"صالح الفوزان".. بين التشدد الوَهَّابي وإدانة "داعش"

السبت 28/سبتمبر/2024 - 10:37 ص
طباعة صالح الفوزان.. بين حسام الحداد
 
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان هو الشيخ الدكتور في المملكة العربية السعودية، ولد 1935م الموافق 1 رجب 1354 هـ، وعضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة، وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج، إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وإمام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود في الملز، ويشارك في الإجابة في برنامج (نور على الدرب) في الإذاعة، كما أن له مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى، جمع وطبع بعضها.
وهو من أهل الشماسية بالقصيم بالقرب من مدينة بريدة، يعود نسبه إلى الوداعين من قبيلة الدواسر. وتوفي والده وهو صغير، فتربى في أسرته، وتعلم القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد الشيخ: حمود بن سليمان التلال، الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم.
التحق بمدرسة الحكومة حين أفتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ، وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ، وتعين مدرسا في الابتدائي، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند أفتتاحه عام 1373 هـ، وتخرج فيه عام 1377 هـ، والتحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1381 هـ، ثم نال درجة الماجستير في الفقه، ثم درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضًا.

أعماله الوظيفية

أعماله الوظيفية
بعد تخرجه من كلية الشريعة عين مدرسا في المعهد العلمي بالرياض، ثم نُقل للتدريس في كلية الشريعة، ثم نُقل للتدريس في الدراسات العليا بكلية أصول الدين، ثم في المعهد العالي للقضاء، ثم عين مديرا للمعهد العالي للقضاء، ثم عاد للتدريس فيه بعد انتهاء مدة الإدارة، ثم نُقل عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث العلمية، ولا يزال على رأس العمل وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة.
أعماله الأخرى
عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة، وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج، إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وإمام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود في الملز، ويشارك في الإجابة في برنامج (نور على الدرب) في الإذاعة، كما أن له مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى، جمع وطبع بعضها، كما أنه يشرف على الكثير من الرسائل العلمية في درجتي الماجستير والدكتوراه، وتتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم الذين يرتادون مجالسه ودروسه العلمية المستمرة. ويعتبر الشيخ صالح - حفظه الله - من اعلم العلماء المعروفين حيث شهد له الشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن غديان - رحمهم الله - بكثرة العلم والفقه في دين الله.
تكفير تارك الصلاة ووجوب قتله
من بين الفتاوي المتشددة للشيخ صالح الفوزان والتي أحدثت جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية حينها وهي فتوى تكفير ووجوب قتل تارك الصلاة، فقد أتاحت تلك الفتوى للموظف قتل زميله في العمل إن لم يكن يصلي، وصدرت تلك الفتوى، بحسب تاريخ نشرها على يوتيوب في ديسمبر 2009، وكان يرد فيها الشيخ الفوزان على سؤال حول طريقة التعامل مع الموظف مع زميله في العمل الذي لا يصلي.
