من يلتقطها". وهذه عبارة يستعملها الكاتب اللبنانى إلياس خورى الذى أصر على أن هناك أكثر من القصة الإسرائيلية الواحدة  للشرق الأوسط، وذلك ما جعل كينان يرجع إلى من كانوا وراء اختطافه. قال : إن فهم ذلك كله "هو ما تدين به لبنان لى".
يشعر بتعاطف جارف مع من فقدوا أحباءهم فى باريس. قال : "إننى أعترف بحقهم فى الغضب. بل وفى ألا يضعوا لغضبهم حدودًا. ولكن إحساسى الخاص هو أن الغضب قد يكون مداويًا إن أنت استعملته بطريقة منطقية. لقد كتب [الكاتب والسياسى الرومانى اليهودى] إيلى وايزل عن رجوعه من معسكرات الاعتقال [النازية] ممتلئًا بالغضب، ثم تحويله ذلك الغضب إلى إبداع .
"هذا ليس سهلاً. لقد تكلم عن دواء الغضب والعنف، قال : إن البلد الذى لا يقوم على قاعدة من الحب سوف يهلك فى نهاية المطاف بالسم الذى يتغذى عليه ".
أوشك أن أقول لبريان كينان : إن كل كلامه هذا ليس أكثر من ثرثرة بعد تفجير طائرة فى السماء، وتفجير حشد من الناس فى بيروت، ومصرع 129 مواطنًا فرنسيًا بالتفجير أو الرصاص، وكل ذلك فى غضون أسبوعين، لولا أنه رفع إصبعه وقال : إن "جزءًا من مشكلة الشرق الأوسط يتمثل فى أن الحرب دبلوماسية. وذلك هو جذر كيفية التعامل مع "تبرير" و"فهم" المشكلة".
"السؤال الثانى الذى لا بد من طرحه: من هم مجرمو الحرب ؟ هناك رؤية مشوهة لماهية مجرم الحرب أو جريمة الحرب. وعلينا أن نفكر بأمانة فى هذا إذا كنا سنتكلم عن العدالة ليشعر الجميع بتحقق العدالة. لو أن النكبة [أى طرد إسرائيل لـ 750000 فلسطينى من أرضهم سنة 1948] أصبحت الآن عالمية، فنحن بحاجة إلى مجموعة جديدة من المبادئ. ولا أعرف إن كان الناس مهيئين الآن للنقد الذاتى العميق".
لست واثقًا مما لو أن داعش تكترث لأمر الفلسطينيين ـ فداعش أحرقت العلم الفلسطينى، لأن ما تريده هو دولة الخلافة لا دولة وطنية أخرى ـ ولكن ما تكلم عنه كينان أعمق بكثير.
"لقد عصبت عيناى لأربعة أعوام ونصف العام، و"الديمقراطية الغربية" تقول لى : إن العدالة معصوبة العينين. ولست متأكدًا من هذا، لأننا ما لم نستطع أن نطرح أسئلة مفتوحة العينين عن كيفية توزيع السلطة، فسوف نبقى جميعًا معصوبى الأعين".
زعماء العالم، من أولاند إلى كاميرون إلى أوباما، لن يقرأوا هذه الكلمات. فالعواطف، لا العقل، هى الخيار السياسى الآن. و"بلا رحمة" هى عقيدتنا الجامدة الآن، شأننا شأن داعش. ولهذا السبب داعش هى التى تنتصر. ولكننى أعتقد أنكم بحاجة إلى أربعة أعوام ونصف العام تقضونها معصوبى الأعين حتى تفهموا ذلك .

