الإخوان المسلمون في الشيشان دعم إخوان الأردن ..ومزاعم جهاد الروس
السبت 23/أغسطس/2014 - 10:33 م
طباعة
مدخل
حسن البنا
ربما يكون مساعدة جماعة الإخوان للعديد من الحركات الانفصالية في كثير من دول العالم، مدخلا أساسيا للجماعة؛ بغية التمدد ونشر أيديولوجيتهم الفكرية في هذه البلدان، ورغم إصرار الجماعة في خطابهم على التأكيد أنهم جماعة إصلاحية، بعيدة عن النهج الثوري العنيف، إلا أن الكثير من خطابات ورسائل الجماعة تكشف عن الوجه الخفي العنيف للجماعة.
ولعل رسالة المؤتمر الخامس لمؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، توضح موقف الجماعة من استخدام القوة والاعتماد عليه كوسيلة في التغيير، حيث يقرر البنا في تلك الرسالة، أن القوة شعار الإسلام، وأول درجاتها قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح، يقول: "إن الإخوان المسلمين، سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهو حين يستخدمون هذه القوة، سيكونون شرفاء صرحاء، وسينذرون أولاً، وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة وعزة، ويحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وارتياح"، ومن هنا يمكن الوصول إلى السبب الحقيقي الذي دفع البنا إلى قبول تأسيس النظام الخاص، الذي ارتكب بعد ذلك جملة من الجرائم.
لكن دائماً ما تصدر الجماعة عن نفسها أنها سلمية، منهجها إصلاحي، وإن كانت تدعم بشكل كبير من وراء الكواليس الجماعات المسلحة للتغيير، ونشر أهدافها، لكنها تعمل تحت قاعدة، "إلصاق الفشل والأعمال الكارثية للأشخاص، وبالتالي التبرؤ منه، ونسب الأعمال الناجحة إلى الجماعة"، وهو المنهج ذاته الذي قال حسنا البنا عن قتلة النقراشي باشا: "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين" وإن كان في الأصل هو أول من بارك وأسس النظام الخاص.
والمقصد من كل هذه المقدمة هو لفت الانتباه إلى دور جماعة الإخوان وعلاقتها في دعم الحركات الانفصالية الإسلامية، في دول العالم، سواء في كشمير أو الفلبين، أو في الشيشان موضوع بحثنا، فلقد دعمت الإخوان الحركات الانفصالية في هذه الدول، وكانت في كل مرحلة من مراحل هذا الدعم تحاول تمرير أفكارها ومعتقداتها، وهذا ما نجحت فيه تقريباً في دعم الحركة الانفصالية في الشيشان، وإن كان ذلك قد تم بشكل خفي، لكن بمباركة من التنظيم الأم في مصر.
ولعل مع اكتشاف الأمر دفعت الجماعة ثمن ذلك، بإدراج روسيا الاتحادية، التنظيم على قوائم الجماعات الإرهابية؛ مما جعل من الصعب عودة الجماعة مرة أخرى، خاصة بعد تصنيف التنظيم جماعة إرهابية في بلد المنشأ مصر.
وما أكد من دور جماعة "الإخوان" في دعم الحركات الانفصالية، بغية تمرير أفكارهم، حديث القيادي الإسلامي المنشق عن الجماعة "أبو العلا ماضي"، حين أكد علاقة الجماعة بالعمل الجهادي في الشيشان إبان ذروة الحركة الانفصالية التي شهدتها منتصف التسعينيات، كما ذكر حديثا قديما، يعود لأواخر السبعينيات من القرن الماضي، للمرشد الخامس مصطفى مشهور تحدث فيه عن تنظيم سري للإخوان في الجيش على استعداد للتحرك لأجل الوصول للسلطة.
الحرب في الشيشان
دخلت الشيشان في حروب طويلة مع الحزب الشيوعي الحاكم في روسيا؛ الأمر الذي دفع المواطنين إلى تشكيل كيانات مسلحة، لجهاد الروس المعتدين، وككل الأفكار الجهادية ألعابرة للأقطار، وجه العديد من المسلحين الإسلاميين قبلتهم إلى الشيشان لجهاد المعتدي الروسي، وكان من بين تلك التنظيمات المسلحة التي توجهت إلى هناك أفراد ينتمون إلى جماعة الإخوان.
وما إن أعلن الاتحاد السوفيتي حق الانفصال لأي جمهورية ترغب في الاستقلال، والانفصال عنه ـ حتى سارع الشيشانيون إلى إعلان جمهوريتهم المستقلة، وفي نهاية 1990أعلن الشيشانيون استقلال جمهورية الشيشان.
