دى فيلت الألمانية: داعش" يستولي على الآلاف من جوازات السفر
الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 11:50 م
طباعة

استولى تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق وليبيا على عدة هيئات حكومية، ما مكنه من الاستيلاء على جوازات سفر "بيضاء"، كما استولى التنظيم الإرهابي على آلات لطباعة جميع أنواع الوثائق الشخصية من جوازات السفر وبطائق تعريف شخصية ،وذلك اعتمادا على مصادر من المخابرات الغربية.
وذكر التقرير أن جواز سفر من هذا النوع يباع في السوق السوداء بمبلغ يتراوح بين ألف وألف وخمسمائة دولار، ما يمثل مصدر مال إضافي للتنظيم الجهادي.
وتداولت دول أوروبية قائمة تضم جوازات سفر سورية وعراقية مفقودة خشية أن يستخدمها أشخاص بعد تزوير بياناتها في السفر إلى أوروبا وغيرها. وتمثل هذه الوثائق خطرا أمنيا إضافيا للدول الأوروبية التي تسعى جاهدة لمواجهة موجات من تدفق اللاجئين من دول منها سوريا والعراق لأن من الصعوبة بمكان التحقق من إثبات تزييف هذه الجوازات. وقال دبلوماسي إن القائمة تشمل أرقاما مسلسلة لآلاف من جوازات السفر السليمة التي لم يتم استيفاء بياناتها أصلا والتي كان يجري حفظها في مكاتب حكومية في مناطق بالعراق وسوريا والتي استولت عليها جماعات مسلحة فيما بعد منها تنظيم "الدولة الإسلامية".
واكتسب الجدل بشأن كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين إلى أوروبا صبغة سياسية متزايدة في أعقاب تعرض العاصمة الفرنسية لهجمات قاتلة أججت المخاوف من أن متشددي "الدولة الإسلامية" قد يستغلون أزمة المهاجرين لإرسال متطرفين إلى أوروبا. كما قال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي لإحدى لجان مجلس الشيوخ إن "أوساط المخابرات تشعر بقلق من أنهم "تنظيم الدولة الإسلامية" لديه الإمكانية والقدرة على إصدار جوازات سفر مزورة".
"التايمز":الاخوان المسلمون يسيطرون على أكبر مؤسسة إسلامية فى بريطانيا
تقول الصحيفة إن تقريرا للحكومة البريطانية يقول إن أكبر مؤسسة إسلامية في بريطانيا وأكبر جماعة للطلبة المسلمين في بريطانيا لهما صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين، التي تصفها الصحيفة بأنها "شبكة أصولية حرضت في بعض الأحيان على العنف والإرهاب".
ووفقا للتقرير، فإن المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو مؤسسة يندرج تحت مظلتها أكثر من 500 هيئة إسلامية في بريطانيا، يزعم أنه "مؤسسة غير طائفية"، ولكن يعتقد أن مؤيدي الإخوان المسلمين "لعبوا دورا هاما في إقامته وإدارته".
وتقول الصحيفة إن التقرير يصف جماعة الإخوان المسلمين "تنظيم ينظر إلى المجتمع الغربي على أنه مفسد ومعاد للمصالح الإسلامية". ويقول التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين "لها تأثير كبير" على الرابطة الإسلامية في بريطانيا وأكبر اتحاد للطلبة المسلمين في بريطانيا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أمر العام الماضي بإجراء تقرير عن الإخوان المسلمين، وأعده فريق يقوده جون جينكينز، السفير البريطاني السابق في السعودية.
وخلص التقرير إلى أنه لا توجد علاقة بين الإخوان المسلمين والأنشطة الإرهابية في بريطانيا، ولكنه يدعم علنا الهجمات الانتحارية التي تشنها حماس على المدنيين الاسرائيليين.
ويقول التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين "تنخرط في السياسة عندما يكون ذلك ممكنا"، ولكنها تلجأ أحيانا للإرهاب لتنفيذ اهدافها. ويضيف أن الجماعة في الغرب تدعو إلى اللاعنف ولكن الرسائل التي ترسلها إلى مؤيديها باللغة العربية عادة ما تحتوي دعوة متعمدة للعنف.
وقال كاميرون إن التقرير يكشف "العلاقة الملتبسة الغامضة" بين الإخوان و"التطرف العنيف". وأضاف إن الجماعة لن تحظر في بريطانيا، ولكنه قال أن وجود صلات بها سينظر إليه بوصفه "مؤشر محتمل على التطرف".
دويتشه فيله: قرار مجلس الأمن حول سوريا يوحد الصفوف لمحاربة "داعش"
هل باتت نهاية الحرب وشيكة في سوريا بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا وبالإجماع يتضمن خطة للسلام وبدء مفاوضات حول مرحلة انتقالية؟ آمال كبيرة معلقة على القرار الذي يعطي دفعا لمكافحة "تنظيم الدولة الإسلامية" والإرهاب ايضا.
