أزمة "رأس الإخوان" تلقي بظلالها.. لمن ينحاز شباب التنظيم؟/شظايا الشرق تحرق الخرطوم.. ما دور إخوان السودان؟/مقتل القيادات.. كيف يؤثر على "الإرهاب" في غرب أفريقيا؟
الأحد 17/أكتوبر/2021 - 10:10 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات) اليوم 17 أكتوبر 2021.
رويترز: مسلحون يهاجمون منشآت نفطية كولومبية
تبنى مقاتلون يساريون من ميليشيات «جيش التحرير الوطني في كولومبيا» مسؤوليتهم عن هجوم شُن صباح الجمعة على خط أنابيب يستخدم لنقل النفط الخام إلى أهم مصفاة في البلاد بمدينة بارانكابيرميجا.
وقالت شركة «إيكوبترول» في بيان، إن الهجوم أسفر عن تسرب نفطي أثر في النباتات والتربة المحيطة. وقال متحدث إن حريقاً اندلع، ولكن تمت السيطرة عليه في ما بعد.
وكان «جيش التحرير الوطني» أعلن مسؤوليته عن هجمات على حقل لاسيرا إنفانتاس في سبتمبر/ أيلول الماضي، مما أدى إلى توقف الإنتاج في بعض الآبار. وينتج هذا الحقل نحو 30 ألف برميل من النفط الخام يومياً. وقال متحدث باسم إيكوبترول إن الإنتاج لم يتوقف في أي من الآبار عقب الهجوم يوم الجمعة.
وقال جيش التحرير الوطني إنه يريد «فتح نقاش» حول استخدام موارد البلاد، ولا سيما النفط. وأكد أنه مستعد لمناقشة وقف هجماته على البنية التحتية النفطية، مقابل إلغاء رسوم الطرق وتعديل أسعار الوقود.
نيجيريا: مقتل 250 عنصراً من العصابات المسلحة
قتل نحو 250 شخصاً على الأقل من عناصر العصابات المسلحة في نيجيريا، خلال عمليات أمنية استهدفتهم بعد انقطاع خطوط الاتصالات بالمناطق الشمالية من البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء النيجيرية نقلاً عن رئيس الأركان، لاكي إيرابور، في بيان بأن جميع خطوط الاتصال قطعت في محافظات زامفارا، وكاتسينا والنيجر، الشهر الماضي في إطار عمليات أمنية تستهدف العصابات المسلحة، مشيراً إلى أنه تم القبض على أكثر من 600 شخص من العناصر المسلحة في المنطقة.
سكاي نيوز: أزمة "رأس الإخوان" تلقي بظلالها.. لمن ينحاز شباب التنظيم؟
اندلعت حالة من الصراع بين قادة الإخوان للتشبث بالمناصب، وسط جهود مكثفة تبذل للملمة شتات التنظيم الإرهابي بعد ضربات موجعة متتالية داخليا وخارجيا عبر استمالة قواعد الشباب.
شباب التنظيم الذي تحمل كافة التبعات السلبية لقرارات القيادات سأم الطرفين المتناحرين، فأحدهما تخلى عنهم بعدما طالبوه بمبادرة لنبذ العنف والصلح مع السلطات بمصر في محاولة لإخراج المحبوسين بالبلاد وآخر متهم بالفساد والمحسوبية ونهب التمويلات.
ويشهد التنظيم الإرهابي حالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا بقيادة الأمين العام السابق محمود حسين، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة 6 أشهر.
ومع احتدام الصراع واقتراب أفول التنظيم الإرهابي جراء حالة التدمير الذاتي والضغط الدولي بقوانين تنبذ عنف التنظيم وتجرمه، تدور تساؤلات حول موقف الشباب في معركة حسم القيادة والقرار لأي من الفريقين أم سيكون لهم رأي ثالث بحل التنظيم وإنهاء معاناتهم.
مغازلات وقرارات كسب ثقة
مغازلات ومحاولات استقطاب باتت واضحة من الجانبين، حيث أعادت جبهة محمود حسين، الجمعة، نشر مقال بعنوان "وقفة تحليلية مع رسالة إلى الشباب" على صفحة "الفيسبوك" الخاصة بموقع "الإخوان أون لاين" الذي تديره ما تعرف بـ"مجموعة إسطنبول".
