أرض خصبة للإرهاب.. فلول داعش تعزز وجودها في طاجيكستان
الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 01:41 م
طباعة
شيماء حفظي
خفت ظهور تنظيم داعش، وحضوره الإرهابي في سوريا والعراق بعد إعلان الولايات المتحدة القضاء على التنظيم في معاقله الرئيسية، لكن محاولات لملمة أشلائه مازالت تسري في مناطق بعيدة عن المنطقة المركزية وخاصة في محيط طاجيكستان.
وتواجه طاجيكستان التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق حتى 1991، حركات مسلحة أو متطرفة منذ استقلالها.
وتقع طاجيكستان، شمال أفغانستان، وكانت تحت عدد من الإمبراطوريات؛ لكنها استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ويسكنها الطاجيك، ولغتهم الرئيسية «الآرية» وهي لغة شقيقة للفارسية والكردية، فيما أن معظم السكان يتحدثون الروسية؛ نتيجة الاحتلال.
كانت طاجيكستان -القريبة من مهد تنظيم القاعدة- سبيلًا لضم مقاتلين أو منفذًا لهروب مقاتلي التنظيم، لكن «داعش» بدأ يأخذ مكانًا أكبر هناك.
وفي نوفمبر 2019، تبنى تنظيم داعش، هجومًا داميًا، استهدف مركزًا لحرس الحدود في طاجيكستان جنوب غرب العاصمة دوشانبي، من خلال مجموعة من الرجال المُلثمين، قالوا: إنهم مرتكبو الهجوم، وإنهم بايعوا زعيم داعش الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
وأكدت السلطات الطاجيكية، حينها - أن العملية أسفرت عن مقتل 17 شخصًا، هم 15 «إرهابيًّا» وشرطي وعسكري، من جهته زعم داعش أن 10 على الأقل من قوات الأمن الطاجيكية لقوا حتفهم.
وأوضحت وزارة الداخلية أن الهجوم نفذه «مواطنون طاجيكيون» ينتمون إلى تنظيم داعش وصلوا قبل ثلاثة أيام من الهجوم قادمين من أفغانستان.
وتعود بداية ظهور الدواعش بمنطقة كازاخستان وأوزباكستان وطاجيسكتان وبقية دول آسيا الوسطى في 2015، عن طريق الانضمام للقتال بصفوف تنظيم داعش في سوريا وهو العام الذي بدأ التنظيم يستقطب مقاتلين من خارج منطقة الشرق الأوسط، وحملهم للانخراط في القتال بصفوفه، على أمل تعويض ما يعانونه من الوضع الاقتصادي.
وبحسب دراسة حديثة للمركز الدولي للعنف السياسي وأبحاث الإرهاب ومقره سنغافورة، فإن مئات المتطرفين الأوزباك تدفقوا من دول شرق آسيا والقوقاز باتجاه العراق وسوريا.
وبررت الدراسة اتجاه تنظيم داعش من الشرق الأوسط إلى مجموعة دول «كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقرغيزستان»، بسبب التضييق عليه من خلال الهجمات التي يقودها التحالف الدولي ضده في المناطق الذي اعتاد أن يستقطب منها مقاتليه.
وتقول الدراسة: «إن المقاتلين المنضمين إلى «داعش» في سوريا والعراق من بلاد الطاجيك، لم يكتفوا فقط بالقتال في صفوف التنظيم، لكنهم شكلوا وحدات مستقلة مثل كتيبتي «التوحيد والجهاد، والإمام البخاري»، وتولوا مناصب قيادية في عدد من الكتائب التابعة للتنظيم هناك مثل «جبهة النصرة».
وتعد «كتيبة الإمام البخاري»، الأبرز بين وحدات آسيا الوسطى المقاتلة في سوريا والعراق؛ حيث أسست من قبل الأوزبك في سوريا أواخر عام 2013، و«كتيبة التوحيد والجهاد»، فهي أحد التنظيمات الموالية لـ«القاعدة» من آسيا الوسطى، وأُنشئت في ديسمبر 2014.
ورغم التحذيرات الكثيرة -على مدار السنوات الماضية- من تمدد تنظيم داعش في بلاد الأوزبك، وكذلك توسع الشبكات الإرهابية في سوريا، فإن أذرع التنظيم بدأت في التوسع بالفعل.
وقال رئيس قسم آسيا الوسطى وكازاخستان، في معهد بلدان رابطة الدول المستقلة، أندريه جروزين، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، نهاية العام الماضي: إن وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في طاجكستان، يُشكل خطرًا كما على السياح الروس، كذلك على روسيا ككل.
وأضاف غروزين، «أعتقد، أن الناس الذي كانوا مرتبطين بشكل ما بـ«داعش»، ليس بالضروري من الناحية التنظيمية، ولكن ممكن وجود خلايا نائمة أيضًا، على الأغلب ممكن يكونون أشخاصًا يحملون قيمًا وأيديولوجية التنظيم، والمتعاطفين معه، الذين يعتبرون أنفسهم مقاتلي الخلافة العالمية».
وتابع: «من ناحية أخرى، ينبغي ألا ننسى أن المقاتلين في جميع جمهوريات آسيا الوسطى يميلون إلى تقييم أي نشاط لأي إسلامي في فئة الشبكة الإرهابية في العالم، والمهاجمين يمكن أن يكونوا خلايا نائمة تابعين للتنظيم أو متعاطفين معه».
وبحسب تقديرات الشرطة في طاجيكستان، فإن أكثر من 500 طاجيكي انضموا إلى مقاتلي «داعش».
ووفقًا لدراسة أجراها المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، نشرت في 2017، فإن طاجيكستان أصبحت مصدر الانتحاريين الأجانب لتنظيم «داعش»، وهو ما يضاعف من خطرها الحالي مع عودة هؤلاء المقاتلين لبلادهم.