جديد آفاق سياسية اكتوبر: العالم في مواجهة توحش داعش

الأحد 12/أكتوبر/2014 - 05:35 م
طباعة جديد  آفاق سياسية
 
جديد  آفاق سياسية
في العدد العاشر "أكتوبر 2014"، تناولت مجلة "آفاق سياسية" الصادرة عن المركز العربي للبحوث والدراسات، عددًا من القراءات والرؤى والدراسات حول الواقع السياسي الراهن، عبر مجموعةٍ من العناوين المهمة التي تمثلت في قراءة متعمقة جاءت تحت عنوان "الغاز السياسة الدولية"
وتناول السيد ياسين المفكر الكبير ورئيس تحرير المجلة في مقدمته التي جاءت تحت عنوان "الغاز السياسة الدولية"، تعقد المشهد السياسي الدولي والاقليمي وما استجد عليه من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بعمل تحالف دولي لضرب تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي ظهر نتيجة حتمية لسلسلة من التفاعلات الدولية والإقليمية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ان استبعدنا الاقاويل التي تؤكد أن الولايات المتحدة هي التي أعطت الضوء الأخضر لداعش في سوريا. ولم تدرك أنها يمكن أن تنقلب ضدها كما حدث من قبل حين دعمت تنظيم القاعدة بقيادة اسامه بن لادن في حربها ضد السوفييت وسرعان ما انقلب هذا التنظيم عليها في احداث سبتمبر.
ويمكن القول أن العالم يمر في الوقت الراهن بفترة عصيبة اختلطت فيها الأوراق وتنوعت المشاهد وتعددت المشكلات التي اصبحت عصية على الفهم وظهرت حيرة الرئيس الأمريكي هلي يتدخل عسكريا في العراق، أم يكتفي بالضربات الجوية، ولهذا يتناول هذا العدد من آفاق سياسية تعقد المشهد الاقليمي والدولي.

القوة المعيارية ومحددات الدور الاوربي في ازمة التحول السياسي في مصر 2011-2014

وتتناول في هذه الدراسة الدكتورة رانيا علاء الدين حالة الجدل الواسعة حول دور الاتحاد الأوربي في المجتمع الدولي كفاعل مؤثر، وظهور ذلك مع بداية ثورة يناير 2011 وما اتسم به دور الاتحاد بالتدرج بداية من المطالبة بإجراء اصلاحات سياسية حقيقية تماشيا مع المطالب الشعبية للرئيس الاسبق حسني مبارك حتى مطالبته بالرحيل. واعتبرت ان سياسة الاتحاد الاوربي لم تشهد تغييرا او تطوراً ملحوظين عما كان سائدا من قبل بشكل يمكنها من ان تلعب دورا اكبر للتطورات السياسية في مصر او غيرها من دول الربيع العربي، وان ثورة يونيو 2013 مثلت مفاجأة لصانعي القرار الاوربيين لم تقل عما مثلته ثورة يناير 2011 ومثلما اتسم الموقف الاوربي من ثورة يناير بالارتباك والتردد كذلك اتسم الموقف الاوروبي من ثورة يونيو 2013، وحاول الاتحاد الاوربي القيام بدور وساطة لحل الازمة بعد 30 يونيو من خلال زيارات متكررة قامت بها اشتون دون ان تسفر عن مبادرات جديدة معلنه، وان كان الاخوان اعلنوا من جانبهم ان الهدف من هذه الزيارات الضغط على الاخوان للقبول بالامر الواقع. لتؤكد في نهاية دراستها على انه لتحليل الموقف الاوربي من التحولات السياسية في مصر منذ يناير 2011 نجد أنه يفتقد رؤيا محدده تجاه منطقة المتوسط بصفة عامة والتفاوت النسبي للاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة وتعدد الفاعلين الاقليمين والدوليين بها، وان الاتحاد الاوربي اصبح بحاجة ماسه الى تطوير سياسة اوربية تبنى على فهم اكبر لواقع الامور في منطقة الربيع العربي. ولذلك يجب على الاتحاد الاوربي ان يشارك في دعم التنمية في مصر من خلال تفعيل الاليات الثلاث الاساسية التي اقرها الاتحاد وهي المساعدات، فرص النفاذ الى الاسواق الاوربية، وحرية التنقل، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال توافر الارادة السياسية والمجتمعية حول أولويات الاصلاح الاقتصادي والسياسي والدور المطلوب للاتحاد بحيث لا يكون الامر مجرد املاء من جانب الاوروبين وانما مشاركة حقيقية من الجانبين.

