دويتشه فيله: ألمانيا تبحث عن وسيلة للتخلص من نسخ "ترجمة متشددة" للقرآن
الثلاثاء 03/يناير/2017 - 06:38 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الثلاثاء 3/1/2017
صادرت السلطات الألمانية آلاف النسخ من نسخ القرآن المترجمة إلى الألمانية بحجة أن ترجمتها تبنت نهجا متطرفاً ومتشدداً يحث على الكراهية والعنف، لكن السلطات الآن أمام معضلة التخلص من هذه النسخ بطريقة ملائمة.
على مدار عام 2016، قامت السلطات في عشر ولايات ألمانية بمداهمات لمئات المقرات التابعة لجمعية "الدين الحق" السلفية، ومصادرة عشرات الآلاف من نسخ من القرآن ترجمت إلى الألمانية بطريقة تقول السلطات إنها متشددة وأصولية. هذه النسخ المترجمة كانت توزع ضمن حملة عُرفت برفع شعار "إقرأ". ووفقا لتقارير وسائل الإعلام يوم الجمعة المنصرمة فإن الحكومة الألمانية حائرة الآن في كيفية التخلص من تلك النسخ. وقد يكون الخيار الوحيد هو دفنها كلها في الصحراء.
في مستودع واحد فقط في ضاحية بولهايم في مدينة كولونيا، أفاد موقع قناة "دبليو دى ار" (WDR) الألمانية، ومقرها كولونيا، أنه تم العثور على نحو 22 ألف نسخة من الترجمات المثيرة للجدل ملفوفة في بلاستيك، كتب عليها باللغة الألمانية كلمة "إقرأ". وقد تم حظر تلك النسخ من التداول بتهمة "نشر رسائل كراهية وأيديولوجيات معادية للدستور"، على حد تعبير وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، الذي كان قد أكد في وقت سابق أنه تم اكتشاف ترجمة تتضمن تفسيراً صارماً ومتشددا للقرآن والشريعة الإسلامية.
وإلى جانب مصادرة تلك النسخ من القرآن تم حظر حملة توزيعها، تم أيضا حظر جمعية "الدين الحق"، المتبنية لحملة التوزيع، بتهمة الترويج للكراهية.
ويشتبه بأن جماعة "الدين الحق" شجعت حوالي 140 شخصا على الالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا أو في العراق، من خلال الإشادة باعتداءات التنظيم، كما أوضح للصحافة حينها وزير الداخلية الألماني.
لكن مصادرة عشرات الآلاف من تلك النسخ من القرآن وضع السلطات الألمانية أمام معضلة التصرف بها وكيفية التخلص منها بشكل سليم يحافظ على قدسية الكتاب لدى المسلمين ولا يثير مشاعرهم.
ووفقا لتقرير لقناة "دبليو دى ار" قامت حكومة ولاية شمال الراين- وستفاليا بالاتصال بقيادات إسلامية وخبراء في الدراسات الإسلامية لمعرفة الطريقة الأنسب للتخلص من تلك النسخ، لكن بحيث لا يكون من بينها الحرق أو الفرم، أو إعادة تدوير الورق.
الطريقة التقليدية للتخلص من نسخ القرآن القديمة أو الممزقة يكون بلفها في قطعة من القماش، ودفنها في مكان طاهر لا يصله شيء من الأذى وفي مأمن من أن تدوسه الأقدام. ويرى بعض العلماء أنه يمكن وضعه في المياه المتدفقة أو حرقه، عندما يكون الدفن مستحيلا. والخيار الأول بمثابة معضلة لوجستية وبيئية بالنسبة لألمانيا في حين يستحضر الخيار الثاني (الحرق) دلالات تاريخية بغيضة في ألمانيا، حيث كانت ألمانيا قد شهدت عمليات حرق للكتب في فترة العهد النازي.
