إحباط عملية إرهابية محتملة في فرنسا / وزير العدل لا يستبعد وقوع حوادث إرهابية في ألمانيا / داعش السبب الرئيسي للهجرة الجماعية للمسيحين في الشرق الأوسط / الإرهاب يضرب عاصمة أوروبا
الإثنين 28/مارس/2016 - 02:09 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الاثنين الموافق 28/3/2016
دويتشه فيله: إحباط عملية إرهابية محتملة في فرنسا
كشف إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء إرهابي في فرنسا الأسبوع الماضي عن وجود صلات أوروبية بين أربعة مشتبه فيهم، يبدو أنهم كانوا على علاقة بتنظيم "داعش" وينسقون عملياتهم بين بلجيكا وهولندا وفرنسا.
كشف التحقيق في مخطط لتنفيذ اعتداء أُفشل الخميس في فرنسا وجود روابط أوروبية، ذلك أنه بعد توجيه التهمة إلى رجلين في بلجيكا، اُعتقل فرنسي أمس الأحد في هولندا ويشتبه في أن يكون الثلاثة على صلة بالمشتبه به الرئيسي رضا كريكت.
وهذه القضية منفصلة عن التحقيق في اعتداءات باريس في 13 نوفمبر، التي أوقعت 130 قتيلاً وبروكسل في 22 مارس، حيث ذهب ضحيتها 31 شخصاً، وأعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عنها حتى وإن كشف عن صلات بين المنفذين.
واُعتقل رضا كريكت (34 عاماً) الخميس في بولوني-بيلانكور (الضاحية الباريسية). وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف قد أعلن لاحقاً إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء "في مرحلة متقدمة" من دون مزيد من الإيضاحات. وعُثر على بنادق هجومية منها أسلحة كلاشنيكوف ومتفجرات في شقة في مدينة أخرى في ضواحي باريس. ومنذ ذلك تقدم التحقيق بسرعة واتسع إلى عدة دول أوروبية.
والأحد اعتقل أنيس ب. الفرنسي في الـ32 من العمر المولود في مونترو (الضاحية الباريسية) والمقيم في دائرة فال-دو-مارن القريبة من باريس، في روتردام (هولندا). وهذا الرجل الذي أقام في سوريا، يُشتبه في أن يكون تنظيم "داعش" قد كلفه تنفيذ اعتداء في فرنسا مع رضا كريكت، بحسب مصدر في الشرطة.
وقال مصدر قضائي إنه "اعتقل إثر مذكرة توقيف أوروبية أصدرها الجمعة قضاة تحقيق فرنسيون". وذكرت النيابة الهولندية أنه سيسلم لفرنسا "قريباً" للاستماع إلى أقواله.
كما تم توقيف ثلاثة مشتبه بهم بينهم رجلان في الـ43 والـ47 من العمر، من أصل جزائري، في روتردام حيث نفذت عدة مداهمات. ووجهت إلى الرجلين عبد الرحمن أ. ورباح ن. اللذين أُوقفا الجمعة في وسط بروكسل، تهمة "المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية" ووضعا في الحبس الاحتياطي.
وكان حكم على كريكت غيابياً العام الماضي في بلجيكا في محاكمة شبكة لإرسال جهاديين إلى سوريا كان المتهم الرئيسي فيها البلجيكي عبد الحميد اباعود زعيم الجهاديين الناطقين بالفرنسية في تنظيم "داعش" وأحد المنظمين المفترضين لاعتداءات باريس.
وكان البلجيكي خالد زرقاني (41 عاماً) يقود هذه الشبكة ووصفته السلطات البلجيكية بأنه "أكبر مجند للمرشحين للجهاد" في بلجيكا. وكان حكم على كريكت غيابياً بالسجن 10 سنوات. وسلط التحقيق الضوء على دوره المالي في شبكة زرقاني إذ كان يدفع قسم من المبالغ التي كان يجمعها من عمليات السرقة استناداً إلى مبدأ الغنيمة. ولا يزال كريكت مسجوناً في فرنسا. وقد يستمر حبسه حتى الاثنين أو الأربعاء في حال وجود تهديد بوقوع اعتداء وشيك أو لضرورات التعاون الدولي.
