هجمات أصفهان.. هل تكون البروفة الأخيرة قبل الحرب؟
الأربعاء 01/فبراير/2023 - 11:47 م
طباعة
كتب- علي رجب ومحمود محمدي
في الساعات الأولى من صباح الأحد 29 يناير الماضي، وقع انفجار كبير في مصنع للذخيرة في أصفهان، وسط تسريبات استخاباراتية بأن الهجوم تقف وراءه إسرائيل، في الوقت الذي تم استهداف قافلة عسكرية للميليشيات الإيرانية، في بلدة السويعية بريف البوكمال شرقي ديرالزور، وأسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل.
التصريحات الخارجية من طهران تشير إلي ثلاث طائرات مسيرة صغيرة، استهدفت مصنع ذخيرة في أصفهان ولم تقع إصابات.
وتعدّ أصفهان إحدى أهم المدن الإيرانية فى التصنيع العسكري، حيث تحتوي على مصانع كثيرة، كما تضم مفاعل نطنز النووي الشهير، أحد أهم المنشآت الإيرانية.
في نفس وقت هجوم الطائرات بدون طيار على منشآت أصفهان، وقعت انفجارات مشبوهة أيضًا في بعض المنشآت الإيرانية الحساسة في محافظة أذربيجان، والتي لم تشرحها السلطات الإيرانية.
استهداف مجمع عسكرى وأصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل هل تختبر تل أبيب الدفاعات الإيرانية قبل شن عملية كبيرة؟
وكالة أنباء فارس الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، ذكرت أن حريقا هائلا اشتعل في مصفاة نفط شمالي غرب إيران قرب مدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية، مضيفة أن شدة الحريق جعلت من الصعب على فرق الإطفاء إخماده، وأن السبب وراء الحادث يخضع للتحقيق.
كذلك أفادت تقارير أخرى عن وقوع انفجار في مدينة مهاباد بكردستان إيران شمال غرب البلاد، ولكن لم توضح تقارير ايرانية أسباب الانفجار.
فيما كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" و"أكسيوس"، نقلاً عن مصادر غربية وإسرائيلية، أن الهجوم استهدف منشأة تنتج "أسلحة متطورة" و"صواريخ"، وأن "الضرر تجاوز بكثير التدمير الطفيف للسقف".
وبحسب أكسيوس، فى هذه العملية، "أصيبت أربع مناطق مختلفة في هذا المبنى بشكل صحيح وتحقق الغرض من العملية".
كما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسئولين أمريكيين وبعض مصادر الخبراء، أن هذا الهجوم كان "من عمل إسرائيل" واعتبرت بعض المصادر الغربية هذا الهجوم ناجحًا للغاية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المسيّرات التي استهدفت مواقع بأصفهان يعتقد أنها انطلقت من داخل إيران.
وأضافت أن الطائرات بدون طيار وتسمى "كوادكوبتر" لأن لديها أربعة دوارات، لديها مدى طيران قصير، وفي هجوم يوم السبت يعتقد أنها أقلعت من داخل إيران.
كما أعلنت مدونة Intelli Times الإسرائيلية أن الموقع المستهدف هو "معمل أصفهان للمواد والطاقة".
وكتبت هذه المدونة، التي تنشر تقارير استخباراتية، أن الهدف من هجوم الطائرات بدون طيار مساء السبت في أصفهان كان "معهد أبحاث الفضاء الإيراني" التابع لوزارة الدفاع.
في موازاة ذلك، علمت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الهجوم في أصفهان كان ناجحاً رغم المزاعم الإيرانية، وفقاً لمصادر المخابرات الغربية والمصادر الأجنبية.
وقال محمد رضا جان نيشاري ، نائب الأمن السياسي لمحافظ أصفهان، يوم الأحد الماضى، في إشارة إلى عدم وقوع إصابات في هجوم الطائرات المسيرة الليلة الماضية في أصفهان: فقط سقف أحد سقائف هذا المجمع تضرر بشكل طفيف، لكن لم يكن هناك خلل في قدرة وعمل المجمع والآن يستمر في العمل. فيما تشير التقديرات أن الهجمات استهدفت ١٤ هدفًا عسكريًا في إيران.
إيران.. عمليات تخريبة واغتيالات
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل في أعقاب التفجيرات وعمليات التخريب التي كان هدفها الرئيسي البرنامج العسكري والنووي الإيراني.
وبين عامي ٢٠٠٩ و٢٠٢١، أي وقت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نفذت إسرائيل سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية داخل إيران.
ومع ذلك، فإن تعقيد العديد من العمليات تطلب شهورًا وسنوات من التخطيط والدعم اللوجستي والمالي، والأهم من ذلك شبكة واسعة من الجواسيس وعملاء الأمن وفرق العمل. الأمر الذي يعزز التكهنات حول وجود دولة وراء هذه الهجمات.
وأعلنت إسرائيل أنها لن تحصر نفسها في مواجهة البرنامج النووي الإيراني والإجراءات الإقليمية للحرس الثوري وستتخذ "الإجراءات اللازمة" لضمان أمنها.
في بعض التقارير، كان الانفجار الذي وقع في بارشين عام ٢٠٠٦ من أوائل أعمال التخريب المنسوبة إلى إسرائيل. لكن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تقول إنه بأمر من باراك أوباما توقفت مثل هذه الهجمات قبل ستة أعوام، أي قبل عام من الاتفاق النووي مع طهران. يبدو أن مثل هذه العمليات استؤنفت بعد أن تولى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصبه.
وفي عام ٢٠١٥، أدت سلسلة من الحرائق الكبيرة في الصناعات البتروكيماوية الإيرانية إلى زيادة الاشتباه في وقوع هجمات إلكترونية؛ ومع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك رسميًا. وذكرت السلطات الإيرانية أن سبب تلك الحوادث هو تهالك المنشآت وحرارة الجو.