وتزعم حركة الانفصال وقتها، الجنرال جوهر دوداييف الذي أَسَّس، عام 1991، حركة قومية، باسم "مؤتمر عموم شعب الشيشان"، للتحرك صوب الانفصال؛ فكوَّن حرساً وطنياً، وأعلن التعبئة العامة بين الذكور، الذين تراوحت أعمارهم بين 15 و50 عاماً؛ واستولى على المنشآت الحيوية، كالمطار والإذاعة والتليفزيون، وحاصر البرلمان، مطالباً بإدراج موضوع الانفصال عن روسيا الاتحادية، على جدول أعماله، وفي 27 أكتوبر 1991، دعا إلى انتخابات رئاسية، أسفرت عن فوزه بمنصب رئيس الجمهورية؛ وهي الانتخابات التي لم يعترف بها البرلمان الروسي.
وأعلن جوهر دوداييف، في 2 نوفمبر 1991 الاستقلال عن روسيا الاتحادية؛ لتبدأ بذلك سلسلة طويلة من الحروب والصراعات بين دوداييف وموسكو، فكان الاجتياح الروسي الأول لشمالي القوقاز، بدعم ومساندة الجناح الشيشاني، الرافض لقيادة دوداييف، بزعامة عمر أتور خانوف في ديسمبر 1994، لينتهي في أغسطس 1996 إلى اتفاق، وقعه الطرفان.
وفي الوقت الذي لم يكد تنتهي فيه الحرب الروسية الشيشانية الأولى، حتى تجددت في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً في 1999؛ الأمر الذي دفع جماعات المقاومة إلى الاستنفار، وتمثلت عمليات المقاومة الشيشانية في مزيج من حرب العصابات والعمليات النوعية الخاصة، التي تعتمد على تنفيذ الإغارات والكمائن بمهارة عالية مستغلة طبيعة الأرض والأحوال الجوية، واقتحام المواقع الروسية، والاستيلاء على قرى ومدن شيشانية بالقوة المسلحة والسيطرة عليها لفترة محدودة ثم الانسحاب منها.
بدايات التواصل بين الشيشانيين والإخوان
يمكن رصد البدايات الأولى لعلاقة الشيشانيين وجماعة الإخوان عند هجرتهم إلى الأردن، والتي لم يكن لهم أية أنشطة سياسية هناك إلا في عام 1955، وتحديداً مع تولي الشيشاني المهندس سعيد بينو منصب وزير الأشغال العامة في عهد رئيس الحكومة الأردنية مضر بدران، كما شكلوا في الحكومة الأردنية ثلاث وزارات، منها وزارة المخابرات العامة التي تولى رئاستها اللواء متقاعد سميح بينو، والوزير عبد الباقي جمو والوزير محمد بشير.
وتأثر قيادات الشيشان بقيادات جماعة الإخوان المسلمين، إلى الدرجة التي أصبحوا فيها من الإخوان، وعندما عادوا إلى بلادهم تمسكوا بمبادئ الإخوان المسلمين؛ ليعلن الشيخ عبد الباقي جمو انضمامه إلى شعبة الإخوان المسلمين في الزرقاء، ثم أصبح بعد ذلك نائبا للمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وكان المراقب العام للجماعة هو الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة.
إذن نجح إخوان الأردن في تعريف الشيشانيين بمبادئ الجماعة، إلى الدرجة التي دفعت القيادات الشيشانية التي ارتضت بالجماعة مرجعية وفكراً لها، إنشاء شعبا لتعليم مبادئ الإخوان للشعب الشيشاني، ومن هنا انتشرت تعاليم ومبادئ الإخوان وسط الشعب الشيشاني.
تقريباً ومنذ ذلك الوقت، وسعى الشيشانيون المتأثرون بالفكر الإخواني، إلى تعميم الفكرة، فلجئوا إلى المساجد والمدارس، فضلاً عن إصدار الكثير من المجلات والصحف؛ لنشر فكرهم الإخواني، ليعلنوا بذلك عن مرتكزاتهم الفكرية التي لم تختلف كثيراً في كافة البلاد التي تواجد فيها التنظيم، وهي أن الإسلام هو دين ودولة ويصلح للتطبيق في كافة الأوقات والأماكن.