والمقالة هي واحدة من رسائل مؤسس التنظيم الإرهابي، حسن البنا، لشباب الإخوان، يؤكد خلالها على أهمية ودور الشباب في "نهضة الأمة، والعمل الإسلامي"، في محاولة صريحة للتأثير على الشباب للانحياز لجبهة "إسطنبول".
وفي المقابل وفي نفس اليوم، ظهر إبراهيم منير في مقابلة متلفزة، مدح فيها شباب التنظيم الإرهابي، داعيا إياهم إلى "لم الشمل".
وزعم منير أن السنوات الماضية أفرزت "جيلا جديدا بوعي كبير يساهم في نضوج الجماعة".
ولإزالة حالة الاحتقان الكبيرة لدى كثير من الشباب من القيادات، غازل منير القيادة السياسية في مصر، قائلا: "لن نعمل تحت الطاولة لو حدثت مبادرة يمكنها التخفيف أو الإفراج عن السجناء سنعلن عنها".
ولم يكتف منير بذلك بل قام بتعيين أحد الشباب يدعى "صهيب عبد المقصود" متحدثا إعلاميا للتنظيم، في خطوة لاستمالة شباب الإخوان لصالحه.
ماض غير مشرف
لكن الصراع على "شباب الإخوان" بين منير وحسين يصطدم مع مواقف الشباب المختلفة من القائم بأعمال المرشد والأمين العام السابق جراء ماض غير مشرف من التصريحات والقرارات وحتى الذمة المالية.
فقائدا مكتبي لندن وإسطنبول ليس لديهم أرضية واسعة بين شباب الإخوان، حيث إن الأول خرج بتصريحات أن "الجماعة لم تطلب من أحد أن ينضم إليها وأنها لم تكن هي من زَج بهم في السجون"، ردا على مطالب الشباب من قادتهم بطلب المصالحة مع الدولة المصرية، هذا الرفض من منير أدى لحالة غضب من قبل الشباب تجاه القائم بأعمال المرشد.
أيضا تشير العديد من المصادر إلى أن منير طالب السلطات التركية بعدم منح الجنسية لعشرات شباب الإخوان الفارين إلى أنقرة، في محاولة لإضعاف جبهة إسطنبول، وهو ما اعتبره الشباب طعنة في الظهر.
وكذلك عقب إعلان تعيين منير قائما بأعمال المرشد، سادت حالة من الغضب داخل شباب الإخوان رفضا للتكليف مما أدى إلى إصدار الإخوان في سبتمبر 2020، بيانا دعت خلاله مكاتبها الإدارية لاحتواء ما وصفته بغضب الشباب.
على الجانب الآخر، هناك حالة سخط وغضب من قبل شباب الإخوان تجاه محمود حسين، جراء ملفات فساد تشمل محسوبية واختلاسات مادية، حيث يسيطر "مكتب إسطنبول" على مصادر تمويل التنظيم، نظرا لقربه إلى نائب المرشد المحبوس في مصر خيرت الشاطر.
وتقدر ثروة محمود حسين بـ11 مليون دولار، كما يمتلك فللا في إسطنبول وسيارات فارهة، وفق تصريحات قيادات شبابية داخل التنظيم.
3 تيارات داخل الشباب
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، سامح فايز، قال إن الصراع الدائر الآن داخل الإخوان يأتي ضمن سلسلة صراعات بدأت من 2009 مع أزمة تصعيد القيادي الراحل عصام العريان، وآنذاك برز شباب الإخوان كقوة مؤثرة، ودخلوا في صراع مع الإدارة الكلاسيكية المتكلسة لقادة الإخوان التاريخيين خصوصا أبناء مصطفى مشهور ومحمد بديع ومحمود عزت ومحمود حسين، لكن المزاج العام في الفترة للإخوان كان داعما للمواجهة المباشرة، وعدم تقبل أفكار شباب الإخوان الجدد المتأثر بالتجربة التركية.
