محمد مفتح.. طَبَخَ سُمّ الإرهاب في إيران فتجرَّع مرارته
الثلاثاء 19/يونيو/2018 - 09:35 ص
طباعة
آية عز
شهدت إيران على مدار عامين شديدي التوتر السياسي منذ 1977 حتى عام 1979 احتجاجات ضخمة ومظاهرات عارمة، تصدر زخمها الشعبي الإسلامويون ضد النظام الملكي، وحكم الشاه محمد رضا بهلوي، ونجحت -في النهاية- في إسقاط حكم الشاه بدعم من العديد من المنظمات اليسارية والإسلامية والحركات الطلابية الإيرانية.
سقوط حكم الشاه ترك فراغًا سياسيًّا رهيبًا، سرعان ما ملأه هؤلاء الإسلامويون القافزون على السلطة، مبادرين بإطلاق مسمى «الثورة الإسلامية» على عملهم، وهو الاسم الذي اختاره المرجع الديني آية الله روح الله الخميني، وتحولت إيران بين عشية وضحاها من دولة ملكية علمانية ومدنية، إلى «جمهورية إسلامية»، ليبدأ عصر الإسلام السياسي في المنطقة، ويتعزز الطموح لدى الإسلامويين الإيرانيين لاستنساخ تجربتهم في دول الشرق الأوسط، ولطالما أفرزت تلك التجربة شخصيات شيعية سياسية كان الدين لعبتها الأثيرة ومفتاح الأبواب المغلقة نحو السياسة، داعين لمزجهما معًا (الدين والسياسة) حتى لو كان السبيل الوحيد لإنجاز المهمة هو العنف، ومن بين تلك الشخصيات آية الله محمد مفتح، الذي تحل يوم (الثامن عشر من يونيو) ذكرى ميلاده التسعين.
يُعدُّ «مفتح» أحد أهم علماء الدين السياسيين الشيعة في إيران، رغم اعتراض قطاعات كبيرة من الشعب الإيراني على أفكاره الدموية المحرضة على العنف، إذ تسببت تلك الأفكار في إراقة دماء الكثيرين من الأبرياء من أبناء الشعب الإيراني على مدار العقود السابقة.
ولد مفتح بمدينة همدان عام 1928، لأسرة دينية متوسطة الحال، ووالده محمود مفتح أحد شيوخ همدان ووالدته فاطمة ثمالي.
وحرص والد مفتح على تعليمه أصول التشيع في سن صغيرة؛ حيث كان يصطحبه معه إلى مسجد مدينة همدان ليجلس معه ويستمعه وهو يلقن أبناء المدينة الدروس الدينية، وكان حينها في الرابعة من عمره، كما حرص على تعليمه الأدب والثقافة.
وعندما بلغ عامه السابع دخل مدرسة المدينة، ثم التحق بالمدرسة العلمية لما يُسمى بـ«ملا علي الهمداني».
رحل -وهو في سن الخامسة عشرة- إلى مدينة «قم» إحدى المدن الإيرانية، وبها أكبر مركز للشيعة في إيران، وهناك التحق بمدرسة «دار الشفاء»، وهي من كبرى المدارس في تلك المدينة التي تعمل على نشر التشيع بأي طريقة ممكنة، وجميع العلماء والباحثين الذين يعملون بها يعتبرون من أكثر الكارهين للمذهب السني، خاصة السنة الإيرانيين، ولهم فتاوى كثيرة تُحرض على استباحة دمائهم.
التحق بكلية الإلهيات والمعارف بجامعة طهران، وحصل على درجة الامتياز، ثم استكمل دراسته وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة.
وعقب أن انتهى من دراسته الجامعية وحصل على درجة الدكتوراه، اتجه إلى التدريس، وبدأ كمعلم في إحدى المدارس الثانوية بمدينة «قم»، ثم أنشأ جمعية ادعى أنها مركز ثقافي للتلاميذ في المدينة ذاتها.
