«لماذا أعدموني».. وثيقة إهدار دماء المصريين من أجل الإخوان
الجمعة 08/يونيو/2018 - 01:28 م
طباعة
دعاء إمام
بداخل إحدى زنازين السجن الحربي في العام 1965، خطَّ رجل خمسيني محكوم عليه بالإعدام رسائل ومذكرات حملت رؤى تكفيرية، وفتاوى تُحل القتل، وتقرُّ بجاهلية المجتمع، وعَنْوَنَ الرجل إحدى مخطوطاته بعنوان «لماذا أعدموني؟»، وختمها بـ«السجن الحربي»، فى 22 أكتوبر 1965.. وهو «سيد قطب».
تقلبت حياة «قطب» (1906-1966) المولود في إحدى قرى محافظة أسيوط بصعيد مصر، من أديب ومفكر يفخر بانضمامه إلى المحفل الماسوني -منظمة عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة، فيما يخص الأخلاق وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إله- إلى عضو بجماعة الإخوان -أسسها حسن البنَّا عام 1928- والتي أصبح فيما بعد أكبر مُنظِّريها، ثم زعيمًا لتنظيم 65 -تنظيم عسكري سري للإخوان- وهي التهمة التي زجَّت به في السجن الحربي مع مجموعة من رفاقه.
يستهل «قطب» الوثيقة المكتوبة بخط يده، بالحديث عن كيفية انضمامه إلى الجماعة، فيقول إن الإخوان اعتبروا مقدمة كتابه «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، الصادر عام 1949، موجهة لهم، وأخذوا يطبعون الكتاب ويوزعونه على أعضاء الجماعة، وكانت المقدمة تقول: «إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردُّون هذا الدين جديدًا كما بدأ، يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم».
وعن المرحلة الأولى في الجماعة يقول: «لم أكن أعرف إلا القليل عن الإخوان، وحين سافرت إلى أمريكا عام 1948 في بعثة لوزارة المعارف، ولفت نظري بشدة ما أبدته الصحف الأمریكیة، وكذلك الإنجلیزیة التي كانت تصل إلى أمریكا من اهتمام بالغ بالإخوان، ومن شماتة واضحة في حلِّ الجماعة وقتل مرشدها، وعن خطر هذه الجماعة على مصالح الغرب في المنطقة».
توثقت علاقة «قطب» بالإخوان عام 1953، وظلَّ بعيدًا عن العمل الحركي؛ إذ انحسر نشاطه في المجال الثقافي باعتباره أديبًا سابقًا، ووصف الجماعة بأنها حركة إحياء وبعث شاملة، معتبرًا أن قرار حلِّها عام 1948 نتج عنه موجة من الانحلال الأخلاقي والاتجاه الإلحادي؛ نتيجة لوقف النشاط التربوي للجماعة، وبذلك تحول المجتمع -بحسب قطب- إلى مستنقع كبير.
وفي 26 أكتوبر 1954 دبَّرَ الإخوان محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر (1956-1970)، فيما عُرِفَ بحادث «المنشية»، وبعد فشل مخططهم أُلقي القبض على الكثير من قادة الجماعة، من بينهم «قطب»، وفي السجن تعرَّف على رفيقين من قادة الجماعة، هما: محمد يوسف هواش، ومحمد زهدي سلمان.
وعلى مدار السنوات العشر التي قضاها في السجن، اتخذ «قطب» من اعتقال الإخوان وتعرضهم للتعذيب سببًا لتكفير المجتمع وجاهليته، قائلًا: «امتلأت نفسي بضرورة وجود حركة إسلامية وعدم توقفها؛ فبعد دراسة طويلة لحركة الإخوان ومقارنتها بالحركة الإسلامية الأولى للإسلام، أصبح واضحًا في تفكيري أنها تواجه حالة شبيهة بالتي كانت عليها المجتمعات البشرية يوم جاءها الإسلام أول مرة؛ من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، والبُعد عن الأخلاق والشريعة الإسلامية».
التبشير
حدث التبشير بالحركة الإسلامية التي أرادها «قطب»، من العام 1962 حتى 1964، داخل مستشفى سجن ليمان طرة -سجن جنائي جنوب القاهرة- إذ دأب «قطب» على الاتصال بالإخوان خلال فترات التريُّض في فناء المستشفى، وتوالى مجيء أفراد الجماعة إليه للتعرف على دعوته، واعترف بتكوين أُسر في السجن لدراسة كتبه، حتى أصبح عددهم مائة فرد، بين مندمج في دراسة نظرية قطب ومعارض لمنهجه، وآخرين لم يصلوا إلى الوضوح الكافي.
