الجارديان: دول التعاون الخليجي تتجه نحو اقصاء قطر
الأربعاء 19/يوليو/2017 - 05:04 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الاربعاء 19/7/2017
دول الخليج أعطت أقوى تلميح حتى الآن بأنها تعتزم طرد قطر من مجلس التعاون الخليجى وذلك بعد كلمة وزير الخارجية الإماراتى أنور قرقاش التى حذر فيها الدوحة من انها لا يمكن أن تكون جزءا من منظمة إقليمية مكرسة لتعزيز الأمن المشترك والمصالح المتبادلة فى باعتبار انها تهدد الامن وتضر بمصالح تلك المنظمة
صحيفة الجارديان اشارت نقلا عن قرقاش قوله ان نتيجة الضغط الرباعى العربى على قطر كان وعدا للغرب بأنها ستراجع قائمة المتشددين الـ59 التى وضعها الإمارات للتأكد من صحتها.
واوضحت الصحيفة ان المطالب الخليجية الموجهة إلى قطر لا تختلف عن الشروط التى حددتها اتفاقية الرياض التى وقعت عليها الدوحة خاصة وان هذه الدولة متهمة منذ عام 1995 بانها تعمل على دعم التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالحها الضيقة
وتابعت الصحيفة القول ان هذه القضية لا ترتبط بمحاولة تحويل قطر إلى دولة تحت الوصاية.. وليست مرتبطة بحرية الصحافة.. وليست ناتجة عن وصول القيادة الجديدة إلى السلطة فى السعودية وامريكا.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات قرقاش من شأنها أن تتعارض مع زيارات وزيرى خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا الذين جاءا إلى الخليج فى محاولة للتوسط لحل الأزمة، وحذرا من أن أى مواجهة تهدد الاستقرار على المدى الطويل
واضافت الصحيفة ان الدول الداعية لمكافحة الارهاب الممول من قطر لا تسعى إلى تغيير نظام الدوحة وإنما سلوكها و إن مجلس التعاون الخليجى الذى تأسس فى 1981 ويضم كذلك السعودية وسلطنة عمان والبحرين والكويت فى حالة أزمة وان إخراج قطر من المجلس لا يخدم أهداف تلك المنظمة
الاندبندنت: الخطوط الجوية القطرية تواصل نزيف الخسائر المادية
واصل الاقتصاد القطرى نزيف الخسائر الفادحة بعد أكثر من 40 يومًا على الأزمة الممتدة بين نظام تميم بن حمد الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط، والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من الدوحة وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
صحيفة الاندبندنت في تقرير لها انه فى الوقت الذى تواصل فيه الدول العربية فرض حظرًا جويًا على الطيران القطرى، يواصل القطاع خسارة ملايين الدولارات بعد عزوف العديد من المسافرين حول العالم عن استخدام رحلات الخطوط الجوية القطرية.
واوضحت الصحيفة ان عدم إقدام المسئولين القطريين على إخطار الركاب بزيادة الموعد المخصص للرحلات الجوية بسبب الحظر يعد استهانة منهم بوقت المسافرين وان إغلاق المجال الجوى فى وجه الطيران القطرى أثر بشدة على حركة الطيران من وإلى قطر.
وذكرت الصحيفة ان المثير للعجب ان تجد طائرة خاوية فى الرحلة من لندن إلى الدوحة وهى الرحلة التى تطير عادة فى المجالين الجويين الأردنى والسعودى، ولكنها تُعَد حاليًا مناطق محظورة الطيران أمام قطر بعد المقاطعة كما ان صالات كبار الزوار خاوية ايضا وان المطار لم يتواجد به سوى عدد قليل من الموظفين.
واضافت الصحيفة انه رغم مرور ما يقرب من شهرين على إندلاع الأزمة بين قطر والدول العربية تواصل الدوحة تمسكها بدعم وتمويل الكيانات الإرهابية وإيواء تنظيمات متطرفة فى مقدمتها جماعة الإخوان وتنظيمى القاعدة وطالبان اضافة لتورطها فى تقديم أموال وأسلحة لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق وليبيا.
الإيكونوميست: عشرة أعوام "حماس ستان"
تصدم الروائح الكريهة الأنوف على بعد ميل ( 1600 متر). فعلى الطرف الجنوبى من مدينة غزة تحولت المياه البلورية للبحر الأبيض المتوسط إلى مستنقع شاسع لمياه الصرف الصحى الملىء بالفقاعات، وهى الفضلات الناجمة عن نصف مليون نسمة يسكنون المدينة ولا مكان آخر تصب فيه فضلاتهم.
وتسبب خلاف ثلاثى بين غزة والضفة الغربية وإسرائيل فى انقطاع شبه تام للتيار الكهربى على قطاع غزة. وكانت إحدى النتائج المروعة هى توقف محطات معالجة مياه الصرف فى غزة.
قد مضت عشر سنوات لسيطرة حركة حماس، حزب سياسى إسلامى ذو جناح عسكرى فتاك، على السلطة فى غزة. ففى يونيو 2007 أطاحت حماس بخصمها حركة فتح، الفصيل القومى الذى يدير منظمة التحرير الفلسطينية. وقبل عام استطاعت حماس الانتصار على فتح فى انتخابات جرت فى الأراضى التى تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967. وأدى الانقسام إلى سيطرة فتح على الحكم فى الضفة الغربية، بينما خضعت غزة لسيطرة حماس، وتآمر الفصيلان فى محاولة مكشوفة لكل منهما لإبراز أنه القوة المسيطرة على كل الأراضى الفلسطينية.