وأضاف فايز لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "بعد ثورة 30 يونيو ادعى الإخوان كذبا انفصالهم لمكتبين، واحد بقيادة محمد كمال الذي يمثل الجناح المسلح وأغلبه شباب وآخر بقيادة محمود عزت الذي قدم نفسه رافضا للعنف، علما بأن الجانبين تبادلا الأدوار فقط بعد 2013 وأصبح القطبي إصلاحي والعكس في تأكيد على أن وعاء الإخوان الفكري واحد.
3 تيارات
ولفت فايز إلى أن هناك ثلاثة تيارات رئيسة داخل "شباب الإخوان" وهي الشباب الداعم لمجموعة محمد كمال واستخدام العنف ويطلق عليهم "الكماليون" أو "تيار التغيير"، والشباب الداعم لمجموعة محمود حسين والمقاومة في العموم دون مهادنة، والتيار الثالث هو الشباب المتأثر بأفكار إخوان الغرب الداعم لإبراهيم منير.
وأوضح أن التيارات الثلاثة كل منها تعمل وفقا لقادتها لذلك من الطبيعي ترى هجوم على حسين أو منير من قبل الشباب في ظل انقسام هؤلاء الشباب بانقسام قادتهم، قبل أن يستدرك: "لكن المسألة ما هي إلا مجرد تبادل أدوار وتراجع تكتيكي لحماية التنظيم من الانقراض والمرحلة المقبلة ستشهد صعود تيار إخواني معولم متأثر بالثقافة الغربية داعم المثلية مثل محمد سلطان في أميركا، وداعم للحياة الغربية مثل المتهم بالاغتصاب في أوروبا طارق رمضان حفيد البنا كمخطط للعودة لكن بشكل جديد".
السمع والطاعة
فيما أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، محمود جابر، أن "الإخوان تنظيم استاتيكي على مستوى التنظيم والتسلسل القيادي لا يلقي بالا بمستوى رضا أو غضب القاعدة ولكن القاعدة عليها السمع والطاعة".
وأضاف جابر، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القواعد لا تستطيع تغير التنظيم لا شكلا ولا موضوعا ولا ملء الفراغ إذا ما حدث أي نوع من أنواع الفراغ ولكنهم دائما ينتظرون التعليمات والأوامر التنظيمية،د.
وأشار إلى أن "التنظيم يخلو تماما من فكرة المبادرة في الفعل أو التنظيم لهذا لن تجد لا في تاريخ الإخوان ولا في حاضرهم ثمة تفاعل فى المستويات التنظيمية أو تأثر بالغضب من القيادة أو عدم الرضا".
وأوضح أن مصير أي تمرد على القادة هو الطرد من الإخوان، قائلا "الإخوان في مثل هذه الحالات تواجه من يفعل ذلك بإخراجه خارج التنظيم وخارج الجماعة وهناك قيادات كبيرة وأسماء كبيرة جرى التنكيل بها وإخراجها خارج التنظيم حينما لم تلتزم بتعليمات القيادة أو في مواجهة محاولة ملء هذا الفراغ لهذا لن تجد أي تحرك أو أي موقف من القواعد على الإطلاق".
البحث عن طريق ثالث
الخبير في الحركات الأصولية في مصر، أحمد بان، قال إن "ماخرج عن عناصر قريبة من التنظيم يؤكد أنه رغم عدم ثقة الشباب فى طرفي الصراع إلا أن مجرد إبعاد محمود حسين والمجموعة القريبة منه والمنسوب لها تهم فساد مالي وإداري عده الشباب مكسبا يمكن البناء عليه".
ورجح بان، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن يحسم "منير" معركة القرار والقيادة داخل الإخوان، قائلا :" يبدو أن منير حسم الجولة لصالحه لكن لازال بيد مجموعة حسين بعض أوراق الضغط بما يكرس انقسام التنظيم لمجموعتين".
وأضاف: "لكن استمرار الانقسام قد يؤدي إلى انصراف الشباب في النهاية عن الفريقين والبحث عن طريق ثالث" بعد معاناة من الجميع.
