الفايننشيال تايمز: صدام بين دول الخليج بسبب اتهام أمير قطر بدعم الإسلاميين
الخميس 01/يونيو/2017 - 05:55 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الخميس 1/6/2017
وقع صدام بين ثلاث من دول الخليج بعد عدة أيام من ظهورها وكأنها مُتحدة عند لقائها بالرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، بينما هناك توترات كامنة تحت السطح؛ بسبب العلاقات مع الإسلاميين فى المنطقة.
واشتكت قطر من أن وكالة الأنباء القطرية التابعة للدولة كان قد تم اختراقها فى محاولة عابثة لتشويه صورة أمير قطر باعتباره داعمًا للجماعات الإسلامية.
وعلى الرغم من التوسلات القطرية، فإن وسائل الإعلام فى كلٍ من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة استمرت فى الإشارة إلى التعليقات المُفترض صدورها من الشيخ "تميم بن حمد آل ثانى" أمير قطر.
وذكر بيان رسمى قطرى أن "قطر اندهشت بسبب موقف بعض المنابر الإعلامية والقنوات التليفزيونية التى استمرت فى نشر والتعليق على بيانات مُغرضة على الرغم من أنهم كانوا قد أنكروها".
ووفقًا لما جاء فى التقرير المتنازع عليه، فإن الشيخ "تميم" قد افترض أنه ربما تكون فترة الإدارة الأمريكية للرئيس "ترامب" قصيرة الأمد؛ بسبب المشكلات الداخلية، وتساؤله عن السبب في تزايد التوتر مع طهران، ودفاعه عن "حماس"،و"حزب الله"، و"الإخوان المسلمين".
وصرح "عبدالخالق عبدالله"، وهو مُعلق إماراتى قائلاً: "هذا موضوع خطير يأتى فى وقت سيء،وسوف يكون هناك رد فعل عنيف كبير ضد قطر".
ومع زيادة حِدة الشِجار بينهم، حجبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة موقع قناة "الجزيرة" على الإنترنت، وهى القناة الإخبارية القطرية، بينما تم تحجيم الدخول على القناة التلفازية فى الإمارات.
ولطالما توترت العلاقات بين قطر وجارتيها: السعوية والإمارات،اللتين تريان أن قطر قريبة جدًا من الحركات الإسلامية بالشكل الذى يهدد الاستقرار فى المنطقة، وبشكلٍ خاص قريبة من"الإخوان المسلمين"، وكذلك لطالما كانت محل ارتيابٍ بسبب قناة "الجزيرة".
وفى الأسبوع الثانى من شهر مايو، ذكر متحدث قطرى أن الدولة كانت مُعرضة لـ"حجب منظم" لوسائل إعلامها من قِبل المنظمات المضادة لقطر ،والتى زعمت أن قطر تغض الطرف عن الإرهاب"، وأضاف قائلاً: "إن هذا خطأ كبير وصريح".
بيد أن صحيفة "الأنباء العربية"، التى تتخذ من جدة مقرًا لها، والتى تعكس الفكر الرسمى السعودى، كانت قد استبعدت الشكاوى القطرية بشأن كون التعليقات المنسوبة للأمير مختلقة، مضيفةً أن الملاحظات قد أثارت غضبًا.
وذكرت الصحيفة أن التعليقات جاءت مواكبةً للانتقاد الذى توجهه وسائل الإعلام المدعومة من قطر من أمثال "الجزيرة" لكل من الإمارات،والبحرين، والمملكة العربية السعودية.
وتتعارض المشاعر المنسوبة للشيخ "تميم" مع الترحيب الزائد الذى أبدته السعودية تجاه "ترامب" فى الأسبوع المنصرم فى القمة التى حضرها أكثر من 50 من قادة الدول الإسلامية، والتشدد الخطابى ضد إيران من قِبل الرئيس الأمريكى ومضيفيه السعوديين.
