دير شبيجيل: داعش يبيع أملاك المسيحين في المزاد// دويتشه فيله: تركيا و"داعش"- هل تُنهي تفجيرات اسطنبول العلاقة الغامضة؟// باكستان تتوسط بين السعودية وإيران لتخفيف التوتر// تقرير استخباراتي: 70 طفلا هو
الإثنين 18/يناير/2016 - 11:39 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الاثنين الموافق 18 أكتوبر 2016
فرانكفورتر الجماينا: داعش يخطف مئات المدنيين فى دير الزور
أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن تنظيم "الدولة الإسلامية" خطف 400 مدني على الأقل من سكان ضاحية البغيلية التي سيطر عليها ومناطق أخرى محاذية لها في شمال غرب المدينة، وذلك إثر هجومه أمس السبت على مدينة دير الزور. وأوضح المرصد السوري الذي يتابع الصراع في البلاد من خلال شبكة مصادر محلية واسعة أن من "بين المخطوفين، وجميعهم من الطائفة السنية، نساء وأطفال وأفراد عائلات مسلحين موالين للنظام"، مشيرا إلى نقل المخطوفين إلى مناطق سيطرة التنظيم.
جدير بالذكر أن تنظيم داعش تمكن من السيطرة أمس السبت على حي إضافي في مدينة دير الزور شرق سوريا موقعا أكثر من 135 قتيلا في صفوف قوات النظام والمدنيين، ليعوض بذلك خسائر مني بها في ريف حلب (شمال) حيث المعارك على أشدها بين الطرفين. وأضاف مصدر قريب من الحكومة السورية أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" قتلوا ما لا يقل عن 250 شخصا بينهم مقاتلون موالون للحكومة وعائلاتهم عندما هاجموا حي البغيلية في المدينة.
دير شبيجيل: داعش يبيع أملاك المسيحين فى المزاد
طبقا لشهود عيان فى الموصل بدأ تنظيم داعش فى بيع ممتلكات المسيحيين في الموصل بالمزاد العلني . ويضم المزاد أكثر من 400 منزل و19 عمارة و167 محلا ومخزنا. وذلك لصالح خزينة التنظيم التي تعاني من ضائقة مالية.
وقال سكان يقيمون في مدينة الموصل لوكالة الأنباء الألمانية إن تنظيم "داعش" افتتح السبت مزادا علنيا في منطقة دورة قاسم الخياط غربي الموصل بعد إعلان عناصر الحسبة، من خلال سياراتهم ودورياتهم العسكرية والأمنية الجوالة في الشوارع باستخدام مكبرات الصوت، بدء ساعة المزاد.
وأشار السكان إلى أن عناصر التنظيم أقدموا على عرض منازل وممتلكات العوائل المسيحية فقط داخل المزاد باعتبارها غنائم لـ "الدولة الإسلامية". وأضافوا أن المزاد ضم أكثر من 400 منزل سكني ونحو 19 عمارة تجارية وأيضا 167 محلا ومخزنا تجاريا لصالح خزينة التنظيم التي تعاني من ضائقة مالية.
ويعاني تنظيم داعش في محافظة نينوى منذ أكثر من ثلاثة أشهر من أزمة مالية خانقة جراء تجفيف أغلب مصادر تمويله بعد منع شراء النفط المهرب من المناطق الخاضعة لسيطرته ومنع الاتجار بالآثار، فضلا عن تحرير الطرق الدولية التي كان يستخدمها في عمليات تهريب السلاح والعتاد باتجاه سوريا وتركيا، ما جعل منه غير قادر على تأمين حتى رواتب عناصره. وهو الأمر الذي جعله يبحث عن مصادر تؤمن له موارد مالية. وبحسب سكان محليين، فإن طائرات التحالف الدولي تمكنت مطلع الأسبوع الماضي من تدمير مبنى فرع مصرف الرشيد وهو يعد ثاني أكبر مصارف العراق ويقع في منطقة الزهور شرقي الموصل ويحتوي على خزائن كافة ممتلكات تنظيم "داعش".
وكان تنظيم داعش قد شن في 20 يوليوعام 2014 حملة شعواء استهدفت المسيحيين في الموصل وأطرافها حيث خير المسيحيون خلالها إما باعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو المغادرة، الأمر الذي أجبر آلاف العوائل على المغادرة إلى كردستان وكركوك وبغداد وأخرى إلى خارج العراق.