وجاء رد الشيخ : "الذي لا يصلي ليس بمسلم لقوله صلى الله عليه وسم بين العبد والكفر ترك الصلاة.. والأدلة من الكتاب والسنة على كفر تارك الصلاة كثيرة"، وتابع في معرض ردة حول الواجب فعله ضد تارك الصلاة: "يجب عزله بل يجب قتله أن لم يتب إلى الله ويحافظ على الصلاة.. فهو يستتاب وأن لم يتب وأصر على ترك الصلاة فإنه يقتل" .. ويضيف: "من الأصل توظيف هذا الشخص خطأ؛ لأنه لا يوجد تولية الكفار أمور المسلمين لأنه سيكون قدوة لغيره".
وفتحت الفتاوى القديمة المتجددة الباب مرة أخرى حول الفتاوى المتشددة التي تجيز القتل في حالات مختلفة وتترك الباب مفتوحا دون تحديد من يجب أن يقوم بهذا الدور .. وتركت بعض الفتاوى ومنها فتوى الشيخ الفوزان الباب مفتوحا للاجتهاد ولم تشترط أن يكون تنفيذ الحد بيد ولي الأمر.
فيما أكد رئيس قسم الشريعة في جامعة الإحساء الشيخ الدكتور إبراهيم التنم أن مثل هذه الفتاوى التي تصنف في علم الشريعة ضمن باب (عظائم) الأمور "لا يجب أن تصدر من شخص واحد.. بل مجموعة علماء كبار".
وشدد في حديثة له مع "العربية.نت" على أن ولي الأمر ومن ينيبه الولي هو من ينفذ وليس أي شخص.. ويقول :"من المهم جدا في تلقي هذه القضية النظر فيها من جوانب متعددة وليس النظر بعين واحدة.. فلا يتكامل الحكم الشرعي الا من خلال تبين قيوده وانتفاء موانعه".. ويتابع:" من الأمور المهمة جدا.. الحكم بقتل تارك الصلاة.. فليس كل أحد يخوض فيها بل هي خاصة بولي الأمر ومن أنابه ولي الأمر من العلماء الكبار والقضاة.. فهم من يحكم على المسلم بكفره أو قتله وليس لعامة الناس.. وهم ينظرون لهذا الشخص بعينه هل عندما ترك الصلاة هل كان متعمدا أو غير متعمد وهل كان عقله معه أو لا".
ويشدد رئيس قسم الشريعة في جامعة الإحساء على حرمة دماء المسلم وعدم ترك الأمور مفتوحة للكل بل يجب ربطها بولي الأمر والقضاء، ويقول :"لو تركت هذه الأمور لعامة الناس لكان الأمر فوضى وكل يتعدى على الآخر مع أن الأصل في الدماء والأعراض العصمة ولا تستباح الا بأمر يقيني لا لبس فيه".. ويتابع بتوضيح أكثر: "ترك الصلاة من الأمور الكبيرة بين العلماء.. وهل تارك الصلاة كافر أم غير كافر وهل كفره لترك فرض متعمد أو لترك الصلاة بالكلية وهل يجب اعتقاد القلب في ترك الصلاة أم يدخل فيها المتهاون والمتكاسل.. ولا بد أن ينظر في الأمر مجموعة من العلماء حتى يصدرون فتوى واضحة وجلية ومتعلقة بكل الجوانب المستدل بها من الكتاب والسنة وواضحة من التعليلات والمقاصد المرعية والقواعد الأصولية والفقيه المتعلقة بالشريعة".
الداعية المعروف الشيخ
الداعية المعروف الشيخ سعد السهيمي
ومن جانبه يؤكد الداعية المعروف الشيخ سعد السهيمي على أن كل مفتٍ مسئول عن فتواه لأنه لم يصدرها الا من خلال علم ودليل شرعي، ولكنه يشدد على وجوب توضيح الفتوى وربطها بولي الأمر كي لا يكون الأمر شائكًا على الناس.
وقال في تصريحات صحفية: "يفتي العالم دائما بما يراه من خلال علمه .. والدولة حددت الأن من يفتي ومن لا يحق له الفتوى.. ولهذا كل عالم مسئول عن ما يفتي به.. وقد يكون لديه إجابات لأي شخص يستفسر عن هذه الفتوى لأنه لم يصدرها الا من خلال أدلة شرعية موثقة".. ويتابع :"قد تصدر فتاوى يراها الناس أنها مثيرة أو متشددة ولكن العالم يراها من منظور العلم الشرعي".
ويشدد السهيمي على أن دور العالم أن يحدد الفتوى على أن يكون تنفيذها في يد ولي الأمور والقضاة، موضحا :"استدل الشيخ صالح وغيره من العلماء في فتاويهم ضد تارك الصلاة بأدلة قرآنية ونبوية.. والشيخ عبدالعزيز بن باز يرى أن من يترك الصلاة تهاونًا هو كافر.. ولكن من ينفذ حد القتل هو ولي الأمر، وليس العالم".
ويتابع :"دائما نحب أن يحبب العلماء المسلمين في الصلاة.. ومثل هذه الفتاوى هي من باب التحفيز على إقامة الصلاة والتخويف بأن من يترك الصلاة كافر ومرتد.. ولكن أؤكد على أن من يقوم بذلك هو ولي الأمر وليس الشخص العادي".

