دير شبيجل: عشرات الآلاف من السوريين عالقون قرب حدود تركيا / صحيفة "لوموند": أوباما يفشل في أفغانستان / دويتشه فيله: إلى أين يتجه داعش بعد تراجعه في سوريا والعراق؟
الخميس 09/يونيو/2016 - 01:14 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الخميس الموافق 9-6-2016
دير شبيجل: عشرات الآلاف من السوريين عالقون قرب حدود تركيا
حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن نحو مائة ألف مدني في سوريا عالقون بين الحدود التركية ومناطق الاشتباك بين الفصائل المقاتلة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أحرز تقدما في ريف حلب الشمالي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون.
وأبدت المنظمة في بيان "قلقها الشديد" إزاء "مصير ما يقدر بمائة ألف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات" بين تنظيم الدولة الإسلامية" والفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي.
من جهتها أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل إلى 165 ألف سوري، وفق تغريدة للباحث في المنظمة جيري سمبسون على موقع تويتر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم "استطاع السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة والإسلامية، في تقدم هو الأبرز للجهاديين في المنطقة منذ العام 2014".
وتمكن التنظيم بهذا التقدم من "قطع طرق الإمداد الواصلة بين مدينة إعزاز ومدينة مارع" ثاني أكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب بعد اعزاز، وفق المرصد.
دويتشه فيله: إلى أين يتجه داعش بعد تراجعه في سوريا والعراق؟
تراجع داعش العسكري على الأرض، قد يغير من قواعد اللعبة بحسب مراقبين ويجعل من قيادة التنظيم تتجه إلى مناطق جديدة لتلقي بثقلها فيها، وهو ما يثير مخاوف خصوصا في أوروبا من إقدام التنظيم على فصل جديد من الهجمات.
التقدم العسكري الذي تحرزه القوات المناهضة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" على الأرض، في معاقله الرئيسية، بات مثار جدل بين الخبراء حول مدى تراجع قوة هذا التنظيم وفقدانه السيطرة على الأراضي التي يحتلها. وفي حين يرى مراقبون أن هذا التراجع لقوات تنظيم "داعش" قد يكون أمرا تكتيكيا مؤقتا، يرى آخرون أن التراجع الحالي يمكن أن يغير من قواعد اللعبة على الأرض؛ ويجعل من قيادة التنظيم تتجه إلى مناطق جديدة مثل ليبيا لتلقي بثقلها فيها وتعيد انتشارها هناك والتحرك بحرية على الأرض.
الباحث الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ألبريشت ميتسغر، أكد في حوار مع دويتشه فيله أن ما يجري على الأرض من تقدم دولي في محاربة "داعش"، يذكر ببداية التحالف الدولي الذي قادته دول العالم من أجل محاربة التنظيم. ويرى الخبير الألماني أن التنافس بين الدول، لا سيما بين روسيا وأمريكا أدى إلى تراجع مؤقت في زخم العمليات الواقعة على الأرض في السابق. إلا أن التقدم الحالي قد يفتح صفحة جديدة في إعادة انتشار قوات التنظيم وتركيزها في مناطق جديدة.
وكانت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا قد أعلنت مؤخرا عن تقدم قواتها في ريف حماة الشمالي والزحف نحو الرقة، التي تعتبر معقل داعش في سوريا وعاصمة خلافته المزعومة. وجاء هجوم قوات النظام السوري بعد هجوم آخر كانت قد بدأته قوات سوريا الديمقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقًا من محاور عدة إحدها باتجاه مدينة الطبقة.