بعد جلسة قصيرة لم تدم سوى دقائق تبنى الأعضاء الخمسة عشر وبالإجماع قرارا بشأن السلام وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، يتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية. وما ساهم في نجاح الجلسة وتبني مشروع القرار بسرعة، الاجتماع الدولي حول سوريا، الذي عقد في نيويورك قبيل اجتماع مجلس الأمن، وشارك فيه وزراء خارجية 17 دولة بينهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا وايران وألمانيا. حيث ناقش هؤلاء الأزمة السورية ومشروع القرار واتفقوا على نصه قبل طرحه للتصويت في جلسة مجلس الأمن.
وينص القرار على وقف إطلاق النار وبدء محادثات سلام في النصف الثاني من شهر يناير 2016 بين ممثلي النظام السوري وممثلي المعارضة وتشكيل حكومة انتقالية خلال 6 أشهر ومرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا يتم خلالها إجراء انتخابات.
كشف خطط أوباما السرية
وقبيل اجتماع مجلس الأمن تم الكشف عن خطط الرئيس الأميركي المستقبلية بشأن سوريا، والتي أشار إليها في اجتماع عقده قبل أيام مع مجموعة صغيرة من الصحفيين في البيت الأبيض كان من المقرر أن يبقى سريا ولا ينشر شيء حول ما جرى مناقشته وإطلاعهم عليه. لكن رغم ذلك نشر أحد الصحفيين ما اطلع عليه في الاجتماع، بعد ذلك رأى الآخرون أيضا أنهم لم يعودوا ملزمين بالمحافظة على سرية الاجتماع، فكشفوا عن خطط ونوايا أوباما تجاه سوريا والتي تؤكد على عدم إرسال قوات برية أميركية إلى سوريا، حيث ستكون الخسائر البشرية ستكون مرتفعة جدا، إذ من المتوقع مقتل 100 جندي وإصابة 500 آخرين كل شهر مع تكلفة مادية تصل إلى 10 مليارات دولار شهريا. وعلاوة على ذلك وحسب ما نشرته وسائل إعلام أميركية فإن أوباما يتوقع أن يدفع التدخل الأميركي في سوريا إلى التدخل في دول أخرى مثل ليبيا واليمن.
إحراز تقدم في المحادثات
لكن هل كان للكشف عن نوايا أوباما وخططه دور في دفع الدول إلى الاتفاق وتبني مجلس الأمن للقرار بالإجماع؟ يبدو أن الأمر كذلك. فقد صرح وزير الخارجية الألماني بعد اجتماع عقده مع نظيريه الإماراتي والإيراني في نيويورك قبل يوم من اجتماع مجلس الأمن الدولي، بأن هناك تحركا وتقدما فيما يتعلق بالمحادثات.
وما دفع أعضاء مجلس الأمن إلى الاتفاق والإجماع على القرار هو شعورها بتزايد خطر إرهاب تنظيم (داعش)، وخاصة بعد هجمات باريس وبيروت وإسقاط طائرات الركاب الروسية فوق سيناء، وبالتالي ضرورة الاتفاق وتوحيد الصفوف في محاربة داعش وغيره من المنظمات الإرهابية، ولهذا يتضمن القرار وقف إطلاق نار في سوريا لا يشمل الغارات والعمليات ضد داعش وجبهة النصرة.
كما يرى مراقبون أن ما ساهم في الاتفاق أيضا هو اقتناع السعودية بعد تدخلها في اليمن ضد الحوثيين، بأنه ليس من السهل الانتصار على جماعات تتبنى تكتيك حرب العصابات. وفي نفس السياق يبدو أن إيران أيضا باتت مقتنعة بأنها لن تحقق النصر وتستطيع حسم الأمور عسكريا لصالح النظام وحلفائها في سوريا.
المعارضة المسلحة أيضا التي كانت حتى الآن تصر على رحيل الأسد وعدم الحوار معه، اصبحت مستعدة الآن للتفاوض معه وهناك أنباء لم تتأكد بعد تشير إلى التحضير لاجتماعات حكومة دمشق وممثلي فصائل من المعارضة المسلحة.
لكن ما استمر الخلاف عليه بين المجتمعين في نيويورك، هو مصير الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية وما بعدها، بالإضافة إلى الخلاف حول تصنيف تنظيمات المعارضة السورية التي تعد إرهابية.
جبهة موسعة ضد "داعش"
ويبدو أنه باتت هناك قناعة لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المشاركة في اجتماعات نيويورك وقبلها فيينا، بأنه لابد من تشكيل جبهة واسعة موحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" يجب أن تشارك فيها دول عربية بشكل فعال، ما يمكن أن يكسب هكذا تحالف الشرعية وعدم النظر إليه في العالم العربي كـ "حرب صليبية" جديدة تستهدف العالم العربي وتحقيق مصالح وأهداف "امبريالية".
وقد بات هناك أمل في الانتصار على إرهاب "داعش" وتنظيمات أخرى مثل جبهة النصرة، حيث أن الطرفين في سوريا يعتمدان على الخارج، فالنظام يعتمد على دعم روسيا وإيران؛ والمعارضة تعتمد على دعم الغرب ودول الخليج. والطرفن النظام والمعارضة لا يستطيعان الاستمرار بدون دعم الخارج، وبالتالي كلاهما سيستجيب لضغط داعميه من أجل محاربة التنظيمات "الإرهابية" وتطبيق قرار مجلس الأمن وبدء محادثات من أجل إنهاء الأزمة والاتفاق على حل سلمي بعد نحو خمس سنوات من الحرب والدمار.