ولم يكن العقد التالى رحيمًا بقطاع غزة، وسكانه ولا بحكامه الجدد. فحماس تدير القطاع كدولة ذات حزب واحد يسيطر عليه الفساد والقمع، وصحافة تحت السيطرة الصارمة، وشعب مرعوب يضطر للصمت أو الالتفات حوله قبل التحدث عن الحكومة.
وربما تعانى غزة من أعلى معدلات البطالة فى العالم التى تصل إلى نحو 40% أو أكثر. وتصل النسبة إلى 66 % بين الشباب. وبالنسبة لسكان القطاع -البالغ تعدادهم مليونى نسمة تقريبًا، وبمعدلات دخل تصل إلى ألف دولار سنويًا للفرد- هناك القليل من الوظائف وقليل من الفرص فى القطاع. ونتيجة لنقص الطاقة وشُحِّ المواد الخام، علاوة على تأذى مصانع غزة القليلة من جراء ثلاث حروب دارت بين حماس وإسرائيل منذ عام 2007 ، أصبح تقريبًا كل شىء مستوردًا، عدا القليل من الأسماك والطماطم وبعض قطع الأثاث المصنوع من الخشب.
ومن المألوف رؤية عربات الكارو التى تجرها الحمير فى شوارع القطاع، لأن الوقود باهظ الثمن جدًا بالنسبة لمعظم السكان. أما أسواق القطاع والمراكز التجارية الجديدة فهى على غير المتوقع تمتلئ بالبضائع، لكن البضائع المستوردة كلها تقريبًا من إسرائيل عبر معبر "كرم أبو سالم" الحدودى والوحيد المفتوح الآن للتجارة. وهناك حظر على استيراد معظم المواد الخام (حيث تزعم إسرائيل أنه يمكن استخدامها فى صنع الصواريخ أو فى حفر أنفاق تحت الأرض)، لكن يمكنك شراء تليفون محمول حديث طراز (iPhone 7 ) أو شاشة تليفزيونية ضخمة ( flat screen ) لو كان لديك أموال ، ولكن ليس لدى الجميع هذه الإمكانية.
اعتاد السيد "سمير الجيلاح" إدارة شركة عامة للبضائع المزدهرة على الطرف الشرقى لمدينة غزة. وفى أغسطس 2014 وخلال عملية "الجرف الصامد "، وهى آخر الحروب التى شهدتها غزة، دمرت القذائف الإسرائيلية منزله، ومخازنه التى تحوى بضائع تساوى مليون دولار. وهو يقول " لم يستطع الناس التعرف على الأماكن التى كانت بها منازلهم، فكل شىء تمت تسويته بالأرض. ووجدنا أشلاء 17 جثة تحت الحطام." وقد استطاع الجيلاح إعادة بناء منزله، وكذلك تمت إعادة بناء نحو نصف عدد المنازل التى تهدمت أو تضررت بشدة من الحرب ووصل عددها إلى 200 ألف منزل. ولم يتلق أى تعويض عن تجارته المدمرة، وكان مضطرًا لدفع أقساط ربع سنوية مقدارها 1800 شيكل ( 510 دولارات) لمدة عام كامل ، ولم يتلق أى مساعدة من حكومة حماس ليعتاش منها.
ويقول الجيلاح إنه يعتمد على مدخراته التى تنفد بسرعة. ويقول جاره ويدعى أبو صابر الذى فقد أربعة من إخوته فى ليلة واحدة رهيبة، "لا يوجد أحد هنا لديه وظيفة، قبل ذلك كان هناك 120 ألف فلسطينى يذهبون إلى إسرائيل يوميًا للعمل. الآن لا يمكن لأحد الذهاب."
وبينما احتفلت حماس الشهرالماضى بالذكرى العاشرة لاعتلائها السلطة، لم يكن هناك سوى النزر اليسير الذى تحتفل به. هذا فى الوقت الذى أخذت فيه الحرب الباردة بين حماس وفتح فى التصعيد. وفى هذا يلقى معظم المحللين باللوم بشكل رئيس على الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والمقيم برام الله بالضفة الغربية. فيبدو أنه توصل إلى قناعة بأن أى إجراءات مضادة لحماس ستعطيه حظوة لدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كما قد تقوى من قبضته على أى محادثات سلام قد تطلقها واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويقوم عباس بتضييق الخناق على قطاع غزة. وتوقف عن دفع مرتبات موظفى الحكومة هناك، ( وكثيرون منهم فى رام الله يتلقون مرتباتهم رغم الانقسام) . وقام بتقليل كميات الأدوية، وألبان الأطفال وغيرها من السلع الضرورية التى ترسلها السلطة الفلسطينية إلى غزة، وقام أيضًا بخفض مدفوعاته المالية لإسرائيل حتى تقوم بإمداد القطاع بالكهرباء.
وفى منتصف شهر يونيو العام الجارى قررت إسرائيل خفض إمداداتها من الطاقة للقطاع بنسب متساوية، لذا تحصل معظم المنازل على ساعتين فقط من الكهرباء يوميًا بعد أن كانت أربع ساعات. وتتدهور الأحوال فى محطات معالجة مياه الصرف ومحطات تحلية ماء البحر والمستشفيات وشركات الاتصالات.
