الإخوان المسلمون .. والسعودية.. دعم وتأييد هنا.. حظر وتقييد هناك
الخميس 06/نوفمبر/2014 - 05:13 م
طباعة
مدخل
على الرغم من تشابه الأجواء والظروف التي اكتنفت نشأة روافد لجماعة "الإخوان" في مناطق متفرقة من العالم، فإن علاقة الجماعة بالمملكة العربية السعودية تمثل استثناءً بارزًا في هذا السياق، خاصةً أن هذا الاستثناء لم تزل له أصداؤه التي يمكن قراءتها بوضوح في ظل هذه العلاقة.
ولفهم هذه العلاقة منذ بداياتِها تجدر الإشارةُ إلى بعض الشواهد الدالة على ملامحها، ومنها أنه عندما جاء قيادات تنظيم الإخوان إلى السعودية اتخذوا قراراً كانوا متمسكين به، وهو عدم العمل التنظيمي بين السعوديين على الإطلاق"، وذكر بعضهم أن دواعي العمل التنظيمي في مصر لم تكن قائمة في السعودية ولا حاجة لها، وأن ما أقيم التنظيم من أجل تحقيقه في مصر قائم ومتحقق في السعودية، والمقصود به تفعيل وتطبيق مواد الشريعة الإسلامية.
شاهد تاريخي آخر يمكن الاعتماد عليه في فهم العلاقة بين المملكة السعودية وجماعة الإخوان، وهو ما تواتر على لسان مؤسس المملكة السعودية الملك عبدالعزيز، عندما حسم وضع جماعة الإخوان في المملكة، بعدما طالبه مؤسس الجماعة حسن البنا بتدشين فرع للجماعة في المملكة، وهو ما رفضه الملك عبد العزيز وقال وقتذاك: "كلنا إخوان مسلمون".
وربما أثار الداعية الإخواني المثير للجدل يوسف القرضاوي، نقاشاً بعدما قال إن قيادات الإخوان في مصر عندما جاءوا إلى السعودية في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كان لهم تنظيمهم الخاص، وأن مناع خليل القطان كان على رأس هذا التنظيم، إلا أن الكثير من قيادات الجماعة وخبراء الحركات الإسلامية لم يتحمسوا لذلك الأمر، كون النظام الديني السلفي (الوهابي) نسبة إلى الإمام محمد عبدالوهاب، في المملكة العربية السعودية، حال دون إفساح المجال للإخوان في إقامة تنظيم لهم هناك، خاصة أن دعاة السلف في السعودية دخلوا فيما بعد سجالات فقهية مع قيادات الإخوان، لدرجة إدراج دعاة السعودية جماعة الإخوان ضمن المذاهب الإسلامية الضالة.
وعلى الرغم من أن قيادات جماعة الإخوان، الذين توجهوا إلى المملكة السعودية في الخمسينات، وتمكنوا خلال فترة حكم الملك فيصل ابن عبدالعزيز من إقامة إمبراطورية اقتصادية واسعة، إلا أن الجماعة ظلت بلا تنظيم حقيقي في المملكة العربية السعودية.
والمُتتبع لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، يجد أنها مرت بمراحل مختلفة بدأت بقوة في العلاقة واختتمت في نهاية المطاف بالشقاق، إلى الدرجة التي وصل فيها الأمر إلى تصنيف المملكة للجماعة بالإرهابية، على خطى النظام المصري الذي أدرج الجماعة ذاتها إرهابية نوفمبر 2013، في إشارة إلى تدشين تحالف إقليمي بين مصر والسعودية والإمارات المتحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية.
اللافت للنظر كذلك، أن استقرار علاقة المملكة السعودية بتنظيم الإخوان، كان متوقفًا على شكل علاقة المملكة بالإدارة المصرية وقتذاك، ففي الوقت الذي كانت تشهد فيه العلاقات بين المملكة والجماعة حالة من الاستقرار، كانت العلاقة مع الحكومة المصرية متوترة، واستمرت العلاقة بين الطرفين، يحكمها تلك الجدلية حتى وقتنا هذا، استقرار العلاقة بين المملكة والجماعة يعني توتر العلاقة بين المملكة والحكومة المصرية والعكس صحيح.
إذًا ارتبطت جماعة الإخوان بعلاقة تاريخية مع المملكة السعودية منذ نشأة كلاهما، وحظى أعضاء الجماعة بمكانة مرموقة في عهد الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، ثم ابنه سعود، وزاد نشاطها في جميع المجالات في عهد الملك فيصل، لكن سرعان ما تدهورت في عهد الملك فهد لمعارضة الجماعة الاستعانة بالولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية لإخراج العراق من الكويت.
ووصلت العلاقة بين المملكة السعودية والإخوان إلى طريق مسدود خلال فترة الملك عبد الله، خاصة أنه مع قيام ثورات الربيع العربي بدأت العناصر المحسوبة على "الإخوان" داخل المملكة تطالب بالإصلاح، مما جعل هناك حساسية بين الجماعة.
وبحسب الكثير من المراقبين فإن جماعة الإخوان تواجه بعد ثورة 30 يونيه التي أطاحت بحكم الجماعة في البلد الأم (مصر) التي نشأت فيها الجماعة، أحلك أوقاتها، حيث صُنفت الجماعة إرهابية، وتم حل الحزب قضائياً، ويواجه حالياً مرشد الجماعة محمد بديع حكمين بالإعدام في أول درجات التقاضي، فضلاً عن مواجهة قيادات الجماعة من الصفين الأول والثاني اتهامات بالضلوع في أعمال عنف وقتل المتظاهرين.
