دعت ليبيا إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي ودعم مؤسساته، مؤكدة أنها ستبذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد، فيما أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة دعم حكومته لمدينة تاورغاء لتحقيق الاستقرار الكامل وعودة النازحين وتوفير الخدمات اللازمة لذلك.
والتقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أمس السبت، وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
دعوة ليبية
وقال المنفي إن ليبيا ستوجه قريباً دعوة لبدء التئام اجتماعات اتحاد دول المغرب العربي المتوقفة على مختلف المستويات.
واستعرض اللقاء، الذي حضرته نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، العلاقات بين البلدين والتأكيد على أهمية تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين.
وأعرب المنفي، عن شكره للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وحرصه على دعم جهود المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية خلال هذه المرحلة التاريخية لإنجاز استحقاقات ومتطلبات المرحلة.
تطورات الأوضاع
واستعرض المنفي، تطورات الوضع في ليبيا وما تلى الجلسة «التاريخية» لمجلس النواب التي تم فيها منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، ليبدأ المجلس الرئاسي والحكومة مهامهما نحو تحقيق استحقاقات المرحلة وأهمها المصالحة الوطنية وتوحيد مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021 م.
من جانبه، نقل ولد الشيخ تهنئة رئيس بلاده للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لاتفاق الليبيين على اختيار السلطة التنفيذية الجديدة وحصولها على ثقة البرلمان.
دعم مخرجات ملتقى الحوار
وشدد على دعم موريتانيا الكامل لتنفيذ مخرجات ملتقى الحوار السياسي ودعمها الكامل للسلطة الجديدة في كافة المحافل المشتركة عربياً ومغاربياً وإفريقياً.
عودة النازحين
من جهة أخرى، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أمس السبت، دعم حكومته لمدينة تاورغاء لتحقيق الاستقرار الكامل وعودة النازحين وتوفير الخدمات اللازمة لذلك.
وأضاف في كلمة له أن زيارته للمدينة، ستكون بداية عودة الحياة في المدينة لمجراها، وتفعيل عمل المؤسسات داخلها لتقديم الخدمات للمواطنين.
ودعا نازحي المدينة القاطنين في مخيمات خارج المدينة إلى العودة لمدينتهم، وإغلاق هذه المخيمات.وكان الدبيبة، قرر إلغاء كل قرارات حكومتي الوفاق والمؤقتة في الأيام ال5 التي سبقت تسلمه السلطة.
لقي ما لا يقل عن 23 شخصاً حتفهم في هجمات شنها مقاتلون من حركة «الشباب» الإرهابية أمس، على قاعدتين عسكريتين رئيستين للجيش الصومالي، وفق ما أفاد مسؤول في الجيش وشهود.
واستهدف الهجومان في منطقة شابيلي السفلى الجنوبية قاعدتين للجيش في بلدتي «أوديغلي» و«باريري» اللتين تبعدان 30 كيلومتراً عن بعضهما البعض، وتعد القاعدتان بمثابة مركزين متقدمين في القتال ضد الحركة الإرهابية.
وقال قائد الجيش الصومالي الجنرال اودوا يوسف راغي «حاول المعتدون الهجوم لكن بفضل جنودنا الشجعان الذين كانوا على دراية بحيلهم، تم دحر المهاجمين وتناثرت أجساد جرحاهم وقتلاهم في المكان». وأضاف «قوات الجيش لا تزال تلاحق بقية المهاجمين، وقد أحكم الجيش الصومالي السيطرة على الموقعين المتنازع عليهما». وأفاد شهود في «أوديغلي» التي تضم القاعدة العسكرية الأكبر بأن الجنود الصوماليين صدوا المهاجمين بعد نحو ساعة من القتال العنيف.
وقال محمد علي أحد سكان المنطقة: «استخدم مقاتلو الشباب مركبة محملة بالمتفجرات لشن الهجوم، لكنهم فشلوا في الدخول إلى المعسكر بعد نحو ساعة من تبادل إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة مع القوات الصومالية». وأضاف: «شاهدت جثثاً عدة لمقاتلي الشباب قرب المخيم حيث وقع القتال، واستعرض الجنود الصوماليون هذه الجثث في مواكب بعد المعركة.
