دير شبيجل:داعش يتوعد موسكو
الثلاثاء 02/أغسطس/2016 - 09:59 م
طباعة
دعا تنظيم داعش أعضاءه لشن هجمات في روسيا في شريط مصور مدته تسع دقائق بُث يوم أمس الأحد على موقع يوتيوب. وقال رجل ملثم يقود سيارة في الصحراء في آخر دقيقتين من الشريط وهو يلوح بأصبعه متحدثا بالروسية "اسمع يا بوتين سوف نأتيكم إلى روسيا ونقتلكم في دياركم..."، داعيا أتباع التنظيم إلى استهداف روسيا. وعرض الشريط الذي كان مصحوبا بترجمة خطية رجالا مسلحين يهاجمون مركبات مدرعة وخياما ويجمعون أسلحة في الصحراء.
ولم يتسن على الفور التحقق من صحة الشريط المصور؛ لكن رابط الشريط نُشر على حساب يستخدمه تنظيم داعشعلى موقع تليجرام للتراسل. ولم يُعرف على الفور سبب استهداف روسيا ولكن روسيا والولايات المتحدة تجريان محادثات بشأن تعزيز التعاون العسكري والمخابراتي فيما بينهما ضد داعش.
دير شبيجل: غارات جوية أمريكية علي داعش في ليبيا
قصفت طائرات أمريكية أهدافا لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا امس استجابة لطلب من الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة للمساعدة في طرد المتشددين من معقلهم السابق في مدينة سرت. وقال رئيس الوزراء الليبي فائز السراج في بيان بثه التلفزيون الرسمي "بالفعل فقد بدأت أولى هذه الضربات هذا اليوم علي مواقع محددة في مدينة سرت محدثة خسائر فادحة في صفوف العدو وآلياته".
وقال المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك إن الضربات ليس لها "نقطة نهاية في هذا التوقيت تحديدا". وتقاتل قوات متحالفة مع السراج تنظيم الدولة في سرت منذ مايو. وكان التنظيم قد سيطر على المدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط بالكامل في العام الماضي وحولها إلى أهم قاعدة له خارج سوريا والعراق، لكنه محاصر حاليا في مساحة لا تتجاوز بضعة كيلومترات بوسط المدينة حيث لا يزال يسيطر على عدة مواقع إستراتيجية منها الجامعة والمستشفى الرئيسي وقاعة واغادوغو للمؤتمرات.
وأقرت الولايات المتحدة بتنفيذ عدة ضربات جوية في ليبيا من قبل واستهدف آخرها معسكر تدريب للتنظيم في مدينة صبراتة في غرب البلاد في فبراير الماضى.
الإيكونوميست:كيف يواجه الالمان الارهاب!
إذا توجهنا بالسؤال للشعب الألمانى عن كيفية التعامل مع الإرهاب فمن المرجح أن يجيب معظمهم بالفكرة نفسها التى أطلقها من قبل السياسى والعالم الألمانى " هرفرايد مونكلر" بأن الأسلوب الأمثل للتعامل مع الإرهاب هو " رباطة الجأش البطولية" . لنترك الدول الأخرى تعلن الحرب على الإرهاب وتعلن حالة طوارئ شبه دائمة، فالألمان يقولون: إنهم تعلموا من أسود الأيام فى تاريخ ألمانيا ألا يبالغوا فى رد الفعل.
وقد تعود المتشككون على الرد بالقول أن ردود الفعل البسيطة تأتى دائمًا من ألمانيا ، التى نجت من فظائع على غرار ما وقع فى الولايات المتحدة ، فرنسا ، تركيا وغيرها. وقد تغير هذا كله فى بحر أسبوع واحد من شهر يوليو العام الجارى، عندما تعرضت ألمانيا لأربع هجمات مختلفة.
الأول : وقع يوم 18 يوليو عندما قام لاجئ أفغانى بطعن وذبح أربعة مسافرين على أحد القطارات وشخص خامس على رصيف القطار. وبعد أربعة أيام انتابت ثورة من الغضب مواطن ألمانى من أصول إيرانية لم يبلغ العشرين من العمر داخل أحد مراكز التسوق بمدينة ميونيخ، فقتل تسعة أشخاص وجرح مايربو على ثلاثين آخرين قبيل أن يطلق النار على نفسه.
وبعد يومين فقط من ذلك الحادث ، قام لاجئ سورى بطعن امرأة حامل حتى الموت مستخدمًا منجلًا- وقد أطلقت الشرطة على هذا الحادث " مشكلات عائلية" . وفى مكان آخر في الليلة نفسها حاول أحد اللاجئين السوريين اقتحام إحدى الحفلات الموسيقية حاملًا على ظهره حقيبة مليئة بالمتفجرات. وعندما منعه رجال الأمن قام بتفجير نفسه، مما أدى لإصابة خمسة عشر شخصًا.
وينتاب الشعب الألمانى قلق شديد عند سماع هذه الأخبار المفجعة. وقد انتشرت مشاعر الرعب بعيد الساعات الأولى من حادث ميونيخ، حيث انتشرت الشائعات على وسائل الاتصال الاجتماعى بأن هناك ثلاثة سفاحين طليقى السراح وليس شخص واحد. وقد تلقت قوات الشرطة فى ميونيخ وقوامها 2300 شرطى نحو 4300 اتصال هاتفى طلبًا للنجدة، كانت كلها تقريبًا كاذبة. ولكن ميونيخ استعادت بسرعة رباطة جأشها.
فتحت شعار # OfferTueويعنى ( الأبواب المفتوحة# ) عرض المواطنون استضافة أى شخص بعيدا عن بيته من جراء حظر التجول لقضاء تلك الليلة . وقد بذل المتحدث الرسمى باسم شرطة ميونيخ " ماركوس دا جلوريا مارتينز " جهودًا جبارة ليميز بين الحقائق والأكاذيب. وأصبح ماركوس ، الذى طرح رسالته للدكتوراة بعنوان "الاتصالات وقت الأزمة" أصبح بطلًا قوميًّا ذاك الأسبوع، ففى لقاء تليفزيونى ناشد المشاهدين ووسائل الإعلام المختلفة قائلا: " أمهلونا الوقت حتى نستطيع أن نذكر الحقائق. ولا تندفعوا وراء التخمينات ، ولا تنقلوا الأخبار عن بعضكم البعض." وقد حظا هذا البرنامج بأعلى نسبة استحسان تلك الليلة.
وقد لاقت هذه النصيحة آذانا صاغية لدى معظم السياسيين، للتميز بدقة بين الدوافع وراء كل عملية قتل على حدة. ولم يكن لأسوأ أزمة وهى حادثة ميونيخ أية علاقة بالفكر الإسلامى. فالشاب ذو 18 ربيعًا الذى أطلق النار يدعى " ديفيد على سونبولى" تعرض لاكتئاب شديد وأعد العدة للقيام بهذه الوقيعة قبل نحو عام .