كما رصدت العديد من التقارير، مساعي قيادات الحركة الانفصالية الشيشانية المبنية على الشعارات الإسلامية، كخطوة لنشر الإسلام في الجمهورية، ليستقر المنتمون إلى جماعة الإخوان في الشيشان أعلى الجبال، كون الرئيس دوادييف كان يرفض وجود دور للجماعات الإسلامية في الشيشان؛ لذلك فضل إخوان الشيشان عدم طرح القضية الإسلامية بشكل رسمي في البلاد، خاصة مع بداية الصراع بين دوداييف وحزب "الطريق الإسلامي" الذي أسسه محافظ غروزني بيسلان غانتيميروف الذي أصبح فيما بعد خصما لدوداييف.
التحالف مع إخوان الأردن
ربما يكون الانفتاح الأول لإخوان الشيشان كان عن طريق التحالف مع إخوان الأردن، ضمن فكرة التضامن الإسلامي التي سعى الطرفان إلى تطبيقها بعد كم الانسجام الذي كان بين الطرفين، ليتم تشكيل "ديوان عشائر السودان".
ورغم حداثة المجلس وكون التجربة كانت الأولى الذي يتعامل فيها المجلس مع الهيئة العامة للعشيرة الشيشانية، إلا أن الملك عبدالله الثاني وافق على الكيان الجديد، ربما كانت موافقته بصفقة مع إخوان الأردن.
وربما كان من ضمن تفاصيل تلك الصفقة، أن يقف ديوان عام العشائر إلى جانب عشائر المملكة الأردنية الهاشمية في خدمة الوطن، من منطلق أن الجميع فيه يعيشون من مختلف الأصول والمنابت والعشائر معا أسرة أردنية واحدة.
اللافت أن تأسيس "ديوان عشائر الشيشانية"، والتحالف مع إخوان الأردن، كان له أثر بالغ في نضجهم السياسي، حيث تمكنوا من الوصول إلى البرلمان عن طريق فوز محمد طه أرسلان للمقعد الشيشاني في الدائرة الأولــى في محـافظة الزرقاء، وفوز عثمان حميد الشيشاني للمقعد الشيشاني في الدائرة الخامسة في محافظة العاصمة، وفي دورة المجلس النيابي الخامس عشر، فاز السيد ميرزا قاسم بولاد للمقعد الشيشاني، وسميح موسى بينو.
كما تعرف إخوان الشيشان على مبدأ الإخوان الأساسي الذي يتميزون فيه، وهو جمع التبرعات، ففي منتصف شهر رمضان في عام 2008 قام المجلس بتنظيم حملة لجمع التبرعات لإغاثة المنكوبين من العائلات الشيشانية العراقية في بعقوبة وديالي في محافظة بغداد على إثر تعرضهم لاعتداءات من بعض الجهات الخارجة عن القانون.
الإخوان ودعم حركات المقاومة الشيشانية
مثل دعم جماعة الإخوان، إلى المقاومة الشيشانية، وسيلة أخرى لانتشار الجماعة في الشيشان، حيث كانت المقاومة الشيشانية وقتها بقيادة دوكو عمروف، المصنف إخوانياً وينتمي تنظيمياً لجماعة الإخوان.
وحدد عمروف الذي لاقى قبولاً واسعاً في صفوف المقاومة الشيشانية أهم أهدافه في الجهاد، وهو جهاد الروس لتحرير القوقاز، معتمداً على حرب العصابات والعمليات النوعية الخاصة، حيث يعتمد أسلوبها على تنفيذ الإغارات والكمائن مستغلة طبيعة الأرض والأحوال الجوية.
قرار حظر الإخوان
وتزعم عدد من التقارير أن نشاط الإخوان في منطقة الشيشان دفع النظام في روسيا إلى إدراج جماعة الإخوان على قوائم المنظمات الإرهابية للمرة الأولى في عام 2003، وقالت مصادر روسية مطلعة للصحيفة مؤخرا: إن وضع جماعة الإخوان المسلمين على هذه القائمة جاء بسبب علاقاتها بالانفصاليين الشيشان في تسعينيات القرن الماضي.
ومن الإنتقادات التي واجهت الاخوان في الشيشان تحسن علاقاتهم بالروس، الأمر الذي عرضهم لاتهامات بأنهم شرعوا في التعاون مع السلطات الروسية، وعزز تلك الاتهامات ما كتب في صحفية الروسية "يلينا سوبوتينا" إنه كان بالإمكان شطب الإخوان من القائمة على أساس أن العديد من الدبلوماسيين ورجال الأمن الروس على قناعة الآن بأنه لا توجد لهم علاقة بالانفصاليين الشيشان، غير أن الأمر يتطلب على ما يبدو قرارا سياسيا لم ينضج بعد.