دور مجلس الامن القومي الامريكي في السياسة الخارجية، دراسة مقارنة بين عهدي بوش وا

وتناول في هذه الدراسة الدكتور ياسر عبدالحسين مجلس الامن القومي الامريكي وما يمثله من تجسيد للخطط الاستراتيجية الامريكية منذ عهد الرئيس الامريكي هاري ترومان وحتى الان، معتبراً أن الدين لم يفرض يوماً وجوده في الحياة السياسية الامريكية قبل اني طأ جورج بوش الابن عتبة البيت الابيض، وهذا ما انعكس على مجلس الامن في الانقسام الحاصل في كواليسه بين اختلاف الشخصيات واسلوب ادارة المؤثرين فيه.
واشار إلى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ينوي اجراء اصلاحات شاملة ومتعدده لأجهزة الامن القومي، ومنها مجلس الامن القومي الامريكي، وبذلك يعد الامن القومي الامريكي الجهة المناط بها رسم السياسات الخارجية للولايات المتحدة، ولكن الرئيس أوباما طغت أراءه وأفكاره على هذا المجلس في الوقت الحالي.

توازنات جديدة التداعيات الاقليمية المحتملة للانسحاب الامريكي من المنطقة

وتناول في هذه الدراسة الباحث محمد عباس ناجي تصاعد حدة الصراع بين القوى الاقليمية الرئيسية في المنطقة في الوقت الحالي، مع اتجاه الولايات المتحدة نحو تقليص حدة التوتر في العلاقات مع ايران باعتبار ان الاخيرة تمثل رقما مهما في معظم الملفات الاقليمية، وان أي انسحاب أمريكي محتمل من المنطقة سوف يؤدي إلى فرض تداعيات مهمة منها تصاعد حدة الصراع، بين القوى الاقليمية الرئيسية التي تسعى إلى محاولة ملئ الفراغ الاستراتيجي الناتج عن أي انسحاب أمريكي محتمل.