ورجح العديد من الخبراء المتخصصين في شؤون الحركات الإسلامية، أنه في حال استمرار الأنظمة العربية، على ذلك النهج مع جماعة الإخوان، فمن المتوقع تلاشي الجماعة نهائياً، خاصة وأن الجماعة في فترة حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر كانت تواجه نفس الظروف، وكانت في طريقها إلى الاندثار، لولا المواءمات التي أقامهما معهم الرئيس الأسبق أنور السادات، ولعل تلك الفترة كانت البدايات الأولى لعلاقة قوية ومتينه للجماعة في المملكة العربية السعودية التي كانت تحت إمرة الملك فيصل بن عبدالعزيز.
البدايات الأولى للإخوان في السعودية
حسن البنا في الحج
يمكن رصد البدايات الأولى لجماعة "الإخوان" في المملكة العربية السعودية، في سفر مؤسس تنظيم "الإخوان"، حسن البنا، للحج حيث كانت حجته الأولى بعد تأسيس الجماعة، لكن أهمية الزيارة، جاءت بعد رفض مصر الاعتراف بالدولة السعودية الوليدة نتيجة ضغوط الاحتلال الإنجليزي وقتذاك.
البنا لقى ترحيبًا رسميًا واسعًا، من قيادات المملكة، حيث سُمح له بإلقاء كلمة في المؤتمر السنوي الذى كان يقيمه الملك عبدالعزيز لكبار ضيوف الحج، معرباً عن موافقته بتأسيس الدولة الجديدة تحت إمارة الملك عبد العزيز، كما اعتبرته جريدة "أم القرى" السعودية الرسمية من كبار حجاج هذا العام، وقالت في عنوانها الرئيس "حسن البنا.. على الرحب والسعة"، وكانت للبنا زيارة أخرى للملكة السعودية حيث عمل مدرساً في المعاهد السعودية، لكن لم تكن الجماعة قد تم تأسيسها بشكل رسمي، إلا انه يمكن القول إن زيارات مؤسس الإخوان حسن البنا للملكة السعودية باتت ذات شكل خاص.
والأمر الذي يعكس استمرار عمق العلاقة بين المملكة السعودية والإخوان، أنه وبعد مقتل البنا استمرت العلاقة الطيبة بين الإخوان والمملكة، خاصة في فترة ولاية المرشد حسن الهضيبي الذى زارها في يونيه من عام 1954، وحظى بتكريم كبير من الملك عبد العزيز، لذلك يمكن استنتاج ملاحظة أنه في الوقت الذي كانت الجماعة على علاقة طيبة بالمملكة السعودية كانت علاقة بين المملكة ومصر مضطربة.
والسبب في توتر العلاقة بين مصر والسعودية، والتي وصلت إلى القطيعة هي واقعة "المحمل" 1925، حيث كان المُتبع وقتذاك في موسم الحج أن يأتي "المحمل الشريف" - كسوة الكعبة - من مصر مصحوباً بعسكر وفرقة موسيقية عسكرية مصرية، وعندما دخل المحمل مكة المكرمة عارضه مجموعة من الحجاج التي تقول بعد التقارير إنهم من المنتمين لجماعة الإخوان وقاموا بإلقاء الحجارة عليهم، محتجين على وجود الفرقة الموسيقية، الأمر الذي دفع الضابط المصري إلى فتح النار عليهم، وأسفر ذلك عن وقوع قتلى وجرحى، وأخذت مصر موقفاً من هذا الحادث وقطعت علاقاتها مع الملك عبد العزيز وأوقفت "الميرة" - وهي المساعدات والصدقات المقررة التي تبعث سنوياً من مصر مع المحمل، واستمر التوتر في العلاقات بين البلدين حتى وفاة الملك فؤاد واعتلاء الملك فاروق عرش مصر في (1935م) وحينها تحسنت العلاقة نسبياً.
والمملكة العربية السعودية كانت في بدايتها عبارة عن قبائل متفرقة، وعملت كل قبيلة على نشر نفوذها على مناطق معينة، وفي هذا المناخ ظهر الشيخ محمد بن عبدالوهاب المولد عام 1703 والذي توفى في 1791، والذي أسس الحركة الوهابية، والتي رعاها محمد بن سعود، ومن هنا التقت السلطة الدينية بقوة السلطان، وعندما جاء عبدالعزيز آل سعود ووحد هذه الممالك عام 1926 تبنى الفكر الوهابي في بلده، وكانت تعرف البلاد بالحجاز حتى أطلق عليها رسميًا اسم المملكة العربية السعودية عام 1932.
محب الدين الخطيب
ورصدت بعض التقارير أول اتصالات بين جماعة الإخوان والمملكة السعودية، حينما اتصل الشيخ محب الدين الخطيب، بمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، وعرض عليه السفر للعمل كمدرس في المعاهد السعودية، وكان ذلك في نوفمبر 1928، إلا أن بعض التقارير الإعلامية تقول إن البنا طلب رسمياً من الملك عبدالعزيز في عام 1936، إنشاء فرع لجماعة الإخوان المسلمين في السعودية، إلا أن موقف الملك عبد العزيز الرافض للأمر حدده في قوله للبنا: "كلنا إخوان مسلمون".
