فرانكفورتر ألجماينا: برلين تخطط لتعديل قانون يمنع دون التحاق إسلاميين بالجيش / نيويورك تايمز: هل انقرةحليف قوى لواشنطن ضد داعش؟ / دير شبيجل: عملية الموصل قد تنطلق نهاية العام

الأربعاء 31/أغسطس/2016 - 04:14 م
طباعة فرانكفورتر ألجماينا:
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الأربعاء 31 أغسطس 2016

فرانكفورتر ألجماينا: برلين تخطط لتعديل قانون يمنع دون التحاق إسلاميين بالجيش

فرانكفورتر ألجماينا:
يعتزم مجلس الوزراء الألماني خلال انعقاده اليوم إقرار التعديل الذي يسمح للاستخبارات العسكرية التحري عن أي متقدم للالتحاق بالجيش اعتبارا من أول يوليو2017. وجاء في مسوغات التعديل المخطط،: "توجد أدلة حاليا على محاولة دوائر إسلاموية بإلحاق ما يسمى بـ (مجندين على المدى القصير) بالجيش الألماني لتلقي تدريبات هناك".
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني صنف 22 جنديا في الخدمة على أنهم إسلامويون خلال الفترة الممتدة من عام 2007 حتى أبريل الماضي، وسرح منهم 17 جنديا، بينما أتم الخمسة الباقون خدمتهم. وبحسب البيانات في أبريل الماضي، سافر 29 جنديا سابقا على الأقل إلى سوريا والعراق، وانضم بعضهم وفقا لمعلومات غير مؤكدة من سلطات الأمن لتنظيم داعش.

دويتشه فيله: موسكو تشكك في تقرير يتهم الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية

شككت روسيا بالنتائج التي توصل إليها تقرير الأمم المتحدة والذي يتهم النظام السوري بشن هجومين كيميائيين بغاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، في حين دعت لندن وواشنطن وباريس إلى فرض عقوبات على دمشق. 
 شككت روسيا يوم أمس (الثلاثاء 30 أغسطس م ىب 2016) في تقرير للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألقى بالمسئولية على القوات الحكومية السورية في هجومين بغاز الكلور وقالت إنه لا يجوز لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية استخدام النتائج لفرض عقوبات. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية واستمر لمدة عام وأجازه مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بالإجماع إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد استخدم أيضا غاز خردل الكبريت.
وبدأ مجلس الأمن محادثات يوم الثلاثاء حول كيفية الاستجابة لنتائج التحقيق. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين ردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن التقرير يكفي لفرض عقوبات على سوريا "صراحة لا أعتقد.. لكننا ما زلنا نحلل التقرير". وأضاف للصحفيين بعدما عقد المجلس اجتماعا مغلقا لمناقشة القضية "توجد حالتان تشيران إلى أن المسئولية فيهما تقع على عاتق الجانب السوري.. لدينا شكوك جدية للغاية."
 وتمهد نتائج التقرير الساحة لمواجهة في مجلس الأمن بين القوى التي تملك حق النقض (الفيتو) وستكون على الأرجح بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى حول كيفية الرد على التقرير.
وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت في طريقه إلى الاجتماع "الأشياء التي سنبحثها هي فرض نظام للعقوبات وبعض أشكال المساءلة في إطار آليات قانونية دولية." ووافقت سوريا على تدمير أسلحتها الكيماوية في 2013 بموجب اتفاق توسطت فيه موسكو وواشنطن. وأيد مجلس الأمن الدولي ذلك الاتفاق بقرار قال فيه إنه في حالة عدم الامتثال "ومنها أي نقل غير مصرح به للأسلحة الكيماوية أو أي استخدام للأسلحة الكيماوية من قبل أي طرف" في سوريا فسوف يتم فرض إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويتضمن الفصل السابع فرض العقوبات وتفويض مجلس الأمن باستخدام القوة العسكرية. وسيتعين على المجلس إصدار قرار آخر بفرض عقوبات موجهة إلى أشخاص أو كيانات لها صلة بالهجمات تشمل حظر للسفر وتجميد أموال. وقالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة سامنثا باور وهي في طريقها إلى الاجتماع "يتعين على المجلس أن يتحرك سريعا ليبين أننا عندما نضع آلية التحقيق المشتركة في مكانها الصحيح فإننا جادون بشأن وجود مساءلة هادفة". وأضافت "لا أستطيع أن أحدد أو أستبق ما سيؤول إليه (اجتماع) المجلس".
لكن روسيا وهي حليف وثيق لسوريا وفرت في السابق بالتعاون مع الصين الحماية للحكومة السورية من أي إجراء في مجلس الأمن وذلك بعرقلة عدة قرارات منها محاولة لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال سفير فرنسا بالأمم المتحدة فرانسوا ديلاتري يوم الثلاثاء "نحتاج إلى قرار .. ونحتاج إلى قرار له أنياب".

