لينا بركات المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية: أطفال مخيم الهول جيش داعش المستقبلي.. وتدخل تركيا وإيران في سوريا احتلال
-المرأة مهمشة واللجنة الأممية أهملت نساء سوريا
- أحذروا أميرات داعش
-وضعنا خطة لإعادة تأهيل ودمج العائدات من داعش.. والإرهاب يبدأ من اعتناق التطرف كمذهب
-المقترح الروسي للدستور السوري يؤسس لدويلات طائفية
- يجب أن ينص الدستور السوري على علمانية الدولة
-نساء سوريا وحدت التراب.. والتعايش قيمة سورية
مع احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة، تعيش المرأة السورية أوضاعا صعبة في ظل استمرار الصراع، وبين جحيم "التكفير" و" البندقية"، تسعى الشاميات إلى لملمة الوطن السوري الممزق، فكان تأسيس مجلس المرأة السورية، والذي يجمع أطياف ومكونات الوطن السوري العرقية والدينية والمذهبية، ما دفع بوابة الحركات الاسلامية، الى اجراء حوار مع لينا بركات المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية، والتي تناولت فيه قضية المرأة السورية، والدافع من وراء تدشين هذا المجلس، وأبرز الملفات التي سيعمل عليها وغير ذلك من تفاصيل، فإلى نص الحوار:
*بداية.. كيف نرى قضية المرأة السورية ؟
قضية المرأة السورية بدأت قبل ثورات الربيع العربي، والأزمة التي تمر بها سوريا حاليا، وكانت هناك معوقات تقف أمام ممارسة المرأة دورها الحقيقي في المجتمع، المرأة كانت مغيبة دفعت الثمن الاكبر في الأزمة السورية.
*كيف جاءت فكرة تأسيس مجلس المرأة السورية؟
كانت فكرة تأسيس مجلس المرأة السورية، ليكون مظلة نسوية يقدر يعبر عن صوت المرأة بشكل قوى، ويكون هناك منهاج عمل واحد ولا يكون هناك تشتت في العمل النسوي.
واستطاع مجلس المرأة السورية توحيد المرأة السورية والاجتماع قضية امرأة، ويمكن القول إن المرأة السورية نجحت فيما فشل فيه الرجال بجمع النساء من جميع مشارب سوريا من مناطق النظام (الحكومة السورية) والمعارضة ومناطق الإدارة الذاتية في شمال سوريا.
فقد تم تأسيس المجلس في 8 سبتمبر 2017 في مدينة منبج وبحضور نحو 240 امرأة من كافة أنحاء سوريا؛ من المكونات والمحافظات السورية، بهدف الوقوف في وجه التحديات كافة التي كانت تتعرض لها المرأة.
*ما هي أهم الملفات التي يعمل عليها مجلس المرأة السورية؟
هناك العديد من الملفات وقت تأسيس المجلس التي يعمل عليها، فقضية المرأة متشابكة جدا وتدخل في جميع المجالات، سواء سياسي اقتصادي اجتماعي نفسي تعليمي قانوني (الأحوال الشخصية) والدستوري (المواد التي تمس حقوق المرأة)، وغيرها من المجالات.
واحد أكثر هذه المجلات تهميشا غياب التمكين السياسي للمرأة وفقا للإتفاقيات والمعاهدات، فالمرأة السورية تعاني التمييز السلبي من خلال القوانين والقرارات، وغياب التمكين الاجتماعي، لذلك نسعى في مجلس المرأة السورية إلى خلق وعي مجتمعي بأهمية حقوق المرأة ودورها في إنقاذ الوطن.
*ماهي رؤيتكم للتطرف والتشدد؟
قضية التطرف والفكر المتشدد تعد أخطر القضايا في سوريا، المرأة التي انخرطت بهذا التيار سواء المرأة التي كانت ضحية، أو التي اعتنقت التطرف وشاركت في الأعمال الإرهابية.
هناك مصطلح الديني والفهم الديني، موضوع المورث المقدس عن كل انسان مسلم، والذي اعتمدت عليه داعش في التجنيد الأف من النساء والانضمام لها.