"ساربركر تسايتونج" الألمانية: وزير العدل لا يستبعد وقوع حوادث إرهابية في ألمانيا
أعرب وزير العدل الألماني هايكو ماس عن اعتقاده بأن من غير المستبعد وقوع هجمات إرهابية في بلاده على غرار هجمات بروكسل، وقال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "لا ينبغي أن نكتفي بافتراض أن الإرهاب الدولي وضع دائرة دائمة حول ألمانيا".
وتابع ماس أن ألمانيا تعتبر منذ فترة طويلة هدفا محتملا لهجوم إرهابي "لكن سلطات الأمن لدينا ستفعل كل ما في قدرتها لمنع هذه الهجمات وحماية الناس في ألمانيا بأفضل طريقة ممكنة".
ونصح هايكو ماس الألمان بألا يقعوا فريسة للذعر "فلو وقفنا متسمرين في خوف وذعر، فعندئذ سيكون الإرهابيون قد حققوا هدفهم"، حسب تعبيره.
دويتشه فيله: خلطة "أم الشيطان" الجهنمية في تنفيذ هجمات بروكسل
يعتمد تنظيم "داعش" في هجماته الإرهابية على خلطة جهنمية، التي يسميها البعض بـ"أم الشيطان". ورغم أنها خلطة من مكونات رخيصة كالمسامير وطلاء الأظافر، إلا أن مفعولها مدمر وتعجز أجهزة الفحص بالمطارات عن اكتشافها.
اتضح أن المبنى السكني الخالي في أحد الشوارع الهادئة هو المكان المثالي لمنفذي اعتداءات بروكسل الثلاثة لإعداد قنابل المسامير التي استخدموها في هجماتهم بمطار بروكسل وأحد قطارات الأنفاق يوم الثلاثاء الماضي وأسفرت عن سقوط 31 قتيلاً على الأقل.
ففي المبنى قيد الترميم لم يكن ثمة جيران يلاحظون الجناة الثلاثة وهم ينقلون كميات كبيرة من الكيماويات ذات الروائح النفاذة والمتوفرة للاستخدامات المنزلية، بالإضافة إلى حقيبة مليئة بالمسامير لتصنيع مسحوق أبيض متفجر غير ثابت يعرف باسم تي.ايه.تي.بي (تراي اسيتون تراي بيروكسيد)، استخدموه فيما بعد في الهجوم.
وقال حسن عابد المسئول بالمجلس المحلي في حي شيربيك، الذي يحاول التوصل لسبب عدم معرفة السلطات بأن الثلاثة كانوا يعيشون دون سند قانوني في الدور الخامس من المبنى: "حتى إذا أوقفهم أحد كان بوسعهم أن يقولوا إن هذه المواد لتجديد البيت". وامتنع المحققون البلجيكيون عن الرد على أي أسئلة عن القضية.
كان الشقيقان البلجيكيان خالد وإبراهيم البكراوي قد انتقلا للشقة الواقعة في حي شيربيك وهو إلى حد كبير من أحياء الطبقة العاملة قبل شهرين واستخدماها معملاً ومخبأ ومنها أخذ إبراهيم ورجلان آخران سيارة أجرة صباح يوم الثلاثاء إلى المطار لتنفيذ الهجمات.
ويسلط اختيارهم لمتفجرات منخفضة التكلفة- فمن بين مكوناتها مطهر لمواسير الصرف ومزيل لطلاء الأظافر- وكذلك معرفتهم بالكيمياء، وقدرتهم على إقامة المعمل في شقة لا تبعد سوى 15 دقيقة بالسيارة عن المطار، يسلط الضوء على وسائل صنع القنابل لدى تنظيم "داعش" للمحققين الذين يكافحون لمعرفة كيف استطاع التنظيم تكوين شبكة من الشباب البلجيكي بعد اعتناقهم الأفكار المتطرفة.
ويسلط توفر المكونات بسهولة الضوء على المخاطر التي تواجهها أوروبا من وقوع هجمات أخرى كبيرة وذلك على النقيض من المتفجرات العسكرية التي كان يفضلها جماعات متطرفة أقدم مثل الجيش الجمهوري الأيرلندي في أيرلندا الشمالية أو جماعة إيتا الانفصالية في إقليم الباسك الإسباني.
مع ذلك فالحاجة إلى مكان لتصنيع كميات من المادة المتفجرة على مدى عدة أسابيع وضرورة استخدام هذا المزيج خلال أيام قليلة من إنتاجه قبل أن تتغير خواصه، تجعل الانتحاريين عرضة للانكشاف في عمليات التفتيش المكثفة لرجال الأمن الذين يجدون في أعقابهم.