وبقول أحد أبرز المتخصصين في حركات الإسلام السياسي في الخليج العربي هاشم عبدالرازق الطاني في الإشارة إلى رغبة الإخوان إنشاء فرع للجماعة في المملكة السعودية: "رغم ذلك لم يتمكن تنظيم الإخوان المسلمين من فتح فرع له في المملكة العربية السعودية، ورفضت كل الطلبات التي قدمت من قيادات الإخوان بهذا الشأن". {التيار الإسلامي في الخليج العربي - دراسة تاريخية، بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، الطبعة الأولى2010 ص136}، ولعل ذلك هو السبب الرئيس الذي دفع الجماعة إلى التركيز على نشر أدبياتهم من خلال البعثات الدعوية إلى المملكة.
الثورة اليمنية (1948) وبداية توتر علاقة الجماعة بالمملكة:
الثورة اليمنية
كانت ثورة اليمن 1948، والتي أطلق عليها (ثورة الدستور) بقيادة الإمام عبد الله الوزير على المملكة المتوكلية اليمنية في 17 فبراير 1948 لإنشاء دستور للبلاد، بداية توتر العلاقة بين السعودية والإخوان المسلمين، حيث لعبت الجماعة دوراً بارزا في الثورة اليمينة، يقول محمود عبدالحليم محمود عبد الحليم عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين (1917م - 1999م) وهو أول مؤرخ لتاريخ الجماعة في كتابه الموسوعي "الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ"، "الإخوان شاركت بقوة في ثورة اليمن، ونجد أنفسنا أمام شخصيتين من غير اليمنيين كانا قطبي رحى هذه الثورة هما: الفضيل الورتلاني وعبد الحكيم عابدين، والورتلاني جزائري يعد أحد أخطر أتباع البنا وعابدين صهر البنا".
وأبدى الإخوان وقتذاك غضبهم من الملك عبدالعزيز لوقوفه ضد هذه الثورة، فضلاً عن التناغم المصري وقتذاك مع الموقف السعودي، فحدث تقارب بين مصر والسعودية في حين توترت العلاقة بين المملكة السعودية والجماعة، حيث أصبحت السعودية منذ ذلك الوقت حذرة في تعاملها مع حسن البنا، فلم تسمح له بالحج في عام 1948 إلا بعد تعهده بعدم الخطابة والكلام في السياسة، إلى الدرجة التي ترصد فيه بعض التقارير أن البنا شن هجوماً على الملك عبدالعزيز، فضلاً عنه تشكيكه في أحد أبرز مستشاري الملك عبدالعزيز.
محنة الخمسينيات وعودة الدفء بين الجماعة والمملكة
جمال عبد الناصر
يمكن رصد نقطة جديدة لعلاقة الجماعة بالمملكة السعودية، خاصة بعدما ذكرنا أن العلاقة بين الطرفين توترت على خلفية ثورة اليمن، وذلك بعدما ناصب أعضاء الجماعة "ثورة الضباط الأحرار" في 23 يوليو 1952 العداء، حيث رد النظام الناصري عداء الجماعة بعداء أشرس وأقسى، فكان حل الجماعة الثاني، ثم البدء في حملة اعتقالات في 1954، فأودع الإخوان السجون وتعرضوا للاعتقال والتنكيل، وأعدم بعض رموزهم، أبرزهم سيد قطب، فيما هرب آخرون إلى السعودية ودول الخليج.
وزاد نشاط الجماعة في السعودية بشكل واضح في فترة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية في الفترة بين (1964 وحتى 1975)، والذي تُشير بعض التقارير إلى وساطة الملك سعود بين الإخوان والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خاصة مع إصرار النظام على تنفيذ حكم الإعدام على سيد قطب وآخرين، إلا ان محاولاته فشلت، وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه، فأمر الملك فيصل بطباعة مؤلفات قطب على نطاق واسع، فضلاً عن اتجاه قيادات الجماعة المفرج عنهم من السجون إلى السعودية حيث كانت ملاذًا أمنًا لهم، فمنح بعضهم الجنسية السعودية، وكان أبرزهم الشيخ مناع القطان، الذي يعتبر الأب الروحي للإخوان بالمملكة، والشيخ عشماوي سليمان، ومصطفى العالم.
وفُتحت المملكة أمام كوادر "الإخوان" أبواب الوظائف في قطاعات عدة أهمها التعليم الجامعي، كما تسلم الإخوان إدارة (الندوة العالمية للشباب الإسلامي)، وتم تسهيل عمل "الإخوان" داخل السعودية شريطة أن يكتفي الإخوان بالنشاط الدعوي والفكري وألا يقوم الإخوان بأي نشاط سياسي علني.
ويُبرر خبراء في حركات الإسلام السياسي أسباب احتضان الملك فيصل ابن عبدالعزيز، لجماعة الإخوان، هو الصراع والشقاق بينه وبين الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، الذي وصل في بعض أوقاته إلى التلاسن بين الطرفين.
الخميني
أحدثت الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني في إيران 1979، توتراً جديداً بين المملكة العربية السعودية وجماعة الإخوان التي أبدت تأييدها للثورة الإيرانية، الأمر الذي أغضب المملكة السعودية من الجماعة.
