دراسة: المعزول "مرسي" كان يلعب دور المدافع الاول عن الارهاب

الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 07:57 ص
طباعة دراسة: المعزول مرسي
 
كشفت دراسة صادرة عن جامعة هارفرد بعنوان "الإخوان المسلمين: إخفاق في التطور السياسي  عن ان  الرئيس المعزول  الإخواني السابق، محمد مرسي،  كان يلعب دور المدافع عن إرهابيين ارتكبوا جرائم دولية، مع السعي لاستخدام نفوذه كرئيس لأكبر بلد عربي، من أجل إطلاق سراحهم.
 وأشار الباحث نواف عبيد الى تدخل الإخوان المسلمون في الرئاسة، وتبنوا مواقف متعارضة مع ذلك المنصب، ما أضر بسمعة مرسي، وأظهره في عيون المصريين في صورة التابع للإخوان وعلى سبيل المثال، خلال أدائه لقسم توليه الرئاسة في ساحة التحرير في القاهرة، في عام 2012، تعهد بتحرير الشيخ عمر عبد الرحمن، إسلامي دين بالتخطيط لتفجير عدد من معالم مدينة نيويورك. وفي ذلك اليوم، قال مرسي في خطبته: "ترتفع أمامي صور لعمر عبد الرحمن ومعتقلين آخرين، ومن واجبي العمل على تحريرهم جميعاً". وبعده، قال المتحدث باسم الإخوان الإرهابيين إن "مرسي ينوي مطالبة مسؤولين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة بترحيل عبد الرحمن إلى مصر، لدواع إنسانية".
ويقول الباحث إن مرسي لم يسع لإسقاط التهم عن عبد الرحمن، كما لم يعتبره سجيناً سياسياً. وكان التعهد الشفوي بتحرير أحد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابيين، يعد أكثر من مثال على التناقض في سياسات الرئيس المصري المخلوع. وكما قال العناني: "تدخل الإخوان الإرهابيون في الرئاسة، وتبنوا مواقف متعارضة مع ذلك المنصب، ما أضر بسمعة مرسي، وأظهره في عيون المصريين في صورة التابع للإخوان. وفي بلد كمصر، حيث عُرف مكتب الرئاسة بسمعة طيبة، ومكانة قديرة، ارتكب الإخوان الإرهابيون عدداً من الأخطاء ما ساعد على إنهاء حكمهم إلى الأبد".
وبحسب شادي حميد، زميل رفيع لدى مشروع حول العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي في مركز سياسة الشرق الأوسط إن "جزءاً من المشكلة مع الإخوان الإرهابيين تتعلق بخلاف بين جيلين. فإن كان أحدهم في الستين وهو عضو في جماعة الإخوان الإرهابية، فذلك يعني أنه متشرب بعقيدة ترفض العنف، ولكن إن كان عمر زميله 22 عاماً وقد مضى على التحاقه بالجماعة ثلاث سنوات، سيكون أكثر ميلاً لتبني العنف كوسيلة لتحقيق أهداف الإخوان الإرهابيين".
ويرى نواف عبيد أن تنظيم الإخوان الإرهابي بحاجة لإعلاء الصوت في موقفه المناهض للتطرف وإثبات ذلك. كما أن الانحياز لجانب داعش، وحتى حماس، يمثل إشكالية، ولن يفيد سوى في إثبات السمعة الواسعة الانتشار التي عرفت عن الإسلاميين بكونهم عنيفين، ويشكلون قوى معارضة متشددة تتجاهل الحكومة إلى درجة تصل، في بعض الحالات، لتجاهل إرادة الغالبية. 
ويلفت الباحث عبيد لرأي العناني الذي قال إن هذه العقلية هي التي سببت خسارة الإخوان الإرهابيين لرئاسة مرسي، والتي أدت لخروج الملايين في تظاهرات مناهضة لحكمهم في 30 يونيو 2013، مطالبين بإنهاء حكم مرسي. 
ويوجز الباحث رأيه بتأكيد أن عجز الإخوان الإرهابيين ومنظمات شقيقة لهم في إدارة سلطة فاعلة في جميع أنحاء العالم العربي يمثل انعكاساً لعوامل خارجية وداخلية معاً، تم التطرق إليها مسبقاً.
وبحسب عبيد، تكمن مشكلة جميع الجماعات الإسلامية في كونها، بغض النظر عن كونها تقدمية أو محافظة، ليست حركات ولا أحزاب، بل هي، في الغالب، مزيج منهما. ومن جهة، يظن بعضهم أن الانضمام للجماعة هو بمثابة الوصول إلى الجنة. ومن جانب آخر، كان إغراء السلطة، وتجاوز الأولويات الإسلامية، وتقويض التوازن الهش بين الدعوة والسياسات الحزبية، على مدار عشرات السنين، هو ما أدى للقضاء على أساس المشروع الذي وضعه الإسلاميون لأنفسهم".
ويخلص الباحث إلى أن ظهور التطرف عبر وسائل الإعلام كان مسيئاً بشدة، وبصورة خاصة، لصورة الإخوان الإرهابيين، ما سبب بالقضاء عليهم في مصر، رغم تمكنهم من الاحتفاظ ببعض المشروعية في مناطق أخرى، باستثناء تونس، كما هو حال جبهة العمل الإسلامي في الأردن وحزب العدالة والتنمية في المغرب. 