وفي ظل زيادة الضغط الذي يواجهه تنظيم "داعش" في سوريا، أعلنت قيادة عمليات تحرير الفلوجة عن تقدم الآليات العسكرية نحو المحور الجنوبي من المدينة التي تعتبر من ضمن المدن الرئيسية الكبرى التي يسيطر عليها التنظيم في العراق مع إكمال تحرير عدة قرى في الضواحي الجنوبية للمدينة. وهذا التقدم يوضح التحرك الدولي لتطويق "داعش" ودحره على أكثر من محور، وهو ما قد يؤدى إلى بحث التنظيم عن أرض بديلة. وهذا التراجع للتنظيم على الأرض لا يراه ميتسغر أتراجعا تكتيكيا، فهو يواجه ظروفا صعبة من حيث نقص التمويل واضطراره للحرب على أكثر من محور، إضافة إلى الدعم الدولي الكبير الذي تقدمه الدول الكبرى للقوات التي تقاتل "داعش" على الأرض.
إلى أين يمكن أن يذهب داعش؟
يرى الخبير الألماني أن التنظيم الإرهابي أو بعض من قياداته قد يتجه إلى التمركز في ليبيا أو أفغانستان، وذلك "لقدرة التنظيم هناك على إعادة الانتشار والحاضنة التي توفر له الحماية" إلا أن ميتسغر يرى أن دحر "داعش" في سوريا والعراق قد يكون "بداية النهاية لهذا التنظيم المتشدد".
فوفقا للباحث الألماني، تعتمد مقاومة "داعش" على "محاربة المبدأ الذي بنى نفسه عليه، وهو السيطرة على الأرض وإقامة الخلافة"، فقرب المناطق التي احتلها "داعش" من عاصمتي الخلافة العربية الإسلامية التاريخية في دمشق وبغداد، كان سببا في انتشار الفكرة بين البعض من المتشددين وقد ساهم التنظيم بنفسه على ترويجها. الآن يواجه "داعش" هجوما شرسا من عدة محاور، وهو ما قد يضطره إلى التراجع عن هذه المناطق وتركيز سيطرته على مناطق أخرى، وهو ما سوف يبعده عن المركز ويجعل من فكرة إقامة الخلافة على الأطراف أمرا غير مستساغ، حسب الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط.
لجوء داعش لتفجيرات في أوروبا
تسود في أوروبا مخاوف من تنفيذ "داعش" عمليات انتقامية في القارة العجوز في ظل التحالف الدولي ضده، وذلك على غرار هجمات باريس أو بروكسل. كما أن رئيس مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا، كلاوس بويلون قد أعلن من جهته عن اعتقاده بوجود المزيد من الخلايا الإرهابية الإسلامية في ألمانيا. وقال بويلون الذي يشغل منصب وزير داخلية ولاية زارلاند في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الصادرة يوم (الاثنين السادس من يونيو/ حزيران 2016) "من السذاجة اعتقاد غير ذلك". ويتوقع بويلون أن يكون هناك على الأقل 100 إسلامي إرهابي تسللوا إلى الاتحاد الأوروبي، وقال "لا أرى هذا العدد مبالغا فيه". وذكر بويلون أن تنظيم "داعش" يهرب جناة إلى الاتحاد الأوروبي على أنهم لاجئون، وأضاف: "داعش يريد بذلك إخافة المواطنين لدينا، لإثارة مشاعر النفور تجاه طالبي وطالبات اللجوء وتعزيز القوى السياسية المتطرفة هنا". إلا أن ميتسغر يقول في حواره مع دويتشه فيله إن التفجيرات الإرهابية أصبحت أمرا وارد في أوروبا، إلا أن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو "ماذا حقق داعش وغيره من المتشددين في الهجمات التي استهدفت عدة مدن أوروبية؟". فالتفجيرات أثبتت بحسب ميتسغر أنها "بدون جدوى حاليا"، كما أن التخطيط لأية تفجيرات قد يؤدي إلى موجة كراهية شعبية ضده، وبالتالي المزيد من العمل العسكري ضده على الأرض وهو ما لا يصب في مصلحة التنظيم، الذي يواجه مقاومة متزايدة على الأرض، كما ليس من مصلحته حاليا فتح جبهات أخرى ضده. وتابع الخبير الألماني، أن من ضمن المخاوف المطروحة هي "عودة الفوضى وقدوم اللاجئين بأعداد كبيرة إلى أوروبا مجددا"، ويبقى السؤال هو كيف ستواجه أوروبا هذه الموجة من اللاجئين وما هي الخطط المطروحة لذلك؟
ديلي تلغراف: "طهران" تهديد إرهابي مثل "داعش"
يقول كون كوغلان كاتب المقال إن عملية تحرير الفلوجة على يد الجيش العراقي تهدف إلى تحرير أهل المدينة السنة من القمع الذي واجهوه على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فبعد عامين من الخوف ومن الإعدامات الفورية ومن التفسير بالغ التشدد للشريعة، يتوق نحو 50 ألف من سكان في المدينة إلى التخلص من أسر التنظيم.