وتقوم المولدات بإنتاج الطاقة البديلة، لكنها تعتمد على الوقود الذى ترسله مصر، وتقوم السلطة الفلسطينية بالتوقف عن دفع مصاريف هذا الوقود. ونتج عن ذلك توقف محطة كهرباء غزة الوحيدة يوم 12 يوليو الجارى، وترفض السلطة الفلسطينية منح التصاريح لمعظم سكان غزة الذين بحاجة للسفر إلى الضفة الغربية أو لإسرائيل لتلقى مساعدة طبية؛ وقد لقى ثلاثة أطفال رضع حتفهم نتيجة لذلك، الشهر الفائت.
ويرى كثيرون أنه من الغباء أن تسمح إسرائيل لمحمود عباس وسلطته الفلسطينية بخنق غزة. ويقول " ناعوم تيبون" وهو جنرال متقاعد فى الجيش الإسرائيلى، " لقد قضيت سنوات مشغولاً بقتل الإرهابيين من حماس، لكن يتعين عليك أن تعطى الناس بعض الأمل. فعندما تضيق السبل بالناس سيضطرون للقيام بأى عمل انتقامى، ومن مصلحة إسرائيل أن تدعم اقتصاد غزة وعدم تقويضه. ويتعين علينا أن نمنح القطاع ميناء على البحر، ونمدهم بالطاقة والمياه ووظائف داخل إسرائيل."
لكن هذه الرؤية لا تشاركه فيها الحكومة الإسرائيلية، التى رفضت إشارات من حماس بالاتفاق على هدنة مدتها عشرة أعوام ، مقابل السماح للقطاع ببناء ميناء على البحر.
ولا تسيطر إسرائيل على المعابر الأرضية فقط، بل أيضًا على المياه البحرية خارج شواطئ غزة، حيث لا يوجد ميناء على الإطلاق. وحتى تتمكن غزة من بناء ميناء بحرى ربما يتعين عليها التخلى عن سلاحها بالكامل، وهو الأمر الذى لا ترضاه حماس بشكل قطعى.
والآن يخشى كثيرون العودة إلى الحرب مرة أخرى. والتهديد الأساسى لا يتأتى من حماس ولا من الميليشيات المسلحة الأخرى هناك وهى حركة الجهاد الإسلامى. لكن الخطر الأكبر يأتى من قبل الجماعات السلفية المتطرفة التى ترغب فى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، أملاً فى إشعال صراع لا يرغب قادة حماس الآن فى حدوثه، عالمين أن المزيد من الدمار لن يؤدى سوى إلى ازدياد أعداد الرافضين لحكومة حماس.
ويعزى لحماس -على ما يظن - اغتيال أو اعتقال نحو 300 شخص من السلفيين بعضهم مهندسون من العالمين بكيفية صناعة صواريخ بسيطة يمكن بسهولة إطلاقها وإصابة القرى الإسرائيلية وحتى تل أبيب التى تبعد 60 ميلاً ( نحو 96 كيلومترًا) فقط. ولكن يتبقى كثيرون غيرهم الذين تتأجج مشاعرهم فى الصيف القائظ وخصوصًا بدون كهرباء، قد يغريهم القيام بهذه التهورات ضد إسرائيل.
وقبل أى شىء، هناك آخرون، ومنهم عملاء سريون لإسرائيل، يخشون من أن يصبح قادة حماس أنفسهم أكثر تطرفًا مرة ثانية، وهو ما يؤكده الجناح العسكرى لحماس دائمًا. وفى شهر مايو العام الجارى أصدرت القيادة السياسية وثيقة رسمية بهدف تحديث ميثاق حماس التأسيسى غير القابل للتغيير، أشار إلى أن الحركة قد تقبل، ولو مؤقتًا، بقيام دولة فلسطينية على غير كل الأراضى الفلسطينية التى كانت قائمة قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. ولكن تصعيد المدعو " يحيى السنوار" فى شهر فبراير العام الجارى ليكون الشخصية الثانية فى القيادة السياسية لحماس، بعد أن كان قائدًا عسكريًا سابقًا، يكشف أن السياسيين المعتدلين بدأوا يفقدون نفوذهم لصالح الجناح العسكرى. ويقول أحد المصادر المخابراتية " إنهم يستعدون للحرب مرة أخرى، لاشك فى هذا. فالقادة العسكريون يشعرون بالإحباط تجاه القادة السياسيين."
لكنّ هناك آخرين لديهم تفاؤل بأن هناك بوادر تشير إلى وجود اتجاهات تصالحية بين حماس وفتح مع انتشار شائعات بأن غزة سوف تعود تحت إمرة محمد دحلان قائد فتح فى غزة قبل الانقسام الفلسطينى. فى هذه الأثناء يستمر صيف غزة كريه الرائحة فى الانحدار نحو المزيد من الاشمئزاز.
صحيفة "الباييس" : تركيا بعد عام من الانقلاب
منذ عام واحد وتحديدًا فى ليلة الـ15 من يوليو الماضي، عانت تركيا من محاولة انقلاب عسكرى. كانت المحاولة الخامسة فى تاريخ انقلابات البلاد ولكنها كانت أول محاولة تفشل. كان مشهدًا صادمًا حيث فقد 249 شخصًا حياتهم وتعرض البرلمان وبعض المبانى الحكومية الأخرى للقصف. وكان فى الإمكان أن تؤدى مقاومة المؤسسات والشعب لمحاولة الانقلابيين إلى تعزيز الديمقراطية ووحدة البلاد. ولكن سار الأمر على خلاف ذلك.