ديرشبيجل:التعاون مع "أردوغان" سلاح ذو حدين

ديرشبيجل:التعاون
لم يسمح "الرئيس التركى" للاتحاد الأوروبى بممارسة الضغط عليه؛ بسبب مشكلة اللاجئين، رغم أنها مصادفة ساخرة أن يواصل "رجب طيب أردوغان" حربه ضد الميليشيات الكردية التابعة لحزب "العمال الكردستانى" بعد نجاح حزبه فى الانتخابات. فقد تم اتخاذ إجراءات تنم عن القلق فى تعقب الصحفيين المعارضين للحكومة. وفى الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبى أن تركيا "دولة آمنة".
ولم تكن تركيا بمنأى عن المواقف التى أدت إلى الوضع الحالى، وصحيح أن تركيا بلد ديمقراطى، لكنها واحدة من الدول التى أصبحت مهددة بأن يكون بها حكم استبدادى مطلق. فحقوق الإنسان، وحماية الأقليات، وحرية الصحافة، كل هذا متوفر بشكلٍ محدودٍ. والخطر كبير، لدرجة أن تركيا أصبحت تتأثر بالحرب القائمة فى سوريا، بسبب الصراعات الطائفية، والسياسية، والانجراف فى تياراتها.
لقد فاز "أردوغان" فى المعركة الانتخابية من خلال تقسيم البلاد، وعمل هو وأتباعه على تصعيد الصراعات عسكريًا وسياسيًا. وكانوا على ثقة في أن الشعب لن يحاسبه فى ظل هذه الظروف السيئة، التى تمر بها البلاد، بل سيكافئه، لأنه سيكون بمثابة ضمانة لاستقرار البلاد. وهذا ما حدث بالفعل.
يُعد الاتحاد الأوروبى من الخاسرين فى تلك الانتخابات، حيث كان لزامًا عليه التفاوض مع الرئيس التركى، الذى أصبح أكثر قوة، والذي سيطلب ثمنًا باهظًا لتعاونه معهم لحل أزمة اللاجئين. ويأمل الأوروبيون من "أردوغان" حل أزمة اللاجئين، حيث سيكون بمثابة حارس للحدود بالنسبة لأوروبا. فتركيا لها أهمية كبيرة فى الطريق إلى أوروبا.
ويتعين على "أردوغان" محاربة المهربين، الذين لا تُتخَذ ضدهم أية إجراءات، ووقف أية رحلات بحرية إلى اليونان. وفى مقابل ذلك، يتعين الحصول على مليارات من "اليورو"، ولكنه يريد الحصول على ما هو أبعد من ذلك!! يريد "أردوغان" دعمًا لتنفيذ خطته لإقامة منطقة حماية فى شمال سوريا خالية من الأكراد، وأن تساعده قوات التحالف الغربى فى حربها ضد "داعش". فهو أيضًا يريد التنقل، للمواطنين الأتراك، الذين يرغبون فى السفر إلى منطقة شنجن "الاتحاد الأوروبى"، ويكون شعارهم "تركيا بلد آمن".
وبذل الأوروبيون كل ما فى وسعهم، لكى لا يثيروا غضب "أردوغان"، لكنهم لم ينافقوه. كما قامت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" بزيارته فى قصره الرائع فى "أنقره"،  ومن الأمور المشينة أن يؤجل الاتحاد الأوروبى نشر التقارير الخاصة بدرجة التقدم ؛ بسبب المعركة الانتخابية. وقد ورد فى التقرير نقد حاد للبلاد، بسبب ممارسة الضغوط السياسية على القضاة، وإلقاء القبض على الصحفيين.
ويقع الأوروبيون في ورطة، وهى أنهم يحتاجون إلى مساعدة "أردوغان" بشدة، فهم يريدون أن يحقق لهم جميع مطالبهم. إلا أن أوروبا لن تسمح له بممارسة الضغط عليها، ولكن مازالت الرغبة فى تقليل عدد اللاجئين أمرًا مقبولاً.
والآن، لسنا بصدد الحديث عن المبادئ والقيم الأوروبية المجردة، ولكن الأمر يدور حول الشخص الذى يأمل الاتحاد الأوروبى منه تحقيق الاستقرار لوضع اللاجئين، وتعاونه بشكلٍ حاسمٍ فى تحقيق الاستقرار للمنطقة. ففى بداية الأمر، سمح لعشرات الآلاف من الجهاديين بعبور الحدود إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش"، وحاليًا يوجه تهديداته المستمرة ضد الأكراد فى شمال سوريا. لذلك، ربما يكون من الخطورة السماح بمنح جواز مرور حر.
لقد أهمل الأوروبيون الدول المجاورة على مدى أعوام طويلة ؛ بسبب الحيرة فى انتهاج إستراتيجية سليمة. وفى الوقت نفسه، اكتسبت تركيا أهميةً. وكانت تركيا قد ابتعدت عن أوروبا ؛ لأنها لم تمتلك وجهة نظر جادة فى الانضمام إليها. والسبب فى ذلك يكمن فى أيديولوجية حزب "العمال الكردستانى"، والخلط بين الوطنية والإسلام السياسى.

"بيلد أم زونتاج" الألمانية: شتاينماير يدعو الجماعات المعتدلة فى سوريا مقاومة داع

بيلد أم زونتاج الألمانية:
طالب وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير بتحرك مشترك للجيش السوري والقوى المعتدلة المعادية له أن يوجهوا جهودهم معا لمقاومة تنظيم " داعش.
وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاج": "لا بد من وضع حد لهذا التناحر بين الجيش السوري والجيش السوري الحر والجماعات المسلحة المعتدلة والتحول للحرب سويا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وعلينا أن نوحد بين هذه القوى جميعا التي تقاتل ضد التنظيم".
ويعتبر الجيش السوري الحر تجمعا من المتمردين المعتدلين الذين يقاتلون ضد النظام السوري.
ولم يركز نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عملياته القتالية حتى الآن على مواجهة تنظيم الدولة بالقدر الذي يركز فيه على قتال المعارضين المعتدلين الذين يعادونه.
وأضاف شتاينماير: "نرى النجاح العسكري في الأماكن التي وفقت فيها هذه الأطراف في القتال الجماعي"، وذلك في إشارة إلى التنسيق بين الجيش السوري والمقاتلين الأكراد.

