تفسير التوراة بالعربية تراث اليهود المفقود باللغة العربية تحدي لغيوم الظلام السلفية
الثلاثاء 23/فبراير/2016 - 12:45 م
طباعة
اسم الكتاب- تفسير التوراة بالعربية
الكاتب – سعديا يوسف الفيومي
الترجمة – سعيد عطية مطاوع – احمد عبد المقصود الجندي
في وسط غيوم سوداء تمطر علي القلوب امطار ثلجية رعدية محملة بالكراهية يقودها الفكر السلفي النظري المتمثل في رفض تهنئة المسيحيين بميلاد كلمة الله المسيح والفكر العملي المترجم للسلفية بالفعل بالقتل والارهاب والتهجير في تنظيم داعش وبينهم يعيش مسيحيو الشرق الاوسط بين الشاطر والمشطور حياة قلقلة في سنادوتش الجهل يصدر عن المركز القومي للترجمة كتاب مهم يتحدي كل غيوم الظلام بنور المعرفة وقوتها هو كتاب تفسير التوراة بالعربية عن سلسلة تراث اليهود محطما بذلك سنوات من العزلة مؤكدا علي صدق الكتاب المقدس الذي بين ايدينا في كل اشكاله معني وتفسير .والمخطوط مكتوب بيد يهودي يدعي سعديا الفيومي وفي المقدمة المهمة للدكتور احمد هريدي حول تاريخ ترجمات الكتاب المقدس – التوارة – يقول ان الترجمة اليونانية تمت هذه الترجمة فى الإسكندرية فى عصر الملك تلمى الثانى فيلادلفوس (285-247 ق.م.)، وكانت هذه الترجمة تهدف إلى خدمة يهود مصر الذين كانوا يتحدثون اليونانية للتعرف على تراثهم الديني، ومن أهداف هذه الترجمة أيضاً نشر معرفة اللغة اليونانية بين اليهود، وقد اشتهرت الترجمة اليونانية باسم الترجمة السبعينية. وقد اختلفت الأراء حول كيفية الترجمة وسبب هذه التسمية، والقول الأرجح أن من قام بهذه الترجمة اثنان وسبعون شيخاً من شيوخ اليهود، أى ستة شيوخ من كل سبط من الأسباط الاثني عشر، وقاموا بهذه الترجمة بدافع قومي وديني، وليس بطلب من الملك اليوناني كما تدعى كثير من المصادر. والترجمة السبعينية مهمة لبحث تاريخ النص وقد استخدمت الترجمة السبعينية مصدراً للترجمات المسيحية، لذلك صارت مقدسة عندهم ومن التراجم المسيحية التى ترجمت عن الترجمة السبعينية كل من الترجمة اللاتينية (نهاية القرن الثانى الميلادى) والترجمة القبطية (القرن الثانى) والترجمة الأثيوبية والجوتية والأرمينية والجورجية (القرن الرابع) والترجمة السلافية (القرن التاسع).
لم تكن الترجمة السبعينية هى الترجمة اليونانية الوحيدة للعهد القديم بل هناك ترجمات أخرى وان لم تنل شهرة الترجمة السبعينية، ومن أهم هذه الترجمات: ترجمة عقيلاس (حوالى 135 ميلادية)، وترجمة سيماخوس معتمداً على ترجمة عقيلاس، وترجمة تياودوطيون (نهاية القرن الثانى الميلادى)، وهى الترجمة الأكثر شيوعاً لدى المسيحيين. فالترجمة السبعينية (اليونانية) نشأت لحاجة يهود مصر إليها بهدف ربطهم بتراثهم الدينى ودمجهم فى الثقافة الهللينية، وليس صحيحاً أن الملك اليونانى هو الذى طلب ترجمة تراث اليهود إلى اللغة اليونانية.
وفى العصر الوسيط تعددت الترجمات العربية، وقد كانت الترجمات العربية فى البداية شفوية ثم بدأت عملية تدوينها مع سيادة اللغة العربية بعد انتشار الإسلام، ومن الترجمات العربية التى وصلت لإلينا مكتوبة مترجمة سعديا الفيومى وترجمة يافث بن على اللاوى. وهناك أسباب متعددة أدت إلى ظهور تراجم عربية يهودية للعهد القديم من هذه الأسباب:
1-غموض الكثير من المواضع بين العارفين بالعبرية، بسبب اندثار اللغة العبرية كلغة للحديث.
2-انتشار القرائين الذين كانوا يستخدمون العهد القديم ويرفضون التراث التلمودى.
3-سعى سعديا الفيومى في ترجمته الي تقريب أقوال التوراة إلى العقل، وذلك باستخدام الأسلوب الفلسفى والمنهج العقلى.