ويستدرك كوغلان قائلا إنه عندما بدأت عملية استعادة الفلوجة، وجد سكانها المدنيون أنفسهم في مواجهة تهديد آخر على نفس الدرجة من الرعب: "الميليشيات الشيعية الإيرانية الراغبة في الانتقام".
ويضيف كوغلان إنه توجد تقارير عن اعدام أكثر من 300 دون محاكمات بعد سيطرة فصائل ما يعرف بالحشد الشعبي على المشارف الشمالية للفلوجة الأسبوع الجاري.
ويقول إن تسجيلات مصورة تظهر ناجين يعالجون في المستشفيات بعد أن تعرضوا لضرب وحشي على يد أفراد نلك الفصائل. ويقول بعض السكان إنهم أجبروا على شرب بولهم بعد أن طلبوا ماء.
ويضيف أنه بدلا من أن يحتفل سكان الفلوجة بالحرية من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وجدوا أنفسهم في معضلة مروعة، فهم يواجهون الإعدام على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" إذا حاولوا الفرار، ويواجهون الإعدام على يد بعض فصائل الحشد إذا استسلموا.
ويرى كوغلان إنه نظرا للعداء التاريخي بين السنة والشيعة في العراق، لا يجب أن نفاجئ من العمليات الانتقامية التي تقوم بها الميليشيات الشيعية ضد الأسرى السنة.
ويقول كوغلان إن سلوك فصائل الحشد مصدر قلق كبير للقوات بقيادة الولايات المتحدة التي تساعد القوات العراقية في عملية استعادة الفلوجة.
ويضيف أنه برغم الصخب الذي صاحب اتفاق الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران بشأن برنامجها النووي، ما زالت إيران تواصل جهودها في تقويض المساعي الغربية لتحقيق ما يشبه الاستقرار في الشرق الأوسط.
صحيفة "البايس": مكافحة التطرف في الفضاء الافتراضي
يمثل الالتزام الموقع بين المفوضية الأوروبية وكبرى الشركات التكنولوجية للحيلولة دون نشر الكراهية والعنف ، يمثل فرصة لمواجهة الجماعات الإرهابية في أحد معاقل تحركها الأكثر فعالية، نعني شبكات التواصل الاجتماعي. فقد صارت المنصات الرقمية أداة قوية لنشر التطرف والدعاية له وتجنيد الجهاديين. وبالتالي، فإن منع نشر الرسائل ومقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت والتي تغذي العنف، تعد مهمة عاجلة.
وجاءت اعتداءات باريس وبروكسل وكذلك الاستخدام المتزايد باطراد لوسائل الإنترنت من أجل تجنيد الشباب الإرهابي، لتظهر أن التحرك بات أمرًا ملحًا. ومن أجل التعامل مع هذه التحديات، قامت شركات جوجل وفيسبوك وتويتر ومايكروسوفت، بالانضمام لمدونة قواعد السلوك التي طرحتها المفوضية الأوروبية، والذي يهدف في الأساس إلى مكافحة التحريض على الكراهية ومعاداة الأجانب والتمييز، وكذلك لضمان أن يستمر الإنترنت مكانًا للتعبير الحر والديمقراطي يتم فيه احترام القواعد والقيم الأوروبية. وكنتيجة لهذا الاتفاق، تتعهد هذه الشركات الأربع متعددة الجنسيات بالتحرك بسرعة لمحو أو تعطيل الوصول إلى أي محتوى ينشر سلوكًا يتسم بالتعصب أو التمييز، وذلك في غضون 24 ساعة على أقصى تقدير.