وفي عام ٢٠١٧، أعلن حميد فتاحي، نائب وزير الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة البنية التحتية للاتصالات، في تغريدة على تويتر عن "هجمات متفرقة" على بعض البنى التحتية للاتصالات وادعى أن مصدر هذه الهجمات هو إسرائيل.
وفي عام ٢٠١٩ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل كانت وراء مقتل محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع الإيراني والعالم النووي البارز.
وقبل عامين، تم الهجوم على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية بعد ساعات من افتتاح الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، معرض الإنجازات الذرية لإيران.
كما نسبت الفضل إلى الموساد بتنفيذ هجمات ناجحة مماثلة ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية في يوليو ٢٠٢٠، ومرفق نووي مختلف في نطنز في أبريل ٢٠٢١، ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو ٢٠٢١ تدمير حوالي ١٢٠ طائرة إيرانية بدون طيار أو أكثر في فبراير ٢٠٢٢.
وفقًا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر مطلعة، قام ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، برحلة غير معلنة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لمناقشة إيران وقضايا إقليمية أخرى.
أيضا أجرى مسئولون أمنيون إسرائيليون محادثات للتنبؤ بكيفية الرد على هجمات الـ٤٨ ساعة الماضية على قوافل تحمل أسلحة وذخائر متجهة إلى الميليشيات المدعومة من طهران في سوريا، وفقا لشبكة "كان" الإسرائيلية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الهجوم الأول، مساء الأحد ٢٩ يناير، استهدف ست شاحنات وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص بالقرب من الحدود السورية مع العراق.
وبحسب حقوق الإنسان السورية، فقد أصاب هذا الهجوم قافلة من ست شاحنات مبردة تنقل أسلحة إيرانية من العراق إلى سوريا، وقتل السائقين ومعاونيهم.
كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهجوم الثاني، الذي نُفِّذ صباح يوم الاثنين ٣٠ يناير، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم قائد في القوات المدعومة من ايران، أثناء تفتيشهم موقع الهجوم. كما تم استهداف ناقلة وقود من قبل طائرة مسيرة مجهولة قيل إنها "محملة على الأرجح بأسلحة وذخائر للجماعات المدعومة من إيران" في المنطقة نفسها. وقتل شخص واحد على الأقل في انفجار هذه الناقلة.
اختراق أمني لإيران
استهداف منشأة أصفهان العسكرية، يشي إلى الاختراق الأمني الكبيرة، وأيضا وجود خلل في أجهزة الدفاع الايرانية، وهي ليست الأولى من نوعها فقد دأبت إسرائيل على اختراق الأجواء الإيرانية.
الاختراق لمنظمة الدفاع الايرانية يكشف عن خلل داخل هذه المنظومة، فلدى ايران مجموعة من انظمة الدفاع والرادرات كمنظمة الدفاع قصير المدى الثالث "خورداد وهي مجهزة أيضًا بنظام Bawar-٣٧٣ الأكثر تقدمًا وبعيد المدى، والذي يمكنه اكتشاف ومطاردة الأهداف الجوية على مسافة ٣٠٠ كيلومتر على الأقل، من قاذفات الشبح والطائرات بدون طيار إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
وتزعم ايران أن نظام Bavar-٣٧٣ يتفوق حتى على S-٣٠٠ الروسي ويعتبر وسيلة فعالة لاكتشاف واعتراض مقاتلات F-٣٥ وF-٢٢ (رابتور). أعلنت مصادر عسكرية إيرانية أن النسخة الجديدة من بافار ٣٧٣، التي سيتم الكشف عنها قريبًا ، تتمتع بقدرات أكثر وتتفوق على إس -٤٠٠.
وفي صيف ٢٠٢٢ اخترقت مقاتلات الشبح الإسرائيلية من طراز F-٣٥ المجال الجوي الإيراني، الطائرات نجحت في التهرب من الرادارات الروسية والإيرانية خلال التدريبات.
كما ورد أن الطائرات بدون طيار وناقلات التزود بالوقود في الجو قد شاركت في التدريبات "الضخمة".
كما تراقب الغواصات الإسرائيلية سرًا سفن التجسس الإيرانية في البحر الأحمر وبحر العرب.
في نهاية شهر مايو نفذ سلاح الجو الإسرائيلي مناورات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة ضرب المنشآت النووية الإيرانية كجزء من مناورة عسكرية واسعة النطاق تسمى عربات النار.
كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن "سيناريوهات هجوم عسكري كبير على إيران" تمت ممارستها في هذه التدريبات.
وفي عام ٢٠٢١، أعلن مسئول عسكري إسرائيلي كبير أن التمويل والاستعدادات لهجوم على المواقع النووية الإيرانية "تسارعت بشكل كبير".
وكشف اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت، في سبتمبر: "إنها مهمة معقدة للغاية، مع قدر أكبر بكثير من المعلومات الاستخباراتية، والمزيد من القدرات العملياتية، والمزيد من الأسلحة".
كما قامت إسرائيل بتسريع وتيرة التدريبات العسكرية ونطاقها في مايو ٢٠٢٢: للمرة الأولى، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي مناورات واسعة النطاق لمحاكاة هجوم على المواقع النووية الإيرانية.
وفي نوفمبر٢٠٢٢ أجرت القوات الإسرائيلية والأمريكية مناورة جوية استمرت ثلاثة أيام لمحاكاة هجوم على مواقع نووية إيرانية.
وفي يناير ٢٠٢٣ شاركت مقاتلات شبح إسرائيلية من طراز F-٣٥ في تدريبات بست مقاتلات أمريكية من طراز F-١٥. كان الهدف هو محاكاة الهجمات في عمق أراضي العدو.