دي فيلت : تراجع عدد الألمان الذين ينتمون لتنظيم "داعش"
أعلن رئيس مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا، هولجر مونش، أن عدد الإسلاميين الذين يتوجهون الى سوريا بهدف الانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يتراجع.
ذكر المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة في ألمانيا أن عدد الإسلاميين المتشددين الذين يتوجهون من ألمانيا للانضمام إلى تنظيم داعش يتراجع. وقال رئيس المكتب، هولغر مونش، الجمعة (15 يناير 2016) في ميونخ، خلال تصريحات لبرنامج "مورجن ماجاتسين" (مجلة الصباح) التي تبث على القناة الأولى بالتلفزيون الألماني: "حالات السفر إلى مواقع التنظيم تتراجع".
وأضاف مونش أن السلطات الأمنية رصدت أكثر من 780 إسلامياً متطرفاً توجهوا حتى الآن من ألمانيا إلى منطقة نفوذ تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن ليس جميع من توجهوا للمنطقة يريدون المشاركة في العمليات القتالية هناك. وذكر مونش: "علينا أن ننظر بدقة تامة في من لم يعد يمثل مشكلة من بين هؤلاء، ومن منهم ما يزال يمثل مشكلة لنا".
دويتشه فيله: تركيا و"داعش"- هل تُنهي تفجيرات اسطنبول العلاقة الغامضة؟
الجدل حول العلاقة بين تركيا وتنظيم "داعش" يطفو إلى السطح مجددا بعد تفجير اسطنبول، فهل يكون الهجوم على عاصمة الخلافة العثمانية نقطة تحول في سياسة أنقرة ضد التنظيم، وهل يمكن أن يصل الرد التركي إلى حد التدخل البري ضده؟
تنظيم "داعش" يضرب قلب تركيا مرة أخرى ويعيد النقاش مجددا حول العلاقة "الملتبسة" كما يصفها البعض، بين الأتراك وتنظيم "الدولة الإسلامية". ضربات "داعش" استهدفت هذه المرة اسطنبول بعد أن ضرب التنظيم في السابق كلا من العاصمة أنقرة وبلدة سروج الحدودية جنوب البلاد.
وبعد وقت وجيز من تفجير اسطنبول الذي راح ضحيته عشرة أشخاص معظمهم سياح ألمان، و15 جريحا، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو المسؤول عن التفجير كما أعلن نائبه نعمان كورتولموش، أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم يعتقد أنه سوري عبر إلى تركيا من سوريا، رغم أن التنظيم المتشدد لم يعلن حتى الآن مسؤوليته عن الحادث الدموي.
ولطالما واجهت أنقرة اتهامات بتقديم مساعدات للتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا، عن طريق الدعم اللوجستي وتسهيل عبور مقاتلي التنظيم إلى سوريا بالإضافة إلى استقبال عدد منهم للعلاج، ولعل أعنف هذه الاتهامات جاءت من روسيا مؤخرا بعد التوتر الكبير بين الروس والأتراك على خلفية حادث الطائرة الروسية، حين اتهمت موسكو أنقرة بالتورط في حماية تهريب نفط "داعش". لكن تركيا كانت في كل مرة ترفض تلك الاتهامات بشدة وتؤكد على موقفها المناهض للإرهاب.
مرحلة المواجهة مع "داعش"
وبعد الهجمات المتتالية التي تعرضت لها تركيا من "داعش" يتحدث خبراء ومتابعون عن تحول في إستراتيجية تركيا تجاه التنظيم المتشدد، بدأت ملامحه تظهر منذ استجابة تركيا للضغوط الدولية والمطالب بالتنسيق مع التحالف الدولي في الحرب ضده. بشير عبد الفتاح الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والخبير في الشؤون التركية، يقول في تصريحات لـدويتشه فيله إن السياسية التركية تجاه "داعش" تشهد بالفعل تحولا فبعد الاتهامات التي كانت توجه لأنقرة بدعم "داعش" أو على الأقل التنسيق معه في البداية، بهدف تلافي شر التنظيم ووجود تأييد شعبي له إلى حد ما داخل تركيا من جهة، ومن جهة أخرى بسبب انشغال تركيا بالخطر الأكبر وهو الأكراد، "تركيا اليوم تتحول من سياسة غض الطرف أو التنسيق مع داعش إلى ضرب داعش ومواجهته". لكن هذه المرحلة باعتقاد الخبير المصري لم تبدأ مؤخرا بل منذ أن بدأ التنظيم بشن هجمات ضد تركيا، ويرى عبد الفتاح أن هذه الهجمات تأتي بدورها انتقاما من أنقرة بسبب تنسيقها العسكري مع التحالف ضد "داعش" والذي كانت تحاول تركيا بدورها من خلاله إثبات عدم صحة الاتهامات لها بدعم "داعش".