دويتشه فيله: تجنيد الأطفال - وقود حرب سهل يشتعل لأجيال

أرقام مرعبة عن تجنيد الأطفال في سوريا والعراق واليمن، فالأطراف المتحاربة هناك لا تتردد في استعمال كل الوسائل للزج بالبراءة إلى جبهات القتال، هذا ما كشفه خبراء لدويتشه فيله، مؤكدين أن المستقبل سيكشف الكارثة المترتبة عن ذلك. 
 بصوت خافت تنبع منه نبرات الخوف، يسرد عزيز الذي لم يتجاوز عمره 11 ربيعا ما حدث في تلك الليلة، حينما جاء مسلحون إلى قريته الواقعة في نواحي تلعفر، "كانوا على متن شاحنات وبأيديهم أسلحة، كان شعرهم طويلا ولحاهم طويلة"، فيما يقول أخوه خلف، البالغ من العمر 16 عاما، "تملكنا الخوف، وكنا نبكي بشدة"، ويضيف "بعد أن تم اختطافنا أدخلونا مدارس دينية، وفي مركز التدريب بتلعفر تعلمنا طريقة استعمال الأسلحة". هذه بعض الشهادات التي حصلنا عليها حصريا من قبل منظمة اليونيسف التي التقت بأطفال أيزيدين تمكنوا من الإفلات من قبضة داعش بعد أن حاول التنظيم تجنيدهم في صفوفه.
وإن تمكن عزيز وخلف وبعض من أصدقائهما من تجنب التجنيد في صفوف داعش، فإن الآلاف من الأطفال ما زالوا تحت رحمة جماعات مسلحة تنشط في المنطقة. ففي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ، أكدت المنظمة أن آلاف الأطفال خطفوا في العراق، وأجبروا فيما بعد عنوة على المشاركة في القتال أو تعرضوا للاعتداء الجنسي.
الكل متهم بتجنيد الأطفال
لكن عملية تجنيد الأطفال في مناطق النزاعات خاصة في سوريا والعراق واليمن لا تقتصر على التنظيمات الجهادية فحسب، بل هناك العديد من الأطراف التي تستغل الأطفال كوقود للحروب الدائرة في المنطقة، ففي تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، صدر اليوم الثلاثاء (30 أغسطس 2016)، نقلت المنظمة عن شهود عيان أن مجموعتين مسلحتين من "الحشد العشائري" (ميليشيات قبلية) جنّدتا ما لا يقل عن 7 أطفال كمقاتلين من مخيم ديبكة في 14 أغسطس 2016 واقتادتهم إلى بلدة قريبة من مدينة الموصل، حيث تستعد قوات الأمن العراقية لشن هجوم على تنظيم "الدولة الإسلامية"، لطرده من المدينة.
أما في سوريا، فقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جميع الأطراف المتحاربة تقوم بتجنيد الأطفال في سوريا، وأكد رامي عبد الرحمن في تصريح لـ دويتشه فيله عربية، "بغض النظر عن الأرقام المحددة والتي تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية هو التنظيم الأكثر استغلال للأطفال في حربة، إلا إن تجنيد الأطفال بات ظاهرة لدى كل الفصائل المقاتلة في سوريا". ويشير عبد الرحمن إلى المعارك التي خاضها تنظيم داعش مع الوحدات الكردية خلال الأسابيع الماضية، حيث يؤكد" مقتل نحو 250 طفلا مما يعرفون بأشبال الخلافة، إضافة إلى معركة الكليات جنوب حلب حيث قتل نحو 150 طفلا كانوا يقاتلون في صفوف الفصائل الإسلامية الأخرى"، ويشير مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل مثل "لواء القدس الفلسطيني وفصائل سورية أخرى تقاتل إلى جانب النظام السوري قامت بتجنيد قصر"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "وحدات حماية الشعب الكردية هي الأخرى جندت أطفالا في صفوفها بالرغم من إنكارها ذلك". 
 وفي اليمن حيت تستعر الحرب بين قوات الرئيس هادي من جهة، وجماعة أنصار الله الحوثية المتحالفة مع قوات تابعة للرئيس السابق على عبد الله صالح من جهة أخرى، فإن أرقام تجنيد الأطفال في تزايد مستمر، إذ كشف محمد الأسعدي، المتحدث باسم منظمة اليونيسيف في اليمن لـ دويتشه فيله عربية أن "الأرقام التي تم التأكد من صحتها تشير إلى تجنيد نحو 1200 طفل منذ اندلاع الصراع، أي بضعف سبع مرات عن الحالات المسجلة في 2014"، مؤكدا أن كل الأطراف المتحاربة، دون استثناء، قد استغلت الأطفال في هذه الحرب، وإن اختلفت النسب وأشكال الاستغلال".
ترغيب وترهيب
ويتفق المراقبون على أن معظم التنظيمات المسلحة في كل من العراق وسوريا واليمن تتبع أسلوب الترهيب والترغيب لتجنيد الأطفال في صفوفها، "فالكل يلعب على الوتر الديني أو الطائفي أو القومي أو العرقي لاستمالة الأطفال إلى صفوفه، هذا إن لم يكن بالإكراه"، يؤكد رامي عبد الرحمن. وكانت منظمة يونيسيف فقد عبرت عن قلقها الشديد من ظاهرة تجنيد الأطفال في سوريا والعراق، قائلة "يفيدُ أطفالٌ بتشجيع أطراف الصراع لهم على الانضمام للحرب وبأنهم يعرضون عليهم هدايا ورواتب تصل إلى 400 دولار شهريا."
هذه الإغراءات لا نجدها في العراق وسوريا فحسب، بل حتى في اليمن الذي يعتبر من أفقر بلدان العالم، فظاهرة تجنيد الأطفال هناك غير مرتبطة فقط بالصراع المسلح القائم الآن، كما يقول محمد الاسعدي من منظمة اليونيسيف، "فطالما استغلت الأطراف المسلحة في اليمن حاجة العائلات الفقيرة للمال لتزج بأطفالهم في الصراعات المسلحة". وإضافة إلى ثقافة انتشار حمل السلاح السائدة في اليمن، والتي ترمز إلى الرجولة، فإن "حالة التجييش العاطفي والديني والوطني وحتى القبلي التي يعيشها اليمن حاليا تدفع باليافعين نحو جبهات القتل"، ويضيف الاسعدي أن "الأطفال خاصة اليافعين منهم عاطفيون جدا، ومن السهل استمالتهم باستعمال الدين لترغيبهم في القتال. إنهم يتأثرون حتى بمجرد رؤية صورة ملونة، فما بالك بتصوير الجنة لهم".
 التحدي الأكبر
واعتمادا على أساليب مختلفة تتركز بالأساس على الوازع الديني، فقد "جند تنظيم الدولة الإسلامية نحو أربعة آلاف طفل في سوريا منذ 2014، وقد قتل منهم نحو ألف طفل لحد الآن في مختلف المعارك"، بحسب ما أكده لنا المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما بات التنظيم يستغل الأطفال في تنفيذ العمليات الانتحارية على غرار عملية غازي عتاب، حيث رجحت السلطات التركية قيام طفل بتفجير نفسه ما أدى إلى مقتل نحو خمسين شخصا. فيما تداولت وسائل إعلام عراقية في 22 أغسطس/آب 2016 لقطات توثق لحظة إلقاء القبض على طفل، قبل محاولته تفجير نفسه في مدينة كركوك شمال العراق.
كما يقوم تنظيم داعش ببث مقاطع فيديو تظهر أطفالا يقومون بتنفيذ عمليات إعدام في سوريا، وهي الصور التي يريد من خلالها التنظيم الإرهابي القول "إن جيلا جديد يتم إعداده وتنشئته ليقوم بالمهمة، في حال تم القضاء على التنظيم عسكريا" كما يؤكد ذالك حسن أبو هنية، الخبير في الجماعات الإسلامية. والذي ذكر في حوار مع دويتشه فيله عربية أن "تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يسيطر على العديد من المدن التي تضم مئات الآلف من السكان، وبالتالي فإن جيلا جديدا يتم تنشئته على الإيديولوجية التي يقوم عليها هذا التنظيم". ويضيف أبو هنية أن "التحدي الأكبر في حال تم طرد التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها الآن سيكون هذا الجيل الذي تشبع بالإيديولوجية القتالية التي يتبناها داعش".