وكان قد قرأ كتاب " لماذا يلجأ الأطفال للقتل؟ " الذى وضعه الخبير الأمريكى " بيتر لانجمان" حول الأسباب وراء حوادث إطلاق النار داخل المدارس. وقد زار عام 2015 بلدة فينندين بألمانيا، حيث وقعت حادثة إطلاق نار عشوائى عام 2009 . وقام بتنفيذ خطته فى الذكرى الخامسة لحادث إطلاق النار العشوائى الذى قام به المواطن النرويجى " أنديرس بريفيك"، مما أسفر عن مذبحة فوق جزيرة يوتويا النرويجية.
وقد فتحت قضية المدعو سونبولى العديد من حلقات الجدال. فقد مارس لعبة "الضربة المضادة" وهى من الألعاب العنيفة على أجهزة الكومبيوتر ، والتى يمارسها منفذو عمليات إطلاق النار العشوائى الآخرون. فهل يمكن حظر مثل تلك الألعاب من على المواقع الإلكترونية وأجهزة الكومبيوتر؟؟ ويبدو أن الإجابة ستكون بالنفى؛ لأن هذا من شأنه تقييد الحريات وضد معظم ممارسى ألعاب الكومبيوتر الذين لم يجنحوا أبدًا للعنف.
وهل يتعين على ألمانيا أن تنشر قوات الجيش فى حالة حدوث طوارئ على غرار تلك الحادثة؟؟ يجيب البعض ومن بينهم السيد "يواكيم هيرمان" وزير داخلية ولاية بافاريا – وعاصمتها ميونيخ – بالموافقة. ولكنْ هناك آخرون يشيرون إلى تاريخ ألمانيا النازى وهم مثقلون بمشاعر القلق.
وقد استخدم سونبولى بندقية من طراز " جلوك -17 " المحظورة ، وهى من نوعية البنادق التى فضلها القاتل فى كل من واقعة يوتويا وحادثة فينندين . فهل يتعين على ألمانيا فرض مزيد من القوانين الصارمة لحظر استخدام البنادق؟ تأتى الإجابة الجماعية بالنفى ، وذلك لأن ألمانيا بالفعل لديها أكثر القوانين صرامة فى العالم.
وقد استطاع سونبولى شراء هذه البندقية سرًّا بشكل مخالف للقانون من جمهورية سلوفاكيا عبر ما يسمى بالشبكة السوداء ، وهو الجزء المشفر من شبكة المعلومات الدولية الإنترنت. وقد كانت البندقية غير صالحة للاستخدام فى مراحلها الأولى . وقام سونبولى أو شخص آخر بتعديلها حتى يمكنها إطلاق ذخيرة حية.
أما الثلاثة حوادث الأخرى فقد دارت أحاديث ومناقشات عامة بشأنها تميزت بالعقلانية. فمنفذوها الثلاثة هم لاجئون قادمون من بلاد طحنتها الحروب وربما يعانون هم الثلاثة من صدمات نفسية. اثنان منهم – مستخدم الفأس فى حادثة القطار وحامل المتفجرات فى حقيبة الظهر فى حادثة الحفل الموسيقى – نفذا العمليات تحت اسم تنظيم الدولة الإسلامية داعش. والأول – وهو مراهق وحيد قادم من أفغانستان – يبلغ بالكاد السابعة عشرة من العمر.
أما الأخير فهو سورى يطلق على نفسه اسم "رامبو داخل مركز اللاجئين الذى يقيم به، وقد قوبل طلبه باللجوء لألمانيا بالرفض وكان على وشك الترحيل إلى بلغاريا. وكان بالفعل يتلقى علاجا نفسيًّا وعقليًّا وحاول مرتين الانتحار.
وينتاب البعض قلق من أن يكون "داعش" استطاع تهريب الإرهابيين إلى ألمانيا داخل طوابير اللاجئين القادمين إلى ألمانيا ووصل تعدادهم عام 2015 وحده إلى مليون لاجئ. هذا وتقوم السلطات الألمانية بالتحقيق مع 59 حالة أخرى طبقًا لما يقوله وزير الداخلية الألمانى"توماس دي مايتزير" . كما هناك نحو 708 تحقيقات أخرى تجرى للاشتباه بأنها كانت عمليات إرهابية محتملة سيقوم بها الإسلاميون المتطرفون ، وتضم نحو ألف شخص مشتبه فيه. ولكن وزير الداخلية يحذر قائلا بأن الأغلبية العظمى من اللاجئين هم ضحايا مسالمين وليسوا مرتكبى عمليات إرهابية . ويتفق الشعب الألمانى على أن اللاجئين ولاسيما صغار السن والذين يعانون مشكلات نفسية يتعين عرضهم على مشيرين نفسيين ووضعهم تحت المتابعة.
ورغم كل شئ, قليلون الذين سعوا لتحقيق مكاسب سياسية من هذه الوقائع المريعة. فخلال كارثة ميونيخ حاول السيد "أندريه بوجينبرج " زعيم حزب " البديل من أجل ألمانيا" المعروف بمعاداته للمهاجرين ، حاول إلقاء اللوم على سياسة الأبواب المفتوحة أمام المهاجرين التى تتبناها السيدة " أنجيلا ميركيل" مستشارة ألمانيا ، حتى قبل أن يعرف أى شخص من هو الذى يقوم بإطلاق النار. فقد كتب بوجينبرج على موقع تويتر قائلا: " إننا نتعاطف مع الجرحى والمكلومين، ونعرب عن مشاعر الاشمئزاز من أصحاب السياسات الميركلية والأغبياء من أتباع تيار اليسار الذين تقع عليهم كل المسئولية."
وقد لاقى بوجينبرج إدانة واسعة وسريعة على وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الأخرى، ثم تبعها مشاعر سخرية منه بعد تكشف أن مطلق النار ألمانى الجنسية. وبعد ذلك مضت ألمانيا فى حياتها المعتادة فى " رباطة جاش بطولية".
فاينانشيال تايمز: ازدياد هجمات الذئاب المنفردة
يوم آخر وهجوم آخر ترزح أوروبا فيه تحت وطأة سلسلة من الهجمات القاتلة هذا الصيف؛ سواءٌ باستخدام البندقية، أو الفأس، أو السكين، أو المنجل أو الشاحنات مما أصاب المواطنين بحالات من الهلع .. أمّا صانعو السياسة فلايزالون في طور البحث عن إجابات!!.
ربما لا توجد إجابات سهلة؛ لأن قطع طرق التواصل بين شبكات المتآمرين ثبتت صعوبته بالنسبة لأجهزة الأمن فى القارة، بل إن إيقاف هجمات "الذئاب المنفردة"، أو الذئاب حاملة العبوات - مثل الثنائى الذى قام باغتيال القس الفرنسى يوم الثلاثاء 26 يوليو قرب بلدة "روين " الفرنسية بمقاطعة نورماندى - بات مهمةً أكثر صعوبة!!.