وذكرت تقارير اعلامية أجنبية أن نظام الدفاع الجوي الإيراني، والذي يتضمن رادارها الروسي، فشل في رصد دخول وخروج الطائرات المقاتلة... انتهى الأمر بالمخابرات الإيرانية باكتشاف أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية نفذت هذه الطلعة كاختبار. من احتمال وقوع هجوم غير مكتشف على مواقع وقواعد إيرانية، صوروا خلاله تلك القواعد الحساسة، متهربين من رادار نظام الصواريخ الروسي S-٣٠٠.
وهو ما أدى إلى شكوك ايرانية من وجود تعاون بين روسيا وإسرائيل وتسليم موسكو الجيش الاسرائيلي الشفرة السرية للرادار الروسي في إيران بما يسهل عملية الاختراق الجوي الايراني.
وبحسب سبوتنيك، فقد أُعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها لم تتلق أي طلب رسمي من إيران لمساعدة روسيا في التعامل مع قضية هجمات الطائرات بدون طيار على المنشآت الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
في الأسبوع الماضي، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورة عسكرية مشتركة بينهما بمشاركة أكثر من ٧٥٠٠ جندي ستمرت أربعة أيام في أكبر مناورة عسكرية مشتركة حتى الآن.
في هذه التدريبات، أجريت سلسلة من السيناريوهات لاختبار القدرة على تدمير أنظمة الدفاع الجوي وطائرات التزود بالوقود، وضمنت التدريبات بالذخيرة الحية ٤٢ طائرة إسرائيلية و١٠٠ مقاتلة وقاذفات وطائرات حربية أخرى بالإضافة إلى مجموعة حاملة طائرات أمريكية. وشارك في الهجوم قرابة ٦٤٠٠ جندي أمريكي وأكثر من ١١٠٠ جندي إسرائيلي.
ومنذ عام ٢٠١٠، ارتبطت إسرائيل على نطاق واسع بما لا يقل عن اثني عشر هجومًا - بما في ذلك العمليات السيبرانية والسرية والاغتيالات- على برنامج إيران النووي. تفصل بين القدس وطهران ما يقرب من ١٠٠٠ ميل.
ومع ذلك، ورد أن إسرائيل توغلت في عمق الأراضي الإيرانية ومنشآتها الأكثر أمانًا على موجتين. كانت الموجة الأولى، وخاصة الهجمات الإلكترونية والاغتيالات، بين عامي ٢٠١٠ و٢٠١٢ قبل إطلاق الدبلوماسية النووية مع إيران. والثانية بدأت عام ٢٠١٨ وتضمنت مداهمة.
وفي ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ كشف وزير الدفاع بيني غانتس، في حدث لتخريج طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي عن ارتفع معدلات الاستهدافات الإسرائيلية للمنشآت الايرانية.
وقال غانتس: "زادت إسرائيل بشكل كبير من استعدادها في السنوات الأخيرة وتستعد لاحتمال شن هجوم على إيران.. يمكنك عبور السماء إلى الشرق في يومين أو ثلاث سنوات وتشارك في هجوم على مواقع نووية في إيران، ونحن نستعد له".
زيارة بلينكن للمنطقة
الاستهدافات العسكرية ضد المنشآت الايرانية قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى إسرائيل، والتي أكد على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن البلدين متفقان على أن الجمهورية الإسلامية يجب ألا تمتلك أسلحة نووية وأنه من الضروري التعامل مع تصرفات طهران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف بلينكين، أنه يفضل وقف برنامج إيران النووي من خلال المفاوضات، لكن جميع الخيارات لمنع التسلح النووي الإيراني قيد الدراسة.
وتعهدت إسرائيل بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، والاستعداد لعمل عسكري لاستخدامه ضد طهران إذا لزم الأمر.
وفي أوائل عام ٢٠٢٣، قدر مسئولون أمريكيون وإسرائيليون أن إيران لم تتخذ بعد القرار السياسي لإنتاج السلاح الأكثر فتكًا في العالم.
وفي وقت سابق ادعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أفيف كوخافي أن إيران لديها بالفعل ما يكفي من اليورانيوم الذي إذا تم تخصيبه أكثر، يمكن أن يكون وقودًا لأربعة أسلحة نووية - ثلاثة منها تحتوي على ٢٠ يورانيوم مخصب وواحدة تحتوي على ٦٠ بالمائة من اليورانيوم المخصب. (المستوى المعتاد لتخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة هو ٩٠ في المائة). حتى لو اختارت طهران تسليح تقدمها التكنولوجي، فستحتاج إلى ما يصل إلى عام، وربما عامين، لإكمال الخطوات المتعددة المطلوبة لتجميع القنبلة ثم بعد ذلك تزود الرأس الحربي بنظام توصيل الصواريخ.
لذلك تتحرك اسرائيل بضوء أخضر أمريكي لتعطل طموحات طهران للوصول إلى السلاح النووي، في ظل استمرار الاحتجاجات في الشارع الإيراني، وتوجه دول الاتحاد الأوروبي لتصنيف الحرس الثوري إرهابي.
كما تزامن الهجوم على منشآت عسكرية في أصفهان مع زيارة وزير الخارجية القطري حمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى طهران.
أعلن خلالها المسئول القطري بوضوح أنه يحمل رسالة مهمة من الغرب إلى إيران. وقالت بعض المصادر إن وزير الخارجية القطري أبلغ في رسالته قادة طهران بآخر اقتراح غربي لحل الصراع النووي الإيراني قبل شن هجمات استباقية على هذا البلد.
على الرغم من أن الهجوم على منشآت أصفهان نسب إلى إسرائيل، إلا أن تزامن هذا الهجوم مع زيارة وزير الخارجية القطري إلى طهران له مغزى كبير. الغرض من هذا التزامن هو إعلام سلطات طهران بأن التحذير خطير.