وكوَّنَ عدد من الشباب قليلي الخبرة -كما وصفهم قطب- مجموعة فدائية لتغيير الأوضاع والأشخاص، وظلُّوا يبحثون عن قيادة لهم من الكبار المجربين في الجماعة، إلى أن وجدوا ضالتهم في شخصية «قطب»، الذي نظر إلى المجتمعات على أنها بعيدة عن الإسلام.
وتمحورت وثيقة «لماذا أعدموني» حول عدة مراحل حملت رؤى «قطب» للدعوة الإسلامية، التي نادى بها، أولها: «إحياء مدلول العقيدة في العقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة تربية إسلامية، وعدم إضاعة الوقت في أحداث سياسية جارية، وعدم فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي؛ لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به».
أما المرحلة الثانية؛ فهي حماية الجماعة عن طريق مجموعات مُدرَّبة تدريبًا فدائيًّا، ولا تتدخل إلا عند الاعتداء على الحركة والدعوة، وضرب القوة المعتدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها، وفيما يتعلق بتطبيق النظام الإسلامي والحكم بالشريعة، قال قطب: إنه «ليس هدفًا عاجلًا، لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة».
وأردف قطب: «لم نكفر الناس، ولكننا نقول إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ومدلولها والبُعد عن الحياة الإسلامية إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية؛ ولهذا تكون نقطة البدء في الحركة زرع العقيدة وليس النظام الإسلامي.. أصبحت هذه الصورة للحركة الإسلامية واضحة في حسِّي، وبقيت مهمة نقلها إلى أفراد ومجموعات أخرى من الإخوان بأي وسيلة، لبدء حركة على أساسها، وفي 1962 بدأت الحركة».
السلاح والمال
في باب بعنوان «البحث عن السلاح والمال»، يبدأ قطب بالتأكيد على أن أي حركة إسلامية يجب أن تبدأ من إعادة تفهيم الناس معنى الإسلام ومدلول العقيدة، وهو «أن تكون العبودية لله وحده، سواء في الاعتقاد بألوهيته، أم الشعائر، أم التحاكم والخضوع إلى نظامه وشريعته وحدها»، ثم ينتقل إلى نقطة البدء التي حددها بنقل المجتمعات ذاتها حكامًا ومحكومين عن الطريق السالف إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في المجتمع.
وتابع: «لم يكن في أيدينا من وسائل ردّ الاعتداء التي أباحها لنا الدين إلا القتل والقتال؛ فوضعنا خطة تضمنت إزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومدير مكتب المشير، ومدير المخابرات، ومدير البوليس الحربي، ثم نسف بعض المنشآت التي تشلّ حركة المواصلات، لضمان عدم تتبع الإخوان فيها وفي خارجها كمحطات الكهرباء والكباري، اتفقنا على الإسراع في التدريب بعدما كنت أرى تأجيله ولا أتحمس له، باعتباره الخطوة الأخيرة في خط سير الحركة».
وتدربت المجموعة التي تزعمها «قطب» على صناعة المتفجرات والقنابل المحلية؛ لكنه لم يكتفِ بذلك؛ فأخبره علي عشماوي -آخر قادة النظام الخاص الذي أنشأه البنَّا عام 1940- أنه قدَّم طلبًا على سلاح من دولة عربية -لم يسمِّها- وهي كمية مُحمَّلة على عربة نقل تصل عن طريق السودان أو ليبيا.
وبعد انكشاف أمر التنظيم والقبض على سيد قطب، أبلغ زينب الغزالي (1917-2005) -قيادة نسائية إخوانية- التي كانت حلقة الوصل بينه وبين رموز الإخوان خارج السجن، أن تبلِّغ «عشماوي» بإلغاء وصول الأسلحة الآتية من السودان.
وفي كلمته الختامية، قال: «تدمیر حركة الإخوان والحركات الإسلامية المماثلة في المنطقة هدف صهيوني وصليبي استعماري، وهو وسيلة من وسائل تدمير العقائد والأخلاق في المنطقة، ومهما قیل في أخطاء الجماعة فإنها وقفت في وجه حركة الإلحاد المادي والانحلال الأخلاقي، التي كانت قد أخذت في المد في منطقة الشرق الأوسط».