هناك تاريخ طويل للأنشطة الجهادية للذئاب المنفردة؛ بدأت مع الجهود التى بذلها "أنور العوالقى - رجل الدين، وأحد كبار القادة فى تنظيم القاعدة- لحث أتباع التنظيم على استخدام أى سلاح في متناول أيديهم، والقيام بهجمات تستهدف الغربيين، فى أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة، ولكنَّ النتائج كانت ضعيفة.
ومن الواضح أن داعش تسير الآن وفق نفس الطريقة؛ حيث يناشد " محمد العدنانى" - كبير مسئولى الدعاية فى داعش- أتباع التنظيم قائلًا: "حطم رأسه بالحجارة، اذبحه بالسكين، ادهسه تحت عجلات سيارتك، ألقه من مكان مرتفع، اخنقه، أو حتى دس له السم فى الطعام!!."
وعلى عكس القاعدة؛ يبدو أن رسالة تنظيم داعش قد وجدت آذانًا مصغية، وعلى مستويات واسعة.
ففي الهجمات الأخيرة؛ دُهس المحتفلون فى مدينة نيس بفرنسا بشاحنة، وتم تنفيذ هجوم "وورزبيرج" فى ألمانيا بالفأس، وتم تنفيذ الهجوم القاتل فى "روتيلنجن" أيضًا بألمانيا بالمنجل، هذا بخلاف فاجعة كنيسة "روين" بفرنسا والتي شكلت جزءًا من الهجمات المتتالية للذئاب المنفردة التابعة لداعش، والتى بدأت قبل عامين تقريبًا.
ويقول "رافائيلو بانتوتشي" مدير دراسات الأمن الدولى بمركز "روسى" للأبحاث في هذا الصدد :" إنه يبدو من الجليّ أن وتيرة وقوع هذه الهجمات آخذة فى التزايد، وبدأنا نشهد الكثير منها، ولكن لايزال هناك الكثير الذى لا نفهمه ولا نعلمه، ويصعب علينا التحليل والتنبؤ بما هو مخطط مسبقًا وما يحدث، في آنٍ واحد، وما الذى ينفذه داعش مباشرة أو عن بعد".
لقد كانت هناك نجاحات عديدة مفجعة متتابعة: إطلاق النار على المتحف اليهودى فى العاصمة البلجيكية بروكسيل فى مايو 2014، والهجوم على البرلمان الكندى فى أوتاوا فى أكتوبر 2014، وإطلاق النار فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن فى فبراير 2015، وقطع رأس رجل فى مدينة ليون الفرنسية في يونيو 2015، وطَعْن رجلي شرطة حتى الموت فى ماجنانفيل بفرنسا فى يونيو 2016، مذبحة النادى الليلى بأونتاريو بكندا فى يونيو 2016.
ما الذى أدى إلى هذا التغيير فى إيقاع الأحداث ؟؟
المعايير والشروط للانضمام إلى داعش كذئابٍ منفردةٍ تعد قليلةً، ولا يضع التنظيم شروطًا صعبةً لينتقى من خلالها المنضمين إلى عضويته، إذ يقول بانتوتشي: "يمكنك فقط الذهاب وإطلاق النار على شخص ما، وناد بصوت عالٍ بأنك من أتباع داعش، وبسرعة البرق، ستصبح أحد أعضاء داعش!!."
فى نفس الوقت؛ وكما يقول كبار المسئولين عن مكافحة الإرهاب فى أوروبا والولايات المتحدة، تزداد وتيرة تحول الأفراد من مجرد الاهتمام، أو الإعجاب بالإسلام الراديكالى إلى إرهابيين بمعنى الكلمة بسرعة دراماتيكية غير مسبوقة.
فقُبيل صعود تنظيم داعش؛ فشلت الدراسات التى أُجريت على "إرهاب الفرد الواحد" فى معرفة الخصائص المميزة لمثل هؤلاء الأفراد، ولكن، كانت هناك بعض الأمور المشتركة فيما بينهم : فمرتكبو هذه الهجمات الفردية فى عمر متقارب، يدور حول منتصف الثلاثينيات أو أواخرها، كما تزداد جدًا احتمالية إصابتهم أو تعرضهم لمشكلات عقلية خطيرة، وعلى عكس ذلك؛ قد نجد بعض الذئاب المنفردة التابعة لداعش مثل المدعو "مهدى نيموشى" - المنفذ للهجوم على المتحف ببروكسل له تاريخ طويل من إصابته بالأمراض العقلية- ولكن كثيرين آخرين ليس لهم مثل هذا التاريخ، ويبدو أن أعمار منفذي هذه الهجمات أقل من المعدلات العادية، أو بكلمات أخرى، الذئاب المنفردة التابعة لداعش أصغر عمرًا، وأنضج عقلًا.
ويبدو أن هذا الفارق يعكس طبيعة التفاعل بين داعش ومرتكبى هذه الهجمات، أو الإرهابيين المحتملين، والتغيير على المدى الطويل الذى طرأ على الدعاية الخاصة بالتنظيم لجذب المزيد من الإرهابيين فى عالم أصبح أكثر فأكثر اعتمادًا على الكومبيوتر فى التواصل الإلكترونى، طبقًا لآراء المحللين.
هذا؛ ويوجه داعش نداءات لتنفيذ هجمات الذئاب المنفردة عبر نفس شبكات الاتصال، ومواقع التواصل الاجتماعى، وعبر الرسائل الألكترونية، التى كانت فى وقت ما تُستخدم بكفاءة عالية لجلب المقاتلين الأجانب إلى كلٍ من العراق وسوريا.
فى الواقع؛ أصبح مستنقع المتطرفين المتعاطفين مع الإرهاب فى أوروبا - الذين كانوا يومًا جنودًا نظاميين محتملين للتنظيم فى سوريا- تحت سيطرة متعهدى التجنيد فى داعش بشكل روتينى، والذى يطالبهم بالبقاء فى أوطانهم فى أوروبا لتنفيذ عمليات قتل، وذلك طبقًا لأقوال أحد كبار مسئولى الأمن فى بريطانيا، وكثيرون من هؤلاء لهم أصدقاء سابقون، أو أقارب ذهبوا من قبل إلى سوريا.
وبالرغم من كل شيء؛ تتم عمليات التجنيد طبقًا لأقوال أحد كبار رجال المخابرات فى أوروبا، فى مناخ مكثف من الدعاية والرسائل الإلكترونية؛ فمواقع التواصل الاجتماعى تعنى أن شبكات الإرهاب والتطرف تزداد فاعلية وقوة كحجرات صدى الصوت، التى تفلح فى خلع المجندين الجدد صغار السن من ولاءاتهم القديمة، وحتى من التعاطف مع أسرهم، وعائلاتهم، ومدارسهم، وحتى بلادهم.
ومن المفارقات أن هذا "المستنقع" من المتطرفين السذَّج ضخم جدًا؛ فالمملكة المتحدة على سبيل المثال بها نحو 800 مواطن سافروا بالفعل للمشاركة فى القتال فى سوريا، وتراقب المخابرات البريطانية المعروفة باسم MI 5 نحو 3 آلاف غيرهم بالداخل وهم من المحتمل انضماهم إلى نفس القضية.
