كتاب جديد يبحث مستقبل الاسلام السياسي بعد الربيع العربي
الخميس 04/يونيو/2020 - 08:12 ص
طباعة
روبير الفارس
هل حان موت حركات الإسلام السياسي هذا هو محور الكتاب الجاد الذي صدر مؤخرا
للدكتور وائل صالح و الدكتور باتريس برودر الباحثين في جامعة مونتريال بكندا
وقال الدكتور وائل صالح عن الكتاب
يُنظر هذا الكتاب في فصله الأول لمدخل جديد لدراسة ظاهرة الإسلام السياسي و هو مدخل أسميناه : "الإسلامويات التطبيقية" (Islamismologie appliquée) ، منطلقين من إرث المفكر الفرنسي من أصول جزائرية محمد أركون، و الذي كان قد نظر لما يسمي "الإسلاميات التطبيقية"". اهم ما يميز مدخل الإسلامويات التطبيقية هو أنه يحدد الأدوات المنهجية و المعرفية اللازمة لفهم أكثر عمقا و عابر لحدود التخصصات لظاهرة الإسلام السياسي.
اما
في فصله الثاني، يحاول هذا الكتاب تسليط الضوء علي بعض المعوقات الابستمولوجية و المنهجية التي تحول بين الباحث و الظاهرة، و التي تمثل نقاط عمياء و التي تحجب عن عين الباحث جزء من الظاهرة، عادة ما يكون الجزء الأخطر فيها ، و بالتالي عادة ما يكون بحثه جزئيا او مبتسرا. أهم تلك المشاكل هي أن رؤية العالم للكثير من الباحثين يأثر و بشكل حتي مسبق علي نتائج البحث.
الفصل الثالث من هذا الكتاب يحلل رؤية الإسلامويين لكيفية تنظيم المجتمع و الدولة، و هل هذه الرؤية من الممكن أن تسمح بتعايش سلمي يسمح بالتطور و قائم علي المواطنة و الديمقراطية و حقوق الانسان أم لا؟ للإجابة عن ذلك السؤال حللنا مفهومهم للفضاء العام و الفضاء الدولتي و مفهومهم لمصادر التشريع و معايير شرعية الحكم، وتبين لنا أن رؤيتهم في نصوصهم التأسيسية لا يمكن لها إلا أن تؤدي الي مجتمع يسوده الحروب الأهلية و الإثنية أو مجتمع مقهور إلي حين.
وفي
الفصل الرابع يحلل الكتاب رؤية حركات الإسلام السياسي النظرية لاتخاذ القرار السياسي لقياس مدي ارتباطه بسلوكيتهم علي أرض الواقع؟
و
يركز الكتاب في الفصل الخامس علي التغيرات التي طرأت علي ساحة الدولة الوطنية و في المنطقة و في العالم و التي أثرت علي مصير الإسلاموية.من الممكن القول بأن الحواضن (في نطاق الدولة الوطنية و المنطقة العربية و العالم) - التي كانت تدعم الإخوان و الإسلاميين بشكل كبير - قد فقدها هذا التيار بعد فشله الذريع في تجربة ما يسمي بالربيع العربي.
فتلخصت ردة فعل الإخوان علي سبيل المثال في صورتين: الصورة الأولي هي العودة التامة إلى الخطاب المؤسس، من تكفير للآخر و احتكار التحدث باسم الدين....ألخ. و هذا ما أسميناه(rétro-islamisme)
ردة الفعل الثانية كانت التخلى بشكل كلي عن كل المباديء المؤسسة لحركات الاسلام السياسي و بالتالي هو تفريغ الإسلاموية من كل ما كان يميزها عن التيارات الأخرى العلمانية أو الإنسانوية ...الخ . و هذا ما أسميناه .(néo-islamisme)
و كلا الطريقين سيؤديان الي موت الإسلاموية (nécro-islamisme)، لانها في صورتها المبدئية (أي نمط تدينها المؤسس) لم تعد مقبولة و فقدت سحرها بالكلية و في حالة التخلى عن كل مبادئها المؤسسة اندثرت لأن أسباب وجودها هي نفتها بنفسها. فالمصير المحتوم الذي يصل إليه المؤلفان هو "موت الإسلاموية".