الشيخ محمد عوض يكشف بالعدد الجديد من مجلة البوابة: "حزب النور وجه جديد للإخوان"

الثلاثاء 01/مارس/2016 - 12:36 م
طباعة الشيخ محمد عوض يكشف
 
تضمن العدد رقم 450 من مجلة البوابة الأسبوعية حوارًا مهمًّا مع الداعية السلفي الشيخ محمد عوض مؤلف كتاب "الوجه الآخر لحزب النور" أكد فيه أن "حزب النور" هو الوجه الجديد للإخوان بنفس التطلعات والأفكار، وجاء نص الحوار كالتالي:
 قال: إن الحزب وجه جديد للإخوان بنفس التطلعات والأفكار
"الوجه الآخر لحزب النور" أحد أهم الكتب التي تناولت تجربة الحزب السلفي في معرض الكتاب وفضحت أفكاره ومنهجه الحقيقي بعيدًا عما يدعيه، حيث اعتمد الكاتب على مقالات وكلمات ودروس شيوخ الدعوة السلفية وحزب النور، ورصد تناقضهم الكبير، وتحليلهم للحرام وتحريمهم للحلال وفقا لمصالحهم الشخصية.
وبسبب هذا الكتاب اشتعل غضب حزب النور والدعوة السلفية، وأعلن أحد شيوخهم بدء تجهيز سلسلة حلقات للرج عليه، إلا أنه تراجع في النهاية بعدما وجد كل ما فيه موثق وخراج من السنة شيوخه وأساتذته.
مؤلف هذا الكتاب هو الداعية السلفي محمد عوض عبد الغني المصري والشهير باسم "محمد عوض" وهو أحد أبناء الدعوة السلفية السابقين، والذي اختار الانفصال عنها بعدما حادت عن المنهج السلفي الصحيح- على حد تعبيره- حاورناه ليكشف عن الوجه الآخر لحزب النور السلفي.. فإلى نص الحوار:
ألفت كتابا مهما جدا يعرف باسم "الوجه الآخر لحزب النور".. ما هذا الوجه؟
- حزب النور حزب براجماتى، سرعان ما ظهر الوجه الحقيقى الذي يخفيه وهو ميوله الإخوانية وتطلعه لأن يأخذ مكان الإخوان في كل شيء، هم كثيرا ما تغنوا قديما بحرمة الانتخابات والتظاهرات، فما كان حراما بالأمس أصبح حلالا اليوم، مارسوا السياسة وخاضوا الانتخابات، من خلال هذا الكتاب أريد أن أبين من خلال مقالاتهم وكتاباتهم التي كتبوها بأيديهم تناقض أقوالهم وأفعالهم، كما أريد أيضا أن أوضح أن هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا قدوة بل إنهم عبء على السلفية، والسلفية منهم براء على عكس ما يدعون ويروجون.
■ لماذا لا تعتبرهم من السلفية رغم أنهم يؤكدون هذا مرارا وتكرارا؟
- السلفية لا تعرف التلون والتناقض، وهؤلاء خالفوا منهج السلفية وأئمتها فيما يفعلونه اليوم، فهم متلونون ومتناقضون، ولأنهم لا يمثلون السلفية ويتمسحون فيها كما ذكرت، قررت أن أكتب كتابى هذا لأبرئ الذمة، وأن أبين حقيقة هؤلاء، لمنع غشهم وتدليسهم على المسلمين، فهؤلاء شوهوا صورة الدعاة إلى السلفية بما يقولون ويفعلون، وأؤكد أن السلفية ليست حزب النور، ولا قياداته هم قيادات السلفية، فالسلفية منهج وليست جماعة أو حزب، وأسأل الله أن يهدى هؤلاء وأن يقيهم شر أنفسهم بما يفعلون.
■ كيف ترى الدعوة السلفية بعيدا عن حزب النور؟
- لا يوجد فرق، فمدرسة الإسكندرية المعروفة باسم "الدعوة السلفية" هي نفسها حزب النور، وقد أساءت إساءة بالغة جدا للسلفية، وكل يوم تزداد جريمة هذه المدرسة على السلفية، ويكفى أنهم جعلوا السلفية الآن أشبه بالفزاعة وهذا غير حقيقى.
■ هل ياسر برهامي هو المسئول عن هذا كله؟
- بالطبع، فمن غرس غرسا، ووضع نبتة عليه أن يتحمل نتيجة غرسه وعبء ما صنعت يده.
■ ذكرت في كتابك أن الدعوة السلفية لا تعترف بالرئيس عبدالفتاح السيسي كولي أمر شرعي له السمع والطاعة ولا أي رئيس حكم مصر.. فما حقيقة هذا الأمر؟
- هم دائما يقولون إن رئيس الجمهورية ليس ولى أمر شرعى بل مجرد موظف في الدولة لا سمع له ولا طاعة، فهم لم يعترفوا بأى رئيس لمصر بولايته سواء كان مبارك أو مرسي، وأريد أن أسأل شيوخ حزب النور هل هناك توصيف في الشريعة الإسلامية لهذا الموظف الذي تتحدثون عنه؟ وهل حاله كحال العامل أو الخدام؟ وهل نستطيع أن نقول إن ولى الأمر في بيته موظف وليس له سمع وطاعة على أبنائه؟ بالطبع لا، من سبقكم لهذا التوصيف لرئيس الدولة؟ لا أحد، فالإمام بن عثيمين يقول إن كل من له ولاية على دولة له حكم الإمام له السمع والطاعة سواء كان عابدا أو ظالما أو فاجرا، وقد وافقه في هذا الألبانى والشيخ ابن باز، بل وقالوا إن من لا يرى ذلك فهو خارج، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل الذي لم يدع أبدا للخروج على الحاكم رغم معاناته معهم واضطهادهم له في حياته وأثناء دعوته.