"فرانكفورتر الجماينه": إحباط هجوم إرهابي جرى التخطيط له بدقة بالغة

فرانكفورتر الجماينه:
اتضحت بعض التفاصيل الإضافية حول سبب إلغاء مباراة ألمانيا وهولندا الودية. فقد أبلغت الاستخبارات الفرنسية نظيرتها الألمانية بخطة هجوم إرهابي مع أسماء الأشخاص الذي أرادوا تنفيذه.
كشفت الصحيفة أن إلغاء مباراة المنتخب الألماني لكرة القدم مع نظيره الهولندي مساء يوم الثلاثاء الماضي، تسبب في إحباط "هجوم إرهابي جرى التخطيط له بدقة بالغة"، قبل وقت قصير من وقوعه. وقالت الصحيفة "فرانكفورتر الجماينه زونتاغس تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الأحد (22 نوفمبر)، استنادا إلى دوائر أمن ألمانية، إن المجموعة التي خططت للهجوم لا يزال في مقدورها أن تضرب ضربتها.
وأضافت الصحيفة أن جهاز الاستخبارات الفرنسي كان قد أبلغ هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) أن مجموعة إرهابية تعتزم تفجير خمس قنابل، منها ثلاث قنابل داخل استاد هانوفر، ورابعة في محطة حافلات وخامسة في محطة قطار. وأبلغت الاستخبارات الفرنسية نظيرتها الألمانية بأسماء أعضاء المجموعة.
وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن الألمانية لم تكن على علم حتى ذلك الوقت بهذه الخطط، مشيرة إلى أن السلطات الألمانية تقوم في الوقت الراهن بمراقبة الأشخاص الذين يشكلون خطرا، وذلك من أجل العثور على عناصر المجموعة.

دويتشه فيله: مالي: أفغانستان جديدة للجيش الألماني؟

قالت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية إن مهمة قوات من الجيش الألماني في مالي، ضمن بعثة الامم المتحدة، سيتم تمديدها. فماهي مهمات الجيش الألماني في مالي وما مدى نجاعة اللجوء إلى الحل العسكري هناك؟.
تتولى القوات الألمانية مهمة تكوين الجنود الماليين، كما تزود القوات الأممية هناك بإمدادات بالطائرات. وفي حالة الطوارئ يمكنها تزويد الطائرات الفرنسية بالوقود خلال التحليق. وبمقتضى تفويض البرلمان الألماني سيسمح لـ 650 جندي ألماني على الأكثر القيام بتلك المهام ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في مالي (EUTM) وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (MINUSMA).
غير أن القوات الألمانية في مالي قد تسند إليها قريبا مهام مختلفة بالكامل. ويبدو أن البرلمان الألماني (البوندستاغ) يتجه نحو المصادقة عليها بأغلبية. ويتجلى ذلك في تفويض جديد لنشر القوات الألمانية في مالي. وينص مشروع التفويض الجديد على مشاركة الجيش الألماني بدرجة أكبر في القتال ضد المتمردين والإرهابيين، بما في ذلك في الجزء الشمالي من البلاد والذي يعتبر خطيرا.
الإرهاب في باريس وفي باماكو
بالنسبة للنائب البرلماني من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي ورئيس رابطة جنود الاحتياط الألمان، رودريش كيزفيتر، فإن الهدف من تدخل القوات الألمانية هو مكافحة الإرهاب، "ومالي من بين البلدان التي يحاول الإرهابيون أن يكون لهم فيها موطئ قدم...ولا يجب علينا أن نسمح بذلك" كما يقول. وحتى في صفوف الاشتراكيين الديموقراطيين وحزب الخضر تتزايد الأصوات التي تدعو لتمديد مهمة نشر قوات الجيش الألماني في مالي.
منذ فصل الصيف الماضي قدمت هولندا طلب مساعدة من ألمانيا في شمال مالي، حيث تستخدم قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) طائرات مروحية في عملياتها هناك. وبعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس طلب قصر الإليزيه دعما عسكريا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للحكومة الألمانية في برلين ففي حال مشاركة القوات الألمانية بدرجة أكبر في مالي فإن ذلك سيمكن فرنسا من تقوية قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب الإسلامي، الذي ازدادت حدته منذ الهجوم الإرهابي على أحد فنادق العاصمة المالية باماكو يوم الجمعة الماضي، والذي تم خلاله احتجاز العديد من الأجانب كرهائن.
لكن تمديد مهمة القوات الألمانية لفترة جديدة يواجه برفض من حزب اليسار الألماني. وفي حوار مع DW أشارالنائب البرلماني نيم موفاسات من حزب اليسار إلى تجربة تدخل الجيش الألماني في أفغانستان معتبرا أنه عوض حل المشاكل القائمة " تشارك ألمانيا في نفس الوقت في الحرب". وأضاف النائب البرلماني اليساري: "أصبح الجيش الألماني جزء من الحرب في مالي، وهذا لن يكون حلا للوضع هناك، وبالتالي لا يجب ارسال قوات عسكرية".
طائرات استطلاعية ألمانية في صحراء مالي؟
في الوقت الحالي يصل عدد الجنود الألمان في مالي إلى مئتي جندي، موزعين بين العاصمة باماكو ومدينة كوليكورو التي تبعد ب 60 كيلومترا باتجاه الشمال الشرقي. وتبدأ منطقة الخطر الحقيقية في الشمال. ومنذ بداية تدخل قوات بعثة الأمم المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي صيف 2013لقي هناك 65 شخصا من قوات البعثة الأممية مصرعهم. وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية معلومات تستند إلى وثائق سرية حول وجود قوات استطلاعية تابعة للجيش الألماني في شمال مالي. وحسب الوثائق المذكورة فمن المرجح أن يكون الجنود الألمان قد استخدموا طائرات بدون طيار وقوات برية لإنجاز مهمات استطلاعية.