دير شبيجل: عملية الموصل قد تنطلق نهاية العام

قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل إنه من الممكن أن يتم شن عملية عسكرية حاسمة بحلول نهاية العام الجاري لتحرير مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم داعش. وأضاف فوتيل من مقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن توقيت مثل تلك العملية متروك إلى الحكومة والجيش العراقيين.
وأوضح أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن عن "نيته محاولة دخول الموصل بحلول نهاية العام الجاري ... تقييمي على مدى زياراتي هو أنهم على مسار تحقيق ذلك الهدف". وقال الجنرال الأمريكي إن الولايات المتحدة ستعمل عن كثب مع العراقيين لدعمهم فور اتخاذهم قرار التحرك في الموصل. ولفت فوتيل إلى أنه يتوقع "معركة صعبة" وأن داعش ربما يتخلى عن بعض مناطق الموصل للعراقيين ويقاتل بضراوة من أجل مناطق أخرى.

دويتشه فيله: إخلاء جزئي لمطار فرانكفورت بسبب مخاطر أمنية

قالت سلطات مطار فرانكفورت إنها أخلت جزئيا القاعة رقم واحد بسبب تسلل أحد الأشخاص عبر الإجراءات الأمنية، ما فرض إتخاذ إجراءات أمنية، حيث تم إعادة تفتيش كل المسافرين الذين مروا بالحاجز الأمني ودخلوا منطقة الترانزيت. 
 أجرت سلطات مطار فرانكفورت عملية إخلاء جزئي لقاعة المسافرين رقم واحد بعد أن اكتشفت أن شخصا تمكن من التسلل عبر الحاجز الأمني دون تفتيشه وفق الإجراءات الرسمية المعمول بها في المطار الدولي.
لكن الشرطة الاتحادية المسئولة عن أمن المطار قالت لاحقا إنها لم تعثر على الشخص المعني.
وقالت شركة "فرابورت" المشغلة للمطار إن كل المسافرين الذين تجاوزا الإجراءات الأمنية بشكل نظامي ودخلوا منطقة الترانزيت قد تم إعادة إخضاعهم لإجراءات التفتيش مجددا.
يشار إلى أن الإجراءات الأمنية أثرت على حركة الطيران أيضا، حيث تأخرت عمليات هبوط وإقلاع بعض الرحلات الجوية من وإلى مطار فرانكفورت.

دير شبيجل: واشنطن تؤكد استهداف المتحدث باسم "داعش" في سوريا

صرح مسئولون أمريكيون أن قوات التحالف استهدفت المتحدث باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" السوري أبو محمد العدناني بضربة جوية في شمال سوريا، بدون تأكيد مقتله. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بيتر كوك "ما زلنا نقيم نتائج الضربة لكن إزالة العدناني من ميدان القتال سيشكل ضربة كبير للدولة الإسلامية في العراق والشام".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن في بيان يوم أمس الثلاثاء مقتل العدناني أثناء "تفقده العمليات العسكرية" في حلب.
وأعلنت واشنطن في الوقت نفسه أنها استهدفت قياديا في التنظيم في المنطقة ذاتها من دون أن تكشف اسمه. وقال مسئول أمريكي طالبا عدم الكشف عن اسمه: إن "التحالف شن ضربة جوية في (مدينة) الباب في سوريا استهدف فيها مسئولا كبيرا في تنظيم الدولة الإسلامية".
ووصف كوك العدناني بأنه "المهندس الرئيسي" للعمليات الخارجية تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتحدث الرئيسي باسم التنظيم. وأوضح الناطق باسم البنتاغون أن العدناني "نسق تحرك مقاتلي "الدولة الإسلامية" في العراق والشام وشجع مباشرة أفرادا على شن هجمات على مدنيين وأعضاء في الجيش ونشط في تجنيد أعضاء جدد" للتنظيم.

