«أبوزهرة».. قُطب التجديد الديني في الستينيات
الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:45 م
طباعة
حور سامح
ولد الشيخ محمد أحمد مصطفى، المعروف بـ«أبوزهرة»، عام 1898، في محافظة الغربية، حفظ القرآن الكريم، وتعلم القراءة والكتابة في الكُتَّابِ، ثم انتقل ليدرس في الجامع الأحمدي بطنطا، إحدى منارات العلم وقتها، وبعد 3 سنوات، انتقل لمدرسة القضاء الشرعي بالقاهرة، واستمر بها لـ8 سنوات، حتى حصل على درجة العالمية عام 1924، ثم اتَّجه إلى «دار العلوم» ليَنال معادلتها سنة 1927، كما اختير للتدريس في كلية أصول الدين، وشارك في تأسيس معهد الدراسات الإسلامية.
مدرسة القضاء الشرعي، كانت النواة الأولى للتجديد في الدين، ومحاربة الفكر المتطرف ونقد التراث، وبدأت على يد محمد عبده، الذي توفي قبل إتمامها، فتبناها وأعاد إحياءها سعد زغلول، وزير المعارف وقتها، وتخرج فيها عدد من العلماء، يملكون علوم الدين بالموازنة مع علوم الدنيا، وتمتعوا بقدر من المرونة في الدين، وتنقيح التراث من التشدد والتعصب، وكان لهم دور كبير في إثراء التاريخ الأدبي والعلمي والديني.
«أبوزهرة»، كان من خريجي هذه المدرسة، ومن أشهر القضايا التي وردت في كتاباته، ونقد فيها عددًا من شيوخ الأزهر، رده لأحاديث صحيحة؛ لأنه كان يرى مخالفتها للعقل والمنطق، وهو ما رفضه علماء الحديث؛ إذ يرون أن كل ما رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجب تصديقه.
وفي قضية الإسراء والمعراج، يقول «أبوزهرة»، فى كتابه «خاتم النبيين»: «إننا عند النظر الفاحص ننتهي إلى أن الإسراء إذا كان بالجسد والروح، فإن المعراج كان بالروح فقط، وإنه كان رؤية صادقة؛ لعدم وجود الأدلة المثبتة أنه كان بالجسد والروح من القرآن، ولوجود المعارض من النقل والعقل».
كما أرجع ورود بعض القصص الغريبة عن الدين، إلى أن المساجد كانت تمتلئ بالقصاصين، الذين يتلون القصص والخرافات بعضها صالح، وبعضها غير ذلك؛ مؤكدًا أن تلك القصص هي السبب في دخول الكثير من الإسرائيليات إلى كتب التفسير والتاريخ الإسلامي، ويرى أن القصص كانت تُروى من زاوية محددة، ووجود العديد من الطوائف والخلافات السياسية وقتها، جعل تلك القصص متحيزة، ولا تتسم بالنقل الموضوعي.
وكان يرى أن «المُؤلفة قلوبهم» من المسلمين، لم يكن إيمانهم حقًّا، وصنفهم بـ«الماديين»، الذين لا يهتمون سوى بالمال؛ حيث قال: «فبينما كان نصيب المجاهد من الغنيمة التي استولى عليها بسيفه أربع نِيَاق، كان نصيب أبي سفيان المترقب 100، وأولئك الذين ألفت قلوبهم ماديون، تجذبهم المادة أكثر مما يجذبهم الحق المجرد».
تبسيط أمور الدين
وفي مؤتمر التشريع الإسلامي المنعقد عام 1972، فَجَّرَ «أبوزهرة»، قضية هيجت أعضاء المؤتمر عليه وقتها؛ إذ أعلن اعتقاده بأن «الرجم» ليس من الدين الإسلامي، وأنها شريعة يهودية في الأساس، أقرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم نسخت في سورة «النور» بعد ذلك.
وعمل «أبو زهرة»، مديرًا لقسم الفتاوى في مجلة «لواء الإسلام»، واتسمت الفتاوى في تلك الفترة بقدر من تبسيط أمور الدين، والابتعاد عن التعقيد والتشدد؛ حيث وجد في فترة بداية انتشار وسيطرة الفكر الوهابي على العالم العربي.