وقد نجحت الشرطة في فرنسا وبلجيكا في العثور على "مصانع" للقنابل كان أحدثها في حي أرجنتوي في باريس يوم الخميس الماضي.
واستخدم المتشددون هويات مزيفة وعقارات مسجلة لدى سلطات البلدية على أنها خالية لتفادي تفتيش مقار الإقامة. ولم تتوصل الشرطة إلى شقة حي شيربيك في الوقت المناسب لكنها وصلت إليها بعد فترة قصيرة من وقوع التفجيرات وذلك بفضل سائق سيارة الأجرة، الذي نقل الثلاثة إلى المطار.
وكشفت السلطات عن وجود 15 كيلوغراماً من المادة المتفجرة بالإضافة إلى 180 لتراً من الكيماويات اللازمة لصنع القنابل.
"أم الشيطان"
ومادة تي.ايه.تي.بي مادة متفجرة سريعة التغير. وأطلق عليها النشطاء الفلسطينيون الذين أجروا تجارب عليها في ثمانينات القرن الماضي وصف "أم الشيطان" وذلك لسهولة تفجير هذا المسحوق البلوري الأبيض باستخدام سيجارة مشتعلة أو عود كبريت أو برفع درجة حرارتها. كما تفقد هذه المادة فاعليتها بمرور الوقت بسبب التحلل الكيميائي.
وقد استخدمت هذه المادة في تفجيرات لندن عام 2005 وهجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي وفي سلسلة من محاولات التفجير الفاشلة في أوروبا منذ عام 2007 ويبدو أنها المتفجرات المفضلة لدى تنظيم "داعش".
لكن على النقيض من الأسلحة النارية المهربة التي استخدمت في اعتداءات باريس وأدت إلى مقتل 130 شخصاً، فإن مادة تي.ايه.تي.بي لا يسهل على ضباط المخابرات الأوروبية تعقبها لسهولة شراء مكوناتها في المتاجر والصيدليات ولأنها نادراً ما تلفت الاهتمام.
ورغم أن تصنيع قنبلة بهذه المادة عملية تستغرق وقتاً أطول من تصنيع المتفجرات التي تستخدم فيها المخصبات مثل ما تستخدمه جماعات أوروبية أخرى فهي رخيصة وبسيطة ووصفات صنعها متوفرة على الإنترنت مع مقاطع فيديو من خبراء في الكيمياء.
وقد اكتشف خبير كيماوي ألماني هذه المادة في القرن التاسع عشر وهي شديدة القوة حتى بكميات صغيرة. ويمكن إضافة المسامير إليها لزيادة قوتها ثم تعبئتها في حقائب أو تثبيتها في الأحزمة الناسفة التي يستخدمها الانتحاريون.
ولا يمكن لأجهزة الفحص بالمطارات اكتشافها بما يجعل السلطات تعتمد على الكلاب البوليسية. ورغم أن القنابل لها رائحة نفاذة وقد قال سائق سيارة الأجرة إنه اشتم رائحة مواد كيماوية في الطريق إلى المطار فلم يكن بمنطقة دخول المسافرين إلى المطار سوى عدد قليل من الكلاب المدربة يوم الثلاثاء عندما وقع الهجوم.
دارس الكيمياء
وقال العالم الإسرائيلي إيهود كينان الذي قضى 35 عاماً في دراسة مادة تي.ايه.تي.بي إن كمية تبلغ أربعة كيلوغرامات فقط منها يمكن أن تحدث الدمار الذي وقع في بروكسل.
وأضاف كينان عميد قسم الكيمياء بمعهد تكنيون-إسرائيل للتكنولوجيا في حيفا: "صنعها في غاية السهولة وليست مثل قنبلة تقليدية. وليس من الضروري أن تكون طرفاً في منظمة كبيرة أو التدريب عليها".
ومع ذلك فقد درس أحد المتهمين الثلاثة في بروكسل وهو نجم العشراوي (25 عاماً) الذي فجر نفسه في هجوم المطار، الهندسة في الجامعة وكان متفوقاً في الجانب المعملي. ويشتبه أنه هو الذي صنع السترات الناسفة للانتحاريين في اعتداءات باريس.
وذكر تقرير لمركز أبحاث التسلح في الصراعات الذي يموله الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي أن تنظيم "داعش" يقوم بصنع مادة تي.ايه.تي.بي على نطاق صناعي في سوريا والعراق.