حيث بدى أن جماعة الإخوان مؤيده للثورة الإيرانية، ومن أشكال دعم الإخوان للثورة الإيرانية، تشجيع حسن البنا على التقارب بين السنة والشيعة، وخطى على منهجه المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان عمر التلمساني، الذي كتب مقالاً في مجلة الدعوة العدد 105 يوليو 1985 بعنوان ( شيعة وسنة) قال فيه: "التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن، ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نوّاب صفوي".، يقول أيضاً: "وبعيداً عن كل الخلافات السياسية بين الشيعة وغيرهم، فما يزال الإخوان المسلمون حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بين المذاهب المختلفة في صفوف المسلمين"، والملاحظ أن مرشد الإخوان المسلمين التلمساني كتب الكلام في عام 1985م أي بعد أن مضى على قيام الثورة الخمينية بستة أعوام.
كما قام الإخوان باستئجار طائرة خاصة لقيادات الجماعة من عدة دول للقيام برحلة تهنئة للخميني في طهران بنجاح الثورة .
كما كان موقف "الإخوان" من غزو الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت ورفضها الاستعانة بالقوات الأمريكية، ليُعلن بعدها رسميًا بدء مرحلة جديدة شابها الكثير من تقطيع جذور الحركة، وتعرض بعض المحسوبين على الإخوان كعوض القرني وسلمان العودة للسجن بسبب موقفهم.
وقد حاول الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي كسر جبل الجليد بين المملكة السعودية وجماعة الإخوان، قبل عزله في يونيه 2013، إلا أن تلك المحاولة فشلت واستمرت العلاقة المتوترة بين الطرفين، لتكون السعودية من أوائل الدول التي اعترفت بشرعية ثورة 30 يونيه 2013 التي أطاحت بالإخوان من الحكم.
بعد ثورة يناير دخلت العلاقة في طور جديد لموقف السعودية المتحفظ من الثورة، وحينها سحبت المملكة سفيرها من مصر في أيام المجلس العسكري برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، على إثر كتابة كلمات مسيئة على جداريات السفارة، وحينها، لم توافق المملكة على إعادة السفير، فقام الوفد البرلماني المصري في نفس الوقت بزيارة المملكة بقيادة سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب وقتها، وحينما وصل الوفد الرياض قام الملك عبدالله بالترحيب به شخصياً وخلال كلمته في هذه المناسبة ذكر العلاقات بين المملكة وبين جماعة الإخوان المسلمين ووافق على إعادة سفير مصر، إلى أن فاز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، وأصبحت العلاقة فاترة بين الطرفين.
نشاط جماعة "الإخوان" في السعودية:
الملك عبدالله بن عبدالعزيز
كما أوضحنا سابقاً أن جماعة "الإخوان" في المملكة السعودية لم يكن لها دوراً بارزاً من بعد حرب الخليج 1991، بالتزامن مع فترة حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بينما كانت فترة حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك السعودية في الفترة بين (1964 - 1975) من أكثر فترات الجماعة نشاطاً في المملكة العربية السعودية، إلى الدرجة التي سعى فيها الملك فيصل إحداث تقارب بين الرئيس الأسبق أنور السادات وجماعة "الإخوان".
ويمكن إجمال نشاط الإخوان في تلك المرحلة، في سيطرتهم على المناحي التعليمية، خاصة في الجامعات، في عقدي السبعينيات والثمانينيات، وكذلك على المنابر الإعلامية، ولا يعرف على وجه الدقة عدد المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين في السعودية، كما لا يوجد لديهم ما يسمى "المراقب العام للجماعة" كما في الأردن وسوريا على سبيل المثال.
وفي الوقت الذي أشارت فيه يعض التقارير أن "الإخوان" لم يكن لهم تنظيم خاص بالشكل المعروف بسبب طبيعة السعودية التي انتهجت المنهج الوهابي والذي استند إلى السلطة منذ نشأته، إلا أن بعض قيادات الإخوان، ومن بينهم يوسف القرضاوي، يؤكدون أن الإخوان في مصر عندما جاءوا إلى السعودية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، كان لهم تنظيمهم الخاص، وأن مناع خليل القطان كان على رأس هذا التنظيم، فيما أكد البعض أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قرارا وكانوا متمسكين به، وهو عدم العمل التنظيمي بين السعوديين على الإطلاق، وذكر بعضهم أن دواعي العمل التنظيمي في مصر لم تكن قائمة في السعودية ولا حاجة لها، وأن ما أقيم التنظيم من أجل تحقيقه في مصر قائم ومتحقق في السعودية.
إذن يمكن القول أن وجود النظام الديني السلفي (الوهابي) نسبة إلى الإمام محمد عبدالوهاب، في المملكة العربية السعودية، حال دون إفساح المجال لتنظيم الإخوان في إقامة تنظيم لهم هناك، خاصة وأن دعاة السلف في السعودية دخلوا في سجالات فقهية مع قيادات الإخوان، لدرجة إدراج دعاة السعودية جماعة الإخوان ضمن المذاهب الإسلامية الضالة.
ويطرح بعض المراقبين تقسيماتٍ للإخوان المسلمين في السعودية، حيث يقسمهم البعض إلى مجموعة فكرية باعتبار بعضهم "بنائيين" نسبةً لحسن البنّا، و"قطبيين" نسبة لسيد قطب، والبعض يطرح تقسيمهم حركيا لثلاثة أقسامٍ كالآتي:
1 - "إخوان الحجاز": وهم منتشرون في الحجاز والجنوب والمنطقة الشرقية، ولهم وجودٌ لا بأس به في بقية المناطق، ويعدّون أقوى تنظيمات الإخوان في السعودية، فهم الأكثر تنظيما وتأثيرا وانتشارا.