وفى مناطق أخرى بأوروبا؛ وبخاصة فرنسا، تزداد هذه الأعداد كثيرًا، ومن سخرية الأقدار أنه مع تصاعد قوة ومهارة أجهزة الأمن فى أوروبا فى توقيف تدفق مواطنيها إلى الشرق الأوسط، بدأت أيضًا هذه الأعداد فى التزايد بسرعة.
فبغض النظر عن الطرق التى يجدها الأفراد الراغبون فى القتل باسم داعش؛ تشكل هذه المرحلة قوة دفع بالنسبة لهم، حيث قال مسئول بريطانى: "إن الهجمات الناجحة غالبًا ما تؤدى إلى تشجيع القيام بالمزيد من الهجمات، ونحن لدينا مخاوف من حدوث تسلسل فى هجمات الذئاب المنفردة، حيث يقع الهجوم تلو الهجوم تلو الآخر!!..".
لوفيجارو: كيف تحمي نواكشط نفسها من الإرهاب؟
إلى الآن تسير الأمور بصورة جيدة. فعلى النقيض من شركائها في مجموعة دول الساحل الخمس، التي تضم مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، لاتزال موريتانيا بمنأى عن الاعتداءات الجهادية. ولم تكن هذه هي الحال دائمًا، إلا أن نظام "محمد ولد عبد العزيز" قد استطاع بدءًا من عام 2011 حماية بلاده من الإرهاب الذي يجتاح منطقة الساحل الأفريقي. وتقع موريتانيا على مساحة أربعة آلاف كيلومتر، وتجاور كلًا من الصحراء الغربية والجزائر ومالي.
والواقع أن هذا النجاح يعود للرئيس، وهو جنرال سابق وصل للحكم عن طريق انقلاب عسكري دعمته الدول الغربية؛ لأنها منحت آنذاك مكافحة الإرهاب الأولوية على أي اعتبارات أخرى، حتى أن بعض العسكريين الفرنسيين يخشون من أن تشهد فترة ما بعد نهاية ولاية "عبد العزيز"، التي تنتهي وفقًا للدستور عام 2019، اضطرابات أمنية.
ويعرب الجنرال "محمد ولد مكت" رئيس الأمن الوطني الموريتاني عن سعادته قائلاً: "لقد فعلنا ما لم يفعله الآخرون". ويؤكد هذا الرجل دون أن يرقى إلى كلامه أي شك أن "الموريتانيين لا يذهبون إلى سوريا إلا إذا تم تجنيدهم قبل ذلك في مالي" متحديًا أي "شخص يثبت وجود خلايا إرهابية داخل موريتانيا".
ويتحدث الجنرال بفخرعن "الوصفة" التي اتبعها للقضاء على الإرهاب وهي: "الوجود العسكري على الأرض"و "محاربته أيديولوجيًّا" و"مشروعات التنمية". وقد بدأ عام 2010 مشروع مكافحة التطرف على يد بعض علماء الدين وتم الإفراج عن حوالي 60 سلفيًّا من السجون بعد رجوعهم عن الأفكار المتطرفة. ولم يرحل منهم للجهاد سوى واحد فقط. كما أصبحت إذاعة القرآن، التي يصل إرسالها إلى مالي، بمثابة صوت الإسلام المعتدل. بالإضافة إلى تشديد الرقابة على المساجد والمدارس الدينية من أجل مزيد من السيطرة الأيديولوجية.
وتعد إقامة مدينة "انبيكت لحواش" في جنوب موريتانيا، بالقرب من الحدود المالية، أحد أهم مشروعات التنمية الضخمة، فقد جذبت هذه المدينة الجديدة السكان الذين استقروا بها لتمتعها بالبنية التحتية اللازمة، كما توجد بها إدارة محلية وقوات للأمن. ويوضح أحد الخبراء قائلاً: "لقد أضعف ذلك تأثير "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، معربًا عن أسفه لعدم اتباع مالي للنموذج نفسه".
بيد أن العنصر العسكري يظل هو المكون الأساسي في "الوصفة الموريتانية لمحاربة الإرهاب". فعندما وصل الجنرال "عبد العزيز" للسلطة، تلقى العديد من الضربات، حيث قتل وأصيب 17 عسكريًّا في قاعدة "لمغيطي" عام 2005، وكان هذا الاعتداء هو أولى العمليات الإرهابية التي تعرضت لها موريتانيا والتي استمرت حتى عام 2011. ولولا أن هذه العمليات قد توقفت، ربما كانت ستودي بنظام نواكشوط.
من ناحية أخرى، أدت عملية "سرفال"، التي قامت بها القوات الفرنسية عام 2013 في مالي، إلى تخفيف الضغط على موريتانيا، إلا أن العدو لايزال موجودًا ويحاول تنظيم صفوفه. ومن وجهة نظر أحد المختصين، "أدت المنافسة التي أوجدتها داعش إلى تقارب بين جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة". فقد جرى التنسيق بين "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" وجماعة "المرابطين" بزعامة "مختار بلمختار". كما جرت اتصالات بين جماعة "أنصار الدين" بزعامة "إياد أج غالي" وجبهة تحرير ماسينا التي يرأسها الشيخ "حمدون كوفة". ويوضح الصحفي "محمد أبو المعالي" أن كل جماعة لها منطقة سيطرة وتنسق مع الجماعات الأخرى عند القيام بأية تحركات.
وعلى صعيد آخر، هناك نوع من الشراكة تربط بين المهربين والإرهابيين. ويوضح الصحفي ذلك بأن "تنظيم القاعدة يتغافل عن مرور المهربين نظير توفير الأسلحة والأدوية والمعلومات حول حركة الجيش أو القوات الغربية. وقد يستغل التنظيم هؤلاء المهربين في عمليات الاختطاف أيضًا".
ومن أهم أنواع التهريب الذي يعبر موريتانيا، تهريب نبات القنب الذي تذهب أمواله إلى "الأزواد" في شمال مالي، فبعد حصاد النبات في ريف المغرب ينقل إلى جنوب البلاد ثم يعبر به المهربون الصحراء الغربية ثم موريتانيا وصولا إلى مالي التي ينطلقون منها إلى دول أفريقية أخرى. ويتولى سكان الصحراء من البدو الذين يتنقلون على ظهور الجياد بين المغرب وموريتانيا أمر تلك القوافل. ويقود هؤلاء البدو قطعان الجمال إلى المزارع الموجودة في "تيرس زمور" في شمال موريتانيا. والهدف من ذلك هو عبور الحدود، فثمن الجمال في المغرب أعلى من موريتانيا. ويوضح أحد المصادر قائلاً: "يتم بيع الجمال مقابل الحشيش، ويتم التفاوض على هذه الصفقات مع الجيش المغربي. ويضيف المصدر نفسه أنه "ما من شك في أن جبهة البوليساريو وبعض أفراد السلطة الموريتانية أيضًا متورطين في هذه العمليات".
