"اختطاف ثورة".. شهادة على الفشل المستمر للإخوان

الخميس 21/أبريل/2016 - 02:24 م
طباعة اختطاف ثورة.. شهادة
 
اسم الكتاب: اختطاف ثورة.. آخر العمليات الفاشلة للتنظيم السري
الكاتب: السيد عبد الستار المليجي
الناشر: مكتبة الأسرة – مصر - 2016

سوف تظل الكتابة عن فشل الإخوان موضوعًا حيويًّا ومهمًّا، ويحتاج للمزيد للكشف عن غموض ودهاليز وأسرار هذه الجماعة. ومن منطلق عدة كلمات في مواجهة التنظيم السري  تبدو كلمة المرشد السادس مأمون الهضيبي: "نحن نتحالف مع من يستطيع أن يقربنا من دوائر صنع القرار وأي شخص قريب من دوائر السلطة العليا سنتحالف معه، ولن نقبل أن يخرج أي واحد منا على هذا القانون". يكتب السيد عبد الستار المليجي كتابه "اختطاف ثورة"، ويضم الكتاب مقدمة وأربعة فصول أساسية، يتناول الفصل الأول تاريخ المجموعة السرية في الإخوان وفكرة وتأسيس التنظيم السري داخل الجماعة منذ عهد حسن البنا.
والفصل الثاني يتناول بقايا التنظيم السري المنحل ومجلس قيادة الثورة الذي بدأ يطارد الجماعة لوقوع خلافات حادة بينها وبينه، وانتهى بالقبض على معظم أعضائه ثم القبض على المرشد والإخوان وإعدام رئيس التنظيم عام 1954 الذين اتهموا بالاشتراك في محاولة قتل عبد الناصر في ميدان المنشية.
والفصل الثالث فيتناول الفترة من نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات وحادث المنشية ومحاولة قتل عبد الناصر ومعاونيه، وقلب نظام الحكم بالقوة، وانتهى بالقبض على أعضائه وإعدام رئيس التنظيم ومعه سيد قطب، واعتقال كل من باشر عملًا تنظيميًّا إسلاميًّا، وسبق اعتقاله من قبل.
أما الفصل الرابع والأخير فيتناول تشكيل التنظيم السري بالسجون "نحو عام 1973" بعد وفاة عبد الناصر بقيادة مصطفى مشهور واستكمال تشكيلاته، فور خروج الإخوان من السجون عام 1975 بتجنيد الكثيرين من شباب الجماعات الإسلامية في فترة السبعينيات.
ويقدم الكتاب تقييمًا لأداء مرسي، مثبتًا الفشل الكبير للجماعة أما عن فكرة الخطف عندهم.
فالمؤلف يذكر في الكتاب، كيف حاولت جماعة الإخوان اختطاف حركة "كفاية" وبعد فشلها حاولت هدمها، وأكد الكاتب المنشق عن الجماعة أن جماعة الإخوان، نشأت في ظروف تاريخية معينة عام 1928 على يد حسن البنا ولقت رواجاً بين البسطاء في السياسة والدين وبين العمال في الإسماعيلية، ولطموح هذا الشخص في أن يكون أميرًا استغل الأمر ليصنع إمارة له في الإسماعيلية بعد أن ترك الطريقة الحصافية.
وأضاف: "عندما تم نقل البنا للقاهرة كمدرس خط لم يجد قبولًا في القاهرة لدى المثقفين؛ لذلك كان انتشاره في الأرياف، فكوَّن تنظيماً للعنف وكل من يعارضه يتم ضربه، واهتم البنا بالفريق العنيف، وظل التنظيم السرى يزداد حتى وقع اغتيال القاضي حسن الخازندار بطريقة إجرامية وهذه العملية أعدوا لها في حلوان؛ لأنهم كانوا يتصورون أن القسم لا يمتلك سيارة وبالتالي لن يتمكن من القبض على الجاني، ولكن واكبهم الفشل؛ حيث تواجدت سيارة الترحيلات فجاءت النجدة بالسيارة وأمسكت بالفاعلين؛ لذا أول عملية كانت فاشلة من حيث الأداء والنتائج، ولكنها نبهت الجميع بنشاط الجماعة، وأن بينهم مسلحين.
