حركة "أنصار الدين".. طالبان مالي

الثلاثاء 23/سبتمبر/2014 - 09:53 م
طباعة حركة أنصار الدين..
 

مدخل

مدخل
بعد الضغوط الأمنية التي تعرضت لها جماعات السلفية الجهادية في الجزائر  والاقتتال فيما اتجه عدد من قياداتها نحو صحراء وجبال مالي متخذين منها ملاذا آمنا لهم ومع مضي الوقت انخرطوا في علاقات مصاهرة بينهم وبين قبائل الطوارق الأمازيغ نقل على إثرها فيروس التكفير إلى المنطقة برمتها.
كان من بين هؤلاء الجزائري مختار بن مختار، أمير كتيبة "الملثمون" السابق، وكتيبة "الموقعون بالدماء" الحالي والذي نجح في إقامة علاقات اجتماعية وفرت له البيئة الحاضنة التي مكنته من شن هجمات متتالية على كلا من دول الجزائر والنيجر ومالي وتشاد.

وبعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي ظهرت أولى الحركات الجهادية الطوارقية على يد زياد أغ غالي، الذي أعلن عن مشروعه في إقامة الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة وفق مفهومه بعدها شن حربا على قوات الجيش المالي وحركة تحرير أزواد بعد تحالفه مع فروع القاعدة في الصحراء الكبري.
وشكلت هذه الحركة خطرًا ليس على الأمن القومي المصري فقط بل على أمن دول الشمال الافريقي برمتها بعد ثبوت الصلة بين تلك الحركة وبين التنظيمات الجهادية في الداخل المصري عبر تشكيل شبكات لتهريب الأسلحة والمقاتلين عابرة للحدود المصرية حتى تصل لشمال سيناء.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى المصادر التي أكدت على الصلة التي تجمع بين حركة أنصار الدين والتنظيمات القاعدية المتحالفة معها بتنظيم الشريعة في ليبيا الموالي لتنظيم القاعدة، ما يجعل البوابة الغربية لمصر في مواجهة تحدي حقيقي في مواجهة الإرهاب.

النشأة

النشأة
سقط نظام القذافي.. وفر المقاتلون "الطوارق" الذين قاتلوا بجانبه إلى إقليم الأزواد بشمال مالي، محملين بترسانة من الأسلحة، أغرتهم لإعلان التمرد على الحكومة المركزية  في باماكو، وطامحين في الاستيلاء على كامل أراضي البلاد.
كان في استقبالهم الزعيم التاريخي" إياد أغ  غالي" ابن القبيلة الطوارقية العريقة " الإيفوغاس" والذي قادهم مع مجموعة أخرى محلية نحو الحرب تحت لواء " القاعدة " ليس فقط في مواجهة الحكومة المالية الهشة بل في مواجهة الجيش الفرنسي، الذي خشى على ضياع نفوذه ومصالحه هناك.
أطلق "غالي" على جماعته "أنصار الدين" ورفع راية القاعدة السوداء، مطالبا بتطبيق الشريعة الاسلامية، وباتت جماعته من أكبر الجماعات المتشددة والمسلحة في الصحراء الكبرى، بعد أن أمددته "القاعدة" الأم بالمال والرجال.
وعرف المتحدث الرسمي للجماعة، سنده ولد بو عمامه "أنصار الدين" بقوله أنها جماعة إسلامية مسلحة، ذات توجه سلفي، تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، لكن لا تطالب باستقلال شمال البلاد على عكس حركة "تحرير أزواد" التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد.