دويتشه فيله: بعد اتفاق الصخيرات ـ هل يتوحد الليبيون لمحاربة "داعش"؟
منذ سقوط نظام القذافي وليبيا تعاني حالة من عدم الاستقرار، ومع التوقيع على اتفاق السلام بين الطرفين المتنازعين تزيد فرص محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يحاول السيطرة على مناطق جديدة، بعد سيطرته على مدينة سرت.
وأخيرا تم في الصخيرات المغربية التوقيع على اتفاق السلام بين الطرفين المتنازعين في ليبيا: برلمان طرابلس، والذي يسيطر عليه الإسلاميون، وبرلمان طبرق ذي الغلبة العلمانية، إن صح التعبير. وكان رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح عيسى قد صرح في ختام المفاوضات في مالطا: "سنجعل العالم يعرف أننا في وضع يسمح لنا بحل مشاكلنا بمفردنا".
في حقيقة الأمر يرتكز الاتفاق على وحدة الجماعات المعتدلة، أما باقي القوى وعلى رأسها قادة الميليشيات المسلحة فلم يشاركوا في صياغة اتفاق السلام. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو إن كان هؤلاء يشعرون أنهم ملزمون بتنفيذ هذا الاتفاق أم لا، وهو الأمر المتوقف عليهم.
إستراتيجية المماطلة الخطيرة
وكان التأخر في التوقيع على الاتفاق في الأيام الماضية قد سلط الضوء على الثقافة السياسية القائمة في ليبيا حاليا، والتي تتجلى في صعوبة الحوار وإيجاد حل سلمي. فبعد سقوط القذافي في أكتوبر 2011 كانت ليبيا تتوفر على ظروف تسمح لها بإنهاء الثورة بشكل سلمي، كما يقول أندرياس ديتمان أستاذ الجغرافيا الأنثربولوجية في جامعة غيسن. ويضيف ديتمان: "غير أن بعض زعماء العشائر أدركوا أنه بإمكانهم تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الميليشيات المسلحة. وعندما تم تطبيق هذا المبدأ لم يعد أي قائد ميليشية مسلحة مستعدا لترك السلاح".
ولهذا السبب استمرت حالة عدم الاستقرار في البلد لحد اليوم. إضافة إلى ذلك يجد ممثلو البرلمانين الليبيين صعوبة واضحة في التغلب على ذلك، أو تقديم بديل لتلك الميليشيات. ويعلق الكثير من الليبيين الأمل على هذا الاتفاق، لأن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش) يستغل الفوضى القائمة في البلاد للتوغل أكثر والتجذر فيها.
ففي الوقت الذي يقف فيه "داعش" على أبواب بنغازي ودرنة شرق البلاد، كان التنظيم الإرهابي قد أعلن مسبقا سيطرته الكاملة على مدينة سرت الساحلية. وقد تغلب التنظيم على انتفاضة شعبية قبل أيام قليلة، كما يروع السكان بأحكام قاسية قائمة على أساس تفسيرهم الخاص للشريعة الإسلامية. ففي هذا الأسبوع على سبيل المثال تم قطع رأس امرأة بعد اتهامها أنها "ساحرة".
سلطة تنفيذية عاجزة
لحد الآن لم تُعرف بعد مصادر دخل تنظيم "داعش" الإرهابي، غير أم مجلة "جون أفريك" الفرنسية ذكرت نقلا عن سكان مدينة سرت أن التنظيم الإرهابي "يمول نفسه بشكل أساسي عن طريق التهريب وتجارة السلاح والمخدرات وتهريب السلع الاستهلاكية كالسجائر". وحسب تقارير إعلامية أخرى فإن لتنظيم "داعش" في ليبيا هدفا آخر وهو الاستيلاء على حقول النفط المجاورة لها والأكثر أهمية في إفريقيا كلها. إضافة إلى ذلك ووفقا لوسائل إعلامية فإن التنظيم يدمر الناقلات النفطية لضرب اقتصاد البلاد.
وللقضاء على "داعش" ليس هناك حل سوى الاتفاق السياسي، كما يقول أندرياس ديتمان. وهو ما تحقق الآن عبر التوقيع على اتفاق الصخيرات، فمن خلاله يمكن تحقيق متطلبات إضافية. على سبيل المثال لابد من تعزيز السلطة التنفيذية في البلاد،" ينبغي بناء أجهزة الشرطة، والجمارك والجيش". غير أن هذا الأمر يفشل مع تمسك الميليشيات بالسلطة، ورفضها أن تكون خاضعة لسلطة الدولة. ومع ذلك ينبغي لها، مع مرور الوقت، أن تتخلى عن سلاحها وتقوية هياكل الدولة. "حينها ستصبح عملية محاربة داعش قائمة من تلقاء نفسها."
مهمة ليبية
الأمر نفسه يراه المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر، فخلال المفاوضات حول حكومة وحدة وطنية ساد إجماع بين كل الأطراف على ضرورة محاربة "داعش"، حسب ما أفاد به الديبلوماسي الألماني للقناة الألمانية الأولى ( ARD). فلا أحد يمكن أن ينتزع هذه المهمة من الليبيين:"الحرب ضد داعش ينبغي أن تكون حربا ليبية." كما يقول كوبلر.