ولتنفيذ هذا الاتفاق الطموح، فإن الأمر يتطلب تعاون المواطنين وأجهزة الأمن داخل الدول الأوروبية. ولكن وقبل كل هذا، على الشركات العملاقة على شبكة الإنترنت أن تتحمل مسئولياتها وأن تضع كل وسائل التقنية التي في حوزتها، وهي كثيرة، من أجل تطبيق إجراءات واضحة وفعالة عند فحص الرسائل المشبوهة ومحوها من دون أي تأخير. وعندها فقط يمكن القضاء على خطاب الكراهية.
صحيفة "لوموند" : أوباما يفشل فى أفغانستان
سوف تستمر حرب أفغانستان بعد مغادرة "باراك أوباما" للبيت الأبيض – فى يناير عام 2017 – فهى أطول الحروب التى اشتركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهذا العام هو العام الخامس عشر لتلك الحرب المستمرة. وكان الرئيس الأمريكى قد وعد بأن يضع حدًا لتلك "الحرب التى بلا نهاية". غير أننا نشك فى قدرته على الوفاء بهذا الوعد. لماذا؟!
أوباما يعلم جيدًا أن الحقيقة على أرض الواقع قد حالت دون الوفاء بوعود حملته الانتخابية – فى أفغانستان، وكذلك فى العراق. وقد أوضح "أوباما" مؤخرًا قائلاً: "نحن أدركنا أن بدء الحرب أسهل بكثير من إنهائها – وهذا ما حدث فى حروب القرن الحادى والعشرين". ففى مايو عام 2014، أعلن "أوباما" أنه سوف يسحب آخر جندى أمريكى من أفغانستان بداية من عام 2014. وحتى نهاية عام 2016 يبدو ذلك مهمة مستحيلة. فما لبث أن اعترف بذلك عام 2015، وأقسم أنه لن يترك سوى 5 آلاف جندى من الـ10 آلاف الموجودين حاليًا.
ولم يوافق البنتاجون على ذلك، والأمر المحتمل هو ما يرجحه رئيس الأركان: استمرار وجود كتيبة من 10 آلاف جندى حتى نهاية عام 2016، مهمتها مكافحة الإرهاب، ومساعدة الجيش الأفغانى، بالإضافة إلى استمرار تواجد القوات الجوية الأمريكية؛ بناءً على طلب كابول. ولاتزال الحرب مستمرة، وهذا يعنى على الساحة الأفغانية أن القائد الأعلى "باراك أوباما" قد فشل!!.
وبالتأكيد، فإن هذا العدد أقل بكثير من 170 ألف جندى، الذين تم نشرهم لمحاربة نظام "طالبان" بكابول فى شتاء عام2001؛ لأن "طالبان" كانوا يأوون "القاعدة"، المسئولة عن ضربات سبتمبر فى نفس العام، غير أن "طلبة المعاهد الدينية"، التى تقوم أساسًا على حرب العصابات أكثر من الجدل اللاهوتى، استأنفوا الهجمات منذ عام 2003.
فلم تتوقف قواعدهم الخلفية فى أفغانستان عن تهديد النظام الأفغانى الجديد ومسانديه الغربيين؛ مما أشاع الإرهاب على نطاق واسع، كما أصبح هناك جماعات مسلحة فى جنوب وشمال البلاد؛ فانتشر عدم الأمن، وبدأوا يضربون كيفما شاءوا فى العاصمة، ونجحوا فى ربيع عام 2016 فى احتلال المزيد من الأراضى أكثر من أى وقت مضى.
ورفضوا أى تفاوض مع كابول. فهم يحاربون تحت لواء الإسلام المتشدد، الذى من أهم أولوياته استبعاد البنات من المدرسة. وقد حاول "أشرف غنى"، رئيس أفغانستان، بدء التحاور معتمدًا على عدد من الوسطاء، من الصين إلى إمارات الخليج. لكن دون جدوى. فطالبان يشعرون بقوتهم إلى حد تهديد كابول؛ لأنهم يتمتعون بمساندة إحدى القوى الكبرى فى المنطقة: وهى باكستان.