مجلس المرأة السورية يميز بين الضحية، والمعتنقة للفكر الداعشي والتي تعمل وفقا لرؤي هذا التنظيم.
فوضع مجلس المرأة خطة لـ"الضحية" بإعادة التأهيل وفرص عل الدعم النفسي إعادة الإدماج في المجتمع وخلق فرص عمل، وعودتها الى الحياة الطبيعية وتجاوز مرحلة التي وقعت فيها ضحية للتنظيم الإرهابي.
أما عن المعتنقات لأفكار التنظيم الارهابي، نلجأ إلى رجال الدين أو الشيوخ المعتدلين، لإعادتهم الى الطريق، لان العمل عبر المجتمع المدني يأخذ وقت طويل، ولكن عبر رجال الدين المعتدلين، ومن خلال العقيدة التي جذبهم داعش الى التنظيم يمكن أن يكون "الشيخ" هو اداة لإعادة المرأة التي اعتنقت افكار داعش إلى عادتهن الى الطريق الصحيح.
كذلك كان هناك ملتقى عن القضايا التي تواجها المرأة تحت عنوان "المرأة والدين، جدلية التسلط والتحرر"” بمشاركةِ أكثر من 150 شخصية نسائية، تناول الملتقى ثلاثةَ محاور، سلط الضوءَ على قضايا المرأة وما عانته في ظل التطرف الذي مارسته التنظيماتُ الإرهابية بحقها، والذي انعكس بشكل سلبي على فكرها ليجعلها تقتنع بفكرة الانضمام للتنظيمات الإرهابية والاقتناع بها.
فكان محور نظرة الميثولوجيا والدين للمرأة من الأساطير والأديان الوضعية وصولا الى الاديان السماوية (اليهودية-المسيحية-الاسلام).
والمحور الثاني كيف تم استغلال المرأة للانضمام والعمل تضمن تنظيم داعش،وكيفية فهم آلية وأسباب التطرف، ولماذا انتشر في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والفرق بين التطرف والإرهاب، ووضع المرأة فيه وكيف عانت من الحركات المتطرفة وآلية انضمامها واقتناعها بهذه الحركات المتطرفة .
المحور الثالث جندرة المصطلحات الدينية، كاعادة تعريف وتفسير "واضربوهن" فرجال دين يقولون ان الضرب الابتعاد وليس الأذى الجسدي وهو ما اعادة تصحيح للمفاهيم والمصطلحات الدينية.
وكذلك مصطلح "الرجال قوامون على النساء" القوامة أي الانفاق، ومتى كانت المرأة قادرة على الانفاق فهي أيضا تصل الى "قوامة"، بما يعطي مساواة بين الرجل والمرأة، ولكن للأسف يتم استغلال النصوص الدينية، لفرض السلطة الأبوية والدينية على المرأة.
ماذا عن أهم النتائج التي خرج بها مؤتمر المرأة والدين ؟
يأتي أهم مخرجات مؤتمر المرأة والدين هو تأسيس مركز أبحاث خاص حول تأثير الديني على المجتمع والمرأة ، ولماذا يتغلغل الفكر المتطرف في المجتمع، والدين ليس وحدة المسؤول عن الفكر المتطرف، بل الوضع السياسي الاجتماعي الاقتصادي، نبحث عن الجذور والاسباب التي تؤدي الى التطرف .
*هل هناك احصائية حول عدد النساء والاطفال في داعش؟
يمكن القول أن هناك 72 ألف عنصر داعش بمخيم الهوك من النساء والاطفال، 48% منهم أطفال، المخيم به أيضا أميرات داعش، ولكن لا احد يستطيع التعرف عليهن لأنهم مخفيات.
*بالنسبة لأطفال داعش.. كيف ترى هذه القنبلة الموقوتة؟
يمكن القول ان هناك "جيش داعشي من الأطفال"، ولذلك يتطلب مواجهة المشكلة أكثر من جهة وليس مجلس المرأة السورية فقط، أولى الاقتراحات هو تعديل القانون في سوريا، عبر قدرة المرأة السورية على منح جنسيتها لأبنها، وهو أمر غير ممكن في سوريا حاليا.