من جهته يشاطر حسن أبو هنية، الخبير الأردني في قضايا الإرهاب، الرأي بأن السياسة التركية إزاء "داعش" تعرف تحولا ليس بالجديد بل بدأ بعد تفجيرات أنقرة التي أوقعت 128 قتيلا "منذ ذلك الحين غيرت تركيا إستراتيجيتها فقد شددت المراقبة على الحدود واتخذت جملة من الإجراءات الأمنية في الداخل أسفرت عن اعتقالات في صفوف عناصر تابعة للتنظيم بالإضافة إلى تنظيمات كردية وحركات يسارية تعتبرها تركيا أيضا إرهابية، وأحبطت عبور أكثر من 3300 مقاتل داعشي إلى سوريا". وبالتالي لن يحدث حاليا تحول بقدر ما سيتم فقط تعزيز هذه الإجراءات المتخذة سلفا، حسب الخبير الأردني.
الأكراد: هاجس تركيا الأول
رئيس الوزراء التركي داود أوغلو سارع بعد الهجوم إلى دعوة المجتمع الدولي لدعم تركيا كما حصل في الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس. وأكد أن "الإرهاب يستهدف جميع الدول"، مشيراً إلى عزم بلاده على "محاربة التنظيمات الإرهابية العالمية". واعتبر أوغلو أن الفراغ الأمني في سوريا يشكل أحد المصادر الرئيسية للإرهاب الذي يضرب بلاده والمنطقة.
ولم يفوت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من جانبه هذه المناسبة للتأكيد مرة أخرى على موقف تركيا من حزب العمال الكردستاني حيث صرح أنه "لا فرق بين داعش وحزب العمال الكردستاني وبقية التنظيمات الإرهابية" في سياق حديثه عن الجهة المسؤولة عن تفجير اسطنبول. ويقول أبو هنية إن تركيا تدفع ثمن سياساتها الإقليمية بالإضافة إلى السياسات الدولية في التعامل مع "داعش" "موقف تركيا ودول كالسعودية وقطر فيما يتعلق بدعم المعارضة المسلحة كان يفتقر لرؤية واضحة، فتركيا لم تدعم داعش نفسه لكنها دعمت تنظيمات تسميها بالمعارضة المعتدلة وداعش استفاد بشكل غير مباشر من هذا الدعم".
الخطأ الآخر باعتقاد الخبير الأردني هو أن تركيا كانت تضع محاربة إقامة دولة كردية على حدودها على رأس أولوياتها "هذا كان يشكل هاجسا بالنسبة للأتراك وخطرا يفوق أي خطر آخر بما في ذلك داعش" ، وهو ما يتفق معه الخبير المصري بشير عبد الفتاح بالقول "منظومة الأمن القومي التركي لطالما ركزت تاريخيا على الأكراد كأكبر خطر في وجه تركيا، لكن تركيا في الوقت الحالي عقدت صفقة ضمنية يتم بموجبها تقبل وتفهم الدول الكبرى ضرباتها ضد المتمردين الأتراك مقابل تعزيز وجودها في الحرب ضد داعش".