ويتطلع المجتمع الدولي إلى إنهاء النزاع على الحكم في ليبيا المتواصل منذ عام ونصف، عبر توحيد السلطتين، للدفع باتجاه محاربة "داعش". بيد أن التساؤل القائم هو كيف يمكن تحقيق ذلك بعد التوقيع على اتفاق السلام؟ غير أن أندرياس ديتمان يرى أن"الاتفاق في حد ذاته هو الفرصة الوحيدة".
بيلد تسايتونج الألمانية: المخابرات الألمانية تتعاون مع مخابرات النظام السورى
قالت صحيفة بيلد الألمانية إن المخابرات الخارجية الألمانية (بي.إن.دي) استأنفت تعاونها مع مخابرات الرئيس السوري بشار الأسد لتبادل المعلومات حول الإسلاميين المتشددين رغم معارضة برلين لبقائه في الحكم في ظل أي اتفاق سلام في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن ضباط المخابرات الألمانية يسافرون بانتظام الى دمشق منذ بعض الوقت للتشاور مع نظرائهم السوريين.
وقبل أسبوعين، أقر البرلمان الألماني خطة لدعم الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بإرسال طائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة تساعد في حماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وطائرة للتزويد بالوقود وما يصل إلى 1200 جندي.
وقالت صحيفة بيلد إن الهدف من تجديد الاتصالات مع دمشق هو تبادل المعلومات عن المتشددين خاصة من ينتمون إلى "الدولة الإسلامية" وكذلك فتح قناة اتصال تفيد في حالة سقوط طيار ألماني في سوريا. ولم ترد وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية بي.إن.دي على طلب للتعليق. وقالت بيلد إن "بي.إن.دي تريد أن تكون لها محطة في دمشق وأن ترسل عملاء إلى هناك بأسرع ما يمكن للعمل بشكل دائم"، مضيفة أن الوكالة تتخذ خطوات من أجل ذلك بعلم الحكومة. وقالت بيلد إن "عملاء بي.إن.دي يمكن أن ينتقلوا إلى السفارة الألمانية المغلقة حاليا في دمشق وإن حكومة ميركل تريد اتخاذ قرار نهائي بشأن الأمر في بداية العام الجديد".
وفى السياق نفسه استبعدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أي تعاون بين القوات الألمانية المشاركة في دعم الحملة العسكرية ضد داعش وقوات الأسد
"الإيكونوميست" : هل يضعف داعش بعد تراج موارده
حينما انطلق تنظيم الدولة (داعش) بقوة خارجًا من "سوريا" فى شهر يونيو من عام 2014 وتمكن من الاستيلاء على مدينة "الموصل"، وهى ثانى أكبر مدينة عراقية وكاد أن يصل إلى بغداد ، بات أغنى منظمة إرهابية فى التاريخ. فقد نهب بنوك "الموصل" بما فى ذلك البنك المركزى بخزائن مليئة بما يقدر بـ 425 مليون دولار. كما استولى لنفسه على شبكة خطوط أنابيب تفيض بثلاثة ملايين برميل من النفط. وتضمنت دولة الخلافة التى أعلن قيامها بعضًا من الأراضى الزراعية فى منطقة الهلال الخصيب والصناعات الثقيلة التى تمركزت بفضل "صدام حسين" فى المناطق العربية السنية الموالية للدولة.
كما تضمن تقرير صادر عن وكالة "رويترز" فى شهر أكتوبر الماضى 2014 قوائم بثلاثة عشر من حقول النفط العراقية ، وثلاث مصاف وخمسة مصانع كبيرة للأسمنت وصوامع كبيرة للقمح ، ومنجم للملح.
وفى "سوريا"، عثر داعش على سوق مغلق للنفط من بين مائة وستين حقلاً حاز عليها. وتعد الحكومة السورية عميلاً لدى داعش. وكذا غيرها من الجماعات المتمردة وحتى بعض وكالات المساعدات التى تعمل فى الشمال وذلك حسبما ذكرت "ريم تركمانى" من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ، حيث يورد تقرير أن دافعى الضرائب يساعدون عن غير قصد فى تمويل داعش. وفى ذلك يقول كبير محللي معهد البحوث الأمريكي(آى إتش إس) "لودوفيكو كارلينو"، الذي أعد هذا التقرير : "يتحتم عليك الشراء من سماسرة تنظيم الدولة سواء كنت من الحكومة أو شخصًا مدنيًا أو من الميليشيات ، حيث إنهم يسيطرون على معظم نفط سوريا".
ومن أجل أن يقوم التنظيم بإدارة استثمارات تجارته ، قام بإنشاء بيروقراطية تتفق مع دليل قواعد الإدارة. ونشأ عن ابتزازهم المباشر نظام ضرائب ذات أرقام مرجعية ومعدلات محددة وقواعد تنظم سبل التسلية ، بما فى ذلك لعبة كرة قدم الطاولة (الفوسبول) شريطة أن يُزال الرأس ، حيث إنه لا يسمح بصور الأحياء ، كما تم تأميم حقول النفط والمناجم أو بالأحرى تم أسلمتها.