وقد شهد شمال مالي منذ حوالي أربع سنوات معاركة كثيرة بين المتمردين الطوارق التابعين ل"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" والذين أعلنوا قيام دولة خاصة بهم، لكن الميليشيات الإسلامية "أنصار الدين" سيطروا على المنطقة، وتم وقف زحف المليشيات الإسلامية في أزواد بعد عملية عسكرية قامت بها القوات الفرنسية في يناير/ كانون الثاني عام 2013. لكن الوضع في شمال البلاد لا يزال مضطربا، فعصابات المخدرات والميليشيات والمتمردون الطوارق يتصارعون مع الحكومة المركزية في باماكو حتى الآن.
جيش حكومي متهالك في قلب المعارك
حتى الآن ركزت ألمانيا على تعزيز قدرات الجيش المالي من خلال الإشراف على تدريبات ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في مالي (EUTM). ويرى إبراهيم مايغا، محلل متخصص في شؤون غرب إفريقيا لدى "معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا" (جنوب افريقيا)، أن جهود المدربين من ألمانيا وغيرها منالدول الأوروبية "أظهرت نجاعتها". لكن هذه الجهود "غير كافية، وهناك الحاجة إلى أكثر من سنة أو سنتين من التدريبات من أجل إعادة بناء الجيش المتهالك تماما"، حسب المحلل إبراهيم مايغا.
غير أن النائب البرلماني الألماني نيم موفاسات من حزب اليسار، يرى أن المشكلة لا تتجلى في النقص في القوات والعتاد "هناك 9000 جندي من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وألف جندي فرنسي في شمال مالي، وأعتقد أن الأساس هو ضرورة اطلاق حوار مصالحة يضم جميع الاطراف بدلا من التدخل العسكري". ويضيف السياسي الألماني أن الحل لمواجهة الجماعة الإسلامية "أنصار الدين" يتجلى في الاتفاق على تقديم رعاية أفضل لشمال البلاد الذي يعاني من الفقر المدقع. "أنصار الدين" يدفعون للناس ألف دولار ويعطونهم الكلاشنيكوف، وهو ما يكفي لجلب الناس، لا ترتبط القضية بآيات من القرآن بل هناك علاقة بالتمويلات وبالآفاق الإجتماعية".
وفي حال تمديد التفويض الخاص بنشر قوات الجيش الألماني في مالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو من سيتم محاربتهم بالضبط في شمال هذا البلد الإفريقي؟ فالعديد من الجماعات المسلحة هناك تود حماية المتاجرين بالمخدرات وبالبشر، أو إقامة دولة تحكم باسم الشريعة الإسلامية أو إقامة دولة خاصة بالطوراق، أو القتال إلى جانب قوات الأمم المتحدة ضد الإسلاميين. كما إن هناك جماعات تقوم بتغيير مواقفها يوما بعد يوم، حسب المكان الذي يوفر الصفقة الأفضل

دويتشه فيله: عقوبات أمريكية لمن يساعد دمشق في شراء نفط "داعش"