أُعدم قطب في 29 أغسطس عام 1966؛ لكن أثره بقي، وفكره لم يزل، إذ يعتمد شباب الإخوان على أدبيات مُنظِّر الجماعة، في انتهاج العنف ورد الاعتداء الذي جعل سبيله إليه القتل والقتال دون غيره من الوسائل.
تقلبت حياة «قطب» (1906-1966) المولود في إحدى قرى محافظة أسيوط بصعيد مصر، من أديب ومفكر يفخر بانضمامه إلى المحفل الماسوني -منظمة عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة، فيما يخص الأخلاق وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إله- إلى عضو بجماعة الإخوان -أسسها حسن البنَّا عام 1928- والتي أصبح فيما بعد أكبر مُنظِّريها، ثم زعيمًا لتنظيم 65 -تنظيم عسكري سري للإخوان- وهي التهمة التي زجَّت به في السجن الحربي مع مجموعة من رفاقه.
يستهل «قطب» الوثيقة المكتوبة بخط يده، بالحديث عن كيفية انضمامه إلى الجماعة، فيقول إن الإخوان اعتبروا مقدمة كتابه «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، الصادر عام 1949، موجهة لهم، وأخذوا يطبعون الكتاب ويوزعونه على أعضاء الجماعة، وكانت المقدمة تقول: «إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردُّون هذا الدين جديدًا كما بدأ، يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم».
وعن المرحلة الأولى في الجماعة يقول: «لم أكن أعرف إلا القليل عن الإخوان، وحين سافرت إلى أمريكا عام 1948 في بعثة لوزارة المعارف، ولفت نظري بشدة ما أبدته الصحف الأمریكیة، وكذلك الإنجلیزیة التي كانت تصل إلى أمریكا من اهتمام بالغ بالإخوان، ومن شماتة واضحة في حلِّ الجماعة وقتل مرشدها، وعن خطر هذه الجماعة على مصالح الغرب في المنطقة».
توثقت علاقة «قطب» بالإخوان عام 1953، وظلَّ بعيدًا عن العمل الحركي؛ إذ انحسر نشاطه في المجال الثقافي باعتباره أديبًا سابقًا، ووصف الجماعة بأنها حركة إحياء وبعث شاملة، معتبرًا أن قرار حلِّها عام 1948 نتج عنه موجة من الانحلال الأخلاقي والاتجاه الإلحادي؛ نتيجة لوقف النشاط التربوي للجماعة، وبذلك تحول المجتمع -بحسب قطب- إلى مستنقع كبير.
وفي 26 أكتوبر 1954 دبَّرَ الإخوان محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر (1956-1970)، فيما عُرِفَ بحادث «المنشية»، وبعد فشل مخططهم أُلقي القبض على الكثير من قادة الجماعة، من بينهم «قطب»، وفي السجن تعرَّف على رفيقين من قادة الجماعة، هما: محمد يوسف هواش، ومحمد زهدي سلمان.
وعلى مدار السنوات العشر التي قضاها في السجن، اتخذ «قطب» من اعتقال الإخوان وتعرضهم للتعذيب سببًا لتكفير المجتمع وجاهليته، قائلًا: «امتلأت نفسي بضرورة وجود حركة إسلامية وعدم توقفها؛ فبعد دراسة طويلة لحركة الإخوان ومقارنتها بالحركة الإسلامية الأولى للإسلام، أصبح واضحًا في تفكيري أنها تواجه حالة شبيهة بالتي كانت عليها المجتمعات البشرية يوم جاءها الإسلام أول مرة؛ من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، والبُعد عن الأخلاق والشريعة الإسلامية».
التبشير
حدث التبشير بالحركة الإسلامية التي أرادها «قطب»، من العام 1962 حتى 1964، داخل مستشفى سجن ليمان طرة -سجن جنائي جنوب القاهرة- إذ دأب «قطب» على الاتصال بالإخوان خلال فترات التريُّض في فناء المستشفى، وتوالى مجيء أفراد الجماعة إليه للتعرف على دعوته، واعترف بتكوين أُسر في السجن لدراسة كتبه، حتى أصبح عددهم مائة فرد، بين مندمج في دراسة نظرية قطب ومعارض لمنهجه، وآخرين لم يصلوا إلى الوضوح الكافي.