وقد رحب كثير من رجال الأعمال بسداد رسم واحد لدخول منطقة دولة الخلافة التى تمتد بين العراق وسوريا بدلاً من سداد رسوم عديدة كثيرة التى تفرضها الميليشيات المتشاحنة حتى تعلن سيطرتها على مناطق أخرى فى المنطقة. وتُعد ضريبة الدخل التى تصل إلى نسبة 30 % أقل من ضريبة الدخل التى تفرضها الميليشيات الشيعية التى تصل إلى 50 % فى محافظة "صلاح الدين" المجاورة ، وقد عاد قرابة مائتى ألف عربى من السنة أدراجهم ممن فروا من حكم داعش فى البداية إلى المناطق غير الخاضعة لأى سلطة بجنوب غرب "كركوك".
وفى وقت سابق من هذا العام ، صدر عن المراقبين تقديرات بشأن إجمالى الناتج المحلى لدولة الخلافة تصل إلى 6 مليارات دولار ، وذلك يعد مبلغًا مهولاً جدًا بالًنسبة لتنظيم إرهابى ، ولكنه مبلغ زهيد بالنسبة لدولة بها سبعة ملايين نسمة فى حالة حرب. وحسبما أورد تقرير (آى إتش إس) ، ينفق جيش تنظيم الدولة نسبة 70% من العائدات ، حيث تعد تكلفة المقاتلين الأجانب بصفة خاصة تكلفة باهظة ، حيث يتقاضى العرب الأجانب على الأقل ضعف ما يحصل عليه المقاتلون المحليون ، ويحصل المقاتلون الأوروبيون على ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه المقاتل المحلى . وسرعان ما نفدت أرباح الموصل بسرعة ، ما اضطر التنظيم إلى شن هجمات جديدة بحثا عن غنائم. وفى ظل أعلام داعش التى ترتفع وتلوح وأناشيد الفكر الجهادى ، قام التنظيم بطرد جيرانهم من المسيحيين من الأراضى الزراعية الخصبة بسهول "نينوى" - وهى غنيمة لطالما طمع فيها التنظيم. وعزز تدمير الآثار طلب هدم تلك التى لاتزال قائمة ، ما اضطر التنظيم إلى التقدم باتجاه المنطقة الصناعية بمدينة "أليبو"، حيث جنى ثمار محصول جديد من الحديد الخردة.
ولكن فى الأسابيع الأخيرة أوقفت الغارات الجوية للتحالف تقدم تنظيم الدولة ، وبتراجع سعر النفط تراجع دخل التنظيم. ولم يكبد تراجع التنظيم من مدينة كوبانى فى شهر يناير من عام 2015 التنظيم المعبر الحدودى المهم على الحدود التركية فقط ، بل خسر أيضًا مصنع أسمنت "لافارج" هناك. وفى شهر أكتوبر الماضى ، خسر التنظيم أكبر مصفاة نفط فى "بيجى"، كما أن دعم الطيران الحربى الأمريكى للثوار المعارضين لتنظيم الدولة يهدد الآن بمنع التنظيم من الوصول المباشر إلى الحدود التركية ، ما يعيق قدرته على جذب مقاتلين أجانب جدد. وقد أعلن "أبو سعد الأنصارى" زعيم التنظيم فى الموصل عن ميزانية قدرها مليارى دولار للعام ويعتقد المراقبون أنها ستخفض للنصف.
وبعد شعوره بهذا التدهور ، رفع التنظيم الضرائب والغرامات على نحو تعسفى. وما كان من ضرائب ثابتة يفرضها الحكام المحليون فى الأقاليم الاثنى عشر التى تحت سيطرة دولة الخلافة أصبح الآن تحت سيطرة البلديات المحلية. أما العشرات من السجناء المتهمين بالتعاون مع الأعداء فيدفعون ما يتجاوز 30 ألف دولار لتجنب قطع رؤوسهم. كما يزكى التفاوت فى الرواتب التوترات وتتسبب فى اشتباكات بين المقاتلين المحليين والأجانب فى تلعفر كما يتغيب الشباب عن صلاة الجمعة خوفًا من تجنيدهم.
إن تسارع عمليات القصف بطائرات التحالف منذ شهر أكتوبر الماضى دفع البعض لأن يتساءل إن كان تنظيم الدولة سيستمر. فمن بين مائة وستين حقلاً للنفط فى سوريا ، شُنت هجمات على عشرين حقلاً منها. كما شُنت هجمات على حقل "العمر" وهو ثانى أكبر حقل فى سوريا ، حيث تعرض لأربع هجمات من الطيران الأمريكى والبريطانى والروسى فى غضون أسبوعين. وقد تراجع إجمالى إنتاج النفط كما ورد بالتقرير ، من مائة ألف برميل يوميًا ليصل إلى أقل من أربعين ألف برميل. ويذكر العراقيون فى "تلعفر" أن ناقلات البترول بين الموصل والرقة تراجعت إلى حد كبير بعد الهجمات المتكررة. وعقب تكرار الضربات على مصافى النفط الكبيرة ، باتت عملية التكرير تتم داخل معامل صغيرة للغاية. وارتفعت أسعار الوقود، وتراجعت رواتب ومعنويات تنظيم الدولة. وخوفًا من الهجرة الجماعية ، رفع التنظيم تكاليف تصاريح الخروج إلى 1800 دولار ، وطلب ضامنين اثنين يواجهان القتل إن لم يعد حامل التصريح. ورغم كل ذلك وحتى الآن لا تمثل الآمال فى انهيار التنظيم سوى مجرد أماني.