لقد حان وقت التقييم. تقييم ليس فقط ما حدث تلك الليلة، بل تقييم كيف هى تركيا الآن بعد مرور عام. الخلاصة الأولى هى ظهور كثير من التساؤلات التى يتعين حلها. فالحكومة التركية تتهم رجل الدين عبدالله كولن، الحليف السابق لأردوغان والمقيم منذ العام 1999 فى الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه مهندس الانقلاب وتتهم أتباعه بأنهم الذراع التنفيذى له. وهو الاتهام الذى ينفونه بوضوح. وفى ظل انتشار نظريات المؤامرة ومع غياب رواية واحدة مقبولة لما حدث، فإن ذلك لا يساعد على التئام الجراح.
لم تكن محاولة الانقلاب وحدها محاولة مريرة، بل أيضًا الإجراءات المتخذة منذ ذلك الحين. فهناك عشرات الآلاف قابعون فى السجون وفقد 150 ألفًا وظائفهم. وأغلقت صحف ومدارس وجامعات. وبدأ التطهير بمحيط كولن ولكن الدائرة اتسعت. وكان الفصل الأخير هو اعتقال العديد من الناشطين فى مجال حقوق الإنسان ومن بينهم المسئول عن منظمة العفو الدولية بتركيا، وتدنت سمعة البلاد. ويحضرنى الآن محادثة أجريتها فى إسطنبول بعد أربعة أيام من محاولة الانقلاب مع شخص مقرب من الحكومة وكان يحاول طمأنتى وأكد لى أن عملية التطهير ستكون سريعة ومركزة وعادلة. واليوم ماذا سيقول لى؟
لقد أسهمت هذه الإجراءات فى تعميق استقطاب المجتمع التركى، وهذا ليس بالأمر الجديد. فقبل الـ15 من يوليو، كان المجتمع لايزال منقسمًا بين محب وكاره للرئيس أردوغان، بين من يريدون تعزيز سلطاته وبين من يخافون من الانجراف نحو الاستبداد. ولكن الانقسام زاد، كما عاينَّا ذلك فى الاستفتاء الدستورى فى الـ16 من أبريل من هذا العام. ولكن الجديد ظهور تيار ينقده داخل حزبه نفسه، بل وبدأ يفقد التأييد فى المناطق الحضرية.
يذكرنا هذا العام أيضًا كيف كان المجتمع التركى حيوي ومقاوم. قام الانقلاب ولكنه أيضًا أراد الحفاظ على الديمقراطية ودولة القانون. وخير دليل على ذلك نجاح مسيرة من أجل الحرية قادها زعيم المعارضة، كمال كليتشيدار أوغلو.
وهنا تظهر لنا إحدى أهم النقاط أهمية فى هذا التقييم: وهى أن الرئيس أردوغان أصبح أكثر قوة منه قبل عام ولكنه يعى أيضًا أنه صار أكثر عرضة للخطر. في ليلة الـ15 من يوليو، توجهت سرية صوب الفندق الذى كان يقيم فيه هو وعائلته. من يدرى ماذا كان سيحدث إذا اعتقل أو قتل. وبسبب عمليات التطهير، زاد أعداؤه. والاستفتاء الدستورى لم يكن بلسمًا تمامًا. ولم يكن بالانتصار المدوى الذى كان ينتظره. فبات يشعر بالتهديد ورغم أنه محاط بالأوفياء ولكنه لا يثق ثقة تامة فى أحد ويتصرف بمنتهى الحزم. ويمكن أن يتم تفسير أى إيماءة له على أنها علامة ضعف.
وحتى الآن، فإن الدورة الجيدة للاقتصاد كانت سببًا رئيسًا فى تعزيز قوة أردوغان وحزبه. والكثير لا يعطونه أصواتهم من منطلق أيديولوجى، بل لأنهم يرونه دافعًا للاقتصاد ومحركًا للمشروعات العامة، وبذلك فهو يخلق مزيدًا من فرص العمل. وعقب الانقلاب الفاشل، كان هناك تخوف من تدنى معدلات الاستهلاك وابتعاد المستثمرين. وعلى العكس، تجاوز الاقتصاد التركى الأزمة وتعرض الحكومة فى هذه الأيام بكل فخر أرقام النمو والحركة الجيدة لبورصة إسطنبول.
ولكن إذا كان هناك تأثير لما حدث فسيكون فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. فقد أضرت محاولة الانقلاب بالعلاقات بين تركيا وشركائها فى الغرب. فمن ناحية، لأن أردوغان لم يشعر أن حلفاءه وقفوا بجانبه بشكل كاف. ومن ناحية أخرى لأنهم يرون أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة التركية غير مناسبة، بل حتى إنها جاءت فى الاتجاه المعاكس. وعلى الرغم من ذلك فقد تم تفادى أن يحدث تصادم بين القطارات حتى الآن.
إن تقييم ما حدث ينطوى على تقييم ما فعلوه بشكل خاطئ ومحاولة تصويبه نحو الأفضل. وفى أنقرة، على المرء أن يتساءل لماذا يتم النظر إلى هزيمة الانقلابيين على أنها انتصار لأرودغان بدلًا من اعتبارها انتصارًا للديمقراطية التركية.
