«المصطلحات الأربعة» لـ«المودودي» .. كتاب تكفير أغلب المسلمين
الثلاثاء 26/يونيو/2018 - 02:00 م
طباعة
وليد منصور
لا تُذكر الجماعة الإسلامية في باكستان إلا مقترنة باسم منظرها ومؤسسها وأبيها الروحي أبوالأعلى المودودي، أحد أبرز التكفيريين في العصر الحديث، عبر كتاباته الدموية التي تبيح قتل كل مخالف حتى لو كان مسلمًا، ومن أشهر تلك المؤلفات الإرهابية كتاب «المصطلحات الأربعة»، الذي يُفسر فيه المودودي أربعة مصطلحات هي: «الإله، والرب، والدين، والعبادة».
وألّف «المودودي» كتاب «المصطلحات الأربعة» على هيئة مقالات في البداية، نشرها في مجلة «تُرجمان القرآن» عام 1947 الباكستانية، ووقتئذٍ بدأ إعلان تأسيسه للجماعة الإسلامية، وتعتبر هذه المصطلحات بمثابة قواعد للجماعة التي أنشأها «المودودي».
والكتاب جاء في 138 صفحة، عبارة عن مقدمة وأربعة فصول، الأول؛ تعريف لمعنى الإله، والثاني؛ تفسير لمفهوم الرَّب، والثالث؛ يُعبر عن مفهوم معنى الدين، والرابع؛ يتناول تحليل وتفسير معنى العِبَادة، ولم يُترجم هذا الكتاب إلَّا للغة العربية فقط.
في مقدمة كتابه يتشدد «المودودي» إلى حدٍّ لم يسبقه إليه غيره من المتشددين المحسوبين على الفكر الإسلامي، فنراه يشدد على أهمية وضرورة تعليم المسلمين معاني المصطلحات الأربعة وفقًا لتفكيره، هو ورؤيته الشخصية فقط، وإلا فلا معنى لإسلامهم من الأساس، فيقول:
«في البداية لابد لمن أراد أن يدرس القرآن ويتفهم معانيه الصحيحة أن يعلم معاني هذه المصطلحات الأربعة، فإذا كان الإنسان لا يعرف ما معنى الإله، ولا ما معنى الرَّب، وما العبادة، وما تطلق عليه كلمة الدين، فلا جرم أن القرآن كله سيعود في نظره كلامًا مهملًا لا يُفهم من معانيه شيئًا، فلا يقدر أن يعرف حقيقة التوحيد أو يتفطن ما الشرك».
نافيًّا التوحيد عمن لم يتفهم معانيها، وبقي له تكفير كل من لم يحز نسخة من كتابه ويحفظ ما جاء فيه، وهذا من الغلو الذي يفكر به «المودودي» وينقله بل يفرضه بكتاباته.
وضيَّق «المودودي» معاني تلك المصطلحات الأربعة جدًّا بعد عصر نزول القرآن وتبدل معانيها، فهو يشير إلى أن معاني هذه المصطلحات قد تبدلت بعد عصر النبي (صلى الله عليه وسلم)، واختزال معانيها، وكذلك تكفير مبطن لإقراره أنه بعد هذا العصر لم يفهم المسلمون معاني هذه المصطلحات، فيقول:
«لما نزل القرآن في العرب، وعرض على الناطقين بالضاد، كان حينئذٍ يعرف كل امرئ منهم ما معنى الإله، وما المراد بالرَّب، وكذلك كانت كلمتا العبادة والدين شائعتين في لغتهم، ولكنه في القرون التي تلت ذلك العصر الزاهر جعلت المعاني الأصلية تتبدل لجميع الكلمات، وتلك المعاني كانت شائعة بين القوم عصر نزول القرآن، حتى أخذت تضيق كل كلمة من تلكم الكلمات الأربع عما تتسع له، وتحيط به من قبل، وعادت منحصرة في معانٍ ضيقة محدودة».
ويرجع «المودودي» سبب تضييق هذه المصطلحات إلى سببين، الأول؛ قلة الذوق العربي السليم، ونضوب معين العربية الخالصة في العصور المتأخرة، والثاني؛ أن الذين ولدوا في المجتمع الإسلامي ونشؤوا فيه لم يكن قد بقي لديهم من معاني كلمات الإله، والرب، والدين، والعبادة، ما كان شائعًا في العصر الجاهلي وقت نزول القرآن.
ووقع «المودودي» هنا في تكفير مبطن للمسلمين، إذ يقول: «إن المجتمعات الإسلامية بعد عصر النبي (صلى الله عليه وسلم)، قد بدأت في فقدان معاني المصطلحات الأربعة، وهو نوع من التجهيل للمجتمعات الإسلامية، كما أن حديثه عن فقدان المعاني الأربعة في القرآن الكريم يتعارض مع صريح كلام الله تعالى بحفظ كتابه الكريم، والحفظ هنا للفظ والمعنى، كما يتعارض مع حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): «لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس»، ويشير النبي إلى أنه ستكون طائفة تعلم كلام الله وتفهمه وتحقق معانيه، وبذلك يُخالف كلام «المودودي» مضمون ما جاء في القرآن والسُّنة.