والأمر أيضا يتطلب تشريع جديد في مجلس الشعب السوري، فاذا استطاعت المرأة اعطاء جنسيتها لأبنها فانه يكون انهى مشكلة نسب الابن.
ونشدد على ان بقاء أطفال داعش بلا حل هو أمر مرعب وقنبلة موقوته تنفجر والتنظيم الارهابي واضع كل أماله في هؤلاء الاطفال والذين يمثلون جيش داعش المستقبلي، فأطفال داعش تلقوا تدريبات عنيفة على يد التنظيم، واطفال خيم الهوك يصرحون دائما بان الخلافة والدولة الاسلامية ستعود عندما يكبر، وقد أشاروا لي بإشارة "الذبح".
*هل توجهتم إلى الأمم المتحدة وأوروبا؟
تم اللجوء الى الامم المتحدة، ولكن الأمم المتحدة لم تتقدم كثير نحو حل هذه الازمة يمكن ان يكون هناك تواطئ دولي تجاه أزمة "أطفال داعش".
واصبح دور الأمم المتحدة، "غذائي" فقط ليس جل حقيق لهذه الاشكالية الخطيرة، فأطفال داعش بلا حل ستكون قنابل موقوته وسيدفع العالم ثمن هذه الإشكالية المهملة.
كذلك دول الاتحاد الأوروبي والعالم الذين لديهم عناصر في داعش، نفضت ايديها من ملف اعادة حاملي الفكر الداعشي اليها مرة، اخرى، ولكن هناك بعض الدول قد اقدمت على اعادة مواطنيها المنضمين للتنظيم الارهابين ولكن من ترك مواطنيه الإرهابيين أكبر من أولئك الذين تحركوا لإعادة مواطنيهم.
والدول الرافضة ترفض على أساس انهم ارهابيين ، ولذلك يشكلون عبأ معنوي ومادي وامني على قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والأمر الأكثر "خيبة" أنهم يرفضون تأسيس محاكمة دولية لمحاكتهم في الادارة الذاتية.
ماذا عن أميرات داعش؟
لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع عمليات القتل في مخيم الهوك من قبل النساء، حيث ان نساء التنظيم الإرهابي مدربات بقوة، وأميرات داعش موجودة في هذا المخيم ولا يتم التعرف عليهن لا تقدر اي امرأة داخل المخيم ان تفصح عنهن، واي امرأة تخرج عن الخط يتم قتلها من قبل تنظيم داعش.
ماذا عن تمثيل المرأة في اللجنة الدستورية الاممية؟
قصة تهميش المرأة السورية قديمة وليست حديث، ورغم وصول المرأة السورية إلى منصب نائب الرئيس السوري، ولكن محصلة تقديم دعم حقيق للمرأة لا شئ.
والارقام هي التي تكشف وضع المرأة في سوريا قبل الأزمة، فنسبة تمثيل المرأة في مجلس الشعب الشعبي 12%، وفي الحكومة 7%، والسلك الدبلوماسي 11%، والمجالس المحلية 3%، بالرغم من وصول المراة الى نائب رئيس جمهورية السيدة نجاح، لم تقدم شئ للمرأة.
علما ان المرأة الأكثر تعليما ونسبة التسجيل في الدراسات العليا "ماجسير-دكتوراه" اعلى من الرجال.
وفي المناصب يتم تفضيل الرجل على المرأة، المادة الثالثة في الدستور تمتد من التشريع الاسلام، وهي المادة تنظر الى المرأة "نص إنسان- نص شهادة- نص ميراث- القوامة-كل شئ نص"، لذلك نطال بعلمانية الدولة، والسلطة الأبوية لن تسمح بحقوق المراة لانها تشكل تهديدا لهم.
وفي 2018 الملتقى الاول لحقوقيات والنشطات السوريات، تم التوافق على 22 مطلب لنساء سوريا في الدستور السوري الجديد، في حالة تشكلت اللجنة الدستورية السورية.