وفي «باريري» تم تفجر سيارة مفخخة أيضاً قبل أن يقتحم مقاتلون مدججون بالأسلحة القاعدة.
وقال عبد الرحيم مالين أحد سكان المنطقة: «سمعنا انفجاراً قوياً ناتجاً عن هجوم انتحاري بسيارة على مدخل القاعدة، تبعه تبادل كثيف لإطلاق النار»، وأضاف: «بعد دقائق قليلة تمكن المقاتلون من دخول القاعدة وإحراق بعض الإمدادات العسكرية للجيش الصومالي». وأعلنت حركة «الشباب» الإرهابية مسؤوليتها عن الهجومين في بيان نشرته على موقع إلكتروني مؤيد لها. وقالت الحركة إنها تمكنت من قتل العشرات والاستيلاء على سيارات عسكرية ومعدات. مما يذكر أن الجيش الصومالي يشن عمليات عسكرية خلال الأسابيع الأخيرة للقضاء على فلول ميليشيات «الشباب» الإرهابية.
14 قتيلاً بهجوم مسلح في نيجيريا
قُتل 14 شخصًا في هجوم شنه مسلحون على قاعدة عسكرية ومناطق قريبة في محافظة النيجر غرب نيجيريا. وأفادت مصادر محلية نيجيرية أمس، أن نحو 200 مسلح هاجموا قاعدة في منطقة «العلاوة»، مما أسفر عن مقتل 6 جنود وضابط شرطة واحد، ومن ثم أحرق المهاجمون القاعدة، وقاموا بعدها بشن هجمات على مناطق مجاورة، حيث قتلوا 7 أشخاص واختطفوا آخرين.
أعلن أقدم الأحزاب المعارضة في الجزائر جبهة القوى الاشتراكية، السبت، أنه سيقاطع الانتخابات التشريعية المبكرة المقرر إجراؤها في 12 يونيو، بناء على قرار لمجلسه الوطني.
وذكر البيان أن جبهة القوى الاشتراكية "تُجدّد التأكيد على أنّ شروط إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في 12 يونيو غير متوافرة، وأن الانتخابات لا تشكل حلا للأزمة المتعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد. لذلك، لا يمكن لجبهة القوى الاشتراكية المشاركة في هذه الانتخابات".
وبحسب نص القرار، يطالب الحزب بـ"تدابير تسمح للشعب الجزائري بالممارسة الحرة لحقه في تقرير المصير"، لا سيما "احترام الحريات الأساسية، ووصول جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين إلى وسائل الإعلام بشكل عادل، وفتح حوار شامل".
وبعد حل مجلس النواب في البرلمان في 21 فبراير، دعا الرئيس عبد المجيد تبون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في محاولة لاستعادة زمام الأمور في ظل عودة الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام بعد عام على تعليقه بسبب كوفيد-19.
وبذلك، تنضم جبهة القوى الاشتراكية إلى صفوف الأحزاب المعارضة التي قررت مقاطعة انتخابات 12 يونيو، وكان التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معارضة علمانية) والحزب العمالي (تروتسكي) أعلنا عدم مشاركتهما فيها.
ومنذ الإعلان عن هذه الانتخابات، يخرج متظاهرو الحراك كل أسبوع في الجزائر العاصمة وفي كثير من المدن الكبرى احتجاجا على "خارطة طريق النظام" التي قررت تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة دون مراعاة مطالب الحركة الاحتجاجية.
وبعد عامين على رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن السلطة، يواصل الحراك المطالبة بتغيير جذري في "النظام" السياسي القائم منذ استقلال البلاد عام 1962.
وخرج مئات المتظاهرين مجددا، السبت، إلى حي باب الواد الشعبي بالعاصمة الجزائر، غداة المسيرة الأسبوعية للحراك والتي جمعت آلاف الأشخاص وسط العاصمة. وألقت الشرطة القبض على عشرات المتظاهرين، وفقا للجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين.