ووفقا لتقرير قناة "دبليو دى ار" (WDR)، فإن السلطات تدرس فعلا خيار دفن كل نسخ مصاحف حملة "إقرأ" في الصحراء باعتباره أفضل وسيلة للتخلص من الترجمة التي تحرض على الكراهية الدينية وفي الوقت نفسه الحفاظ على قدر مناسب من الاحترام لقدسية النص بالنسبة للمسلمين.
لكن متحدثة باسم وزارة الداخلية الاتحادية قالت لقناة "دبليو دى ار" إنه لم يتخذ بعد أي قرار بشأن هذه النسخ، مشيرة إلى أنها لا تزال محفوظة في المخازن في أماكن مختلفة في ألمانيا.
دويتشه فيله: الجيش التركي: مقتل 18 عنصرا من "داعش" في اشتباكات بسوريا
أعلن الجيش التركي اليوم الثلاثاء مقتل 18 عنصراً من تنظيم "داعش" وإصابة 37 آخرين معظمهم بإصابات خطيرة. كما كشف عن هجمات أخرى ضد التنظيم نفذتها طائرات روسية وأمريكية.
ووقع ذلك أثناء اشتباكات يوم أمس الاثنين (الثاني من يناير 2017) بين التنظيم الجهادي وفصائل "الجيش السوري الحر" المدعوم من أنقرة بالقرب من مدينة الباب، شمالي سوريا.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن بيان صدر عن رئاسة الأركان التركية أنه تمّ، أيضا، في إطار العمليات قصف 150 هدفا تابعا لداعش في المنطقة؛ بالمدفعية التركية ما أسفر عن تدمير العديد منها.
ولفت البيان إلى أن المقاتلات التركية بدورها قصفت أربعة أهداف للتنظيم الجهادي في مدينة الباب وبلدة بزاعة (شمالي سوريا)؛ ما أدى إلى تدميرها. فيما استهدفت طائرات روسية المتشددين في منطقة دير قاق الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غربي مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصره.
دير شبيجل: إلقاء القبض على طالب لجوء بتهمة تمويل الارهاب
أعلنت الشرطة الألمانية القبض على طالب لجوء سوري بتهمة تمويل الإرهاب. وقالت شرطة ولاية زارلاند جنوب غرب ألمانيا امس إن المتهم بتمويل الإرهاب والبالغ من العمر 38 عاما محتجز منذ أمس الأول السبت وإن هناك اشتباها قويا بشأن تخطيطه للقيام بعمل إرهابي.
ولم تتطرق الشرطة لمزيد من التفاصيل، لكن حسب معلومات النيابة العامة في الولاية فإن ثمة شبهات قوية بأن طالب اللجوء السوري، أجرى في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي اتصالا مع وسيط في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وطلب منه مبلغ 180 ألف يورو. وحسب النيابة العامة، فإن المشتبه به كان ينوي الإعداد لعمل إرهابي بهذا المبلغ.
وأثناء التحقيق معه، اعترف طالب اللجوء بأنه أجرى اتصالا مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنه نفى وجود أية نية لديه للقيام بعمل إرهابي، بحسب النيابة العامة في زاربروكن. كما لم تفض التحقيقات معه حتى الآن إلى أنه جهز متفجرات أو أن لديه سيارات لاستخدامها في عمل إرهابي.
دويتشه فيله: تنظيم "داعش" يعلن مسؤوليته عن اعتداء إسطنبول
تشتبه السلطات التركية بأن المسلح الذي قتل 39 شخصا عندما فتح النار في ملهى ليلي ليلة رأس السنة في إسطنبول مرتبط بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وما قد يؤكد ذلك إعلان التنظيم الجهادي نفسه مسؤوليته عن الهجوم.