أزمة قمة "رأس الإخوان" تأتي في وقت تعاني خلاله معظم أفرع التنظيم في البلدان العربية أزمات طاحنة بعد عزلهم والإطاحة بهم في دول وتصنيفهم إرهابية في أخرى ما ينذر بنهاية وشيكة.
شظايا الشرق تحرق الخرطوم.. ما دور إخوان السودان؟
احتجاجات واسعة وإطلاق نار بالعاصمة السودانية، الخرطوم، بالتوازي مع مظاهرات متواصلة شرق البلاد تسلل إليها تنظيم الإخوان الإرهابي المعزول ضمن مساعٍ مستمرة لإذكاء نار الفتنة وإفشال المرحلة الانتقالية بالبلاد.
واحتشدت، السبت، مواكب جماهيرية أمام مقر الحكومة السودانية بدعوة من جناح منشق عن قوى "الحرية والتغيير" وكذلك إطلاق مسلحين الرصاص الحي على مواطنين في ضاحية الجريف شرقي الخرطوم، ما أوقع عددا من المصابين.
ومع تفاقم الخلافات بين الشقين المدني والعسكري منذ أكثر من 3 أسابيع، نشأ تحالف غير معلن بين الإخوان وعدد من الأحزاب والحركات المسلحة المقربة من الشق العسكري في مجلس السيادة.
مخطط إخواني
وكشفت رسائل مسربة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن مخطط إخواني خطير لقطع الطريق أمام الفترة الانتقالية في السودان من خلال مسيرة ينظمونها بالاشتراك مع أحزاب وكيانات صغيرة كانت تشاركهم السلطة في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وكان خبير سياسي حذر، في تصريحات سابقة لـ"سكاي نيوز" عربية، من أن التحركات الخبيثة لـ"إخوان السودان" في شرق السودان تهدف إلى حصار العاصمة الخرطوم عبر الولايات الطرفية وذات التأثير الكبير ومن ثم جر البلاد إلى دوامة العنف والوصول إلى مخططهم الفوضوي بعد ضربات متلاحقة لقياداتهم.
ومنذ عزلهم من السلطة في أبريل 2019، تعول الجماعة الإرهابية على نشر الفوضى في السودان وتعطيل النجاحات، التي تحققها الحكومة الانتقالية سواء سياسيا أو اقتصاديا وتحقيق السلام مع الجماعات المسلحة.
احتجاجات شرق السودان
ومنذ 17 سبتمبر الماضي، أعلن سودانيون موالون لمحمد الأمين ترك، زعيم قبيلة البجا، وهي إحدى أكبر المكونات السكانية في شرق السودان؛ إغلاق الميناء الرئيسي للبلاد ووضعوا متاريس (حواجز) في العديد من المدن والنقاط الواقعة على الطريق الرئيسي الذي تمر به صادرات وواردات البلاد، وكذلك إغلاق خطّي تصدير واستيراد النفط.
وتصدرت 3 مطالب للمحتجين لعودة الحياة إلى طبيعتها أبرزها حل لجنة تفكيك تنظيم الإخوان وهو ما يدعم فرضية تورط فلول الإخوان في تحريك عجلة التصعيد بالمنطقة تحقيقاً لمصالحهم التنظيمية، وخشية أن يقعوا تحت مقصلة اللجنة التي تحظى بدعم شعبي كبير.
كما طالبوا بحل الحكومة الحالية وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة انتقالية تعقبها انتخابات، وكذلك إلغاء مسار شرق السودان باتفاقية جوبا.
ولم تخل الاحتجاجات من رموز نظام الإخوان المعزول حيث برز مسؤولون سابقون في نظام عمر البشير يقفون إلى جانب قادة الاحتجاجات في شرق السودان ويحثونهم على إغلاق الطرق.
ماذا يحدث بالعاصمة؟
تجمع آلاف المحتجين أمام القصر الرئاسي، السبت، وهتفوا "تسقط حكومة الجوع"، مطالبين بحل الحكومة السودانية.
وردد المحتجون شعارات مناوئة للحكومة الانتقالية، منددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وطالبوا بتشكيل أخرى من كفاءات وطنية مستقلة وتوسيع قاعدة المشاركة في عملية الانتقال الديمقراطي.