يعد «أبوزهرة»، أحد رواد ودعاة التجديد الديني، وبرز ذلك في الفتاوى التي قدمها في تلك الفترة، والقضايا التي طرحها وناقشها في عدد من المؤتمرات، كذلك كتبه التي تناولت الدين بقدر من الموضوعية والتبسيط، بعيدًا عن التشدد والتطرف.
مدرسة القضاء الشرعي، كانت النواة الأولى للتجديد في الدين، ومحاربة الفكر المتطرف ونقد التراث، وبدأت على يد محمد عبده، الذي توفي قبل إتمامها، فتبناها وأعاد إحياءها سعد زغلول، وزير المعارف وقتها، وتخرج فيها عدد من العلماء، يملكون علوم الدين بالموازنة مع علوم الدنيا، وتمتعوا بقدر من المرونة في الدين، وتنقيح التراث من التشدد والتعصب، وكان لهم دور كبير في إثراء التاريخ الأدبي والعلمي والديني.
«أبوزهرة»، كان من خريجي هذه المدرسة، ومن أشهر القضايا التي وردت في كتاباته، ونقد فيها عددًا من شيوخ الأزهر، رده لأحاديث صحيحة؛ لأنه كان يرى مخالفتها للعقل والمنطق، وهو ما رفضه علماء الحديث؛ إذ يرون أن كل ما رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجب تصديقه.
وفي قضية الإسراء والمعراج، يقول «أبوزهرة»، فى كتابه «خاتم النبيين»: «إننا عند النظر الفاحص ننتهي إلى أن الإسراء إذا كان بالجسد والروح، فإن المعراج كان بالروح فقط، وإنه كان رؤية صادقة؛ لعدم وجود الأدلة المثبتة أنه كان بالجسد والروح من القرآن، ولوجود المعارض من النقل والعقل».
كما أرجع ورود بعض القصص الغريبة عن الدين، إلى أن المساجد كانت تمتلئ بالقصاصين، الذين يتلون القصص والخرافات بعضها صالح، وبعضها غير ذلك؛ مؤكدًا أن تلك القصص هي السبب في دخول الكثير من الإسرائيليات إلى كتب التفسير والتاريخ الإسلامي، ويرى أن القصص كانت تُروى من زاوية محددة، ووجود العديد من الطوائف والخلافات السياسية وقتها، جعل تلك القصص متحيزة، ولا تتسم بالنقل الموضوعي.
وكان يرى أن «المُؤلفة قلوبهم» من المسلمين، لم يكن إيمانهم حقًّا، وصنفهم بـ«الماديين»، الذين لا يهتمون سوى بالمال؛ حيث قال: «فبينما كان نصيب المجاهد من الغنيمة التي استولى عليها بسيفه أربع نِيَاق، كان نصيب أبي سفيان المترقب 100، وأولئك الذين ألفت قلوبهم ماديون، تجذبهم المادة أكثر مما يجذبهم الحق المجرد».
تبسيط أمور الدين
وفي مؤتمر التشريع الإسلامي المنعقد عام 1972، فَجَّرَ «أبوزهرة»، قضية هيجت أعضاء المؤتمر عليه وقتها؛ إذ أعلن اعتقاده بأن «الرجم» ليس من الدين الإسلامي، وأنها شريعة يهودية في الأساس، أقرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم نسخت في سورة «النور» بعد ذلك.
وعمل «أبو زهرة»، مديرًا لقسم الفتاوى في مجلة «لواء الإسلام»، واتسمت الفتاوى في تلك الفترة بقدر من تبسيط أمور الدين، والابتعاد عن التعقيد والتشدد؛ حيث وجد في فترة بداية انتشار وسيطرة الفكر الوهابي على العالم العربي.
يعد «أبوزهرة»، أحد رواد ودعاة التجديد الديني، وبرز ذلك في الفتاوى التي قدمها في تلك الفترة، والقضايا التي طرحها وناقشها في عدد من المؤتمرات، كذلك كتبه التي تناولت الدين بقدر من الموضوعية والتبسيط، بعيدًا عن التشدد والتطرف.