تفكيك الفكر المتطرف.. "مناهج الأزهر" خارج الدائرة
الأربعاء 10/فبراير/2016 - 03:25 م
طباعة
اسم الكتاب: نحو تفكيك الفكر المتطرف
الكاتب: عدد من الباحثين
الناشر: وزارة الأوقاف مصر 2016
في إطار هوجة ما يسمى بتجديد الخطاب الديني عقدت مجموعة من المؤتمرات لمناقشته ومناقشة الفكر المتطرف، ويجمع الكتاب بحوثًا مختارة من أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومن الورقة المنشورة بالكتاب ورقة بحثية للدكتور عبد الله النجار تحت عنوان "آليات تفكيك الفكر المتطرف"، وتتضمن مطلبين:
الأول: إصلاح الاعتبارات الشخصية المؤثرة في تفكيك الفكر المتطرف:
للفكر المتطرف اعتبارات ذاتية تتعلق بالأشخاص الذين يتولون إثم ذلك الفكر ويعتنقونه ويوقعون غيرهم في فخه، ومن أبرز الصفات الشخصية المكونة لتلك الاعتبارات:
أولًا: الانحراف في فهم الدين.
يتسم الشخص المتطرف بأنه منحرف في فهم الدين، وهذا الانحراف غالبًا ينشأ عن الجهل به.
ثانيًا: الميل للتشديد على النفس والغير.
حيث إن جهله يدفعه للتشديد على النفس ظنًّا منه أن ذلك التشديد يضمن له إصابة الحق ويكفل له الجنة.
ثالثًا: تجاهل التدبر عند تلاوة أدلة التشريع.
فالمتطرف شخص لا يدخل نفسه في تدبر معاني القرآن الكريم أو ألفاظ الحديث وفهم مقاصده السامية، ليعلم أن الفروع الفقهية إنما تتضافر في مجملها لتحقق مقصدًا شرعيًّا محددًا يعود بالنفع على الإنسان.
رابعًا: الاعتزال والتشكيك في فهم الآخرين ونواياهم.
ومن ملامح المتطرف أنه انطوائي منغلق على ذاته ويتحصن بالتقية في التعامل مع الآخرين.
خامسًا: تعطيل ملكة العقل في الإنسان، ويأتي ذلك من خلال:
1- مبدأ السمع والطاعة.
2- تشيِيء أفراد التنظيم في يد قادتهم.
3- احتقار الوطنية وتقديس الأممية.
أما المطلب الثاني الذي تعرضت له الدراسة فهو إصلاح العوامل الموضوعية المؤدية لتفكيك الفكر المتطرف. وهذه العوامل يمكن تقسيمها إلى عوامل لفظية وعوامل تتعلق بمعاني الأدلة، وذلك كما يلي:
أولًا: إصلاح التعبيرات اللفظية المؤدية إلى تفكيك التطرف، فهناك مفردات تحتاج إلى فهم وليس إلى مجرد حفظ وتلقين.
ثانيًا: إصلاح النظر الفقهي للموضوعات التي يقوم عليها الفكر المتطرف، ومن هذه الموضوعات:
العلاقة بين المسلمين وغيرهم- اعتبار أن العداء هو أساس العلاقة مع غير المسلمين- قصر مفهوم الجهاد عل القتال.
كما نشر الكتاب دراسة للدكتور جابر نصار حول دور المؤسسات التعليمية في تفكيك الفكر المتطرف وقدم تجربة جامعة القاهرة التي يرأسها كنموذج لذلك، من خلال مجموعة الإجراءات التي اتخذها ونجحت في منع نشر هذا الفكر بين الطلاب.
ومنها غلق المصليات المتناثرة في أرجاء الحرم الجامعي والمدينة الجامعية، والتي كانت تتعدد في المبنى الواحد، والانفتاح على الفنون والثقافة كمكون أساسي تفتقده كثير من المؤسسات لمواجهة الفكر المتطرف وإقامة مسارح مفتوحة في مختلف المؤسسات، وإقامة المسابقات الثقافية وتشجيع الطلاب على المبادرات الذاتية في الأنشطة المختلفة. كما تضمن الكتاب الذي يقع في 332 صفحة من الحجم المتوسط أوراقًا بحثية حول دور الإعلام في تفكيك الفكر المتطرف للأستاذ علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ودور المجتمع في تفكيك الفكر التكفيري للدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط، والذي أكد فيها على دور الأسرة المباشر بينها وبين أبنائها في مراقبتهم ومواجهة التطرف في بدايته وتطبيق مبدأ التيسير على الناس والتحذير من الغلظة والخشونة والقسوة في التعامل. يبقى أن كل ما تضمنه الكتاب من أوراق بحثية ألقت باللوم والاتهام على الإعلام والتعليم، ولم تقدم المؤسسة الدينية على أخطر وأهم خطوة في تجديد الخطاب الديني؛ حيث لم تتعرض مثلا لدور المناهج الأزهرية في إنتاج المتطرفين، أو لم تطرح سؤالًا عن أسباب انخراط خريجي الأزهر في الجماعات المتطرفة. ومع استمرار حالة الهروب هذه سوف تظل هذه المؤتمرات بلا نتائج فعلية على أرض الواقع.