هل تتدخل تركيا بريا؟
مع كل هجوم يشنه تنظيم "داعش" في تركيا يبدأ الحديث عن احتمال تدخل تركيا بريا لضرب أهداف التنظيم، فعلى الرغم من الإجراءات التركية الأمنية المشددة والتنسيق المخابراتي العالي بين مختلف الجهات الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، يبدو أن التنظيم مازالت له قوة وقدرة على زرع خلايا وأنصار له في الداخل التركي. لكن أبو هنية يستبعد أي تدخل بري في الوقت الحالي، ويقول "أعتقد أن حدوث ذلك صعب، فإذا لم تقم تركيا في السابق وفي ظروف أقل تعقيدا من الآن بتدخل من هذا النوع، كيف تقوم به اليوم في ظل التوتر الكبير مع الروس الذين أصبح لهم نفوذ داخل سوريا؟"
وهو ما يعتقده أيضا الخبير المصري عبد الفتاح، الذي يرى أن التدخل التركي البري في سوريا وإن كان يحظى بتفويض من البرلمان إلا أنه صعب في الوقت الحالي بسبب الوجود الروسي. "سيكون السؤال هو: هل يتدخل الأتراك لحماية التركمان أم لقتال الأكراد أو لدعم داعش؟" يتساءل عبد الفتاح. لكن الخبيرين يتفقان على أن تركيا ستظل تطالب بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا رغم كون هذا المطلب أصبح شبه مستحيل بعد تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط الأتراك المقاتلة الروسية في 24 نوفمبر الماضي، وما تلى ذلك من تصعيد روسي ضد تركيا، خاصة مع سيطرة قوات النظام السوري على مناطق قريبة من الحدود التي كانت تريد أن تقيم فيها تركيا منطقة عازلة. رغم ذلك يقول الخبير المصري " روسيا أجهضت تقريبا هذه الإمكانية إلا أن تركيا تستفيد أيضا من حماية أمريكية وإذا حدث تنسيق أمريكي -روسي وتم التوافق على خلق منطقة آمنة ولو بمساحة أقل من التي طالبت بها تركيا، يصبح ممكنا في هذا الإطار فقط أن يكون لأنقرة وجود بري في سوريا".
دويتشه فيله: الاتفاق النووي - تقارب أمريكي إيراني على حساب السعودية؟
يكرس دخول الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني حيز التنفيذ بتزامن مع تبادل للسجناء بين أميركا وإيران، التقارب بين هذين البلدين على حساب السعودية الحليف التاريخي لواشنطن. لكن هل يمكن تحقيق تقارب مع طهران دون إثارة الرياض؟
تنفي واشنطن رسميا أي خطط للمصالحة مع إيران، وكذلك أي تغيير في تحالفاتها في الشرق الأوسط. لكن بعض المحللين يلفتون إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل في إقامة "توازن" بين الخصمين الخليجيين، الرياض وطهران، سعيا لوضع حد للحروب التي تهز المنطقة مثل الحرب المدمرة في سوريا. فبعد تجربة تدخلاتها العسكرية في الشرق الأوسط في العقدين السابقين، راهنت الولايات المتحدة على اعتماد سياسة انفراج مع عدوها اللدود الإيراني بعد 35 عاما من القطيعة في علاقاتهما الدبلوماسية مجازفة بذلك بإهمال حليفها السعودي.
ولخص فريدريك ويري من مؤسسة كارنيغي للأبحاث الوضع بقوله "إن رؤية أوباما بالنسبة للخليج تقوم على التوازن". وإن توصلت الرياض وطهران إلى تفاهم "سيسهل ذلك انسحاب الولايات المتحدة (من الشرق الأوسط) لتتوجه إلى آسيا" على ما أوضح الباحث مشيرا إلى سياسة "إعادة التموضع" الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي يسعى أوباما لانتهاجها منذ 2009. إلا أن ويري يرى أن التصعيد الأخير بين السعودية وإيران "قضى على هذا الطموح لإرساء التوازن".
ويتواجه الخصمان الكبيران، السعودية وإيران، بصورة غير مباشرة عبر النزاعين الدائرين في سوريا واليمن وأيضا في العراق ولبنان. وفي مطلع كانون الثاني/يناير الجاري تحولت عداوتهما إلى مواجهة مكشوفة، فقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد أن تعرضت سفارتها لهجوم من قبل إيرانيين غاضبين من السعودية لإعدامها رجل الدين الشيعي المعارض نمر باقر النمر. وحرصت الدبلوماسية الأميركية التي حذرت مسبقا الرياض في الكواليس من مخاطر إعدام النمر، على الامتناع عن اتخاذ موقف مع أي جانب واكتفت بالدعوة إلى الصلح.
واعتبر كريم سجادبور الاختصاصي في شؤون إيران لدى كارنيغي أن هذا الحياد الذي أبدته الولايات المتحدة يطرح مشكلة.
وقال هذا المحلل "إن ما يميز الرئيس أوباما عن الرؤساء الآخرين منذ 1979، هو أنه في هذه الأزمة الإيرانية السعودية لم تصطف الولايات المتحدة بوضوح إلى جانب السعودية. بينما كانت على الدوم في الماضي يدا بيد (مع المملكة). وذلك يثير بالتأكيد غضب" الرياض. وأضاف "هناك في الخليج (...) هذه الفكرة بأن أوباما يبدي ميلا إلى الفرس، إلى الحضارة الفارسية، وأنه ليس لديه الميل نفسه إلى دول الخليج (العربية)".