السيطرة على تمبكتو

السيطرة على تمبكتو
عقد التنظيم تحالفات مع أفرع القاعدة الممتدة عبر الصحراء، المتمثلة في القاعدة في بلاد المغرب العربي وتنظيم التوحيد والجهاد وكتيبة الموقعون بالدماء، وقام بطرد حركة تحرير أزواد بعد فك التحالف القديم معها حتى استطاع السيطرة في وقت من الأوقات على مدينة "تمبكتو" الأثرية، شمال غرب مالي، وشرعت بعدها الجماعة السلفية  في هدم الأضرحة والعتبات الدينية، التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 فأتت على 7 مزارات من أصل 16، وهو ما لاقى ردود فعل دولية غاضبة.
ولم يكتف "غالي" بالسيطرة على شمال مالي، حتى طمح في التمدد داخل الجنوب في تحدٍ للقوى الغربية، فخاض بمليشيا "أنصار الدين" معارك ضارية في "كونا" ختمها بهجوم شرس على معسكر أُعد لتدريب الجنود الماليين على أيدي عسكريين فرنسيين وأوروبيين، مخلفًا في صفوفهم عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، فجعل من نفسه الهدف الأول للقوات الفرنسية الخاصة التي دخلت الأراضي المالية بعد العملية بأيام لحماية دولة مالي من الانهيار حسبما ادعت "باريس".
وغرت حركة أنصار الدين قوتها بعد أن بلغ أعدادها الآلاف من المقاتلين فشرعت في التوسع في وسط مالي واقتحمت مدن دوانزا وكونا وهمبري التي لم تكن تحظى بحماية من الجيش المالي المتهالك ما وسع أطماعه وجعله يزحف مع أنصاره إلى هذه المدينة القريبة من موبتي حيث القاعدة العسكرية الفرنسية.

التدخل الفرنسي

التدخل الفرنسي
استنجدت الحكومة المالية بحليفتها فرنسا لتشن حربًا على مليشيات القاعدة وحركة أنصار الدين، وليفر "غالي" وجماعته حيث الجبال والصحراء، بكامل عتاده ورجاله.
عندما دارت رحى المعارك بين "أنصار الدين" والقوات الفرنسية المالية، بدأت أفواج الجهاديين تترى على " أزواد" قادمة من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومصر ومن تخوم الصحراء الكبرى، لنصره إخوانهم الذين حملوا لواء القاعدة، لكنهم قرروا في نهاية المطاف الانسحاب حيث التحصن في جبال " تغرغارت" قرب "كيدال" في أقصى الشمال الغربي لمالي عند الحدود مع الجزائر.
اتخذ "غالي" وجماعته، من تلك الجبال نقطة انطلاق ليس فقط للقيام بعمليات ضد الحكومة المركزية في مالي والقوات الفرنسية الداعمة لها، بل كمعسكرات لتدريب العناصر التابعة للقاعدة، وامداد أفرع القاعدة في إفريقيا بالمال والسلاح.
ظهر ذلك جليا عندما اعترف محمد جمال "أبو أحمد"  أحد المتهمين في قضية خلية مدينة نصر، والذي اتهم بالضلوع في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، بأنهم استجلبوا أسلحة وصواريخ وأموالًا من المليشيات الجهادية في شمال مالي.
وشكلت مالي مركز المنتصف للقاعدة في إفريقيا، وملاذًا آمنا للقاعدة في بلاد المغرب العربي، يستطيعون من خلالها تقديم الدعم اللوجيتسي لأفرع القاعدة المتواجدة في شمال إفريقيا وصولا إلى مصر.
فإذا كان الولايات المتحدة الأمريكية قد أدرجت غالي وجماعته على قوائم الارهابيين المطلوبين لديها باعتباره يشكل خطرًا على أمنها القومي، فإنه لاشك أيضًا شكل بالفعل خطرًا على الدولة المصرية الوطنية باعتباره الأقرب جغرافيا إلى تنظيمه من واشنطن.
 