لم يكن المركز ثقافيًّا ولا علميًّا للطلاب كم زعم مفتح، بل كان أول وأهم مجمع يُدرس المنهج الشيعي للنشء والبالغين من الطلاب الإيرانيين.
واستمر مفتح في عمله هذا حتى دخل عالم السياسية، وبدأ ينتقد الحكومة الإيرانية وسياساتها، ويحرض المواطنين على الخروج في وجه السلطة حينها، على الرغم أنه يعلم أن ما يقوم به مخالف للقانون؛ وبسبب استمراره في عمله السياسي غير القانوني تم طرده من التربية والتعليم في مدينة قم لفترة.
وعقب انتهاء مدة عقابه، ذهب إلى العاصمة الإيرانية طهران، وبدأ بالتدريس في كلية الإلهيات، وعام 1952 أصبح إمامًا لمسجد جاويد، وحوله حينها من مجرد مسجد شيعي إلى مكان سياسي ضد نظام حكم الشاه الملكي، ومروجًا لفكرة الثورة الإسلامية بقوة السلاح، حتى ألقت الأجهزة الأمنية في طهران القبض عليه.
وبعد فترة وجيزة أطلق سراحه، لكنه كان مُصرًّا على اختراق القانون وخلط الدين بالسياسة، خاصة بعد تحريضه المستمر وسعيه الدؤوب بأفكاره وخطبه ومركزه الديني لقلب نظام الحكم في إيران.
وفي ظهيرة يوم 27 مارس 1979 أمام مبنى كلية الإلهيات بجامعة طهران، لقي مصرعه على أيدي عناصر مسلحة لجماعة تسمى «الفرقان»، ونعاه روح الله الخميني في بيان يُعدُّ من أوائل البيانات الصادرة من الجمهورية الإيرانية الإسلامية في عام انتصار ثورتهم الإسلامية، بل أطلق الخميني على يوم اغتيال مفتح «يوم الوحدة بين الحوزة والجامعة»؛ تخليدًا لذكرى من طبخ سم الإرهاب والعنف واستباحة الدماء، فتجرع من مرارته بنفسه وبجثته الذي وراها التراب خلف مسجد فاطمة بنت موسى الكاظم في مدينة قم.
سقوط حكم الشاه ترك فراغًا سياسيًّا رهيبًا، سرعان ما ملأه هؤلاء الإسلامويون القافزون على السلطة، مبادرين بإطلاق مسمى «الثورة الإسلامية» على عملهم، وهو الاسم الذي اختاره المرجع الديني آية الله روح الله الخميني، وتحولت إيران بين عشية وضحاها من دولة ملكية علمانية ومدنية، إلى «جمهورية إسلامية»، ليبدأ عصر الإسلام السياسي في المنطقة، ويتعزز الطموح لدى الإسلامويين الإيرانيين لاستنساخ تجربتهم في دول الشرق الأوسط، ولطالما أفرزت تلك التجربة شخصيات شيعية سياسية كان الدين لعبتها الأثيرة ومفتاح الأبواب المغلقة نحو السياسة، داعين لمزجهما معًا (الدين والسياسة) حتى لو كان السبيل الوحيد لإنجاز المهمة هو العنف، ومن بين تلك الشخصيات آية الله محمد مفتح، الذي تحل يوم (الثامن عشر من يونيو) ذكرى ميلاده التسعين.
يُعدُّ «مفتح» أحد أهم علماء الدين السياسيين الشيعة في إيران، رغم اعتراض قطاعات كبيرة من الشعب الإيراني على أفكاره الدموية المحرضة على العنف، إذ تسببت تلك الأفكار في إراقة دماء الكثيرين من الأبرياء من أبناء الشعب الإيراني على مدار العقود السابقة.