تقول لويزا جوزيه، وهي أمل لـ5 أطفال تبلغ من العمر 52 عاما، إنها واجهت متمردين مرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي عندما هاجموا مدينة بالما مركز الغاز شمالي موزمبيق قبل 10 أيام.
وقالت لـ"رويترز" من ملعب في مدينة بيمبا الساحلية يؤوي بعض الآلاف، الذين فروا من العنف "كنت أركض لإنقاذ حياتي... كانوا يأتون من كل شارع".
وأضافت "رأيتهم يحملون (مدافع) البازوكا. كانوا يرتدون زيا موحدا ويضعون وشاحا أحمر...على رؤوسهم".
وقالت جوزيه إن المسلحين اجتاحوا بسرعة بلدتها بالما الواقعة قرب مشاريع غاز ضخمة تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.
ويعتقد موظفو الإغاثة أن عشرات الألوف فروا من الهجوم الذي بدأ في 24 مارس، ومع ذلك، تم تسجيل 9900 فقط من هؤلاء النازحين في بيمبا وأنحاء أخرى من إقليم كابو ديلجادو حتى الجمعة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ماتوا بسبب الجوع أو الجفاف
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن كثيرين ربما لا يزالون يختبئون في الغابة المحيطة وإن الذين ظهروا تحدثوا عن رؤيتهم لجثث آخرين ماتوا بسبب الجوع أو الجفاف على طول الطريق.
ونقل مقاول عن أحد موظفيه قوله إن التماسيح قتلت بعضا منهم أو لقوا حتفهم في الوحل العميق.
وانقطعت معظم الاتصالات مع بالما عندما بدأ الهجوم ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من روايات الشهود بشكل مستقل.
كان إقليم كابو ديلجادو، حيث تقع بالما، موطنا منذ عام 2017 لتمرد متشددين مرتبطين الآن بتنظيم داعش.
وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات بين المتشددين والقوات الحكومية حول بالما استمرت حتى، الجمعة.
وتقول حكومة موزمبيق إن العشرات قتلوا لكن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى والنازحين لا يزال غير واضح.
وقالت جوزيه إنها أمضت ما يقرب من 5 أيام في الأدغال، تأكل الكسافا المرة وتشرب من برك المياه الراكدة قبل أن تصل إلى كويتوندا، وهي قرية تجمع فيها من جرى نقلهم من مشروعات الغاز الضخمة التي تقودها شركات نفط كبرى مثل توتال.
ومن هناك، كما تقول، تم إجلاؤها من قبل شركة توتال لكنها اضطرت إلى ترك ما يزيد على 6 من أفراد عائلتها، منهم زوجها وابنتها، لأنه لم يكن هناك مكان لهم على متن القارب الذي استقلته.
وقال مصدران مطلعان على عمليات الموقع لرويترز إن توتال أجلت، الجمعة، كل من تبقى من قوتها العاملة من موقع مشروعها بالقرب من بالما، تاركة المشروع في أيدي الجيش.
ولا ترد أخبار إلى جوزيه عن أفراد عائلتها منذ أن تركتهم، فيما تساءلت قائلة "هل هم بأمان؟ هل لديهم مأوى؟ هل سيعودون؟ لا أعرف".
في عام 2011، قام تنظيم القاعدة الإرهابي في مالي باختطاف أربعة أجانب؛ سويدي وهولندي وجنوب إفريقي، بالإضافة إلى ألماني لقى مصرعه أثناء مقاومته للاختطاف.
وبعد قرابة ست سنوات، تم الإفراج عن الرهينة السويدي الذي عاد إلى بلاده وقد اعتنق الإسلام صورياً وغير اسمه من يوهان إلى موسى، ويعد السويدي الذي قضى أطول فترة اعتقال خارج السويد.
وأصدر يوهان، مؤخرا، كتابه "سجن بلا جدران" الذي وصف فيه رحلته الطويلة وهو رهينة لدى تنظيم القاعدة، وقامت جريدة أخبار اليوم Dagens Nyheter السويدية بنشر موضوع مطول عن الكتاب.