واستطرد أن المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط والتي تحظى بحماية المظلة العسكرية الأمريكية ترى أن "لديها نوع من الغيرة الاستراتيجية، تخوف أساسي من أن تميل الولايات المتحدة مجددا نحو إيران وتقيم شكلا من التوازن" الإقليمي.
وسيكون ذلك عودة إلى"استراتيجية الركنين" الأساسيين التي اعتمدها الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي وتستند في آن إلى الرياض وطهران لضمان الأمن في الخليج. لكن هذه العقيدة انتهت مع الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979 واحتجاز رهائن لـ444 يوما في السفارة الأمريكية وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نيسان/ابريل 1980.
وعاودت الولايات المتحدة وإيران الاتصالات في ضوء المفاوضات حول الملف النووي التي انطلقت مجددا في خريف 2013 بعد 18 شهرا من المحادثات السرية. وتوج ذلك بابرام اتفاق فيينا التاريخي في 14 يوليو الماضي ثم دخوله حيز التنفيذ السبت (16 يناير). ويفترض أن يضمن هذا الاتفاق عدم امتلاك طهران القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران بصورة تدريجية. ويعد الاتفاق محطة هامة في مجال حظر الانتشار النووي كما يسجل نجاحا للحوار الأمريكي الإيراني. وخير دليل على هذا النجاح تبادل السجناء المعلن بين الولايات المتحدة وإيران. وهو سيناريو لم يكن ممكنا تصوره قبل بضعة أشهر، ما حدا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القول "إن الدبلوماسية لطالما كانت خيارنا الأول والحرب وسيلتنا الأخيرة".
كذلك فإن حادث الثلاثاء الماضي عندما تاه عشرة بحارة أميركيين في المياه الإقليمية الإيرانية تمت تسويته في خلال أربع وعشرين ساعة. وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدوره بفضائل "الحوار" مع واشنطن بعيدا عن "تهديدات" الماضي.
في المقابل وجه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أثناء لقاء الأسبوع الماضي في لندن مع كيري انتقادا شديدا لـ "حصيلة إيران في مجال الحرب والتدمير والإرهاب وزعزعة الاستقرار والتدخل في شؤون الدول الأخرى".
ويرى البرتو نائب رئيس معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط ("ميدل ايست ميديا ريسيرتش انستيتيوت") أن الولايات المتحدة قامت بـ "مجازفة محسوبة" بتقاربها مع طهران. لكن المعادلة تبدو مستعصية وتساءل هذا السفير الأمريكي السابق "كيف يمكن إعادة الدفء إلى العلاقات مع إيران بدون إثارة الحليف (السعودي)؟"
دويتشه فيله: باكستان تتوسط بين السعودية وإيران لتخفيف التوتر
أعلن مسؤول باكستاني أن رئيس الوزراء نواز شريف سيقود الاثنين وفدا إلى السعودية وبعدها إلى إيران لتهدئة التوتر بين البلدين. وسيلتقي رئيس وزراء باكستان الاثنين في الرياض الملك سلمان والثلاثاء في طهران الرئيس حسن روحاني
يتوجه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ورئيس الأركان الجنرال رحيل شريف إلى المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مهمة سلام تهدف لتهدئة التوترات بين البلدين .
وتصاعدت التوترات بين السعودية وإيران نتيجة لعدة أحداث، بينها إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر في السعودية والرد على ذلك بإضرام النار في السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد.
ونقلت قناة "جيو" التليفزيونية الباكستانية عن مصادر رسمية أن نواز شريف ورحيل شريف سوف يبقيان في السعودية يوم الاثنين فقط حيث يلتقيان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأفراد بارزين آخرين من العائلة الملكية .
ويتوجهان بعد ذلك إلى طهران حيث يعقدان مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين بارزين آخرين. وسوف يجري المسؤولان الباكستانيان مزيدا من المباحثات في طهران على ضوء محادثاتهما في الرياض.
وكانت مصادر قد صرحت لصحيفة "ذا نيوز" الباكستانية أمس السبت بأن باكستان تجري اتصالات مع عواصم مختلفة من بينها الرياض وطهران لتهدئة التوترات منذ أيام.
ويتوجه نواز شريف بعد ذلك إلى سويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حيث يلتقي بعدد من قادة العالم.