شددت الولايات المتحدة عقوباتها ضد روسيا على خلفية النزاع في سوريا. وأعلنت الأربعاء فرض عقوبات على بنك روسي ورجال أعمال سوريين ومؤسسات أخرى، يدعمون الأسد. كما أن بينهم من يتوسط للحكومة السورية لشراء النفط من "داعش."
أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء (25 نوفمبر 2015) فرض عقوبات مالية على عدة شركات وأشخاص في سوريا بينهم وسيط للحكومة السورية قالت إنهم سهلوا شراء النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقالت وزارة المالية الأميركية في بيان إنه "ردا على العنف المستمر الذي يمارسه نظام بشار الأسد على مواطنيه" فرضت عقوبات على أربعة أشخاص وست شركات "يوفرون الدعم للحكومة السورية ومن بينهم وسيط لشراء النفط للنظام السوري من تنظيم الدولة الإسلامية".
وفي أحدث جولة من العقوبات التي تتعلق بالأزمة السورية قالت الولايات المتحدة إنها ستجمد أموال أربعة أشخاص وستة كيانات من بينها بنك روسي لتقديمهم مثل هذا الدعم وتحظر على الأمريكيين إبرام أي صفقات معهم. وقالت وزارة الخزانة في بيان إن العقوبات تستهدف بنك "فايننشال أليانس" الروسي لدوره في صفقات مالية مع الحكومة السورية ومع اثنين من الأفراد لهما صلة بالبنك هما مدلل خوري وكيرسان ليومجينوف.
وهي تستهدف أيضا رجل الأعمال السوري جورج حسواني الذي قالت الوزارة إنه "يخدم كوسيط في مشتريات نفط من جانب النظام السوري" من تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال آدم زوبين القائم بعمل وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في البيان "ستواصل الولايات المتحدة استهداف كل الذين يمكنون الأسد من مواصلة ممارسة العنف ضد الشعب السوري." وقالت الوزارة ان جولة العقوبات الجديدة استهدفت كيانات أخرى يمتلكها أو يسيطر عليها خوري وذلك ضمن أهداف أخرى.
وفي أول رد روسي على العقوبات نقلت وكالة الإعلامالروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي قوله إنموسكو لا تفهم العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة علىروسيا بشأن سوريا وإن على واشنطن أن تكف عن ممارسة ا بـ "ألاعيب الجغرافيا السياسية." ونقلت الوكالة عن سيرغي ريابكوف قوله "من الواضح أن هذه لحظة جديدة معقدة في العلاقات."

دويتشه فيله: أوباما: أمريكا وفرنسا متحدتان في التصدي لـ "داعش"

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما امس إن الولايات المتحدة وفرنسا متحدتان في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والإرهاب بعد هجمات باريس الأخيرة. وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بالبيت الأبيض "نحن كأمريكيين نقف إلى جانب أصدقائنا في السراء والضراء مهما حدث." مؤكدا على أن "الولايات المتحدة وفرنسا متحدتان ومتضامنتان لتقديم هؤلاء الإرهابيين للعدالة... وللدفاع عن دولنا" وأضح الرئيس الأمريكي أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وفكره يمثلان "تهديدا خطيرا لنا جميعا".
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا على تكثيف الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم (داعش) في سوريا والعراق وذلك بعد الهجمات المميتة في باريس. وأعلن أولاند في المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض مع أوباما إن الزعيمين اتفقا على أهمية إغلاق الحدود التركية لمنع المتطرفين من المجيء إلى أوروبا. كما شدد على ضرورة العمل سويا مع تركيا لإيجاد حلول للاجئين بحيث يبقون على مقربة من بلدهم.
كما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في حضور نظيره الأميركي باراك أوباما أن على الرئيس السوري بشار الأسد ان يرحل في أسرع وقت، في حال حصول انتقال سياسي في سوريا. وقال أولاند "لن اعطيكم موعد (رحيل الأسد) (ولكن) يجب أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن".

دويتشه فيله: ميركل: تضامن ألمانيا مع فرنسا يشمل الدعم العسكري

تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لفرنسا بتقديم المزيد من الدعم، والذي يشمل أيضا الدعم العسكري، في ظل التهديد الإرهابي الذي يشكله تنظيم "داعش"، مؤكدة أن الخطر الإرهابي مرتفع أيضا في ألمانيا في الوقت الحالي.
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم (الأربعاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) خلال نقاش عام حول ميزانية عام 2016 في البرلمان الألماني (بوندستاغ): "إذا تطلب الأمر المزيد من المشاركة، "فلن نستبعد ذلك من البداية". وذكرت ميركل أنها ستجري من هذا المنطلق محادثاتها مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مساء اليوم في باريس، وقالت: "نقف متضامنين بجانب فرنسا". وأوضحت ميركل أنه حان وقت تنشيط هذا التضامن، مشيرة في ذلك إلى المشاركة العسكرية لألمانيا في العراق وأفغانستان على سبيل المثال.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية تعتزم إرسال نحو 650 جنديا إلى مالي لمساعدة قوات حفظ السلام هناك. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين اليوم عقب جلسة للجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني (بوندستاغ) في برلين إن "الغرض من ذلك أيضا هو تخفيف العبء عن فرنسا في مكافحة تنظيم داعش."
على صعيد آخر، أكدت المستشارة الألمانية أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية عقًد عملية البحث عن حل سياسي في سوريا وأنه يجب بذل قصارى الجهد لتفادي تصعيد الصراع في سوريا. وقالت "تأزم الموقف بإسقاط تركيا الطائرة الروسية." وأضافت "علينا أن نفعل كل شيء لتفادي التصعيد." وأضافت ميركل قائلة: "بالتأكيد من حق كل دولة الدفاع عن أراضيها لكن من ناحية أخرى نعرف مدى توتر الوضع في سوريا والمناطق المحيطة بها. تحدثت أمس مع رئيس الوزراء التركي وطلبت منه أن يبذل قصارى جهده لنزع فتيل النار."

