فتنة "المتوكل" والعقوبات الأمريكية تضع اليمن على حافة الهاوية

الإثنين 03/نوفمبر/2014 - 02:45 م
طباعة فتنة المتوكل والعقوبات
 
فيما يبدو أن المشهد اليمني يزداد تعقيدا في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد، ومؤسسة رئاسية على رأسها رئيس ضعيف لا يملك من أمره شئيا، فالرئيس عبد ربه منصور هادي، فوض من أجل تشكيل حكومة، مع مهلة الـ10 أيام، من قبل حكماء اليمن الذي عقده عبد الملك الحوثي في صنعاء.

عقوبات أمريكية

عقوبات أمريكية
وجاء سعي الولايات المتحدة الأمريكية لرفض عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، واثنين من زعماء الحوثيين، هما عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والرجل الثاني في الجماعة عبد الله يحيى الحكيم القائد العسكري للحوثيين.. اغتال أمس مسلح مجهول، يستقل دراجة نارية ويرجح أنه من عناصر تنظيم «القاعدة»، الأمين العام السابق لحزب «اتحاد القوى الشعبية» محمد عبد الملك المتوكل أثناء مرور الأخير من شارع الزراعة في صنعاء.
والمتوكل شخصية سياسية بارزة توصف بالاعتدال وهو أستاذ في جامعة صنعاء وحزبه قريب من جماعة الحوثيين وأحد الأحزاب الستة التي يتشكل منها تحالف «اللقاء المشترك»، وسبق أن نجا من حادث مماثل عام 2011..
وأكد دبلوماسيون أن واشنطن تقدمت بطلب رسمي يوم الجمعة الماضي، للجنة عقوبات اليمن التابعة لمجلس الأمن الدولي، لفرض حظر دولي على سفر الرجال الثلاثة، وتجميد أصول مملوكة لهم، على أن تبحث اللجنة الطلب الثلاثاء المقبل.
وقالت الولايات المتحدة في بيان نشرته "رويترز": "بدءا من خريف 2012 صار صالح أحد المؤيدين الرئيسيين للتمرد الحوثي. وبدءا من سبتمبر 2014، أخذ يحرض على زعزعة الاستقرار باليمن، لخلق مناخ من عدم الاستقرار يتيح القيام بانقلاب".
وطلبت الولايات المتحدة أيضا إدراج اثنين من زعماء الحوثيين على القائمة السوداء، هما عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، الرجل الثاني في الجماعة.
السعي الأمريكي البعض يراه محاولة لعودة الاستقرار وانتهاء العملية الانتقالية التي بدأت عقب تنحي الرئيس صالح عن الحكم وتولي الرئيس هادي، إلا أن الإدارة السيئة للرئيس اليمني وضعت البلاد في أزمات عدة.

اغتيال "المتوكل"

اغتيال المتوكل
الأمور لم تقف عند العقوبات على الرئيس صالح وقيادات الحوثي، بل امتدت إلى مرحلة الاغتيالات السياسية مع اغتيال الأمين العام السابق لحزب «اتحاد القوى الشعبية» محمد عبد الملك المتوكل أثناء مرور الأخير من شارع الزراعة في صنعاء.
والمتوكل شخصية سياسية بارزة توصف بالاعتدال، وهو أستاذ في جامعة صنعاء، وحزبه قريب من جماعة الحوثيين، وأحد الأحزاب الستة التي يتشكل منها تحالف «اللقاء المشترك» الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، وسبق أن نجا من حادث مماثل عام 2011. 
يُعد المتوكل، البالغ من العمر 72 سنة، من أبرز السياسيين الذين أسهموا في الحياة السياسية سواء من خلال موقعه في حزبه "اتحاد القوى الشعبية" كأمين عام مساعد للحزب، أو من خلال عمله الأكاديمي كأستاذ للعلوم السياسية في جامعة صنعاء.
بدأ المتوكّل مشواره من خلال الحقل الدبلوماسي كسكرتير أول في السفارة اليمنية في القاهرة، ثم انتقل لمجال الإعلام حيث عمل مديراً عاماً للصحافة في وزارة الإعلام اليمنية في العام 1968. وجمع في العام 1972 بين عمله في السياحة ورئاسة هيئة تحرير صحيفة "الثورة".
وتولّى المتوكّل مناصب عدة في عهد الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي ومن بينها تولّي وزارة التموين والتجارة.
وكان له في تلك الفترة إسهامات عدة في الحياة الثقافية والفنية في اليمن، حيث شارك في تأسيس المسرح اليمني للتمثيل سنة 1971م وتولى رئاسته حتى عام 1976 م.
وللمتوكّل مؤلفات وكتب عدة من بينها "نشأة الصحافة اليمنية مدخل إلى الإعلام والرأي العام والتنمية السياسية والحريات العامة وحقوق الإنسان"، والعديد من البحوث والدراسات العلمية التي نشر بعضها في مختلف الصحف والمجلات اليمنية والعربية وبعضها لم تنشر حتى الآن.
ويأتي اغتيال المتوكل ليكون مؤشرا مظلما علي مستقبل الأوضاع في اليمن، وسط مخاوف من بدء موجهة الاغتيالات السياسية التي قد تطول رموز سياسية عديدة في ظل ترجي الأوضاع الامنية وتعقد المشهد السياسي.