ولد مفتح بمدينة همدان عام 1928، لأسرة دينية متوسطة الحال، ووالده محمود مفتح أحد شيوخ همدان ووالدته فاطمة ثمالي.
وحرص والد مفتح على تعليمه أصول التشيع في سن صغيرة؛ حيث كان يصطحبه معه إلى مسجد مدينة همدان ليجلس معه ويستمعه وهو يلقن أبناء المدينة الدروس الدينية، وكان حينها في الرابعة من عمره، كما حرص على تعليمه الأدب والثقافة.
وعندما بلغ عامه السابع دخل مدرسة المدينة، ثم التحق بالمدرسة العلمية لما يُسمى بـ«ملا علي الهمداني».
رحل -وهو في سن الخامسة عشرة- إلى مدينة «قم» إحدى المدن الإيرانية، وبها أكبر مركز للشيعة في إيران، وهناك التحق بمدرسة «دار الشفاء»، وهي من كبرى المدارس في تلك المدينة التي تعمل على نشر التشيع بأي طريقة ممكنة، وجميع العلماء والباحثين الذين يعملون بها يعتبرون من أكثر الكارهين للمذهب السني، خاصة السنة الإيرانيين، ولهم فتاوى كثيرة تُحرض على استباحة دمائهم.
التحق بكلية الإلهيات والمعارف بجامعة طهران، وحصل على درجة الامتياز، ثم استكمل دراسته وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة.
وعقب أن انتهى من دراسته الجامعية وحصل على درجة الدكتوراه، اتجه إلى التدريس، وبدأ كمعلم في إحدى المدارس الثانوية بمدينة «قم»، ثم أنشأ جمعية ادعى أنها مركز ثقافي للتلاميذ في المدينة ذاتها.
لم يكن المركز ثقافيًّا ولا علميًّا للطلاب كم زعم مفتح، بل كان أول وأهم مجمع يُدرس المنهج الشيعي للنشء والبالغين من الطلاب الإيرانيين.
واستمر مفتح في عمله هذا حتى دخل عالم السياسية، وبدأ ينتقد الحكومة الإيرانية وسياساتها، ويحرض المواطنين على الخروج في وجه السلطة حينها، على الرغم أنه يعلم أن ما يقوم به مخالف للقانون؛ وبسبب استمراره في عمله السياسي غير القانوني تم طرده من التربية والتعليم في مدينة قم لفترة.
وعقب انتهاء مدة عقابه، ذهب إلى العاصمة الإيرانية طهران، وبدأ بالتدريس في كلية الإلهيات، وعام 1952 أصبح إمامًا لمسجد جاويد، وحوله حينها من مجرد مسجد شيعي إلى مكان سياسي ضد نظام حكم الشاه الملكي، ومروجًا لفكرة الثورة الإسلامية بقوة السلاح، حتى ألقت الأجهزة الأمنية في طهران القبض عليه.
وبعد فترة وجيزة أطلق سراحه، لكنه كان مُصرًّا على اختراق القانون وخلط الدين بالسياسة، خاصة بعد تحريضه المستمر وسعيه الدؤوب بأفكاره وخطبه ومركزه الديني لقلب نظام الحكم في إيران.
وفي ظهيرة يوم 27 مارس 1979 أمام مبنى كلية الإلهيات بجامعة طهران، لقي مصرعه على أيدي عناصر مسلحة لجماعة تسمى «الفرقان»، ونعاه روح الله الخميني في بيان يُعدُّ من أوائل البيانات الصادرة من الجمهورية الإيرانية الإسلامية في عام انتصار ثورتهم الإسلامية، بل أطلق الخميني على يوم اغتيال مفتح «يوم الوحدة بين الحوزة والجامعة»؛ تخليدًا لذكرى من طبخ سم الإرهاب والعنف واستباحة الدماء، فتجرع من مرارته بنفسه وبجثته الذي وراها التراب خلف مسجد فاطمة بنت موسى الكاظم في مدينة قم.