ولد يوهان عام 1975 لقسيس بروتستاني من منطقة سمولاند جنوب السويد، وأمه من رواد الكنيسة، فكان جو البيت متديناً، فشاركوا في أنشطة الكنيسة، بينما كانت الكحول والقمار والرقص أمورا ممنوعة في حياتهم.
انطلاقة على دراجة نارية.. نحو الاختطاف!
يبدو أن يوهان كان يمر بأزمة منتصف العمر، فقرر بعد خمس سنوات من علاقته بصديقته الصينية واين زانغ أن يغادرها في رحلة طويلة فريدة من نوعها، وكان قد أنهى للتو عقد عمله مستشارا تقنيا.
اشترى دراجة نارية من نوع KTM 990، وقرر أن ينطلق في رحلة بها عبر قارة إفريقيا، فكان ينوي الذهاب في رحلة بلا هدف، وحينما سألته رفيقته واين متى سيعود، لم يعطها أي إجابة.
كانت واين حزينة، لكن يوهان غادرها وهو يعتقد أنها ستتمكن من تجاوزه والمضي قدماً في حياتها، كان يوهان يعتقد أن علاقتهما لم تعد على ما يرام، فبعد أن انتقلت للسويد، أصبحت لا تشعر بالراحة لأنها تعتقد أنها أصبحت عائقاً في حياته، لذلك كان يوهان يرى أن ابتعاده عنها هو الخيار الصحيح.
يوهان كان متعلقاً حينها بفكرة الذهاب في مغامرة مختلفة وغير معتادة، لذلك وقع اختياره على رحلة برية طويلة في إفريقيا على دراجة نارية، مع أنه كان لا يحب الدراجات النارية.
ويبدو أن أساس الفكرة كان تومي؛ رفيق يوهان منذ أيام الجامعة، والذي طالما كان يتحدث ليوهان عن حماسه للقيام برحلة على الدراجة النارية في إفريقيا.
كان تومي متأثراً بالأفلام الوثائقية للرحالة إيوان ماك جريجور وزميله تشارلي بورمان، واللذين خرجا في رحلة على الدراجة النارية من اسكتلندا حتى مدينة كيب تاون عاصمة جنوب إفريقيا.
ولذلك، حينما قرر يوهان بالفعل أن يقتني دراجة نارية ويذهب مع تومي في رحلة، تقرر أن تسير الرحلة من مدينتهم الصغير في السويد وحتى مدينة كيب تاون، وكانت الفكرة أن يسلكا الساحل الغربي للقارة الإفريقية في طريق الذهاب، والساحل الشرقي في طريق العودة.
وبالفعل كانت الانطلاقة من مدينتهم الصغيرة في السويد "سوندبي بيري"، وكان والداه في وداعه إلى جانب ثلاثة من أخواته الخمس. ركب يوهان دراجته النارية وانطلق، ولم يكن أحد يتوقع أنهم لن يلتقوا مرة أخرى إلا بعد حوالى ست سنوات.
كان يوهان ينشر مقاطع فيديو له وهو في رحلته بين الحين والآخر، وكانت عائلته وأصدقاؤه يتابعونه من خلالها، انطلق يوهان عبر أوروبا، إلى مضيق جبل طارق حيث عبر للمغرب، ثم موريتانيا، ثم مالي.
تمبوكتو.. تغيّر مسار الرحلة
في تمبوكتو، تعرف يوهان على زوجين من هولندا ورجل من جنوب إفريقيا، واختار حينها أن يقيم في نفس الفندق الذي يقيمون فيه، ووقتها ابتعد عنه رفيق رحلته تومي الذي أحب أن يستكشف المنطقة بدلاً من البقاء في الفندق.
وفي صباح ذلك اليوم، حصلت مشادة بين يوهان وبين شخص ألماني على الفطور، وبعد رحلة استكشاف قصيرة، عاد إلى الفندق ليأخذ قيلولة، وحينها استيقظ على صوت صراخ، قفز من سريره وهرع إلى الباب ليفتحه ويفاجأ برشاش كلاشينكوف مشهوراً في وجهه، يحمله رجل يتشح بالسواد ويغطي وجهه بلثام أسود، حينها رفع يوهان يداه على الفور مستسلماً.