حركة تحرير أزواد.. تحالفات وصراعات

حركة تحرير أزواد..
في البداية تحالفت "أنصار الدين" مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تتشكل أساسا من "توماستيين" "نسبة إلى كلمة توماست، وتعني القومية باللغة الطوارقية" وليبراليين ومستقلين، وآخرين لا يُعرف لهم انتماء إيديولوجي، و تعد حركة وطنية غير جهادية، تسعى لاستقلال إقليم أزواد وإقامة دولة مدنية فيه، ولها جناحان أحدهما عسكري والآخر سياسي، وبالرغم من محاولاتها الترويج في أدبياتها لنفسها باعتبارها حركة تمثل كل سكان الإقليم بمن فيهم العرب والفولان والسونغاي، فضلا عن الطوارق، إلا أن الواقع يعكس لوحة أخرى للحركة، قوامها بعد قومي قبلي، فرغم وجود عناصر عربية ومجموعات من بعض قبائل الطوارق المختلفة في صفوف الحركة، تبوأ بعضهم مناصب قيادية فيها، غير أن السواد الأعظم من مقاتلي الحركة، ينتمون إلى قبائل "الإيدينان" الطوارقية، وإليهم أسندت القيادة العسكرية، التي تولاها الضابط السابق في الجيش الليبي "محمد ناجم"، ومعه قادة آخرون انضم إليهم مقاتلون من أبناء قبائلهم، كما هو حال العقيد السابق في الجيش المالي "الصلاة خضي" الذي يقود فيلقًا من مقاتلي قبيلة "شمان مس"، والقائد الميداني "اباه موسى" الذي انحاز إليه مقاتلون من قبائل "الايفوغاس"، قبل أن يعودوا بمعيته أدراجهم إلى "حركة أنصار الدين" الإيفوغاسية المنشأ.
وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد سباقة إلى إطلاق الشرارة الأولى للحرب ضد الجيش المالي، عبر هجومها على مدينة "منيكا" بشمال شرق أزواد في شهر يناير الماضي، وسيطرتها لاحقا على مدينة "ليرة" في القسم الغربي لأزواد قرب الحدود مع موريتانيا، بيد أن الظهور القوي للحركة الوطنية عشية انطلاق شرارة الحرب بدأ يتراجع شيئا فشيئا، لصالح الفصيل الثاني من المتمردين الطوارق، وهو "حركة أنصار الدين" ذات التوجه السلفي الجهادي، حيث أعلن عدد من قادة الحركة الوطنية انضمامهم لأنصار الدين، كان آخرهم القائد العسكري "اباه موسى" الذي أعلن مع عشرات من مقاتليه انضمامهم لحركة أنصار الدين.

من هو غالي؟!

من هو غالي؟!
"غالي" المثير للجدل عرف من خلال بروزه كقائد يساري لحركة تحرير أزواد بداية التسعينيات، حين قاد حركة الطوارق في حرب مع مالي انتهت بتوقيع اتفاقية سلام لم تنفذ، وبقى هو متنقلا بين العاصمة المالية باماكو التي تقلد فيها عدة مناصب وبين دول الجوار لا سيما ليبيا، حيث عقد صداقة وثيقة مع العقيد معمر القذافي استمرت حتى مقتل الأخير خلال الثورة الليبية.
 و"غالي" من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل ''الإيفوغاس''. عسكري سابق، وشخصية بارزة، وزعيم تاريخي في تمرد قبائل الطوارق خلال التسعينيات من القرن الماضي، ينحدر من أسرة ازوادية عريقة في (كيدال) بأقصى الشمال الشرقي لمالي.
وأثناء عقد من الزمن سافر "إياد" إلى باكستان عدة مرات حيث تأثر بجماعات التبليغ في باكستان التي عقد معها صلات واسعة فأطلق لحيته وانعزل عن الناس ملازما منزله في معقله "كيدال"، وأنهى الرجل حقبته اليسارية، عندما ساقت له الأقدار بين الأوروبيين وبين خاطفي الرهائن في مالي.
ورغم إثناء الأوروبيين عليه ووصفه بالصديق، إلا أنهم لم يدركوا أن تلك الوساطة حولت "غالي" من زعيم يساري قبائلي إلى قائد بتنظيم القاعدة بعد اقتناعه خلال المفاوضات مع عناصر القاعدة الخاطفين بالفكر السلفي الجهادي، وانتزاعه مئات الملايين من جيوب الأوروبيين ليلقيها في حجر القاعدة في بلاد المغرب.
وبعد انهيار اتفاقية السلام الهشة التي توسط فيها بين السلطات المالية وبين حركة الطوارق التي عادت وحملت السلاح عام 2005 تم تعيينه من قبل الحكومة المالية قنصلا في مدينة جدة.
وما لبث أن طردته السلطات السعودية بعد فترة وجيزة من عمله بعد الاشتباه في دوره وصلاته بعناصر دينية متشددة.
إلا أن الغموض يلقي بظلاله على علاقة هذا السلفي الجهادي، بالعقيد معمر القذافي، فكيف له أن يدفع بمقاتلين طوارق للقتال بجانب العقيد ضد ثوار ليبيا الذين وفيهم قادة في الجماعة الليبية المقاتلة، وهي جماعة وثيقة الصلة بتنظيم القاعدة.
وبعد سقوط "القذافي" واشتعال الثورة الأزوادية بقيادة "حركة تحرير أزواد" ضد السلطات المالية، فوجيء المتابعون بإعلان "غالي" حركة أنصار الدين" التي أعلنت هي الأخرى الحرب ضد الحكومة المالية، لكن تحت علم القاعدة الأسود، والمطالبة بتطبيق الشريعة.
ولكي يخلق "إياد" نوعًا من التميز بينه وبين حركته الأم التي انشق عنها، رفض بدوره الاستقلال بشمال مالي والإصرار على الاستيلاء على كامل أراضي البلاد، مما اعتبرته حركة تحرير أزواد" اليسارية" كسرا لأحد أهم الثوابت التي نادت بها الحركة خلال تاريخها.