ويحاول الجيش الموريتاني غلق الحدود الشمالية باستخدام أربعة حصون فرنسية قديمة، ويوجد الفرنسيون في منطقة "أطار" جنوبًا. إلا أن كامل القوات التي تستهدف السيطرة على الحدود الموريتانية تعمل في المنطقة المحيطة بقاعدة "لمرية" الموريتانية في الجنوب الشرقي والتي توجد بها منصة طيران. ويتم في هذه القاعدة التنسيق بين مختلف مجموعات التدخل الخاصة التي تجوب الصحراء بسيارات الدفع الرباعي.
ويعد الشمال الشرقي بأكمله منطقة واقعة تحت سيطرة الجيش، ومن المتوقع أن تكون الأهداف السياسية والاقتصادية التالية في "نواكشوط" و"نوادهيبو" المطلة على المحيط الأطلنطي والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الصحراء الشاسعة المكشوفة وقد يكون وصول جماعة إرهابية قادمة من مالي إليها ممكنًا، أما العودة منها فهو أمر شديد الصعوبة.
لوفيجارو: لماذا ينجح الارهاب؟
إذا كنا لم ننجح فى الانتصار على الإرهاب الإسلامى فإنما يرجع ذلك لارتكابنا لثلاثة أخطاء. أولاً: إن رد فعلنا الفورى هو نتاج ورهينة للنرجسية الإعلامية وديكتاتورية الانفعال.
فأعداؤنا يملكون مدافع "كلاشينكوف"، أما نحن فلا نملك سوى إضاءة الشموع وكتابة" الهاشتاج" وإقامة حفلات التأبين والوقوف دقائق حداد، كما يجب علينا أن ندرك جيدًا أن قوة الإرهابيين تنبع من استخدامهم لأسلحة الغرب (دولة القانون، واحترام الحريات، والتقنيات الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعى)، حيث يستخدمون كل هذا ضدنا، أما رد فعل الغرب الانفعالى فهو لا يُظهر سوى عجزه ويؤكد للإرهابيين على فكرة ترسخت فى أذهانهم، ألا وهى أنه يتسم بالضعف.
أما الخطأ الثانى، فيكمن فى المراهنة على إستراتيجية دفاعية تستهدف حماية الأهداف المحتملة. فبعد الهجوم الذى قام به "محمد مراح" على اليهود، فرضت فرنسا إجراءات حماية على المعابد والمدارس اليهودية. وعقب الهجوم الفاشل الذى قام به "سيد أحمد غلام" على كنيسة فى مدينة يهودية يوم 19 من أبريل عام 2015 تمكنا من حماية الكنائس. وبعد محاولة الهجوم فى تاليس 21 أغسطس عام 2015، أرسلت فرنسا قوات لتأمين محطات القطار، وبعد حادث 14 يوليو عام 2016 الدامى فى نيس، بدأ الحديث عن الشاحنات. ولكن، كل هذه الإجراءات تغفل أن الرمح دائمًا يمكنه إصابه الهدف أيًّا كانت قوة الدرع.
فالإرهاب له طبيعة خاصة، فهو متعدد الأشكال وينتهز أية فرصة سانحة ولذا، يمكنه أن يصيب عددًا لا نهائي من الأهداف. لا يمكننا حمايتها جميعًا.
كما أن قيام الجنود بدوريات فى الشوارع لن يفيد فى شيء، فهم ظاهرون للعيان، وفى المقابل لا يمكنهم رؤية الكثير، فى حين أنه فى الحرب ضد الإرهاب، يتعين على النقيض من ذلك - أن نرى ولا نُرى. فذلك يؤدى إلى إهدار الكثير من الإمكانيات المالية والإنسانية والتى كان يمكن استخدامها بشكل أفضل، بل ويؤدى أيضًا إلى إرهاق الجنود دون جدوى. فهذه الدوريات تكون على حساب تدريبات الجنود ومهامهم وراحتهم. كما اضطرت فرنسا إلى استدعاء جزء من الجنود الفرنسيين الذين كانوا يؤدون عمليات خارجية وذلك من أجل تأمينها، الأمر الذى يقلل من فترة تدريبهم ومن فترات راحتهم التى يستحقونها والتى تساعدهم على أن يكونوا أكثر يقظة حتى يمكنهم خفض مخاطر الحوادث والإصابات.
أما الخطأ الثالث، فيرجع إلى التفكير بأن تدمير داعش فى الشرق الأوسط سيجلب لنا الأمان. ومن المؤكد أن التنظيم قد أعلن عن مسئوليته عن تخطيط وتنفيذ بعض العمليات. ومن المؤكد أن بعض الإرهابيين قد مروا بسوريا، ولكن للأسف فإن جوهر التهديد الإرهابى الذى يستهدف فرنسا ليس فى سوريا، ولكن فى فرنسا نفسها. فهو ليس فى الرقة فى سوريا ولكن فى مولنبيك (بلجيكا) وفى عدد من المدن البلجيكية والفرنسية. كما أن فكرة اختفاء داعش سيؤدى إلى توقف الهجمات تعد ضربًا من الخيال. فقد كانت هناك هجمات قبل ظهور داعش وستستمر بعدها. فاختفاء داعش لن يعنى زوال الأيديولوجية الجهادية. فمن هم مستعدون لارتكاب اعتداءات سيقترفونها ببساطة تحت لواء أى تنظيم آخر. فالمشكلة لا تكمن فى التنظيم الذى يوجه الإرهابيين الإسلاميين المقيميين فى فرنسا، ولكن فى كراهيتهم لفرنسا والتى تدفعهم لقبول أن يتم توجيههم على هذا النحو. وما دام التيار الإسلامى قد نما وانتشر فى فرنسا فلن نكون فى مأمن.