يقول المودودي- «المُكفر» لا المًفكر- في تعريفه لـ«الإله»: إن أول ما ينشأ في ذهن الإنسان من الحافز على العبادة والتأله يكون احتياج المرء وافتقاره، وكان الإنسان ليخطر بباله أن يعبد أحدًا ما لم يظن أنه قادر على أن يسد خلته، وأن ينصره على النوائب، ويؤويه عند الآفات، وعلى أن يُسكِّن من روعه حال القلق والاضطراب، وكذلك اعتقاد المرء أن أحدًا ما قاضٍ للحاجات، ومجيب للدعوات، يستلزم أن يعبده أعلى منه منزلة وأسمى مكانة.
وهنا يخلط «المودودي» بين خصائص الألوهية وخصائص الربوبية، فما ذكره هو خصائص الربوبية التي تعني أن الله هو القادر والمالك، والخالق والرازق، والمدبر لشؤون خلقه، والغني والقوي، وهو الذي يمد ويرعى عباده، أما الإله فهو المتفرد والمستحق للعبادة، ومضمون توحيد الألوهية أن المسلم يؤمن بالله وحده، وهو ما يعني توحيد الله بأفعال العباد، فيكون من خلال توحيد الألوهية المسلم موحدًا لله قولًا وفعلًا، وهذا عكس ما ذكره «المودودي».
ويذكر كتاب «المصطلحات الأربعة» أن الذي يدعو غير الله ويفزع إليه في حاجاته بعد إيمانه بالله العلي الأعلى، فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه أن له شركًا في ناحية من نواحي السلطة الألوهية، وعلى غرار ذلك من يتخذ حكم أحد من دون الله قانونًا، ويتلقى أوامره ونواهيه وشريعة متبعة فإنه أيضًا يعترف بسلطته القاهرة.
كما يشير «المودودي» إلى أن أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة، فالفكرة المسيطرة عليه في تعريف الألوهية هي ربطها بالسلطة، فجعل الألوهية والسلطة تستلزم كل منهما الأخرى، كما جعل الدين وسيلةً للحصول على هذه السلطة، فجعل الدين وسيلة وليس هدفًا، وهو عكس ما جاء في القرآن الكريم في سورة الذاريات الآية 56: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»، أي أن هدف خلق الإنسان هو العبادة وليس السلطة.
ويفسر الكتاب توحيد الربوبية، بأنه هو مالك الأمر والنهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والإرشاد ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة، وقطب الاجتماع والمدنية، وكذلك هو مالك الملك، والآمر الناهي، وهو قوام الألوهية وعمادها، خاصة إلهية الإله.
وينتقل «المودودي» لتفسير مفهوم العبادة، فيقول: أن يُذعن المرءُ لعلاء أحد وغلبته، ثم ينزل له عن حريته واستقلاله، ويترك إزاءه كل المقاومة والعصيان، وينقاد له انقيادًا، وهي حقيقة العبودية عنده، ويعرفها بأنها معنى العبودية والإطاعة.
ويقول «المودودي» في تفسيره لمعنى «عبادة الطاغوت»: إن كل دولة وسلطة وكل إمامة أو قيادة تفتري على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه، وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد، فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة وتعبده لها ثم طاعته إياها، كل ذلك منه عبادة ولا شك للطاغوت.
ويُعد تفسير «المودودي» من أهم النقاط التي ترتكز إليها الجماعات التكفيرية في حكمها على الرؤساء والزعماء العرب، وفي تكفيرها للشعوب والمجتمعات، فيذكر التكفيريون أن رضاء الشعوب بالحكام الذين لا يطبقون الشريعة هم كفار رضوا بحُكم الطاغوت، وهو يدعو إلى ثورة حمل السلاح ضد الحُكَّام حتى لا يصبحون عبادًا للطاغوت.
ويأتي «المودودي» إلى تعريف معنى الدين، وهو آخر مصطلح من المصطلحات الأربعة، ويفسره بأن «كلمة الدين في القرآن تتركب من أربعة أجزاء، وهي: الحاكمية والسلطة العليا، والطاعة والإذعان لتلك الحاكمية والسلطة، والنظام الفكري والعملي المتكون تحت سلطان تلك الحاكمية، والمكأفاة التي تكافئها السلطة العليا لأتباع ذلك النظام والإخلاص له، أو التمرد عليه والعصيان له».