دير شبيجل: باراك أوباما سوف نتصدى لأى تهديدات إيرانية لجيرانها
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه مازال يقف بحزم ضد تهديدات إيران لإسرائيل ودول أخرى بالمنطقة، وذكر أن الولايات المتحدة لا يزال لديها خلافات جمة مع إيران.
وقال أوباما في البيت الأبيض "هذا يوم جيد لأننا نشهد مرة أخرى ما الذي يمكن عمله من خلال المساعي الأمريكية الدبلوماسية القوية." وتابع قوله "هذه أشياء تذكرنا بما يمكن أن نحققه عندما نقود بقوة ونتحلى بالحكمة."
وذكر أن الولايات المتحدة لا يزال لديها خلافات جمة مع إيران، وستواصل فرض عقوبات ضد برنامجها للصواريخ الباليستية. وقال أوباما إنه مازال يقف بحزم ضد تهديدات إيران لإسرائيل ودول أخرى بالمنطقة.
وعبر أوباما عن أمله في أن تمثل الأحداث فرصة أمام إيران للعمل بقدر أكبر من التعاون مع باقي دول العالم.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنها أدرجت خمسة مواطنين إيرانيين وشبكة من الشركات العاملة في الإمارات والصين على القائمة المالية الأميركية السوداء. وأضاف البيان أن هذه الشبكة المؤلفة من 11 شركة متهمة بتسهيل وصول مكونات الصواريخ البالستية لإيران من خلال "استخدام شركات وهمية في دول أخرى لخداع الموردين الأجانب". ولفت إلى أن الأفراد الخمسة "عملوا على شراء مكونات صواريخ بالستية لإيران".
وقال آدم زوبين مساعد وزير الخزانة المكلف بشؤون مكافحة الإرهاب إن "برنامج إيران للصواريخ البالستية يشكل خطرا كبيرا على الأمن الإقليمي والعالمي، وسيبقى خاضعا لعقوبات دولية".
وخلال مؤتمر صحافي في طهران، قبل إعلان العقوبات الأميركية، سئل روحاني عما سيحصل في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أو انتهكت بنود الاتفاق النووي، فأجاب أن "أي فعل سيقابل برد فعل". وأضاف "إذا فرض الأميركيون أي تدابير فسيتلقون ردا ملائما".
دويتشه فيله :تقرير استخباراتي: 70 طفلا هولنديا يعيشون في ظل "داعش"
تخشى أجهزة الاستخبارات الهولندية من إن يكون 70 طفلا هولنديا على الأقل يعيشون في ظل تنظيم "الدولة الإسلامية"، وحذرت في تقرير جديد قاتم من الحياة في ظل حكم التنظيم الإرهابي.
نشرت أجهزة الاستخبارات الهولندية تقريرا بعنوان "الحياة بين عناصر تنظيم داعش، إزالة الغموض" في مسعى منها لتعريف العائلات والشرطة والعاملين في مجال الإغاثة بالمصاعب والمخاطر الحقيقية التي تواجه من يتوجه إلى سوريا والعراق. ويرسم التقرير صورة قاتمة للحياة في ظل التنظيم ويقول إن "العنف متأصل" هناك، وأن المجندين الجدد في صفوفه يخضعون لتحقيقات للتأكد من أنهم ليسوا جواسيس. كما يتم اخذ الأطفال بشكل روتيني لمشاهدة عمليات الإعدام التي ينفذها التنظيم بوحشية.
وتوجه الآلاف من المقاتلين الأجانب من دول غرب أوروبا ودول الخليج إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي خلال العامين الماضيين رغبة منهم في دعم أهدافه بإقامة ما يفونها بـ "خلافة إسلامية تمتد في العراق وسوريا وما وراءهما". وبينهم أكثر من 200 مواطن هولندي، 50 منهم نساء.
وقال التقرير إن ثلث الأطفال الهولنديين السبعين، الذين يخشى أنهم يعيشون في صفوف الجهاديين ولدوا إما في العراق أو سوريا، أما الباقي فقد اصطحبهم أهلهم إلى البلدين. وأضاف أن الدعاية الإعلامية التي ينشرها التنظيم "ترسم صورة مثالية (للخلافة) لا تتطابق مع الواقع". وقال إن "البحث الاستخباراتي أظهر أن الظروف الحقيقية مزرية بحق".
وأشار إلى أنه منذ اللحظة الأولى، التي يصل فيها المجندون الجدد إلى مراكز التنظيم، مثل معقله في مدينة الرقة شمال سوريا، يتم فصل النساء عن الرجال. ويتعين على النساء تغطية وجوههن ابتداء من سن التاسعة، ولهن وظيفة واحدة بحسب التنظيم وهي إنجاب أكبر عدد من الأطفال بأسرع وقت ممكن، بحسب التقرير.