وقال "ترامب" يوم الأحد الموافق 21-5 إنه "حتى إذا كان النظام الإيرانى يرغب فى أن يكون مشاركًا فى صنع السلام، فإن كل الشعوب ذات الضمير ينبغى أن تعمل معًا لعزل إيران".
وتُعتبر قطر فى تعارض مع الدول العربية الأخرى بشأن جماعة "الإخوان المسلمين"، التى اعتبرتها كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر جماعةً إرهابية.
وفى عام 2014، سحبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة ؛اعتراضًا على الدعم القطرى لجماعة "الإخوان المسلمين"، التى تشكل تهديدًا قائمًا للأسر الحاكمة فى الخليج.
وزاد المسئولون الأمريكيون بشكل كبير من انتقادهم لقطر- التى تستضيف القواعد العسكرية الأمريكية، التى تتخذ من قطر مقرًا لها- معربين عن عميق قلقهم بشأن الادعاءات حول تمويل قطر للجماعات الإسلامية المتطرفة فى سوريا. وكانت قطر- بالتعاون مع تركيا- قد دعمت "الإخوان المسلمين" أثناء الثورات العربية فى عام 2011.
وقال "روبرت جيتس"، وزير الدفاع الأمريكى السابق، إن الولايات المتحدة ينبغى أن تطالب الدوحة بأن تكون أكثر صرامةً بشأن إغلاق مصادر تمويل الإرهاب ،وإلا ستخاطر بالتعرض لتخفيض الوجود العسكرى الأمريكى فى الدولة.
دير شبيجل: قصف روسي لمواقع لـ"داعش" بسوريا
أعلانت وزارة الدفاع الروسية تعلنقصف مواقع لتنظيم داعش في سوريا بأربعة صواريخ كروز، وأطلقت هذه الصواريخ من الفرقاطة "أميرال إيسين" والغواصة "كراسنودار" اللتان نشرتا مؤخرا في شرق المتوسط. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن بيان للوزارة أن القطعتين اللتين جرى نشرهما مؤخرا في شرق البحر المتوسط أطلقتا الصواريخ، وتمت إصابة جميع الأهداف. ووفقا لبيان الوزارة فإن الغواصة أطلقت الصواريخ من تحت الماء. وأوضحت أن الهجوم "استهدف مخابئ للإرهابيين شرق تدمر، حيث انتقل مسلحون بأسلحتهم الثقيلة من الرقة". وأضافت الوزارة أنه تم إبلاغ القيادات الأمريكية والتركية والإسرائيلية بإطلاق الصواريخ.
الإيكونوميست:القواعد التي يجب العمل بها لتفادي تكرار تفجيرات "مانشستر"
يميل الإرهابيون- فى الغالب- إلى استهداف الأبرياء. ولايمكن أن يكون أحد أكثر براءةً من طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، تُدعى "صوفى روسوس" . فهى واحدة من بين الأطفال والمراهقين الذين تجمهروا لمشاهدة المُطربة " أريانا جراندى" أمريكية المولد، وهى تحيى حفلاً غنائيًا يوم الإثنين الموافق 22 مايو الجارى بمدينة مانشستر البريطانية. فبعد انتهاء العرض الغنائى، قام انتحارى بتفجير عبوة ناسفة محشوة بالمسامير؛مما أسفر عن إصابة ما يربو عن 60 شخصًا ،ومصرع 22 آخرين من بينهم "صوفى."
وكما ينطبق على المذابح التى وقعت بالمدارس فى مدينة "بسلان" الروسية عام 2004، وفى "بيشاور" الباكستانية عام 2014، كان المُستهدف هم المدنيون الذين يمثلون هدفًا سهلاً – مثل الآباء والأجدادوالأعمام والعمات- وقد نجح الإرهابيون فى ذلك.