ثم قاموا بقتل النقراشي باشا رئيس الوزراء وكان هذا خروجاً على ما اتفقت معهم عليه حكومة الملك فانقلبت عليهم المائدة تمامًا، وبدأت الدولة تواجه التنظيم، وتم القبض على الجميع ثم تم اغتيال البنا عام 1949 فوصلت الجماعة للصفر وانتهت نهائيًّا".
وتابع: "وبقي الإخوان لمدة عامين ونصف في صراع وعاجزين عن إيجاد مرشد، فاستوردوا رئيسًا من الخارج ليحلوا الخلاف بينهم وكان حسن الهضيبي هو المرشد الثاني لهم في عام 1951 ، وماتت فكرة الدين وأصبحنا أمام مجموعات متصارعة مسلحة وكلهم يريدون الإمارة".
وفي ثورة يوليو كان هناك بعض الضباط المشاركين في الثورة من الإخوان فقال الهضيبي: نقتسم الثورة. فرفض قادة الثورة وعرضوا بعض الوزارات على بعض أعضاء الإخوان، فرفض الهضيبي، وقام بفصل كل من وافق على الوزارة من الجماعة ومنهم الباقوري، ففكروا في اغتيال جمال عبد الناصر في حادث المنشية وقبض وقتها على التنظيم من عام 54 وحتى 74؛ ولذلك عمر الجماعة ليس 80 عامًا كما يدعون .
الغريب أن التنظيم العنيف قبل واقعة اغتيال السادات بأسبوع ترك مصر وخرج باستثناء المنفذين للعملية، وكان رئيس العنف الجديد مصطفى مشهور الذي تربى على يديه محمد بديع ومحمود عزت، الذين حولوا المنظمة الدعوية إلى عنف وبدءوا استخدامها في الاستيلاء على مقدرات المجتمع المصري، وساعدتهم الظروف السياسية.
وحول محاولة خطف حركة كفاية قال: "مع ظهور حركة كفاية في عام 2003 وبدء أول مظاهرة بالشارع أمام دار القضاء تحت شعار "لا تمديد ولا توريث كفاية" ارتجفت الجماعة من هذا الوليد فأنشأت حركة هزيلة وهي "قوم يا مصري" ولم يقم معهم أحد من المصريين".
وأشار المليجي إلى أنه بعد الثورة بدأت القوى تعيد حساباتها، وحدثت خدعة كبيرة للمصريين؛ لأن الجهاز الحكومي الذي تسلم السلطة هو المجلس العسكري وفي يوم 2 فبراير كان هناك اجتماع بين محمد مرسي وعمر سليمان ومحمد الكتاتني، وتم الاتفاق على أن يقوم الإخوان بإضعاف الكيان الثوري، على أن تبقى حكومة مبارك ويكون للإخوان كيان شرعي، ورفض شباب الإخوان مغادرة التحرير فماتت فكرة الإخوان.
وبعد سقوط مبارك صارت القضية في توافق بين الإخوان والمجلس العسكري وتشكلت اللجنة الخاصة بالتعديلات الدستورية من الإخوان، واستمر الشعب في حالة ترقب، وجاءت الانتخابات الرئاسية ووجدنا أنفسنا أمام الحائط المسدود؛ حيث جاءت بمحمد مرسي الذي لا يملك أية قدرات تنظيمية.
وأكد الكاتب أن الجماعة فشلت في عمليات الفكر وفي التخطيط والفهم السياسي والديني، فلجأت للعنف وذلك منذ تولي مرسي؛ حيث استعان بميليشيات خاصة واستغنى عن مؤسسات الدولة.
ثم جاءت ثورة 30 يونيو وعلينا أن ندرك أننا نواجه جماعة حين تفشل فكريا تلجأ إلى العنف، كما ندرك أن مشروع الإخوان دنيوي؛ لأنه لا يوجد رجل متدين يتعامل مع أمريكا بهذه الطريقة وهو يدرك أنها حامية إسرائيل الأولى؛ مما يدل على أنهم طلقوا الدين بـ"التلاتة"؛ ولذلك توجهوا إلى حضن القاعدة الأمريكية في قطر.
وأوضح المليجي أن التنظيم الدولي للإخوان أكذوبة كبيرة، مشيرًا إلى أن إخوان الخارج مجموعة من الإخوان الذين هربوا من مصر، وأسسوا مكاتب للجماعة بالخارج لجمع أموال هذه الدول لتصب في جيوب التنظيم المصري. وقال: "إذا ضربت الرأس هنا فماذا يمكن أن يفعله الذيل بالخارج؟". وبعد فشل خططهم داخل مصر ستفشل خططهم بالخارج.

شارك