ديلي تليجراف ترصد معاناة أطفال المقاتلين الأجانب في صفوف داعش
صحيفة الديلي تلجراف تنشر تقريراً يحكي قصة الطفلة أمنية التي انتشلت من تحت الركام في مدينة الموصل العراقية. وبحسب الصحيفة فإن "الطفلة لا تتعدى السنوات الثلاث، وقد أنقذت من المدينة القديمة في الموصل، وكانت عالقة تحت الركام هناك لعدة أيام قبل إنقاذها من قبل فرق الإغاثة العراقية بعدما سمعوا صوت بكائها". ولدى سؤال الطفلة عن والديها، أجابت بأنهما "أصبحا في عداد الشهداء". ويوضح كاتب المقال أن "الطفلة تتكلم القليل من العربية ويُعتقد بأنها ابنة أحد المقاتلين الشيشانيين الذين كانوا يحاربوا تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية"، مشيراً إلى أن والد الفتاة قتل بلا شك خلال المعارك". ويشير إلى أنه تم سحب وإنقاذ الكثير من الأطفال من تحت الركام في الأيام الماضية. ويؤكد على أن "أغلبية هؤلاء الأطفال، هم أبناء عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين إما فجروا أنفسهم أو قتلوا من قبل القوات العراقية". ويقول كاتب التقرير إن القوات العراقية وجدت أيضا "طفلاً جائعاً يأكل لحماً نيئاً في شارع في الموصل ". وأكدت اليونيسف أنها شهدت ازديادا في عدد الأطفال اليتامى في الأيام الثلاثة الماضية، مضيفة أنه جلب إلى المركز طفل في عامه الأول والعديد من الأطفال لمقاتلين أجانب قتلوا خلال معركة الموصل. وختم كاتب المقال بالقول إن "الموصل لن تعود كما كانت من قبل وليس هناك أي شيء يجعلنا متفائلين"، مضيفا أنه بسبب ما شاهده وعاشه المواطنون تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية فإنه فرحة التخلص منهم عارمة، إلا أنه في حال استمرا الجيش بأذية الناس سوف يكون هناك الكثير من التغييرات.
صحيفة "آي": مصير معتقلي داعش
تقريراً لبتريك كوبيرن يسلط فيه الضوء على مصير معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل. وقال كاتب التقرير إن القوات الأمنية العراقية تقتل العديد من سجناء من التنظيم اللذين تحتجزهم خشية أن يقوموا بدفع رشاوي للسلطات كي تطلق سراحهم. وأكد مصدر عراقي للصحيفة أن القوات الأمني "تفضل قتل عناصر التنظيم أو رميهم من مباني شاهقة". وصرح مسؤول عراقي سابق للصحيفة أن "بعض عناصر التنظيم يدفعون الأموال لشراء أوراق تيتح لهم الحركة بحرية في البلاد". وأضاف كاتب التقرير أن "إقدام الجنود العراقيين على قتل مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين يأتي جراء معرفتهم بالفساد المنتشر في الحكومة، وأن الرشاوي تدفع لكثير منهم". وذكر أنه يتم إعدام بعض السجناء "بإطلاق طلقة في الرأس أو في قلبهم ويرمى البعض منهم من فوق مبان شاهقة". وأردف أن "وسائل التواصل الاجتماعي في العراق تتداول صوراً وأخبار لعناصر من تنظيم الدولة، ألقي القبض عليهم وأرسلوا إلى السجون، وأطلق سراحهم فيما بعد، ونفذوا هجمات انتحارية". وختم بالقول إن ما يثير غضب أهالي الموصل هو إطلاق سراح عائلات ثرية تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية، وعودتهم إلى الموصل ليعيشوا في منازل فخمة بينما يبقى الفقراء قابعين في المخيمات.
دويتشه فيله:فتاة ألمانية عملت قناصا لدى تنظيم داعش
أكدت مصادر برلمانية عراقية لـدويتشه فيله عربية أن قوات الأمن ألقت القبض على فتاة ألمانية عملت قناصا لدى داعش أثناء حرب الموصل الأخيرة، كما أعلن مسؤول عراقي اعتقال 20 امرأة أجنبية بينهن خمس ألمانيات. ما لم تؤكده ألمانيا لحد الآن.
نشرت النائبة فيان دخيل، عضوة البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الكردستاني، على حسابها الخاص على موقع تويتر، صورة لفتاة ألمانية تم إلقاء القبض عليها من قبل القوات العراقية السبت الماضي 15 تموز/ يوليو، وذلك بعد أن تبين أنها عملت قناصاً لدى تنظيم "داعش" في معركة الموصل الأخيرة، بحسب ما نشرت النائبة.
وفي مقابلة مع دويتشه فيله عربية عبر الهاتف أكدت النائبة العراقية أن الفتاة ألمانية الجنسية وأن مصادر موثوقة من المخابرات العراقية أبلغتها شخصيا بذلك. وقالت دخيل إنها شخصيا أرسلت وفدا إلى بغداد للتأكد من جنسية الفتاة بعد أن شكك البعض بأنها فتاة إيزيدية مختطفة من قبل داعش، وليست مقاتلة، وأضافت أن الفتاة نفسها أكدت أنها ألمانية.
وإلى حد كتابة هذا التقرير لم تؤكد السلطات الألمانية المعلومات المتداولة بشأن اعتقال الأمن العراقي فتيات تقول إنهن ألمانيات وكن يعملن لدى التنظيم الإرهابي. وفي وقت سابق ذكرت تقارير ألمانية أن عشرات النساء الألمانيات يستقطبهن تنظيم داعش.