وبالنسبة لبريطانيا، التى تمكنت من تفادى وقوع تفجيرات مماثلة منذ وقوع هجمات لندن عام 2005، جاء هذا التفجير كدليلٍ على مدى صعوبة تلافى وقوع كل المحاولات التفجيرية فى كل مرة. أما بالنسبة للعالم، الذى يعانى من هجماتٍ إرهابية لاتنقطع، فإن التفجير يثير تساؤلات حول كيفية منع الأشخاص الذين لديهم نية القتل من تنفيذ مؤامراتهم.
والباعث الذى وراء القاتل، ويُدعى "سلمان عبيدى"، وهو بريطانى من أصل ليبى، ويبلغ من العمر 22 عامًا، قد يظل مجهولًا. فيرى البعض أن المطربة"أريانا جراندى" كامرأة ذات شخصية قوية ومتحررة جنسيًا- وتُعد قدوة للبنات المراهقات- تمثل كل شىء يبغضه الجهاديون. وفى الوقت الذى يعانى فيه تنظيم "داعش" من هزائم فى معاقله بسوريا والعراق، ويصارع فى ليبيا فى خِضم حربٍ أهلية وعمليات قمع، ربما يُعد تفجير مانشستر نوعًا من استعراض القوة.
ولعل هناك احتمالاً ثالثًا، فقد أعلن تنظيم"داعش" أنه يرغب فى شحذ هِمم المسلمين المتعاطفين معه ليخرجوا من المنطقة الرمادية، التى لا تمثل اقتناعًا كاملاً بمبدأ "دولة الخلافة"، التى أعلن "داعش" عن قيامها قبل بضع سنوات فى سوريا والعراق؛ لأنهم لا يزالون يشعرون بالانتماء للأوطان التى يحملون جنسيتها ويعيشون فيها.
ولو كان هذا صحيحًان لأمكن لـ"داعش" استخدام القوة المُفرطة لإثارة الحكومات لتقوم بعمليات قمعية صارمة مما يغذى مشاعر الشك الحاد لدى المسلمين. وقد يحاول تنظيم "داعش"- عن طريق الهجمات العديدة التى وقعت فى فرنسا على مدى العامين الأخيرين، والتفجير الرهيب هذا الأسبوع فى مانشستر- أن يطلق حملة مضادة للمسلمين تؤدى إلى اندفاع المتعاطفين معه للانضمام إلى صفوفه.
لكن ردود الأفعال التى شهدتها بريطانيا فى أعقاب هجوم مانشستر تُعد الأسلوب الأمثل لدرء خطة "داعش". فالطقوس التى جرت بعد الهجمة الإرهابية، وتشمل الوقفات الاحتجاجية، وباقات الزهور والشموع المضاءة، كلها تمنح الناس الفرصة للتعبير عن الحزن الجماعى فى مجتمعٍ علمانى. كما تمنح فرصة للمجتمعات الإسلامية للنأى بأنفسها- على رءوس الأشهاد- بعيدًا عن الجهاديين، وفرصة للقيادات المدنية الإسلامية أن تؤكد أن تهديد "داعش" لايمثل الإسلام على وجه العموم. وهذا-بدوره- يوجّه رسالةً للمسلمين وغير المسلمين بأنه الآن وأكثر من أى وقت مضى يتعين أن يتمسك الجميع بمبادئ التسامح. وهذا- بالضبط- ما لا يرغب "داعش" فى أن يسمعه.
ولكن إذا نجح "داعش" فى شن عمليات إرهابية أخرى فى بريطانيا، فقد لا يصمد هذا الإجماع، على غرار ما حدث فى فرنسا ،التى تخضع الآن لقانون الطوارئ. وحتى الآن يدعو بعض المعلقين إلى اعتقال المُشتبه فى كونهم إرهابيين،أو على الأقل وضعهم على قوائم إلكترونية كشخصياتٍ خطيرة. لكن قد يكون من الخطأ أن ننفذ هذه الإجراءات. فمعاقبة الأبرياء المشكوك فيهم دون اتهامات مؤكدة سيعزل المسلمين بشكل غير قانونى عن باقى شرائح المجتمع، وسيحظى "داعش" بتحقيق رسالته الرامية إلىتجنيد عناصر جديدة.
