باحث يكشف سرقة حسن البنا لقب " الإخوان"
الأربعاء 09/ديسمبر/2020 - 10:07 ص
طباعة
روبير الفارس
لصوص وإرهابيين وأصحاب تاريخ مزيف حتي في اللقب الذي اشتهروا به في العالم . حيث كشف الباحث نزار السيسي في دراسة له أن هناك ثلاث جماعات سبقت حسن البنا في حمل اسم الإخوان وقال نزار
ظهرت فى فترات متباعدة ثلاث جماعات دينية سياسية، اتخذت تسمية «الإخوان»:
الإخوان «السَّنُوسيَّة»، و«إخوان مِن طاع الله»، و«الإخوان المسلمون».
وجاء في الدراسة المهمة التي نشرتها مجلة المصور
ظهرت طلائع الجماعة الأولى طريقةً صوفيةَ مختلفة، بمكة (١٨٣٧) حيث درس مؤسسها محمد بن على السَّنُوسى (١٧٧٨-١٨٥٩) الفقه، ثم بليبيا (١٨٤٣). كان دافع السَّنُوسى لتأسيسها ضعف الدَّولة العثمانيَّة، واتخاذها طريقًا غير ما كان يتمناه للخلافة الإسلامية، ثم انفصال محمد على باشا (ت١٨٤٨) بمصر عن الدَّولة العثمانيَّة، وسلوكه طريق التمدن فى بناء مصر.
وقال نزار السيسي
عُرفت الحركة السَّنُوسيَّة بالإخوان السَّنُوسيين وهو اسمها الرَّسمى، وهى جماعة صوفيَّة عملت على تنظيم القبائل الصَّحراويّة بليبيا، وجعلت لكلِّ مدينةٍ تنجح فيها الدَّعوة زاويةً، وسعت أن تكون عالمية حيث يوجد الإسلام. أخذت على عاتقها دعوة القبائل الوثنيَّة الإفريقية إلى الإسلام، ثم وقفت ضد احتلال ليبيا من قِبل الإيطاليين، وبرز أحد رموزها الكبار فى ذلك الجهاد وهو عمر المختار (أعدم١٩٣١)، استمرت الحركة عبر الأجيال، حتى كان أول وآخر ملك ليبى مِن السَّنوسيين (الصَّلابى، تاريخ الحركة السَّنُوسيَّة فى إفريقيا).
كما كشفت الدراسة أن هناك جماعة
تأسست فى بداية القرن العشرين جماعة دينية سلفية عُرفت بـ«إخوان مِن طاع الله» (القصيمى، الثَّورة الوهابيَّة)، كامتداد لحركة وفكر محمد بن عبد الوهاب (ت١٧٩٢)، وبعد اعتراضهم على قيام دولة بالأطر الحديثة، وغزواتهم خارج الحدود، انتهى أمرهم (١٩٢٩-١٩٣٠). بيد أنَّ هذه الجماعة لم تكن صاحبة تنظيم سياسى حزبى، بقدر ما كانت جماعة محاربة، همها «الأمر بالمعروف والنَّهى عن المنكر»، والعمل على فرض تدين المجتمع، على طريقتها، ليس له مغزى سياسى، مثلما هم الإخوان السَّنُوسيون والإخوان المسلمون.
وقال نزار
عندما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تأسيها بمصر (آذار/ مارس ١٩٢٨)، بعد حلّ الدولة العثمانيَّة التى يعتبرونها هم دولة الخلافة، كانت السُّنوسيَّة انتشرت بالبلدان الإسلاميَّة، عبر الزَّوايا الصّوفيَّة، وكان مركز إرشادها زاوية «الجغبوب» بليبيا، بعدها ظهر تنظيم «الإخوان» المسلمين مقلدًا لتلك الحركة بالاسم والتنظيم أيضًا، والدَّافع كان واحدًا وهو فى حالة الإخوان السَّنُوسيين ضعف الدَّولة العثمانيَّة، وعدم قدرتها على تمثيل وحدة المسلمين، أما فى حالة الإخوان المسلمين، فهو سقوط الدَّولة العثمانيَّة، وإعلان الدولة التُّركيَّة المدنية، فجاء التنظيم مدعيًا سد الفراغ فى الدَّعوة وزاعمًا العمل على قيام الخلافة، وهذا الادعاء ما زال قائمًا حتى يومنا، حيث وجدوا برجب طيب أردوغان شخصية الخليفة، فهو ينتمى إلى التَّنظيم «الإخوانى» وحزبه فى السُّلطة.
أما عن الاسم، فيقول منشئ الجماعة حسن البنا (اغتيل١٩٤٩) بعد أن زاره ستة مِن الذين يحيطونه فى محاضراته ودروسه بالإسماعيلية: «...نحن إخوة فى خدمة الإسلام، فنحن إذن الإخوان المسلمون، وجاءت بغتةً، وذهب مثلًا، وولدت أول تشكيلة للإخوان المسلمين مِن هؤلاء الستة، حول هذه الفكرة، على هذه الصّورة، وبهذه التَّسميَّة» (البنا، الدَّعوة والدَّاعيَّة).
يغلب على الظَّن، لم تكن تسمية «الإخوان المسلمين» بغتةً ولا مصادفةً، مثلما قال مؤسسهم، وأراد بكلمة «بغتةً» إبعاد أن تكون جماعته تقليدًا لا أصلًا، بينما جاءت التّسميَّة للتعمية على السُّنوسيين، بعد انتحال فكرة الكيان.
لقد شَكل السَّنُوسيون حركةً واسعةً لها أهدافها، ووسائلها العسكرية أيضًا، شرع تنظيمهم مِن وسط التَّصوف، الذى أنتج حسن البنا نفسه، قبل إعلان تنظيمه ونظام البيعة. جاء أسلوب التَّنظيم واحدًا عند الجماعتين، لكنَّ بدلًا عن خلية التَّنظيم «الزَّاوية» لدى السَّنُوسيين، أصبحت «الشّعبة» عند «الإخوان المسلمين» كحركة إرهابية. فكان السَّنُوسى أصل الاسم، وما البنا إلا مقلد.. فلنضيف للجماعة الإرهابية أن مؤسسها البنا كان مقلدا غشاشا.