الكاتب مؤمن المحمدي مؤرخ ليالي قريش.. تحويل التاريخ الاسلامي بلغة مفهومة وحكايات حقق له الرواج
الجمعة 01/سبتمبر/2017 - 10:12 م
طباعة
قدم الكاتب الصحفي المتميز والشاعر المعروف" مؤمن المحمدي "عدد كبير من الكتب في مجالات عدة وان كان قد اشتهر في الوسط الادبي كونه شاعر رائع الا ان كتابه "ليالي قريش "الذى عالج فيه التاريخ الاسلامي بصورة حواديت شيقة وبلغة مفهومة وواضحة للشباب قد احدث ضجة واسعة لذلك كان لنا معه هذا الحوار
في البداية من اين جاءتك فكرة ليالي قريش؟
الفكرة جاءت بالتراكم، لم تأت مرة واحدة، كنت مشغولا منذ صغري بكتابة التاريخ الاسلامي كما فهمته، كان هناك أكثر من مشروع لم يكتمل، وكل مرة كان يحدث تطوير في الصيغة، حتى ظهرت أخيرا بالشكل الحالي
لماذا وجدت هذه الطريقة رواجا بين الشباب؟
ليس فقط بين الشباب، الرواج عام نتيجة كتابة الليالي بلغة يفهمها جميع الناس، يقبلها أو لا هذا أمر آخر، يعجبه أو لا هذا أمر ثالث، لكنه في النهاية سيفهمها وهو المطلوب لـ إن المشكلة الاكبر كانت في عدم فهم الكتب القديمة
- هل تعطينا فكرة عن مراحل كتابة الليالي؟
صدر حتى الآن 4 أجزاء، الأول "قبل الميلاد" يغطي تاريخ مكة قبل ميلاد النبي، بداية من نشأتها حتى حملة أبرهة على الكعبة، الثاني قبل الدعوة، يغطي الفترة بين ميلاد النبي حتى بداية دعوته لـ الإسلام، وهي فترة 40 سنة، الثالث قبل الهجرة يغطي الفترة بين بداية الدعوة للإسلام حتى الهجرة إلى يثرب، الجزء الرابع يتناول الفترة الاولى في يثرب حتى غزوة بدر، وتحت الطبع 4 أجزاء أخرى أنهيت كتباتها
ماهي الافكار الرئيسية التى طرحتها خلال الاجزاء الصادرة؟
لا توجد أي أفكار أطرحها، فقط أسرد ما قرأته، مصادر التراث العربي تقول حدث كذا وكذا، فـ أكرر حدث كذا وكذا، هذا كل ما في الامر
هل يمكن تحويل الليالي بنفس الطريقة الي اعمال درامية؟
فنيا يمكن لكن صعب لأسباب مختلفة اقتصادية واجتماعية، وإن كان هناك مشروع مع مخرج كبير وشركة إنتاج، لكنه متوقف
هل اصطدمت بالمؤسسة الدينية الرسمية؟
لا، لم يحدث إطلاقا
ماهي محاور قراءة التاريخ الاسلامي بشكل سليم؟
لما أفهم السؤال، لكني لا أرى أن هناك قراءة بشكل سليم وقراءة بشكل خاطئ، كلنا نقرأ كما يحلو لنا وفقا لعقائدنا ومواقفنا الفكرية وخبراتنا الحياتية، والحقيقة لا يعلمها أحد
هل توجد طريقة سليمة لقراءة التاريخ ؟
لا يوجد ما يسمى القراءة السليمة للتاريخ، كلنا نقرأ التاريخ بما تيسر لنا من أدوات وفقا لمعتقداتنا
ما أهمية قراءة هذا التاريخ الآن؟
هي نفس قراءة أي تاريخ في أي وقت. التاريخ هو الذاكرة، معرفة الماضي جزء من التحضير للمستقبل، يمكننا أن نقول كلاما كثيرا حول أهمية التاريخ الإسلامي تحديدا، لكن ما أراه هو أن هناك شغفا إنسانيا لمعرفة التاريخ عموما، أنا أتبع هذا الشغف.
لك كتاب مهم حول اسباب تخلف المسلمين هل وصلت لتشخيص هذه الاسباب ؟
لا يمكنني القول بأنني توصلت لتشخيص نهائي ودقيق في أي موضوع. أنا أفكر مع القارئ بصوت عال، أتحدث في أمور أراها لأقول إني أراها، أعرف أن الحياة معقدة، وأي موضوع لا يمكن تلخيصه في كتاب صغير، فقط أشير إلى بعض الأمور أهمها أن المسلمين في مأزق لأنهم ضعيفو الصلة بالإسلام نفسه. فهم غير قادرين على تطويره.
نكتب في عدة مجالات بشكل موسوعي فايهما الاقرب لقلبك ؟
إبداعي الشعري هو الأقرب لقلبي ولا أحب تسمية الكاتب الموسوعي، صحيح أني أكتب في حقول مختلفة، لكنني أمارس الشيء نفسه، كما أنها حقول متجاورة، وما يجمع كتابتي هو تحويل التاريخ ل حكايات
هل نحن في زمن الرواية ام زمن الشعر ؟
لسنا في زمن الرواية ولا زمن الشعر هناك إنتاج كثير في كل المجالات، ماذا سيبقى؟ هذا متروك للزمن.