من جانبه؛ قال وزير الخارجية الايراني حسين أمي عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري "تسلمنا عبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رسائل من جانب أطراف الاتفاق النووي".
ولم يورد المسئول الإيراني أي تفاصيل عن مضمون الرسائل، لكنه رحب بالجهود التي تبذلها الدوحة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ أشهر.
ماهي السيناريوهات المقبلة؟
تشير الأوضاع في المنطقة إلى ضربة عسكرية ضد ايران، إذا فشل التوصل إلى اتفاق نووي واستمرار ايران في دعم وسيا عسكريا، والزيارة الأمريكية الى دول المنطقة والمناورات العسكرية الأمريكية الاسرائيلية الاخيرة.
في أواخر عام ٢٠٢٠، كثف البنتاجون انتشاره الجوي والبحري حول إيران وسط توترات عسكرية في الخليج العربي. بدأت عمليات النشر الجديدة في أواخر نوفمبر ٢٠٢٠ واستمرت حتى عام ٢٠٢٢. وشملت عدة رحلات من قاذفات B-٥٢ أو B-١ وغواصة تعمل بالطاقة النووية ومجموعة حاملة هجومية بقيادة USS Nimitz .
استمرت رحلات القاذفات إلى الخليج العربي خلال إدارة بايدن. بعد أن حلقت طائرتان من طراز B-٥٢ بالقرب من إيران في سبتمبر ٢٠٢٢، "مثل هذه البعثات ... تظهر قدرتنا على توحيد القوات لردع خصومنا، وإذا لزم الأمر، هزيمتهم"، قال اللفتنانت جنرال أليكسوس جرينكيويتش، الضابط الأعلى للقوات الجوية الأمريكية الشرق الأوسط في بيان. "التهديدات الموجهة للولايات المتحدة وشركائنا لن تمر دون إجابة".
وشملت عمليات الانتشار العسكرية الأمريكية:
٢١ نوفمبر ٢٠٢٠: أول رحلات B-٥٢ إلى الخليج العربي.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠: نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز في بحر العرب.
١٠ ديسمبر ٢٠٢٠: رحلات B-٥٢ الثانية إلى الخليج العربي.
٢١ ديسمبر ٢٠٢٠: عبرت غواصة تعمل بالطاقة النووية مضيق هرمز.
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠: رحلات B-٥٢ الثالثة إلى الخليج العربي.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠: أمر البنتاجون حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز بالعودة إلى قاعدتها في بريميرتون، واشنطن.
٣ يناير ٢٠٢١: ألغى البنتاجون عودة المدمرة نيميتز وأمرها بالبقاء في مسرح عمليات القيادة المركزية.
٦ يناير ٢٠٢١: رحلات B-٥٢ الرابعة إلى الخليج العربي.
١٧ يناير ٢٠٢١: رحلات B-٥٢ الخامسة إلى الخليج العربي.
٢٧ يناير ٢٠٢١: سادس رحلات B-٥٢ إلى الخليج العربي.
٧ مارس ٢٠٢١: رحلات B-٥٢ السابعة إلى الخليج العربي.
٣٠ أكتوبر ٢٠٢١: رحلة B-١B إلى الخليج العربي والبحر الأحمر وقناة السويس.
١١ نوفمبر ٢٠٢١: رحلة B-١B إلى البحر الأحمر.
١٤ فبراير ٢٠٢٢: ثامن رحلات B-٥٢ إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
٢٩ مارس ٢٠٢٢: الرحلات التاسعة من طراز B-٥٢ إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
٨ يونيو ٢٠٢٢: رحلات B-٥٢ العاشرة إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
٤ سبتمبر ٢٠٢٢: رحلة B-٥٢ فوق شرق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر.
١٠ نوفمبر ٢٠٢٢: رحلة B-٥٢ إلى الشرق الأوسط.
وفي نوفمبر الماضي؛ أعادت البحرية الأمريكية نشر حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز من المحيط الهندي، حيث شاركت في مناورة عسكرية مشتركة مع أستراليا والهند واليابان.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان إن المجموعة تلقت أوامر بالعودة إلى الخليج بسبب انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان "يضمن هذا الإجراء أن لدينا القدرة الكافية المتاحة للرد على أي تهديد وردع أي خصم من العمل ضد قواتنا أثناء خفض القوة". زادت الحاملة والسفن الحربية المرافقة حجم الأسطول الخامس من ١٥ إلى ٢٠ سفينة.
وفي ٩ يناير الفائت؛ حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية تمثل الخيار الأكثر جاذبية، لكننا نتفق أيضًا مع شركائنا الإسرائيليين على أنه لا ينبغي لنا إزالة أي شيء من على الطاولة".
وأضاف برايس "في الداخل والخارج، لبذل المزيد من الجهود لاحتواء برنامج إيران، حيث زادت طهران من تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه كوقود لسلاح نووي، وتركيب أجهزة طرد مركزي أسرع وأكثر كفاءة للتخصيب.
كما أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، رويبرت مالي، أن بلاده لن تتردد باتخاذ أي خطوة لوقف سلوك إيران العدواني إذا فشل الحوار.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية أن الخيار العسكري مع إيران مطروح إذا فشل المسار الدبلوماسي.
2006
وقع انفجار فى بارشين وكان من أوائل أعمال التخريب المنسوبة إلى إسرائيل
مباحثات الاتفاق النووى
2009
إلى ٢٠٢١ مدة تولى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفذت إسرائيل سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية داخل إيران
2015
أدت سلسلة من الحرائق الكبيرة في الصناعات البتروكيماوية الإيرانية إلى زيادة الاشتباه في وقوع هجمات إلكترونية؛ ومع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك رسميًا. وذكرت السلطات الإيرانية أن سبب تلك الحوادث هو تهالك المنشآت وحرارة الجو
2017
أعلن حميد فتاحي نائب وزير الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة البنية التحتية للاتصالات في تغريدة على تويتر عن «هجمات متفرقة» على بعض البنى التحتية للاتصالات وادعى أن مصدر هذه الهجمات هو إسرائيل
التصريحات الخارجية من طهران تشير إلي ثلاث طائرات مسيرة صغيرة، استهدفت مصنع ذخيرة في أصفهان ولم تقع إصابات.