ولتسوية هذه المشكلة، يتعين على فرنسا أن تغير من سياستها تجاه المهاجرين، فيجب أن تنخفض مؤقتًا - ولكن بصورة ضخمة - أعداد المهاجرين. ونظرًا لأن كل المهاجرين لم يندمجوا بشكل كامل فى المجتمع، فيتعين السيطرة على الحدود وتشديد العقوبة ومكافحة الهجرة السرية بصورة مكثفة ويتعين طرد أى أجنبى يرتكب أعمال عنف أو يسلك نهج الجريمة. كما يتعين خفض أعداد المهاجرين الشرعيين مع حسن اختيارهم، بحيث يتحول نهج الهجرة الحالى إلى نهج رشيد متعقل. كما يجب رفض كل من يهدد الأمن والقيم، وذلك علاوة على انتهاج سياسة نشطة للتعاون بهدف تنمية الدول الفقيرة حتى تتاح لهم فرصة تحقيق التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة وخلق فرص عمل وتقليل حجم عدم المساواة بهدف خفض الرغبة فى الهجرة. ويتعين أن يتراجع، فى فرنسا تيار الإسلام الأصولى وإمكانياته وقدراته على الفعل. وعلى المدى القصير، سيؤدى ذلك إلى استعادة فرنسا وسيطرتها على كل أسلحة الحرب الدائرة سرًّا على أراضيها. وعلى المدى المتوسط، يتعين القضاء على كل الخلايا الإسلامية وإيقاف الجهاديين وعزل المسجونين الأصولين بصورة تامة وإغلاق كل الأماكن التى تنتشر بها الخطب والدعاوى الأصولية وطرد كل الإسلاميين الأجانب، بدءًا من الأئمة الأصوليين، بل ويتعين بث مناخ من الخوف لدى هؤلاء الجهاديين. أما على المدى الطويل، فيجب انتهاج سياسات استيعابية والعمل فى المدارس على إعادة إرساء النظام، كما يجب رفض الاغتيالات على الصعيد الاجتماعى ورفض التسامح على الصعيد القانونى، كما يتعين التصدى وبكل حزم للضغوط الطائفية ولكل مطالب الإسلاميين. ويتعين أن نتعلم كيف نحب بلادنا وأن نجعل الآخرين يحبونها ويحبون هويتنا وقيمنا. ويتعين أن يسود شعار رائع، وهو "فرنسا إما تحبها أو تغادرها". ويعد هذا الشعار ضد الوضع الحالى وضد العنصرية، فهو الوضع الحالى، حيث يؤكد على أن لا أحد مجبر على المجيء إلى فرنسا، وعندما يأتى فلن يكن مقبولاً مادام لا يحب فرنسا ولا يحترم قوانينها وعاداتها وقيمها.
كما أن هذا الشعار ضد الرؤية العنصرية، فهو لا يرفض الهجرة تمامًا، ولكن يؤكد على أن كونك فرنسيًا ليس مسألة دم ولا أصل ولا لون ولا ديانة، ولكن الأمر يتعلق باعتناق قيم الجمهورية وحب فرنسا.!
لوفيجارو: جبهة النصرة تنفصل عن القاعده لماذا؟
انتشر الخبر منذ نحو أسبوع على شبكات التواصل الاجتماعى بأن إدارة تنظيم "القاعدة" ستعلن انفصالها عن جناحها السورى، "جبهة النصرة" والتى يعتبرها المجتمع الدولى منظمة إرهابية مثل "داعش". هذا وقد جاء فى تسجيل صوتى مؤخرًا لزعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهرى"، أنه قد سمح لمقاتلى جبهة النصرة "بالتخلى ومن دون تردد عن علاقاتهم بالتنظيم إذا أصبحت تمثل عائقًا أمام اتحادهم أو أمام العمل بطريقة مستقلة". فمن جانبه أوضح المساعد السابق لأسامه بن لادن أن "الأخوة فى الإسلام أقوى من الانضمام لأى تنظيم". وبعد مرور بضع ساعات جاء رد جبهة النصرة: حيث أيد زعيمهم "أبو محمد الجولانى" هذا الانفصال معلنًا أيضًا عن إجراء تغيير فى الاسم ليصبح جبهة فتح الشام بدلاً من جبهة النصرة. كما أكد "الجولانى" على قناة الجزيرة القطرية قائلاً:"إننا نشكر زعماء تنظيم القاعدة لإدراكهم أهمية قطع العلاقات".
وتستجيب هذه المناورة لهدف فورى: ألا وهو تجنب إطلاق ضربات أمريكية روسية مشتركة جديدة ضد مواقع جبهة النصرة وخاصة فى معقلهم فى غرب سوريا حول مدينة إدلب. وفى ظل شعور الولايات المتحدة بالقلق من استفادة الجناح السورى للقاعدة من التراجع الحالى لداعش، فقد اقترحت على روسيا عقد تعاون عسكرى مناهض لجبهة النصرة، وهكذا فالأمر أصبح عاجلاً بالنسبة للجهاديين لتأمين جبهتهم الخلفية، حيث اعترف الأسبوع الماضى الخبير "شارل ليسترن" المقرب من المعارضة السورية قائلاً:"إن هدف جبهة النصرة يمكن فى الاتشاح بصورة أكبر برداء الثورة وتأمين مستقبلهم". فجبهة النصرة هى المجموعة الثانية المتمردة ضد الأسد من حيث عدد المقاتلين الذى يقارب الـ 15 ألف متمرد. غير أن هؤلاء وعلى العكس من داعش لطالما كانوا من السوريين. وإذا ما اشتركوا فى الأيدولوجية الجهادية نفسها لداعش- سيقومون بتحجيم حدود قتالهم- على الأقل رسميًّا- عند حدود سوريا، حيث أكد أحد الدبلوماسيين من وزارة الخارجية الفرنسية قائلاً:"هذا ماذكره بعض الباحثين فى باريس لوزيرنا السابق "لوران فابيوس"، حيث حاولوا إقناعه أن "جبهة النصرة" هى الشريعة الناعمة أو الجهاد الناعم".
هذا وتحت ضغط متبادل من القطريين والسعوديين "المهتمين بحشد جميع من لا يحبذون شن هجمات خارج سوريا"، تم توجيه عدة رسائل مماثلة إبان السنوات الأخيرة للمسئولين الدينيين بجبهة النصرة بسوريا، حيث يحلل أحد الخبراء ذلك قائلاً:"إن الجناح الذى يحيط بأبي مارية القحطانى يريد فى حقيقة الأمر الانفصال عن القاعدة". فالتخلى عن العلاقات مع تنظيم القاعدة له عدة مميزات بالنسبة لجبهة النصرة.
أولاً: الأمل فى رفع اسمها من "القائمة السوداء" للمجتمع الدولى.
ثانياً: الاستفادة - بمنتهى الهدوء عن طريق تركيا- بالأموال الخاصة التى يقدمها المانحون الأسخياء من الخليج.
وهو ما حاولت الجبهة القيام به فى الماضى القريب ولكنها باءت بالفشل انذاك فما بين الوعد الغربى والوعد القطرى باعتبارهم حلفاء محل ثقة فى مواجهة الأسد وصلابة العلاقات مع المنظمة الأم، اختار رجال الفتوى فى جبهة النصرة الاستمرار.
فهل ستكون الأمور مختلفة هذه المرة؟ بما أن جبهة النصرة مهددة فى وجودها، يتعين عليها قبول مثل هذا الانفصال، خاصة إذا كان ذلك غير حقيقى فى جوهره.
وهل ستقتنع روسيا بالمناورة وهى التى لا ترى أى اختلاف بين داعش والنصرة؟ فموسكو تستهدف النصرة بصورة منتظمة منذ سبتمبر 2015. ولكن مثلما يتعاون الفرع المحلى للقاعدة فى منطقة إدلب مع بعض المتمردين المناهضين للأسد، تتهم واشنطن موسكو باستهداف المتمردين المعتدلين أيضًا فى عمليات القصف. فببعدها عن تنظيم القاعدة، يمكن لجبهة النصرة بمجرد تغيير اسمها، أن تنضم للمتمردين المعتدلين فى نظر الغرب. وعلى خلاف داعش تحظى النصرة أحيانًا بدعم شعبى، حتى لو أدى الافتراض المزعوم "بالشريعة الناعمة" إلى العديد من الاحتجاجات فى منطقة إدلب وهو ما يدل على خواء مثل هذا التصور.