والملاحظ أن كل تفسيرات «المودودي» للدين هي مصطلحات سياسية، مع أن السلطة والحاكمية هي فرع من فروع الدين، إلا أنه في تفسيره جعلها هي كل الدين، ما أثر بشكل كبير في الحركات الإسلامية، وجعلهم يستخدمون السلاح والقتل من أجل الحصول على السلطة، بحجة أنها كل الدين، كما ذكر «المودودي» في كتابه.
وألّف «المودودي» كتاب «المصطلحات الأربعة» على هيئة مقالات في البداية، نشرها في مجلة «تُرجمان القرآن» عام 1947 الباكستانية، ووقتئذٍ بدأ إعلان تأسيسه للجماعة الإسلامية، وتعتبر هذه المصطلحات بمثابة قواعد للجماعة التي أنشأها «المودودي».
والكتاب جاء في 138 صفحة، عبارة عن مقدمة وأربعة فصول، الأول؛ تعريف لمعنى الإله، والثاني؛ تفسير لمفهوم الرَّب، والثالث؛ يُعبر عن مفهوم معنى الدين، والرابع؛ يتناول تحليل وتفسير معنى العِبَادة، ولم يُترجم هذا الكتاب إلَّا للغة العربية فقط.
في مقدمة كتابه يتشدد «المودودي» إلى حدٍّ لم يسبقه إليه غيره من المتشددين المحسوبين على الفكر الإسلامي، فنراه يشدد على أهمية وضرورة تعليم المسلمين معاني المصطلحات الأربعة وفقًا لتفكيره، هو ورؤيته الشخصية فقط، وإلا فلا معنى لإسلامهم من الأساس، فيقول:
«في البداية لابد لمن أراد أن يدرس القرآن ويتفهم معانيه الصحيحة أن يعلم معاني هذه المصطلحات الأربعة، فإذا كان الإنسان لا يعرف ما معنى الإله، ولا ما معنى الرَّب، وما العبادة، وما تطلق عليه كلمة الدين، فلا جرم أن القرآن كله سيعود في نظره كلامًا مهملًا لا يُفهم من معانيه شيئًا، فلا يقدر أن يعرف حقيقة التوحيد أو يتفطن ما الشرك».
نافيًّا التوحيد عمن لم يتفهم معانيها، وبقي له تكفير كل من لم يحز نسخة من كتابه ويحفظ ما جاء فيه، وهذا من الغلو الذي يفكر به «المودودي» وينقله بل يفرضه بكتاباته.
وضيَّق «المودودي» معاني تلك المصطلحات الأربعة جدًّا بعد عصر نزول القرآن وتبدل معانيها، فهو يشير إلى أن معاني هذه المصطلحات قد تبدلت بعد عصر النبي (صلى الله عليه وسلم)، واختزال معانيها، وكذلك تكفير مبطن لإقراره أنه بعد هذا العصر لم يفهم المسلمون معاني هذه المصطلحات، فيقول:
«لما نزل القرآن في العرب، وعرض على الناطقين بالضاد، كان حينئذٍ يعرف كل امرئ منهم ما معنى الإله، وما المراد بالرَّب، وكذلك كانت كلمتا العبادة والدين شائعتين في لغتهم، ولكنه في القرون التي تلت ذلك العصر الزاهر جعلت المعاني الأصلية تتبدل لجميع الكلمات، وتلك المعاني كانت شائعة بين القوم عصر نزول القرآن، حتى أخذت تضيق كل كلمة من تلكم الكلمات الأربع عما تتسع له، وتحيط به من قبل، وعادت منحصرة في معانٍ ضيقة محدودة».
ويرجع «المودودي» سبب تضييق هذه المصطلحات إلى سببين، الأول؛ قلة الذوق العربي السليم، ونضوب معين العربية الخالصة في العصور المتأخرة، والثاني؛ أن الذين ولدوا في المجتمع الإسلامي ونشؤوا فيه لم يكن قد بقي لديهم من معاني كلمات الإله، والرب، والدين، والعبادة، ما كان شائعًا في العصر الجاهلي وقت نزول القرآن.
ووقع «المودودي» هنا في تكفير مبطن للمسلمين، إذ يقول: «إن المجتمعات الإسلامية بعد عصر النبي (صلى الله عليه وسلم)، قد بدأت في فقدان معاني المصطلحات الأربعة، وهو نوع من التجهيل للمجتمعات الإسلامية، كما أن حديثه عن فقدان المعاني الأربعة في القرآن الكريم يتعارض مع صريح كلام الله تعالى بحفظ كتابه الكريم، والحفظ هنا للفظ والمعنى، كما يتعارض مع حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): «لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس»، ويشير النبي إلى أنه ستكون طائفة تعلم كلام الله وتفهمه وتحقق معانيه، وبذلك يُخالف كلام «المودودي» مضمون ما جاء في القرآن والسُّنة.