وتعدّ أصفهان إحدى أهم المدن الإيرانية فى التصنيع العسكري، حيث تحتوي على مصانع كثيرة، كما تضم مفاعل نطنز النووي الشهير، أحد أهم المنشآت الإيرانية.
في نفس وقت هجوم الطائرات بدون طيار على منشآت أصفهان، وقعت انفجارات مشبوهة أيضًا في بعض المنشآت الإيرانية الحساسة في محافظة أذربيجان، والتي لم تشرحها السلطات الإيرانية.
استهداف مجمع عسكرى وأصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل هل تختبر تل أبيب الدفاعات الإيرانية قبل شن عملية كبيرة؟
وكالة أنباء فارس الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، ذكرت أن حريقا هائلا اشتعل في مصفاة نفط شمالي غرب إيران قرب مدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية، مضيفة أن شدة الحريق جعلت من الصعب على فرق الإطفاء إخماده، وأن السبب وراء الحادث يخضع للتحقيق.
كذلك أفادت تقارير أخرى عن وقوع انفجار في مدينة مهاباد بكردستان إيران شمال غرب البلاد، ولكن لم توضح تقارير ايرانية أسباب الانفجار.
فيما كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" و"أكسيوس"، نقلاً عن مصادر غربية وإسرائيلية، أن الهجوم استهدف منشأة تنتج "أسلحة متطورة" و"صواريخ"، وأن "الضرر تجاوز بكثير التدمير الطفيف للسقف".
وبحسب أكسيوس، فى هذه العملية، "أصيبت أربع مناطق مختلفة في هذا المبنى بشكل صحيح وتحقق الغرض من العملية".
كما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسئولين أمريكيين وبعض مصادر الخبراء، أن هذا الهجوم كان "من عمل إسرائيل" واعتبرت بعض المصادر الغربية هذا الهجوم ناجحًا للغاية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المسيّرات التي استهدفت مواقع بأصفهان يعتقد أنها انطلقت من داخل إيران.
وأضافت أن الطائرات بدون طيار وتسمى "كوادكوبتر" لأن لديها أربعة دوارات، لديها مدى طيران قصير، وفي هجوم يوم السبت يعتقد أنها أقلعت من داخل إيران.
كما أعلنت مدونة Intelli Times الإسرائيلية أن الموقع المستهدف هو "معمل أصفهان للمواد والطاقة".
وكتبت هذه المدونة، التي تنشر تقارير استخباراتية، أن الهدف من هجوم الطائرات بدون طيار مساء السبت في أصفهان كان "معهد أبحاث الفضاء الإيراني" التابع لوزارة الدفاع.
في موازاة ذلك، علمت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الهجوم في أصفهان كان ناجحاً رغم المزاعم الإيرانية، وفقاً لمصادر المخابرات الغربية والمصادر الأجنبية.
وقال محمد رضا جان نيشاري ، نائب الأمن السياسي لمحافظ أصفهان، يوم الأحد الماضى، في إشارة إلى عدم وقوع إصابات في هجوم الطائرات المسيرة الليلة الماضية في أصفهان: فقط سقف أحد سقائف هذا المجمع تضرر بشكل طفيف، لكن لم يكن هناك خلل في قدرة وعمل المجمع والآن يستمر في العمل. فيما تشير التقديرات أن الهجمات استهدفت ١٤ هدفًا عسكريًا في إيران.
إيران.. عمليات تخريبة واغتيالات
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل في أعقاب التفجيرات وعمليات التخريب التي كان هدفها الرئيسي البرنامج العسكري والنووي الإيراني.
وبين عامي ٢٠٠٩ و٢٠٢١، أي وقت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نفذت إسرائيل سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية داخل إيران.
ومع ذلك، فإن تعقيد العديد من العمليات تطلب شهورًا وسنوات من التخطيط والدعم اللوجستي والمالي، والأهم من ذلك شبكة واسعة من الجواسيس وعملاء الأمن وفرق العمل. الأمر الذي يعزز التكهنات حول وجود دولة وراء هذه الهجمات.
وأعلنت إسرائيل أنها لن تحصر نفسها في مواجهة البرنامج النووي الإيراني والإجراءات الإقليمية للحرس الثوري وستتخذ "الإجراءات اللازمة" لضمان أمنها.
في بعض التقارير، كان الانفجار الذي وقع في بارشين عام ٢٠٠٦ من أوائل أعمال التخريب المنسوبة إلى إسرائيل. لكن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تقول إنه بأمر من باراك أوباما توقفت مثل هذه الهجمات قبل ستة أعوام، أي قبل عام من الاتفاق النووي مع طهران. يبدو أن مثل هذه العمليات استؤنفت بعد أن تولى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصبه.
وفي عام ٢٠١٥، أدت سلسلة من الحرائق الكبيرة في الصناعات البتروكيماوية الإيرانية إلى زيادة الاشتباه في وقوع هجمات إلكترونية؛ ومع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك رسميًا. وذكرت السلطات الإيرانية أن سبب تلك الحوادث هو تهالك المنشآت وحرارة الجو.
وفي عام ٢٠١٧، أعلن حميد فتاحي، نائب وزير الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة البنية التحتية للاتصالات، في تغريدة على تويتر عن "هجمات متفرقة" على بعض البنى التحتية للاتصالات وادعى أن مصدر هذه الهجمات هو إسرائيل.