ويتعين أن نشير هنا إلى نجاح أجهزة الأمن البريطانية على مدى العشرين شهرًا الماضية فى إجهاض نحو 12 محاولة تفجير إرهابية. ولا تطالب هذه الأجهزة بمزيدٍ من الصلاحيات، وقد وضعت الحكومة البريطانية مُخصصات مالية لتوسيع دائرة الموظفين فى هذه الأجهزة. ولكن مع وقوع هذا الهجوم، كغيره من العمليات الإرهابية، كانت هناك أخطاء وأدلة مضللة. وعلى أجهزة الأمن أن تتعلم من الأخطاء.
ومهما كانت الخطوات الآتية، يتعين أن ينصب تركيزنا أيضًا على منع المتعاطفين مع تنظيم"داعش" من الانجذاب إلى صفوفه، وهذه مهمة "خطة المنع" (prevent scheme )، وهى خطة حكومية تهدف إلى منع التطرف بكافة أشكاله. وقد تم تنقية مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت من الدعاية التحريضية، واستُعيض عنها بدعاية مضادة للتحريض. ويجرى تدريب المُعلمين فى المؤسسات التعليمية على اكتشاف الجهاديين المحتملين.
ولكن (خطة المنع) ليست مضمونة بنسبة 100 % . فهناك انتقادات شديدة تُوجه لها باعتبارها غامضة وذات قبضة غليظة. ورغم ذلك ،نجحت "خطة المنع"فى خفض أعداد الشباب المتوجهين للشرق الأوسط للقتال فى صفوف "داعش" أو غيره من التنظيمات؛ لذا تحتاج خطة المنع الآن وأكثر من أى وقت مضى، عندما يقوم شخص آخر مسلم الديانة، وبريطانى الجنسية بتفجير داخل وطنه الأم،إلى أن تُجرى له المزيد من أعمال التنقية،والفرز، والتقوية، والتدعيم.
دويتشه فيله:دول البلقان..بؤرة ساخنة للتطرف الإسلاموي في أوروبا؟
تواجه المجتمعات المسلمة في دول البلقان معضلة تتفاقم يوماً بعد يوم: التطرف الإسلاموي. وقد عبرت الولايات المتحدة وألمانيا عن مخاوفهما من أن يجد التطرف موطئ قدم له في منطقة ما تزال في طور التعافي من تبعات الحرب الأهلية.
أفادت تصريحات رسمية لمسؤولين من البوسنة وألبانيا في اجتماع الأسبوع الماضي لـ"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في فيينا توقف ظاهرة انضمام جهاديين من البلقان لما يُسمى "الدولة الإسلامية" وباقي التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق. ويتراوح عدد الجهاديين من البلقان المنضمين لـ"داعش" بين ألف إلى عدة آلاف. غير أنه وبحسب التقديرات لم يغادر إلا عدد قليل جداً من المقاتلين البلقانيين إلى الشرق الأوسط خلال السنتين الأخيرتين.
ولكن وبالرغم من هذا النجاح، فإن الوجود القليل ولكنه الخطير للتطرف المحلي في البلقان مضافاً إليه الجهاديين العائدين من مناطق أخرى يشكلان صداعاً للعواصم الغربية وللخبراء. "ندر مغادرة أي متطرف لسوريا والعراق خلال السنتين الماضيتين" يقول فيدران دزيهيك الخبير بشؤون البلقان في "المعهد النمساوي للشؤون الدولية" في تصريح لـDW ويتابع "غير أن ما بقي هو ظاهرة وجود التطرف في البلقان نفسها. السلفيون والجهاديون والمتطرفون الإسلاميون موجدون في البلقان وبناهم التحتية سليمة. وهم الآن في طور التركيز على بلدان بعينها وعلى المنطقة ككل".