والان لا يوجد تمثيل قوي للمرأة في لجنة الدستور السورية التي اعدتها الامم المتحدة، فنسبة تمثيل النساء 26 %.، بينما عددهم يصل إلى 60% من سكان سوريا، ولذلك هي نسبة ظالمة للمراة، فعلى الأقل تكون نسبة النساء 40 % اعضاء لجنة الدستور السوري.
*ماهي اهم مادة للمرأة السورية في الدستور؟
اهم مادة يجب التأكيد عليها في الدستور السوري الجديد هي علمانية الدولة، فالعلمانية ليست كفر، ولكن هي قائمة على المساواة والعدل كل له حقوق وعليه الواجبات.
*ماهي رؤية مجلس المرأة لسوريا وهل الفيدرالية ام المركزية أفضل كنظام سياسي؟
سوريا دولة لا مركزية، بطبيعة الحال، ولكن النظام السياسي سواء فيدرالي أو مركزي، يتوقف على مدى العدالة داخل هذا النظام واعطاء الحقوق.
فيجب يكون في حقوق للمرأة، فرنسا ليست فيدرالية ،ولكن حقوق المرأة محافظ عليها وكذلك الأمر في تونس.
*كيف ترى الوجود التركي في سوريا؟
وجود تركيا احتلال، وهو الامر كذلك بالنسبة لإيران، فوجود ايران فتح التهديد لسوريا، عبر الضربات اليومية من اسرائيل.
وتدخل تركيا وايران حول الازمة السورية الى أزمة دولية، وادى الى انهيار وتدمير البنية التحتية السورية.
واتخذت موقفاً معادياً للشعب السوري منذ بدء الأزمة قبل أكثر من 9 سنوات، وذلك بدعم وتجنيد الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية لحسابها، من أجل تحقيق مآربها.
والانتهاكات التركية بلغت حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، عندما تم التمثيل بجثة السياسية الكردية أمين عام حزب سوريا المستقبل "هفرين خلف" التي قُتلت في العاشر من أكتوبر 2019، إضافة إلى اختطاف المقاتلات الكرديات والنساء من المناطق المحتلة تركياً في عفرين ورأس العين وتل أبيض.
*هل وصل السوريين الى التعايش والقبول الاخر بعد تجربة 9 سنوات من الصراع؟
لم يكن هناك مشكلة في التعايش بين مكونات المجتمع السوري سواء العرب او الاكراد او السريان والأرمن وغيرهم، او على مستوى العقائدي مسيحيين ومسلمين وأيزيديين، ودروز وعلويين واسماعيلية وغيرها من الطوائف، فقد هناك تعايش بين جميع مكونات الشعب السوري، ويمكن ان يعيد السوريين الى أفضل ما كانوا عليه في 2010، اذا انتهت هذه الازمة التي أدخلت السوريين في نفق مظلم وجعلت كل طائف تحمل السلاح للدفاع عن وجودها وحياتها.
فالازمة اكدت على التكاتف والتعايش لان الجميع في وجه طوفان" الشرق الاوسط الجديد او الكبير"، واللعب على تأسيس دويلات للأقليات يشكل نهاية لجودهم في سوريا والشرق الأوسط.
فالمسيحون اختفوا من العراق وكذلك الايزيديين، وايضا الكرد الآن في هذا الطريق، وهناك موجات من الهجرات لكل المكونات وكان الخطة هي تفريغ الشرق من قوته في تنوع أبنائه واطيافه.
*انت ترفضين فكرة دويلات للأقليات؟
نعم فوجود دويلات للأقليات يعني استمرار الحرب، وهو جزء من خطة الحرب على الأقليات مخطط لها لأنه يهدف الى اجبار كل أقلية على أن يكون لهم دويلة وهنا ما يتكرهم على التناحر فيما بينه.
فالجميع يؤمن بأن الوطن للجميع والدين لله، فأنا "علوية عربية" ومجلس المرأة السورية يضم كل مكونات الشعب السوري العرقية والعقائدية ويعمل المجلس على التأكيد على وحدة نسيج الشعب السوري للخروج من الازمة تستهدفهم.