وقد أدى ظهور بنادق الكلاشنيكوف الهجومية كسلاح مفضل لدى تنظيم "داعش" في أوروبا خلال العامين الأخيرين ولا سيما في باريس إلى بذل جهود على مستوى الاتحاد الأوروبي لتضييق الخناق على مهربي السلاح. لكن تعطيل إمدادات تي.ايه.تي.بي أكثر صعوبة.
وفي عام 2014 أقر الاتحاد الأوروبي تشريعاً جديداً يُلزم الدول الأعضاء- وعددها 28 دولة- بتقييد تصنيع واستخدام الكيماويات التي يمكن استغلالها في تصنيع المتفجرات وفي بعض الحالات يتطلب التحقق من هوية المشتري.
وفي غضون أسبوعين من تفجيرات لندن في يوليو 2005 عززت صناعة الكيماويات والمتاجر البريطانية إجراءاتها لرصد أي مشتريات مشبوهة أو بكميات كبيرة للمواد الكيماوية.
ومع ذلك ففي فرنسا تباع مادة هيدروجين بيروكسيد بشكل قانوني كوسيلة لتطهير المياه في أحواض السباحة الخاصة كما أنه لا يوجد من يفكر في حظر مزيل طلاء الأظافر.
البايس الإسبانية: الإرهاب يضرب عاصمة أوروبا
أوضح ما حدث في بروكسل المبالغة الشديدة- في بعض الأحيان- في رد الفعل الأوروبى إزاء الواقع المرعب للإرهاب الجهادي الذي أظهر قدرته على التدمير من جديد. غير أنه على حد قول "جان كلود يونكر"، رئيس المفوضية الأوروبية: "إذا كانت الدول الأعضاء قد طبقت الاقتراحات التي قدمتها المفوضية في العامين الماضيين لمكافحة الإرهاب، فإن الوضع كان سيختلف عما نحن فيه الآن"، حيث إنها تطالب بضرورة توضيح هذه الاقتراحات والتفكير فيها.
وما زال العدو في الداخل، كما أن التحقيقات الأولية تؤكد أمرًا شديد الوضوح، وهو وجود خلايا إسلامية محلية تعمل في بروكسل منذ وقتٍ طويلٍ ولديها قواعد وموارد وأشخاص مكنتها من تنفيذ الكثير من الهجمات الإرهابية التي حدثت في أوروبا.
ومما لا شك فيه، أن الملامح الشخصية لكثير من الشباب- الذين يضحون بأنفسهم- غير واضحة، فسلوكهم لا يرتبط دائمًا بالتعصب الديني وإنما بالعدمية، وهي الاعتقاد بعدم وجود معنى ولا قيمه لأى شيء والتي تنتج عن عدم التكيف والتهميش وغضب وحقد هؤلاء الذين ليس لديهم ما يخسرونه. ويقوم تنظيم الدولة (داعش) بوضع الخطط، ولكن بعض الشباب الساخطين هم الذين تنتهى حياتهم بتطاير أشلائهم من أجل محاربة قيم الحرية والتسامح التي تمثلها أوروبا والتي يرفضها هؤلاء علنًا.
وإذا كان العدو لايزال في الداخل ويحاول تكوين خلايا دعم قوية مثل الخلية التي قامت بحماية "صلاح عبد السلام" لمدة أربعة أشهر منذ وقوع هجمات باريس، فإن الرد على تنظيم الدولة بموجة من القصف الجوي في عدة مناطق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- حيث يمارس التنظيم نشاطه- يعد أمرًا غير فعَّال وغير صائب. ويتعين على أوروبا أن تستعد لخوض صراع طويل ضد عدو يضم بين صفوفه نشطاء متعصبين لا يترددون- إذا تطلب الأمر- في الانتحار في تلك الأماكن التي ترمز إلى هوية شعب متفتح مثل المطارات ومقر الاتحاد الأوروبى ببروكسل وملعب لكرة القدم ومنطقة ترفيهية في باريس. ولتحقيق ذلك، يتعين علينا أن نأخذ كلا من كلام "جان كلود يونكر" ومطالبة رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس" بتعزيز الاستثمار والتعاون الأمني على محمل الجد. وعلى أية حال، لا بد من مراجعة وتعزيز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
الإندبندنت: دعاية داعش المشوشة
يقول كاتب المقال: إن "العديد من المعلقين على هجمات بروكسل ركزوا على إخفاق الاستخبارات البلجيكية والأمن الأوروبي في سد الثغرات الأمنية في البلاد، إلا أن مصادر من الخبراء في قضايا الإرهاب والأمن، يرون أن هجمات باريس وبروكسل يمكن النظر إليها على أنها إخفاق لتنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف كاتب المقال أن "تنظيم الدولة الإسلامية تخلى عن استراتيجيته السابقة المتمثلة في استهداف اليهود ومجلة تشارلي آبدو، وهو اليوم يستهدف أناساً عاديين".