البنية الفكرية

خلت أدبيات تلك الجماعة من مناهج فكرية ممسوكة يمكن من خلالها تحديد الايديولوجيا الدينية لها، فقد أعلن تشكيل الجماعة سريعًا دون التنظير الشرعي لها، وخلت أيضًا من منظرين لحركتها وعملها.
لكن المدقق في رسائل إياد غالي على قلتها يلاحظ تشديد الرجل على أن جماعته تتبني مشروع إقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الحدود وإيمانه بالجهاد العالمي في سبيل تحقيق ذلك.
ويرجع البعض عدم وجود أدبيات تنظيرية للجماعة بسبب تسرع الجماعة في الإعلان المبكر عن نفسها في شهر ديسمبر من عام 2011، ويقول الناطق باسمها، سنده ولد بوعمامة، "إن الظروف لم تسمح بتأسيس التنظيم إلا بعد اضطراب الأوضاع في شمالي مالي، ودق طبول الحرب في المنطقة".
لكن تبدو جذور منهج جماعة التبليغ التي تربي في كنفها مؤسسها إياد غالي حاضرة على تلك الجماعة التي يُعرف عنها أنها ليست عارقة في الأصول المنهجية والإشكالات الفقهية التي وسمت بقية الجماعات السلفية الجهادية .
ومع ذلك فالجماعة أعلنت في أكتر من موضع أنها تتبني افكار السلفية الجهادية على العموم فشرعت في تطبيق الحدود الاسلامية من قطع ليد السارق وجلد الزاني وشارب الخمر وقصدت تصوير ذلك ونشره على مواقع الإنترنت.
ويؤكد توجه الحركة السلفي الجهادي ما قامت به في مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غرب مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية ـ التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 ـ فأتت على سبعة مزارات من أصل 16، وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونسكو.
وينسب الشيخ محمد الحسين، قاضي مدينة تمبكتو التي تتمركز بها "أنصار الدين" عددًا مما أسماه إصلاحات منذ سيطرتها على المدينة، منها إقامة مجلس للقضاء بالمدينة يتشكل من بعض أعضاء الجماعة إلى جانب مواطنين، ويعمل على الفصل بين النزاعات وأشار موقع "صحراء ميديا" إلى أن جميع السكان هناك "يذعنون لأحكامه سواء كانوا تنظيمات أو أفرادًا".

أنصار الدين والقاعدة

لم يكتف "غالي" بالانشقاق عن الحركة الأم، بل ذهب للتحالف مع أخطر تنظيمات القاعدة في الصحراء الكبرى "التوحيد والجهاد"  ثم حركة "المرابطون" وكتيبة " الموقعون بالدماء" التي يتزعمها مختار بلمختار، أخطر عناصر القاعدة في الصحراء الكبرى، ثم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وأميره أبو مصعب عبد الودود.
وقاموا من خلال التحالف بطرد حركة "تحرير أزواد" التي يقودها الطوارق من المدن الشمالية الثلاث " تينبكتوا وجاوا وكيدال"
وأعلن "غالي" تطبيقه للشريعة الإسلامية، على منهاج القاعدة، وأخذ في التضييق على الحريات الشخصية للمواطنين.
كان آغ غالي مسئولاً كبيرًا في مالي، تأثّر بالفكر السلفي خلال عمله كدبلوماسي بالخليج وخلال قيامه بالوساطة لتحرير رهائن غربيين مختطفين عام 2003 لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، معظم المنتمين لحركة من أبناء الطوارق على عكس جماعات أخرى أغلب عناصرها من العرب.
علاقة أنصار الدين بالقاعدة لا تتجلي في الراية السوداء فقط إلا أن تفوق "أنصار الدين" العسكري والمكانة الخاصة التي يحظى بها التنظيم تعود في جانب كبير منها إلى تحالفه مع تنظيم القاعدة الذي أمدَّه بالمال والرجال حتى بات يحظى بأقوى حضور ميداني بين التنظيمات الإسلامية في المنطقة.
ينتمي عدد كبير من المسلحين في شمال مالي لقبائل عربية لها امتداد جغرافي بين إقليم أزواد بمالي وموريتانيا، ما يمثل ظهيرا قبليا للمسلحين، بحسب متابعين للشأن المالي.