بول وروث الإبل طاهر

بول وروث الإبل طاهر
ومن بين تلك الفتاوى التي يراها البعض فتاوى شاذة، وآراء منافية للعقل، رأي الشيخ صالح الفوزان في شرب بول الإبل والبعير، حيث دخل في سجال فقهى مع محمد آل الشيخ، فقد دعا عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان الكاتب محمد آل الشيخ إلى التراجع عن اعتراضه على التداوي ببول الإبل .حيث قال الفوزان في رده على سؤال نصه (محمد آل الشيخ مستعد للتراجع عن التشكيك في حديث بول الإبل حال رأي صالح الفوزان أنه مخطئ) وأوجزه في ست نقاط أنه لا يليق بمحمد آل الشيخ أن يتفوه بمثل هذا وهو حفيد الدعوة السلفية ونحن تلقينا عن آبائه وأجداده عقيدة التوحيد التي عليها سلف الأمة وأئمتها فكيف تشذ عنهم أنت. 
وأضاف الفوزان أن من عقيدة السلف احترام أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى (إِنْ هوَ إِلاَّ وَحْيٌ يوحَى).
 وشدد الفوزان أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدم عليها شيء لا العقل ولا الطب ولا قول المخالف من الفقهاء, مؤكدا أن أبوال الإبل طاهرة كلحومها لأن كل ما يؤكل لحمه فبوله وروثه ومنيه طاهر كما ذكر الفقهاء
 وأضاف في حديثه لآل الشيخ أنه بناء على ما ذكر فما قلته من الاعتراض على التداوي ببول الإبل وغيره من الأحاديث الصحيحة. خطأ يلزمك الرجوع عنه والرجوع إلى الحق فضيلة. مضيفا بأنه يرجو أن ترجع عن كل آرائك التي أخطأت فيها وجعلتك عرضة لسهام النقد. 
من جانبه قال آل الشيخ في رد على بيان فضيلة الشيخ صالح الفوزان وموجها خطابه له أنه على استعداد للتراجع عن أقواله إذا كان ما قلته إتباعا لبعض جهابذة الفقهاء إلحاداً وزندقة والعياذ بالله.
وأضاف آل الشيخ أنه يريد أن يجيب فضيلته عن تساؤله حول تخطئة الفقهاء الذين يقولون أن أبوال الإبل نجسة واعتباره من يرد التداوي بحديث بول الإبل (ملحد وزنديق ويرد على رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ولا يقبل قوله ويجب معاملته معاملة المرتد عن الإسلام) فهل في هذا تراجع عن هذا الوصف، مشيرا بأن الوصف قد ينطبق على بعض العلماء كالسرسخي وهو من فقهاء المذهب الحنفي وشيخ الأزهر، أو أي فقيه يقول بعدم حجية حديث التداوي ببول الإبل .
وذكر آل الشيخ أن من فقهاء السلف من تحفظ على صحة متون بعض أحاديث البخاري ومسلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين والألباني رحمهما الله.

"داعش" في نظر "الفوزان"

داعش في نظر الفوزان
رغم الآراء والفتاوى المتشددة في أحيان كثيرة للشيخ صالح الفوزان إلا أنه رفض فكرة الخلافة الداعشية وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للدولة الإسلامية في العراق والشام كما يدعي الأخير؛ حيث جاء رده على سؤال "هل من كلمة في تحذير المسلمين من خطر داعش ؟ وحث الناس للابتعاد عن التعاطف معهم؟ فأجاب: "كل الجماعات الضالة والمنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة يجب التحذير منهم !، ويجب تعليم الناس منهج أهل السنة والجماعة؛ لأن بعض الناس ما يعرف منهج أهل السنة والجماعة، لذلك يظن أن كل الناس على حق!، ولا يفرق بين المبتدع وبين السني، لازم الإنسان يتعلم ويسأل عن منهج أهل السنة والجماعة، فيتمسك به ويسير عليه .
وعلى كل حال لزوم جماعة المسلمين وإمام المسلمين خصوصاً عند الفتن ! هذا أمر واجب، لزوم الجماعة والسمع والطاعة لولي الأمر هذا هو الطريق الصحيح وطريق النجاة، النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا ذكر الفتن، قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قال: فإن لم يكن لهم جماعة ؟ قال: (تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك).
فلا تدخل مع أهل البدع وأهل الضلال وأهل الانحراف، لا تدخل معهم أبداً، وتجنبهم، وكن مع إمام المسلمين، وجماعة المسلمين، وإذا لم يوجد - لا حول ولا قوة إلا بالله - للمسلمين جماعة ولا إمام فاعتزل الفرق كلها !، تبقى وحدك على السنة. نعم".

