"اتهامات أردوغان" و"تقرير تشيكلوت" وأصداء انتخاب عون" في الصحف الأجنبية
الخميس 03/نوفمبر/2016 - 09:10 م
طباعة
ركزت الصحف الأجنبية على اتهامات الرئيس التركى للحكومة الألمانية بايواء الارهابيين، على خلفية منح الاقامة لعدد من انصار فتح الله جولن الخصم الأوحد لأردوغان، مع الاشارة إلى انتقاد الصحف البريطانية حول تقرير تشيكلوت بشأن حرب العراق، مع الاهتمام بتداعيات انتخاب الرئيس اللبنانى ميشال عون وتأثير ذلك على استقرار البلد الذى عانى من ويلات الحرب الأهلية.
المانيا والارهاب
اتهامات اردوغان
من جانبها رصدت صحيفة حريت ديلى نيوز أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم ألمانيا بأنها أصبحت ملاذا للإرهابيين و"سيحاكمها التاريخ" واتهمها بعدم تسليم أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في شهر يوليو الماضي، مشيرا إلى أن ألمانيا تؤوي منذ فترة طويلة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود مطالبا بحكم ذاتي للأكراد كما تؤوي يساريين من جبهة حزب التحرير الشعبي الثورية اليسارية التي نفذت هجمات مسلحة في تركيا.
قال أردوغان في احتفال بقصره في أنقرة "ليس لدينا أي توقعات من ألمانيا لكن التاريخ سيحاكمها على التحريض على الإرهاب، ألمانيا أصبحت ملاذا آمنا مهما للإرهابيين، نحن قلقون من أن تكون ألمانيا التي حمت حزب العمال الكردستاني وجبهة حزب التحرير الشعبي الثورية على مدى سنوات الساحة الخلفية لمنظمة جولن الإرهابية".
ويري محللون أن اتهامات أردوغان لبرلين جاءت بعد يوم واحد من إعراب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقها على حرية الصحافة في تركيا بعد قيام أنقرة باعتقال رئيس تحرير صحيفة جمهوريت المعارضة وعدد من العاملين فيها، كما أنه لم يرد أي تعليق رسمي ألماني على هذه الاتهامات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
كانت الداخلية الألمانية أعلنت إن 35 مواطنا تركيا لديهم جوازات سفر دبلوماسية تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا بعد محاولة انقلاب فاشلة في يوليو تلتها حملة واسعة لتعقب من يشتبه في أنهم مؤيدون للانقلاب، وحسب متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن هذه الإحصائية مأخوذة من رد رسمي للحكومة في برلين على طلب من النائب في حزب الخضر المعارض أوزكان موتلو حول هذه القضية.
أضاف المتحدث أن هؤلاء الأشخاص، الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية، تقدموا بطلبات لجوء لهم ولأفراد أسرهم إلى المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء (BAMF).
تقرير تشيكلوت
تقرير تشيكلوت
من جانبها رصدت صحيفة ديلي تجراف تداعيات تقرير تشيكلوت بشأن العراق، وفى تقرير بعنوان "تشيلكوت يقول : بلير،الملك الشمس، قادنا الى الحرب"، أشارت إلى أن تشيلكوت يقول بلير كان أشبه بلويس الرابع عشر"، في اشارة إلى الملك الفرنسي المستبد في القرن السابع عشر صاحب المقولة الشهيرة "أنا الدولة والدولة أنا" والذي كان يلقب نفسه بالملك الشمس ويرى أنه ممثل الإله في الأرض.
أوضحت الصحيفة أن صاحب التقرير الرسمي عن حرب العراق أشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير تصرف "مثل شبيه في القرن الواحد والعشرين للويس الرابع عشر" في إشارة الى هيمنته على السلطة، موضحة أن بلير أضر بالثقة بالسياسة بتخطيه "حقائق القضية" في فترة الاستعداد لحرب العراق، ومضى دون أن يتحداه أحد لأن لديه "هيمنة سايكولوجية على مجلس الوزراء"، بحسب تشيلكوت.