رؤية لليمن

رؤية لليمن
في ظل قوة الدولة متمثلة في مؤسساتها المختلفة سواء مؤسسة الرئاسة أو المؤسسات الأمنية الجيش والشرطة، بالإضافة إلى السعي إلى تشكيل حكومة برئاسة المهندس خالد بحاح، والحرب الدائرة والمتسعة بين الحوثيين من جانب وجماعة الإخوان وتنظيم القاعدة من جانب، ومظاهرات بالجنوب مطالبة بالانفصال يقودنا المشهد إلى مزيد من التعقيد وعدم ظهور في الأفق القريب أي استقرار لأوضاع بالبلاد.
في ختام هذه القراءة للمشهد العام في اليمن، يلخص لنا علي سيف حسن، رئيس منتدى التنمية السياسية، هذا المشهد كسياسي محترف ومطلع لمجمل ما يجري في البلد، خاصة بعد سيطرة "أنصار الله" على العاصمة، وانتشارهم في المحافظات، وصعودهم كلاعب رئيسي للوضع العام في اليمن، قائلا: حالياً نحن أمامنا مشهدان متوازيان؛ الأول ضيق محدد وحاد، متمثل في سلسلة معارك قتالية شرسة وقاسية ومميتة بين مقاتلي "أنصار الله" حصراً دون مشاركة أي من أنصارهم أو حلفائهم من جهة، وبين علي محسن ومجاميعه والقاعدة حصراً من جهة ثانية، مع ملاحظة أن علي محسن ومجاميعه ظلوا يتدثرون بعباءتي الدولة وحزب الإصلاح، إلى وقت قريب، حيث نزعت عنه الدولة عباءتها مع حرب دماج، ونزع عنه حزب الإصلاح عباءته بعد معركة عمران؛ الأمر الذي جعله ومجاميعه مكشوفين سياسياً ومعنوياً. وفي هذا المشهد المعركة الدموية المميتة لا الدولة ولا المجتمع ولا أي من الأحزاب السياسية مشاركون فيها.
ويضيف حسن: أما المشهد الثاني العريض والواسع، فهو عبارة عن معركة سياسية شاملة، مع أنها سلمية، إلا أنها قاسية وشرسة حد المكاسرة، وكل الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية منخرطون ومشاركون فيها من خلال شبكة معقدة ومتداخلة من التحالفات البرامجية منها والانتهازية، إلى حد يجعل من غير الممكن رسم خطوط فاصلة ومحددة بين التحالفات المشتركة في هذه المعركة السياسية.
وأضاف: المعركة السياسية بالرغم من قساوتها الحالية، إلا أنها ستشهد الكثير من التذبذبات في الحدة، كما أنها ستشهد تغييراً في شبكة التحالفات بين فترة وأخرى، وهي معركة طويلة المدى، ولا أحد يستطيع أن يتوقع نتيجتها، لكن ما هو معلوم بالضرورة أنها لا تهدف إلى إزالة وجود أي من الأطراف المشاركة فيها.
ويصل علي سيف إلى أن اللون النهائي الذي سيُصبغ به النظام السياسي القادم، لن يشبه لون أي من الأطراف المتنافسة، لكنه سيكون أقرب إلى لون الطرف الأكثر فعالية والأكثر كفاءة في التكيف مع المتغيرات، والأكثر مهارة في إدارة التحالفات، وسيستغرق هذا الأمر من 5 إلى 10 سنوات، قبل أن يتضح ويستقر لون النظام السياسي القادم.
والآن في ظل الفوضى الأمنية، والتظاهرات للحراك الجنوبي، والحرب الضروس بين الحوثيين واليمن والقاعدة، ودخول اليمن مرحلة الاغتيالات السياسية ومع العقوبات المتوقعة على "صالح" وقيادات الحوثيين- هل بات مستقبل اليمن مظلما؟

شارك