وبحسب دخيل فإن تلك الفتاة كانت تتكلم بعض الكلمات العربية، ولم يتم فهمها بالبداية، كون اللغة الألمانية ليست مألوفة، إلا أن السلطات جلبت مترجما خاصا، أخبرته الفتاة أنها ألمانية من مدينة برلين، وأنها أنهت دراستها هناك ثم سافرت إلى الموصل للانضمام لتنظيم داعش.
وقالت السياسية العراقية لـ DW عربية إن الأجهزة الأمنية ما تزال تحقق مع الفتاة ولمعرفة إذا ما كان لديها شركاء، ولذلك فإن أية معلومات أخرى مثل اسمها وبياناتها الخاصة ما يزال محظور تداولها، ورجحت النائبة أن عمر الفتاة بحدود 23 عاما، بحسب مرافقيها الذين أرسلتهم للقاء الفتاة.
" من جهته أكد النائب عن "الحركة الإيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم"، حجي كندور الشيخ عبر صفحته على الفيسبوك أنه التقى الفتاة المحتجزة شخصيا. ووفقا للنائب فإنه التقاها داخل المقر العام لجهاز مكافحة الإرهاب في بغداد، وأضاف أنه التقى الفتاة وتحدث معها شخصيا، حيث تبين له أنها لا تتكلم إلا اللغة الألمانية، وقليلا جدا من العربية، كما أنها لا تعرف اللغة الكردية، لغة الايزيديين، حسب قوله.
إلى ذلك نشر موقع "العالم الجديد" تقريرا عن الفتاة الألمانية المعتقلة، وأجرى الموقع مقابلة أمس الأحد (16 تموز/ يوليو) مع حجي كندور الشيخ، حيث أفاد النائب عن الحركة الإيزيدية: "الفتاة المحتجزة اعترفت أمامي بأنها ألمانية وتنحدر من العاصمة الألمانية، حتى أنها ذكرت اسم الجامعة الألمانية، التي تخرجت منها، كما ذكرت اسم والديها، مؤكدة زواجها من شيشاني ينتمي لداعش الإرهابي في الموصل."
ورغم أن النائب لم يوضح الطريق الذي سلكته تلك الفتاة للوصول من ألمانيا إلى الموصل، إلا أن معظم عناصر داعش الأوروبيين يأتون عن طريق تركيا، ثم الرقة السورية، ومنها ينتشرون إلى المناطق الأخرى، الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتشدد، ومنها الموصل التي فقد السيطرة عليها مؤخرا، بفعل تقدم القوات العراقية المحررة، بحسب ما نشر على صفحته على الفيسبوك.
وأضاف الشيخ لموقع "العالم الجديد" أنه "بعد انتشار الصور في مواقع التواصل الاجتماعي، قمت بالاتصال ببعض ضباط جهاز مكافحة الإرهاب، ومنهم العميد فرحان، والعميد حليم، حيث قاما بتسهيل لقائي بالفتاة المحتجزة حاليا بالمقر العام للجهاز في بغداد".
وأوضح النائب، وهو قريب الإيزيدية المختطفة نضال "أن صورها المنتشرة بمواقع التواصل الاجتماعي تشبه كثيرا نضال ابنة بنت عمتي المختطفة، لكن في الحقيقة يوجد اختلاف كبير بينهما".
وكان خالد كورو، والد الفتاة الإيزيدية المختطفة نضال، قد نفى لـ"العالم الجديد" أمس الأحد، أن يكون متأكدا من تطابق هوية ابنته مع الفتاة، التي أعلن عن اعتقالها السبت في وكر لعناصر تنظيم داعش، بسبب منعه من قبل قوات الرد السريع التي أبلغته بنقلها إلى بغداد.
وكان الرائد حيدر الأعرجي المسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي قد أكد السبت الماضي اعتقال 20 امرأة اجنبية بينهن خمس ألمانيات، وقال: "قوات الجهاز عثرت على نفق سري داخل منطقة القليعات في الموصل القديمة يضم 20 امرأة داعشية وبحوزتهن أسلحة وأحزمة ناسفة عددها خمسة لتفجيرها على القوات المحررة في حالة القبض عليهن". وأضاف الأعرجي "من بين الداعشيات خمس ألمانيات وثلاث روسيات وثلاث تركيات وشيشانية واحدة وداعشياتان كنديتان وست عربيات ثلاث من كل من ليبيا وسورية".
وفي تقرير لصحيفة "فيلت" الألمانية في عددها، الصادر غدا الثلاثاء أفادت الصحيفة استنادا إلى دوائر أمنية عراقية أن الفتيات عملن في شرطة داعش. وقالت الصحيفة إنه من الممكن أن يكون بينهن تلميذة ألمانية عمرها 16 عاما من ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا. وتحقق السلطات الأمنية في أدلة للتأكد، إذا ما كان بين الفتيات، اللاتي ألقي القبض عليهن، فتاة عمرها 16 عاما، تنحدر من بولسنيتس بالقرب من درسدن، اختفت في صيف عام 2016، بعد فترة وجيزة من اعتناقها الإسلام، حيث يعتقد أنها أجرت اتصالات مع أنصار داعش، عبر الدردشة عن طريق الانترنت.
وقد قامت النيابة العامة في درسدن بإجراء تحقيقات بشأن تلك الفتاة بسبب "تجهيزها لعمل عنف شديد الضرر للدولة"، لكن تم إيقاف التحقيقات بسبب اختفاء الفتاة.