مظاهرات السبت جاءت إثر دعوات أطلقتها مجموعة سياسية انشقت عن تحالف الحرية والتغيير، تضم حركات مسلحة موقعة على السلام وقوى سياسية مدنية.
ويضم التحالف الذي أطلق على نفسه "منصة التأسيس"، حركة العدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، بجانب قوى سياسية مدنية، وقيادات أبرزها: التوم هجو ومحمد سيد أحمد الجاكومي، ومبارك أردول وآخرين.
في المقابل، اتهم تحالف "الحرية والتغيير "وقوى أخرى الجناح المنشق بمحاولة الانقضاض على الفترة الانتقالية، وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي من خلال هذا الحراك.
كما أعلنت قوى سياسية منضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير طرح ميثاق جديد، يضمن مشاركة كل قوى الثورة، ويوسع قاعدة المشاركة دون إقصاء كل المكونات الأخرى.
فلول نظام الإخوان
الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد علي فزاري، قال إن فلول النظام المنحل يعتبرون ما يحدث فرصة لتسلق ظهر الثورة مرة أخرى والعودة عبر ما يسمونه بـ"منصة التأسيس".
وأضاف فزاري في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "ما يحدث هو نتاج حالة الانقسام السياسي والاستقطاب الحاد بين قوى الحرية والتغيير التي أعلنت قيامها في 2019 وقوى الميثاق الوطني تشمل حركات الكفاح المسلح والتي كانت جزءا من الحكومة وممثلة في كافة هياكل السلطة الانتقالية".
وأوضح أن "المحاولة الحالية ليست فقط من أجل توسيع المشاركة كما يدعون ولكن هناك مساعي لإسقاط الحكومة برمتها وهناك العديد من الأصوات الذي تهتف بذلك أمام القصر".
وأشار إلى أن المشاركين ليسوا على قلب رجل واحد، هناك تباين في المصالح والأهداف، في إشارة إلى مشاركة فلول الإخوان جراء الضغوط والملاحقات التي نالت من قياداتهم.
شظايا الشرق
وحول العلاقة بين الاحتجاجات ومظاهرات الشرق، قال فزاري إن نيران الشرق وشظاياها قد سقطت على العاصمة الخرطوم وأزمت الوضع السياسي الحالي الذي تعيشه البلاد.
قبل أن يستدرك: "لكن خطاب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك عشية الجمعة كان فيه الكثير من الإشارات الإيجابية وربما استبق هذه المواكب بتأكيده على ضرورة التوافق وأن الانتقال السوداني يواجه تحديات ومخاطر كبيرة".
وتوقع المحلل السياسي أن يتدخل الجيش لحسم هذه الخلافات لأن هناك نضجا سياسيا وثوريا سودانيا يمنع أي محاولة للردة وهو ما دلل عليه تصدر هاشتاغ بمنصات التواصل الاجتماعي (#الردة_مستحيلة)، حيث أكدوا خلاله أنه من الصعوبة عودة البلاد لمربع الانقلابات العسكرية تحت أي مسمى.
وأكد على أن الجيش لن يتخذ أي قرارات مناوئة خاصة مع تحذيرات إقليمية ودولية وهو ما أكدته بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال وكذلك موقف السفارة الأميركية بأنهم مع التحول الديمقراطي الكامل وأن الحكومة جاءت بشرعية ثورية ومن الصعوبة تغييرها بأي من المكونات الأخرى.
مقتل القيادات.. كيف يؤثر على "الإرهاب" في غرب أفريقيا؟
يشكل مقتل زعيم تنظيم داعش في غرب أفريقيا، أبو مصعب البرناوي، ضربة جديدة للتنظيمات المتطرفة في القارة السمراء، لينضم إلى سلسلة القادة الذين تم الإعلان عن مقتلهم خلال الفترات الأخيرة، بما يعكس تفاقم معاناة تلك التنظيمات تحت وطأة المواجهات التي تشهدها، سواء المواجهات مع الأجهزة الأمنية أو حتى المواجهات الداخلية الناتجة عن الصراعات بين التنظيمات المتطرفة.