وبرأي عبيد، يبدو أن تنظيم الإخوان الإرهابي يواصل خساراته على المستوى الشعبي والسياسي في العالم العربي حيث تنحو المنطقة نحو التسامح وللتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على من يشاركون في عمل سياسي دافعه العنف والتخريب أن التنظيم الإرهابي حقق العديد من النجاحات ومني بالكثير من الإخفاقات منذ إطلاقه على يد حسن البنا، وخصوصاً بعدما تحول على مدى سنوات من تنظيم ذي هيكلية بالغة السرية يقوده مسنون إلى جمعية سياسية متعددة الأصوات.
إطاحة محمد مرسي تظهر عدم استعداد الإخوان للحكم، على رغم أنهم انتظروا سنوات، ربما ثمانين سنة، لإيصال شخص إلى السلطة لذلك، تبدو فترات النجاح في التنظيم الإرهابي ناجمة إلى حد كبير من محاولاته البقاء على علاقة بظروف التغيير السياسي. والأمر الواضح هو أن الإخوان الإرهابيين يكافحون من أجل إيجاد مكان في المشهد السياسي العربي نتيجة تاريخهم الطويل من خلط الدين بالسياسة، والاقتتال الداخلي، والإرتباطات بالإرهاب. 
ويلفت عبيد إلى أنه عندما نقارن الحركة الإسلامية اليوم بالتنظيم الإرهابي الذي أسسه البنا في مصر، يصعب القول إن الجماعة الإرهابية حققت الأهداف التي تأسست من أجلها. ومع ذلك يبدو واضحاً أن جماعة الإخوان الإرهابية التي تفرعت عنها تنظيمات أخرى، كانت هي نفسها مبنية على الإيديولوجيا، وليست عملية بالكامل وهكذا لم يكن في المقدور تحملها. وعلى رغم أن البنا أدرك أن التنظيم السياسي للدول الإسلامية خطا نحو مجتمع ديني-سياسي موحد، فهو لم يتحدث عن السلطات التي يجب أن تمتلكها الدولة-الأمة الحديثة. ومع ذلك، كان البنا واضحاً إزاء عدم تسامحه حيال فكرة الفصل بين الإسلام والدولة – وهو تنازل أقدمت عليه جبهة العمل الإسلامي في الأردن وحزب العدالة والتنمية في المغرب من أجل الحفاظ على موطئ قدم في الحياة السياسية. 
وفي نهاية المطاف، يضيف عبيد، إن جماعة الإخوان الإرهابية هي حركة معارضة أخفقت في تحويل نفسها إلى جهاز يمكنه أن يحكم. ويدعي البعض بأن إيديولوجيتها هي في صلب مشاكلها، التي تزايدت نتيجة عادتها التي لا يمكنها الإفلات منها وهي تغذية المعتقدات المتعددة والمتناقضة أحياناً. ويقول خليل العناني مؤلف كتاب "الإخوان المسلمين بعد مرسي" إن مثل هذه المجادلات كانت لها اليد الطولى في عدم قدرة الإخوان الإرهابيين على الاحتفاظ بالسلطة. ويضيف أنه في الوقت الذي كان الإخوان الإرهابيون يتهيؤون للحكم "كان عليهم إحداث انتقال من عالمهم القائم على الأفكار والإيديولوجيا وهيكلية 1956. إن الإخفاق في التطور السياسي أضرّ بعالم السياسة والبرامج الواقعية، التي هي عبارة عن حاجة إلى التكيف والتوازن السياسي والإجتماعي والاقتصادي". 
ومهما يكن، فإن الإخوان الإرهابيين أخفقوا مراراً في اتباع هذه النصيحة. وتبدو الجماعة الإرهابية الآن كانها تتحول إلى اتباع نهج أكثر تحفظاً. وكما كتب العناني: "عندما سألت الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان، عن رأيه في يوم 30 يونيو 2013، أجابني أنه سيكون يوماً عادياً وأن الناس ستدافع عنهم...وعند هذه النقطة، أدركت أن قيادة الإخوان تعيش في عالم آخر، وأن لا صله لها بما يجري". 
وفي مقال آخر، قال خالد معطي العضو في حزب الحرية والعدالة: "لا نقبل بهذه الحكومة. هذه الانتخابات إذا ما جرت، لن تكون شرعية لأنهم جميعهم غير شرعيين". ويمكن القول، إن هذا الرفض الحاد للقبول بالحكومة بصفتها حكومة شرعية يمكن أن يضر بصورة الإخوان وبأي فرصة لعودتهم إلى الحياة السياسية.
  وأكد السيسي بوضوح أنه لا يريد استبعاد الإسلام، بل على العكس، فإنه يعارض أولئك الذين يسيئون إلى الدين من أجل مصالحهم. ووجه إصراره على الإسلام وإعادة تعريفه، رسالة إيجابية للكثيرين الذين سئموا من رؤية الإسلاميين يقتلون باسم الدين. ومثلاً بعد إطلاق النار في مجلة "شارلي إيبدو" بباريس، دعا السيسي إلى "ثورة دينية"، مفترضاً أن "الفهم المعاصر للإسلام أبتلي بتبريرات العنف، مما يتطلب من الحكومة ورجال الدين فيها تصحيح تعاليم الإسلام". 
وأكد الباحث أن إطاحة محمد مرسي تظهر عدم استعداد الإخوان الإرهابيين للحكم، على رغم أنهم انتظروا سنوات، ربما ثمانين سنة، لإيصال شخص إلى السلطة، إلا أنها أثببت أيضاً السهولة التي يمكن فيها الحكومة ان تصير فاسدة. فبينما كان دور مبارك كدمية للأمريكيين مقبولاً من المصريين الذين سئموا من انتهاك السلطة، لم يقدم مرسي وصلاته بالإخوان نفسه كنقيض. لذلك، اعتبر وصول الإخوان الإرهابيين إلى السلطة بمثابة استمرار لـ"التخريب المنهجي" الذي عاناه المصريون لسنوات فاضطهدهم بمزيد من الهيمنة.

شارك