وذا كان ظهور ميليشيات تمثل الأقليات، فهو جاء لظروف الحرب، ولكن هناك مقاومة ورفض لأقليات لأي مشروع لتقسيم سوريا او وضع لبنة لهذا المشروع، لانهم يدركون أن الجميع سيأخذه الطوفان ولن ينجو أحد.
*كيف ترى دور رجال الدين في هذا الامر؟
رجال الدين اشتغلوا على تذكية المذهبية والطائفية، فأصبح اللبناني الشيعي يرى الشيعي في لبنان اللي في ايران أقرب له من السني او المسيحي في لبنان، وكذلك السني في سوريا أصبح يرى السني في تركيا أقرب له من الدرزي او العلوي في سوريا، وقس على ذلك كل المذاهب والطوائف، وهو ما يخلق تهديد لدولة الوطنية.
لذلك نرى السوري يذهب للقتال بأمر من تركيا في ليبيا، رغم انه القضية الليبية ليست قضيته ولاكن يدفع العالم العربي ثمن اطلاق اليد لرجال الدين في تحديد هوية الدولة وتشكيل المواطن.
*بالنسبة للدور التركي.. كثر الحديث مؤخرا حول اتفاقية" لوزان" وانتهائها وعودة الدولة العثمانية بصورة جديدة؟
يعمل رئيس النظام التركي أردوغان على انهاء اتفاقية لوزان التي وقعتها تركيا 1923 مع دول الحلفاء، ويعمل لأن تكون السنوات المقبلة حتى عام 2023 والذى سيشهد الذكرى المئوية لتوقيع معاهدة لوزان شبيهة بتلك التي تلت انتهاء الحرب العالمية الأولى، ولكن في صياغة معكوسة لا تصبح فيها تركيا الطرف الأضعف الذى يذعن للشروط وإنما الأقوى الذى يفرضها.
أردوغان له مطامع توسعية، ويلعب بورقة اللاجئين، ويتفق مع الدول العظمى على السوريين، بعد أن فتح أراضيه لدعم وتدريب الإرهابيين ونقلهم لسوريا.
فتركيا تهدف الى استعادة احتلالها على أجزاء من شمال سوريا وصولا الى الموصل، وكذلك أجزاء من أرمينيا وأذربيجان وقبرص واليونان وحتى بلغاريا.
والاتراك يعتبرون سوريا جزء من الأراضي التركية، ولسوء حظ السوريين أنهم دولة جوار للأتراك.
لذلك نقول عن مشروع تقسيم سوريا اصبح الجميع على طاولة، واذا حدث الأمر فإن تركيا نفسها معرضة للتقسيم، ومن ثم سيصير الأمر وبنفس الطريقة على دول المنطقة، يمكن القول ان الطريقة التي ستنتهي بها الازمة السورية، ستحدد ملامح الشرق الاوسط.
*كيف ترى الرؤية الروسية للدستور السوري؟
هناك دستور لسوريا تم تقديمه من قبل روسيا يشكل تهديدا لوحدة الاراضي السورية ويمهد للتقسيم وابقاء الصراع، واخطر نقطة فيه اعطاء حكم ذاتي للأقليات سواء دينية اوعرقية فيدرالية قائمة على اساس عرقي أو مذهبي، وهو يشكل التهديد الحقيقي لوحدة سوريان فاليدرالية السورية الحالية هي فيدرالية جغرافية وليست قائمة على الاثنية او المذهبية.
فالرؤية الروسية للدستور السوري، تنص على حكم ذاتي للدروز حكم ذاتي للأكراد حكم ذاتي للعلويين.. ألخ، وهنا يمكن ان يضع المسمار الأخير في نعش سوريا الموحدة.
كيف تري نهاية الازمة؟
سوريا دخلت في نفق مظلم، لا نرى نهاية قريبة له، فمع الانتهاء من كابوس "داعش" بشكل مؤقت، دخلنا في كابوس الاحتلال التركي، 9 سنوات من الأزمة لا تشكل هناك رؤية لنهايتها، وكلما لاح ضوء للخروج من هذا النفق، وجدت أيدي تقوم بالقضاء عليهن ولكن لم نفقد الأمل بعد في عودة سوريا كما نحب أن نراها.