وفي عام ٢٠١٩ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل كانت وراء مقتل محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع الإيراني والعالم النووي البارز.
وقبل عامين، تم الهجوم على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية بعد ساعات من افتتاح الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، معرض الإنجازات الذرية لإيران.
كما نسبت الفضل إلى الموساد بتنفيذ هجمات ناجحة مماثلة ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية في يوليو ٢٠٢٠، ومرفق نووي مختلف في نطنز في أبريل ٢٠٢١، ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو ٢٠٢١ تدمير حوالي ١٢٠ طائرة إيرانية بدون طيار أو أكثر في فبراير ٢٠٢٢.
وفقًا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر مطلعة، قام ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، برحلة غير معلنة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لمناقشة إيران وقضايا إقليمية أخرى.
أيضا أجرى مسئولون أمنيون إسرائيليون محادثات للتنبؤ بكيفية الرد على هجمات الـ٤٨ ساعة الماضية على قوافل تحمل أسلحة وذخائر متجهة إلى الميليشيات المدعومة من طهران في سوريا، وفقا لشبكة "كان" الإسرائيلية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الهجوم الأول، مساء الأحد ٢٩ يناير، استهدف ست شاحنات وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص بالقرب من الحدود السورية مع العراق.
وبحسب حقوق الإنسان السورية، فقد أصاب هذا الهجوم قافلة من ست شاحنات مبردة تنقل أسلحة إيرانية من العراق إلى سوريا، وقتل السائقين ومعاونيهم.
كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهجوم الثاني، الذي نُفِّذ صباح يوم الاثنين ٣٠ يناير، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم قائد في القوات المدعومة من ايران، أثناء تفتيشهم موقع الهجوم. كما تم استهداف ناقلة وقود من قبل طائرة مسيرة مجهولة قيل إنها "محملة على الأرجح بأسلحة وذخائر للجماعات المدعومة من إيران" في المنطقة نفسها. وقتل شخص واحد على الأقل في انفجار هذه الناقلة.
اختراق أمني لإيران
استهداف منشأة أصفهان العسكرية، يشي إلى الاختراق الأمني الكبيرة، وأيضا وجود خلل في أجهزة الدفاع الايرانية، وهي ليست الأولى من نوعها فقد دأبت إسرائيل على اختراق الأجواء الإيرانية.
الاختراق لمنظمة الدفاع الايرانية يكشف عن خلل داخل هذه المنظومة، فلدى ايران مجموعة من انظمة الدفاع والرادرات كمنظمة الدفاع قصير المدى الثالث "خورداد وهي مجهزة أيضًا بنظام Bawar-٣٧٣ الأكثر تقدمًا وبعيد المدى، والذي يمكنه اكتشاف ومطاردة الأهداف الجوية على مسافة ٣٠٠ كيلومتر على الأقل، من قاذفات الشبح والطائرات بدون طيار إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
وتزعم ايران أن نظام Bavar-٣٧٣ يتفوق حتى على S-٣٠٠ الروسي ويعتبر وسيلة فعالة لاكتشاف واعتراض مقاتلات F-٣٥ وF-٢٢ (رابتور). أعلنت مصادر عسكرية إيرانية أن النسخة الجديدة من بافار ٣٧٣، التي سيتم الكشف عنها قريبًا ، تتمتع بقدرات أكثر وتتفوق على إس -٤٠٠.
وفي صيف ٢٠٢٢ اخترقت مقاتلات الشبح الإسرائيلية من طراز F-٣٥ المجال الجوي الإيراني، الطائرات نجحت في التهرب من الرادارات الروسية والإيرانية خلال التدريبات.
كما ورد أن الطائرات بدون طيار وناقلات التزود بالوقود في الجو قد شاركت في التدريبات "الضخمة".
كما تراقب الغواصات الإسرائيلية سرًا سفن التجسس الإيرانية في البحر الأحمر وبحر العرب.
في نهاية شهر مايو نفذ سلاح الجو الإسرائيلي مناورات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة ضرب المنشآت النووية الإيرانية كجزء من مناورة عسكرية واسعة النطاق تسمى عربات النار.
كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن "سيناريوهات هجوم عسكري كبير على إيران" تمت ممارستها في هذه التدريبات.
وفي عام ٢٠٢١، أعلن مسئول عسكري إسرائيلي كبير أن التمويل والاستعدادات لهجوم على المواقع النووية الإيرانية "تسارعت بشكل كبير".
وكشف اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت، في سبتمبر: "إنها مهمة معقدة للغاية، مع قدر أكبر بكثير من المعلومات الاستخباراتية، والمزيد من القدرات العملياتية، والمزيد من الأسلحة".
كما قامت إسرائيل بتسريع وتيرة التدريبات العسكرية ونطاقها في مايو ٢٠٢٢: للمرة الأولى، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي مناورات واسعة النطاق لمحاكاة هجوم على المواقع النووية الإيرانية.
وفي نوفمبر٢٠٢٢ أجرت القوات الإسرائيلية والأمريكية مناورة جوية استمرت ثلاثة أيام لمحاكاة هجوم على مواقع نووية إيرانية.
وفي يناير ٢٠٢٣ شاركت مقاتلات شبح إسرائيلية من طراز F-٣٥ في تدريبات بست مقاتلات أمريكية من طراز F-١٥. كان الهدف هو محاكاة الهجمات في عمق أراضي العدو.
وذكرت تقارير اعلامية أجنبية أن نظام الدفاع الجوي الإيراني، والذي يتضمن رادارها الروسي، فشل في رصد دخول وخروج الطائرات المقاتلة... انتهى الأمر بالمخابرات الإيرانية باكتشاف أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية نفذت هذه الطلعة كاختبار. من احتمال وقوع هجوم غير مكتشف على مواقع وقواعد إيرانية، صوروا خلاله تلك القواعد الحساسة، متهربين من رادار نظام الصواريخ الروسي S-٣٠٠.