يقول المودودي- «المُكفر» لا المًفكر- في تعريفه لـ«الإله»: إن أول ما ينشأ في ذهن الإنسان من الحافز على العبادة والتأله يكون احتياج المرء وافتقاره، وكان الإنسان ليخطر بباله أن يعبد أحدًا ما لم يظن أنه قادر على أن يسد خلته، وأن ينصره على النوائب، ويؤويه عند الآفات، وعلى أن يُسكِّن من روعه حال القلق والاضطراب، وكذلك اعتقاد المرء أن أحدًا ما قاضٍ للحاجات، ومجيب للدعوات، يستلزم أن يعبده أعلى منه منزلة وأسمى مكانة.
وهنا يخلط «المودودي» بين خصائص الألوهية وخصائص الربوبية، فما ذكره هو خصائص الربوبية التي تعني أن الله هو القادر والمالك، والخالق والرازق، والمدبر لشؤون خلقه، والغني والقوي، وهو الذي يمد ويرعى عباده، أما الإله فهو المتفرد والمستحق للعبادة، ومضمون توحيد الألوهية أن المسلم يؤمن بالله وحده، وهو ما يعني توحيد الله بأفعال العباد، فيكون من خلال توحيد الألوهية المسلم موحدًا لله قولًا وفعلًا، وهذا عكس ما ذكره «المودودي».
ويذكر كتاب «المصطلحات الأربعة» أن الذي يدعو غير الله ويفزع إليه في حاجاته بعد إيمانه بالله العلي الأعلى، فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه أن له شركًا في ناحية من نواحي السلطة الألوهية، وعلى غرار ذلك من يتخذ حكم أحد من دون الله قانونًا، ويتلقى أوامره ونواهيه وشريعة متبعة فإنه أيضًا يعترف بسلطته القاهرة.
كما يشير «المودودي» إلى أن أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة، فالفكرة المسيطرة عليه في تعريف الألوهية هي ربطها بالسلطة، فجعل الألوهية والسلطة تستلزم كل منهما الأخرى، كما جعل الدين وسيلةً للحصول على هذه السلطة، فجعل الدين وسيلة وليس هدفًا، وهو عكس ما جاء في القرآن الكريم في سورة الذاريات الآية 56: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»، أي أن هدف خلق الإنسان هو العبادة وليس السلطة.
ويفسر الكتاب توحيد الربوبية، بأنه هو مالك الأمر والنهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والإرشاد ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة، وقطب الاجتماع والمدنية، وكذلك هو مالك الملك، والآمر الناهي، وهو قوام الألوهية وعمادها، خاصة إلهية الإله.
وينتقل «المودودي» لتفسير مفهوم العبادة، فيقول: أن يُذعن المرءُ لعلاء أحد وغلبته، ثم ينزل له عن حريته واستقلاله، ويترك إزاءه كل المقاومة والعصيان، وينقاد له انقيادًا، وهي حقيقة العبودية عنده، ويعرفها بأنها معنى العبودية والإطاعة.
ويقول «المودودي» في تفسيره لمعنى «عبادة الطاغوت»: إن كل دولة وسلطة وكل إمامة أو قيادة تفتري على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه، وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد، فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة وتعبده لها ثم طاعته إياها، كل ذلك منه عبادة ولا شك للطاغوت.
ويُعد تفسير «المودودي» من أهم النقاط التي ترتكز إليها الجماعات التكفيرية في حكمها على الرؤساء والزعماء العرب، وفي تكفيرها للشعوب والمجتمعات، فيذكر التكفيريون أن رضاء الشعوب بالحكام الذين لا يطبقون الشريعة هم كفار رضوا بحُكم الطاغوت، وهو يدعو إلى ثورة حمل السلاح ضد الحُكَّام حتى لا يصبحون عبادًا للطاغوت.
ويأتي «المودودي» إلى تعريف معنى الدين، وهو آخر مصطلح من المصطلحات الأربعة، ويفسره بأن «كلمة الدين في القرآن تتركب من أربعة أجزاء، وهي: الحاكمية والسلطة العليا، والطاعة والإذعان لتلك الحاكمية والسلطة، والنظام الفكري والعملي المتكون تحت سلطان تلك الحاكمية، والمكأفاة التي تكافئها السلطة العليا لأتباع ذلك النظام والإخلاص له، أو التمرد عليه والعصيان له».
والملاحظ أن كل تفسيرات «المودودي» للدين هي مصطلحات سياسية، مع أن السلطة والحاكمية هي فرع من فروع الدين، إلا أنه في تفسيره جعلها هي كل الدين، ما أثر بشكل كبير في الحركات الإسلامية، وجعلهم يستخدمون السلاح والقتل من أجل الحصول على السلطة، بحجة أنها كل الدين، كما ذكر «المودودي» في كتابه.