" الباييس" الإسبانية : الجهادية فى فرنسا

إن ما يحدث فى باريس حتى الآن هو التعبير الأكثر دلالة على التهديد الخطير والمتزايد الذى يشكله الإرهاب الجهادى حاليًا ضد فرنسا. وقبل تناول بعض العناصر بأبعادها الخارجية والداخلية يجدر بنا أن نلقى الضوء على أن سوابق هذا التحدى المتشابه للأمن العام والتماسك الاجتماعى، على الرغم من بروزه فى الأعوام الأربعة الأخيرة، ترجع إلى ما يزيد عن عقدين.
وكان فى عام 1994 رجل سورى حصل على الجنسية الإسبانية وكان يدعى مصطفى سيتماريان، الذى كان يؤسس خلية لتنظيم القاعدة فى إسبانيا والذى كان على صلة مع قادة المنظمة الجهادية الجزائرية التى تسمى بالجماعة الإسلامية المسلحة والذى حرضهم على توجيه ضربات فى أعماق فرنسا. ولقد حاولوا فعل ذلك فى شهر ديسمبر فى هذا العام عندما قام أعضاء الجماعة الإسلامية المسلحة باحتجاز طائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية" إير فرانس" فى الجزائر لتفجيرها فى باريس . ولقد أفشلت الشرطة الفرنسية خططهم خلال ترانزيت للطائرة فى مارسيليا .
وشهد شهر يوليو عام 1995 تأسيس مجلس سيتماريان على أرض الواقع . وانفجرت قنبلة فى إحدى فروع شركة النقل الفرنسية" ريسيو أكسبريس" فى باريس وتوفى على إثرها ثمانية أشخاص، وهذا يعد أول هجوم للجهاديين فى أوروبا الغربية وعلى قطارات الضواحى. وقد أحبط فى ديسمبر عام 2000 هجوم آخر قوى كان على يد خلية على صلة مع جماعة "أبي زبيدة" التابعة لتنظيم القاعدة وذلك خلال احتفال ستراسبورغ بأعياد الميلادية.
وأسفر إلقاء القبض على "دجاميل بيجال" فى العام التالى والذى يعد العضو الأكثر أهمية لتنظيم القاعدة فى فرنسا عن إعاقة سلسلة من الاعتداءات فى باريس خلال النصف الثانى من عام 2001. وانتشر بعد أحداث 11 سبتمبر جزء كبير من أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية (المختفية حاليًا) فى فرنسا . وليس من قبيل الصدفة أن يتم تدمير هذه الجماعة أكثر من 3 أسابيع بقليل عقب أحداث 11 مايو.
وتعد فرنسا الهدف المفضل لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامى ومنظماتها المشتركة فى المنطقة. ومنذ قيام التدخل العسكرى الفرنسى بوضع نهاية عام 2013 للسيطرة الجهادية التى استمرت فى شمال مالى لمدة عام تقريبًا، اندلعت الأعمال الانتقامية نحو فرنسا التى مدت فى أغسطس عام 2014 مهامها العسكرية إلى منطقة الساحل بهدف مكافحة الإرهاب والتى تسمى بعملية برخان.
وقد أصدر مؤخرًا القائد الأعلى لجماعة أنصار الدين، إحدى الجماعات التابعة لخلية تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا، إعلانًا يهدد فيه فرنسا وناشد بالجهاد ضد الفرنسيين داخل وخارج الأراضى المالية. وقام عضو بارز لمنظمة أخرى مجاورة ونشطة فى المنطقة تدعى بالمرابطين بإصدار تهديد مشابه لذلك .
وصرح تنظيم "داعش"، من جانبه، من خلال مجلته الإلكترونية دابق أن فرنسا تعد"دولة التحالف الصليبية ضد الخلافة" ( عدد 10 يوليو عام 2015) " وهى بين الدول الخمس التى من الضرورى شن الهجوم عليها"( عدد 4 أكتوبر عام 2014) " وأن المسلمين سيستمرون فى الهجوم على الصليبين فى شوارعهم، وشن الحرب عليهم فى عقر دارهم"( عدد 6 ديسمبر عام 2014).
وفى الوقت الذى نشرت فيه تلك الوثائق، وقعت أحداث فردية وإرهابية جهادية فى فرنسا وذلك بإلهام من تنظيم الدولة الإسلامية. ثم تتوالى الأحداث لتأتى الاعتداءات الهجومية المميتة التى وقعت فى شهر يناير الماضى ضد شارلى إيبدو ومتجر كوشير فضلاً عن أحداث أخرى مثل ذبح رجل أعمال بالقرب من ليون أو محاولة الهجوم على قطار فائق السرعة قبل وقوع مذبحة 13 نوفمبر.
ومع ذلك أسفرت عمليات التطرف الجهادية فى فرنسا عن مستويات لم يسبق لها مثيل خاصة بين فئة الشباب من أبناء المهاجرين المسلمين والذين تعرضوا لحالة من عدم الرضا لوجودهم والحرمان النسبى والكراهية الناجمة عن التحريض وأزمة الهوية. وأصبحت فرنسا الدولة الرئيسية الغربية المنتجة للجهاديين الأجانب للدولة الإسلامية وجبهة النصرة بما لايقل عن 1550 جهاديًا.
واعتقل فى فرنسا على مدار عام 2012 عام الاعتداءات الهجومية التى وقعت فى تولوز ومونتوبان، ما يقرب من 90 شخصًا يشتبه فى تورطهم فى أنشطة تتعلق بالإرهاب الجهادى. ووصل عددهم عام 2013 إلى 145، وزاد عددهم عام 2014 إلى ما يقرب من 188. وفى عام 2015 كانت أجهزة الاستخبارات المختصة بمنع ومكافحة الإرهاب الجهادى، والتى كانت فعالة للغاية، غارقة بالفعل. إن الأحداث التى وقعت يوم الجمعة فى فرنسا لن تكون الأخيرة.