وهو ما أدى إلى شكوك ايرانية من وجود تعاون بين روسيا وإسرائيل وتسليم موسكو الجيش الاسرائيلي الشفرة السرية للرادار الروسي في إيران بما يسهل عملية الاختراق الجوي الايراني.
وبحسب سبوتنيك، فقد أُعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها لم تتلق أي طلب رسمي من إيران لمساعدة روسيا في التعامل مع قضية هجمات الطائرات بدون طيار على المنشآت الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
في الأسبوع الماضي، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورة عسكرية مشتركة بينهما بمشاركة أكثر من ٧٥٠٠ جندي ستمرت أربعة أيام في أكبر مناورة عسكرية مشتركة حتى الآن.
في هذه التدريبات، أجريت سلسلة من السيناريوهات لاختبار القدرة على تدمير أنظمة الدفاع الجوي وطائرات التزود بالوقود، وضمنت التدريبات بالذخيرة الحية ٤٢ طائرة إسرائيلية و١٠٠ مقاتلة وقاذفات وطائرات حربية أخرى بالإضافة إلى مجموعة حاملة طائرات أمريكية. وشارك في الهجوم قرابة ٦٤٠٠ جندي أمريكي وأكثر من ١١٠٠ جندي إسرائيلي.
ومنذ عام ٢٠١٠، ارتبطت إسرائيل على نطاق واسع بما لا يقل عن اثني عشر هجومًا - بما في ذلك العمليات السيبرانية والسرية والاغتيالات- على برنامج إيران النووي. تفصل بين القدس وطهران ما يقرب من ١٠٠٠ ميل.
ومع ذلك، ورد أن إسرائيل توغلت في عمق الأراضي الإيرانية ومنشآتها الأكثر أمانًا على موجتين. كانت الموجة الأولى، وخاصة الهجمات الإلكترونية والاغتيالات، بين عامي ٢٠١٠ و٢٠١٢ قبل إطلاق الدبلوماسية النووية مع إيران. والثانية بدأت عام ٢٠١٨ وتضمنت مداهمة.
وفي ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ كشف وزير الدفاع بيني غانتس، في حدث لتخريج طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي عن ارتفع معدلات الاستهدافات الإسرائيلية للمنشآت الايرانية.
وقال غانتس: "زادت إسرائيل بشكل كبير من استعدادها في السنوات الأخيرة وتستعد لاحتمال شن هجوم على إيران.. يمكنك عبور السماء إلى الشرق في يومين أو ثلاث سنوات وتشارك في هجوم على مواقع نووية في إيران، ونحن نستعد له".
زيارة بلينكن للمنطقة
الاستهدافات العسكرية ضد المنشآت الايرانية قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى إسرائيل، والتي أكد على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن البلدين متفقان على أن الجمهورية الإسلامية يجب ألا تمتلك أسلحة نووية وأنه من الضروري التعامل مع تصرفات طهران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف بلينكين، أنه يفضل وقف برنامج إيران النووي من خلال المفاوضات، لكن جميع الخيارات لمنع التسلح النووي الإيراني قيد الدراسة.
وتعهدت إسرائيل بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، والاستعداد لعمل عسكري لاستخدامه ضد طهران إذا لزم الأمر.
وفي أوائل عام ٢٠٢٣، قدر مسئولون أمريكيون وإسرائيليون أن إيران لم تتخذ بعد القرار السياسي لإنتاج السلاح الأكثر فتكًا في العالم.
وفي وقت سابق ادعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أفيف كوخافي أن إيران لديها بالفعل ما يكفي من اليورانيوم الذي إذا تم تخصيبه أكثر، يمكن أن يكون وقودًا لأربعة أسلحة نووية - ثلاثة منها تحتوي على ٢٠ يورانيوم مخصب وواحدة تحتوي على ٦٠ بالمائة من اليورانيوم المخصب. (المستوى المعتاد لتخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة هو ٩٠ في المائة). حتى لو اختارت طهران تسليح تقدمها التكنولوجي، فستحتاج إلى ما يصل إلى عام، وربما عامين، لإكمال الخطوات المتعددة المطلوبة لتجميع القنبلة ثم بعد ذلك تزود الرأس الحربي بنظام توصيل الصواريخ.
لذلك تتحرك اسرائيل بضوء أخضر أمريكي لتعطل طموحات طهران للوصول إلى السلاح النووي، في ظل استمرار الاحتجاجات في الشارع الإيراني، وتوجه دول الاتحاد الأوروبي لتصنيف الحرس الثوري إرهابي.
كما تزامن الهجوم على منشآت عسكرية في أصفهان مع زيارة وزير الخارجية القطري حمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى طهران.
أعلن خلالها المسئول القطري بوضوح أنه يحمل رسالة مهمة من الغرب إلى إيران. وقالت بعض المصادر إن وزير الخارجية القطري أبلغ في رسالته قادة طهران بآخر اقتراح غربي لحل الصراع النووي الإيراني قبل شن هجمات استباقية على هذا البلد.
على الرغم من أن الهجوم على منشآت أصفهان نسب إلى إسرائيل، إلا أن تزامن هذا الهجوم مع زيارة وزير الخارجية القطري إلى طهران له مغزى كبير. الغرض من هذا التزامن هو إعلام سلطات طهران بأن التحذير خطير.
من جانبه؛ قال وزير الخارجية الايراني حسين أمي عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري "تسلمنا عبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رسائل من جانب أطراف الاتفاق النووي".
ولم يورد المسئول الإيراني أي تفاصيل عن مضمون الرسائل، لكنه رحب بالجهود التي تبذلها الدوحة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ أشهر.