وقد أدى هذان السببان إلى بحث العهد القديم والتعمق فيه من أجل معرفة كيف يمكن الرد على الاتهامات الموجهة ضد العهد القديم سواء من داخل الجماعات اليهودية أو من غير اليهود. فالصراع خلال هذه الفترة كان على أشده بين طائفة الربانيين وطائفة القرائين لذلك ظهرت ترجمتان عربيتان مختلفتان كل منهما تعبر عن فكر الطائفة التى ينتمى إليها صاحب الترجمة. وبصورة عامة قد هدفت الترجمات العربية للعهد القديم تقديمها بلغة مفهومة لليهود القاطنين فى البلدان الإسلامية. وفى الوقت نفسه نشر معرفة اللغة العربية والفكر العربى الإسلامى بين يهود البلدان الإسلامية.
إن ترجمة سعديا الفيومى ليست ترجمة حرفية بل ترجمة تفسيرية للنص وقد هدف سعديا الفيومى من ترجمته تقريب أقوال التوراة إلى العقل الذى يعد أحد أهم خصائص الحضارة الإسلامية، واستخدم سعديا فى ترجمته الأسلوب الفلسفى والمنهج العقلى. كما أن ترجمة يافث بن اللاوى، أقرب أيضاً إلى التفسير منها إلى الترجمة الحرفية. وتوجد تراجم يهودية أخرى من العصر الوسيط، لكن معظم هذه التراجم لم يصل إلينا.ويقول سعديا في مقدمة ترجمته التفسيرية
وإنما أرسمت هذا الكتاب لأن بعض الراغبين سألنى أن أفرد بسيط نص التوراة فى كتاب مفرد لا يشوبه شئ من الكلام فى اللغة مصرفها ومبدلها ومقلوبها ومستعارها، ولا يدخل فيه قول من مسائل الملحدين ولا من الرد عليهم ولا من فروع الشرائع العقلية، ولا كيف تعمل السمعية إلا إخراج معانى نص التوراه فقط. فرأيت أن الذى سأله من ذلك فيه صلاه ليسمع السامعون معانى التوراة من خبر وأمر وجزاء على نسق ونظام مختصر، ولا يطول شغل من طلب منها قصة ما بما يخالطه من اقامة الحجة على كل فن فيثقل عليه. ]و إن[ كان هو أراد بعد ذلك الوقوف على تشريع الشرائع العقلية وكيفية صناعة السمعية، وبماذا ينزل طعن كل طاعن على قصص فى الكتاب طلب ذلك من الكتاب الآخر، إذ هذا المختصر ينبهه على ذلك ويقتضيه قصده. ولما رأيت ذلك رسمت هذا الكتاب تفسير بسيط نص التوراة فقط محرراً بمعرفة العقل والنقل، وإذا أمكننى أن اودع أيضاً كلمة أو حرفاً ينكشف به المعنى والمراد لمن يقنعه التلوين من القول فعلت ذلك وبالله أستعين على كل مصلحة أقصرها من أمر دين ودنيا..ونلاحظ من خلال قراءة هذه الترجمة التفسيرية
تطابق النص المتداول من العهد القديم مع هذه الترجمة الامر الذي يرد علي اي اتهام يطعن في تحريف الكتاب المقدس .ثانيا اهمية التعامل مع التراث اليهودي المكتوب باللغة العربية بعيدا عن العنصرية والاتهامات التي تربط كل ما هو يهودي بكل ماهو صهيوني .ثالثا وجود هذا التراث في الثقافة العامة وانفتاح المصريين لقراءة كل ماهو مختلف عنهم الامر الذي يثري الثقافة ويؤكد علي التعدد ضد الاوحدية المدمرة .رابعا كان من الضروري اقامة احتفال خاص بصدور هذا الكتاب تشارك فيه كل وسائل الاعلام التي كثيرا ما اساءت لكتب المسيحيين ومعتقداتهم
الهوامش
طائفة الربانيين وطائفة القرائين
اليهودية القرائية هي تيار في اليهودية يطلق عليه أيضا القراؤوت ، ويُعرف أتباع هذا التيار باسم العنانيين أو القرائين ويرتبط ظهور القرائية كحركة دينية بشخصية الحاخام "عنان بن داود" في العراق،في القرن الثامن. هذا ويختلف اليهود القرائين عن اليهود الربانيين في أنهم لا يقبلون بتفاسير الحاخامات أو الصلاحيات المطلقه ربانية للمقرا (التي يطلقون عليها " التوراة الشفهية") وهم يلتزمون فقط بأقوال المقرا المفسرة فقط (التي يطلقون عليها "التوراة المكتوبة").