أبرز القيادات

سنده ولد بو عمامه:

سنده ولد بو عمامه:
يجسد سنده ولد بو عمامه المتحدث الرسمي باسم حركة "أنصار الدين"، أبرز الحركات المسلحة شمال مالي، خير مثال على ذلك، فبوعمامة يعتبر قياديا له وزنه القبلي داخل قبيلة "لبرابيش" وهي قبيلة عربية ممتدة بين مالي وموريتانيا.كما أن امتداده في موريتانيا حاضر وبقوة، فهو خريج جامعة "نواكشوط"، ومارس التجارة لفترة طويلة في مدينة "باسكنو" الموريتانية على الحدود مع مالي، ومثله الكثيرون من قيادات الجماعات المسلحة القريبة من تنظيم القاعدة.
  

هوكا هوكا:

هوكا هوكا:
هو قاضي جماعة أنصار الدين وقد اعتقلته السلطات المالية بعد نجاحها في استرداد شمال مالي، ثم أفرجت عنه لاحقًا بعد اتهامه بـ" تقديم الدعم للقيام بأعمال إرهابية " و"هوكا" كان قد شغل إمامة مسجد الفاروق في حي "أبراز" في تمبتكو كما كان قاضيًا لدى السلطات المالية للفصل في النزاعات القبلية التي تسمح الحكومة له بالتدخل فيها قبل مقدم أنصار الدين الذين أبقوه في منصبه إبان سيطرتهم على المدينة 2012م.

هارون أغ السعيد:

هارون أغ السعيد:
تولى الجناح العسكري في الحركة، وادعت القوات الفرنسية مقتله إثر عملية عسكرية في شمال كيدال  يذكر أن "السعيد" قاد عددًا من العمليات إبان الثورات الأزوادية، وقد منحته السلطات المالية بعد اتفاقية تمنراست 1992م رتبة عقيد، وكانت له اليد الطولى في تحرير السياح الخليجيين المختطفين بداية الألفية الجديدة، ويعتبر أحد أبرز المساعدين لإياد أغ غالي ومن أبرز قياداته في كيدال، وكان قد ترأس وفد المفاوضات بين أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد في ليرا، وقايضهم آنذاك بين الانضمام إليهم أو الحرب.
وقاد عملية "جابلي"  وفق موقع" الحدث الأزوادي" الذي أورد الخبر  والتي كانت السبب المباشر لتدخل القوات الفرنسية، وكان آخر المنسحبين منها، واختار بعد ذلك التوغل إلى معقله في جبال أضغاغ الواقعة شمال كيدال .

أحمد الفقي:

أمير الحسبة في الحركة، واعتقلته السلطات المالية في قرية "أريو" القريبة من "فرش" 90 كيلو غرب تنبكتو  في شهر يناير من العام الجاري.

الصراعات والتحالفات

ولا تركز حركة أنصار الدين في مشروعها على منطقة أزواد التي نشأت فيها، وإنما ترى من واجبها التوسع في أهدافها "عبر الأرض الإسلامية في مالي وولاياتها".
وبعد الانقلاب العسكري وانهيار الجيش الحكومي في الشمال تحت ضربات الجماعات المسلحة، عقدت أنصار الدين اتفاقا تنسيقيا مع الجماعات الموجودة هناك، وهي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد.
وبسطت الجماعة سيطرتها في شمال شرق مالي، بعدما هاجمت قاعدة عسكرية في مدينة أغهلوك قرب كيدال في يناير 2012، ثم سيطرت على مدينة تساليت.
واستفادت "أنصار الدين" من تجربة قائدها إياد أغ غالي العسكرية ونفوذه القبلي لتحكم سيطرتها على الشمال الشرقي للبلاد، كما استهوى خطابها ونجاحها العسكري عددا من المسلحين انضموا إليها من "الحركة الوطنية لتحرير أزواد".