وقبل إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجوم قالت صحيفة حرييت التركية اليوم الاثنين (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2017) إن المهاجم الذي لا يزال فارا، على علاقة بالجهاديين وإنه من قرغيزستان أو أوزبكستان. وأضافت الصحيفة أن المحققين يرجحون ارتطابه بالخلية التي نفذت الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت 47 قتيلا في مطار إسطنبول في حزيران/ يونيو الماضي ونسبت حينها إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقالت الصحيفة إن أجهزة الشرطة والاستخبارات تلقت معلومات حول مخاطر شنّ تنظيم "داعش" اعتداء ليل رأس السنة في عدة مدن تركية. ونفذت عدة عمليات توقيف وتفتيش طيلة كانون الأول/ ديسمبر لتفادي وقوع مثل هذا الهجوم. وفي مقال آخر في الصحيفة، كتب المعلق عبد القادر شلوي أن تركيا تلقت تحذيرا من أجهزة الاستخبارات الأميركية في 30 كانون الأول / ديسمبر حول هجوم إرهابي في أنقرة أو إسطنبول ليلة رأس السنة. وتابع المقال أن التحذير لم يحدد مكان الهجوم.
ولم تكشف السلطات التركية بعد هوية منفذ الاعتداء في ملهى رينا الشهير والذي نفذ بعد ساعة فقط على حلول العام الجديد. وتواصل تركيا عملية بحث مكثف للقبض على المشتبه به والذي فرّ بعد أن غير ملابسه على ما يبدو. ويأتي الاعتداء بينما تواصل القوات التركية منذ أربعة أشهر عملية عسكرية في شمال سوريا ضد جهاديي التنظيم والمقاتلين الأكراد. وكانت أنقرة وإسطنبول ومدن تركية كبرى أخرى، قد شهدت سلسلة من الاعتداءات في العام 2016 نسبتها السلطات إلى المتمردين الأكراد أو تنظيم "الدولة الإسلامية" وأوقعت المئات من الضحايا.
دويتشه فيله: رئيس مؤتمر ميونيخ يشكك في قدرة روسيا على إحلال السلام في سوريا
شكك رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، فولفغانغ إيشنغر، في جدوى الهدنة التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا معتبرا أن موسكو "غير قادرة" على إحلال السلام في سوريا.
وقال إيشنغر: "باستطاعتنا أن نهنئ بوتين على أنه حقق ما يريد على المستوى القصير ولكني لا أرى على المدى البعيد أن روسيا تستطيع فرض سلام دائم في سوريا وحولها".
وأضاف إيشنغر في تصريح لمؤسسة SWR الإعلامية في ألمانيا اليوم الثلاثاء (الثالث من يناير/ كانون ثان 2017) إنه "ربما كان ما يحدث هنا هو نجاح تكتيكي على المدى القصير للسياسة الخارجية الروسية السورية...لكن علينا بالطبع أن نعلم أن الأغلبية الكبيرة من الشعب السوري لا تقف وراء (الرئيس بشار) الأسد".
وأوضح الخبير الأمني الألماني أن أغلبية السوريين من المسلمين السنة وأن أغلبية المسلمين في العالم العربي من السنة "وآخر ما يريدونه هو أن تفرض روسيا نفسها كحامية للديكتاتور (بشار) الأسد".
ورأى إيشنغر أن روسيا أثقلت كاهلها بمشكلة ستنهكها وقال إنه لا يحسد السياسة الخارجية الروسية على ذلك.
ويأتي ذلك غداة إعلان فصائل المعارضة السورية مساء الاثنين تجميد كل المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة مع النظام السوري في مدينة أستانا في كازاخستان، وذلك ردا على "الخروقات الكبيرة" من جانب النظام لاتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وذكرت الفصائل المعارضة في بيان أن "إحداث النظام وحلفائه لأي تغييرات في السيطرة على الأرض هو إخلال ببند جوهري في الاتفاق ويعتبر الاتفاق بحكم المنتهي ما لم يحدث إعادة الأمور إلى وضعها قبل توقيع الاتفاق" الذي بدأ تنفيذه يوم الجمعة.