ويقدر دزيهيك بان 30 إلى 40 بالمئة من البوسنة وكوسوفو، الذين غادروا إلى سوريا والعراق إما قُتل أو بقي هناك. ويُعتقد أن ما يقارب 150 جهادياً عاد إلى البوسنة وأقل من 120 إلى كوسوفو. "مشكلة أولئك العائدين قائمة وقطعياً يشكلون تهديداً أمنياً"، حسب ما يرى الخبير في المعهد النمساوي.
تعي الولايات المتحدة أيضاً المشكلة. فقد قال نائب مساعد وزير الدفاع، هويت ياي، أمام جلسة استماع في واشنطن بأنه "ينبغي فعل المزيد. يتملك القلق حكومات البلقان من خطر الجهاديين العائدين من ساحات المعارك أو ممن يقعون في براثن التطرف في البلقان نفسها. وتخشى الحكومات من أن تشهد المنطقة موجة من العنف والتعصب والتطرف، وربما تتوسع باتجاه الغرب والشمال"، على حد تعبير هويت لـ"اللجنة الفرعية المختصة بالأخطار المحدقة بأوروبا وأوراسيا" في السابع عشر من أيار/مايو 2017.
وفي نفس اليوم، اعترفت الحكومة الألمانية خلال جلسة برلمانية في برلين بوجود مشكلة أخرى ربما تؤدي لتسريع عملية جر سكان البلقان إلى شباك التطرف: النفوذ المتزايد للسعودية ودول الخليج الأخرى. "المؤسسات الدعوية السعودية ناشطة في كوسوفو وتنشر هناك التفسير الوهابي للإسلام عن طريق الوعاظ والدعاة"، حسب بيان مكتوب للحكومة الألمانية.
دخلت السلفية الأصولية وغيرها من التفسيرات الراديكالية للإسلام إلى البلقان عن طريق الدعاة والمساجد المدعومة سعودياً وذلك خلال الحرب في البوسنة وكوسوفو في النصف الأول من تسعينات القرن العشرين. وقد ازداد نفوذها في العقد الأخير بتأثير من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في المنطقة ونقص الفرص خصوصاً بالنسبة للشباب. تبلغ نسبة البطالة في دول البلقان الست (ألبانيا وكوسوفو وصربيا ومقدونيا والبوسنة والجبل الأسود) أكثر من 50 بالمئة بين الشباب ولا يتعدى متوسط الدخل الشهري أكثر من 300 يورو.
يعتبر مسلمو البلقان من أكثر المجتمعات المسلمة اعتدالاً في العالم، وهذا يعني أن التفسيرات الراديكالية للإسلام تبقى غريبة عن معظم سكان المنطقة. ولكن يتم في الغالب ذكر أن دول البلقان، ذات الغالبية المسلمة ككوسوفو وألبانيا والبوسنة والهرسك، على أنها تربة خصبة للتعصب الديني والتطرف العنفي. كما أن الدول المجاورة، مقدونيا وصربيا والجبل الأسود، ليست ذات مناعة ضد ذلك الخطر.
في الكتاب المنشور مؤخراً، "بين الخلاص والإرهاب: ظاهرتا التطرف والمقاتلون الأجانب في غرب البلقان"، يقول مؤلفه فالدو أزنوفتش بأن التطرف جاء بشكل أساسي في سياق السلفية الميليشاوية". ويضيف الباحث: "من حيث الجوهر الهدف الأساسي للسلفية الميليشاوية في المنطقة هو اختطاف الهويات الاثنية للبوسنيين والألبان، والتي تميزت بتراث عمره قرون من التسامح، وادماج هذه الهويات في مجتمع عالمي مضلل: الأمة، والذي تنبع هويته من الدين".
قارن الخبير الأمريكي، المقيم في البلقان، غوردون بارودس، الوضع الحالي في دول البلقان بـ"ما جرى في سنوات جمهورية فايمر في ألمانيا في عشرينات وأول ثلاثينات القرن العشرين". ووجه التشابه، حسب الخبير هي الطبيعة الضعيفة للنظام الديمقراطي والاقتصاد الكاسد ونسبة عالية من تذمر السكان.