■ من قال هذا تحديدا من حزب النور؟
- ياسر برهامى قال في كتاباته "فقه الخلاف، والعمل الجماعي"، وأنا أسأله من إمامك في هذه المسألة من شيوخ السلفية؟ لا أحد، إنما إمام برهامى في هذا الموضوع هو صلاح الصاوى القيادي الإخواني البارز.
■ هل ترى أن الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور لهما جذور إخوانية؟
- هذه المدرسة خرجت من رحم الإخوان، وتأثروا كثيرا بهم لأنهم تربوا على أيدي كبار قيادات الجماعة، ولا تزال توجد بصمات إخوانية كبيرة في منهجهم وتفكيرهم وتنظيمهم.
المدرسة السكندرية مدعية السلفية قامت بخلط المنهج السلفى بالمنهج الإخواني فأصبح هذا الخليط الجديد منهجها، وللعلم السلفية لا تقبل هذا الخلط، بينما الإخوان هم من يقبلونه وهذا في تعريفهم عندما قالوا إننا دعوة سلفية وحقيقة صوفية وهذا خلط عجيب.
■لماذا لا تعتبر المدرسة السكندرية من السلفية؟
- السلفية ليست جماعة، ولا حزب، ولا تنظيم، ومدرسة الإسكندرية انحرفت عن هذا كله، فأسست حزبا وكونت تنظيما، وهنا أريد أن أسألهم من سلفكم في هذا؟ الإجابة هم الإخوان، والإخوان فقط وليس أئمة السلفية الذين يتمسحون فيهم لجذب الشباب السلفى، وللعلم أنا أؤمن بالعمل الجماعي ولكن أرفض العمل التنظيمى، بمعنى أنه لا مانع من تأسيس جمعية لممارسة دور دعوى أو اجتماعي فهذا أمر ممدوح في الكتاب والسنة، ولكن بشروط أهمها ألا نوالى أحدا من خلالها أو نعادى أحدا بسببها، فالإسلام نبذ التعصب والتحزب لأنه يفرق بين المسلمين، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله نصحهم بعدم التحزب.
■ كنت ابنا من أبناء الدعوة السلفية فلمَ تركتها؟
- تركتها منذ سنوات طوال، لأنى خرجت من زنازين الحزبية المغلقة إلى سعة الدنيا الواسعة، فالحزبية لا تعترف بمن يفكر خارج الصندوق الموضوع له، وأنا فكرت خارج هذا الصندوق فخرجت منها، وأصبحت من مرفوع على الأعناق بسبب تأييدى لهم إلى أسفل الأقدام لمعارضتى لهم، وقد كان سبب خروجى هذا من تلك المدرسة قرائتى لمشايخ السلفية الحقيقيين كالبربهارى واللالكائى من الأئمة المتقدمين، ومن المعاصرين عبدالسلام بن برجس وابن باز والألبانى رحمهم الله والفوزان والعباد حفظهما الله وغيرهم واستماعى لدروسهم التي جعلتنى شخصا آخر تماما أختلف عما كنت فيه.
■ كيف ترى هجوم أبناء الدعوة السلفية وحزب النور وادعاءهم تجهيز سلسلة حلقات للرد على ما ذكرته؟
- أقول لهم أنا لم آت بشيء من عندي، فالكتاب ما هو إلا رصد وثائقي وتاريخي لما كتبوه وقالوه مشايخهم بأنفسهم، ومن أراد أن ينتقد فلينتقد مشايخه وأساتذته ليس أنا، فما أنا إلا مرتب وعارض لما خطوه بأيديهم وتلفظوه بألسنتهم، وهذا غيض من فيض، وقليل من كثير، وما زال في الجعبة الكثير.
■ كيف ترى مستقبلهم السياسي في الفترة المقبلة؟
- لن يكون هناك مستقبل لهم لأنهم ملفوظون من أبنائهم، كما هم ملفوظون من أبناء الشعب المصري، والدليل على ذلك سقوطهم المدوى في الإسكندرية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، الأمر الذي أكد أنهم لا يملكون أي وجود في الشارع تماما، وهم الآن محصورون بين الإسكندرية والبحيرة فقط وقلة في بعض الأماكن، وأنا أرى أن نسبتهم في دنيا السياسة لا تتعدى الـ٢٪ وهي نفس نسبة المقاعد التي حصلوا عليها من مقاعد مجلس النواب.
■ لك كتاب آخر باسم "لماذا لا نشتغل بالسياسة؟".. حدثنا عنه؟
- هو عبارة عن تجميعة لمقالات وكتابات ودروس الداعية العلامة الشيخ عبدالرحمن الوكيل، وقد بيّن الشيخ في هذا الكتاب أن السياسة ليست من نهج أهل الدعوة، لأن فيها تلونا وشقاقا ونفاقا، وأوضح أن قضية الداعية هي أن يدعو الناس لعبادة الله عز وجل كما أراد الله دون أن ينشغل بمقاعد ولا سلطة ولا حكم، فالسلطة تجعل المرء من الممكن أن يتنازل عن مبادئه من أجلها وهذا يخالف الدعوة، ومن وجهة نظرى السياسة تضر أكثر مما تنفع، ولنا في حزب النور المثل، فقد طبقوا ما قاله الإمام ابن تيمية "لا دين أقاموا ولا دنيا أبقوا"، وقد دفع السلفيون ثمن مشاركة هذا الحزب في الحياة السياسية، حيث تسببت فضائحه وأزماته في الإساءة للمنهج، وهذا ثبت صحة وجهة نظرنا بضرورة الابتعاد عن السياسة التي تسيء للدعوة والدعاة.

شارك