وبإعلان الجيش النيجري عن مقتل "البرناوي"، فإن التنظيم الذي تمكن تحت قيادته في أن يكشر عن أنيابه بتنفيذ جملة من العمليات المسلحة، قد فقد عنصراً رئيسياً كان يراهن عليه داعش في إقليم غرب القارة السمراء بشكل عام. بينما لم يصدر بيان تأكيد أو نفي من قبل التنظيم لعملية مقتل البرناوي.
وبعد الإعلان عن مقتل "البرناوي" تدور تساؤلات حول مدى تأثير تساقط القيادات على مستقبل التنظيمات المتطرفة في أفريقيا بشكل عام، وبشكل خاص في غرب القارة
مقتل القيادات
الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، يقول إن مقتل البرناوي "يأتي في إطار المعارك الدائرة في غرب إفريقيا ضد تنظيم داعش، والتي أسفرت عن مقتل عدد من قادة التنظيمات المتطرفة، كان من بينهم زعيم تنظيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو، فضلاً عن أبي الوليد الصحراوي"، مرجحاً أن يكون مقتل "برناوي" قد جاء بوشاية من أحد العناصر المتطرفة (في إشارة للصراعات الداخلية التي تواجهها التنظيمات المتطرفة في أفريقيا).
ويوضح فرغلي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" من القاهرة، أن التنظيمات المتطرفة في غرب إفريقيا هي تنظيمات قوية، ولديها مقوماتها الخاصة.. لكنها قطعاً تتأثر بمقتل القيادات، مشدداً على أن "البرناوي" كان له وضعه الخاص، وكان تنظيم داعش يوليه اهتماماً خاصاً في قيادة هذه المنطقة في غرب القارة، وتم إسناد المهمة إليه لمقاومة أبو بكر شيكاو قبل مقتله، والسيطرة على التنظيم، وقد نجح في ذلك تماماً.
ويردف فرغلي قائلاً: "الوصول لتلك الشخصية (البرناوي) معناه إحداث هزّة كبيرة جداً داخل جسد التنظيم"، لكنه يعتقد في الوقت نفسه بأن التنظيم -وفق المعطيات الراهنة- قادر على التماسك، رغم تلك الهزة الإدارية الكبيرة التي سيعاني منها، على اعتبار أنه عادة ما يكون هناك ترتيب داخلي لتولي القيادة من بعده "لكن ثمة تكلفة كبيرة جداً عليهم بناءً على مقتل قائد التنظيم".
والبرناوي هو نجل مؤسس تنظيم "بوكو حرام" محمد يوسف. وكان قد تولى قيادة داعش في غرب إفريقيا في الفترة من أغسطس 2016 وحتى مارس 2019، ثم عاد لقيادة المجموعة مرة أخرى في مايو 2021. وكان يمثل المتحدث باسم "بوكو حرام" في وقت سابق قبل مبايعته لتنظيم داعش في 2014.
ويعتقد الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة بأن تساقط قيادات التنظيمات المتطرفة في إفريقيا واحداً تلو الآخر "إنما هو مؤشر على أن الحرب شرسة وقوية على التنظيمات هناك"، موضحاً في الوقت نفسه أن داعش عمل على زيادة عملياته بشكل مضاعف خلال العام الأخير في تلك المنطقة تحديداً (غرب أفريقيا) في ظل اشتعال الحرب عليه.
وخلال النصف الأول من العام الجاري 2021، شهدت القارة الإفريقية -بدءاً من يناير وحتى نهاية يونيو- ما يزيد عن 315 هجوما، خلّف ما يزيد عن 5236 قتيلا، بخلاف المصابين والمختطفين، وذلك طبقاً للبيانات التي تظهرها تقارير عدسة الإرهاب في أفريقيا الصادرة عن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية، والتي تُظهر إقليم غرب القارة كأكثر الأقاليم الخمس تضرراً لجهة تصاعد العمليتا المسلحة التي يشهدها.