ربما يؤدي هذا التدهور الاجتماعي-الاقتصادي والفساد المتفشي والمخاطر الأمنية ومؤسسات الدولة الضعيفة إلى وقوع عدد أكبر من الناس في براثن الحركات المتطرفة. بيّد أن فيدران دزيهيك الخبير بشؤون البلقان في "المعهد النمساوي للشؤون الدولية" لا يعتقد بان الوضع الحالي في البلقان يشكل عامل قلق كبير، ولكنه يحذر من وجوب أخذ مؤشرات الخطر على محمل الجد. "من الواضح وجود الظاهرة. وستبقى تلك الظاهرة وتلاحق تطور دول البلقان في السنوات والعقود القادمة. ولكنه من الواضح أيضاً أن غرب البلقان لن يعود إلى ما كان عليه قبل تسعينات القرن العشرين". ويتبأ الخبير أيضاً بأن أي ازدياد للتطرف سيكون مرهوناً بالتنمية في دول المنطقة. ويختم قائلاً: "إذا استمرت المشاكل الامنية وعدم الاستقرار والصعوبات الاقتصادية بالتزايد، عندها ستتزايد ظاهرة التطرف".
دويتشه فيله:جون ماكين: بوتين يشكل تهديدا أكبر من تنظيم داعش
صرح عضو مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري جون ماكين في سيدني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل تهديدا أكبر من تنظيم "الدولة الإسلامية". وجاءت تصريحات ماكين ضمن حوار مع هيئة الإذاعة الأسترالية في سيدني.
رأى المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 2008، الذي يقوم بزيارة إلى استراليا إن التدخلات المفترضة لموسكو في انتخابات خارجية تشكل خطرا على الديمقراطية. وقال ماكين ليل الإثنين الثلاثاء للإذاعة الاسترالية (ايه.بي.سي) في سيدني "اعتقد انه (بوتين) أول وأكبر التهديدات، ويتقدم على تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف السناتور الجمهوري "اعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يفعل أشياء رهيبة (...) لكن الروس هم الذين يحاولون وحاولوا تقويض أسس الديمقراطية بحد ذاتها، وخصوصا تغيير نتيجة انتخابات أميركية". وتابع ماكين "ليس لدي أي دليل على أنهم نجحوا، لكنهم حاولوا وما زالوا يحاولون. لقد حاولوا للتو التأثير على نتائج الانتخابات الفرنسية". وأضاف "لذلك اعتبر فلاديمير بوتين الذي فكك أوكرانيا، الأمة ذات السيادة، ويضغط على البلطيق. اعتبر الروس أكبر تحد نواجهه".
وتأتي تصريحات ماكين أحد أشد المعارضين للرئيس دونالد ترامب داخل الحزب الجمهوري، بينما تهز البيت الأبيض معلومات تشير إلى أن صهر الرئيس دونالد ترامب سعى لإقامة قناة اتصال سرية مع الكرملين.
وقال ماكين "لا أحب ذلك. اعرف أن بعض المسؤولين في الإدارة يقولون (إنها إجراءات عادية)، لكنني لا اعتقد أنها إجراءات عادية قبل تنصيب رئيس الولايات المتحدة من قبل شخص لا يشغل أي منصب رسمي".