دويتشه فيله: التدخل التركي يخلط الأوراق في سوريا ويحرج واشنطن

بدأت تركيا تدخلًا عسكريًّا شمال سوريا ضد داعش والأكراد السوريين لتخلط الأوراق في سوريا أكثر. ويثير التصعيد الحالي بين الأكراد وتركيا قلق الأمريكيين، فكيف تتفاعل واشنطن مع عملية حليفتها تركيا ضد شركائها الأكراد؟ 
 يدخل الصراع السوري منعفطا جديدا بحسب الخبراء بعد التدخل التركي العسكري في شمال سوريا الذي يهدف بحسب أنقرة إلى قتال تنظيم داعش ووقف تقدم الأكراد السوريين نحو حدودها. التدخل التركي يخلط الأوراق لدرجة أن البعض يرى فيه نقطة تحول في الصراع السوري، شبيهة بتلك التي خلفها التدخل الروسي في سوريا قبل حوالي عام. ويأتي التدخل التركي بعد خمسة أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة التي عرفتها تركيا ومطالب أنقرة المتكررة لواشنطن بتسليم الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه الأتراك بتدبير الانقلاب، وسط أجواء من التوتر والفتور تسود العلاقات الأمريكية التركية.
ويثير التدخل العسكري التركي مخاوف من تفجير صراعات جديدة في صفوف ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة بعد بدء مواجهات بين المعارضة المدعومة من تركيا المتثملة في الجيش الحر، وقوات سوريا الديمقراطية متمثلة بالقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وإن توفقت الدبلوماسية الأمريكية منذ أشهر في خلق توازن بين تحالفها مع أنقرة ودعمها العسكري للأكراد السوريين في مواجهة الإرهابيين، فماذا سيتغير بعد الخطوة العسكرية التركية؟ هل تغير الإدارة الأمريكية دورها وأولوياتها على ضوء المتغيرات الأخيرة؟
ضوء أخضر أمريكي
أرسلت أنقرة دباباتها يوم الأربعاء إلى داخل سوريا في إطار ما أطلق عليه عملية "درع الفرات"، تزامنا مع زيارة المصالحة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتركيا. ورغم فتور العلاقات في الأشهر الاخيرة، لم تكف واشنطن عن الإشادة ب"التحالف" و"الصداقة" بين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي الناتو، والمشاركين مبدئيا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. وأطلقت تركيا قذائف مساء الخميس على المقاتلين الأكراد، غداة سيطرة مقاتلي فصائل معارضة سورية مدعومة منها على مدينة جرابلس التي انسحب منها تنظيم "الدولة الإسلامية". ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام بخصوص أن التدخل التركي جاء ليضع واشنطن أمام الواقع نقلا عن مسئولين أتراك صرحوا بأن أردوغان أراد أن يظهر أنه بإمكانه التحرك عسكريا بمعزل عن التحالف، إلا أن عددا من الخبراء يرون أن العملية التركية جاءت بمباركة أمريكية.
ويقول سمير صالحة الخبير في القانون الدولي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة كوجالي التركية إن انطلاق العملية التركية في نفس يوم زيارة بايدن ليس بالصدفة، وهذا يدل على وجود تشاور على الأقل بين الطرفين بخصوص التدخل ويضيف صالحة في تصريحات لـ دويتشه فيله عربية "أكبر دليل على ذلك هو أن القوات الأمريكية شاركت في الضربات التركية الجوية التي استهدفت مواقع لتنظيم داعش في جرابلس".
لكن واشنطن أرسلت الاثنين إشارات لأنقرة لكبح إندفاعها نحو أهداف كردية، حيث أعربت (واشنطن) عن "قلقها الشديد" ازاء المعارك بين الجيش التركي والمقاتلين المدعومين من الأكراد في شمال سوريا واعتبرتها "غير مقبولة"، وفق ما أعلن مسئول أمريكي رفيع المستوى. وكتب بريت ماكغورك الموفد الخاص للبيت الابيض لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" نقلا عن وزارة الدفاع على حسابه على موقع تويتر "نريد ان نوضح اننا نعتبر هذه الاشتباكات - وفي مناطق لا تواجد لتنظيم الدولة الإسلامية فيها - غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد"، مشيرا ان "لا ضلوع للولايات المتحدة" في الاشتباكات.
بداية انفراج في العلاقات التركية الأمريكية
ويرى الخبير في الشئون التركية أن خطة تركيا الآن هي الدفع بمشروع المنطقة العازلة الذي طالما اقترحته في السابق ولم يلق تجاوبا. لكن صالحة يضيف سببا آخر للتغير في الموقف الأمريكي وهو ما شهدته السياسة الخارجية التركية من تغييرات جذرية شملت الانفتاح على أطراف كانوا أعداء في الماضي القريب كروسيا وإسرائيل. ويقول صالحة بهذا الخصوص "محاولة واشنطن وضع تركيا وأكراد سوريا على مسافة واحدة أزعج الأتراك لذا تحركوا نحو الانفتاح على أطراف أخرى، وهو ما التقطته واشنطن وتتعامل معه الآن".
من جانبه يرى خالد صفوري الخبير السياسي ومستشار الشئون السياسية لمركز "المريديان" في واشنطن أن الإدارة الأمريكية متحمسة جدا للتدخل العسكري التركي رغم تحفظاتها بخصوص الأكراد ولهذا حذرتهم وطالبتهم بالبقاء شرق الفرات. ويضيف صفوري في تصريحات لـ دويتشه فيله عربية أن هذا التدخل يمكن أن يشكل بداية انفراج جزئي في العلاقات الأمريكية التركية التي عرفت توترا في الفترة الأخيرة.
 وكان جو بايدن دعا يوم الأربعاء القوات الكردية السورية إلى عدم اجتياز غرب نهر الفرات والانسحاب إلى شرقه، وهو الأمر الذي تلح عليه أنقرة. ويرى متابعون أن تجاوز القوات الكردية لخط الفرات كان الخط الأحمر الذي جعل الأتراك يتحركون. من جهته قال كبير المتحدثين باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية اليوم الاثنين إن مزاعم تركيا بأنها تقاتل قوات الوحدات غربي الفرات في شمال سوريا غير صحيحة "وهي مجرد حجج واهية" لتوسيع احتلالها لأراض سورية.
بمن ستضحي واشنطن؟
وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية مجموعات "إرهابية" مثل حزب العمال الكردستاني، حركة التمرد المسلحة الناشطة منذ 1984 في تركيا. بينما تصنف واشنطن أيضا حزب العمال الكردستاني تنظيما "إرهابيا" لكنها لا تضع حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح المعروف بوحدات حماية الشعب في هذه الخانة، وتدعمها.
 ولطالما شكل موضوع الأكراد إحدى نقاط الخلاف ين واشنطن وتركيا التي تقاتل الأكراد على أراضيها ولا تريد رؤية الأكراد السوريين يتوسعون على طول حدودها. ويقول سمير صالحة إنه لا يمكن المقارنة بين تركيا والأكراد بالنسبة لواشنطن، فالولايات المتحدة لا تريد الأكراد شريكا وإنما هم فقط جزء من تنفيذ استراتيجيتها في سوريا لكن إعلان الأكراد الفيدرالية شمال سوريا كان تجاوزا لما تم الاتفاق عليه مع الأمريكان وإذا أصروا على حشد قواتهم والتقدم نحو شرق الفرات فقد تعمد الولايات المتحدة إلى وقف دعمها لهم.
ويشاطر الخبير خالد صفوري هذا الرأي بالقول إن واشنطن تبحث عن حليف في سوريا والعراق، والأكراد أثبتوا أنهم حليف جيد لكن الأمريكان واعون جيدا بمعارضة كل القوى الإقليمية في المنطقة لإقامة كيان كردي، لذلك يبقى دعمها للأكراد محدودا، وإن تحولت تركيا إلى شريك في الحرب ضد داعش في سوريا قد تتخلى الولايات المتحدة عن الأكراد بسهولة وهم يعلمون ذلك.
لكن معطيات الأزمة السورية تبدو متحركة بشكل متسارع، وقد لا تكون الإدارة الأمريكية واثقة من التحكم في مخرجاتها، ولذلك لم تخف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان لها اليوم الاثنين قلقها من غياب التنسيق في العمليات والتحركات في شمال سوريا، واعتبرت اليوم أن ذلك سيعطي تنظيم "الدولة الإسلامية" فرصة أكبر ودعت تركيا وجماعات المعارضة السورية إلى التوقف عن الاقتتال.