العلاقة مع الجزائر

العلاقة مع الجزائر
وتُعرف أنصار الدين أيضا بعلاقتها بالحكومة الجزائرية، كما يوصف قائدها آغ غالي بأنه "رجل الجزائريين" في منطقة الأزواد.
وتعود علاقة آغ غالي بالحكومة الجزائرية إلى التسعينيات عندما شارك في المفاوضات بين الحركة الشعبية لتحرير أزواد وحكومة باماكو.
كما الطوارق، الذين ينتمي إليهم غالي وجماعة أنصار الدين، يشكلون 1 في المئة من سكان مدينة تندوف ومنطقة الهقار في الجزائر.
ويرتبط الطوارق فيما بينهم بعلاقات أسرية وروحية قوية بغض النظر عن الحدود بين الدول، وكان لطوارق الجزائر دور كبير في تهدئة الأوضاع وإبرام جميع الاتفاقات بين حركة الأزواد والحكومة في مالي من 1992 إلى 2006.
وكانت الحكومة الجزائرية تعتقد بإمكانية عزل الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة على غرار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتوحيد والجهاد عن حركات أزواد، ومن بينها أنصار الدين، على الرغم من تبنيها "الجهاد وتطبيق الشريعة الإسلامية".
وحاولت "أنصار الدين" التميز في منهجها عن الجماعات المرتبطة بالقاعدة، عندما منعت عمليات الاختطاف واستهداف الأجانب في المناطق التي تسيطر عليها.
وسعت إلى تحرير رهائن احتجزتهم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والفصيل المنشق عنها، حركة التوحيد والجهاد وعبرت عن استعدادها للحوار السياسي مع الحكومة في باماكو ولكن تسارع الأحداث ومبادرة فرنسا بحملة عسكرية ميدانية خلط الكثير من الأوراق في المنطقة.
ولعل إعلان فصيل "حركة الأزواد الإسلامية"، وهو الفصيل الذي انشق مؤخرا عن أنصار الدين، استعداداه للحوار السياسي، بشرط وقف الأعمال العدائية في المناطق الشمالية الشرقية، التي يسيطر عليها، إيذان بتطورات جديدة في مالي.

أزمة البربر

أزمة البربر
الطوارق من شعب الأمازيع (وكلمة الأمازيغ تعني الأبيض الحر)، وهم من أصول غير أفريقية، بيض البشرة، يتحدثون اللغة الأمازيغية، مسلمون سنة على المذهب المالكي، إلا أن السحر الأسود ينتشر بينهم والكهانة والشعوذة.
يشغلون مساحة جغرافية متصلة تبدأ من جنوب مصر (وادي حلفا) وغرب  ليبيا وتونس، وجنوب الجزائر، والنيجر وشمال مالي وبوركينا فاسو.
ومع اتصال الرقعة الجغرافية التي يعيشون عليها إلا أنهم مقسمون على عددٍ من الدول.
قاوم الطوارق المحتل الفرنسي ثم خضعوا له، وبعد رحيله قسمت أرضهم على عددٍ من الدول، وكان تمركزهم الأكبر في "مالي"، و"النيجر"، و"بوركينا فاسوا"، ولم تندمج هذه الشعوب فيما جاورها ممن يخالطونهم من الشعوب، وبسبب سوء الحالة الاقتصادية والاضطهاد السياسي وموجات الجفاف اضطربت أوضاعهم في البلدان التي خضعوا لها، ونشبت بينهم وبين الحكومات صراعات أدت إلى اتخاذ إجراءات متفاوتة في حقهم، فمن توطينهم بعد صراع في مالي، إلى عدم توطينهم كما في النيجر إلى فرض الأحكام العرفية عليهم وإقصائهم في جنوب البلاد والاستيلاء على الثروات البترولية التي نشأت في بلدانهم كما الجزائر، وتاريخياً عملوا في حماية القوافل المارة بهم، ووسيط تجاري بين الشمال ووسط إفريقيا، وفي تجارة العبيد.
هوية الطوارق ليست إسلامية خالصة، وإنما بينهم مجاهدون ويبرزون في مقدمة الأحداث الحالية، ولذا نتحدث عن مطالب الأمة الطوارقية ومطالب الفئة المجاهدة فيها:
طبيعة الطوارق بدوية لا تعرف الحدود الجغرافية، ومنذ نشأت الدول القومية بعد رحيل المحتل الأوروبي كثرت حروبهم مع الحكومات، وفشلت محاولات توطينهم في مالي والنيجر، ومطالبهم السياسية تنحصر بين: المطالبة بتحسين الأوضاع السياسية داخل البلد الذي يسكنون فيه، وقد قاتلوا من أجل ذلك في النيجر ومالي، وانتهى الأمر بسيطرتهم على جزء (الأزواد) في شمال مالي واستقلوا به، المطالبة بوطن كبير يجمع شتاتهم في البلدان.
تكونت حركات مسلحة من الطوارق بعضها قادم من الجزائر بهوية إسلامية جهادية، وبعضها قادم من ليبيا بمستوى تدريب عالي وسلاح متطور ومتنوع وقد قاتل مع القذافي إلى أن رحل، واجتمعوا – وخاصة أصحاب الهوية الإسلامية منهم - على إقامة وطن خاص بالطوارق في شمال مالي وسيطروا على منطقة الأزواد وأعلنوها دولة مستقلة، ولم يعترف بها المجتمع الدولي إلى الآن.