2 - "إخوان الرياض" أو القيادة العامة: وهم نخبة من الإخوان المسلمين ليس لهم تأثير أو انتشار كبيران، ويكاد نشاطهم يقتصر على المشاركة في بعض البيانات الجماعية التي ظلت لفترةٍ طويلة تمثل أنياب الإسلام السياسي في السعودية من شتى التيارات وبالدمج بينها بحسب كل حدثٍ أو موضوع.
3- "إخوان الزبير": وهم مجموعة من أهل الزبير، أو "الزبارة"، وهم مجموعة من العوائل السعودية هاجرت في السابق لبلدة الزبير في جنوب العراق وانتسب بعضهم لجماعة الإخوان المسلمين هناك، وبعضهم لحق بالتنظيم أثناء الاجتماعات العائلية التي يعقدها أهل الزبير كآلية للتواصل الاجتماعي بينهم بعد عودتهم للسعودية.
ويمكن القول أن هناك صعوباتٍ جمةٍ في التعرف على تنظيم "الإخوان" في السعودية، بينها: شحّ المصادر المستقلة التي تتناوله مباشرةً، والسريّة التي تعتمد عليها هذه الجماعة أكثر من اعتمادها على العلنيّة، حيث ما تعلنه لا يعبّر عن حقيقتها بالقدر الذي يعبر عنها ما تخفيه.
ولعل تصريح ولي العهد وزير الداخلية الراحل الأمير نايف، حول موقفه من "الإخوان" يوضح مدى تأزم العلاقة بين الجماعة والمملكة، حيث اعتبر الإخوان مسؤولين عن إفساد الأمة واستخدام الدين لتحقيق مآرب سياسيةٍ صغيرةٍ.
ومع توتر العلاقة بين المملكة والجماعة، حمل بعض المحللين موجة العنف التي شهدتها السعودية في الأعوام الأخيرة، حتى صدر قرار ملكي في 7 مارس 2014، باعتبار جماعة الإخوان المسلمين في السعودية و خارجها جماعة إرهابية، وجرم البيان من ينظم إليها أو يمولها أو يؤيدها أو يُبدي التعاطف معها أو يستخدم شعاراتها أو يتواصل معها أو يستخدم ما اعتبره البيان رموزاً للجماعة كإشارة رابعة العدوية مثلا ً في مواقع التواصل الاجتماعي أو خارجها.
المرتكزات الفكرية للإخوان المسلمين في السعودية:
1 - العمل على تقديم أطروحات فقهيةٍ جديدةٍ، تمنح مجالاتٍ أرحب في التعامل مع مؤسسات الدولة، وتُرسي طورًا جديدًا في التعاملات الإسلامية.
2- العمل على إعادة كتابةٍ جديدةٍ للمشهد التاريخي في السعودية، بحيث تتم إعادة رسم المشهد بأولويات ومعايير جديدةٍ يراد منها بناء جذورٍ تاريخية ودينيةٍ لتيارٍ جديدٍ يتشكل وهو في مرحلة تطويرٍ مستمرةٍ.
3- التركيز على الأمور الحقوقية لتصبح أداة ضغطٍ سياسيةٍ يمكن من خلالها وبالتحالف مع المؤسسات الغربية، (حكوميةً أو حقوقية أو إعلامية)، لتشكيل ضغط على صانع القرار السياسي.
4 - العمل على تنقية المفاهيم وإعادة بنائها من جديد، مثل إعادة تفسير مصطلحات "التوحيد" و"الدولة"، و"الشريعة" و"العدالة"، ونحوها من مفاهيم دينية لها دلالاتٌ تراثيةٌ في النظرية السياسية السنية تتم إعادة تفسيرها بهدف أدلجتها وتوظيفها سياسيا.
5 - العمل على توحيد الخطاب والتوجه السياسي كي يكون من القوة فرض نفسه على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي برمّته.
أسباب تخوف المملكة السعودية من تنظيم "الإخوان"
وقد أجمل عدد من الخبراء أسباب تخوف المملكة العربية السعودية من تنظيم "الإخوان" في عدة نقاط بينها:
- تغلغلهم في مؤسسات الدولة، ووصولهم لبعض المناصب الهامة.
- خبرتهم الطويلة في العمل السري الموالي لأجندة الجماعة الأم والتنظيمات المحلية السرية.
- سيطرتهم على موارد مالية ضخمةٍ سواء من خلال مؤسسات رسمية أو خيرية.
- سيطرتهم مدة طويلة على مؤسسات التعليم العام، وبالتالي اعتقالهم لأفكار أجيال من المسؤولين الذين وإن لم ينتسبوا لهم علنيا لكنهم تخرجوا من مدرستهم وتم اعتقال أفكارهم وتصوراتهم.
- سيطرتهم على التعليم العالي لعقودٍ.
- قدرتهم الخطيرة على نشر الضغائن وإثارة الإحن بين المواطنين.
الإخوان وإقامة إمبراطورية اقتصادية بعد الإقامة في السعودية
سعيد رمضان
كشفت العديد من التقارير الصحافية، عن تمكن قيادات الإخوان، التي خرجت من مصر فارة إلى المملكة العربية السعودية، في فترة الخمسينات، وتحديداً وقت اشتداد قبضة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر على الجماعة 1956، من تكوين ثروات هائلة مكنتهم بعد ذلك من تأسيس مكتب للتنظيم الدولي للجماعة.
ويُعتبر سعيد رمضان (1926 – 1995) أحد أهم الشخصيات المعروفة لدى الجماعة، والذي تمكن من تكوين ثروات هائلة بعد خروجه إلى المملكة العربية السعودية، بعدما صدر بحقه حكماً قضائياً غيابياً بالإعدام لمشاركته في مؤامرة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر.