"الإيكونوميست" :مؤشرات على تراجع فاعلية الدعاية الداعشية
منذ الاعتداءات التى وقعت الشهر الماضى فى باريس ، ظل تنظيم الدولة "داعش" يقرع طبول العنف متجاوزًا حدود القارة. وتتضمن فظائعه الأخيرة المزعومة تفجيرات انتحارية فى وسط تونس وبغداد ، وقتلا جماعيًا فى ضواحى كاليفورنيا ، واغتيال حاكم مدينة عدن اليمنية.
وتعمل آلة الدعاية الخيالية والمروعة للتنظيم على تعظيم حجم التهديد ، فهناك فيديو نشره تنظيم الدولة مؤخرًا من سوريا يعرض الأطفال ، وهم مسلحون بالمسدسات ، ويلعبون لعبة "الاستغماية"، حيث يضبطون الأسرى المكبلين فى قلعة مُدمَرة قبل قتلهم. وثمة شكل روائى آخر للقتل ، يتجسد فى الإنتاج الأخير من اليمن ، حيث يحتشد سجناء يرتدون سترات برتقالية على متن زورق صغير ، ويتم دفعهم إلى عرض البحر، ليتم إغراقهم بوابل من الصواريخ ، وفى الوقت نفسه ، أصدر الفنيُّون فى تنظيم داعش نسخة منقحة من تطبيق بالهواتف الذكية للجماعة ؛ مما يسمح بتحميل فورى لتلك الفيديوهات.
وكان القسم الموسيقى فى التنظيم قد أصدر منذ فترة وجيزة نشيدًا جهاديًا خلابًا بعنوان "أنا مجاهد" بلهجة "الماندرين" الصينية!!.
وهذا الاستعراض للقوة والكفاءة يعد فعالاً ، ولا يقتصر على إثارة الرعب فقط. ويعتقد تقرير ، تم نشره مؤخرًا من جانب مجموعة "سوفان" الاستشارية ، أن العدد التراكمى للمجندين الأجانب لدى داعش تجاوز الضعف منذ يونيو 2014 ، ليبلغ ما بين 27 ألف و 31 ألف مقاتل. ولعل البعض لقوا حتفهم أو تركوا ما يدعى بدولة الخلافة ، كما انحسر عدد الأفراد الجدد ؛ بسبب قيام تركيا بفرض ضوابط أشد صرامةً على الحدود. ولكن قدومهم من 86 دولة على الأقل يثبت مدى القوة الجاذبة المستمرة لرسالة داعش، سواءً تم توصيلها إليهم من خلال مجلة "دابق" نصف الشهرية ، المصاغة بإتقان عبر الإنترنت ، أو تم نقل الرسالة عن طريق البث الإذاعى بخمس لغات ، أو حتى من خلال ألعاب الفيديو، حيث تردد كل تلك الوسائل فكرة اضطهاد المسلمين ، وثأر مقاتلى داعش لهم. وبغض النظر عن هؤلاء المهاجرين ، استقطب داعش المزيد من الجماعات الصغيرة المقيمة فى أوطانها ، مثل قتلة باريس ، والثنائى فى "سان بيرناردينو" بكاليفورنيا، الذين أطلقا النيران بشكل عشوائى فى الثانى من ديسمبر ، حيث أردوا 14 شخصًا قتيلاً.
غير أنه بالنسبة لنجاح الجماعة بأسرها فى تعزيز وإبراز الإرهاب ، أصبحت الحياة على أرض الواقع داخل مناطق داعش أشد صعوبة بكثير منذ أحداث باريس. وعلى الرغم من أن الجماعة أبعد ما تكون عن الهزيمة ، فإنها لم تعد تستطيع أن تلبى مقومات شعارها "البقاء والتوسع". وتصور دعاية تنظيم داعش دولة خلافة محكمة التنظيم ، حيث يتعلم الأطفال الدين الأمثل ، والأسواق عامرة ، ويقدم التنظيم مساعدات للفقراء ، ويضع ضوابط للصيد فى نهرى دجلة والفرات. والواقع أكثر قتامة!!.
ورغم أنهم يختلفون كثيرًا فيما بينهم ، فإن الأعداء الذين يحيطون بداعش أخذوا يتقدمون ببطء فى كل جبهة تقريبًا. ومؤخرًا ، تمثلت الخسارة الكبرى فى بلدة "سينجار" العراقية ؛ مما يجعل الترحال بين مدن داعش الرئيسية ، وهى الموصل فى العراق والرقة فى سوريا، أطول بكثير ، ومحفوفة بالمزيد من المخاطر. وحدثت انتكاسة، ربما لا تقل أهميةً ، عندما استولت القوات الكردية فى سوريا على حقول النفط غرب "سينجار"؛ مما سيؤثر على اقتصاد داعش. وحاليًا ، تبدو مدينة "الرمادى" العراقية الأكبر مساحةً ، والتى استولى عليها داعش فى شهر مايو الماضى، على وشك السقوط ، حيث تطوقها القوات العراقية ، وفر منها جميع السكان ، باستثناء بضعة آلاف ، تحسبًا لوقوع هجوم نهائى دموى. وبينما تنهار أطراف دولة الخلافة ، فإنها تزداد ترديًا بداخلها.