وأعرب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف منذ اللحظة الأولى لثورة 25 يناير عن مخاوفه من وصول من سماهم بالمتطرفين إلى السلطة، في إشارة إلى جماعة الإخوان في مصر، معتبرا أن هذا «سيؤثر بصورة مباشرة على روسيا.
وفي اتجاه أخر، يبرر أسباب اتجاه روسيا تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، ماجاء في الدستور الشيشاني الذي تم تمريره في مارس 2003، وأكد على أن الشيشان تتبع روسيا الاتحادية، فحاولت القيادة الروسية على إثر ذلك القضاء على كافة أشكال حركات المقاومة بإدراج الجماعة جماعة إرهابية.
دور مجاهدي الشيشان في المليشيات التي تقاتل نظام الأسد
ذكرت العديد من التقارير الأمنية أن المقاتلين الشيشان لعبوا دوراً مهمًّا في الثورة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، حيث نشرت تقارير أمنية أنه في 2010 اعتقلت السلطات الجورجيّة طورخان باتيرشفيلي بتهمة شراء الأسلحة وتخزينها، ولم يكن الرجل يعلم أن الهدف الأول من الاعتقال كان التمهيد لاستثماره "جهاديّاً"، ليتحولّ لاحقاً إلى واحد من أشهر قادة المشروع الجهادي الجديد، وليشتهر باسم عمر الشيشاني.
وُلد عمر عام 1986، في وادي بانكيسي (شمال شرقي جورجيا)، المنطقة التي يتحدر معظم سكانها من أصول شيشانية. سارت حياته بشكل طبيعي، حتى التحاقه بالخدمة العسكرية الإجبارية عام 2006،إذ عُرف عن الشاب الفقير ميلُه نحو الانطوائيّة، وولعه بتعلم الفنون القتالية؛ الأمر الذي قاده إلى التعاقد مع الجيش الجورجي بعد انتهاء الخدمة الإجبارية عام 2008. وبعد أقلّ من عام، سُرّح لإصابته بمرض السل، إلا أنه تم تجهيزه نفسياً في أعقاب القبض عليه لتجهيزه للذهاب إلى سوريا، بعدما تمكن من جمع أكبر عدد من الجهاديين.
وذهب بعض الخبراء إلى التأكيد على أن من بين أسباب انتشار المقاتلين الشيشان في سوريا، العداء القديم والمُتجذر مع روسيا، التي هي داعم أساسي للرئيس السوري بشار الأسد.
مركز كافكاز، وهو وكالة إسلامية قوقازية إخبارية، ذكر منذ فترة، على لسان أبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في سوريا عن “استشهاد أمير سيف الله الشيشاني خلال معركة خاضها ضد قوات الأسد في السجن المركزي في حلب".
وأفاد مركز كافكاز أن سيف الله كان القائد الثاني السابق في جيش المهاجرين والأنصار والمساعد لعمر الشيشاني، وأن سيف الله هو شيشاني الأصل من منطقة وادي بانكيسي في جورجيا. وحسب أحد التقارير التي أوردها المحلل مراد بطل الشيشاني، فإن عددا كبيرا من المقاتلين القوقاز في سوريا من وادي بانكيسي البعيد في جورجيا، وهي موطن لنحو 15 ألف شخص فقط من ذوي الأصول الشيشانية.
قال أبو حمزة، مقاتل شيشاني في مقابلة أجريت معه ونشرتها مجلة فورين بوليسي: "ذهبت إلى هناك (سوريا)؛ لأني رأيت أفلام فيديو على الإنترنت لنساء وأطفال يقتلهم النظام، أردت قتال الحكومة السورية لكي أساعد المعارضة، أردت قتل بشار".
ويُقدر بحسب أحد التقارير أن عدد المقاتلين الشيشان في سوريا 200 مقاتل، تميزوا جميعهم بقدراتهم القتالية، التي اكتسبوها من جهاد الروس.
إخوان الشيشان وتفجيرات بوسطن
ذكرت قناة "NBC نيوز" الأمريكية، أن الرجلين الذين يقفان خلف تفجيرات مدينة بوسطن الأخيرة، إخوان ومن أصل شيشاني، وقال مسئول في الأمن القومي الأمريكي: إن المشتبه بهما في تفجيري ماراثون بوسطن هما شقيقان اسمهما جوهر أيه تسارناييف (19 عاما) وتيمورلنك تسارناييف (26 عاما)، وذكر المسئول أن الشقيقين يعيشان في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات.