وتقول عنه المواقع التابعة لجماعة الإخوان أنه أحد الرعيل الأول من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وزوج ابنة الإمام حسن البنا والسكرتير الشخصي له، ومن قادة الإخوان في أوروبا وأحد الإخوان الأوائل المؤسسين للعمل الإسلامي في أوروبا وألمانيا علي وجه الخصوص، التي أسس فيها واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث هناك، وهي الجمعية الإسلامية في ألمانيا، التي ترأسها من 1958 إلى 1968، وتزعم تلك التقارير أنه ساهم في تأسيس رابطة العالم الإسلامي، وأنه ساهم بشكل كبير بعد جمعه ثروات هائلة من تأسيس مجموعة "التقوى" أحد أكبر المصارف الإسلامية الإخوانية في الغرب.
ولعب سعيد دوراً هام في نشر الفكر الإخواني في أوربا بعدما انتقل إلى المملكة العربية السعودية، ومكث فيها طويلاً، ثم انتقل بعدها إلى باكستان، ومنها إلى أوروبا، وتحديداً في سويسرا، بعدما قالت بعض التقارير الخاصة بالجامعة أن سعيد رمضان حصل على دعم المملكة في نشر الإسلام في الغرب، ففتتح رمضان مركزا إسلاميا في ميونيخ.
وكشفت مصادر إعلامية سعودية عن بدء قيام المملكة السعودية في ملاحقة أموال "الإخوان"، دون أن تفرق بين قيادات الصف الثاني والثالث والأول، مؤكدة أن أغلب القيادات المقيمة في المملكة قررت الرحيل ونقل هذه الأموال التي وصفتها بالضخمة لدول أخرى.
ويمكن القول كذلك أن خروج الإخوان من مصر وقتما كان هناك تضيقات أمنية من نظام عبد الناصر في تأسيس التنظيم الدولي للجماعة، وفي ظل الخلل التنظيمي الذي عانت منه جماعة الاخوان في تلك المرحلة والتي يمكن تحديدها في الفترة من منتصف الخمسينات وحتى نهاية السبعينيات، والتي شهدت تفرق القيادة الأعلى "مكتب الإرشاد" - مجلس الشورى العام - بدأت تظهر بوادر الاختلاف والتباين داخل التنظيم العالمي "الدولي" للإخوان، نتيجة استحواذ اخوان مصر على مقاعد مكتب الارشاد، وإصرار إخوان مصر على ضرورة أن يكون المرشد العام مصرياً، استحواذ اخوان مصر على أغلبية كبيرة من عضوية مجلس شورى الجماعة، الاصرار على أن تكون مصر هي المقر الرئيسي للجماعة.
ويمكن رصد الميلاد الأول للتنظيم في أحداث المنشية 1954 وما تلاها، أو ما يسمى في أدبيات الإخوان "المحنة الثانية"، حيث شهد المسار التاريخي للتنظيم العالمي بعد الخناق على تنظيم مصر إنشاء المركز الإسلامي في ميونيخ، وكان سعيد رمضان الذي هاجر من مصر إلى السعودية، بعد 1954، كما أوضحنا ثم تنقل في بلدان الخليج ثم استقر المقام به في ميونيخ بالمانيا.
وهناك أسس المركز الاسلامي بميونيخ والذي يمكن اعتباره بداية الميلاد الحقيقي للتنظيم العالمي (فمن هذا المركز الضخم تخرج الكثير من كوادر الإخوان ينتمون إلى دول عربية وافريقية وآسيوية .. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انضم للإخوان وتتلمذ في المركز وهو يدرس الهندسة في المانيا.
خطوات الملك فيصل للعمل وفق الشريعة ودور الإخوان المسلمين فيها:
قام الملك فيصل بالعديد من الإجراءات التي تعزز من وحدة الامة الإسلامية وكان للإخوان المسلمين دور في ذلك، نتيجة المساحات الواسعة التي أعطاها الملك فيصل للجماعة، وكان من بينها:
أولاً: تأسيس رابطة العالم الإسلامي:
حيث يعتبر تأسيس رابطة العالم الإسلامي من أهم الانجازات الملك الشهيد فيصل، لتوحيد الأمة الإسلامية على المستوى الفكري والعلمي، وتشير بعض التقارير التي لم يتسنَ التأكد منها أن فكرة تأسيس رابطة العالم الإسلامي قدمها بعض من القادة والمفكرين لجماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الدكتور سعيد رمضان والدكتور كامل شريف والشيخ مناع القطان والدكتور توفيق الشاوي وغيرهم.
وتوضح تلك التقارير أنهم قاموا بإعداد دستور هذه المنظمة العالمية وبينوا فيها أهدافها، وقاموا بترشيح بعض الشخصيات العالمية الكبرى للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، من بينهم الشيخ أبو الأعلى المودودي من باكستان والشيخ أبو الحسن علي الندوي من الهند والدكتور محمد ناصر من إندونيسيا والشيخ محمد محمود الصراف من العراق والشيخ حسنين مخلوف من مصر.
واللافت للنظر ان تلك الشخصيات جميعها كانت تتبنى نفس الفكرة التي كانت تتبنها جماعة الإخوان المسلمين.