موقع بي بي سي : ما الذي دفع "جبهة النصرة" للانفصال عن تنظيم القاعدة؟
أعلنت جبهة النصرة، أقوى الجماعات المسلحة في سوريا، انفصالها عن تنظيم القاعدة أو أي "كيان خارجي آخر" في مقطع فيديو بُث ويم الخميس.
وغيرت الجبهة اسمها إلى "جبهة فتح الشام"، وفقا لزعيمها أبو محمد الجولاني الذي ظهر في الفيديو حاسر الوجه للمرة الأولى في تاريخ التسجيلات المرئية للجماعة المسلحة.
وظهرت جبهة النصرة في 2012 لتتبوأ المكان الأبرز والأكثر تأثيرا بين الكيانات المسلحة المتحاربة في إطار الصراع في سوريا.
وكان السوريون يسيطرون على المناصب الأعلى في الجبهة رغم أن أغلب القيادات كانت من دول أخرى.
وكانت الجماعة المسلحة تستهدف في بدايات ظهورها إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من تركيزها على أهداف دولية.
وكان التركيز على هذا الهدف هو سبب رفضها الاندماج في صفوف تنظيم الدولة رغم محاولات عدة من قبل التنظيم لتحقيق ذلك في 2013.
وهناك عدة عوامل دعمت وجود ونفوذ جبهة النصرة على الأرض في سوريا، وهي الحركة التي ترفض أن تمثل تهديدا لدول الغرب أو غيرها من دول الشرق الأوسط، أبرزها التماسك النسبي في صفوفها، والقدرات العسكرية التي تتمتع بها، إضافة إلى تركيزها في السعي وراء هدفها الذي يتمثل في إسقاط نظام الأسد، ما جعلها من أبرز اللاعبين الأساسيين في الصراع السوري.
ويُشاع أن قطر وتركيا تدعمان جبهة النصرة، لكن لا توجد أدلة على ذلك.
كما أنه ليس من مصلحة أي من الدولتين أن ترعى تطرف الجبهة، لكن كل منهما ترى أنه لا يمكن تجاهلها أو استبعادها "كأسوأ الخيارات" على الساحة.
وكانت هناك محاولات من قبل الدولتين لإقناع الجماعة بالانفصال عن تنظيم القاعدة لتكون أكثر قبولا في المنطقة.
قبول على نطاق أوسع
من المرجح أن جبهة النصرة من الممكن أن تكسب المزيد من المؤيدين على المستويين المحلي والدولي، بعد إعلان انفصالها عن القاعدة، إذ تقدم نفسها في ثوب جديد بعد إعلان الانفصال.
وتستهدف الجماعة المسلحة بعملية تجديد هويتها وظهورها دون ارتداء شارة القاعدة أن تمحو سمعتها القديمة كواحدة من أكثر الجماعات المسلحة وحشية في سوريا لتبدأ تعريف نفسها من جديد.
لكن ذلك لا يعني أن الجبهة سوف تغير من أساليبها وأهدافها الاستراتيجية كواحدة من أخطر الكيانات المسلحة المنخرطة في الصراع.
رغم ذلك، من الممكن أن تساعد ورقة التوت التي استخدمتها جبهة النصرة عندما أعلنت الانفصال عن تنظيم القاعدة في كسب دعم خارجي.
وتسعى الجماعة أيضا إلى التنصل من تبعيتها لتنظيم القاعدة حتى تتفادى الوضع على قائمة أهداف الضربات الجوية الأمريكية الروسية.
لكن الفرصة ضعيفة جدا في أن يؤدي الثوب الجديد للجبهة إلى تغيير في حسابات روسيا مع ظهور تصريحات مبكرة للإدارة الأمريكية تشير إلى أنها سوف تستمر في العمل كما هي دون أي تغيير يُذكر على صعيد العمليات الميدانية في سوريا.
وربما أقدمت الجبهة على ذلك التحرك كمحاولة لمحو تاريخها الحافل بالوحشية، إذ أنها تعرف جيدا أن فرص تغيير سياسة الاستهداف التي تتبناها روسيا والولايات المتحدة لن تتغير بعد إعادة تعريف الجماعة المسلحة.
لكنها الآن، وبعد أن أعلنتها بوضوح أن قضيتها هي الجهاد السوري من أجل إسقاط النظام الحاكم وتحريرالبلاد، سوف تستخدم الضربات الأمريكية والروسية، للتأكيد على أن المجتمع الدولي لا يريد لهذا الهدف أن يتحقق.
منطق نفعي
ربما يكون الجمهور المستهدف من عملية التسويق التي تضمنت تطوير هوية جبهة النصرة وتقديمها في ثوبها الجديد بعيدا عن التبعية لتنظيم القاعدة هو الجماعات المتناحرة في الداخل السوري، إذ يواجه الثوار المحليون مشكلة في التحالف مع قوات الجبهة رغم وحدة الهدف المعلن، وهو تحرير سوريا من نظام بشار.
وهناك الكثير من الجماعات التي تقاوم وجود بشار في سدة الحكم، يتبنى موقف الرفض القاطع لمنهجية الجبهة المبنية على الفكر المتطرف لتنظيم القاعدة، لكنهم في نفس الوقت يعترفون بأنها من أهم اللاعبين الرئيسيين في منطقة الصراع.
وساد المنطق النفعي تعاملات جبهة النصرة لسنوات منذ نشأتها وحتى الآن، وهو المنطق الحاكم لتحركاتها حتى الآن.
يتضح ذلك من خلال الوضع المميز الذي سوف تتبوؤه الجبهة بعد إعلان عدم تبعيتها للقاعدة على المستوى السياسي، والذي من المرجح أن يساعدها على تثبيت أقدامها بين الفصائل المختلفة للمعارضة السورية.
لكن غياب أدلة واضحة على أن هذه الجماعات سوف تتخلى عن سياساتها المتطرفة، سجعلجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الجهادية أمام تحدي كبير.
ومن المتوقع أن يؤدي دعم الجبهة على المدى القصير إلى زيادة في التمويل، والتسليح ومن ثَمَ النجاح، لكن على المدى الطويل، من الممكن أن ينتج عن ذلك دعم وجهة نظرها في ما تسميه "إقامة دولة الخلافة الإسلامية السنية."
ودعم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، انفصال جبهة النصرة عن القاعدة بشكل رسمي، وهذا ما يعزز فكرة أن ما قامت به النصرة ليس تحولا جذريا للذهاب إىل دمشق عبر بوابة السياسة.
كما يشير إعلان الانفصال وتأييده من قبل التنظيم الأكبر إلى نية القاعدة التحول إلى تنظيم لامركزي فيما يتعلق بمنهجية العمل.