الجارديان: بعثة الأمم المتحدة تدفع الملايين للنظام السوري

نشرت صحيفة الجارديان تحقيقا يكشف عن صفقات بالملايين أبرمتها بعثة المساعدات الأممية مع مقربين من الرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الصحيفة إن الأمم المتحدة منحت صفقات بعشرات الملايين من الدولارات لمقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار برنامج مساعدات إنسانية، يرى منتقدون أنه أضحى في قبضة حكومة دمشق.
واستفادت من هذه الصفقات، حسب الغارديان، شركات تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وكذا وزارات ومنظمات خيرية، بما فيها منظمة أنشأتها أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، وأخرى أنشأها قريبه وصديقه رامي مخلوف.
وتقول الأمم المتحدة إنها مجبرة على العمل مع عدد قليل من الشركاء يوافق عليهم الرئيس السوري، وإنها تعمل ما بوسعها لضمان إنفاق الأموال في محلها.
ولكن المنتقدين يقولون إن بعثة الأمم المتحدة تخاطر بفقدان فاعليتها، إذ يرون أن المساعدات توجه أساسا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وأن الأمم المتحدة تعمل في الواقع على تقوية نظام مسئول عن مقتل مئات الآلاف من مواطنيه.
ونقلت الصحيفة عن مسئول في الأمم المتحدة قوله إن بعض الوكالات الأممية عبرت عن قلقها من سيطرة حكومة الأسد على توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضاف المسئول الذي عمل في دمشق أن فرق الأمم المتحدة العاملة في سوريا كانت تعرف منذ البداية أنه لا الحكومة السورية ولا المنظمات، المعتمدة من قبلها للعمل مع الأمم المتحدة، تلتزم بمبادئ العمل الإنساني أو الاستقلالية والحياد.
فالأمم المتحدة، حسب المسئول، تركت هذه المبادئ جانبا، لتلبي مطالب الحكومة السورية بشأن المساعدات الإنسانية.
ويرى الدكتور رينود ليندرز، الخبير في الدراسات الحربية في كينغز كوليج، بلندن أن الأمم المتحدة مطالبة بإعادة النظر في استراتيجيتها، لأنها أضحت قريبة بشكل مفضوح من النظام، وفقا لما نقلته الصحيفة.

التايمز: مقابر جماعية في العراق

نشرت صحيفة التايمز تقريراً تناولت فيه المقابر الجماعية في العراق، وأفاد التقرير إن صورا للأقمار الإصطناعية كشفت أنها تضم آلاف الضحايا، ويقدر الخبراء حسب كاثرين فيليب، مراسلة الصحيفة للشئون الدولية، عدد الضحايا في تلك القبور بما يصل إلى 15 شخص.
وتنقل الكاتبة عن وكالة الأسوشييتد برس أن الوكالة تمكنت من وضع خرائط وتتبع تفاصيل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وتوصلت إلى وجود نحو 72 مقبرة جماعية، من بينها تلك التي تضم جثث ضحايا مذبحة سبايكر، التي قتل فيها 1700 شخص من الشيعة العراقيين في 2014.
وتضيف الكاتبة أن عددا من المقابر الجماعية لا تزال موجودة في مناطق يسيطر عليها مسلحو تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق، وأن شهود عيان وضحايا نجوا من تلك المذابح، أدلوا بمعلومات ساعدت وكالات استخباراتية، ومنظمات حقوقية على التعرف على المناطق التي ألقي فيها الضحايا.
وذكر التقرير أن عددا من المقابر الجماعية كان من السهل التعرف عليه، والسبب يعود إلى أن مقاتلي التنظيم لا يبذلون جهدا كبيرا في إخفائها، مشيراً إلى أنهم يلقون بالجثث في حفر، ويغطونها بطبقة غير سميكة من الأتربة.
وتتوقع الكاتبة أن يكون الوضع في سوريا أسوأ مما هو عليه في العراق، إذ تعتقد أن التنظيم خسر مناطق أقل مما خسره في العراق، وتقول إن المقابر الجماعية قد يصل عددها في سوريا إلى المئات، في انتظار الكشف عنها، وأن ناشطين ومحللين ساهموا في توثيق بعض تلك المقابر الجماعية، خاصة في مدينة دير الزور.
وفي صفحات التايمز الداخلية، نقرأ أيضا تفاصيل مثيرة حول الظروف التي قتل فيها المصور الأمريكي جيمس فولي، إذ أنجزت صديقته منذ فترة الدراسة باربارا ماكماهون فيلما وثائقيا يروي تفاصيل قصة حياته إلى أن قتل على أيدي تنظيم الدولة ذبحا في سوريا قبل سنتين.
الأمم المتحدة والأسد
اهتمت صحيفة الغارديان بالأزمة السورية، من باب المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة للمتضررين من الحرب.
ونقرأ في الصحيفة أن الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة تتزايد بشكل كبير، وأن المنظمة الأممية تقع الآن تحت ضغوط كبيرة، تطالبها بتوضيح الحقيقة حول تحقيق أجرته الغارديان، كشفت من خلاله أن عشرات الملايين من الدولارات ذهبت إلى أطراف موالية أو متحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال التعاقد مع الأمم المتحدة لتوفير خدمات للنازحين والمهجرين واللاجئين.
وتورد الصحيفة أن الأمم المتحدة قالت بهذا الشأن إنها أنقذت حياة الملايين من السوريين من خلال برنامجها للمساعدة الإنسانية، لكنها في نهاية المطاف مجبرة على البقاء في سوريا بموافقة الحكومة السورية، التي تتدخل أيضا لتحديد الأطراف التي يمكنها التعاقد مع الوكالات الأممية المتخصصة في الشان الإنساني.
وتقول الصحيفة معلقة على هذه التصريحات، إن الأمم المتحدة بالفعل أنقذت ملايين السوريين خلال خمس سنوات من الحرب، لكنها من ناحية أخرى أسهمت في انقاذ البنوك التابعة للنظام السوري من خلال الأموال التي يتم التعاقد بشأنها، لتغطية نفقات العمليات الإنسانية التي - تقول الصحيفة- إنها الأكثر تعقيدا وتكلفة.