"لوموند" الفرنسية : السلام في الشرق الأوسط يقضي على الإرهاب في الغرب

لم يعد الأمر مجرد عمليات اعتداء، حيث إن تنفيذ ست عمليات قاتلة واسعة النطاق في ست مناطق وفي ذات التوقيت يعني أنها حرب فُرِضَت على باريس. لقد كان هناك مؤيدون لـ"داعش" في كل مكان، أما الآن، فأصبحت "داعش" نفسها في فرنسا. ولا يتعلق الأمر هنا بحربٍ بين الأديان، وإنما حرب تشنها جماعة متعصبة تنتمي إلى الإسلام، ولكنها ضد جميع المجتمعات، بما في ذلك المجتمعات الإسلامية الرافضة للشمولية الإسلامية.
وإذا كانت "داعش" تعتمد في مصادرها على الإسلام، حيث شكلت أقلية مهووسة، تعتقد أنها تحارب الشيطان، فإن الغرب، خاصةً الولايات المتحدة، يعد بمثابة الساحر الذي أطلق هذه القوى الشريرة.
فلنتوقف إذًا عن تبرئة أنفسنا. ولنستمر في التنديد بأفعالهم الوحشية هنا وهناك، ولكن لا ينبغي أن نتعامى عن أفعالنا نحن، وألا نستخدم أيضًا القتل والإرهاب - بطريقتنا الغربية. ألا تقتل الطائرات من دون طيار وقاذفات القنابل من المدنيين أكثر مما تقتل من العسكريين.
ولن نستطيع شن حرب للقضاء على "داعش" داخل فرنسا، إلا إذا تحولنا إلى دولة بوليسية عسكرية. فما الذي ينبغي علينا القيام به لمحاربة "داعش" بفعالية؟ الإجابة على هذا السؤال بسيطة، إنها تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
تحالف واهٍ
لم يكن من المفترض أن يكون دور فرنسا هو القيام بضربات مصاحبة للضربات الأمريكية، التي لا يمكنها بأية حالٍ من الأحوال تحقيق النصر، ولا الاشتراك في هذا التحالف الواهي، الذي لا يشمل سوى بعض أعداء "داعش"، وإنما بالأحرى العمل على تشكيل تحالف كبير يضم الدول الأقل همجية (أي أن يشمل روسيا وإيران ونحن أيضًا) ضد الطرف الآخر الأكثر همجية من الجميع. ولم يكن من المفترض أن نطالب بإبعاد "بشار الأسد" كشرطٍ مسبقٍ لوقف المذابح التي تجري في سوريا، وإنما كان يجب أن نطالب بوقف المذابح قبل أي شيء آخر. فكم من البشر ينبغي أن يلقوا حتفهم قبل أن يختفي هذا الطاغية المدعوم من روسيا؟
كان ينبغي أن يكون دور فرنسا هو الجمع بين بوتين وأوباما وبين الدول والمنظمات السُنية والشيعية، ضد العدو المشترك الأكثرخطورة، "داعش"، من أجل وضع حدٍ للدماء في سوريا والعراق.
وما كان ينبغي على فرنسا ترديد الادعاءات الغبية الخاصة بإعادة إعمار العراق أو تمني إعادة إعمار سوريا، وإنما كان عليها تحديد أهداف تحقق السلام الذي يعتبر الرد الوحيد الممكن على "دولة الخلافة الإرهابية"، وذلك من خلال تشكيل اتحاد من دول الشرق الأوسط  يهدف إلى احترام الديانات والعقائد والثقافات المختلفة للمنطقة ويحارب اضطهاد الأقليات.
وأخيرًا، أرى أننا لن ننتصر في حربنا على "داعش" بإحلال السلام في سوريا فحسب، وإنما في ضواحي باريس أيضًا. فإننا لم نقم بأي شيء يتسم بالعمق والاستمرارية لدمج المهاجرين دمجًا حقيقيًا داخل الأمة، سواءً في المدارس من خلال تعليم الطبيعة التاريخية لفرنسا متعددة الثقافات، ولا في المجتمع من خلال مكافحة التمييز. وأضيف إلى ذلك أن تحقيق السلام في سوريا سوف يُطفىء جذوة التوهم بأن التطهر والخلاص يتأتى عبر التضحية بالنفس، ذلك الوهم الذي يربط بين الرومانسية والتعصب، ويدفع الشباب إلى الاندفاع نحو ساحة القتال الشرس.