وأوضح كاتب المقال أن "مصادر فرنسية تقول أن تنظيم الدولة الإسلامية يقابل برد فعل عنيف من قبل المسلمين".
ونقل عن أحد الخبراء الفرنسيين قوله إن "وسائل التواصل بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تكشف عن أزمة في تجنيد عناصر جديدة للانضمام له".
موقع بي بي سي عربي: عصابات الجهاديين في مولينبيك
في أحياء العاصمة البلجيكية بروكسل الفقيرة، يبدو أن الحرمان والجرائم الصغيرة والتشدد الديني يسيرون يدا بيد. فهناك اكتشف مراسل بي بي سي سكندر كرماني كيف تقوم توليفة من شرب الكحوليات وتدخين الحشيش والمشاجرات- فضلا عن الاستياء من تمييز المجتمع البلجيكي الأبيض ضد العرب – بإعداد الشباب صغير السن للقيام بدور كمقاتلين في سوريا وإرهابيين في أوروبا.
وحي مولينبيك مكان ملئ بالمتناقضات.
فهذا الحي يبعد دقائق قليلة عن قلب الاتحاد الأوروبي، ولكن معدل البطالة بين الشباب، في هذه المنطقة كثيفة السكان، يصل إلى 40 بالمئة.
وأصبحت مولينبيك تحت الأضواء منذ هجمات باريس في تشرين أول / نوفمبر الماضي عندما اتضح أن العقل المدبر للهجمات عبد الحميد أبا عود وثلاثة آخرين من المهاجمين ترعرعوا هناك.
ومن بين هؤلاء صلاح عبد السلام – الذي تم اعتقاله بعد مطاردة استغرقت 4 أشهر في مسقط رأسه حي مولينبيك.
فكيف استطاع الاختفاء طوال هذه المدة؟ ولماذا ينتهي الأمر بالعديد من الشباب صغار السن بالحي كجهاديين؟
ومعظم الناس في مولينبيك ناقمين على الصحفيين – فهم ممتعضون من الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام لحيهم كـ "عاصمة للجهاديين في أوروبا". وهناك جملة تسمعها غالبا عندما يحاول الصحفيون الأجانب الحصول على مقطع صوتي وهي:" ليس للإرهاب علاقة بالإسلام."
وبالتأكيد، أغلب الذين انضموا لتنظيم "الدولة الإسلامية" من المنطقة لم يأتوا من خلفيات دينية بعينها. وكان صلاح عبد السلام وشقيقه الأكبر إبراهيم – الذي فجر نفسه في هجمات باريس – يديران مقهى في مولينبيك يبيع الخمور وتم إغلاقه على خلفية اتهامات تتعلق بالمخدرات. وقال لي أحد أصدقاء الشقيقين والذي اعتاد الخروج لذلك المقهى إنه كان يرى بشكل منتظم إبراهيم عبد السلام وهو "يشاهد فيديوهات تنظيم الدولة بينما يسمك في يد بسيجارة الحشيش وفي اليد الأخرى كأس البيرة."
وعرض علي صديق آخر لهما فيديو من ملهي ليلي في بروكسل يظهر فيه الشقيقان عبد السلام بصحبة فتيات وهم يشربون الخمر ويرقصون – ويرجع تاريخ الفيدو لفبراير / شباط 2015، قبل أشهر قليلة فقط من بدء تخطيطهما لهجمات باريس.
والشبكة التي احاطت بالشقيقين عبد السلام والتي كانت تقوم على الولاء الشخصي والإحباط والجرائم الصغيرة حيث سيصبح التشدد هو المفتاح الذي سيساعد صلاح على الهروب بعد هجمات باريس. والشبكة ليست قاصرة على مولينبيك بل تتمدد عبر ما يطلق عليه " الهلال الفقير" لبروكسل – وهو شبه دائرة من الأحياء الداخلية المحرومة، والتي تضم شاربيك الذي وجد فيه صلاح ملاذا آمنا، ولايكن حيث ترعرع بعض الذين ساعدوه.