موقف "الفوزان" من جماعة الإخوان

موقف الفوزان من جماعة
لنبين موقف الشيخ صالح الفوزان من جماعة الإخوان في مصر وتنظيمها الدولي نكتفي بعرض بيان له نشر على موقعه الرسمي في 19 أبريل 2012 يقول فيه " بيان من الشيخ الفوزان لبقية السلف عن مقولته في
"الإخوان المسلمون"
(إنهم من أهل السنة) وإنها كانت سبق لسان فيقول:
" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه رأيي في الإخوان المسلمين أنهم حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة ولا يفرقون في أتباعهم بين السني والبدعي . وما جاء في الكلام الشفهي المسجل عني فهو سبق لسان لا يغير من رأيي فيهم شيئا".
وبهذه الكلمات البسيطة والدقيقة يخرج صالح الفوزان جماعة الإخوان من أهل السنة والجماعة ويعتبرهم ضمن خوارج هذا العصر.
موقفه من عمل المرأة
كبقية دعاة السلفية الوهابية في المملكة وخارجها يقف الشيخ صالح الفوزان موقف متشدد من عمل المرأة، فقد تناول هذا الموضوع في أكثر من مكان ونستدل على موقفه هذا ولنعرض وجهة نظره كاملة نضمن مقالتنا تلك بمقال منشور على موقعه الشخصي يقول فيه: "عمل المرأة وعمل الرجل"
 لقد خلق الله سبحانه الذكر والأنثى من بني آدم ومن جميع الأجناس وهدى كل نوع إلى عمله المناسب لتكوينه وأخلاقه ليكون عمله نافعاً ومنتجاً كما قال تعالى على لسان موسى وهارون عليهما السلام لما سألهما فرعون: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 49-50]، أي ربنا الذي خلق جميع المخلوقات وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به {ثُمَّ هَدَى}: كل مخلوق إلى ما خلق له.
فكل مخلوق يسعى لما خلق له من المنافع وفي دفع المضار عنه، ومن ذلك بنو آدم للرجال تكوين جسمي خاص وأخلاق رجالية خاصة وللنساء تكوين جسمي خاص وأخلاق نسائية خاصة، ومتى تنكر أحد الجنسين عن عمله الخاص به وعن أخلاقه الخاصة به تعطل نظام الكون واختلت المصالح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال"، وذلك لمعاكسة الدين والفطرة وتعريض المجتمع إلى تعطل المصالح وحصول المفاسد.
وفي أيامنا هذه كثر الخوض في عمل المرأة وكأن الإسلام أهمل المرأة ولم يجعل لها عملاً في المجتمع ولهذا قالوا: نصف المجتمع معطل ويجب أن نسألهم أي عمل للمرأة تريدون.
أتريدونها تعمل عمل الرجل فهذا يترتب عليه الخلل من ناحيتين الناحية:
الأولى: أن الرجل سيبقى معطلًا إذا سحب منه عمله.
الناحية الثانية: أن المرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل فيبقى المجتمع معطلاً كله أو مشلولاً.
إن المجتمع مكون من الأسر والبيوت، وكل أسرة تقوم في الأساس على رجل وامرأة، المرأة تعمل داخل البيت في الحمل والولادة والرضاعة وتربية الأولاد والقيام بشئون البيت. وهذا عمل لا يستطيعه الرجال ولهذا سيضطرون إلى استئجار العاملات والخادمات ولن يستطعن مهما كثر عددهن القيام به مع ما يحملن من ثقافة أو ديانة تخل بتوجه الأولاد. أو يرمي بالأطفال في دور الحضانة التي لا تحمل حنان الأبوين على الطفل وليس لها هم إلا استثمار الموقف مما قد ينشئ الطفل على التنكر لأبويه اللذين لا يهمهم إلا إيداعه في هذه الدور تخلصاً منه.
ومعلوم ما تتحمله المرأة في العمل خارج بيتها من المتاعب والأخطار ومعلوم نقص عملها في هذا الميدان عن عمل الرجل مما لا يفي بحاجة المجتمع.
ومعلوم أيضًا أن عملها خارج بيتها سيكون على حساب عمل الرجل مما أبقى كثيراً من الشباب المؤهلين لا عمل لهم فأصبحوا يشكون من البطالة وأصبحت المرأة لا هي التي قامت بعملها المنتج داخل البيت ولا هي التي حققت عملاً تاماً خارج البيت فأصبحت كالغراب الذي ترك مشيته ليمشي مشي الحجلة فلم يستطع مشي الحجلة ولم يبق على مشيته الأصلية، إننا ندعوكم يا دعاة عمل المرأة أن تتعقلوا في هذا الشأن ولا تأخذكم العاطفة الجياشة تأثراُ بدعايات الغربيين الذين يحاولون أن تزلوا بمجتمعكم عن هدي الكتاب والسنة في شأن المرأة قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا بعدي: كتاب الله وسنتي"، ولكم في فتأتي مدين أعظم عبرة حيث لم تستطع الفتاتان مغالبة الرجال على الماء لتسقيا ما شيتهما حتى جاء موسى عليه السلام برجولته فسقى لهما.
ثم اقترحت إحداهما على والدها استئجاره للقيام بهذا العمل.
فللرجل دور في المجتمع لا يؤديه غيره. وللمرأة دور لا يؤديه غيرها فإذا قام كل منهما بدوره تم بناء المجتمع.
ختاماً: أطلب منكم يا معشر الكتاب والكاتبات في شأن المرأة التفكير الجاد المثمر وترك الاندفاع وراء العواطف الجياشة- التي وراءها ما وراءها.
وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح للجميع وصلى الله على نبينا محمد.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في 1432/7/2هـ
هذا رأيه كاملًا دون أدنى تدخل من كاتب هذا المقال.