ثانياً: تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي:
قرر الملك فيصل إنشاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي، إيماناً منه بالدور الذي يلعبه شباب الأمة الإسلامية، فقرر فقادة الإخوان المسلمين الذين كانوا في المملكة في ذلك الوقت وعلى رأسهم الدكتور سعيد رمضان والدكتور توفيق الشاوي والدكتور أحمد التوتنجي وغيرهم من الشباب المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين بإنشاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
ثالثاً: تأسيس البنك الإسلامي للتنمية:
الخطوة الثالثة التي اتخذها الملك فيصل نحو توحيد العالم الإسلامي هو إنشاء البنك الإسلامي للتنمية وذلك لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنمية العالم الإسلامي، وتوضح بعض التقارير أن قادة جماعة الإخوان المسلمين اهتموا بهذا المشروع اهتمامًا بالغًا ولذلك قرروا أن يبذلوا ما في وسعهم لإنجازه، فقاموا بإعداد خطة المشروع مع إبراز أهدافه واستراتيجيته.
رابعاً: إنشاء منظمة المؤتمر العالم الإسلامي:
الخطة الرابعة التي اتخذها الملك فيصل لتوحيد الأمة الإسلامية هي إنشاء منظمة المؤتمر العالم الإسلامي، وكان الدكتور توفيق الشاوي الإخواني مساعداً خاصاً للأمين العام للمنظمة بأمر ملكي من الملك فيصل.
ابرز شخصيات الإخوان في السعودية
1 - القاضي الشيخ مناع خليل القطان
- ولد في أكتوبر1925وتوفي في يوليو 1999 في قرية "شنشور" محافظة المنوفية، التحق بجماعة الإخوان أثناء دراسته، وعمل في صفوفها في محيط الطلاب والوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله، انتخب رئيساً للطلبة بكلية أصول الدين، شارك في التطوع للجهاد في فلسطين سنة 1948م، وسجن على إثرها، و كان وثيق الصلة بالشيخ محمد الغزالي، والشيخ سيد سابق، والشيخ أحمد حسن الباقوري.
- غادر مصر في 1953م إلى المملكة العربية السعودية، للتدريس في مدارسها ومعاهدها إلى سنة 1958م، حيث انتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم كلية اللغة العربية، مديراً للمعهد العالي للقضاء، ثم مديراً للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات وكذلك لجنة السياسة التعليمية بالمملكة، كان يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات محمد بن سعود، وأم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي بلغ عددها 115 رسالة.
- شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعلمية في داخل المملكة وخارجها، وأهمها:
* المؤتمر الأول لرابطة العالم الإسلامي.
* المؤتمر الإسلامي العالمي في كراتشي.
* المؤتمر الإسلامي العالمي في بغداد.
* المؤتمر الإسلامي في القدس.
* مؤتمر المنظمات الإسلامية.
* مؤتمر رسالة الجامعة ـ الرياض.
* أسبوع الفقه الإسلامي ـ الرياض.
* أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ الرياض.
- من بين مشايخه الشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبد المتعال سيف النصر، والشيخ علي شلبي، والشيخ محمد زيدان، والدكتور محمد البهي، والدكتور محمد يوسف موسى.
- اختير عضواً في اللجنة الفرعية للتعليم بالمملكة العربية السعودية، عندما صدر الأمر الملكي بتشكيلها، لوضع السياسة التعليمية على الأسس التي تتطلبها منزلة المملكة في العالم الإسلامي.
مؤلفاته:
1 - مباحث في علوم القرآن.
2 - تفسير آيات الأحكام .
3 ـ التشريع والفقه في الإسلام تاريخاً ومنهجاً .
4 ـ الحديث والثقافة الإسلامية .
5 ـ نظام الأسرة في الإسلام .
6 ـ الدعوة إلى الإسلام .
7 ـ موقف الإسلام من الاشتراكية .
8 ـ الإسلام رسالة الإصلاح .
9 ـ الشريعة الإسلامية .
10 ـ رفع الحرج في الشريعة الإسلامية .
11 ـ وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية .
12 ـ الحاجة إلى الرسل في هداية البشرية .
13 - مفهوم ومنهج الإقتصاد الإسلامي.
وفاته:
توفي مناع في 19–7-1999م بعد مرض عضال نتيجة إصابته بسرطان الكبد الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات، وكان عمره خمسة وسبعين عاماً، وترك خلفه خمسة من الأولاد، ثلاثة أبناء، وبنتين.
2 - سلمان العودة:
- سلمان بن فهد بن عبد الله العودة ولد في 15 ديسمبر 1956، هو عالم دين ومفكر سعودي، ولد في قرية البصر الصغيرة الواقعة غرب مدينة بريدة في منطقة القصيم، يرجع نسبه إلى بني خالد.
- حصل على ماجستير في السُّنة في موضوع "الغربة وأحكامها"، ودكتوراه في السُّنة في شرح بلوغ المرام (كتاب الطهارة)، كان من أبرز ما كان يطلق عليهم شيوخ الصحوة في الثمانينات والتسعينات.
- تعتبر فترة الصحوة هي من اهم فترات تاريخ المملكة السعودية حيث كان سلمان العودة أحد المشائخ المنتمين لفكر الإخوان، الذين شكل نقدهم الشديد للتعاون مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية بداية بروزهم، ي مايو 1991.
- كان سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر من بين الموقعين على خطاب المطالب الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي.
- على إثر ذلك منع سلمان من السفر وإلقاء الخطب والمحاضرات العامة، في سبتمبر 1993.