العالم في مواجهة توحش داعش، قراءة في موقف القوى الاقليمية والدولية

العالم في مواجهة
ويتناول الدكتور كمال حبيب الباحث المتخصص في شئون الجمعات المسلحة ظاهرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وأدواته التي تمثل الحرب النفسية أحد اهم اذرعها وتشكل سرعة اندفاعه وسيطرته التي تسبقه سيرته المتوحشة في الممارسات القتالية والعسكرية وهو ما حدث مثلا في حربه في الموصل، وتناول في هذه الدراسة موقف الولايات المتحدة الأمريكية الذي تلخص في قيامه بشن حملة عسكرية جوية على التنظيم باعتبار ان الخلافة ليست مجرد اعلان اعلامي ولكنها دلالة على تحدي التنظيم للغرب، والامم المتحدة باعتبارها مؤسسة فرضها توازن القوى بعد الحرب العالمية الثانية وهي تمثل جهة امينة او محايدة ومن ثم فالتنظيم يعترف بها.
واعتبر ان الموقف الاوربي غير موحد حيث أنها تدين اعمال داعش ضد الاقليات وفي الوقت نفسه تدعم الضربات الامريكية وتترك الحرية للتعامل مع قضية تسليح الاكراد والاقليات المسيحية والايزيديه، وتلخص موقف الامم المتحدة في الادانة المستمرة فقط. واعتبر ان الموقف السعودي يواجه صعوبة بالغة حيث اصبح مقاتلوا داعش على حدوده الشمالية. 
ولذلك تسعى السعودية متحالفة مع مصر والاردن والامارات والبحرين والكويت والجزائر والمغرب لبناء تيار اسلامي وسطي يعبر عن الفكر الاسلامي الصحيح حتى لا يتم اختطاف الاسلام من قبل الجماعات المتطرفة التي تمارس القتل والفتنة تحت يافطة الاسلام. معتبرا ان الموقف التركي داعما لداعش من خلال التعاون المخابراتي الذي بدأ يتراجع حاليا في محاولة من حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى استثمار السياسات الاقليمية والدولية لتحقيق مصالحه. مختتماً دراسته بالتأكيد على ان الموقف الايراني اصبح على المحك ولم يصبح امامها سوى التدخل المباشر في العراق لإعادة هندسة الحالة العراقية بعد سقوط بغداد كما حدث من قبل. مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تريد ان تتدخل على الارض وتتورط مرة أخرى وان أوربا تسعيا لبناء حلف واسع من أجل حل مشاكل التهميش والظلم الاجتماعي للسنة في هذه الدول، بينما تعمل الدول العربية على بناء قوة اقليمية لتأسيس اسلام سياسي معتدل بقيادة مصر والسعودية والامارات والجزائر. ومحاصرة التنظيم المتطرف وعزله عن محيطه السني.

الانتخابات الرئاسية التركية ومستقبل العلاقات المصرية التركية

يرصد الدكتور على جلال معوض في هذه الدراسة الانتخابات التركية التي شاهدتها انقرة في اغسطس 2014 وتولي رجب طيب اردوغان رئاسة الدولة معتبراً ان المسارات البديلة للانتخابات التركية واتجاهاتها توضح أن اردوغان كان الاقرب إلى الرئاسة وان نجاح اكمل الدين احد المرشحين كان سيؤدي فقط إلى استمرار ذات الدور الذي كان يقوم به عبدالله جول من تطليف حدة تصريحات اردوغان وتحركاته ضد الحكومة المصرية، وان نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية عززت من فرص استمرار حزب العدالة والتنمية واردوغان في السلطة والفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي من المقرر لها عام 2015، وان نجاح اردوغان في حد ذاته يمثل تصعيد تركي ضد مصر ولكن لا يجب المبالغة في تقدير نتائج الانتخابات الرئاسية التركية لأنها مؤشرا مرحلياً جزئياً ضمن منظومة اكثر تعقيداً من الاحداث وتطورات في السياقين التركي والاقليمي والدولي.

تنصيب اردوغان وهواجس العثمانية الجديدة

ويتناول في هذه الدراسة بشير عبدالفتاح تداعيات تنصيب اردوغان رئيسا لتركيا، ومخاوف المعارضة من اردوغان وخاصة المطالبات الخاصة باحياء الخلافة التركية، وما ابدته المعارضة من تخوف من اصراره على اسناد رئاسة الوزراء إلى احمد داود اوغلو شريك اردوغان في المشروع العثماني الجديد ومنظر السياسة الخارجية التركية.


وتختتم المجلة عددها العاشر بقراءة نقدية في علم الاجتماع للاستاذ سيد يس، اشار فيها إلى أن الانتاج العلمي للدكتور عبدالباسط عبدالمعطي يمكن ان يكون الناقد الاجتماعي بين الالتزام الايديولوجي والموضوعية العلمية او ممارسة ما اطلق عليه النقد الاجتماعي المسئول. وان الالتزام الايديولوجي للدكتور عبدالمعطي الذي مارسه في المقام الأول، لم يمنعه من تحقيق مطلب الموضوعية العلمية والتي أدت إلى رفع الوعي الاجتماعي والسياسي لجميع المصريين.

شارك