الإيكونوميست: غضب تركيا من الغرب

الأتراك مقتنعون بأن لأوروبا والولايات المتحدة علاقة بمحاولة الانقلاب 
 في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي ،أصبحت هناك تربة خصبة لنظريات المؤامرة ، فقد ادعت الصحف الموالية للحكومة أن عملاء المخابرات المركزية الأمريكية تولَّوا إدارة الانقلاب من جزيرة في بحر مرمرة ، حيث قام جنرال أمريكي متقاعد بإرسال مليارات الدولارات إلى جنود أتراك فاسدين ، كما أمرت الولايات المتحدة القوات التركية بقتل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،كما وصفت إحدى الصحف اليومية الإسلامية ألمانيا بالدولة العدو ، ونشرت صورة لمستشارتها" أنجيلا ميركل" في الزى النازى.
وتنتشر موجة المشاعر المعادية للغرب على نطاق واسع . فقد كشف استطلاع للرأى أن 84 % من الأتراك يعتقدون أن مدبرى الانقلاب تلقَّوا مساعدة من الخارج ، وهناك أكثر من 70 % يشكون في أن أمريكا لها يد في الانقلاب . وكان أردوغان وحكومته قد اتهموا الغرب باتباع سياسة ازدواجية المعايير ، وحذروا من حدوث تداعيات خطيرة على العلاقات إذا لم تقم الولايات المتحدة بتسليم فتح الله جولن، رجل الدين المقيم في بينسلفانيا ،والذي يتهمونه بإدارة الانقلاب . وقد اشتكى أحد كبار المسئولين الأمريكيين من أن الربط بين جولن والعلاقات الثنائية يضع العلاقات على المحك . ويبدو أن أردوغان لايهتم .
ومن ناحية ، عرَّضت الحكومات الغربية نفسها للوم . ففيما عدا الولايات المتحدة وألمانيا ، تباطأ الكثيرون في إدانة محاولة الانقلاب ؛ مما دعَّم الشكوك في أنهم كانوا ينتظرون ليروا كيف سينتهي الأمر . وردًا على حملات التبرؤ من الذنب، التي توالت بعد ذلك من جانب المؤسسات الحكومية ، حثَّ مستشار النمسا الاتحاد الأوروبى على تعليق محادثات قبول العضوية مع تركيا، كما حظرت المحكمة العليا في ألمانيا أردوغان من توجيه كلمة إلى أحد المؤتمرات في كولونيا عن طريق الفيديو . وحتى الآن ، لم يقم أي من قادة دول الاتحاد الأوروبى بالسفر إلى تركيا للتعبيرعن تضامنهم مع الضحايا . إن زيارة "جو بايدن"، نائب الرئيس الأمريكي ، التي قام بها مؤخرًا إلى أنقرة ، تبدو غير كافية ومتأخرة . وقد علَّق" أونال شيفيكوز"، سفير تركيا السابق في لندن قائلًا : " كان ينبغى على الولايات المتحدة أن تظهر مبكرًا دعمًا سياسيًا أقوى .
بعض السياسيين الأتراك ، ومنهم معارضون لحزب العدالة والتنمية ، يتهمون الغرب بأنه أصبح أكثر حساسية تجاه رد فعل الحكومة على الانقلاب أكثر من المذابح التي صاحبت محاولة الانقلاب . ويعترف بعض الدبلوماسيين الغربيين بأنهم أخفقوا في استيعاب حجم العنف ، الذي خلَّف نحو 270 قتيلًا ، ومدى اتساع عمليات التطهير . ويقول أحدهم :" إن الغرب لا يفهم أن الأمور كانت ستصير إلى الأسوأ إذا نجحت محاولة الانقلاب . فبالنسبة للأتراك ، كان هذا اختبارًا للولاء ، وفشلت أوروبا فيه" .
وبالرغم من ذلك فإن أوروبا محقة في خشيتها من أن تكون أعمال القمع ضد أنصار فتح الله جولن قد خرجت عن السيطرة ، فهناك أكثر من 80 ألف شخص تم القبض عليهم ، أو طردهم ، أو إيقافهم عن العمل ، ومن بينهم جنود ،وقضاة ،ومدرسون، ورجال شرطة ،ورجال أعمال، بل إن من بينهم مسئولون في إتحاد كرة القدم . وهناك ما يقرب من 100 من الصحفيين تم سجنهم ،وتم إغلاق أكثر من 100 وسيلة إعلامية ،كما قامت السلطات بإطلاق سراح سجناء جنائيين عاديين لإفساح المكان للسجناء السياسيين . وقد اتضح أن معظم هؤلاء الذين طالتهم عمليات التطهير كانت تربطهم علاقات عابرة بأنصار جولن . ولكنَّ الإعراب عن القلق من الإجراءات القمعية لم يلق آذانًا صاغية ، كما قال الدبلوماسي التركي السابق "سنان أولجن : " لقد تداعت قدرة الغرب على كسب النفوذ في تركيا في الوقت الذي كان من الممكن أن يكون تأثيره أكثر أهمية من أي وقت مضى .
لقد نجحت مشاعر الغضب تجاه الغرب وأنصار جولن في تحقيق ما فشل أردوغان في تحقيقه في السنوات الأخيرة ،فحشد الأغلبية الكبيرة من الأتراك في صفه . فمنذ نهاية يونيو، قفزت نسبة الموافقين على أداء الرئيس من 47 %  لتسجل 68 % . وفي الشهر الماضي، تجمع أكثر من مليون شخص للاستماع إلى خطاب لأردوغان ، علاوة على زعيمى حزبين من أكبر ثلاثة أحزاب في تركيا . فقد تخلَّف عن الحضور أكبر حزب موالٍ للأكراد .
 ومن وجهة نظر أردوغان ، فإن قوة خارجية واحدة هي التي ساندت حكومته بدرجة كافية . وقبل لقائه بفلاديمير بوتين في سان بطرسبورج في التاسع من أغسطس ، أعرب الرئيس التركي عن إشادته به؛ لأنه لم يضع أي وقت في تقديم دعمه . وعلى عكس المسئولين الغربيين، ألمح أردوغان ضمنيًا إلى أن بوتين لم يوجّه أي انتقادات بشأن أعداد الأشخاص الذين تم تسريحهم ،سواء من الجيش، أو الخدمة المدنية".
إن بوتين يطرب لسماع عبارات الاستحسان هذه ، ناهيك عن إعراب أردوغان عن ندمه على قيام تركيا بإسقاط النفاثة الروسية في شهر نوفمبر الماضي . فعلى الرغم من أنه ليس لدى الرئيس الروسي أهم من إفساد العلاقة بين تركيا والغرب ، إلا أن تودده إلى أردوغان له حدود . ويقول "سونار كاجبتاى"، الباحث بمؤسسة أبحاث معهد واشنطن إن بوتين قد يقدِّم بعض الدعم لتركيا في مواجهة أنصار جولن في آسيا الوسطى ، حيث تدير الحركة التي تضمهم شبكة من المدارس . ولكنَّ البلدين سوف يظلان مختلفين حول القضية المحورية وهي سوريا ، حيث ما زالا يدعمان طرفين متصارعين في الحرب الأهلية التي تدور في البلاد.
ويقول أحد الدبلوماسيين الغربيين إنه حتى الآن لا يريد حلف شمال الأطلنطى أن تشرد تركيا بعيدًا عن التحالف. ولكن، سيستمر بوتين في الكيد ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لدى تركيا: "بمقدوره أن يلعب هذا الدور أفضل من أي أحد آخر". فلأول مرة منذ 10 سنوات، تتحول الحكومة التركية الموالية لأوروبا بعيدًا عن الغرب. وبعد ردود الأفعال الأمريكية والأوروبية المترددة بشأن الانقلاب، فإن هذا التحول آخذ في التصاعد!! . 