في رايك هل يمكن تقديم التاريخ المسيحي بنفس طريقة الليالي ؟
لست خبيرا بتاريخ المسيحية، لكن أي تاريخ قابل لحكايته بالطريقة نفسها، بدليل أنني أكتب به تاريخ السينما والأغاني والكرة التاريخ حواديت كل التاريخ كذلك
نريد ان نقدم للقاريء نموذج من ليالي قريش ليدرك من لم يقرا الاجزاء هذه الطريقة والاسلوب ؟
ليالى قريش.. «الليلة 329»
مؤمن المحمدى
يبدو إن قصة النبى أغرت بعض الناس بـ تكرار السيناريو فى مناطق تانية من الجزيرة العربية، وواحد من الناس دول كان واحد اسمه طلحة الأسدى (المعروف فى التاريخ الإسلامى بـ اسم "طليحة").
الأسدى دى معناها إنه من بنى أسد، واسمه طلحة بن خويلد الأسدى، الاسم واللقب دول بـ يخلوا فيه ناس كتير فاكرة إنه أخو خديجة بنت خويلد، لـ إن الاتنين أبوهم اسمهم خويلد، والاتنين من بنى أسد، بس أسد اللى بـ تنتمى له خديجة، غير أسد اللى بـ ينتمى له طلحة خالص، إذًا طلحة مش من قريش خالص.
لما نتكلم هنا عن تكرار السيناريو مش بـ الضرورة من الناحية الدينية، والوحى والنبوة وما إلى ذلك (وإن كان ده هـ يحصل بعدين) لكن اللى عمله طلحة فى الأول هو إنشاء نقطة تجمع لـ قوات مقاتلة، وكان ده بـ مساعدة من أخو طلحة، اللى اسمه سلمة بن خويلد.
اللى بـ تقوله المصادر إن التجمع ده كان بـ يستهدف قتال المسلمين، وإحنا شفنا السيناريو، ولسه هـ نشوفه، النبى كان له عيون هناك، وواحد منهم جه وبلغ النبى بـ كل تحركاتهم، واللى هم ناويين يعملوه.
النبى قرر يبعت حملة لـ بنى أسد دول، واختار قائد عليها هو أبو سلمة، لو كنا فاكرينه، جوز أم سلمة، اللى كان من أوائل المهاجرين إلى يثرب، أبو سلمة زى كل المسلمين كان لسه خارج من أحد، وكان مصاب إصابة مش بسيطة، والحملة لـ بنى أسد كانت بعد شهر من أحد.
خرج أبو سلمة مع 150 مقاتل، قاصدين بنى أسد، وزى السيناريوهات اللى حصلت قبل كده، بـ نشوف بنى أسد دول بـ يهربوا من عند الماء بتاعهم، ويسيبوا ثرواتهم من ماشية وخلافه، وده اللى يخليك تتساءل: معقولة؟! الناس دى كانت عايزة تغزو المدينة؟ الله أعلم.
خد أبو سلمة كل اللى قدر يوصل له من ثروات بنى أسد، وخد تلات عبيد مملوكين ليهم، ورجع المدينة، قسموا الغنايم بـ الطريقة المعتادة، والنبى إدى نصيب كبير من الغنيمة، لـ الراجل اللى من بنى أسد، اللى دل المسلمين على مكان قومه، مكافأة ليه.
الغزوة دى كان ليها أثر جانبى، خاص بـ قائدها، أبو سلمة، لـ إن جرحه رجع يصاب تانى، واتوفى بعدها من أثر الجرح ده، وساب وراه مراته أم سلمة، اللى بقت أرملة، فـ اتجوزها النبى بـ مجرد انتهاء عدتها.
من النقط التانية اللى اتكونت، نقطة فى هذيل تحت قياد واحد اسمه خالد بن سفيان الهذلى، وخالد ده نجح فى تكوين نقطة قوية، وجمع قبائل عديدة معاه، واللى بـ أفهمه من المصادر، إنه بـ الفعل كان عنده القدرة على غزو المدينة، فـ ده مكنش ينفع معاه حكاية 100 أو 200 مقاتل، محتاج تعامل مختلف.
التعامل المختلف هنا كان الاغتيال، الناس دول والقبائل دى متجمعة حوالين الراجل ده، نقتله يخلص الموضوع، فـ النبى استدعى واحد من المسلمين المقاتلين اسمه عبد الله بن أنيس، وده كان فى نفس الوقت اللى بعت فيه سرية أبو سلمة لـ طلحة الأسدى.
النبى طلب من ابن أنيس إنه يروح بـ عملية اغتيال لـ ابن سفيان، واداله أوصافه وعلاماته، فـ ابن أنيس قال لـ النبى إنه هـ يكون مضطر علشان يقوم بـ المهمة دى إنه يكذب، وإنه يقول كلام مش كويس فى حق الإسلام، وحق النبى نفسه، فـ النبى اداله التصريح بـ إنه يعمل ويقول ما بداله من أجل تنفيذ العملية، من باب يعنى إن الحرب خدعة.
فـ الراجل خد سيفه وطلع على ديار هذيل.