اقتاده المسلحون خارج الفندق، واصطحبوا أيضاً الرجل الجنوب إفريقي، والهولندي، وتركوا زوجته، وحاولوا اختطاف الألماني ولكنه قاومهم عند مدخل الفندق فأردوه صريعاً. أدخلوا المخطوفين إلى سيارة "تويوتا لاند كروزر" التي انطلقت بسرعة كبيرة نحو الشمال، إلى وسط الصحراء.
أسلم ليعيش حياة أفضل في الأسر
وصل الجميع إلى مخيم خاص بالمسلحين، وهناك تم ربط الرهائن الثلاثة مع بعضهم البعض في مكان خارج المخيم، ثم تم إحضار فرنسيين آخرين بعد أيام ليصبحوا خمسة أجانب، كان يُنظر إليهم على أنهم كفار غير طاهرين، ولذلك لا يصح أن يختلطوا بالمسلمين في المخيم.
كانت الإهانات مستمرة، وتتم معاملتهم كـ"الحيوانات"، قيمتهم كانت قيمة الفدية التي يمكن أن يحصل عليها المسلحون مقابلهم، ولو ماتوا فهناك غيرهم ممن يمكن اختطافهم.
وهنا قرر يوهان أن يعتنق الإسلام أملاً في أن يزيد ذلك من فرص نجاته، وبالفعل بمجرد أن أعلن إسلامه، تغيرت معاملتهم له، أصبح اسمه (موسى)، وبدأ يصلي الصلوات الخمس كل يوم في صف واحد مع خاطفيه.
بدأ أيضاً في تعلم اللغة العربية، واستخدم لذلك عدة وسائل، كان منها بطاقات يدوية تحوي كل بطاقة كلمة عربية مكتوبة بخط اليد على جهة منها، وفي الجهة الأخرى ترجمتها. كما أعطوه مصحفاً، كان يقرأ منه، وساعده ذلك في تعلم العربية أكثر، كان يأخذ الكلمات ويكتبها ويتمرن عليها.
كان الترفيه الوحيد مساء هو النظر للنجوم، ومن كثرة تمعنه في النجوم بدأ يلاحظ تغيرات النجوم، وأخذ يرسم خريطة لها، يميز الاتجاهات، وكان يأمل أن يساعده ذلك في الهرب يوماً ما.
وبالفعل بعد حوالى سنة من اختطافه، انطلق في الصحراء هارباً، ومشى قرابة يومين قبل أن تلحق به سيارة بها ثمانية مسلحين ليمسكوا به من جديد. وعندما عادوا كان يوهان يتوقع أن يقوم زعيمهم بمعاقبته، ولكن بدلاً من ذلك صرخ الزعيم في وجهه: "هل تريد أن تموت؟ هل تعلم كم هي كبيرة هذه الصحراء؟".
زعيمهم كان اسمه أبو أسامة، وكان يُقال إنه قابل أسامة بن لادن شخصياً، وأنه سمى أكبر أبنائه باسمه.
وكانت تلك محاولة الهرب الوحيدة ليوهان، حيث أيقن أن الهرب مستحيل.
الصحراء التي تحدث عنها الزعيم كانت تنقلب إلى قطعة من الجحيم في الصيف، الرمال حارة لدرجة يصعب المشي عليها، والحرارة ترتفع لخمسين درجة مئوية، كان يوهان يحفر قليلاً تحت إحدى العربات ويستلقي هناك في ظلها، وكان يجلس لساعات في تلك الحالة خصوصاً حينما يصوم شهر رمضان وينتظر ساعات النهار كي تنقضي.
كان يشعر بكثير من العلل التي بدأت تظهر، كتورمات، وبعض الآلام هنا وهناك. كما سكن يوهان كوخاً مصنوعاً من بعض العصي والأقمشة، وحينما كان ينتقل المخيم من مكان لآخر، كان يجمع يوهان كوخه وينقله معه لينصبه في مكانهم الجديد.