ماهي السيناريوهات المقبلة؟
تشير الأوضاع في المنطقة إلى ضربة عسكرية ضد ايران، إذا فشل التوصل إلى اتفاق نووي واستمرار ايران في دعم وسيا عسكريا، والزيارة الأمريكية الى دول المنطقة والمناورات العسكرية الأمريكية الاسرائيلية الاخيرة.
في أواخر عام ٢٠٢٠، كثف البنتاجون انتشاره الجوي والبحري حول إيران وسط توترات عسكرية في الخليج العربي. بدأت عمليات النشر الجديدة في أواخر نوفمبر ٢٠٢٠ واستمرت حتى عام ٢٠٢٢. وشملت عدة رحلات من قاذفات B-٥٢ أو B-١ وغواصة تعمل بالطاقة النووية ومجموعة حاملة هجومية بقيادة USS Nimitz .
استمرت رحلات القاذفات إلى الخليج العربي خلال إدارة بايدن. بعد أن حلقت طائرتان من طراز B-٥٢ بالقرب من إيران في سبتمبر ٢٠٢٢، "مثل هذه البعثات ... تظهر قدرتنا على توحيد القوات لردع خصومنا، وإذا لزم الأمر، هزيمتهم"، قال اللفتنانت جنرال أليكسوس جرينكيويتش، الضابط الأعلى للقوات الجوية الأمريكية الشرق الأوسط في بيان. "التهديدات الموجهة للولايات المتحدة وشركائنا لن تمر دون إجابة".
وشملت عمليات الانتشار العسكرية الأمريكية:
٢١ نوفمبر ٢٠٢٠: أول رحلات B-٥٢ إلى الخليج العربي.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠: نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز في بحر العرب.
١٠ ديسمبر ٢٠٢٠: رحلات B-٥٢ الثانية إلى الخليج العربي.
٢١ ديسمبر ٢٠٢٠: عبرت غواصة تعمل بالطاقة النووية مضيق هرمز.
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠: رحلات B-٥٢ الثالثة إلى الخليج العربي.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠: أمر البنتاجون حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز بالعودة إلى قاعدتها في بريميرتون، واشنطن.
٣ يناير ٢٠٢١: ألغى البنتاجون عودة المدمرة نيميتز وأمرها بالبقاء في مسرح عمليات القيادة المركزية.
٦ يناير ٢٠٢١: رحلات B-٥٢ الرابعة إلى الخليج العربي.
١٧ يناير ٢٠٢١: رحلات B-٥٢ الخامسة إلى الخليج العربي.
٢٧ يناير ٢٠٢١: سادس رحلات B-٥٢ إلى الخليج العربي.
٧ مارس ٢٠٢١: رحلات B-٥٢ السابعة إلى الخليج العربي.
٣٠ أكتوبر ٢٠٢١: رحلة B-١B إلى الخليج العربي والبحر الأحمر وقناة السويس.
١١ نوفمبر ٢٠٢١: رحلة B-١B إلى البحر الأحمر.
١٤ فبراير ٢٠٢٢: ثامن رحلات B-٥٢ إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
٢٩ مارس ٢٠٢٢: الرحلات التاسعة من طراز B-٥٢ إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
٨ يونيو ٢٠٢٢: رحلات B-٥٢ العاشرة إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
٤ سبتمبر ٢٠٢٢: رحلة B-٥٢ فوق شرق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر.
١٠ نوفمبر ٢٠٢٢: رحلة B-٥٢ إلى الشرق الأوسط.
وفي نوفمبر الماضي؛ أعادت البحرية الأمريكية نشر حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز من المحيط الهندي، حيث شاركت في مناورة عسكرية مشتركة مع أستراليا والهند واليابان.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان إن المجموعة تلقت أوامر بالعودة إلى الخليج بسبب انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان "يضمن هذا الإجراء أن لدينا القدرة الكافية المتاحة للرد على أي تهديد وردع أي خصم من العمل ضد قواتنا أثناء خفض القوة". زادت الحاملة والسفن الحربية المرافقة حجم الأسطول الخامس من ١٥ إلى ٢٠ سفينة.
وفي ٩ يناير الفائت؛ حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية تمثل الخيار الأكثر جاذبية، لكننا نتفق أيضًا مع شركائنا الإسرائيليين على أنه لا ينبغي لنا إزالة أي شيء من على الطاولة".
وأضاف برايس "في الداخل والخارج، لبذل المزيد من الجهود لاحتواء برنامج إيران، حيث زادت طهران من تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه كوقود لسلاح نووي، وتركيب أجهزة طرد مركزي أسرع وأكثر كفاءة للتخصيب.
كما أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، رويبرت مالي، أن بلاده لن تتردد باتخاذ أي خطوة لوقف سلوك إيران العدواني إذا فشل الحوار.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية أن الخيار العسكري مع إيران مطروح إذا فشل المسار الدبلوماسي.
2006
وقع انفجار فى بارشين وكان من أوائل أعمال التخريب المنسوبة إلى إسرائيل
مباحثات الاتفاق النووى
2009
إلى ٢٠٢١ مدة تولى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفذت إسرائيل سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية داخل إيران
2015
أدت سلسلة من الحرائق الكبيرة في الصناعات البتروكيماوية الإيرانية إلى زيادة الاشتباه في وقوع هجمات إلكترونية؛ ومع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك رسميًا. وذكرت السلطات الإيرانية أن سبب تلك الحوادث هو تهالك المنشآت وحرارة الجو
2017
أعلن حميد فتاحي نائب وزير الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة البنية التحتية للاتصالات في تغريدة على تويتر عن «هجمات متفرقة» على بعض البنى التحتية للاتصالات وادعى أن مصدر هذه الهجمات هو إسرائيل