التايمز: قوات الحشد الشعبي تحرر آخر قرية للأقلية الإيزيدية
خصصت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا فيها وتحقيقا في صفحاتها الداخلية لاستعادة مقاتلي الحشد في العراق بعض مناطق الطائفة الإيزيدية من قبضة مسلحي تنظيم داعش. وتقول الصحيفة إن قوات الحشد الشعبي تشق طريقها إلى الحدود السورية بعد تحريرها آخر قرية للأقلية الإيزيدية من قبضة مسلحي التنظيم. بيد أنها تقول في تقريرها الذي كتبه مراسلاها في بيروت وبغداد إن الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تهيمن على قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش العراقي النظامية. وتضيف الصحيفة في تقريرها أن الجزء الأقوى من هذه القوات هو من يحظى بدعم إيران ويقوده أشخاص عاشوا سنوات في المنفى، وهم الآن يسيطرون على مساحة من الأرض في العراق ويهدفون إلى مد نفوذهم للوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط. ويأخذ التقرير عنوانه من العبارة الأخيرة "ميليشيات إيران تحرر الإيزيدين في اندفاعها نحو البحر الأبيض المتوسط". ويؤكد التقرير على أن "الانتصار الذي تحقق في الأيام الثلاثة الاخيرة تركز على قرية كوجو" التي سبق أن شهدت واحدة من اسوأ المجازر عند اجتياح مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لمناطق الإيزيدين في عام 2014. وينقل التقرير عن هادي العامري قائد قوات بدر قوله في كوجو "نهنئ اخوتنا الإيزيدين بمناسبة تحرير قراهم... لقد كان هذا مركز قيادة داعش، لقد تقهقروا من القيروان معتقدين أننا سنتوقف هنا". وتضيف الصحيفة أن العامري، الذي تصفه بأنه يعمل عن قرب مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قد اندفع برجاله إلى الحدود السورية القريبة، حيث شوهدوا يلتقطون صورا قرب منطقة أم الجريس وهم يتعانقون مهنئين بعضهم البعض. وتذكر الصحيفة بالفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية عند اجتياحه مناطق الإيزيدين قبل ثلاثة أعوام حيث قتل أكثر من 3000 رجل وصبي خلال أيام معدودة وسبي نحو 7 آلاف امرأة وفتاة ليبعن في سوق النخاسة. وتشدد على أن ثمة واجبا أخلاقيا على القوات التي تحرر الموصل والمناطق المحيطة بها في جلب مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة وتوفير كافة الظروف الملائمة لعودة الإيزيدين إلى بيوتهم. وترى افتتاحية الصحيفة أن سيطرة قوات تضم ميليشيات موالية لإيران على هذه المناطق يمثل (حسب تعبيرها) أول موطئ قدم لإيران في هذه الجبهة منذ غزو قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. وتضيف أنه في الجهة الأخرى من الحدود السورية ثمة سباق بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام في سوريا للوصول إلى هذه الحدود، وتتساءل هل سيفوز النظام السوري ويكمل قوس بمساحة نحو 500 ميل من المناطق الخاضعة للشيعة تمتد من إيران إلى لبنان، ليتحقق ما ظلت تحلم به طهران لزمن طويل في السيطرة على ممر أرضي يمتد إلى البحر الابيض المتوسط. وتقول الصحيفة إن هذا التغيير الجيوستراتيجي هو ما يسعى الرئيس الأمريكي لمنعه إذا كان جادا في تقليم أجنحة إيران بوصفها قوة إقليمية متنامية، مشددة على أن ترامب إذا كان يحتاج إلى تبرير أخلاقي فإن محنة الإيزيدين توفر ذلك. وتضيف أن الحشد الشعبي حض الإيزيدين على العودة إلى قراهم، لكن الجرائم التي ارتكبت ضدهم بحاجة إلى تحقيق دولي من المحكمة الجنائية الدولية. وترى الصحيفة أن ترامب إذا رمى بثقل أكبر إلى جانب قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة لمساعدتها في الوصول أولا الى كوجو من جهة الغرب فإنه يجازف بصدام مباشر مع القوات الروسية التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإذا لم يفعل ذلك فإنه سيترك مصير الإيزيدين للأسد وإيران، وهذا ما سيبقي المشكلة معلقة للمستقبل ولا يمثل وصفة لتحقيق العدالة، بنظر الصحيفة.