التاريخ المجهول للمسيحيين العرب في كتاب جديد
الثلاثاء 07/يونيو/2016 - 11:19 ص
طباعة

اسم الكتاب: "المسيحية العربية المشرقية: دراسة تاريخية"
الكاتب: اغابيوس أبو سعدي
الناشر: رعية مار الياس – القدس 2016
الأب أغابيوس أبو سعدي من مواليد بيت ساحور في فلسطين، وهو راهب ينتمي إلى الرهبانية الباسيلية المخلّصية، وحصل على المركز الأول في الفلسفة واللاهوت من جامعة الروح القدس - الكسليك في لبنان. وحصل على الماجستير في موضوع لاهوت الكتاب المقدس من جامعة الغريغوريانا الحبرية في روما. وهو حالياً رئيس رعية مار إلياس للروم الملكيين الكاثوليك والرئيس الرهباني ووكيل الرهبانية في فلسطين وله أعمال موسيقية بيزنطية متعددة ومؤلفات أكاديمية لاهوتية.
الكتاب
دراسة تاريخية أكاديمية عميقة يصعب تلخيصها، وقد جاء صدوره في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى المزيد من البحث المعمق والجاد في التاريخ العربي المسيحي والكتاب هو عبارة عن دراسة تاريخية عن المسيحية العربية المشرقية من سنة 30 ميلادية حتى يومنا، في 510 صفحات.
ويتناول في هذه الدراسة أصول النصارى والمسيحيين في الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا، قبل ظهور الإسلام وبعد ظهوره، ومواقع سكناهم وانتشارهم، والتواريخ الصحيحة لقبولهم الإيمان المسيحي، والكيانات السياسية التي أوجدوها عبر المراحل التاريخية.كما يعالج الكاتب دورهم الحضاري في الحياة العامة خلال العصور الإسلامية المختلفة، وإسهاماتهم في الحوار المسيحي - الإسلامي، ومصيرهم الحالي في ظل ما يسمى الربيع العربي، ومن الأسباب التي دعت إلى كتابته أن هناك طمس للتاريخ العربي المسيحي في كتب التاريخ والمناهج المدرسية والجامعية وحتى في الدراما العربية؛ حيث يتم التركيز على التاريخ الإسلامي على حساب ما جرى من أحداث في الفترة التي سبقت الإسلام، مشدداً على ضرورة تسليط الضوء على المسيحية العربية وإبراز دورها الحضاري؛ حيث قدم الكاتب صورة متسلسلة للقبائل العربية المسيحية قبل الإسلام، فالمسيحية كانت ديانة غالبية القبائل العربية التي كون بعضها دولا كالغساسنة والمناذرة وكندا.
أما الهدف من الكتاب، فلفت الأرشمندريت أغابيوس إلى أنها دعوة المسيحيين إلى قراءة تاريخهم والتركيز على الأمور المشتركة الكثيرة بين المسلمين والمسيحيين. بالإضافة إلى التعريف بدور المسيحية في نهضة العرب وترقية الفكر والآداب العربية، كما وواقع وحاضر المسيحية اليوم ومعاناتها وسط مجتمع مشرقي عربي تسوده المرجعية الدينية.
ففي الوقت الذي يدور السؤال الآن حول مستقبل المسيحيين العرب يشير الكتاب إلى أن العرب جميعاً مصيرهم مشترك. فعلينا جميعاً؛ مسلمين ومسيحيين، الصمود في وجه هذه التحديات، والتشبث بالوطن، والاستمرار في النهوض بالدور الحضاري المأمول مهما غلت الأثمان وكلف الأمر من تضحيات.
كما أكد الكتاب على أن المسيحيين العرب لم يكونوا غرباء عن الحضارة العربية الاسلامية، ولا سيما أن الحديث عن الكلدانية والآرامية واليونانية، فهو حديث عن صيرورة من الفكر.
كما يحمل الكتاب رسالة حول أمرين، أولهما: إبراز حقيقة وجود المسيحية كنبتة عربية ومشرقية؛ نظرًا لقلة الصفحات في كتب التاريخ المتداولة في حقل التعليم بالعالم العربي وإسرائيل، وثانيهما: الايمان العميق بأن المسلمين والمسيحيين بإمكانهم العيش جنبًا إلى جنب دون أن يلغي أحدهما الأخر.
وذلك من خلال حقائق أساسية، ومنها أن المسيحية المشرقية جزء عضوي من الواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي العربي والمشرقي، وأن الحضور المسيحي في الشرق، حضور أصيل داخل النظام الحضاري العربي والإسلامي.
وأكد على أن المسيحيين المشرقيين الذين لم يكونوا يومًا جزءًا من هموم الغرب أن يتفحصوا من جديد السياسات الاستعمارية والتوسعية التسلطية التي لم تكترث أو تهتم بما يتعرضون له، مؤكدًا ضرورة العمل على كشف أخطار تلك السياسات والتوجهات.
وطرح الكاتب في مؤلفه جملة من الاقتراحات للتعايش المشترك منها نشر ثقافة احترام الآخر والاعتراف بحقه في الاختلاف دينيًّا وثقافيًّا، إلى جانب المطالبة بوضع قوانين صارمة لرجال الدين من كل الأديان، بما يمنع التحريض على التطرف قولًا وعملًا بين أبناء البشر، بالإضافة إلى قيام منظمات المجتمع المدني بدورها بما تملكه من قدرة على التمدد بين أوساط المجتمع.