نيويورك تايمز: تحالف معقد مع أنقرة

تبشر العملية العسكرية التركية في سوريا، والتي بدأت مؤخرًا بدعم جوى أمريكي، بالخير في ظل التعقيدات المثيرة للاستياء، والتي تكتنف الشئون الخارجية الأمريكية.
وتمثلت إحدى الأولويات التركية خلال معظم فترة الصراع السوري في إبعاد الأكراد السوريين عن حدودها؛ خشية أن يدعموا المتمردين الأكراد في تركيا.
وعلاوة على إجلاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا عن الحدود التركية، يبدو أن مساعى تركيا لإجلاء الجهاديين الإسلاميين عن بلدة جرابلس الهدف منها أيضًا منع الأكراد السوريين، الذين تعتبرهم الولايات المتحد من الحلفاء الأكثر ثقة لديها، من دخول المدينة.
وتعتبر الأهداف المتناقضة في سوريا من بين أسباب التوتر ،الذي أثَّر بالسلب على العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. وقد أثار الاستبداد المتزايد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلقًا كبيرًا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، فضلاً عن الحملة الأمنية واسعة النطاق ضد خصومه السياسيين بعد الانقلاب الفاشل في الشهر الماضي. وقد أدى بطء واشنطن في الاستجابة للمطلب التركي بشأن تسليم "فتح الله جولن"، وهو رجل دين تركي، يعيش الآن في بنسلفانيا بالولايات المتحدة ،وتعتبره العقل المدبر لمؤامرة الانقلاب، أدى إلى زيادة الشعور بالعداء للولايات المتحدة لدى الأتراك.
وتعتبر الولايات المتحدة على صواب بشأن التركيز على قتال تنظيم الدول الإسلامية ،وعلى محاولة منع المزيد من التوتر في العلاقات بينها وبين تركيا. وتحدَّث أوباما بنبرة استرضائية باعتذاره لأردوغان عن عدم زيارته بعد الانقلاب الفاشل، ولم يذكر شيئًا أمام الجماهير بشأن الإجراءات الأمنية المتشددة ،التى فرضها أردوغان.
وربما تجد مَن يفضلون تقديم "بايدن" تصريحات عبَّر فيها عما يدور في أذهان معظم المسئولين الأمريكيين بأن الحملة الأمنية ،التى يقوم بها أردوغان ضد مدبرى الانقلاب تبدو وكأنها محاولة لتكميم أفواه المعارضين، وأن أنقرة تصرفت بشكل غير ملائم بفشلها في منع سوء الظن بالولايات المتحدة، ومن يصفونها بأنها شريكة في محاولة الانقلاب، وأن تركيا لم تقدَّم إلا القليل من أدلة إدانة "جولن" حتى يحق لها أن تطالب بتسليمه.
وعبَّرت واشنطن عن مدى احترام تحالفها مع تركيا، لكن لا ينبغى أن يؤدى هذا إلى منح أردوغان تفويضًا مطلقًا لانتهاك حقوق الإنسان ،أو قمع خصومه السياسيين!!.