وكان الائتلاف ، الذى تقوده الولايات المتحدة ، والذى أخذ يقصف داعش بشكل منهجي منذ أغسطس 2014، قد كثف جهوده بشن أكثر من ثلاثة آلاف غارة جوية فى نوفمبر فقط ، فيما يعد أعلى معدل شهرى من غارات الائتلاف.
وفى ظل عدم وجود أشكال أخرى للتسلية بخلاف المساجد والشنق على مرأى من العامة ، فينبغى أن تقدم شبكة الإنترنت بعض الترويج. ففي حين تروج الجماعة لنفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعى العالمية ، أصبح فى داخل داعش نفسها الاستخدام الخاص للإنترنت محظورًا. ومنذ سبتمبر ، تم منع حتى مسئولى التنظيم ومقاتليه من امتلاك أرصدة شخصية. كما يتم فرض قيود صارمة على الهواتف المحمولة ، وحيثما يُسمح بها ، توقف شرطة داعش مستخدميها لتفتيشها بحثًا عن مواد تخريبية.
وعلى الرغم من أن تنظيم داعش مازال يقدم الكثير من الدعاية ، فإن كمها وتأثيرها بدأا يتراجعان. ولدى رصده لعدد الصور التى تم تحميلها عبر إصدارات الجماعة الإعلامية ، يلاحظ "أرون زيلين"، وهو دارس بكلية (كينج) فى لندن ، حدوث انحسار واضح منذ الطفرة التى شهدها التنظيم منتصف الصيف. ونقلاً عن باحثين آخرين ، ولاسيما ملاحظاته الخاصة ، يعتقد "زيلين" أيضًا أن نوعية الإنتاج تراجعت.
ولعل الأمر الأكثر خطورةً بالنسبة للجماعة أنها تمر بوقت أصعب لنقل رسالتها إلى الخارج أيضًا. وبغض النظر عن القيود المفروضة على الاستخدام الشخصى للإنترنت ، مما يؤثر على عملية التجنيد ، فقد أفلحت الحكومات الغربية فى حث عدد متزايد من مواقع التواصل الاجتماعي على إلغاء والحيلولة دون إدخال حسابات موالية لداعش عبر تلك الوسائل. فقد أغلق موقع "تويتر" آلاف الحسابات المشبوهة خلال العام الماضى ، وقبل ذلك ، كان هناك اعتقاد في وجود أكثر من 20 ألف حساب لداعش عبر موقع "تويتر". وأصبح موقع "يوتيوب" أسرع من ذى قبل لإلغاء المحتوى السئ. وأخذت خدمة "تلجرام" لإرسال الرسائل الفورية المشفرة ، والتى ازداد تبني داعش لها كقناة رئيسية لمنتجها الإعلامى ، ترفض التعامل مع الجماعة منذ منتصف نوفمبر.
وكدلالة على عزلته المتزايدة عبر شبكة الإنترنت ، أعلن تنظيم داعش عقب اعتداءات باريس أنه سوف ينقل أرشيف الدعاية الخاص به إلى "الشبكة المظلمة"، وهو جزء يصعب تعقبه فى الإنترنت ، حيث يتعذر إلى حدٍ كبيرٍ على المستخدمين العاديين للشبكة الدخول إليه.
وكأن هذا لم يكن كافيًا ، فتنظيم داعش يعانى أيضًا منافسة إعلامية. فقد عزز مؤخرًا منافسه الأكبر، وهو تنظيم القاعدة كلا من الكيف والكم لبياناته الصحفية. ولعل الأمر الأكثر استفزازًا أن جماعة أخرى إسلامية مقاتلة أقل راديكالية ومقرها سوريا ، وتُدعى "جبهة الشامية"، أصدرت مؤخرًا فيديو يسخر عن عمد من أسلوب ومحتوى الإنتاج المشين لداعش . فقد عرضت فيلمًا لجماعة من السجناء ، الذين يرتدون سترات برتقالية - وهم فى الواقع مقاتلون أسرى من داعش - ويصطفون وهم جاثون أمام جلاديهم. ولكن بدلا من إطلاق النار عليهم ، همَّ الجنود بوضع مسدساتهم فى جيوبهم ، وتلقى السجناء المذهولون خطبة حول واجب الرحمة فى الإسلام قبل إعادتهم إلى السجن.
هل تصبح ليبيا معقل داعش القادم؟
"لوفيجارو" الفرنسية:هل يستطيع داعش ترسيخ أقدامه على السواحل الليبية
بدأت السلطات الفرنسية تبدى قلقًا شديدًا حيال ليبيا. ومعها كل الحق فى ذلك. فقد دق وزير الدفاع الفرنسى" جون إيف لودريان" أجراس الخطر فى الرابع عشر من ديسمبر ، حيث أكد أن تنظيم داعش ، الذى كان قد رسخ أقدامه على السواحل الليبية فى سرت ودرنة ، بدأ يتقدم فى اتجاه "داخل البلاد". وهنا تكمن المشكلة ، إذ إن هذه البلاد التى تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا ، لا يوجد بها قوة محلية منظمة قادرة على وقف تقدم "داعش" نحو آبار البترول التى يتركز معظمها فى منطقة خليج سرت.
