بين ضغط «ترامب» وتعنت «الملالي».. الاتفاق النووي مع إيران ينهار
الإثنين 03/فبراير/2020 - 08:19 م
طباعة
أحمد سلطان
منتصف يناير 2020، أعلنت 3 من الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني وهي: «بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا» أنها ستلجأ لآلية فض النزاع النووي لمواجهة تعنت نظام الملالي في الوفاء بالتزاماته تجاه الاتفاق النووي وتخفيفه من شروط الاتفاق.
ولجأت الدول الأوروبية إلى تلك الخطوة بعد إعلان «نظام الملالي» أنه سيتوقف عن الالتزام بالبنود الرئيسية في الاتفاق النووي مع الدول الأوروبية بعد فرض الولايات المتحدة لعقوبات اقتصادية جديدة على إيران في أعقاب التوترات بين البلدين.
وأعلنت طهران في وقت سابق أنها ستزيد عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة في التخصيب إلى 5 آلاف جهاز، وهذا يعني أنها لن تلتزم بتخصيب اليورانيوم في حدود النسبة المقررة في الاتفاق النووي وهي 3,67%، وبالتالي سيؤدي ذلك عدم التزامها بتخزين اليورانيوم المخصب، وهو ما قد يؤدي إلى تسارع الخطوات التي تفضي لامتلاك إيران سلاحًا نوويًّا.
وبحسب مجموعة صوفان جروب المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي الأمريكية، فإن نظام الملالي اتخذ هذه الخطوة للضغط على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لكي تتوسط لدى الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات الاقتصادية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.
وأشارت «صوفان جروب» إلى أن الخطوة التي اتخذتها الدول الأوروبية قد تؤدي لانهيار الاتفاق النووي مع إيران والمعروف بخطة العمل المشتركة.
ماذا بعد اللجوء لـ«آلية فض النزاع النووي»؟
تنص خطة العمل المشتركة على أن تطبيق آلية فض النزاع النووي يقتضي إحالة الأمر إلى لجنة مشتركة، تضم دول: إيران وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وتعد هذه اللجنة تقريرها خلال 15 يومًا، ويكون بمقدورها الحكم بإعادة فرض العقوبات التي وردت في قرارات الأمم المتحدة السابقة على إيران، إلا إذا رأى مجلس الأمن الدولي غير ذلك.
وتسعى الدول الأوروبية الثلاث عبر اللجوء لآلية فض النزاع النووي لإرغام طهران الجلوس على مائدة التفاوض من جديد، لصياغة اتفاق آخر بمشاركة الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق النووي في عام 2018.
وأعلنت الولايات المتحدة، في رسالة وجهتها إلى رئيس مجلس الأمن، خلال يناير 2020، استعدادها للدخول في مفاوضات جادة مع إيران، لكن دون شروط مسبقة، وذلك في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة جوية في العاصمة العراقية بغداد.
من جانبها، اعتبرت «صوفان جروب» أن إيران ترفض التوقف عن التدخل في شؤون الشرق الأوسط، كما تعمل على تأجيج الاضطرابات في تلك المنطقة وهو ما يشكل عائقًا رئيسيًّا لأي اتفاق نووي جديد مع «نظام الملالي».
وذكرت المجموعة الاستخبارية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه إيران عبر اتباع إستراتيجة الضغط الأقصى والتي تعتمد بشكل أساسي على فرض عقوبات اقتصادية على إيران وأذرعها في المنطقة، وذلك لإرغام إيران على وضع حد لنفوذها الإقليمي.