"نيويورك تايمز" : تشويه سمعة اللاجئين بعد هجوم باريس

يعتبر الهجوم العنيف ضد الأهداف الضعيفة من ردود الفعل التى تتسم بالتهور والتحايل السياسي إزاء الهجمات الإرهابية. ويمكن التنبؤ بالمشاهد المثيرة للغضب للمجزرة التى وقعت فى باريس مؤخرًا، حيث تدعم الدعوة إلى إغلاق الحدود ووقف توطين اللاجئين السوريين بالدول الغربية.
وقال السيناتور "ماركو روبيو"، أحد المرشحين الجمهوريين البارزين للرئاسة، إن الولايات المتحدة ينبغى أن توقف استقبال اللاجئين السوريين. واقترح جيب بوش، وهو مرشح جمهورى آخر، اقتراحًا ساذجًا، قال فيه "يمكن السماح للمسيحيين فقط بدخول الولايات المتحدة".
وقال العديد من حكام الولايات إنهم لن يقبلوا دخول اللاجئين السوريين بلادهم. ومن المتوقع أن يمارس الجمهوريون بالكونجرس ضغوطًا من أجل سن تشريع يلغى مبادرة الرئيس أوباما الخاصة بدخول 10 آلاف لاجىء سورى إلى الولايات المتحدة فى العام القادم.
وفى أوروبا، استخدم مسئولون بحكومة بولندا المحافظة الجديدة الهجوم الذى وقع فى باريس كذريعة لرفض خطة الاتحاد الأوروبى الخاصة بتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء بالتساوي.
وحتى قبل الهجوم، شرعت عدة حكومات فى أوروبا فى القيام بإجراءات تشديد الرقابة على الحدود وتحويل اللاجئين إلى أماكن أخرى.
وتعتبر ردود الفعل تلك خطأ ؛ فالخلط بين اللاجئين والإرهابيين أمر غير مقبول أخلاقيًا ويمثل خطأ فى التخطيط . ويجب أن يمثل موقف نزوح اللاجئين القادمين من سوريا جزءًا مهمًا من أية خطة لإنهاء الحرب فى سوريا. وقد يمثل وضع عوائق جديدة لمنعهم من دخول الدول بحجة أن المسلمين يُعتبرون خطرًا على الأمن فوائد دعائية لتنظيم "الدولة"، وجذب التنظيم مجندين له من مختلف أنحاء العالم من خلال عرض وسيلة للعيش ومنزل للمسلم الذى يشعر بالاحتقار والتهميش .
وكان أوباما على صواب، عندما نوه إلى خطر التنظيم خلال قمة دول العشرين فى أنطاليا بتركيا، حيث قال "إن كثيرا من هؤلاء اللاجئين يُعتبرون ضحايا للإرهاب، وهذا شعورهم. فإغلاق الباب فى وجوههم سيكون مخالفًا لقيمنا. ويمكن لشعوبنا الترحيب باللاجئين الذين يبحثون عن الأمن، إلا أنهم ينبغى أن يضمنوا الأمن لنا. ونحن نستطيع القيام بكلتا المهمتين".
وقال أوباما إن الدول المجاورة لسوريا وهى تركيا ولبنان والأردن التى استوعبت معظم اللاجئين السوريين خلال السنوات الأخيرة جديرة بالمساعدة. وعرضت الإدارة الأمريكية استعدادها لتوطين 10 آلاف لاجىء سورى خلال العام المالى 2016، وهذا يمثل تحركًا متواضعًا، بل ومهمًا لمساعدة مئات الآلاف الذين فروا من الحرب. فتوطين اللاجئين السوريين سوف يستغرق سنوات وستنجم عنه تكاليف باهظة. بيد أن الدول الغنية بالعالم يجب أن تشارك فى تحمل هذا العبء وتقاوم إغراء رفض اللاجئين.

شارك