موقف "الفوزان" من الآخر الديني

موقف الفوزان من الآخر
لأن الآخر الديني في نظر الوهابية وعلمائها كفار فقد حرم الفوزان كغيره من دعاة الوهابية والسلفية تهنئتهم بأعيادهم والتعامل معهم ومشاركتهم الحياة العامة والعيش بينهم هذا ما تضمنه مقال صالح الفوزان المنشور على موقعه الرسمي والذي يقول فيه: "حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ومناسباتهم الدينية".
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد كثر الكلام حول حكم تهنئة المسلم للكفار بأعيادهم الدينية، وأرى من الواجب بيان الحق الذي يظهر لي في ذلك فأقول:
لا تجوز تهنئة الكفار بأعيادهم لما في ذلك من المحاذير الكثيرة ومنها:
أولًا: أن هذا فيه نوع موالاة لهم وقد نهينا عن موالاتهم في أدلة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، [سورة المائدة: 15]، ومن الموالاة لهم تهنئتهم؛ لأنها تنبئ عن محبتهم ومحبة دينهم؛ لأن الذي لا تحبه لا تهنيه، وقد قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [سورة المجادلة: 23]، فإذا نهينا عن محبة الأقارب المحأدين لله ورسوله فكيف بغيرهم.
ثانيًا: أن هذا فيه رضى بأعيادهم وإقرار لهم عليها وتشجيع لهم، وكل واحد من هذه الأمور كافٍ في تحريم تهنئتهم فكيف إذا اجتمعت في تهنئتهم.
والجواب عن شبه المجيزين
1-  وأما من يقول إن المسلم يضطر إلى تهنئتهم إذا كان مقيمًا بينهم أو يتعلم منهم فنقول:
أولًا: لا تجوز إقامة المسلم بين أظهر الكفار إلا لحاجة مباحة وتنتهي الإقامة بينهم بانتهاء الحاجة مع تمسكه بدينه.
ثانيًا: هم لا يجبرونه على ذلك ولا يكرهونه حتى يقال إن هذا من باب الضرورة ودفع الإكراه والمسلم يعتز بدينه ولا يجامل فيه بل يقول: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [سورة الكافرون:6].
2-  وأما من يقول كما أنهم يهنئوننا بأعيادنا فنحن نهنئهم بأعيادهم من باب رد الجميل. فنقول إن أعيادنا حق وأعيادهم لا سيما البدعية باطلة فلا نقرهم عليها ولا نهنئهم بها.
3-  وأما الاستدلال بقوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} [سورة الممتحنة:8]، على جواز تهنئتهم بأعيادهم فنقول هذا استدلال في غير محله؛ لأن الآية تعني بر هؤلاء والإحسان إليهم في الأمور المباحة، وتهنئتهم بأعيادهم ليست مباحة فلا نبرهم بها.
4-  وأما قول: إن هذا من باب الدعوة إلى الله، فنقول: الدعوة إلى الله لا تكون فيما نهينا عنه من موالاتهم بل تكون بما شرعه الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه".

أهم مؤلفاته

أهم مؤلفاته
تبلغ مؤلفات الشيخ صالح قريبًا من 31 مؤلفًا. ومن أشهرها:
1- الملخص الفقهي .
2- التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية، في المواريث.
3- الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد.
4- شرح العقيدة الواسطية.
5- عقيدة التوحيد.
وغيرها كثير علاوة على العديد من الكتب والبحوث والرسائل العلمية منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو في طريقه للطبع.
وفاته
وتوفي الشيخ صالح الفوزان يوم الاثنين الموافق 15 / 12 / 1436هـ.

شارك