انتصار الوطن علي حكم الاخوان في تاريخ صحفي للعام الاسود
الأربعاء 20/أبريل/2016 - 02:47 م
طباعة

اسم الكتاب – الرهان الوطني تأريخ صحفي لحقبة حكم الاخوان
الكاتبة – وفاء صندي
الناشر هيئة الكتاب – مصر 2016
كتبت مقالات وفصول هذا الكتاب بالتزامن مع وتيرة الاحداث المتسارعة في مصر وبالتحديد خلال فترة ما قبل حكم الاخوان بقليل حتى 30 يونيو 2013 وبذلك تؤرخ المقالات للسنة الوحيدة من حكم المعزول محمد مرسي محاولة بذلك تأريخ الثورة المصرية تأريخا صحفيا يهدف الي رصد احداث معينة ووضع الضوء عليها بعينة متجردة وبرؤية غير مصرية فالكاتبة مغربية حيث عادت مصر لسابق عهدها لحكم المؤسسة العسكرية وهيمنتها علي الحياة الاجتماعية كما كانت ببعدها القومي والوطني بعدما سقط شعار "يسقط حكم العسكر " الذي اختفي من الواقع المصري وحل محله شعار اغنية " تسلم الايادي " حيث تم النفور العام من كل ماهو اخواني وتحاول وفاء صندي من خلال الكتاب إلقاء الضوء على الاسباب التي جعلت الشعب المصري يخرج في 30 يونيو مطالبا برحيل نظام لم يكمل سنته الاولى في الحكم. مؤكدة انها لاتريد فرض احكام مسبقة بخصوص الجدل الذي تلا هذا التاريخ اذا ما كان ثورة شعبية ام انقلابا عسكريا، تاركة الحكم للقارئ بعد الاطلاع على تفاصيل سنة من حكم الاخوان وما ميزها من رغبة في الاستحواذ والتمكين من مفاصل الدولة، ونهج سياسات اقصائية قسمت الشعب المصري الى "مع" و"ضد"، والوقوع في اخطاء مصيرية شكلت تهديدا حقيقيا للأمن القومي للدولة.
ويحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب، كل باب يحتوي على ثلاثة فصول، جاء الباب الأول بعنوان "شرعنة الفساد والتعتيم في المشهد المصري"، وهو يرصد الواقع المصري وحالة التدهور الثقافي التي وصل إليه مما أفقد بوصلة الاتجاه الصحيح لمسار الثورة. وجاء هذا الباب موزعا على ثلاثة فصول هي: الفصل الأول: تقسيم الفقر والجهالة بين المصريين. الفصل الثاني: تآكل الأوطان سياسيا واجتماعيا. الفصل الثالث: حصاد التأرجح السياسي وهشاشة القرارات. حيث تم الوقوف في هذا الباب وعبر فصوله على أسباب التدهور، وقد خرج بنتائج ألا وهي سوء التعليم وجهالة الثقافة التي عمقت الجفاء بين النخبة المصرية وشعبها.وعن الصراع بين الدولة المصرية المتجسدة في المؤسسة العسكرية وبين التيار المتأسلم (الذي تجسده جماعة الإخوان المسلمين) الذي ظهر على سطح المشهد الثوري المصري والمتحكم في إدارة الشارع مما أربك المشهد تماما وانحنى بالبعد الثوري ومطالب المصريين بالحرية والعدالة والكرامة الاجتماعية، ولخصها في شعاره القديم "الإسلام هو الحل"، ليستولي على تعاطف المصريين وأصواتهم الإنتخابية من ناحية. ومن ناحية أخرى، عمل على تنفير الشعب والكتلة الثورية من المؤسسة العسكرية تحت المسمى السلبي لعبارة "يسقط حكم العسكر" ليخرج المجلس العسكري مؤقتا من المشهد لصالح الإخوان الذين فازوا في انتخابات تحوم حولها مجموعة من الاستفهامات تشكك في نزاهتها ونتائجها، وقد عبر عن ذلك الباب الثاني المعنون بـ"الاقتتال بين المتأسلمين والحرس القديم" ليفرد أبعاد هذا الصراع عبر فصوله الثلاثة، الفصل الأول: قيام مملكة الإخوان. الفصل الثاني: فزاعة الدُّمي الأصولية. الفصل الثالث: حكم المملكة الإخوانية.أما الباب الثالث والأخير المعنون بـ"الرهان الاجتماعي والوطني"، فبعد أن تم وصول الإخوان الى الحكم، وما تلا استلامهم للسلطة من تعثرات، وما تم ارتكابه من أخطاء متتالية في القرار السياسي الذي صدر عن مرسي، ومواقف جماعة الإخوان المسلمين المستفزة، مما أثار بلبلة في اوساط الشارع المصري الذي بدأ يتساءل: بين مكتب الارشاد والمكتب الرئاسي أيهما يحكم مصر؟، فضلا عن الاخطاء المصيرية التي وقع فيها نظام مرسي والمتعلقة اساسا بتهديد الأمن القومي المصري، وما تبع كل ذلك من حراك شعبي ثائر رافض لجماعة الإخوان ككل، ومطالب بسحب الثقة من الرئيس مرسي، بعدما بات الأمر كله متعلقا بالرهان الإجتماعي على مدنية الدولة ضد أخونتها، والرهان الوطني لإنقاذ مصر من يد جماعة تريد البطش بها وتغيير هويتها، وما تبع ذلك من تحريض سياسي معارض ضد مرسي مقابل تحريض ديني مؤيد له، لكن في نهاية الأمر مالت مصر لمدنيتها وانتصر الشعب المصري لوطنيته ودفاعه عن مقدساته وتم اسقاط مرسي لتنتهي بذلك جماعة الإخوان المسلمين خارج المشهد، وهذا ما تم رصده وتقييمه في الفصول الثلاثة: الفصل الأول: مداومة توتر الحراك الشعبي. الفصل الثاني: العوار السياسي وكشفه اجتماعيا. الفصل الثالث: نهاية مملكة الإخوان.
ليصل الكتاب الي ان شعوب المنطقة وخاصة الشعب المصري اذا كانوا قد ضعفوا امام سطوة وفاشية رجال الدين وصبروا علي تلاعب المتاسلمين بعقولهم وبغدهم من خلال جرهم للماضي وشل فكرهم الذي عجز عن حب الحياة وتطوير التعايش مع الاخر وحتى لانلوم انفسنا ونبكي علي مشهد قطع الرقاب ولعن داعش سرا وجهرا فالكاتبة تري ان هذا كله خواء نفسي ان لم تتحرر الشعوب من رتقة العبودية والانقياد الاعمي وراء شيوخ اقل ما يوصفون به جهلاء ليبقي الحلم الذي لم نطله بعد هو الديمقراطية واقامة الدولة علي شروط العدل والمساواة والتعايش تحت مظلة دستور يضمن الحقوق للجميع.