أما الأطفال فيذهبون إلى المدرسة من سن السادسة حيث يتعلمون اللغتين الإنكليزية والعربية، كما يأخذون دروسا في "عقيدة داعش" وتفسير تطبيق التنظيم "للجهاد". وقال التقرير إن "حياة الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها داعش ترتبط بالموت والخراب"، واصفا حياتهم اليومية بأنها "صعبة وتسبب الصدمات".
وتتعرض العديد من البلدات التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف إلى ضربات جوية مستمرة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وقد يعاني الأطفال من وفاة أحد الوالدين أو قد يتعرضون للإصابات، كما يتعرضون دائما لمشاهد بشعة.
ولم تكشف متحدثة باسم أجهزة الاستخبارات الهولندية عن كيفية الحصول على المعلومات الواردة في التقرير من 16 صفحة، واكتفت بالقول إن "عملية جمع المعلومات الاستخباراتية هي عملنا". بيد أنها صرحت لوكالة فرانس برس بأن المعلومات موجهة إلى المتخصصين والأقارب لمساعدتهم على فهم ما يمر به المقاتلون الأجانب وأقاربهم.
صحيفة لوموند :واشنطن وبكين راعيتا السلام فى أفغانستان
بعد عام من تفاقم ثورة طالبان والتى لم تكن معلنة خلال اثنى عشر عامًا من الصراعات ، استؤنفت يوم الاثنين 11 يناير فى العاصمة الباكستانية إسلام آباد ، المناقشات حول عملية السلام فى أفغانستان تحت رعاية مزدوجة من الولايات المتحدة والصين.
ويهدف هذا الاجتماع إلى دفع عملية السلام التى أتاحت من قبل ، يوم 7 يوليو 2015 ، عقد لقاء بين قادة طالبان باكستان وممثلين أفغان فى ظل وجود هاتين الراعيتين (أمريكا والصين) وكذلك إلى الأرجح مع كبار مسئولى المخابرات العسكرية الباكستانية فى مدينة مورى بالقرب من إسلام آباد.
وقد نددت طالبان بهذه المفاوضات بعد إعلان السلطات الأفغانية فى اليوم التالى للاجتماع ، عن وفاة قائدها الشهير الملا "عمر" والذى وافته المنية فى إبريل 2013 ، وتكتمت إدارة حركت طالبان هذا الأمر.
وقد حالت الانقسامات التى أعقبت تقليد الرجل الثانى سابقًا من الحركة الملا "أختر محمد منصور" والذى كان دائماً محل خلاف ، أى استئناف لها. وجدير بالذكر أنه لم يكن متوقعًا أى تمثيل رسمى للمتمردين فى لقاء يوم الاثنين.
وكان الرئيس الأفغانى "أشرف غنى" يرغب فى ذلك الحوار. ويرى الرئيس - الذى استنكر كذلك فى شهر أغسطس "الحرب غير المعلنة" التى تشنها باكستان على بلده بواسطة طالبان - أن "النهج الباكستانى" ورعاية الصين يمكنهما إقناع أو إجبار طرف مهم من أطراف النزاع على العودة لطاولة مفاوضات شهر فبراير. وقد يسمح اتفاق سياسى بوضع حد للنزاع أو على الأقل تقليل حدته.
وجدير بالذكر أن جزءًا من القيادة العليا لطالبان يقيم فى باكستان و تربطه علاقات مع عناصر من وكالة الاستخبارات الباكستانية.
ووفقًا لحكومة "غنى"، من المحتمل أن تنشر باكستان "قائمة" بفصائل طالبان الذين أعلنوا عن استعدادهم للتفاوض، إلا أنها إشارة قد تكون سابقة لأوانها وفقًا لإسلام آباد. وقد صرح مستشار رئيس الوزراء الباكستانى للشئون الخارجية" سرتاج عزيز" عند افتتاح الاجتماع قائلاً :"آمل أن يتيح هذاالاجتماع عقد اتفاق تفاوضى لإيجاد طريق نحو السلام الدائم فى أفغانستان".