اعتبرت الصحيفة أن تشيلكوت قال للنواب إن إصلاح الضرر الذي تسببت به أفعال رئيس الوزراء الأسبق سيحتاج إلى سنوات طويلةن مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش تلقى ملاحظة ارسلها بلير يؤكد فيها: "سأكون معك مهما يكن" كنوع "من الالتزام غير المشروط" بالذهاب إلى الحرب.
واعتبرت الجارديان أيضا أن تشيلكوت أكد أن مجلس الوزراء لم يطلع على هذه الملاحظة، ولم يعلم بها سوى جونثان باول، كبير موظفي داوننغ ستريت وديفيد مانينغ، سفير بريطانيا في الولايات المتحدة، "وقد حاول كلاهما اقناعه بعدم استخدام هذا النمط من الكلمات، لكنه لم يفعل".
شددت على أن اسلوب "حكومة الأريكة" (sofa government) في اشارة الى إتخاذ القرارات بطريقة غير رسمية، حيث لم يكن الوزراء يستشارون في قرارات مهمة، قد وصل إلى ذروته في عهد بلير.
اعتبرت أن تشيلكوت شدد على أن بلير "بالغ في تقييم" قدرته على التأثير على صناعة القرار الأمريكي بشأن العراق. ففي سبتمبر عام 2002 تمكن بلير من اقناع بوش بالذهاب إلى الأمم المتحدة وطلب الدعم للعمل العسكري، لكن بحلول نهاية العام بات واضحا أن "الجدول الزمني للعمل العسكري(الذي جرى في مارس 2003 قد سيطر على العملية الدبلوماسية".
وتضيف الصحيفة أن السير تشيلكوت في اجابته على سؤال من يتحمل المسؤولية الأكبر عن كارثة العراق، أشار إلى بلير وسترو ووزير الدفاع جيفري هون وأن بلير وسترو هما الأكثر خبرة وبالتالي الأكثر عرضة لتحمل الخطأ، موضحة أن راض عن الاستقبال والتفاعل الجماهيري الايجابي مع تقريره، لاسيما قبوله من قبل العائلات الثكلى لـ 179 عسكريا الذين قتلوا في العراق بين عام 2003 وعام 2009.
انتخاب عون
ما بعد انتخاب عون
فى حين ركزت الفايننشال تايمز على أصداء انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان بعد فراغ رئاسي استمر لأكثر من سنتين، موضحة أن لبنان أعاد عقارب ساعته الى الوراء الأحد في إشارة إلى بدء التوقيت الشتوي لكنه الاثنين عاد 27 عاما إلى الوراء بعد تمكن البرلمان اللبناني أخيرا من انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء فترة فراغ المنصب التي استمرت 29 شهرا.
أعتبرت الصحيفة أن ذلك عودة إلى توترات الحرب الأهلية اللبنانية في الفترة من 1975 الى 1990، عبر استعادة أحد "أبطالها المتقلبين".، مشيرة إلى أن عون، البالغ من العمر 81 عاما والذي يرأس اكبر حزب مسيحي لبناني ويلقبه اتباعه بالجنرال، انتخب بأغلبية 83 صوتا من 127 من أعضاء البرلمان اللبناني في جلسة سادتها الفوضى، مشيرا الى سخرية بعض النواب فيها، إذ أعطى أحدهم صوته لزوربا اليوناني وآخر لنجمة إغراء لبنانية تتشبه بكيم كارداشيان.
والقت الصحيفة الضوء على الصراعات الإقليمية، لاسيما بين السعودية وإيران واثرها في لبنان، مع التركيز على سيرة عون ويخلص إلى أنه شخصية مثيرة للخلاف، وان هذا الانتخاب الرئاسي في لبنان الذي نجا من التدمير الذي يكتسح المنطقة، لا يبدو أنه ينبئ بمستقبل مشرق.