نيويورك تايمز: هل أنقرة حليف قوي لواشنطن ضد "داعش"؟

إذا لم تعالج تركيا مشكلتها الكردية، فستستمر في تقويض حرب أمريكا على داعش.
ربما يتساءل المرء كيف لدولة تعافت من عهد قريب من محاولة انقلاب دموى وهجمات إرهابية متعددة أن تخوض توغلًا عسكريًّا في بلدة مجاورة!؟ لكن بالفعل هذا مافعلته تركيا.
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 24 أغسطس الجارى، أرسلت تركيا الدبابات والطائرات الحربية عبر الحدود إلى سوريا في حملة منسقة مع مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من الغرب للاستيلاء على بلدة جرابلس على الحدود التركية، والتي قد تعهدت وزارة الخارجية مؤخرًا "بتطهيرها" من الجماعة المتشددة.
ولكن العملية بدت تصبو أكثر لاحتواء الطموحات الإقليمية للأكراد السوريين، التي لطالما تعتبرهم تركيا عدوها الأساسى. فتركيا تنظر إلى الميليشيات الكردية السورية- وحدات حماية الشعب الكردية- على أنها امتداد لحزب العمال الكردستانى المحظور؛ المجموعة المسلحة التي ظلت في حرب مع الدولة التركية لعقود. لايخفى علينا أن هناك علاقة وطيدة بين الجماعتين. كما لا يخفى علينا أيضًا في السنوات الأخيرة، أن وحدات حماية الشعب باتت من أهم حلفاء واشنطن الأكثر فاعلية على أرض الواقع ضد داعش في  سوريا. 
تخشى تركيا من الأكراد، أن يتمكنوا من إقامة ممر طويل بامتداد الحدود التركية ممتدًا من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث تدعمهم أمريكا بغطاء جوى، ويتوسعون غربًا في حروبهم ضد داعش. فالسيطرة على هذه المنطقة ستذكى سعير الطموحات الانفصالية بين الأكراد في تركيا .
لهذا السبب كانت الحكومة التركية تمارس ضغوطها على الولايات المتحدة لكى تنهى تعاونها مع وحدات حماية الشعب الكردى. وأكدت أنقرة أن العملية التي تخوضها تركيا لوضع يدها على البلدة الحدودية تحول دون هجوم القوات الكردية.
لم تدعم الولايات المتحدة المحاولات التركية لكبح جماح الحلفاء الأكراد فحسب، 
ولكنها وجهت تنديدًا علنيًّا غير معتاد لحليفتها- وحدات حماية الشعب- في يوم العملية. كما حذر "جو بايدن"- نائب الرئيس الذي كان يزور تركيا يوم الأربعاء- من أن الولايات المتحدة ستقلص دعمها للأكراد إذا لم يستجيبوا للمطالب التركية بالانسحاب إلى منطقة شرق نهر الفرات.
الهجوم المشترك، وكذلك إثلاج صدور الأمريكيين بوجوب بقاء الأكراد على الجانب الشرقي من النهر، من شأنه تخيف وطأة المطالب التركية بتسليم "فتح الله جولن"، رجل الدين التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا والذي تتهمه تركيا بتدبيرالانقلاب الفاشل
الشهر الماضي.هذا دليل قاطع على قصر النظر. ولن يزيد التخلى عن الأكراد وتشجيع
عمليات التوغل في سوريا إلا تعقيدًا للحرب الأمريكية على داعش.
يحمل التوغل التركي في سوريا في طياته مخاطر جدية نحو" فقدان الوجهة". لن تنسحب تركيا إذا مافشلت وحدات حماية الشعب في الانسحاب من شرق نهر الفرات. إذا لم يتقهقر الأكراد، فهناك احتمال حقيقي لصراع محتدم بين اثنين من حلفاء واشنطن
الأقوياء. وتبقى الميليشيات الكردية أفضل رهان لواشنطن على الأرض. ونظرًا لسجل
مسارها، من غير المرجح أن يتشبث مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من الغرب بالأرض التي استولوا عليها على امتداد الحدود التركية.
بقدرتها المتضائلة إثر الانقلاب الفاشل، قد لايكون الجيش التركي على أهبة الاستعداد لإنجاز هذه المهمة أيضًا. على إثر التمرد، قامت الحكومة التركية بتطهير الآلاف من أفراد الجيش، مخلفين وراءهم الجيش مزعزعًا وممزقًا.
تواجه الولايات المتحدة معضلة في الوقت الحالي: من جانب، فهي تحتاج إلى وسيلة مستمرة للدخول لقاعدة الطيران التركية، التي تعد بمثابة همزة وصل رئيسية في حملتها التي تشنها على داعش. كما تحتاج أيضًا إلى دعم تركيا لتمنع مقاتلى داعش من السفر في أنحاء البلاد معترضين طريقهم داخل وخارج سوريا.
 من جانب آخر، تحتاج الولايات المتحدة إلى الأكراد السوريين لتواصل قتالها ضد داعش في سوريا.
للخروج من هذا المأزق، على واشنطن أن تدفع الحكومة التركية للعودة إلى محادثات السلام؛ التي انهارت الصيف الماضي مع أكرادها.
 ومن ثمَ، لم تسفر محاولة الانقلاب الأخيرة عن محاولة أي من طرفى الصراع لإعادة التفكير في استراتيجية التصعيد. كما استبعدت الحكومة المناصرين للحزب الكردى من جهود الوحدة الوطنية في فترة مأبعد الانقلاب، ولم يتوانَ أي من الجيش التركي أو الميليشيات الكردية عن التلاحم في الجنوب الشرقي للبلدة.
وإذا لم تجد الحكومة التركية حلا سلميًّا للمعضلة الكردية، فستظل ترى الأكراد في سوريا
تهديدًا وجوديًا وستستمر في مهاجمة وحدات حماية الشعب، وهو ما فيه تقويض لجهود
الولايات المتحدة المبذولة للقضاء على داعش.
ولكي تُجبر تركيا للتفاوض مع الأكراد، لا بد أن تقدم الولايات المتحدة شيئًا بالمقابل.
فمطلب تركيا الرئيسي هو تسليم "فتح الله جولن". وهذا مطلب صعب المنال.
فتسليم الأشخاص يتطلب إجراءات قانونية وتقنية مطولة.
يمكن للولايات المتحدة أن تمنح تركيا شراكة عسكرية وثيقة. لطالما سعت تركيا لشراء
طائرات من دون طيار من الولايات المتحدة، الرأى الذي قوبل بالمعارضة من الكونجرس.
وسعت الحكومة التركية سعيًا حثيثًا للتعاون مع واشنطن إزاء تكنولوجيا الدفاع. لكن بالعمل عن كثب مع تركيا إزاء كل هذه القضايا، يمكن لأمريكا أن تخفف من وطأة بعض شئون تركيا الأمنية لتبرز للحكومة التركية التزامها بحفظ أمنها.
كل هذا يمكنه أن يسهم بمنح واشنطن السطوة لإقناع أنقرة بأخذ خطوة لحل مشكلتها مع
الأكراد. وهذا من شأنه أن يضع نهاية للعلاقات التركية الأمريكية المتوترة ويتيح
الفرصة لكلا الطرفين التركيز على الهدف الأعظم: وهو قتال داعش.

شارك