عوامل القوة والضعف
الباحث المختص في شؤون الإرهاب الدولي، منير أديب، يشير إلى أن تنظيم داعش "يمر بمرحلة صعبة حالياً في إفريقيا؛ إذ يجد مواجهة شرسة من تحالف برخان بقيادة فرنسا وبعض الجهود التي تبذلها الدول الكبرى الداعمة لبعض الدول الإفريقية في مواجهة التنظيم".
ويضيف إلى ذلك أيضاً ما يعانيه التنظيم أيضاً من "مواجهة أخرى مع تنظيمات أخرى محلية تجد أن التنظيم يشكل خطراً عليها".
ويقول أديب في تصريحات خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" من القاهرة: "المجموعات التابعة للتنظيم منقسمة في إفريقيا، وسط خلافات بين المجموعات التي كانت تتبع تنظيمات محلية (مثل بوكو حرام) وأعلنت مبايعتها لداعش في 2014 وتلك التنظيمات، وهي الخلافات التي أدت على سبيل المثال إلى مقتل أبو بكر شيكاو (في شهر يونيو الماضي)".
ويشدد على أن المواجهات الشرسة التي تتعرض إليها تلك التنظيمات، إلى جانب الصراعات الداخلية تؤدي بشكل أو بآخر إلى إضعاف تلك التنظيمات التي يعتقد بأنها حتى الآن لا تزال تمتلك عوامل القوة، وهو الأمر الذي يعكسه تصاعد عملياتها في الفترة الأخيرة.
ويلفت أديب إلى أن من بين تلك العوامل أن بعض الدول التي تتواجد فيها تلك التنظيمات هي دول ضعيفة على مستوى أجهزة الأمن والسياسة، ولا يوجد استقرار سياسي، بالتالي ينعكس ذلك على نشاط هذه التنظيمات، بخاصة في ظل سهولة التخطيط مع عدم إحكام الرقابة على الحدود، وإمكانية التخطيط في دولة أفريقية والتنفيذ في دولة أخرى بحرية شديدة".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان منحنى تلك التنظيمات صاعداً أم أنها تتاثر بما تشهده من معاناة ومواجهات، يقول الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب الدولي، إن التنظيمات الإرهابية في أفريقيا تتأثر بشكل قاطع بتلك المعاناة التي تؤثر عليها إلى حد كبير، لكن هذا لا يمنع نشاطهها أو قوتها.
سبوتنيك: محافظ حضرموت يعلن القبض على خلية إرهابية خططت لاستهداف البنك المركزي
أعلن محافظ محافظة حضرموت (شرق اليمن)، اللواء فرج سالمين البحسني، يوم السبت، إحباط مخطط إرهابي لتفجير منشآت خدمية وعسكرية وأمنية.
وقال اللواء البحسني وهو أيضا قائد المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني، في بيان عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن "الأجهزة الاستخباراتية والأمنية تمكنت من إلقاء القبض على خلية إرهابية مكونة من 5 عناصر يقودهم قيادي إرهابي من الصف الأول".
وأضاف أن "القيادي الإرهابي أدلى بمعلومات خطيرة، وتخطيطات للعناصر الإرهابية لتدمير منشآت حيوية ومهمة مثل البنك المركزي، ومقر الأمن والشرطة واستهداف المعسكرات ومقر السلطة المحلية".
وأوضح البحسني أنه تم اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد المجموعات التي "تريد السوء لحضرموت".
وحيّا محافظ حضرموت، الأجهزة الاستخباراتية والأمنية على "النجاح الأمني الكبير الذي حققوه وإفشال المخططات الإرهابية".
ودعا البحسني، المواطنين إلى "مؤازرة القوات العسكرية والأمنية، والالتفاف حولها للرفع من معنوياتها في هذه الأيام التي تكالبت فيها الأعداء على حضرموت"، على حد قوله.
وتشهد مناطق عدة في اليمن حضورا لمسلحي تنظيم "القاعدة" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) الذي سيطر على مركز محافظة حضرموت مدينة المكلا في أبريل/نيسان 2015 لمدة عام كامل قبل أن يحررها الجيش اليمني وقوات التحالف العربي في 24 أبريل/نيسان 2016.