وحققت قوات النظام السوري تقدما ميدانيا في منطقة وادي بردى، خزان المياه الرئيسي لدمشق، في تصعيد اعتبرته الفصائل المقاتلة خرقا للهدنة الهشة التي تخلل يومها الرابع مقتل أربعة مدنيين، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق
دي تسايت: الجيش الأمريكي يعترف بمقتل 188 مدنيا في غاراته على "داعش"
قال الجيش الأمريكي في بيان امس إن 188 مدنيا على الأقل لقوا حتفهم في الغارات التي قادتها الولايات المتحدة ضد أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا منذ بدء العملية عام 2014.
وقالت قوة المهام المشتركة في التقييم الشهري للضحايا المدنيين من عمليات التحالف الأمريكي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" إنها لا تزال تتحرى خمسة تقارير بسقوط قتلى دون قصد في أربع غارات العام الماضي وغارة واحدة في 2015.
ويقل العدد كثيرا في التقرير العسكري الشامل عن بيانات مؤسسات خارجية ومنها مؤسسة "إير وورز" التي تراقب القتلى المدنيين نتيجة الغارات الجوية الدولية في المنطقة. وقالت المؤسسة إن 2100 مدني قتلوا في العراق وسوريا منذ بدء حملة التحالف. وأبدى مسؤولون عسكريون أمريكيون أسفهم لسقوط الضحايا.
وتقول بيانات الجيش الأمريكي إن الولايات لمتحدة وشركاءها في التحالف شنوا أكثر من 17 ألف غارة جوية ضد مواقع التنظيم حتى يوم 30 ديسمبر منها 10738 في العراق و6267 ضربة في سوريا.
دي فيلت: الحرب على داعش في العراق حماية لفرنسا من الإرهاب
اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الذي يقوم بزيارة لبغداد اليوم الاثنين (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2017)، على أن محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق "تساهم في حماية بلادنا من الإرهاب" في 2017 متوقعا أن يكون هذا العام "عام الانتصار على الإرهاب".
وفي سبتمبر 2014، مباشرة بعد سقوط الموصل بأيدي التنظيم الجهادي، كان أولاند السبّاق إلى زيارة بغداد وإعلان دعم عسكري كبير من فرنسا للقوات العراقية في مواجهة الجهاديين.
وبعد عامين من بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، والتي تشارك فيها فرنسا بقوة، يعتبر الرئيس الفرنسي الوحيد بين زعماء الدول الأوروبية الأساسيين الذي يزور
العراق؛ كما أن بلاده هي الدولة الثانية من حيث حجم المساهمة في التحالف الدولي.
ومنذ بدء مشاركتها في أيلول/سبتمبر 2014، قامت بأكثر من 5700 طلعة جوية وألف ضربة ودمرت أكثر من 1700 هدف في العراق وسوريا.
وتدارك أولاند في كلمته أن "النصر" لا معنى له إذا لم ترافقه "إعادة إعمار" في العراق حيث تواصل القوات العسكرية عمليتها لاستعادة السيطرة على الأراضي التي استولى عليها الجهاديون في 2014.
الإندبندنت: داعش تعلن الحرب
يقول سينغوبتا كاتب المقال إن هناك شبكة من المنشقين العاملين في الحكومة التركية أصبحوا على اهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات وسط تجاهل من حكومة الرئيس ر جب طيب إردوغان.
ويبرر سينغوبتا استنتاجه بأن الجيش التركي يقوم بالفعل بعمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا ويتكبد خسائر كبيرة أحدث هذه الخسائر هو فقدان 16 جنديا من الجيش التركي في عملية عسكرية قرب مدينة الباب.
ويوضح سينغوبتا أن الصراع الدموي بين الطرفين على جانبي الحدود التركية السورية صعد إلى قمة الأحداث الجارية مرة اخرى بعد الغارات التي شنتها المقاتلات التركية في سوريا وهو الأمر الذي يأتي ضمن تصعيد من الجانبين حيث يتدفق عشرات المقاتلين التابعين للتنظيم إلى الجانب التركي من الحدود كما تم ضبط شحنات من الأسلحة قبل إدخالها إلى الأراضي التركية.