وخلال إعداد وثائقي لبانوراما، قرأت نص التحقيقات مع صديقين لصلاح عبد السلام كان قد اتصل بهما ليلة هجمات باريس طالبا المساعدة.
وأبلغ حمزة عطو ومحمد عمري الشرطة أن عبد السلام قال لهما إنه تعرض لحادث سيارة ويحتاج من يقوم بنقله. وزعم عطو أنه بمجرد وصولهما هددهما عبد السلام بأنه "سينسف السيارة إذا لم ننقله إلى بروكسل."
ولكن عمري وصف كيف تنقل الثلاثة في السيارة حول باريس لبعض الوقت "استغرق الأمر تدخين سيجارة حشيش" قبل محاولة العودة. ووفقا لعطو فقد حاولوا قيادة السيارة عبر طرق صغيرة هادئة – ولكنهم ضلوا طريقهم في النهاية وعادوا للطريق السريع. وحينئذ دخنوا ثلاث سجائر حشيش أخرى خلال رحلة العودة لبروكسل – وتم إيقافهم في ثلاث نقاط تفتيش مختلفة ولكن سمح لهم بالمرور.
وقال عطو: إن ضابط شرطة في إحدى نقاط التفتيش "سأل عمري عما إذا كان قد شرب كحوليات. فرد عمري بالإيجاب.. فقال الضابط لعمري إن ذلك ليس أمرا جيدا، ولكن الشراب ليس أولوية بالنسبة لنا اليوم."
وعقب العودة لبروكسل قام عبد السلام بتغيير ملابسه ومظهره. ووفقا لعطو فقد ذهب إلى حلاق حيث "حلق شعره وشذبه وحلق خطا في حاجبه."
وحينئذ اتصل بصديق آخر وطلب منه أن ينقله لحي آخر. وتم اعتقال هؤلاء الأصدقاء الثلاثة جميعا بعد ذلك بساعات قليلة. ووفقا لصديق آخر من الدائرة " إنهم جميعا في السجن دون سبب – فقط لأنهم ساعدوا صلاح بدون تفكير."
واستمرت مطاردة صلاح بعد ذلك على مدار الشهور الأربعة القادمة قبل أن يتم اعتقاله. ومن الصعب تخيل وجود شخص يساعد من تورط في عمل وحشي مثل هجمات باريس – ولكن يبدو أن صلاح كان قادرا على التحرك وسط شبكة من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية – وأيضا عبر شبكة اصغر من الناس الذين ليسوا بالضرورة من المتشددين، ولكنهم يشعرون بولاء شخصي له – وعدم ثقة في الدولة البلجيكية.
وبالتأكيد هناك حالة من الاستياء بين الكثيرين في مولينبيك. لقد قضيت ليلة على ناصية أحد الشوارع متحدثا لشاب مسلم متهم بمحاولة السفر لسوريا.
وتناوب بين التحديق في لتثبيتي، ورفض أي تواصل بالعيون معي. في البداية عندما قلت له إنني أريد أن أفهم لماذا يشن شخص ما هجوما مثل ما حدث في باريس – قال لي إنني يجب أن أسافر للرقة وأسأل الناس هناك. فبالنسبة له الغارات الجوية الغربية ضد تنظيم الدولة الإسلامية هي الإجابة.
ولكنه غير رأيه. إنه خطأ الأوضاع المحلية. وشكا من الحكومة البلجيكية – والبلجيك البيض، الذين يكرهون المنحدرين من أصول عربية، على حد قوله. وكرر عبارة " لا توجد ديمقراطية هنا" – وهو الشعور الذي ينتابك عندما لا تستطيع التعبير عن وجهة نظر معارضة للتيار السائد دون وصمك بالتشدد.
والعديد من الشباب صغار السن الذين تحدثت إليهم، والذين ليس لهم أي علاقة بالتشدد، لديهم شكاوى من طريقة التعامل مع المسلمين. وبعضهم وصف كيف يتسبب عنوان سكن في مولينبيك في جعل الحصول على وظيفة أصعب، وشكت الفتيات اللائي يرتدين الحجاب من القوانين التي تحظر الحجاب في العديد من أماكن العمل.
ويعتبر الشيخ بسام عياشي زعيما وداعية متشددا في مولينبيك. وكان عياشي، المولود بسوريا والبالغ حاليا السبعين من العمر، قد وصل إلى المنطقة في تسعينيات القرن الماضي. ويتهمه البعض بغرس بذور التشدد الإسلامي في مولينبيك – ولكنه أدان حوادث مثل هجمات باريس بشكل لا لبس فيه.