اختطاف الأجانب.. منجم الذهب للقاعدة
في إحدى المرات، قابل شخصاً يدعى أبا الدرداء، وهو موريتاني من أسرة ثرية، ذهب إلى تونس ليدرس المحاسبة في الجامعة، ثم شدته الأفكار المتشددة لينضم بعد ذلك إلى تنظيم القاعدة، وتم القبض عليه في إحدى المرات التي دخل فيها في مواجهة مسلحة مع القوات الأمنية.
ودخل السجن لفترة، وحينما خرج وعده أبوه بأن يشتري له سيارة BMW رياضية إن هو عاد لأهله وترك أفكاره المتشددة، لكن أبا الدرداء خيّب ظن والده وعاد للتنظيم.
حينما قابله يوهان، تحدث أبو الدرداء حينها كيف أن موارد التنظيم كانت ضعيفة، وكانوا يعانون الكثير من الصعوبة المالية، حتى بدؤوا في خطف الغربيين، حينها بدأت الأموال تتدفق عليهم كفديات وغيرها.
كما تحدث عن الهجوم الذي حصل في استوكهولم، حينما قاد شخص شاحنة في وسط المدينة ودهس العديد من الناس من بينهم طفلة عمرها 14 عاماً، تحدث أبو الدرداء عن ذلك الهجوم بفخر وسعادة.
الجدير بالذكر أن تنظيم القاعدة، وحسب بعض التقديرات تمكن ما بين عامي 2008 و 2014 من الحصول على حوالي 125 مليون دولار، من عمليات خطف الأجانب وطلب الأموال مقابل إطلاق سراحهم.
مقاطع فيديو.. ومفاوضات
خلال فترة أسره، كان تنظيم القاعدة يبث بين الحين والآخر مقاطع فيديو له ولمن معه، حتى يؤكد أنهم أحياء وللضغط على دولهم لدفع الفدية، كان يوهان يظهر في بعض هذه المقاطع وهو يتكلم ويذكر مطالب الخاطفين، ولكن كانت الفترات الزمنية طويلة بين هذه المقاطع لدرجة جعلت الكثيرين يشككون في بقائه على قيد الحياة، فبعد ظهور مقطع له في عام 2013، لم يظهر المقطع التالي إلا بعد عامين، مما أحيا الأمل بإمكانية عودته.
كانت المفاوضات تجري عبر وسطاء، ولكن وفي منتصف عام 2017 أعلن الوسطاء أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود، ولكن وبعد ذلك بأشهر حصلت المفاجأة بإعلان إطلاق سراح يوهان.
العودة
نجحت السويد أخيراً في تحرير يوهان بشكل سلمي، وقالت الحكومة السويدية إنها لم تدفع فدية مقابله، ونجحت في تحريره من دون شروط.
رجل الأمن التقوا برجال تنظيم القاعدة في نقطة محددة، حيث سلموهم يوهان، ليتجه إلى الطائرة، التي اتجهت به عائدة إلى السويد، فبدأت الاحتفالات بعودته على الطائرة، وحينما وصل للسويد كانت في استقباله وزيرة الخارجية السويدية، مارجوت ويلستروم، التي صافحته وأخذته إلى أسرته التي كانت بانتظاره.
صديقته السابقة واين كانت معهم، وقالت إنها عاشت فترة صعبة بعد ترك يوهان لها، وعانت من الوحدة، وحاولت أن تجد شخصاً آخر لترتبط به ولكنه لم تلتق بأحد مثل يوهان، عندما علمت بعودته كانت في استقباله.
عادت المياه لمجاريها بين يوهان وواين بكل سهولة، فيوهان أصبح ليناً وسلساً، وحينما أخبرته واين برغبتها في إنجاب أطفال لم يمانع كما كان يفعل في السابق، ويبدو أن رحلة الاختطاف قد صقلت شخصيته كثيرا.
يقول بأنه كان أنانياً ويفكر كثيراً في نفسه، ولكن بعد ما مرّ به أصبح يفكر بالآخرين أكثر، وبعد أن حمل ابنه لأول مرة أصبح يشعر بروعة أن يكون له أولاد.
دراجته النارية لا تزال موجودة، ويفكر يوهان ببيعها والتبرع بثمنها في أعمال الخير كذكرى للفتاة الصغيرة التي قضت في هجوم الشاحنة الإرهابي في استكهولم.