أبرز الشخصيات: عبد الباقي جمو
هو الشيخ عبد الباقي جمو من النواب الأردنيين عن المقاعد المخصصة للشركس والشيشان، وهو من رموز الحركات السياسية منذ الخمسينيات حيث تخرج من الأزهر الشريف سنة 1952 م، ولد بمدينة الزرقاء لأبوين شيشانيين من القوقاز، وكان من القيادات الحزبية الشابة آنذاك.. دخل مجلس النواب والأعيان عدة دورات، وعين وزيرا للشئون البرلمانية.. طلب منه رسميا استلام السلطة بجمهورية شيشان أنجوش، لكنه أصر على البقاء بالأردن.
دوكو عمروف
دوكو عمروف
اسمه باللغة الشيشانية (Умаран Хамади кант Докка) وبالعربية - دوكو أحمدوفتش عمروف - ولد في (13 أبريل 1964) في قرية خرسينوف في منطقة شاتوي جنوب الشيشان، وهو ينتمي لقبيلة "مالكوي تيب"، خريج كلية الهندسة من معهد النفط في غروزني، (عاصمة الشيشان)، والتي لعبت دوراً مهماً في حرب القوقاز، والتي لم تنمُ إلا بعد اكتشاف البترول بها.
كان في موسكو عندما اندلعت الحرب الشيشانية الأولى "حرب دارت رحاها بين روسيا والشيشان، واستمرت بين عامي 1994 و1996، وأدت إلى استقلال فعلي وليس رسميًا للشيشان عن روسيا وإنشاء الجمهورية الشيشانية"، حيث رأى أن من واجبه كشيشاني العودة للقتال هناك، وخلال الحرب ترقى عمروف لرتبة جنرال، وخدم في وحدة قوات بورز (الذئب) الخاصة تحت قيادة روسلان غولاييف، في 1996، وبعد اختلافات وقعت بينهما غادر وحدته، وانضم إلى مجموعة أخرى.
شارك عمروف في الحرب الشيشانية الثانية التي اندلعت في 1999، وكان قائداً ميدانياً، بعد مصرع غولاييف في فبراير 2004، ووفقا للمخابرات الجورجية كان عمروف يقود ما بين 130 – 150 مقاتلا، في يناير 2005.
أُشيع أن عمروف قُتل في معركة مع "الكوماندوس" الروس قرب الحدود الجورجية، ففي أبريل 2005، قضت وحدة من القوات الخاصة الروسية على وحدة صغيرة من المقاتلين، في معركة استمرت سبع ساعات في غروزني بعد تلقي معلومات أن عمروف كان بينهم، لكن بعد المعركة لم تُكتشف جُثته بين الجثث.
في مايو 2005، أُصيب عمروف بجرح نتيجة لغم أرضي، وأشيع أنه فقد رجله فيها، لكن تبين أنه جرح طفيف، وبسرعة تمكن من المشاركة في الهجوم على روشني – شو في أغسطس 2004، وفي سبتمبر 2005 أعلنت وزارة الداخلية الروسية أنها وجدت "قبر عمروف"، وفي أكتوبر أعلنت مرة أخرى أنه قُتل في الهجوم على مدينة نالتشك، وفي مايو 2006، كشفت الشرطة الشيشانية مركز قيادة عمروف في وسط قرية أسينوفسكايا، لكنه تمكن من الهرب في الوقت المناسب.
للمزيد عن دوكو عمروف اضغط هنا
الرئيس الشيشاني رمضان قادروف
وعمروف هو زعيم "إمارة القافقاس" الجهادية، التي تُقاتل في منطقة "القوقاز" لإعلانها إمارة إسلامية، تبنت العديد من الهجمات ضد روسيا الفترة الماضية، والتي كان آخرها التحريض على مهاجمة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي أقيمت في منتجع سوتشي على البحر الأسود خلال العام الجاري 2014.
خبر مقتل عمروف هذه المرة يختلف عن سابقيها، حيث نعى موقع "قافقاس" المُقرب من الجماعات الإسلامية المسلحة، دوكو عمروف، قائلة: "تعلن قيادة إمارة "القافقاس" رسمياً استشهاد الأمير أبو عثمان"، ورغم ذلك الإعلان إلا أن خبر مقتل عمروف يظل غير يقيني، لكونه ربما يدخل في إطار خطط الخداع الإستراتيجي التي تتبعها الجماعات المسلحة.