وكوَّنَ عدد من الشباب قليلي الخبرة -كما وصفهم قطب- مجموعة فدائية لتغيير الأوضاع والأشخاص، وظلُّوا يبحثون عن قيادة لهم من الكبار المجربين في الجماعة، إلى أن وجدوا ضالتهم في شخصية «قطب»، الذي نظر إلى المجتمعات على أنها بعيدة عن الإسلام.
وتمحورت وثيقة «لماذا أعدموني» حول عدة مراحل حملت رؤى «قطب» للدعوة الإسلامية، التي نادى بها، أولها: «إحياء مدلول العقيدة في العقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة تربية إسلامية، وعدم إضاعة الوقت في أحداث سياسية جارية، وعدم فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي؛ لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به».
أما المرحلة الثانية؛ فهي حماية الجماعة عن طريق مجموعات مُدرَّبة تدريبًا فدائيًّا، ولا تتدخل إلا عند الاعتداء على الحركة والدعوة، وضرب القوة المعتدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها، وفيما يتعلق بتطبيق النظام الإسلامي والحكم بالشريعة، قال قطب: إنه «ليس هدفًا عاجلًا، لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة».
وأردف قطب: «لم نكفر الناس، ولكننا نقول إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ومدلولها والبُعد عن الحياة الإسلامية إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية؛ ولهذا تكون نقطة البدء في الحركة زرع العقيدة وليس النظام الإسلامي.. أصبحت هذه الصورة للحركة الإسلامية واضحة في حسِّي، وبقيت مهمة نقلها إلى أفراد ومجموعات أخرى من الإخوان بأي وسيلة، لبدء حركة على أساسها، وفي 1962 بدأت الحركة».
السلاح والمال
في باب بعنوان «البحث عن السلاح والمال»، يبدأ قطب بالتأكيد على أن أي حركة إسلامية يجب أن تبدأ من إعادة تفهيم الناس معنى الإسلام ومدلول العقيدة، وهو «أن تكون العبودية لله وحده، سواء في الاعتقاد بألوهيته، أم الشعائر، أم التحاكم والخضوع إلى نظامه وشريعته وحدها»، ثم ينتقل إلى نقطة البدء التي حددها بنقل المجتمعات ذاتها حكامًا ومحكومين عن الطريق السالف إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في المجتمع.
وتابع: «لم يكن في أيدينا من وسائل ردّ الاعتداء التي أباحها لنا الدين إلا القتل والقتال؛ فوضعنا خطة تضمنت إزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومدير مكتب المشير، ومدير المخابرات، ومدير البوليس الحربي، ثم نسف بعض المنشآت التي تشلّ حركة المواصلات، لضمان عدم تتبع الإخوان فيها وفي خارجها كمحطات الكهرباء والكباري، اتفقنا على الإسراع في التدريب بعدما كنت أرى تأجيله ولا أتحمس له، باعتباره الخطوة الأخيرة في خط سير الحركة».
وتدربت المجموعة التي تزعمها «قطب» على صناعة المتفجرات والقنابل المحلية؛ لكنه لم يكتفِ بذلك؛ فأخبره علي عشماوي -آخر قادة النظام الخاص الذي أنشأه البنَّا عام 1940- أنه قدَّم طلبًا على سلاح من دولة عربية -لم يسمِّها- وهي كمية مُحمَّلة على عربة نقل تصل عن طريق السودان أو ليبيا.
وبعد انكشاف أمر التنظيم والقبض على سيد قطب، أبلغ زينب الغزالي (1917-2005) -قيادة نسائية إخوانية- التي كانت حلقة الوصل بينه وبين رموز الإخوان خارج السجن، أن تبلِّغ «عشماوي» بإلغاء وصول الأسلحة الآتية من السودان.
وفي كلمته الختامية، قال: «تدمیر حركة الإخوان والحركات الإسلامية المماثلة في المنطقة هدف صهيوني وصليبي استعماري، وهو وسيلة من وسائل تدمير العقائد والأخلاق في المنطقة، ومهما قیل في أخطاء الجماعة فإنها وقفت في وجه حركة الإلحاد المادي والانحلال الأخلاقي، التي كانت قد أخذت في المد في منطقة الشرق الأوسط».
أُعدم قطب في 29 أغسطس عام 1966؛ لكن أثره بقي، وفكره لم يزل، إذ يعتمد شباب الإخوان على أدبيات مُنظِّر الجماعة، في انتهاج العنف ورد الاعتداء الذي جعل سبيله إليه القتل والقتال دون غيره من الوسائل.