ويقول سينغوبتا إن منشقين عن تنظيم الدولة الإسلامية قد اخبروا الصحيفة أن قيادة التنظيم تدافع عن مدينة الموصل بكل شراسة كونها عاصمة الأمر الواقع للتنظيم مع مدينة الرقة في سوريا وأن القيادة العامة للتنظيم توجه المقاتلين إلى تنفيذ أكبر عدد ممكن من التفجيرات والهجمات في الخارج.
وينقل سينغوبتا عن أبو معتصم أحد المنشقين عن التنظيم في تركيا وصفه لتزايد الكراهية بين عناصر وقيادات التنظيم تجاه تركيا مؤخرا باعتبارها "دولة إسلامية قام رؤساؤها بالتنكر للإسلام والانقلاب عليه".
فايننشيال تايمز: فشل الجهود الغربية فى احتواء روسيا
إن عودة روسيا إلى المشهد العالمى- ليس فقط باعتبارها خصمًا للغرب بل أيضًا لكونها دولة تهدف إلى التأثير فى التطورات الداخلية فى المجتمعات الغربية - خلقت تحديًا ثقافيًا وبعدًا جيوبولوتيكا جديدًا.
إن المزاعم القائلة بتدخل موسكو فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ترجح هشاشة الغرب فى مواجهة القوة الروسية، حقيقية كانت أو متخيلة. وعلى الرغم من كون روسيا الآن أكثر ضعفًا من الاتحاد السوفيتى إلا أن لديها اليوم قدرة أكبر على إحداث تأثير أقوى كثيرًا، مما كانت الأمبراطورية الشيوعية تستطيع فعله.
هذا فى الوقت الذى تقف فيه النقاشات الغربية حول احتواء أو إشراك روسيا عاجزة تمامًا.
إن هذا الموقف ليس له أية سابقة تاريخية. فقد فشلت روسيا فى تحويل نفسها إلى قوة ليبرالية، وبشكل أكثر سخرية فإن الليبراليين الروس لعبوا دورًا- وذلك بتأييدهم لحكم الرجل الأوحد- وفى تحمل تبعات الحفاظ على نظام السلطة الجديدة المتمثلة فى شخص واحد.
وظل هذا النظام باقيًا عندما استطاع إغراق الشيوعية واتباع المعايير الليبرالية وتزييف الشراكة مع الغرب ثم بعد ذلك الاعتراض عليها. إننا أمام دولة أعطت نفسها جرعة من الإدرينالين ليس فقط لمقاتلة خصومها ( حتى الآن) لكن بتقويض نفسها من الداخل.
إن انهيار الاتحاد السوفيتى ترك الغرب من دون أى منافس أيديولوجى، مما مهَد الطريق للشعور بالرضا. ومع مرور الوقت وانطماس الحدود الفاصلة بين المفاهيم الأساسية - وبين السيادة والتدخل فى شئون الآخرين، بين سيادة القانون والفوضى، بين الديمقراطية والحكم الفردى- وجدت الأنظمة المنغلقة بيئة جديدة مناسبة لميولها.
هذا ويتطلب الاحتواء وضوحًا أيديولوجيًّا، لكن الغموض الذى ساد العالم فى مرحلة ما بعد الحرب الباردة جعل الاستراتيجيات غير ذات علاقة. فكيف تحتوى خصمًا يمسك بشعاراتك الليبرالية ليستخدمها ضدك؟ وكيف لك أن تردع خصمًا أوجد شبكات قوية مؤيدة له داخل المجتمعات الغربية؟ وكيف تعيق خصمًا يستخدم الطاقة النووية ليقوم بابتزازك؟
إن مثل هذه الدولة التى اندمجت فى التجارة العالمية والأنظمة الأمنية لايمكن أن يتم ردعها بنجاح. إن عزل دولة نووية يُعتبر قضية أكثر خطورة. إلى جانب ذلك فإن احتواء روسيا أصبح أكثر إشكالية حينما بدأت موسكو هجومها الناعم على الغرب. ومرارًا وتكرارًا ذكر الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" قوله:" نحن لا نريد أى مواجهة مع أحد. إننا فى حاجة إلى أصدقاء."