ويعطي الانفصال الفرصة للنصرة في أن تضم إلى مقاتليها المزيد من الجماعات المسلحة الأقل عددا وتأثيرا.
وعلى صعيد تنظيم القاعدة، سوف يوفر الانفصال فرصة كبيرة لاستعادة مقاتلي التنظيم ما كان لهم من سمعة، وتعزيز موقعها تحت الأضواء والدعاية لخطابها من جديد.
الإندبندنت: "الاسم الجديد لن يحمى مواقع جبهة النصرة من القصف"
الإندبندنت نشرت موضوعا لمراسلها كيم سينغوبتا يعود سينغوبتا بالذاكرة إلى نوفمبر عندما أعلنت روسيا بدء "حملتها الجوية في سوريا لحرب الإرهاب".
ويقول إن الصحفيين سألوا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حينها عن وجهة نظر بلاده في تحديد هوية الإرهابيين فرد قائلا "إن كان يبدو مثل الإرهابيين ويتحدث مثل الإرهابيين ويقاتل مثل الإرهابيين فإنه من الإرهابيين".
ويعتبر سينغوبتا أن الخطوة الاخيرة التي أقدمت عليها الجبهة بتغيير اسمها وإعلان الانفصال عن تنظيم القاعدة لن يؤدي إلى وقف الغارات الجوية التي تشنها روسيا او التحالف الدولي الذي تقوده امريكا على مواقعها.
ويشير أيضا الى ان التحالف الدولي شن غارات على مواقع لتنظيم خراسان الموالي لجبهة النصرة فور بدء العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وذلك قبل نحو شهرين من بدء التدخل الجوي الروسي.
ويضيف سينغوبتا أن الجبهة كانت تأمل في ان يتم رفعها بعد القرار الأخير من لائحة المنظمات الإرهابية الأمريكية لكن المؤشرات الاولية غير مبشرة.
وينقل سينغوبتا عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي قوله "إننا لانعتقد أنه سيكون هناك تغير في أفعالهم وتوجهاتهم واهدافهم وهم حتى الأن ضمن لائحة المنظمات الإرهابية الاجنبية فنحن نصنف الناس بأفعالهم لابأسمائهم".
ويقول سينغوبتا إنه رغم عدم تعليق الكريملين حتى الان على خطوة جبهة النصرة إلا ان المقاتلات الروسية شنت غارات الجمعة على قاعدة للجبهة في إدلب
الأوبزرفر : أسر حلب والممرات الامنة
تقول الجريدة إن مئات الآلاف من المقيمين في مدينة حلب شمال سوريا يخشون من استخدام ما تسمى بالممرات الآمنة للخروج من المدينة المحاصرة والتي أعلنت عنها روسيا وقوات الأسد.
وتوضح الجريدة أن المدنيين يفضلون البقاء داخل المدينة المحاصرة معاناة الجوع حتى الموت على الوقوع فيما يخشون من أنها فخاخ ويرفضون الوثوق في القوات التي تهاجم المدينة.
وتضيف الجريدة أن 169 شخصا هم كل من استخدموا الممرات الآمنة حسب بيان للقوات المسلحة الروسية والذي أكد أيضا أن 69 مسلحا من داخل المدينة قد استسلموا وألقوا بسلاحهم.
وتنقل الجريدة عن زاهر سحلول الذي غادر حلب قبل أيام من إتمام حصارها من قبل قوات الأسد إن المواطنين لايقبلون أن يضعوا ثقتهم في قوات النظام والقوات الروسية التي تقوم بقصف المواقع المدنية بما فيها المستشفيات.
وتقول الجريدة الى أن الغرب استقبل الإعلان الروسي عن الممرات الآمنة بشكل فاتر وتشير الى تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا والتي قال فيها "كيف نتوقع ان يضع الناس ثقتهم في قوات النظام بينما يتواصل قيامها بالقصف دون تمييز".
وتعود الجريدة للنقل عن سحلول قوله إن سقوط حلب في ايدي النظام لن يمثل فقط تهديدا بأزمة إنسانية كبرى بل أيضا سيشكل تهديدا للغرب.
دويتشه فيله: غارات روسية مكثفة قرب حلب تبطئ تقدم الفصائل المعارضة
شنّ الطيران الروسي غارات مكثفة قبيل فجر الثلاثاء على جنوب مدينة حلب لمؤازرة القوات النظامية السورية ما أبطأ الهجوم الذي تشنه الفصائل المعارضة في محاولة لتخفيف الحصار عن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتها في المدينة.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك غير المسبوقة بعنفها بين القوات الموالية للنظام والفصائل المعارضة وبينها تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا التي فكت ارتباطها مع تنظيم القاعدة مؤخرا)، أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين، منذ بدء الهجوم الأحد.
ويهدف الهجوم الكبير الذي شنّه مقاتلو المعارضة على الريف الجنوبي للمدينة إلى فتح طريق إمداد نحو الأحياء الشرقية التي يسيطرون عليها ومنع النظام من السيطرة بالكامل على المدينة، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية وتحاصر الأحياء الشرقية بالكامل منذ 17 يوليو.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "أن الغارات الروسية المكثفة لم تتوقف طوال ليل الاثنين الثلاثاء" على جنوب غرب حلب حيث تتمركز المعارك. وأضاف "أدى ذلك إلى تباطؤ الهجوم المضاد (الذي شنه المقاتلون) وسمح لقوات النظام باستعادة السيطرة على خمسة مواقع من أصل ثمانية كانت الفصائل المعارضة قد استولت عليها" مشيرا إلى أن "المقاتلين تمكنوا من التقدم إلا أنهم لم يعززوا مواقعهم".
ويسعى مقاتلو الفصائل إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب ما يسمح لهم بفتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق المدينة. كما يعد الطريق الذي يمر عبر الراموسة طريق الإمداد الرئيسي للقوات النظامية والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب، وقطع هذا الطريق سيعني قطع الإمداد عنهم.
في غضون ذلك، قالت خدمة إنقاذ سورية تعمل في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة اليوم الثلاثاء إن طائرة هليكوبتر أسقطت عبوات من الغاز السام الليلة الماضية على بلدة قريبة من مكان أسقطت فيه هليكوبتر عسكرية روسية قبل ساعات. وقال متحدث باسم الدفاع المدني السوري لرويترز إن 33 شخصا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في بلدة سراقب.
ونشر الدفاع المدني السوري الذي يصف نفسه بأنه مجموعة محايدة من المتطوعين في أعمال البحث والإنقاذ تسجيلا مصورا على يوتيوب يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أكسجين. وقال عمال الدفاع المدني الذين توجهوا للموقع إنهم يشتبهون في أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور لكن يتعذر التحقق من ذلك. وقال المتحدث "سقطت براميل متوسطة الحجم تحوي غازات. لم يتمكن الدفاع المدني السوري من تحديد نوع الغاز"، كما لم يتسن الحصول على تعليق من مسؤول بالحكومة السورية أو حلفائها الروس.