أفرع القاعدة المتحالفة مع أنصار الدين

أفرع القاعدة المتحالفة

في صراعها مع فرنسا ودول الساحل الإفريقي تحالفت أنصار الدين مع تنظيمات وكتائب منتشرة في الشمال المالي يعتقد في انتمائها إلى تنظيم القاعدة.

وفي دراسة عن خريطة التنظيمات الجهادية المالية للباحث على عبدالعال، قسم تلك التنظيمات كما يلي:

- القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي:  يقيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"- المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، والتي كانت قد ولدت، بدورها، من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة ـ قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالي منذ سنوات، ينطلق منها لشن عملياته.

لذلك فهو التنظيم المسلح الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم في التواصل وإقامة للعلاقات مع شيوخ القبائل هناك؛ إذ يرتبط التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود "عبد المالك دروكدال" بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، ويحتفظ بعلاقات قوية معهم.

ويسود اعتقاد لدى متابعين للوضع بالمنطقة أن تنظيم القاعدة هو المحرك الحقيقي من بين كل الفصائل الإسلامية المسلحة في شمال مالي، وأنه حلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة وصاحب اليد الطولى بالمنطقة، وغالبا ما تصفه المصادر المحلية بأنه الأكثـر تجذرًا ومعرفة وخبرة بمناطق الشمال.

تشير مصادر متطابقة إلى أن العناصر التي تعمل بين صفوف "أنصار الدين" أو حركة "التوحيد والجهاد" ليسوا في النهاية سوى مقاتلين سابقين لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ويقول التنظيم إنه "يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي - الفرنسي والأمريكى تحديدا - والموالين له من الأنظمة "المرتدة" وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية، وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية".

ويعمل عناصر القاعدة في شمال مالي ضمن إطار إمارة الصحراء، وهي المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.

ويقسم التنظيم شمال إفريقيا إلى مجموعة من المناطق العسكرية، تمتد فيها "إمارة الصحراء" بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم بـ "صحراء الإسلام الكبرى".

وكان يتبع أمير الصحراء أربع مجموعات عسكرية، كتيبتان وسريتان، فالكتيبتان هما كتيبة طارق بن زياد، وأميرها عبد الحميد أبو زيد، وكتيبة الملثمين، وأميرها مختار بلمختار، أما السريتان فهما سرية الفرقان، وسرية الأنصار، وأميرها عبد الكريم التاركي لكن حدث مؤخرا ما يشبه الانشقاقات فخرج أمير كتيبة الملثمين وكون تنظيما منفصلا.

وتتمركز كتيبة طارق وسرية الفرقان في ولاية تمبكتو، وتضم هذه الكتائب والسرايا كل الجنسيات الموجودة بالمنطقة، كما تضم عناصر تنحدر من أصول غربية، وترتبط هذه الكتائب والسرايا بتنسيق وثيق.

وفي أوائل ديسمبر الماضي أعلن تنظيم القاعدة عن ميلاد كتيبة جديدة حملت اسم الأمير المرابطي "يوسف بن تاشفين" وأسندت قيادتها الي أحد نشطاء التنظيم المسلح هو القيرواني أبو عبد الحميد الكيدالي نسبة الي كيدال عاصمة قبائل الطوارق في الشمال المالي