ومن الناحية الرسمية، تحاول إسلام أباد أيضًا التمهيد لإجراء تفاوض بين الأفغان. وفى الوقت الذى يؤيد فيه الجيش والمخابرات الباكستانية "طالبان" الأفغانية، يساندون الجناح الأكثر تشددًا، وهى جماعة "شبكة حقانى"، وهكذا، تتضح اللعبة الباكستانية المزدوجة أكثر من أى وقت مضى.
وتسيطر هذه الفكرة على الجيش، وهى أنه فى حالة افتراض قيام حرب كبيرة مع العدو الهندى؛ يتعين أن تكون أفغانستان بمثابة القاعدة الخلفية لباكستان، لذلك يتعين على أفغانستان أن تمنح الجيش الباكستانى "العمق الاستراتيجى" الذى يحتاجه.
فهل هذا تصور خيالى للعسكريين المخططين للحرب، أو حجة أعدها رئيس الأركان الباكستانى بعناية شديدة لتبرير موقف دولته؟. فالمبرر دائمًا هو أن "طالبان" هى أداة إسلام أباد لمنع الهند من أن تلعب دورًا مؤثرًا فى أفغانستان؛ لذلك تدعم باكستان الحرب فى أفغانستان.
وربما يكون ذلك هو ما جعل رجلاً هادئًا مثل "باراك أوباما" يفقد صبره!!. ففى يوم 21 مايو الماضى، ووفقًا للاتفاق العاجل للبيت الأبيض، وجهت الطائرة بدون طيار الأمريكية ضربة ضد إحدى سيارات الأجرة البيضاء، كانت قد أخذت راكبها من الحدود الإيرانية متجههً نحو الشرق، بالتأكيد نحو "كويتا" عاصمة "بلوشستان"، وكان فى السيارة المقلوبة جثمان زعيم "طالبان" الأفغانية الملا "أختر منصور"، وهو أحد مَنْ تساندهم إسلام أباد، وكان يعيش فى باكستان. وجثمان سائق السيارة الأجرة "محمد عزام".
وكانت هذه هى المرة الأولى، التى استخدمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، الطائرة بدون طيار، ضد هذه المنطقة فى "بلوشستان"، التى تأوى عاصمتها "كويتا" إدارة "طالبان". وترى الصحافة الأمريكية أن هذا الحدث بمثابة "رسالة" موجهة لإسلام أباد. وقلل البيت الأبيض من هذه العملية بأن "الأختر منصور" كان يعترض على أية مفاوضات من مخبئه فى باكستان، وبالتأكيد تحت حماية المخابرات الباكستانية، أو على الأقل بمساندتهم، قاد هذا الهجوم الأخير المستمر فى أفغانستان ضد نظام كابول وضد القوات الأمريكية.
فماذا كان يفعل فى إيران؟ كان يزور أسرته. غير أن صحيفة "وول ستريت" تؤكد وجود لعبة إيرانية مزدوجة، فطهران تتمتع بعلاقات قوية مع نظام كابول، لكنها تساند "طالبان" بشكل غير مرئى لكن: لماذا؟ لتأمين حدودها الأفغانية الإيرانية، وتفادى أى هجوم من قِبل "داعش"، التى ظهرت مؤخرًا فى أفغانستان.
ثم تولى "هيبة الله أخو نزادة" يوم 26 مايو قيادة "طالبان". ويتساءل البعض فى الولايات المتحدة عن حقيقة تصفية الملا "أختر منصور": فهل لم يكن من الأفضل توجيه، مباشرةً وبشكل حاد، "طائرة دبلوماسية" إلى إسلام أباد فى شكل التهديد بوقف أى تعاون؛ لأنها شبه متأكدة أن القائد الجديد لطالبان، القاضى "أخو نزادة"، المتخصص فى الشريعة، سوف يحاول الحفاظ إلى وحدة إدارة حركته الواهية... بالاستمرار فى الحرب؟