- انتقل إلى الدراسة في بريدة، ثم التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية، وتتلمذ على العلماء عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبدالله بن جبرين، والشيخ صالح البليهي.
- حفظ القرآن الكريم ثم الأصول الثلاثة، القواعد الأربع، كتاب التوحيد، العقيدة الواسطية، ومتن الأجرومية، متن الرحبية، وقرأ شرحه على عدد من المشايخ منهم الشيخ صالح البليهي ومنهم الشيخ محمد بن صالح المنصور.
- تخرج في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم، ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن، ثم معيداً إلى الكلية ثم محاضراَ، وعمل أستاذاً في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود وذلك في 15/4/1414هـ وذلك بعد إيقافه عن العمل الجامعي لتصريحه أكثر مرة من خلال محاضراته سواء بالجامعة أو خارج الجامعة بأمور سياسية بحتة.
- حبس لعدة سنوات بأحد السجون السياسية بمدينة الرياض قبل أن يتم الافراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات الدعوية بعيداً عن السياسة البحتة.
- في ١٥ مارس ٢٠١٣م، وجّه العودة خطابًا مفتوحًا للنظام السعودي، للمطالبة بأن يتم إطلاق سراح معتقلي الرأي، وامتصاص الغضب الشعبي المتعاظم فيما يتعلق بملف المعتقلين.
مؤلفاته:
للعودة مؤلفات عديدة بلغت 61 مؤلف هم:
العزلة والخلطة "أحكام وأحوال" - صفة الغرباء - من وسائل دفع الغربة - من أخلاق الداعية - أدب الحوار - من يملك حق الاجتهاد - رسالة إلى الأب - بناء الفرد - دلوني على سوق المدينة - نداء الفطرة - عشرون طريقة للرياء - جلسة على الرصيف - نسيم الحجاز في سيرة الإمام ابن باز - هكذا علم الأنبياء - جزيرة الإسلام - رسائل إلى الحجيج - إمام أهل السنة - آخر لحظات الفاروق - دعاة في البيوت - ضوابط للدراسات الفقهية - مزالق في طريق الطلب - مقولات في فقه الموقف - المعركة الفاصلة مع اليهود - الصحوة في نظر الغربيين.
3 - عوض القرني
- الدكتور عوض بن محمد القرني داعية إسلامي سعودي ولد 1376 هـ بمدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية، حصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تخصص الفقه وأصول الفقه وعمل أستاذا بـجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – جامعة الملك خالد.
- يعتبر القرني من أشد خصوم الحداثة والعلمنة في الساحة السعودية ويعد كتابه "الحداثة في ميزان الإسلام" الذي ألفه في سن مبكر - واعتبر فيه الحداثة هي مذهب فكري وليس فقط منهج فني أدبي - أحد الكتب التي أحدثت ضجة كبيرة في المشهد الثقافي السعودي خصوصاً وأنه حمل تقديم أكبر مرجع ديني في البلاد في ذلك الوقت الشيخ عبد العزيز بن باز.
- أحد أبرز الدعاة الإسلاميين السعوديين و يشار إليه كرجل (الإخوان المسلمين) وناشر الفكر الإخواني في المملكة العربية السعودية وله العديد من المحاضرات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية والمقالات كما ووقع وشارك في إعداد العديد من البيانات والتي تدعم القضايا الإسلامية وأبرزها بيان الستة وعشرين عالماً عقب احتلال العراق وبيان المناصرة للشعب الفلسطيني
مؤلفاته:
وللقرني كتب عديدة بينها (تحقيق كتاب كاشف الرموز ومظهر الكنوز شرح مختصر ابن الحاجب، في أصول الفقه الشافعي مجلدان - تحقيق أربعة مجلدات من كتاب التحبير شرح التحرير في أصول الفقه الحنبلي - أسباب وآداب الخلاف - من معالم الدعوة الراشدة - الصحوة الإسلامية وكيف نحافظ عليها - الحداثة في ميزان الإسلام - المختصر الوجيز في مقاصد التشريع - فقه الخلاف - تحقيق ودراسة مخطوطة في الإجهاد والتقليد.
4 - عائض القرني
- عائض بن عبد الله القرني ولد في31 ديسمبر 1959 من مواليد قرية (آل شريح) بمحافظة بلقرن جنوب المملكة العربية السعودية.
- داعية إسلامي سعودي يصنف بالسعي إلى أن يكون صاحب منهج وسطي لأهل السنة والجماعة، درس الابتدائية في مدرسة آل سليمان، ثم درس المتوسطة في المعهد العلمي بالرياض، ودرس الثانوية في المعهد العلمي بأبها، وتخرج من كلية أصول الدين بأبها، له أكثر من 800 خطبة صوتية و 50 خطبة مرئية إسلامية في الدروس والمحاضرات والأمسيات الشعرية والندوات الأدبية.
- أحد أبرز رواد ما عرف بالصحوة في الثمانينات والتسعينات، ومن المحسوبين على جماعة الإخوان.
5 - ناصر العمر
- ناصر بن سليمان بن محمد العمر (مواليد 1373 هـ / 1952)، في قرية المريدسية التابعة لمدينة بريدة ، بمنطقة القصيم .
- أنهى دراسته الثانوية عام 1390هـ من معهد الرياض العلمي، ثم أنهى دراسته الجامعية من كلية الشريعة عام 1394 هـ. عين معيداً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بكلية أصول الدين – قسم القرآن وعلومه.
- حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه – عام 1979، حصل على درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين – قسم القرآن وعلومه