دويتشه فيله:رئيس الفلبين يعرض على مسلمي بلاده حكما ذاتيا لمواجهة "داعش"
عرض الرئيس الفليبيني رودريغو دوتيرتي حكما ذاتيا على الأقلية المسلمة في بلاده لكسبها في صراعه مع فصيل محلي موال لتنظيم "الدولة الإسلامية". العرض يشمل إقامة حكم محلي في ميدناو أوسع بكثير من الحكم الذاتي الحالي.
تعهد رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، اليوم الاثنين (17 تموز/ يوليو 2017)، بإنشاء منطقة مسلمة جديدة ذاتية الحكم في جنوب البلاد، حيث تقاتل القوات تنظيما محليا مسلحا متحالفا مع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف على نطاق واسع باسم "داعش" أيضا. وقال دوتيرتي: "أويد هذا، وفي سياق جمهورية الفلبين، ستقام دولة بانغسامورو"، بعد الحصول على مسودة جديدة لقانون بانغسامورو الأساسي المقترح، الذي يدعو إلى إقامة منطقة جديدة ذاتية الحكم في مينداناو.
وكان قد تم وضع مسودة القانون الأولية من قبل ممثلين من الحكومة وجبهة تحرير مورو الإسلامية، هي أكبر جماعة متمردة مسلمة في البلاد التي وقعت على اتفاق سلام في عام 2014. وجرى تعديل الاتفاق ليشمل جماعات وقطاعات أخرى في مينداناو، بما في ذلك فصيل منافس لجبهة تحرير مورو الإسلامية، وجماعات مسيحية للسكان الأصليين.
وقال دوتيرتي: "هذه اللحظة خطوة مهمة إلى الأمام في مسعانا لإنهاء عقود من الكراهية وعدم الثقة والظلم التي كان ثمنها إزهاق أرواح وأضرت بحياة الملايين من الفلبينيين". وأضاف: "بعد عقود من الصراع المسلح والعنف، سنخرج قريبا بآلية قضائية متسقة دستوريا سترسي الأساس لتحقيق سلام حقيقي ودائم في مينداناو".
وهناك منطقة مسلمة ذاتية الحكم بالفعل في مينداناو، التي تغطي خمسة أقاليم ومدينتين. ولكن الجماعات المسلمة تشتكي من أن هذا الكيان ليس ذاتي الحكم حقا، ومازال يعتمد على نحو كبير على الحكومة الوطنية.
وكان القتال قد بدأ في 23 أيار/مايو عندما ثار مئات المسلحين بعد أن حاولت القوات الحكومية القبض على زعيم محلي موال لتنظيم "داعش". ونزح أكثر من 438 ألف مواطن من مدينة ماراوي المحاصرة والبلدات المجاورة بسبب القتال، ويقدر أن هناك نحو 300 مدني محاصرون في منطقة القتال أو قام المسلحون باحتجازهم رهائن.
وقال زعيم الأغلبية البرلمانية رودولفو فاريناس إن دوتيرتي دعا إلى عقد جلسة خاصة للبرلمان لمناقشة التمديد المحتمل للأحكام العرفية (الأحكام العسكرية) في ميندانانو التي تنتهي في 21 تموز/يوليو الجاري.
نيويورك تايمز: داخل سجون أردوغان
ظللتُ عضوًا ممثلًا لحزب الشعب الجمهورى المعارض بالبرلمان التركى لمدة ست سنوات. وأصبحت منشقة وأقوم بزيارة المعتقلات التركية حيث زاد اضطهاد حكومة رجب طيب أردوغان لرجال السياسة المعارضين بعد الانقلاب الفاشل الذى حدث فى العام الماضى.
وأبدأ يومى بقراءة الأخبار وبالبحث عن مواعيد مثول البرلمانيين المعتقلين والصحفيين والأكاديميين أمام المحكمة، وبالبحث فى الموقع الذى تنشر الحكومة عليه قراراتها وأسماء الأشخاص الذين سيتم فصلهم من الحكومة والجيش والمستشفيات والبنوك والمدارس والمؤسسات الأخرى.
ويقوم وزير العدل التركى بمنح المعتقلين إذنًا بعد تقديمهم طلبًا بأسماء المعتقلين ويُحدد مواعيد الزيارات. ومع زيادة عدد المعتقلين يوميًا ينبغى على مقدمى الطلبات عدم الخطأ فى اسم المعتقل أو مكانه، حيث يُعتبر الإذن ملغيًا بسبب أى خطأ.
وبدأت بزيارة خمسة معتقلين سياسيين فى عام 2011. وأقوم الآن بزيارة ما يزيد عن 50 معتقلاً يمثلون جزءًا صغيرًا من المعتقلين. ومن بين هؤلاء صحفيون بصحيفتي جمهورييت وبيرجن اللتين تنتقدان حكومة الرئيس أردوغان. ويُدعى أحدهما موسى كارت وهو رسام كاريكاتير بصحيفة جمهورييت وقد تم اعتقاله هو وزميلان له منذ شهر أكتوبر عام 2016 بتهمة "مساعدة إحدى المنظمات الإرهابية المسلحة دون أن يكونا من أعضائها"، وتطالب النيابة التركية بسجنهما لمدة تصل إلى 29 عامًا.