عدم استقرار شينجيانج :
تعتبر الصين أن علاقاتها الممتازة مع إسلام آباد تمنحها تأثيرًا لا مثيل له لإقامة السلام. وهو هدف يبدو ذا ضرورة مزدوجة لبكين ؛ لسببين :
أولًا : لأنها تدرك أن الحرب الأفغانية هى مصدر لعدم استقرار منطقة شينجيانج الواقعة فى الجزء الحدودى الكبير غربى الصين ، لاسيما مع أفغانستان وباكستان ، ولكونها فريسة للعنف المتنامى من جانب جزء من الأقلية المحلية المسلمة "الأوجور" التى تعارض السياسة القمعية التى تنتهجها بكين.
ثانياً : لأن الرئيس "شى جينبينج" جعل تطوير "طريق الحرير الجديد" بمثابة ركيزة لسياسته الخارجية التى تعتمد على استثمارات مهمة فى عمليات البنية التحتية.
وخلال زيارته لباكستان فى شهر إبريل وعد كذلك الرئيس "شى" باستثمار 46 مليار دولار (42 مليار يورو) فى افتتاح ممر اقتصادى يربط "كاشجار" المدينة الأخيرة فى منطقة شينجيانج بميناء "جوادر" على بحر عمان.
وكانت الصين قد استشعرت ضرورة التدخل فى عملية السلام فى أفغانستان مع بداية انسحاب قوات حلف شمال الأطلنطى عام 2011. غير أن هذا الانسحاب قد توقف تمامًا فى شهر أكتوبر، إذ ارتأت الولايات المتحدة أنها مرغمة على إبقاء جنودها بكامل تعدادهم السابق وأن تتخلى عن قرار عودتهم لبلادهم فى نهاية 2016.
ونظريًّا تعد تكاليف ما يقرب من 9800 جندى فى مقابل 12500 جندى من حلف شمال الأطلنطى قاصرة على مهام التدريب والمشورة والمساعدة" للجيش الأفغانى. غير أن قوات خاصة استطاعت أن تقوم بدور حزبى مهم فى سبتمبر فى مدينة قندوز كبرى مدن الشمال والتى استولت عليها طالبان فى غضون عدة أيام.
ومنذ ذلك الحين تقوم هذه القوات - مع عمليات القصف الأمريكية - بدور حاسم فى معركة هلمند وهو إقليم فى جنوب الدولة ويعد معقلًا لإنتاج الأفيون الأفغانى والذي استردت طالبان جزءًا كبيرًا منه بعد سبعة أشهر من الهجمات التى قامت بها فى مواجهة جيش نظامى ينخره الفساد ، والانشقاقات والخصومات بين القيادات العسكرية.
"يد" باكستان
ومن المتوقع أن يطرح السيد "غنى" كشرط لاستئناف المفاوضات أن تبدي باكستان حسن نيتها بمنعها طالبان من شن هجوم جديد فى ربيع هذا العام. ومع ذلك أحرزت طالبان قدرًا من التقدم فى الشتاء ، مما يجعل من الصعب دفعهم لقبول الهدنة.
تصطدم الاستراتيجية الباكستانية من منظور "أشرف غنى" لانتقادات عنيفة داخل حكومة الوفاق الوطنى ، التى تشهد انقسامات حادة. فقد أثارت استقالة رئيس المخابرات الأفغانية "رحمة الله نبيل" ضجة فى شهر ديسمبر ، بينما كان السيد "غنى" يلتقى فى إسلام آباد برئيس الوزراء الباكستانى "نواز شريف".
وقد اتهم الرئيس السابق "حامد كرزاى" الذى سعى شخصيًّا لإجراء تفاوض مع باكستان من أجل السلام ، خليفته بوضع بلاده تحت سيطرة جارتها.
ومن المتوقع أن ترفض طالبان أيضًا الوساطة الباكستانية ؛ إذ إنها تعتبر أن ضغوطها التى تمخض عنها لقاء 7 يوليو 2015 شديدة ومهينة. ويعتبر "توماس روتيج" الباحث فى شبكة محللى أفغانستان فى كابول أن "طالبان أدانت كذلك المفاوضات فى شهر يوليو ؛ لأنها كانت على ثقة من أن اللقاء لن يكون معلنًا ، وهو ما قامت به على الأرجح إسلام آباد".
وينبغى على "الملا منصور" الذى يبدو أنه نجح فى التخلص من السبب الرئيسى للمعارضة داخل إدارة طالبان أن يقدم ضمانات لمن يعارضون الحوار . كما أنه مهدد من جراء صعود تنظيم "داعش" الذى جند قادة طالبان فى إقليم ننجرهار شرقى البلاد .