حركة أنصار الدين..
حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا: إحدى أهم الحركات الإسلامية المسلحة التي تنشط بالمناطق الشمالية، وهي حركة منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويقودها (محمد ولد نويمر)، ومعظم عناصرها من العرب.
تدعو الحركة إلى الجهاد في غرب إفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة (قاو) الواقعة على نهر النيجر في شمال شرق مالي، وكانت "التوحيد والجهاد" تتقاسم السيطرة على المدينة مع "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" بعد طرد الجيش المالي منها، وقبل أن تطرد ـ فيما بعد ـ عناصر الحركة الأزوادية على خلفية صراع بين الطرفين استمر نحو شهرين.
وبينما باتت الحركة تسيطر على عدد متزايد من مدن الشمال أعلنت تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، فإنها ظلت تؤكد أنهم لا يهدفون إلى الوصول للعاصمة "باماكو".
وقالت "التوحيد والجهاد" إن بإمكانها السيطرة على العاصمة المالية في غضون 24 ساعة إن أرادت. مشيرة إلى أنها تملك ترسانة عسكرية هائلة تمكنها من الاستيلاء على باماكو وقهر جيوش المنطقة في حالة المواجهة العسكرية.
وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مالية، وما تملكه من روابط قبلية، وما لها من حضور ميداني، استطاعت حركة "التوحيد والجهاد" طرد جميع مناوئيها الطوارق من مدينة اسونغو، بعدما ألحقت بهم هزيمة كبرى في 27 يونيه في مدينة قاو، إحدى المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي.
ومن بين الأسباب التي سهلت للحركة تواجدها أنه كان ينظر إلى "التوحيد والجهاد" من قبل السكان المحليين بعين الرضا خاصة في قاو لأنهم كانوا يواجهون المتمردين الطوارق في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" الذين اشتهروا كقطاع طرق ومتهمين بارتكاب العديد من أعمال العنف والتعديات في المدينة قبل أن تطردهم الحركة بعد معارك طاحنة.
وكباقي حلفائها المسلحين وقفت "حركة التوحيد والجهاد" وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب ومن بينهم جزائريون كانوا قد اختطفوا في منطقة غاو في شهر أبريل/نيسان الماضي. كما نفذت الإعدام بحق دبلوماسي جزائري بعد أن رفضت السلطات الجزائرية إبرام اتفاق معها، يقضي بالإفراج عن إسلاميين معتقلين وفدية تقدر بنحو 15 مليون يورو.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت التوحيد والجهاد تشكيل أربع سرايا عسكرية هي: سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. واعتبرت الجماعة في بيان لها أن إعلان الهيكلة الجديدة كان نتيجة لتوسع نفوذها، وتزايد أعداد مقاتليها، مؤكدة أن السرايا الجديدة سيتم توزيعها حسب التحديات التي تواجهها المنطقة داخليا وخارجيا.

حركة أنصار الدين..
وللحركة كتيبة أخرى تتبعها تعرف بـ(كتيبة أسامة بن لادن) يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر.
اعتبر ولد عامر المشهور بـ"أحمد التلمسي" في أول ظهور إعلامي ديسمبر الماضي "التهديد الدولي قدرا كوني"، مؤكدا أنه "لا بد من مواجهته ودفعه بالقتال والجهاد وتحريض المسلمين على كسر شوكة"، ما وصفها "بالمنظومة الكُفرية العالمية التي تتربص بشريعة الرحمن في كل بقعة من الأرض يُمَكِن الله فيها لعباده المجاهدين".
- ـ كتيبة "أنصار الشريعة"
 أسسها عمار ولد حماها، الذي سبق وطاف على كل الجماعات الإسلامية في مالي قبل أن يشكل كتيبته بعد خروجه مباشرة من جماعة (التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا).
 عرف ولد حماها بقدرته الكبيرة على جلب الانتباه إليه منذ بداية سيطرة الإسلاميين على شمال مالي، حيث لقبه البعض بـ"الرجل ذي اللحية الحمراء"، ووصفه آخرون بأنه "رجل الكاريزما القوية" نتيجة لحضوره اللافت ولغته الفرنسية "الحادة"، التي يتقنها أكثر من أي زعيم إسلامي آخر في الشمال.
 ففي الأيام القليلة الماضية قام ولد حماها، المنحدر من قبائل البرابيش العربية، بالإعلان عن تشكيل كتيبته "أنصار الشريعة"، التي أراد لها أن تكون قطباً جديداً يحتضن أبناء قبائل البرابيش والعرب الذين "تقاعسوا عن الجهاد"، حسب تعبيره.
 يقدم ولد حماها أنصار الشريعة بأنهم "كتيبة إسلامية شعبية إقليمية لتطبيق شرع الله في كل مالي

شارك