وأحيانًا ما تكون التُهم الموجهة للأشخاص المقبوض عليهم وللكتاب والصحفيين مدعاة للسخرية. وشمل دليل إدانة أتيلا تاش وهو صحفى معتقل إحدى تغرياته على موقع تويتر حيث يقول فيها "لو شهد إديسون هذه الأيام ما قام باختراع المصباح الكهربائى!" فالمصباح الكهربائى هو الرمز الانتخابى لحزب العدالة والتنمية. وأمرت المحكمة بإطلاق سراح تاش خلال أول جلسة فى شهر مارس عام 2017. وسرعان ما تم عزل القضاة الذين أصدروا الحكم فى قضيته فى نفس يوم صدور الحكم. وتم استئناف التحقيقات فى الوقت الذى كان يستعد فيه للخروج من السجن بإسطنبول، وهو مازال بالسجن ينتظر محاكمة أخرى.
وهناك عدد كبير من الكُتاب والصحفيين وغيرهم من المهنيين بالسجون التركية يصل عددهم إلى 38 ألف سجين بتهم الغش والاغتصاب والسرقة والنهب والابتزاز، وقد تم إطلاق سراحهم لتوفير أماكن للمعتقلين الجدد.
ولا يتجاوز زمن الزيارة 20 دقيقة، يصل وقت نقل السجين من الزنزانة وعودته إليها بعد الزيارة إلى ساعة. فإذا أراد شخص ما زيارة 20 سجينًا عليه أن يقيم فى مكان قريب من السجن أيامًا، حيث لا يُسمح للزائر بجلب طعام أو شراب معه للسجين. وأنا أحمل فى سيارتى بعض البسكويت.
وغالبًا ما أقوم بزيارة لسجن سيليفرى الذى يبعد مسافة 60ميلًا تقريبًا عن منزلى فى إسطنبول.
وأمر بنقاط تفتيش تمارس كل أنواع التفتيش. ويعتبر التفتيش قبل دخول السجن أصعب شىء بالنسبه لى. فمنذ أن أصبت فى حادث قطار منذ بضعة أعوام أستخدم أطرافًا صناعية وهى تؤدى إلى صدور أصوات عالية من أجهزة التفتيش.
ولا يُسمح لى بشىء سوى مفكرة لتدوين الملاحظات وقلم جاف. كما أن المعتقلين لا يُسمح لهم بالكتابة فى أى مفكرة أو تبادل أية ملاحظات مكتوبة، وأنا أقوم بتدوين ما يريدون نقله إلى ذويهم ومحاميهم.
ولوائح الزيارات فى تغير مستمر؛ فعلى سبيل المثال نجد أن أيام الزيارة هى الأربعاء والخميس لكن مسئولى السجن قد يجعلونها يومًا واحدًا الأربعاء أو الخميس. حتى حراس السجن ينتابهم الخوف.
فإذا طلبت كوب ماءٍ منهم لا يعطونك إياه خوفًا من اتهامهم بالتعامل مع المعارضين بلطف، وقد تم فصل الكثير منهم منذ الانقلاب. وتعتبر عمليات التفتيش الذاتى للمعتقلين أمرًا عاديًا.
وتقوم السلطات بنشر صور للمعتقلين وهم مكبلون بالأغلال بشكل منتظم. وقد أعدت منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش تقارير بشأن سوء معاملة المعتقلين وتعذيبهم.
ويتم إجبار المعتقلين على الجثو على ركبهم وضربهم بالعصى وحرمانهم من النوم حتى يوقعوا على الاعترافات الملفقة لهم.
ونظام الرعاية الصحية فى السجن عشوائى. فتشخيص المرض للمعتقلين يتم عن طريق وزارة العدل وليس عن طريق الطبيب.
ويقضى المعتقلون المرضى ساعات فى سيارات مغلقة وهم مكبلون بالأغلال وأيديهم خلف ظهورهم.
ويتم عزل الأشخاص المصابين بأمراض تناسلية حتى "لا ينقلوا العدوى إلينا سواء كانوا مصابين بالإيدز أو الزهرى".
وفى عام 2015 انتحر 43 شخصًا من السجون التركية، وفى عام 2016 زاد هذا العدد إلى 66 شخصًا، وفقًا للإحصائيات الحكومية.
ولا يتمتع المعتقلون بأية خصوصية حتى فى دخول دورات المياه، وتوجد كاميرات مراقبة على أبواب الزنزانات وتوافذها وعلى السُّرر، فالمعتقلون تتم مراقبتهم حتى وهم نائمون ولا يُسمح للمعتقلين بتغطية نوافذ الزنزانات بالجرائد أو بستائر.
وعلى الرغم من طول مدة الاعتقال الجزافى- حيث تصل أحيانًا إلى 10 اشهر- إلا أن عرائض الاتهام لا يتم إعدادها.
ويُسمح للمعتقلين بالحديث مع محاميهم لمدة ساعة واحدة فى الأسبوع، ولا يستطيع الكثير من السجناء تحمل تكليف محام، وبعض المحامين المكلفين رسميًا بالدفاع عن المعتقلين لا يهتمون بهم بالقدر الكافى.
ولا يسمح للمعتقلين بكتابة أية رسائل. بل لا يُسمح لهم بالتجمع خلال فترة الراحة القصيرة فى فناء السجن.
ولدى المعتقلين الحق فى اقتناء 10 كتب أسبوعيًا، لكن ما يحصلون عليه بالفعل كتاب واحد شهريًا.
وسمعت أحد الحراس يقول لأحد المعتقلين "الكتاب غير متوافر، لكن المؤلف هنا إذا كنت مهتمًا".