وعندما بدأ النزاع في سوريا، سافر عائدا إلى بلده الأصلي. وهو حليف الآن للتيار السائد من المتمردين الإسلاميين، ومعارض قوي لكل من نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية. وقد دفع ذلك التنظيم لمحاولة اغتياله بزرع قنبلة في سيارته. وقد كبده الهجوم فقد ذراع ولكنه نجا.
سألته عبر سكايب لماذا يعتقد أن العديد من الشباب صغار السن من حيه القديم مولينبيك ينضمون لتنظيم الدولة الإسلامية – الجماعة التي يعتقد أنها " تلطخ اسم الإسلام، وتلطخ اسم الثورة السورية."
وأرجع الشيخ بسام عياشي ذلك لأمرين وهما التخاذل ضد نظام بشار الأسد من ناحية، وعوامل محلية من ناحية أخرى.
وقال:" إن الشباب في مولينبيك يشعرون بالإحباط بسبب تهميش الحكومة البلجيكية لهم. فهي لم تحاول قط توفير فرص عمل وتعليم ومساعدة اجتماعية لهم كي تدمجهم في المجتمع."
وأضاف قائلا: "وبعضهم من الجانحين، يبيعون الحشيش وما شابه ذلك. وبمرور الوقت ينتهي الأمر بهم في السجن. وهناك يجدون العودة للدين أمرا رائعا، حيث يمكن نسيان أي من الأشياء الغبية التي قمنا بها في حياتنا لذلك يعودون للدين ولكن بحالة من الكراهية داخلهم ضد المجتمع الغربي."
ولعل الحاجة للتكفير عن ذنوب الماضي هو أحد الأسباب التي تبرر لماذا العديد من شباب مولينبيك الذين انتهى بهم الأمر مع تنظيم الدولة الإسلامية لهم خلفيات إجرامية.
ومع ذلك، وكما قال لي أحد أصدقاء شقيق عبد السلام "لا يمكن أن يكون الأمر كذلك، فلدينا جميعا مشكلات مع الشرطة، ولكن لم ينته بنا الأمر جميعا مع تنظيم الدولة." ولكنه لم يستطع أن يشرح سبب التشدد – مشيرا إلى فكرة أنه من المحتمل أن يكون المال وراء ذلك، ومن يسير في هذا الطريق لا يدرك إلى أين يقوده.
وربما يكون السبب في تداخل الجريمة والجهاد هو بريق الفتوة المرتبط بهما. فقد وصف صديق سابق لأحد القياديين في هجمات باريس بأنه "شخص كان يحب الشجار دائما."
ولكن لم يتم الحيلولة بين العديد من الشباب وعالم الجهاديين تماما. فخلال السنوات الأولى للنزاع السوري، ووفقا لقيادات المجتمع المحلي، كان من المعتاد رؤية "من يقومون بتجنيد الشباب" يتحدثون لمجموعات وأنصار في الشوارع والمقاهي وحلقات الدرس الخاصة، وذلك بعد أن تم منعهم من القيام بذلك في المساجد.
وكان من أنجح الشخصيات في عمليات التجنيد رجل يدعى خالد زرقاني – هو حاليا في السجن ببلجيكا. وتضمنت حاشيته عبد الحميد أبا عود، ومتورط آخر في هجمات باريس، ورجل حاليا في سجن بالمغرب لصلات مزعومة بخلية باريس.
ووفقا لملفات القضية فإنه لم يكن يقوم بعملية تجنيد الشباب ليصبحوا جهاديين فقط، ولكنه كان حلقة وصل بينهم وبين مهربين في تركيا ينقلونهم إلى داخل سوريا، وكان يوزع عليهم هدايا مسروقة – مما أكسبه لقب "بابا نويل" – سانتا كلوز.
وأحد الشباب الصغار في دائرة تأثيره كان يوني ماين – الذي انتهى به الأمر مسافرا لسوريا إلى جانب عبد الحميد أبا عود. وألقت والدته باللوم على زرقاني في تحوله للتشدد. وقالت "لقد دمر حياة ابني الذي كان يبلغ من العمر 23 عاما. كما أنه دمر حياتي أيضا. إنني لن أغفر له ذلك."