وتعانى ليبيا من انهيار الدولة منذ رحيل القذافى عام 2011 ، علاوة على أن التمثيل الشعبى منقسم بين برلمانيين غير قادرين على التفاهم فيما بينهما ، فهناك "المؤتمر الوطنى العام" الذى انتخب فى شهر يوليو 2012 ، ويتخذ من طرابلس مقرًا له. كما تم انتخاب مجلس جديد فى شهر يونيو 2014 ، ومقره فى طبرق. ورفض البرلمان الأول التخلى عن مكانه للبرلمان الثانى ، علاوة على أن كلاً منهما شكل حكومته الخاصة.
وتبذل القوى الكبرى والأمم المتحدة ودولة الجزائر المجاورة كل الجهد للتوصل، عبر المفاوضات ، لتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع بين طرابلس وطبرق. وعقد فى الثالث عشر من ديسمبر الجارى مؤتمرًا فى روما حول ليبيا ، وشارك فيه وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى"، حيث حاول المفاوضون دفع الليبيين للاتفاق فيما بينهم ، ويبدو أن ممثلى الحكومتين باتوا على استعداد للتفاهم ، فكلاهما كيانان معتدلان ضد وجود "داعش". ولكن هل إذا توصل البرلمانان إلى اتفاق سوف يتبعهما قادة الميليشيات التى "تحمى" كل منهما ؟
وما الذى تخشاه فرنسا من الثلاثة آلاف مقاتل التابعين لـ"داعش" المتمركزين فى ليبيا؟ الواقع أن الفرنسيين يخشون من انتقال الصراع من المشرق العربى إلى ليبيا وفقًا لنظرية الأوانى المستطرقة ، فالتحالف الدولى القائم بين الدول الغربية والروس للقضاء على "دولة الخلافة" التى أقامها البغدادى فى شرق سوريا وغرب العراق يثير حفيظة الجهاديين عبر العالم. كما أن الحياة فى الرقة أصبحت جحيمًا ، وقد تتعرض الموصل أيضًا للحصار يومًا ما. ومنذ أن بدأت فرنسا قصف قوافل تهريب البترول القادمة من الأراضى التى تسيطر عليها داعش ، أخذت خزائن الخلافة فى النفاد ، وبالتالى لم تعد أرض النعيم بالنسبة للجهاديين. ومن ناحية أخرى خفضت أجهزة المخابرات التركية وأثرياء السعودية مساعداتهم للخليفة ، بعد تعرضهم للانتقادات الأمريكية. علاوة على اضطرار مقاتلى داعش لمواجهة العديد من الخصوم على الأرض مثل الأكراد والإيزيديين ومقاتلى حزب الله اللبنانى والجيش السورى والحرس الثورى الإيرانى ، بل والقوات الخاصة الأمريكية فى بعض الأحيان.
وهكذا، باتت ليبيا معقلاً أكثر جذبًا للجهادية العالمية من بلاد الرافدين والصحراء السورية، فهى أكثر اتساعًا وثراءً.
وتسمح سواحل ليبيا الممتدة وحدودها الصحراوية بجميع أشكال التسلل إليها ومنها ، وذلك إذا لزم الأمر ذات يوم. وقد أرخى بالفعل العديد من الجهاديين الليبيين والسودانيين، العائدين من سوريا ، أمتعتهم فى سرت. فمن الذى سيمنعهم من الذهاب والعودة من وإلى مدينة "مصراتة" الواقعة على الحدود التونسية الليبية ؟ فقد استولت كتائب "داعش" فى ديسمبر 2014 على هذه المدينة القديمة التى يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة ، وفيها تم تدريب فرق الكوماندوز التى قامت بالعمليات الإرهابية الأخيرة التى اجتاحت تونس، من الهجوم على متحف "باردو" إلى الاعتداء على الشاطئ السياحى فى مدينة سوسة.
فهل ستتمكن حكومتا طرابلس وطبرق من الاتفاق فيما بينهما للقضاء على السرطان المسمى بـ"داعش" الذى بدأ فى نشر رجاله فى مختلف أنحاء الأراضى الليبية؟ وينبغى هنا أن نذكر أن الدول الغربية لن يمكنها التخاذل إذا ما طلب الليبيون منها المساعدة العسكرية. فعندما قرر حلف الناتو التدخل العسكرى فى ليبيا للتخلص من القذافى فى الحادى والثلاثين من مارس 2011 اختار اسمًا فخمًا، هو عملية "الحامى الموحد". غير أن الحماية الحقيقية للشعب الليبى لم تدم طويلاً. وعندما أمر "ساركوزي" بتدخل عسكرى فرنسى ضد "القذافى" –بموافقة المعارضة الاشتراكية آنذاك - ظن أنه كان يستهدف إسقاط الطاغية وحده، إلا أن الدولة بأكملها سقطت بسقوطه. وهكذا ، أصبحت فرنسا تواجه مشكلة إعادة بناء الدولة ، وهو أمر أشد صعوبة ويتطلب زمنًا أطول كثيرًا من تدميرها.