إن الإصرار الدائم من الكرملين بات طريقًا لإرغام الغرب على الانخراط فى شروط موسكو.
إنها تتفهم اليوم أن السلوك المتسلط سلوك انهزامى، لذلك تبنت سياسات تكتيكية صممت لتفتيت العالم الحر.
وإلى جانب هذا فإن مشاعر النفور من الغرب فى روسيا بدأت تتوارى : فهناك 71% من الشعب الروسى اليوم يقولون: "إنهم يرغبون فى تطبيع علاقتهم مع الغرب. وستكون النتيجة المحتملة هى محاولة الكرملين لإيجاد توازن جديد بين الوقوف مع الغرب والوقوف ضد السياسات الغربية.
إن النداءات التى تطالب فى الغرب باستيعاب روسيا استمدت تأييدها فقط من الاتجاهات المناهضة للحداثة والمضادة لليبرالية هناك. وحتى الصيغة التى تأخذ المسار الثنائى باتباع منهج الاحتواء وكذا مسار الانخراط فى وقت واحد لن تفلح أيضًا. فلن تستطيع عملية الاحتواء إيجاد الثقة المطلوبة للحوار، بل ستؤدى لنتائج عكسية تمامًا.
إن التعويذة الجديدة "لعلاقات تتجاوز السياسات" (والتى من المتوقع أن تنال تأييد الرئيس الأمريكى المنتخب "دونالد ترامب") لن تعطى أملًا محددًا أيضًا. إن موسكو مستعدة لمساومة جديدة كبيرة وقامت بتوضيح مطالبها. إنها لا تحتاج فقط لمؤتمر يالطا جديد ولكنها تحتاج أيضًا لتصديق من جانب الغرب على حق روسيا فى تفسير القواعد العالمية كما تراها مناسبة لها ولبناء نظام قائم على أساس توازن المصالح والقوى.
ولكن كيف لأى توازن بين طرفين أن يصمد بينما هناك عدم تناسق فى القوى الاقتصادية والعسكرية الممثلة لهذه الأطراف للتوصل إلى صفقة بهذا الوضوح. يشكل حجم الناتج المحلى فى روسيا 2,1 فى المئة من الناتج العالمى، بينما تُعدّ ميزانية الناتو للإنفاق العسكرى أعلى كثيرًا عن نظيرتها الروسية. صحيح أنه يمكن للكرملين أن يملأ هذه الفجوة بقراءة لكيفية استخدام الابتزاز وتقنيات القوة الناعمة. ولكن ما الذى يمكن للغرب أن يحصل عليه فى المقابل؟
هذا ويرفض النظام الروسى فكرة تقديم تنازلات للحضارة المعادية. وإذا أردنا أن يتخلى الكرملين عن عقليته الجامدة والتى تعتمد على رؤية الغرب باعتباره عدوًّا، فيتعين تغذية هذه العقلية بتوضيحات مقنعة بأن الغرب لديه شكوك فى القوة والتأثير الروسيين. ولكن هل الغرب مستعد لإعلان استسلامه؟
إننا نقف أمام بداية لعهد جديد ينبغى علينا فيه أن نعيد تقييم العديد من البديهيات لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، ولن يكون الغرب قادرًا على الانتظار حتى يقرر ماذا يفعل بشأن الآليات المؤيدة للأنظمة ضيقة الأفق، مثل النظام الروسي، والتى رسخت نفسها فى مجتمعاتها الخاصة، وحتى تكون أقل ترددًا فى دفاعها عن المعايير الديمقراطية الليبرالية.
وعلى أية حال فإن الفرص أمام هذا التغيير تعد محبطة. فلم تبدِ الصفوة السياسية فى كل من روسيا والغرب علامة على معرفتها بكيفية إدارة العلاقات المناوئة لبعضها البعض فى ظل نظام العولمة.