رأت ابنها يتغير بعد لقائه زرقاوي:" كان يرتدي ماركات فقط – جوتشي وديور وفيرساتشي.. ترك كل شيء وراءه، وحتى العطور، ترك كل شئ. بات يرتدي الجلباب فقط وكأنه سعودي."
في عام 2013 غادر يوني إلى سوريا. وعاد، ولكن والدته كانت خائفة من مغادرته ثانية. وقالت "أبلغت الشرطة أنه يعتزم المغادرة لأن هاتفه المحمول ظل يرن، حتى وهو نائم للتحرش به. اتصلت بالشرطة مجددا وأبلغتهم أنه يعتزم الرحيل فقالوا إنه لن يغادر وإنهم سيفعلون شيئا حيال ذلك."
ولكن الشرطة لم تفعل شيئا. فقد غادر يوني إلى سوريا في أوائل عام 2014 حيث لقي حتفه هناك بعد شهور قليلة من وصوله.
عندما غادر يوني وكثيرون غيره بروكسل لأول مرة إلى سوريا كان النزاع بسيطا للغاية. ربما كانت لديهم تفسيرات متشددة ولكن نواياهم الأولى كانت وقف الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد.
ولكن أغلبهم انجذب لتنظيم الدولة، ولذا تواصل وتصاعد تشددهم وعدم حساسيتهم تجاه العنف.
وهناك من يحاول حل القضايا في بروكسل. ففي صالة الألعاب الرياضية BBA – الكثير من أعضائها جاءوا من مولينبيك – وهم خليط من كل الألوان والأجناس والديانات. وأحد الأعضاء السابقين بالصالة قتل في سوريا. وآخر مسجون حاليا في تركيا متهما بأن له صلات بهجمات باريس.
ويقول محمد معلم مدير الصالة الرياضية إن أكبر مهامه هي إعطاء الشباب الثقة بالنفس. فالعديد منهم من الجيل الثالث والرابع للمهاجرين ولديهم مشكلة هوية، فعندما يذهبون للمغرب يعتبرونهم هناك بلجيك، وهنا يعتبرونهم مغاربة. فهم يشعرون أن لا وطن لهم – لذلك فإنهم يحاولون دائما اكتشاف هويتهم."
وقال أحد المدربين في الصالة الرياضية إن السبب الرئيسي في التشدد هو الشعور، سواء كان ذلك صواب أو خطأ، بأنه ليس لديهم مستقبل.
ويقول: "التشدد لا يبدأ بمثالية دينية، فالشباب الذين أعرفهم (الذين ذهبوا لسوريا) لم تكن لهم أيديولوجية، لم تكن لديهم أفكار كبيرة.. لقد ذهبوا لأنهم يتركون شيئا ما. لقد طفح بهم الكيل من هذا المجتمع."
التايمز: داعش السبب الرئيسي للهجرة الجماعية للمسيحين في الشرق الأوسط
تقول الصحيفة إن هجرة المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط يدمر منشأ الديانة، مضيفة أنه يتوجب على الزعماء الإسلاميين حماية أبناء شعبهم من الأعمال الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش ".
وأضافت الافتتاحية أنه "ليس هناك أي بهجة بأن يكون المرء مسيحياً في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنهم يتعرضون للخطف والاغتصاب والاستعباد والانتقاد كما أنهم يطردون من منازلهم وقراهم التي عاشوا فيها لآلاف السنين".
وأوضحت الصحيفة أن " أكثر من مليون مسيحي عراقي فروا من العراق بعد سقوط الرئيس العراقي الرحل صدام حسين، كما أن ثلثي السوريين غادورا سوريا تبعاً لأسقف مدينة حلب، إذ بقي في المدينة 40 الف مسيحي من أصل 160 الف".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسيحيين تعرضوا لحملة منظمة وممنهجة لطردهم من المنطقة، موضحة بأنه ليس "هناك تسريع في الموافقة على لجوء المسيحيين العرب إلى الغرب".
وأضاف الصحيفة أنه " من السهل أن يندمج أصحاب الديانة المسيحية مع المجتمعات الغربية، إلا أن الديانة ليست جواز مرور للحصول على حق اللجوء في أوروبا".
وختمت الصحيفة بالقول إن "المسيحيين يواجهون خطر الإبادة إضافة إلى الإيزيديين"، مشيرة إلى أنه "ينبغي على الحكام المسلمين تلبية حاجات مواطنيهم والعمل على تأمين الحماية الكاملة لهم".